█ _ رضوى عاشور 2001 حصريا كتاب ❞ النقد التطبيقي ❝ عن المركز الثقافي العربي 2024 التطبيقي: فكر وثقافة مجاناً PDF اونلاين الثقافة تعني صقل النفس والمنطق والفطانة حيث أن المثقف يقوم نفسه بتعلم أمور جديدة كما هو حال القلم عندما يتم بريه هذا القسم يشمل العديدة من الكتب المتميزة الفكر والثقافة تتعدّد المعاني التي ترمي إليها اللغة العربية فهي ترجِع أصلها إلى الفعل الثلاثي ثقُفَ الذي يعني الذكاء والفطنة وسرعة التعلم والحذق والتهذيب وتسوية الشيء وإقامة اعوجاجه والعلم والفنون والتعليم والمعارف
يضم الكتاب مقالات كتبتها الباحثة في فترات زمنية متباعدة وفي مناسبات متعددة. إلا أن هذه النصوص على عشوائية زمن وظروف إنتاجها أبعد ما تكون عن العشوائية فهي مترابطة في أسلوبها المنهجي ومتسقة متكاملة في تغييرها عن شواغل كاتبتها في ممارساتها النقدية.
هذا وإن القارئ يجد بأن معظم المقالات المنشورة في هذا الكتاب تنتمي لمجال النقد التطبيقي، فهي قراءات لنصوص بعينها: حي بن يقظان، الإنسان والبحر، ثلاثية نجيب محفوظ، ومالك الحزين لإبراهيم اصلان... صيادو الذاكرة الفلسطينية... رحلة لطيفة الزيات، الكاتبة والحرية... عاصفة شكسبير... الواقعية بين لوكاس وبريخت...، توظف الباحثة من خلالها المنطلقات النظرية ضمناً ولا تصدرها، وهي تجتهد في المقام الأول في عقد صلة بين القارئ والنص عبر قراءة تلتزم بدراسة الشكل وإن لم تكن شكلانية، إذ تربط النص بسياقه، تخرج منه لتعود إليه، تقرأ في عناصره علاقته بواقع تاريخي بعينه وهي علاقة فسيحة مركبة، متعددة الأبعاد، لا تقتصر على إعادة إنتاج هذا الواقع ومحاورته والتعليق عليه، بل تمتد إلى مسارات متعرجة وملتفة ومتقاطعة يتعين تتبعها بحرص.
قسمت الباحثة المقالات إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول منها يضم قراءات نقدية يتناول أغلبها نصوصاً في الأدب العربي الحديث. أما القسم الثاني فيضم أربع دراسات كتبتها ونشرتها، في حينها، باللغة الإنكليزية، ثم ترجمتها إلى العربية بهدف نشرها في هذا الكتاب، وأفردت الباحثة القسم الثالث لشهادات ومحاضرات تجمع بين التناول النقدي والتعبير الذاتي. ويدخل هذا القسم في صلب ممارستها النقدية حيث تكشف نصوصه عن جانب من هذه الممارسة، وفيها قدر لا بأس به من المزج بين القراءة النقدية القائمة على التحليل "الموضوعي" والكتابة الأدبية القائمة على كمٍّ لا يستهان به من التعبير "الذاتي"
❞ أن تهيم على وجهك نهارا وتستقبل المساء جالسا في زاوية المسجد تؤلمك قرصة الجوع ولا ينقذك منها سوى النوم متدثرا بملفك الخشن ... ما الجديد في ذلك ؟
لم تكن المرة الأولى التي يجد فيها سعد نفسه بلا مورد رزق تواجهه أيام يبدو المستقبل فيها كصباح شتائي يجثم عليه الضباب، فلا يكاد المرء يبصر فيه موقع قدميه .
في تلك الأيام كان يجتر الماضي، الماضي الأبعد ، والغصن ينمو تلقائيا ، والماضي الأقرب وقد صار مقطوعا من الشجرة تتقاذفه الريح . ، وكلما استعاد ما مر به تحضره تفاصيل جديدة أفلتت من ذاكرته فيدهشه أنها أفلتت، ويدهشه أكثر ظهورها المفاجئ، فيوقن بعد تأمل أن لا شيء يضيع ، وأن عقل الإنسان صندوق عجيب صغير ما دام محمولا في الرأس، ويحتفظ رغم ذلك بمالا يحصى أو يعد : رائحة البحر، وجه أمه، خيوط صفراء واهية تنفذ في خضرة أوراق الكروم المبللة بقطرات المطر، خيوط الحرير على نول أبيه، سعلة جده
في الصباح، ضحكات الصغيرة، مذاق حبة لوز أخضر ، جرة مكسورة يسيل الزيت منها، وحبة مسبحة مفروطة تدحرجت إليه في مخبئه خلف الخزانة
بعد ثلاثة أيام من البحث عن العمل نهارا والنوم في المسجد ليلا . ❝
❞ سينكلون بنا بعد التسليم، والمعاهدة ليست إلا ورقة لا قيمة لها. لو سلمناهم غرناطة سيفرضون علينا الركوع حين يمر ركب القساوسة، ويرغموننا على الحياة في حي مغلق ليس له إلا باب واحد، ويشرعون سيف الترحيل على
رقابنا. ما الذي يمنعهم من فعل ذلك حين يملكون البلد ويصبح لهم ؟! انبطح سيده على ظهره فارتكز سعد على ركبتيه ومال بجذعه؛ وفرك له صدره وبطنه ووجه ساقيه، ثم انقلب سيده على بطنه ففرك له سعد ظهره ..
التسليم يرد شرهم عنا ويحفظ لنا حقوقنا .
كيف ؟!
كررتها أصوات متتابعة في حدة أقرب إلى الصراخ .
أزاح سيده يده واعتدل جالسا .
المعاهدة تنص على معاملتنا معاملة شريفة واحترام ديننا وعاداتنا وتقاليدنا وحريتنا في البيع والشراء. ومن حقنا الاحتفاظ بأملاكنا وأسلحتنا وخيولنا، و من حقنا اللجوء إلى قضاتنا للفصل في خلافاتنا. حتى أسرانا سيعودون إلينا أحرارا معافين . ❝
❞ الذاكرة ﻻ تقتل. تؤلم ألما ﻻ يطاق، ربما.ولكننا إذ نطيقه تتحول من دوامات تسحبنا إلى قاع الغرق إلى بحر نسبح فيه. نقطع المسافات. نحكمه ونملي إرادتنا عليه . ❝