█ _ نبيل عبد الرحمن 2023 حصريا كتاب ❞ رسائل هاربة من سلة المحروقات ❝ عن مرسال للنشر والتوزيع 2024 المحروقات: هو أدب قصة واقعية لأسرة مصرية حقبة التسعينيات هيئة استعراض لحياة تلك الأسرة نوعية المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها الانسان هذا الزمن كتب الأدب مجاناً PDF اونلاين أحد أشكال التعبير الإنساني مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية تتنوع النثر إلى المنظوم الشعر الموزون لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر
❞ رد عليها قائلا:
وما السبيل إذا؟ وكيف الخلاص من ذلك القيد الخانق بطوق العادات والتقاليد؟ متى نطمح ونلهو ونعبث ونفرح بشبابنا يا رؤى ونفعل أمورا كثيرة ونعد أنفسنا أننا بالمستقبل سنتجنبها واهبين ما تبقى من عمرنا لعبادة الله قانعين بما صنعناه من أمجاد في ريعان شبابنا؟
کفکفت روی دمعاتها واستجمعت قواها، ثم قالت له:
- لا أحد يحصل على كل شيء في هذه الحياة يا تيام؛ فكمال الأحوال وتمام الأمور مجرد طموح لم يبلغه أحد، وأنا نفسي أعلم هذا جيدًا وأعرف كيف السبيل إلى النجاة.
قال لها:
إذا أخبريني، كيف السبيل وماذا سنفعل؟ . ❝
❞ يستفيق تيام من نومه المزعوم والذي ما كان إلا عبارة عن حالة إغماء ولا يدري نفسه أنه قد مر بها، بدأ يمد يده ليوقد المصباح فإذا بملمس الحائط خشن جدا فنهض جالسا ليجد نفسه حبيسا في مكان غريب حالك الظلام شديد البرودة، لا يرى شيئًا ولكن يبدو شبه قبو صغير تتضح حدوده من خلال ضوء خارجي خافت لا يُرى إلا بصعوبة، فبدأ تيام يمد يده نحو القبو ليجده فتحة تمثل بابا في تلك الغرفة شديدة الضيق التي تحسس أركانها بيديه باحثا عن مخرج، ثم بدأ يستعيد وعيه ليدرك أنه في المقابر ويتذكر ما حدث ليثب بسرعة البرق عبر القبو مغادرا تلك المقبرة، وراح يضم أضلعه بيديه من شدة البرد وما أن بدأ ينظر كيف يتجه فوجد نفس الرجل الدخاني الذي أتاه وصفعه يقف أمامه على بعد ثلاثة أمتار تقريبا.. وعاد يستشعر نفس أعراض الدفء والقشعريرة وصوت الطبول فأدرك أنه نفس الكيان الذي واجهه سابقا اتسعت عينا تيام وواجه الأمر بذهول . ❝
❞ اقتربــت منــه وحدقــت النظــر إليــه أكثــر فــإذا به يفتح عينيه فجــأة لأراهما داميتين
حمراويــن جاحظتيــن بشــكل مخيــف، اهتــزت روحــي وملــأ الرعــب قلبــي فطــارت من
عينيــه شــرارة تجمــع مــا بيــن الوهــج والحــرارة اكتســت بهــا جميــع أعضــاء جســدي.
صعقــت مــن هــول مــا أرى وإذا بأيــدي غريبــة تضربنــي فــوق مقدمــة فخــذي الأيســر
بقــوة، فشــعرت كأنمــا قــد تســمرت مكانــي وأصبحــت عاجــزة عــن الحركــة . ❝
❞ في الوقت نفسه تزداد الحرارة والقشعريرة بجسد تيام ويشعر وكأنه يستمع إلى قرع عال غير منتظم من الطبول، يقترب منه الصوت أكثر ولكنه لم يرى أحدا فعاود التصوير فوجد الشابين ينهالان ضربًا على صديقهما، وقام أحدهما بثني ذراعه خلف ظهره والقبض على عنقه بيده ضاغطا عليه بقوة لكي لا
يستطيع الصراخ، ويشهر الآخر مطواته ويدنيها من رقبة الشاب محاولا ذبحه فكانوا حقا في حالة عدم اتزان، ويتضح بشدة أنهم قد تناولوا وجبة كافية من المخدر أذهبت عقولهم حتى صاروا بهذا الشكل. فيسمعون فجأة صوتا صاحبا كأنه تحطم أوان فخارية فيفزعون جميعًا وراحوا يبحثون عن مصدر الصوت فلم ير أحد منهم شيئًا، يتساءل الجميع من أين أتى ذلك الصوت؟ . ❝