📘 ❞ الحلولية ووحدة الوجود ❝ كتاب ــ عبد الوهاب المسيري اصدار 2018

الفكر والفلسفة - 📖 ❞ كتاب الحلولية ووحدة الوجود ❝ ــ عبد الوهاب المسيري 📖

█ _ عبد الوهاب المسيري 2018 حصريا كتاب الحلولية ووحدة الوجود عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر 2024 : أصدرت الدكتور "الحلوليّة الوجود" وذلك بعد ما يُقارب العقد من وفاته يعتبر أن مدخل تحليلي مهم لفهم الفلسفات والعقائد التي تهمّش الفارق بين المتجاوز والغيبي جهة والتجسّد والمادة أخرى وهي عملية تحوّل تدريجي تبلغ مداها بـ "وحدة تقوم بتصفية الثنائية المميزة للوجود الإنساني وتلغي المسافة الخالق والمخلوق وتختزل الإنسان بُعد واحد وهو المدخل الذي اعتمد عليه نقد الحداثة الغربية أعلنت "موت الإله" وادّعت أنها تتمركز حول فيما هي حقيقتها المادة الطبيعة وهو يُمثّل التمظهر الأبرز للعلمانية الشاملة بما تحمله فصل لكل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية الدولة وعن حياة جانبيها العام والخاص ويحوّله إلى مادة استعمالية يتمّ توظيفها لصالح الأقوى في هذا الكتاب بذل جهدًا كبيرًا رصد تطور الفكر ووجد صِيَغًا عديدةً مثّلت حالة التماهي والإله وبين الهرمسية القديمة مرورًا بالتصوُّف الغنوصي التراث الإسلامي وحتى التجلّيات تقول الدكتورة هبة رؤوف الكتاب: إن قراءته لازمة للمتخصصين والمهتمين بالعلوم الاجتماعية كلها بفروعها وحقولها وللباحثين الفلسفة واللغة والأدب والأديان المقارنة والعلوم الشرعية تنوُّعها؛ إذ تجلّيات تُعين وعي مختلف وجديد بمسارات تاريخ الأيديولوجيات والمذاهب وواقعها وتمسّ كل جوانب الحياة وتحتاج فهم دقيق وفقه عميق ينبني عليه: دقة التوصيف وحكمة التكييف وعدلٌ الحكم واجتهاد حفظ عالمنا المعولم الحداثي يهجم بضراوة يجعل إنساناً عبر موجات عاتية المادية الاستهلاكية تدمّر البيئة وتحول وسيلة وتستعبد الأمم والمجتمعات ثقافة مادية شاملة تسعى جعل العالم كله سوقاً كبيرة تتسع لجشع الإمبريالية وأسواقها وشركاتها لا تشبع نحتاج مناهج تفسيرية قادرة كشف طبيعة وكيفية التعامل معه تستمد تقاليدنا الحضارية وتستفيد الرؤى المختلفة ومن هنا حاجتنا فكر نذر عمره للدفاع ضد ومركزيتها المفرطة شوهت واستعبدته ودمرت وشردت شعوباً لتؤسس مجدها وتراكم ثروتها فقد أدرك رحلة طويلة مع الغربي هناك حاجة ترقى مرتبة الضرورة لتطوير نماذج تحليلية للتعامل النموذج الحضاري والدفاع طغيان غزت اقتناعاً منه بفشل المادي تفسير ظاهرة وإدراك لأهمية البعد الديني [1] يحلل محاور التسعة علاقتهما برؤية الكون والنظرة للإنسان وعلاقتهما باللغة والمجاز وبالعلمانية والاستهلاكية والإباحية والحرفية والأصولية النصوص الحلولية والعلمانية المسيري تعدّ كلا النموذجين الأساسيين كتابات رفض الموضوعية المتلقية وتبنى تصوراً للعقل بحسبانه كياناً توليدياً وللنموذج أداة مناسبة[2] يحاول بيان كيف أنبتت شجرة العلمانية وما بسيولتها حد لها ولا قعر مفهوم الحلول بداية ينبهنا المؤلف تمهيد عددا المصطلحات تستخدم للإشارة مفهوم الحلول أهمها: وحدة الكمون الباطن أو الباطنية المحايثة الاتحاد الفناء الفيضية التجسد المبدأ الحيوي إسقاط الصفات الكائنات الماكروكوزم (الكون الأكبر) والمايكروكوزم الأصغر أي الإنسان) وأن الحقل الدلالي هذه يفترض التنوع والثنائيات (خالق مخلوق مطلق نسبي إلخ) أمور تنتمي عالم الظاهر يحدث طرفي يتصلان ثم يمتزجان ويفنى أحدهما الآخر ويذوب حتى يكونا كلاًّ واحداً عضوياً لدرجة يستحيل معها التمييز بينهما فيختفي الحيز الطبيعي (الناجمان انفصال المخلوق) ويظهر جوهر فيصبح عالماً واحدياً ليدخل بنا بعدها باعتبارهما الأكثر شيوعاً للحقل تصفه (ص ص 23 24) ما الحلولية؟ مفهوم يشير كما يوضح الإله والعالم ممتزجان وأنه هو والقوة الداخلية الفاعلة (الدافعة للمادة الكامنة فيها) شيء وأن جوهراً الأمر يسم المذاهب بالواحدية الصارمة وإنكار الثنائيات الفضفاضة التكاملية والسقوط الصلبة الاثنينية 25 26) وحدة الوجود: ثمرة الحلولية تشير ونتيجتها النهائية يقول الموجودات "الإله" وهما حقيقة واحدة نوعان: ا الجزئية: والتي تنجم تجسيد الواحد في: شعب أرض شخص بعينه يصبح مركز القداسة ويستبعد بقية ومن تولد ب الكونية: تظهر حينما يتسع نطاق ويحل وتظهر السائلة 98) بين رؤيتين للعالم تدور معظم رؤى يعتقد عنصرين اثنين: والإنسان والطبيعة؛ والاختلاف المنظومتين يرتكز الاختلاف للإله تتفرعان إجابات متضادة علاقته بالإنسان وبالعالم تواصله المخلوقات ويمكن القول الركيزة الأساسية تصورهما لطبيعة وعلاقته والطبيعة 54) وينتج عنهما إجابتان للإشكاليات تواجه الإنسان: 1 الإجابة الكمونية الواحدية تدور إطار المرجعية الإلحادية 2 التوحيدية المتجاوزة الإيمانية أولاً: الرؤية الكمونية مذهب (أو الوجود) المذهب القائل بأن (الإنسان والطبيعة) مكون فهو متماسك بشكل عضوي مصمت تتخلّله أية ثغرات يعرف الانقطاع ويتسم ويمكن ردّ الظواهر فيه مهما بلغ تنوعها وانعدام تجانسها مبدأ كامن مصدر وتماسكه ومصدر حياته وحيويته القوة الدافعة له خلاله 43 44) فلم يعد مقابل وإنما أصبح ولم الطبيعة؛ شيئاً اختلف الاسم 53 54) وفي تبدأ بالتناقص تلاشى تماماً تصل مرحلة خلال متتالية زمنية ب: حلول دون امتزاج تام شبه اختفاء وأخيراً والحلولية فيتوحد بالمادة تماما توجد مسافة البتة 51 53) الحلولية السائلة يعتقد الحضارة مرت بمرحلتين: الأولى: الهيوماني تعبر تترجم نفسها ثنائية موضع والكمون وتجسيداً للمبدأ ولكن واقع البشر لذلك ارتبط بالمرحلة وإن كان الارتباط تصوره ارتباطاً تزامنيا عرضياً وقد ظلت المرحلة نهاية القرن التاسع عشر والثانية: بدأت تؤكد منذ ظهور نتشه أنه ستينيات العشرين حركة الحب المرسل وتصاعد معدلات والنسبية الأخلاقية والمعرفية بدأ الجسدي وبدأت تسود بالدرجة الأولى هجوم المركز وإلى 89 90) يعتبر الهيجلية أكثر الصيغ شمولاً 144 146) والفلسفة مجاناً PDF اونلاين ترتيب معلومة للتأدي مجهول ويُستخدم الدراسات المتعلقة بالعقل البشري ويشير قدرة العقل تصحيح الاستنتاجات بشأن حقيقي واقعي وبشأن كيفية حل المشكلات تقسيم النقاش المتعلق بالفكر مجالين واسعي النطاق وفي هذين المجالين استمر استخدام المصطلحين "الفكر" و"الذكاء" كمصطلحين مرتبطين ببعضهما البعض الفلسفة (لغويا اليونانية φιλοσοφία‏ philosophia تعني حرفيًا "حب الحكمة") دراسة الأسئلة العامة والأساسية والمعرفة والقيم والعقل والاستدلال غالبًا تطرح مثل كمسائل لدراستها حلها ربما صاغ مصطلح "فيلسوف (محب الحكمة)" الفيلسوف وعالم الرياضيات فيثاغورس (570 495 قبل الميلاد) تشمل الأساليب الفلسفية الاستجواب والمناقشة النقدية والحجة المنطقية والعرض المنهجي وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الحلولية ووحدة الوجود
كتاب

