█ _ محمد بن إبراهيم آل الشيخ عبد العزيز باز اللجنة الدائمة هيئة كبار العلماء 2011 حصريا كتاب ❞ سبل السلام شرح نواقض الإسلام ❝ 2025 الإسلام: ذكر أهل العلم للإسلام؛ أي: مُفسِداتٍ مَنْ فَعَلَها خَرَج من دائرة إلى الكفر نسأل الله السلامة والعافية أذكرُها للعِلْم بها؛ والحَذَر منها الناقِض الأول: الشِّرك عبادة وهو أعظم ذنبٍ عُصِيَ به؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيدًا} [النساء: 116] وقال {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة: 72] لقمان وصيَّته لابنه: {يَا بُنَيَّ تُشْرِكْ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] وله صورٌ؛ منها: أن يصرفَ العبدُ شيئًا منَ العبادة لغير الله؛ مثل: النَّذْر أو الذَّبْح غير ذلك الثاني: جَعَلَ بينه وبين وسائطَ؛ يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكَّل عليهم؛ فقد كفر إجماعًا؛ {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا دُونِهِ أَوْلِيَاءَ نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ لَا يَهْدِي كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3] {وَلا تَدْعُ دُونِ يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [يونس: 106] الثالث: لم يُكَفِّر المشركين شَكَّ كُفرهم صحَّح مذهبهم؛ لأن عزَّ وجلَّ كفَّرهم آياتٍ كثيرة وَأَمَرَ بعداوتهم؛ لافترائهم الكذبَ عليه ولا يُحْكَم بإسلام المرء حتى يكفِّر فإن توقَّف شكَّ كفرهم مع تبيُّنه؛ فهو مثلهم أما مذهبهم واستحسن ما هم الكفر؛ كافرٌ بإجماع المسلمين؛ هو الاستسلام لله بالتَّوحيد والانقياد له بالطَّاعة والبراءة وأهله وهذا والى أهلَ فضلاً عن يكفِّرهم؛ {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256] الرابع: مَنِ اعتقد أنَّ هدْيِ النبيِّ صلى وسلم أكْمَلُ مِن هدْيِه حُكْمَ غيرِه أحسنُ حُكْمِه كالذي يفضِّل حكمَ الطواغيت وتمثيل بالذين يقولون: إنَّ إنفاذَ حُكْم رجم الزَّاني المحصَن قطع يد السَّارق يناسب هذا العصر الحاضر؛ لأنَّ زماننا قد تغيَّر زمن غيره الأحكام مثله أفضل منه؛ تعالى : {فَلا وَرَبِّكَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ ثُمَّ يَجِدُوا أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} 655] ابن القيم رحمه وَاللهِ خَوْفِي الذُّنُوبَ فَإِنَّهَا لَعَلَى سَبِيلِ العَفْوِ والغُفْرَانِ لَكِنَّمَا أَخْشَى انْسِلاخَ القَلْبِ عَنْ تَحْكِيمِ هَذَا الوَحْيِ والقُرْآنِ ورِضًا بِآرَاءِ الرِّجَالِ وَخَرْصِهَا لاَ كَانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ المَنَّانِ ومن ذلك: أصحاب القوانين الوضعيَّة الذين جعلوها شرعًا ومنهاجًا يسيرون ويلزمون الناس {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ أَحْسَنُ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} 50] {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} 44] الخامس: "مَن أبغض مما جاء به الرسول ولو عمل كَفَرَ" باتِّفاق وقد نال المنافقون النَّصيب الأكبر هذه الخَصْلة وهم يعملون ببعض شرائع الظاهرة؛ ولكنهم الخفاء يُضمِرون البُغض والكراهية لشريعة وأهلها ويتربَّصون بهم الدَّوائر؛ {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ يَعْلَمُ لَرَسُولُهُ يَشْهَدُ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1] {وَإِذَا جَاؤُوكُمْ آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا أَعْلَمُ كَانُوا يَكْتُمُونَ} 61] لَقُوا آمَنُوا وَإِذَا خَلَوْا شَيَاطِينِهِمْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} 144] حَكَمَ كره بالكفر والضَّلال وأنَّ أعمالهم باطلةٌ مردودةٌ؛ {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 8 9] فكلُّ أنزل فعمله حابِطٌ وإن بما كره؛ {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا أَسْخَطَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ 28] الناقِض السادس: استهزأ بشيءٍ دين ثوابه عقابه كَفَر؛ والدليل قوله {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ تَعْتَذِرُوا كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65 66]؛ فالاستهزاء كفْرٌ المسلمين ولوْ يقصد حقيقة الاستهزاء كما لو هزل مازحًا حال هؤلاء المستهزئين الساخرين بأشرِّ قومًا؛ أَجْرَمُوا يَضْحَكُونَ مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [المطففين: 29 30] {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ الْمُؤْمِنِينَ الصَّدَقَاتِ يَجِدُونَ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} 79] نَهَى مُجَالَسة جلس معهم مثلهم؛ {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ الْكِتَابِ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ يَخُوضُوا حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ مِثْلُهُمْ} 1400] السابع: السِّحر ومنه الصَّرْف والعَطْف فمَن فعله رضي {وَاتَّبَعُوا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ أُنزِلَ الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ يُعَلِّمَانِ أَحَدٍ يَقُولَا فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا يُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ بِضَارِّينَ بِإِذْنِ وَيَتَعَلَّمُونَ يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ لَهُ الْآخِرَةِ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ شَرَوْا أَنفُسَهُمْ لَوْ يَعْلَمُونَ} 1022] أما الصَّرْف: صَرْف الرجل عمَّا يهواه؛ كصَرْفه مثلاً محبِّة زوجِه بغضها والعَطْف: سحريٌ كالصرف ولكنه عَطْفُ يهواه محبَّته والسِّحر محرَّمٌ بجميع طُرُقه وفي جميع الشرائع الثامن: مُظاهرة ومعاونتهم والدَّليل أَيُّهَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ الْقَوْمَ 51] التاسع: اعتَقَدَ بعض يسعه الخروج شريعة وسع الخضر الخُرُوج موسى كافرٌ؛ لأنه مُكَذِّبٌ لقَوْل {وَأَنَّ صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153] فمن رغب ظَنَّ الاستغناء عنها؛ خَلَعَ رِبقة الإسْلام عُنُقِه وعيسى عندما ينزل آخِر الزمان يأتي بشرعٍ جديد؛ بل يكون متَّبعًا فشريعته الصلاة والسلام باقيةٌ يوم القيامة وعامَّةٌ لجميع الناس؛ يَسَعُ أحدًا يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 1855] العاشر: الإعراض يتعلَّمه يعمل أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ أَعْرَضَ عَنْهَا الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} [السجدة: 22] سبل نافع عبارة لنواقض العشر لشيخ الوهاب بشرح كتب التوحيد والعقيدة مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه العقيده يحتوي علي العديد الكتب المتميزة المجال ويشمل القسم والعقيده والتَّوحِيد : هو لُغةً جعلُ الشيءِ واحدًا غيرَ متعدِّد اصطلاح المُسلمين الاعتقاد بأنَّ واحدٌ ذاته وصفاته وأفعاله شريكَ مُلكه وتدبيره وأنّه وحدَه المستحقّ للعبادة فلا تُصرَف لغيره ويُعتبر التَّوحيد عند محور العقيدة الإسلاميّة الدِّين كلّه حيثُ ورد القرآن: «وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلِكَ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ إِلَهَ أَنَا فَاعْبُدُونِ» والتَّوحيد يشكِّل نصف الشهادتين التي ينطق بها مَن أراد الدخول يُعتَبر الأساس الذي يُبنى باقي المعتقدات التوحيد القرآن الكريم كثيرٌ جدًّا إنه تخلو سورة سور صفحة صفحاته ذِكر صفات وأسمائه فتجده مرة يُذكِّر مختلف موضوعاته؛ توحيد وعبادة وتشريع مقام أمره ونَهيه ووعْده ووعيده وقَصصه وأمثاله[7] جمع جملة الصفات الإخلاص وآية الكرسي وآخر الحشر فقال سبحانه ﴿ إِلَّا الْحَيُّ الْقَيُّومُ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ نَوْمٌ السَّمَوَاتِ الْأَرْضِ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ بِإِذْنِهِ أَيْدِيهِمْ خَلْفَهُمْ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ عِلْمِهِ شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ وَالْأَرْضَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ 255]