📘 ❞ التوبة إلى الله ❝ كتاب ــ يوسف القرضاوي اصدار 1997

كتب إسلامية متنوعة - 📖 كتاب ❞ التوبة إلى الله ❝ ــ يوسف القرضاوي 📖

█ _ يوسف القرضاوي 1997 حصريا كتاب ❞ التوبة إلى الله ❝ عن مؤسسة الرسالة 2025 الله: مقدمة هذا هو الجزء الرابع من هذه السلسلة: «في الطريق الله» وهو يتعلق بمنزلة عظيمة منازل السائرين والسالكين طريقه تتت وهي: ومن علماء السلوك يقدم غيرها السالكين ومقامات الصالحين كما فعل الإمام الغزالي كتابه «منهاج العابدين» حيث جعل «عقبة التوبة» هي العقبة الثانية بعد العلم» الذي اعتبره أول ما يجب عبوره واجتيازه لمن ينبغي الوصول تعالى أي رضوانه وحسن مثوبته وفي «الإحياء» للتوبة الكتاب الأول «ربع المنجيات» ولكني السلسلة لم ألتزم ترتيبًا معينًا إنما أقدم للنشر يفتح علي بإنجازه وقد يمكن ترتيبها فيما منطقيًا إن علم التوبة: مهم بل ضروري والحاجة إليها ماسة وخصوصًا عصرنا غرق الناس الذنوب والخطايا ونسوا فأنساهم أنفسهم وتكاثرت عليهم المغريات بالشر والمعوقات الخير وتكالبت صدهم سبيل وإغرائهم بسبل الشيطان: وسائل جهنمية وأجهزة جبارة تقرأ وتسمع وتشاهد وتؤثر بالصوت وبالصورة وبالغنم واللحن وبالتمثيل والتهويل وتعاونت ذلك شياطين الإنسان والجن وأعداء الداخل والخارج وساعد الأنفس الأمارة بالسوء وركونها الدنيا ونسيانها للموت وللحساب وللجنة والنار وغفلتها ربها وخالقها الواحد القهار فلا عجب إذا أضاعوا الصلوات ابتعوا الشهوات ونقضوا عهد ميثاقه فرطوا حدود وحقوق واستمرؤ وا أكل أموال بالباطل ولم يبالوا بما كسبوا مال: أكان حلال أم حرام ألا أحوج نذير يصرخ فيهم: أن أفيقوا سكرتكم وانتبهوا رقدتكم وثوبوا رشدكم وتوبوا ربكم قبل يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا أتى بقلب سليم في هذا اجتهدنا نوقظ القلوب الغافلة ونرد العقول الشاردة ونقوي العزائم المسترخية وأن نبين للناس أهمية وضرورتها وفضلها ووجوب فوريتها مقوماتها وأركانها وأهم أحكامها ثمراتها ومكاسب التائب ورائها والآخرة بينا الموانع منها والعقبات طريقها ثم البواعث عليها أطلنا لشدة الحاجة إليه عصر والغفلات والشبهات ولقد اهتم جميعًا بالتوبة وتحدثوا عنها حقيقتها وشروطها: أبي القاسم الجنيد وأبي سليمان الداراني وذي النون المصري ورابعة العدوية وغيرهم وكذلك المؤلفون السلوك: المحاسبي المكي القشيري ابن القيم بعدهم كان عمدتي ومرجعي الأول: وسنة رسوله صصص جاء سلف الأمة اجتهدت ألا أعتمد حديث ضعيف حكم أو توجيه أبين أخرج الحديث ودرجته باختصار فما يكن صحيحًا حسنًا آخذ به ولو الترغيب والترهيب وإذا ذكرته فللاستناس غير أكون ناقلًا له غيري مبينًا ضعفه غالبًا هذا انتفعت البحث بجملة كتب لعلماء أهمها كتابان أساسيان: أولهما: «مدارج شرح مقامات {إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ}» للإمام عبد شمس الدين قيم الجوزية الشهير بـ «ابن القيم» وفيه أبدع وأجاد بقلم الأديب البليغ المتدفق وروح الداعية المربي المحلق ووجدان الرباني العارف المتذوق ونظر الفقيه الأصولي المتعمق وتجريد الموحد الصادق المحقق حين يطلق لقلمه العنان يتدفق تدفق السيل الهادر ويموج موج البحر الزاخر ويورد الأوجه ويوضح الأسباب ويبين الأحكام ويشرح الحقائق استفدت مه كثيرًا ونقلت كلامه بنصه كثير المواضع نقلت «الداء والدواء» بيان أثر المعاصي والثاني: «إحياء علوم الدين» الموسوعة الشهيرة يشتمل أربعين كتابًا مقسمة ارباع أربعة معلوم: ربع العبادات وربع العادات فربع المهلكات المنجيات وأول والغزالي فقيه أصولي منطقي مرتب الفكر تعتمد تصانيفه حسن التقسيم والتبويب وترتيب الأفكار وضرب الأمثال روعة الأسلوب استفاد منه كل عبده ممن قبله – وخصوصًال «قوت القلوب» للأأبي طالب اقبست كلماته بنصها بعض الأحيان أسأل الكريم بهذه الصحائف: كاتبها وقارئها وناشرها وكل أسهم فيها بجهد لترجع أسأله سبحانه يتوب علينا توبة نصوحًا يكفر بها سيئاتنان ويرفع درجاتنا ويدخلنا جنات تجري تحتها الأنهار {رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (التحريم:8) إسلامية متنوعة مجاناً PDF اونلاين الإسلام المنهج وضعه وتعالى كي يستقيموا عليه وتكون حياتهم مبنيةً والذي بيَّنه صلى وسلّم لهم وإنّ للإسلام مجموعة المبادئ والأُسس التي حتى يكون مسلماً بحق الالتزام وهي اركان كتب فقه وتفسير وعلوم قرآن وشبهات وردود وملل ونحل ومجلات الأبحاث والرسائل العلمية, التفسير, الثقافة الاسلامية, الشريف والتراجم, الدعوة والدفاع الإسلام, الرحلات والمذكرات والكثير

