📘 ❞ أهل الفترة ومن في حكمهم ❝ كتاب ــ موفق أحمد شكري اصدار 1988

كتب إسلامية متنوعة - 📖 كتاب ❞ أهل الفترة ومن في حكمهم ❝ ــ موفق أحمد شكري 📖

█ _ موفق أحمد شكري 1988 حصريا كتاب ❞ أهل الفترة ومن حكمهم ❝ عن دار ابن كثير 2025 حكمهم: هو مصطلح يطلقه الباحثون شأن العقيدة الإسلامية الناس الذين لم ينزل إليهم رسول ولا نبي ولم يتبعوا أحد الأديان السماوية بمعنى أنهم مجموعة من عاشوا ظروف جغرافية أو وقتية معينة يرسل لهم داع تصلهم رسالة سماوية ومنها بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله وسلم قال تعالى: ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ﴾ ~[المائدة : 19] فالفترة: هي الوقت الذي لا يكون فيه ويلحق بأهل كان يعيش منعزلًا مثلًا العالم بعيدًا المسلمين تبلغه دعوة الحافظ تعريف الفترة: (هي ما كل نبيين كانقطاع الرسالة وسلم) وقال الألوسي تفسيره: (أجمع المفسرون بأن انقطاع رسولين) وأهل (هم الأمم الكائنة أزمنة الرسل الأول أدركوا الثاني كالأعراب لحقوا النبي ) ثم صار يطلق عند العلماء تبلغهم الدعوة بما فيهم أطفال المشركين ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ ~[الإسراء: 15] وأما فهذا إلى سبحانه وتعالى ويرجح أغلب الباحثين سيتعرضون لامتحان خاص يوم القيامة فيبعث رسولا فمن اتبعه يدخل الجنة مع المؤمنين كفر منهم يعذب جهنم داخليها أقسام الفترة قال السيوطي: (فإن ثلاثة أقسام: الأول: أدرك التوحيد ببصيرته هؤلاء: 1ـ شريعته كقس بن ساعدة وزيد عمرو نفيل 2ـ ومنهم دخل شريعة حق قائمة الرسم كتبّع وقومه الثاني: بدل وغير وأشرك يوحد وشرع لنفسه فحلل وحرم وهو الأكثر كعمرو لحي أول سن للعرب عبادة الأصنام الأحكام فبحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامي وزادت طائفة العرب شرعه أن عبدوا الجن والملائكة وحرقوا البنين والبنات واتخذوا بيوتاً جعلوا لها سدنة وحجاباً يضاهون بها الكعبة كاللات والعزى ومناة الثالث: يشرك ابتكر اخترع ديناً بل بقي عمره حال غفلة هذا كله وفي الجاهلية كذلك فإذا انقسم الثلاثة الأقسام فيحمل صح تعذيبه القسم لكفرهم يعذرون به وأما الثالث: فهم حقيقة وهم غير معذبين للقطع كما تقدم فقد قس وزيد: أنه يبعث أمة وحده تبّع ونحوه فحكمهم حكم الدين دخلوا يلحق الإسلام الناسخ لكل دين انتهى أورده الأبي أقوال الفترة اختلف هذه المسألة أقوال كثيرة أشهرها: الأول: مات ناجياً: قال (وقد أطبقت أئمتنا الأشاعرة الكلام والأصول والشافعية الفقهاء يموت ناجياً…) ونص بعض الأئمة دخول دون غيرهم الفترة– كالإمام حزم حين قال: (وذهب جمهور وبه نقول) والنووي والحافظ حجر العسقلاني وذكر ترجيح البخاري والإمام القرطبي الجوزي فهو النار الإمام القيم: (وهو قول جماعة المتكلمين التفسير وأحد الوجهين لأصحاب وحكاه القاضي نصا وغلطه شيخنا… أصحاب أبي حنيفة الوقف أمرهم وقد يعبر عنه بأنهم تحت المشيئة منقول الحمادين وابن المبارك وإسحاق راهويه عبد البر: مقتضى صنيع مالك وليس عنده شيء منصوص إلا أصحابه صرحوا وأطفال الكفار خاصة المشيئة) الرابع: يمتحنون عرصات بنار يأمرهم بدخولها دخلها كانت برداً وسلاماً يدخلها عصى تعالى وهذا السلف حكاه الأشعري عنهم وممن محمد نصر المروزي والبيهقي وشيخ تيمية وتلميذه القيم وغيرهم يقول شيخ تيمية: ( تقم الحجة الدنيا بالرسالة كالأطفال والمجانين الفترات فهؤلاء أظهرها جاءت الآثار بطاعته فإن أطاعوه استحقوا الثواب وإن عصوه العذاب) وقال بعد حكايته المذاهب وأدلتها: (المذهب الثامن: ويرسل هناك وإلى أطاع الرسول عصاه أدخله وعلى فيكون بعضهم وبعضهم وبهذا يتألف شمل الأدلة كلها وتتوافق الأحاديث) ساق أدلة لهذا القول وقال: (فهذه الأحاديث يشد بعضها بعضا وتشهد أصول الشرع وقواعده والقول بمضمونها مذهب والسنة نقله ويقول كثير: اختلف رحمهم فيها قديماً وحديثاً وهي الولدان ماتوا صغار وآباؤهم كفار ماذا حكمهم؟ وكذا المجنون والأصم والشيخ الخرف دعوته ورد شأنهم أحاديث أنا أذكرها لك بعون وتوفيقه) عشرة أشار الأقوال ورجح حيث (… يجمع صرحت المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضه لبعض ويقول الشيخ الأمين الشنقيطي بعدما رجح :(إن الجمع واجب متى أمكن بلا خلاف لأن إعمال الدليلين أولى إلغاء أحدهما وجه للجمع بالعذر والامتحان ومن أهم أدلتهم دليلان: الأول: استدلوا بعموم الآيات الدالة نفي التعذيب قبل بلوغ مثل قوله النار: ﴿كلما ألقي فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا فكذبنا﴾ ~[الملك: 8 9] وقوله سبحانه: رَسُولاً﴾ وغيرها عذر يأتهم الرحمن السعدي تفسيره لهذه الآية: (والله أعدل العادلين أحداً حتى تقوم يعاند انقاد للحجة حجة يعذبه استدل بهذه الآية يعذبهم رسولاً لأنه منزه الظلم) بعدد المصرحة أشهرها رواه الأسود سريع ((يكون رجل أصم يسمع شيئاً ورجل أحمق هرم فترة فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء وما أسمع الأحمق والصبيان يحذفونني بالبعر الهرم أعقل أتاني فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل ادخلوا فوالذي نفس بيده لو دخلوها لكانت عليهم وسلاماً)) وعن هريرة آخره: ((فمن سحب إليها)) بموجب الحديث جمع للأدلة النقل السابق –قال (وهذا التفصيل يذهب الخصومات التي كره الخوض لأجلها كرهه قطع بالنار كلهم نصوص تدفع بالجنة ترجيحه القول: ثبت وثبوته نص النزاع فلا للنزاع البتة ذلك وردوا ذكر البر والحليمي وملخص قولهم: تصح وأن (هذا مخالف لأصول الآخرة ليست بدار امتحان) وردوا يلي: 1 صحيحة وردت طرق مختلفة 2 الإسلام: (والتكليف إنما ينقطع بدخول الجزاء والنار فيمتحنون البرزخ فيقال لأحدهم: ربك؟ دينك؟ نبيك؟ تعالى:﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ وَهُمْ سَالِمُونَ﴾ ~[القلم: 42 43]…) الطيبي: (لا يلزم بلاء والآخرة جزاء يقع واحده منهما يخص الأخرى القبر منازل وفيه الابتلاء والفتنة بالسؤال وغيره) ولخص الرد فقال: قيل: فالآخرة وليست تكليف فكيف التكليف؟ فالجواب: التكليف القرار وعرصات معلوم بالضرورة وقوع بمسألة الملكين عرصة فقال "يَوْمَ يَسْتَطِيعُونَ" صريح يدعو الخلائق السجود يحال بينهم وبين إذ ذاك) وذكروا جواز ذكرها كتب إسلامية متنوعة مجاناً PDF اونلاين المنهج وضعه للناس كي يستقيموا وتكون حياتهم مبنيةً والذي بيَّنه رسوله وسلّم وإنّ للإسلام المبادئ والأُسس يجب الإنسان مسلماً بحق الالتزام اركان كتب فقه وتفسير وعلوم قرآن وشبهات وردود وملل ونحل ومجلات الأبحاث والرسائل العلمية, التفسير, الثقافة الاسلامية, الشريف والتراجم, والدفاع الإسلام, الرحلات والمذكرات والكثير