الحلولية ووحدة الوجود

ــ عبد الوهاب المسيري

صدر 2018م عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر
الحلولية ووحدة الوجود
كتاب

الحلولية ووحدة الوجود

ــ عبد الوهاب المسيري

صدر 2018م عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر
عن كتاب الحلولية ووحدة الوجود :
أصدرت الشبكة العربية للأبحاث والنشر كتاب الدكتور عبد الوهاب المسيري "الحلوليّة ووحدة الوجود" وذلك بعد ما يُقارب العقد من وفاته.
يعتبر المسيري أن الحلولية مدخل تحليلي مهم لفهم الفلسفات والعقائد التي تهمّش الفارق بين المتجاوز والغيبي من جهة والتجسّد والمادة من جهة أخرى، وهي عملية تحوّل تدريجي تبلغ مداها بـ "وحدة الوجود" التي تقوم بتصفية الثنائية المميزة للوجود الإنساني، وتلغي المسافة بين الخالق والمخلوق، وتختزل الإنسان في بُعد واحد.

وهو المدخل الذي اعتمد عليه المسيري في نقد الحداثة الغربية التي أعلنت "موت الإله"، وادّعت أنها تتمركز حول الإنسان فيما هي في حقيقتها تتمركز حول المادة - الطبيعة، وهو ما يُمثّل التمظهر الأبرز للعلمانية الشاملة بما تحمله من فصل لكل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية عن الدولة وعن حياة الإنسان في جانبيها العام والخاص، ويحوّله إلى مادة استعمالية يتمّ توظيفها لصالح الأقوى.

في هذا الكتاب، بذل المسيري جهدًا كبيرًا في رصد تطور الفكر الإنساني، ووجد صِيَغًا عديدةً مثّلت حالة التماهي بين الإنسان والإله وبين الإنسان والمادة، من الهرمسية القديمة، مرورًا بالتصوُّف الغنوصي في التراث الإسلامي، وحتى التجلّيات الحلولية في الحداثة الغربية.

تقول الدكتورة هبة رؤوف عن هذا الكتاب: إن قراءته لازمة للمتخصصين والمهتمين بالعلوم الاجتماعية كلها بفروعها وحقولها، وللباحثين في الفلسفة واللغة والأدب والأديان المقارنة والعلوم الشرعية على تنوُّعها؛ إذ إن تجلّيات الحلولية تُعين على وعي مختلف وجديد بمسارات تاريخ الأيديولوجيات والمذاهب والأديان وواقعها، وتمسّ كل جوانب الحياة الإنسانية، وتحتاج إلى فهم دقيق وفقه عميق ينبني عليه: دقة في التوصيف، وحكمة في التكييف، وعدلٌ في الحكم، واجتهاد في حفظ الإنسانية.

في عالمنا المعولم ما بعد الحداثي، الذي يهجم بضراوة على كل ما يجعل الإنسان إنساناً، عبر موجات عاتية من المادية الاستهلاكية، التي تدمّر البيئة، وتحول الإنسان إلى وسيلة، وتستعبد الأمم والمجتمعات عبر ثقافة مادية شاملة، تسعى إلى جعل العالم كله سوقاً كبيرة، تتسع لجشع الإمبريالية الغربية وأسواقها وشركاتها التي لا تشبع، نحتاج إلى مناهج تفسيرية قادرة على كشف طبيعة هذا العالم، وكيفية التعامل معه، تستمد من تقاليدنا الحضارية، وتستفيد من الرؤى الإنسانية المختلفة.