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات

كتاب

التوبة إلى الله

ــ يوسف القرضاوي

صدر 1997م عن مؤسسة الرسالة

كتاب

التوبة إلى الله

ــ يوسف القرضاوي

صدر 1997م عن مؤسسة الرسالة

حول

قراءة أونلاين 📱 PDF تحميل مجاناً

يوسف القرضاوي ✍️ المؤلف

مؤسسة الرسالة 🏛 الناشر

مناقشات ومراجعات

QR Code

عن كتاب التوبة إلى الله:
مقدمة

هذا هو الجزء الرابع من هذه السلسلة: «في الطريق إلى الله»، وهو يتعلق بمنزلة عظيمة من منازل السائرين إلى الله، والسالكين طريقه تتت، وهي: التوبة.

ومن علماء السلوك من يقدم التوبة على غيرها من منازل السالكين، ومقامات الصالحين، كما فعل الإمام الغزالي في كتابه «منهاج العابدين»، حيث جعل «عقبة التوبة» هي العقبة الثانية بعد «عقبة العلم» الذي اعتبره أول ما يجب عبوره واجتيازه لمن ينبغي الوصول إلى الله تعالى، أي إلى رضوانه وحسن مثوبته. وفي «الإحياء» جعل للتوبة الكتاب الأول من «ربع المنجيات»، ولكني في هذه السلسلة لم ألتزم ترتيبًا معينًا، إنما أقدم للنشر ما يفتح الله تعالى علي بإنجازه، وقد يمكن ترتيبها فيما بعد ترتيبًا منطقيًا.

إن علم التوبة: علم مهم، بل ضروري، والحاجة إليها ماسة، وخصوصًا في عصرنا، وقد غرق الناس في الذنوب والخطايا، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم، وتكاثرت عليهم المغريات بالشر، والمعوقات عن الخير، وتكالبت على صدهم عن سبيل الله، وإغرائهم بسبل الشيطان: وسائل جهنمية، وأجهزة جبارة، تقرأ وتسمع وتشاهد، وتؤثر بالصوت وبالصورة وبالغنم واللحن، وبالتمثيل والتهويل..

وتعاونت على ذلك شياطين الإنسان والجن، وأعداء الداخل والخارج، وساعد على ذلك الأنفس الأمارة بالسوء، وركونها إلى الدنيا، ونسيانها للموت، وللحساب، وللجنة والنار، وغفلتها عن ربها وخالقها الواحد القهار، فلا عجب إذا أضاعوا الصلوات و ابتعوا الشهوات، ونقضوا عهد الله من بعد ميثاقه، و فرطوا في حدود الله، وحقوق الناس، واستمرؤ وا أكل أموال الناس بالباطل، ولم يبالوا بما كسبوا من مال: أكان من حلال أم من حرام.