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
أهل الفترة ومن في حكمهم
كتاب

أهل الفترة ومن في حكمهم

ــ موفق أحمد شكري

صدر 1988م عن دار ابن كثير
أهل الفترة ومن في حكمهم
كتاب

أهل الفترة ومن في حكمهم

ــ موفق أحمد شكري

صدر 1988م عن دار ابن كثير
حول
موفق أحمد شكري ✍️ المؤلف
المتجر أماكن الشراء
دار ابن كثير 🏛 الناشر
مناقشات ومراجعات
QR Code
عن كتاب أهل الفترة ومن في حكمهم:
أهل الفترة هو مصطلح يطلقه الباحثون في شأن العقيدة الإسلامية على الناس الذين لم ينزل إليهم رسول ولا نبي ولم يتبعوا أحد الأديان السماوية. بمعنى أنهم مجموعة من الناس عاشوا في ظروف جغرافية أو وقتية معينة، لم يرسل لهم داع ولم تصلهم رسالة سماوية.

ومنها الفترة بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ﴿يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ﴾ ~[المائدة : 19].

فالفترة: هي الوقت الذي لا يكون فيه رسول ولا كتاب، ويلحق بأهل الفترة من كان يعيش منعزلًا مثلًا عن العالم، أو بعيدًا عن المسلمين، ولم تبلغه دعوة، قال الحافظ ابن كثير في تعريف الفترة: (هي ما بين كل نبيين كانقطاع الرسالة بين عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم).

وقال الألوسي في تفسيره: (أجمع المفسرون بأن الفترة هي انقطاع ما بين رسولين)، وأهل الفترة: (هم الأمم الكائنة بين أزمنة الرسل الذين لم يرسل إليهم الأول، ولا أدركوا الثاني كالأعراب الذين لم يرسل إليهم عيسى ولا لحقوا النبي صلى الله عليه وسلم..)، ثم صار يطلق عند كثير من العلماء على كل من لم تبلغهم الدعوة، بما فيهم أطفال المشركين، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ ~[الإسراء: 15] ، وأما حكمهم فهذا إلى الله سبحانه وتعالى.

ويرجح أغلب الباحثين أنهم سيتعرضون لامتحان خاص يوم القيامة، فيبعث الله لهم رسولا، فمن اتبعه يدخل الجنة مع المؤمنين، ومن كفر منهم يعذب في جهنم مع داخليها.

أقسام أهل الفترة
قال السيوطي: (فإن أهل الفترة ثلاثة أقسام:

الأول: من أدرك التوحيد ببصيرته، ثم من هؤلاء:
1ـ من لم يدخل في شريعته كقس بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نفيل.

2ـ ومنهم من دخل في شريعة حق قائمة الرسم كتبّع وقومه.

الثاني: من بدل وغير وأشرك ولم يوحد وشرع لنفسه فحلل وحرم وهو الأكثر كعمرو بن لحي أول من سن للعرب عبادة الأصنام، وشرع الأحكام، فبحر البحيرة، وسيب السائبة ووصل الوصيلة، وحمى الحامي وزادت طائفة من العرب على ما شرعه أن عبدوا الجن، والملائكة، وحرقوا البنين، والبنات، واتخذوا بيوتاً جعلوا لها سدنة وحجاباً يضاهون بها الكعبة كاللات والعزى ومناة.
الثالث: من لم يشرك ولم يوحد ولا دخل في شريعة نبي ولا ابتكر لنفسه شريعة ولا اخترع ديناً، بل بقي عمره على حال غفلة عن هذا كله، وفي الجاهلية من كان كذلك.
فإذا انقسم أهل الفترة إلى الثلاثة الأقسام فيحمل من صح تعذيبه على أهل القسم الثاني لكفرهم بما لا يعذرون به.

وأما القسم الثالث: فهم أهل الفترة حقيقة وهم غير معذبين للقطع، كما تقدم.

وأما القسم الأول فقد قال صلى الله عليه وسلم في كل من قس، وزيد: أنه يبعث أمة وحده، وأما تبّع ونحوه فحكمهم حكم أهل الدين الذين دخلوا فيه ما لم يلحق أحد منهم الإسلام الناسخ لكل دين، انتهى ما أورده الأبي.

أقوال العلماء في أهل الفترة
اختلف العلماء في هذه المسألة على أقوال كثيرة ومن أشهرها:

الأول: أن من مات ولم تبلغه الدعوة مات ناجياً:
قال السيوطي: (وقد أطبقت أئمتنا الأشاعرة من أهل الكلام والأصول، والشافعية من الفقهاء على أن من مات ولم تبلغه الدعوة يموت ناجياً…) ، ونص بعض الأئمة على دخول أطفال المشركين الجنة- دون غيرهم من أهل الفترة– كالإمام ابن حزم حين قال: (وذهب جمهور الناس إلى أنهم في الجنة وبه نقول). والنووي، والحافظ ابن حجر العسقلاني وذكر أنه ترجيح البخاري، والإمام القرطبي والإمام ابن الجوزي.

الثاني: أن من مات ولم تبلغه الدعوة فهو في النار، قال الإمام ابن القيم: (وهو قول جماعة من المتكلمين، وأهل التفسير، وأحد الوجهين لأصحاب أحمد وحكاه القاضي نصا عن أحمد، وغلطه شيخنا….) كما هو قول جماعة من أصحاب أبي حنيفة.
الثالث: الوقف في أمرهم، وقد يعبر عنه بأنهم تحت المشيئة (وهو منقول عن الحمادين وابن المبارك وإسحاق بن راهويه، وقال ابن عبد البر: وهو مقتضى صنيع مالك وليس عنده في المسألة شيء منصوص، إلا أن أصحابه صرحوا بأن أطفال المسلمين في الجنة، وأطفال الكفار خاصة في المشيئة).
الرابع: أنهم يمتحنون في عرصات القيامة بنار يأمرهم الله سبحانه وتعالى بدخولها، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً ومن لم يدخلها فقد عصى الله تعالى فهو من أهل النار، وهذا قول جمهور السلف، حكاه الأشعري عنهم، وممن قال به محمد بن نصر المروزي، والبيهقي، وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وابن كثير وغيرهم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (.. ومن لم تقم عليه الحجة في الدنيا بالرسالة كالأطفال والمجانين وأهل الفترات فهؤلاء فيهم أقوال أظهرها ما جاءت به الآثار أنهم يمتحنون يوم القيامة، فيبعث إليهم من يأمرهم بطاعته، فإن أطاعوه استحقوا الثواب، وإن عصوه استحقوا العذاب).
وقال الإمام ابن القيم بعد حكايته المذاهب في أطفال المشركين وأدلتها: (المذهب الثامن: أنهم يمتحنون في عرصات القيامة، ويرسل إليهم هناك رسول وإلى كل من لم تبلغه الدعوة، فمن أطاع الرسول دخل الجنة، ومن عصاه أدخله النار وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة وبعضهم في النار، وبهذا يتألف شمل الأدلة كلها وتتوافق الأحاديث)، ثم ساق أدلة لهذا القول، وقال: (فهذه الأحاديث يشد بعضها بعضا، وتشهد لها أصول الشرع وقواعده، والقول بمضمونها هو مذهب السلف والسنة، نقله عنهم الأشعري..)، ويقول الحافظ ابن كثير: (.. وقد اختلف الأئمة رحمهم الله تعالى فيها قديماً وحديثاً وهي الولدان الذين ماتوا وهم صغار وآباؤهم كفار ماذا حكمهم؟ وكذا المجنون والأصم والشيخ الخرف ومن مات في الفترة ولم تبلغه دعوته وقد ورد في شأنهم أحاديث أنا أذكرها لك بعون الله وتوفيقه) ثم ساق عشرة أحاديث في هذه المسألة، ثم أشار إلى الأقوال في المسألة، ورجح أنهم يمتحنون يوم القيامة حيث قال: (… وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها، وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضه لبعض..).

ويقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -بعدما رجح هذا القول-:(إن الجمع بين الأدلة واجب متى ما أمكن بلا خلاف، لأن إعمال الدليلين أولى من إلغاء أحدهما ولا وجه للجمع بين الأدلة إلا هذا القول بالعذر والامتحان..).

ومن أهم أدلتهم على هذا القول دليلان:

الأول: استدلوا بعموم الآيات الدالة على نفي التعذيب قبل بلوغ الحجة، من مثل قوله تعالى عن أهل النار: ﴿كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا﴾ ~[الملك: 8-9].
وقوله سبحانه: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾ ~[الإسراء: 15] وغيرها من الآيات الدالة على عذر أهل الفترة بأنهم لم يأتهم نذير يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره لهذه الآية: (والله تعالى أعدل العادلين، لا يعذب أحداً حتى تقوم عليه الحجة بالرسالة ثم يعاند الحجة، وأما من انقاد للحجة، أو لم تبلغه حجة الله تعالى فإن الله تعالى لا يعذبه، استدل بهذه الآية على أن أهل الفترات، وأطفال المشركين، لا يعذبهم الله، حتى يبعث إليهم رسولاً، لأنه منزه عن الظلم).