ومن هنا، حاجتنا إلى فكر عبد الوهاب المسيري، الذي نذر عمره للدفاع عن الإنسان، ضد المادية الغربية، ومركزيتها المفرطة التي شوهت الإنسان، واستعبدته، ودمرت وشردت شعوباً، لتؤسس مجدها، وتراكم ثروتها. فقد أدرك المسيري، بعد رحلة طويلة مع الفكر الغربي، أن هناك حاجة ترقى إلى مرتبة الضرورة، لتطوير نماذج تحليلية للتعامل مع النموذج الحضاري الغربي. والدفاع عن الإنسان ضد طغيان المادية التي غزت كل جوانب الحياة، اقتناعاً منه بفشل النموذج المادي في تفسير ظاهرة الإنسان، وإدراك لأهمية البعد الديني في حياة الإنسان.[1]

يحلل المسيري، في محاور الكتاب التسعة، الحلولية ووحدة الوجود، في علاقتهما برؤية الكون والنظرة للإنسان والإله، وعلاقتهما باللغة والمجاز، وبالعلمانية والاستهلاكية والإباحية، والحرفية والأصولية في تفسير النصوص.

الحلولية والعلمانية في فكر المسيري

تعدّ كلا من الحلولية والعلمانية الشاملة، النموذجين الأساسيين في كتابات المسيري، بعد أن رفض الموضوعية المتلقية، وتبنى تصوراً للعقل، بحسبانه كياناً توليدياً، وللنموذج بحسبانه أداة تحليلية مناسبة[2]، وهو يحاول في هذا الكتاب، بيان كيف أنبتت شجرة الحلولية المادية، العلمانية الشاملة وما بعد الحداثة، بسيولتها التي لا حد لها ولا قعر.

مفهوم الحلول

بداية ينبهنا المؤلف، في تمهيد الكتاب، أن هناك عددا من المصطلحات، تستخدم للإشارة إلى مفهوم الحلول، من أهمها: الحلولية، وحدة الوجود، الكمون، الباطن أو الباطنية، المحايثة، الاتحاد، الفناء، الفيضية، التجسد، المبدأ الحيوي، إسقاط الصفات الإنسانية على كل الكائنات، الماكروكوزم (الكون الأكبر) والمايكروكوزم (الكون الأصغر، أي الإنسان).

وأن الحقل الدلالي لكل هذه المصطلحات، يفترض أن التنوع والثنائيات (خالق/مخلوق، مطلق/ نسبي. إلخ)، هي أمور تنتمي إلى عالم الظاهر، وما يحدث أن طرفي الثنائية يتصلان ثم يمتزجان، ويفنى أحدهما في الآخر ويذوب، حتى يكونا كلاًّ واحداً عضوياً، لدرجة يستحيل معها التمييز بينهما، فيختفي الحيز الإنساني، ثم الحيز الطبيعي (الناجمان عن انفصال الخالق عن المخلوق)، ويظهر في العالم جوهر واحد فيصبح عالماً واحدياً، ليدخل بنا بعدها إلى عالم الحلولية ووحدة الوجود، باعتبارهما الأكثر شيوعاً للحقل الدلالي الذي تصفه كل هذه المصطلحات. (ص ص 23-24)

ما الحلولية؟

مفهوم الحلولية، يشير، كما يوضح المؤلف، إلى أن الإله والعالم ممتزجان، وأنه هو والقوة الداخلية الفاعلة في العالم (الدافعة للمادة الكامنة فيها) شيء واحد، وأن هناك جوهراً واحداً في الكون، وهو الأمر الذي يسم المذاهب الحلولية، بالواحدية الصارمة، وإنكار الثنائيات الفضفاضة التكاملية، والسقوط في الثنائيات الصلبة، أو الاثنينية، وإنكار الحيز الإنساني. (ص ص 25-26)

وحدة الوجود: ثمرة الحلولية

تشير "وحدة الوجود" التي هي ثمرة الحلولية ونتيجتها النهائية، -كما يقول المؤلف-، إلى أن كل الموجودات هي "الإله"، وأن "الإله" هو كل الموجودات، وهما حقيقة واحدة، وهي نوعان:

ا-وحدة الوجود الجزئية: والتي تنجم عن تجسيد المبدأ الواحد في: شعب، أو أرض، أو شخص بعينه، يصبح مركز القداسة ويستبعد بقية الموجودات، ومن هنا تولد الثنائية الصلبة.

ب-وحدة الوجود الكونية: والتي تظهر حينما يتسع نطاق وحدة الوجود، ويحل المبدأ الواحد في كل الموجودات، وتظهر الحلولية السائلة الشاملة. (ص 98)

بين رؤيتين للعالم

تدور معظم رؤى العالم، كما يعتقد المؤلف، حول عنصرين اثنين: الإله من جهة، والإنسان والطبيعة؛ أي العالم من جهة أخرى. والاختلاف بين المنظومتين، يرتكز على الاختلاف بين رؤيتين للإله، تتفرعان إلى إجابات متضادة عن علاقته بالإنسان وبالعالم، وكيفية تواصله مع المخلوقات.