ألا ما أحوج الناس على نذير يصرخ فيهم: أن أفيقوا من سكرتكم، وانتبهوا من رقدتكم، وثوبوا إلى رشدكم، وتوبوا إلى ربكم، قبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

في هذا الجزء اجتهدنا أن نوقظ القلوب الغافلة، ونرد العقول الشاردة، ونقوي العزائم المسترخية، وأن نبين للناس أهمية التوبة وضرورتها وفضلها، ووجوب فوريتها، و نبين مقوماتها وأركانها وأهم أحكامها، كما نبين ثمراتها ومكاسب التائب من ورائها في الدنيا والآخرة، كما بينا الموانع منها، والعقبات في طريقها، ثم البواعث عليها، وقد أطلنا في ذلك لشدة الحاجة إليه في عصر الشهوات والغفلات والشبهات.

ولقد اهتم علماء السلوك جميعًا بالتوبة وتحدثوا عنها، عن حقيقتها وأركانها وشروطها: من أبي القاسم الجنيد وأبي سليمان الداراني وذي النون المصري، ورابعة العدوية، وغيرهم. وكذلك المؤلفون في السلوك: من المحاسبي إلى المكي إلى القشيري إلى الغزالي، إلى ابن القيم إلى من بعدهم.

ولقد كان عمدتي ومرجعي الأول: كتاب الله، وسنة رسوله صصص، ثم ما جاء عن سلف الأمة. وقد اجتهدت ألا أعتمد على حديث ضعيف في حكم أو توجيه، وأن أبين من أخرج الحديث ودرجته باختصار، فما لم كان يكن صحيحًا ولا حسنًا لا آخذ به، ولو كان في الترغيب والترهيب، وإذا ذكرته فللاستناس لا غير، أو أكون ناقلًا له عن غيري، مبينًا ضعفه غالبًا.

هذا، وقد انتفعت في هذا البحث بجملة كتب وخصوصًا لعلماء السلوك، أهمها كتابان أساسيان:

أولهما: كتاب «مدارج السالكين شرح منازل السائرين إلى مقامات ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾» للإمام أبي عبد الله شمس الدين ابن قيم الجوزية، الشهير بـ «ابن القيم» وفيه أبدع وأجاد، بقلم الأديب البليغ المتدفق وروح الداعية المربي المحلق، ووجدان الرباني العارف المتذوق، ونظر الفقيه الأصولي المتعمق، وتجريد الموحد الصادق المحقق، و هو حين يطلق لقلمه العنان، يتدفق تدفق السيل الهادر، ويموج موج البحر الزاخر، ويورد الأوجه، ويوضح الأسباب، ويبين الأحكام، ويشرح الحقائق. وقد استفدت مه كثيرًا، ونقلت كلامه بنصه في كثير من المواضع، كما نقلت من كتابه «الداء والدواء» في بيان أثر المعاصي.

والثاني: كتاب «إحياء علوم الدين» وهو الموسوعة الشهيرة في علم السلوك، وهو يشتمل على أربعين كتابًا مقسمة إلى ارباع أربعة، كما هو معلوم: ربع العبادات، وربع العادات، فربع المهلكات، وربع المنجيات، وأول كتاب في ربع المنجيات، هو كتاب التوبة.

والغزالي فقيه أصولي منطقي مرتب الفكر، تعتمد تصانيفه على حسن التقسيم والتبويب، وترتيب الأفكار، وضرب الأمثال، و روعة الأسلوب، وقد استفاد منه كل من عبده، كما استفاد هو ممن قبله – وخصوصًال «قوت القلوب» للأأبي طالب المكي. وقد اقبست منه كثيرًا من الأفكار، كما نقلت كلماته بنصها في بعض الأحيان.

أسأل الله الكريم ان ينفع بهذه الصحائف: كاتبها وقارئها وناشرها، وكل من أسهم فيها بجهد، لترجع القلوب إلى ربها، كما أسأله سبحانه أن يتوب علينا توبة نصوحًا، يكفر بها سيئاتنان ويرفع بها درجاتنا، ويدخلنا بها جنات تجري من تحتها الأنهار ﴿رَبَّنَآ أَتۡمِمۡ لَنَا نُورَنَا وَٱغۡفِرۡ لَنَآۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ (التحريم:8).