الثاني: استدلوا بعدد من الأحاديث المصرحة بأن أهل الفترة ومن لم تبلغه الدعوة يمتحنون يوم القيامة، ومن أشهرها ما رواه الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يكون يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئاً، ورجل أحمق، ورجل هرم ورجل مات في فترة فأما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئاً، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً)).
وعن أبي هريرة مثل هذا غير أنه قال في آخره: ((فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن لم يدخلها سحب إليها))، والقول بموجب هذا الحديث فيه جمع للأدلة كما في النقل السابق عن الأئمة –قال شيخ الإسلام ابن تيمية-: (وهذا التفصيل يذهب الخصومات التي كره الخوض فيه لأجلها من كرهه، فإن من قطع لهم بالنار كلهم، جاءت نصوص تدفع قوله، ومن قطع لهم بالجنة كلهم، جاءت نصوص تدفع قوله..)، وقال الشيخ الشنقيطي بعد ترجيحه لهذا القول: (وهذا ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبوته عنه نص في النزاع فلا وجه للنزاع البتة مع ذلك..).

وردوا على ما ذكر بعض الأئمة كالإمام ابن عبد البر، والإمام القرطبي والحليمي، وملخص قولهم: أن هذه الأحاديث لا تصح وأن (هذا مخالف لأصول المسلمين لأن الآخرة ليست بدار امتحان) وردوا على هذا القول بما يلي:

1- أن هذه الأحاديث صحيحة وردت من طرق مختلفة...

2- قال شيخ الإسلام: (والتكليف إنما ينقطع بدخول دار الجزاء وهي الجنة والنار، وأما عرصات القيامة فيمتحنون فيها كما يمتحنون في البرزخ، فيقال لأحدهم: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وقال تعالى:﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ﴾ ~[القلم: 42-43]…) وقال الطيبي: (لا يلزم من أن الدنيا دار بلاء والآخرة دار جزاء أن لا يقع في واحده منهما ما يخص الأخرى، فإن القبر أول منازل الآخرة، وفيه الابتلاء والفتنة بالسؤال وغيره) ولخص الإمام ابن القيم الرد على ذلك فقال: (… فإن قيل: فالآخرة دار جزاء، وليست دار تكليف، فكيف يمتحنون في غير دار التكليف؟ فالجواب: أن التكليف إنما ينقطع بعد دخول دار القرار، وأما في البرزخ وعرصات القيامة فلا ينقطع، وهذا معلوم بالضرورة من الدين من وقوع التكليف بمسألة الملكين في البرزخ وهي تكليف، وأما في عرصة القيامة، فقال تعالى: "يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ" فهذا صريح في أن الله يدعو الخلائق إلى السجود يوم القيامة، وأن الكفار يحال بينهم وبين السجود إذ ذاك)، وذكروا أحاديث على جواز التكليف في الآخرة ذكرها ابن القيم وابن كثير وغيرهم.
#كتب_التوحيد #كتب_التوحيد_والعقيدة_. #كتب_الفقه_الإسلامي #كتب_كتب_إسلامية_. #كتب_فكر_اسلامى #كتب_أسلامي_. #كتب__الدراسات_الإسلامية #كتب_فقه_إسلامى #كتب_كتاب_اسلامي #كتب_فلسفة_إسلامية_. #كتب_يثرب_الجديدة_الحركات_الإسلامية_الراهنة #كتب_هذا_هو_الإسلام_الذي_قالوا_عنه_(يحتوي_الكتاب_على_سبعين_درسا_) #كتب_لماذا_يخافون_من_الإسلام؟ #كتب_نظرات_فى_مسيرة_العمل_الإسلامى #كتب_فتوحات_إسلامية_. #كتب_إسلامية #كتب_كتب_إسلاميات_. #كتب_الفكر_الاسلامي_. #كتب_إنتشار_الإسلام_ #كتب_قواعد_الإسلام #كتب_الفقه_الاسلامى_. #كتب_نواقض_الإسلام #كتب_محاضرات_إسلامية #كتب_موسوعة_إسلامية_ #كتب_معالم_اسلامية #كتب__الفقه_الاسلامي_pdf #كتب_لفقه_الاسلامي_pdf #كتب_الفقه_الاسلامي_pdf #كتب_منهج_التوحيد #كتب_منظور_اسلامي #كتب_محاضرة_اسلامية #كتب_منهج_التربية_الاسلامية #كتب_اليقظة_الإسلامية #كتب_الفكر_العربي_الإسلامي #كتب_كتاب_التوحيد #كتب_اليقظة_الاسلامية_وحركات_التحرير #كتب_اليقظه_الاسلامية #كتب_الفلسفة_الإسلامية
الترتيب:

#558

0 مشاهدة هذا اليوم

#32K

14 مشاهدة هذا الشهر

#13K

16K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 159.