ويمكن القول، إن الركيزة الأساسية في كل من المنظومتين، هي تصورهما لطبيعة الإله، وعلاقته بالإنسان والطبيعة. (ص 54) وينتج عنهما، إجابتان للإشكاليات التي تواجه الإنسان:

1- الإجابة الحلولية الكمونية الواحدية التي تدور في إطار المرجعية الكامنة، وهي الإجابة الإلحادية.

2- الإجابة التوحيدية، التي تدور في إطار المرجعية المتجاوزة، وهي الإجابة الإيمانية.

أولاً: الرؤية الحلولية الكمونية

مذهب الحلول أو الكمون (أو الحلولية الكمونية الواحدية، أو وحدة الوجود)، هو المذهب القائل بأن الإله والعالم (الإنسان والطبيعة) مكون من جوهر واحد، ومن ثم فهو عالم متماسك بشكل عضوي مصمت، لا تتخلّله أية ثغرات، ولا يعرف الانقطاع، ويتسم بالواحدية الصارمة، ويمكن ردّ كل الظواهر فيه، مهما بلغ تنوعها وانعدام تجانسها، إلى مبدأ واحد كامن في العالم، هو مصدر وحدة الكون وتماسكه ومصدر حياته وحيويته، وهو القوة الدافعة له الكامنة فيه، ويمكن تفسير كل شيء من خلاله. (ص 43-44)

فلم يعد الإله في مقابل الكون، وإنما أصبح هو الكون، ولم يعد الإنسان في مقابل الطبيعة؛ إذ أصبح الإنسان والطبيعة شيئاً واحداً، مهما اختلف الاسم. (ص ص 53-54)

وفي هذا المذهب، تبدأ المسافة بين الإنسان والإله بالتناقص، إلى أن تلاشى تماماً، حتى تصل إلى مرحلة وحدة الوجود، من خلال متتالية زمنية تبدأ ب: حلول الإله في العالم دون امتزاج تام، ثم مرحلة شبه اختفاء المسافة بين الإله والعالم- وأخيراً، مرحلة وحدة الوجود والحلولية الكمونية الواحدية، فيتوحد الإله بالمادة تماما، ولا توجد مسافة البتة. (ص 51-53)

الحلولية الصلبة والحلولية السائلة

يعتقد المؤلف أن الحلولية في الحضارة الغربية، مرت بمرحلتين:

الأولى: مرحلة الفكر الإنساني الهيوماني، التي تعبر عن الحلولية الصلبة، والتي تترجم نفسها إلى ثنائية الإنسان/الطبيعة؛ إذ يصبح الإنسان موضع الحلول والكمون، وتجسيداً للمبدأ الواحد. ولكن ما يحدث في واقع الأمر أن الإنسان الغربي، هو الذي يصبح موضع الحلول والكمون، في مقابل بقية البشر والطبيعة. لذلك، فقد ارتبط الفكر الإنساني الهيوماني بالمرحلة الإمبريالية في الحضارة الغربية، وإن كان هذا الارتباط في تصوره ارتباطاً تزامنيا عرضياً. وقد ظلت هذه المرحلة حتى نهاية القرن التاسع عشر.

والثانية: الحلولية الكمونية الشاملة السائلة، التي بدأت تؤكد نفسها منذ ظهور نتشه، وهو يعتقد، أنه منذ ستينيات القرن العشرين، مع حركة الحب المرسل، وتصاعد معدلات الاستهلاكية، والنسبية الأخلاقية والمعرفية، بدأ ظهور الإنسان الجسدي، وبدأت تسود الحلولية الكمونية السائلة المادية، التي تترجم نفسها بالدرجة الأولى، إلى هجوم على المركز، أي مركز، وإلى فكر ما بعد الحداثة. (ص ص 89-90). وهو يعتبر، أن الهيجلية، هي أكثر الصيغ الحلولية الكمونية شمولاً. (ص 144-146)


الترتيب:

#3K

1 مشاهدة هذا اليوم

#26K

24 مشاهدة هذا الشهر

#109K

565 إجمالي المشاهدات
المتجر أماكن الشراء
عبد الوهاب المسيري ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
الشبكة العربية للأبحاث والنشر 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث