█ _ محمد قطب 0 حصريا كتاب ❞ قضية التنوير ❝ 2025 التنوير: فى القرنين الأخيرين كانت حال الأمة الإسلامية قد وصلت إلى حد من السوء لم تبلغه قبل قط فقد مرت بالأمة فترات الضعف والاضمحلال – تعود بعدها القوة والتمكين ولكنها تكن تضمحل مجموعها بل كان يحتل جانبا الساحة بينما يكون جانب آخر ما زال ممكنا الأرض فحينما اجتاحت جحافل التتار الدولة العباسية المشرق المغرب والأندلس تزال قائمة وحين سقطت الأندلس العثمانية استولت القسطنطينية وبدأت تتوغل شرق أوربا0 أما استولى العالم الإسلامى كله وتمكن الصليبيون جولتهم الثانية الاستيلاء معظم أجزاء ثم استطاعوا بمعاونة الصهيونية العالمية إزالة الوجود0 وما يساورنا الشك أن فترة الاضمحلال الحالية ستنتهى كما انتهت سابقاتها وستعود التمكين مرة أخرى وعد الله ورسوله –ووعده الحق ولو احتاج الأمر وقت أطول وجهد أكبر مما إليه أى سابقة بالنظر وحال الأعداء00 ولكنا هنا نرصد حركة التاريخ الماضيين لنتتبع خطوطا معينة ذلك التاريخ0 لقد أدى الحال السيئ الذى واجتياح الأعداء لها كل قيام حركتين تصحيحيتين تحاولان إصلاح الأحوال وإعادة الحياة ((الغثاء)) صارت أخبر الصادق المصدوق أربعة عشر قرنا حين قال : ((يوشك تداعى عليكم الأمم الأكلة قصعتها قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن المهابة صدور أعدائكم وليقذفن قلوبكم الوهن قالوا: وما حب الدنيا وكراهية الموت))( )0 حركة التصحيح الأولى هى ((التنوير)) الإصلاح النسق الغربى المستفاد أوربا والحركة الأخرى الحركة العودة الإسلام0 بدأت مصر وتركيا منذ قرنين الزمان وجه التقريب سرت بقية عن قرن كامل وقامت أكثر بلد بلاد الجزيرة العربية ومصر والشمال الأفريقى والهند ولا يقل تاريخها بقعة نصف التقريب0 وفى ناقشنا لنرى عليها وكان منهج النقاش أننا عرضنا الأمراض التى تعانى منها ظهور والأسلوب حاولت به تواجه تلك وتعالجها والجوانب نجحت فيها أخفقت ومدى مسئوليتها الفشل فيما فشلت علاجه ولم نكن نقاشنا مجاملين للحركة لأنه لا مجال للمجاملة أمر جاد يتوقف عليه مستقبل فلئن قائل إن كثيرة وإن لاقت مقاومة هذا الجانب أو ذاك فكل إصلاحية واجهت هذه المشكلات ذاتها: وتوغلها جسم وقلة المصلحين والمقاومة تلقاها ولكن قدر إيمان بما تقوم وعلى صحة الأدوات تستخدمها عزيمتها ومثابرتها مدى نجاحها فشلها وقد قلنا مناقشتنا إنها تعجلت مسيرتها وأغفلت جوانب ينبغى توجه إليها عنايتها التعجل أثر ذاتها وإنها تراجع لتصحح مسارها وتستدرك وقعت فيه أخطاء وتعوض وقع تقصير( )0 وقد آن لنا الآن نناقش ذات المنهج فنذكر سمت نفسها أحيانا النهضة وأحيانا (وهو أحب أسمائها الوقت الحاضر) ا لفشل الأمراض0 وكما نجامل فكذلك أولاً: ليكون عادلا ومتوازنا وثانياً: لأن مجاملة أساس كثرة سلاح يمكن لأى تبرر أخطاءها وتقصيرها أسهل التبرير! ولكن هناك نقطة واقعية لابد نضعها اعتبارنا ونحن كلتا الحركتين مبدأ أمرها فإن فرقا مهم القضية هو تشجيعا كبيرا السلطات سواء المحلية وجدت –وما تجد عنيدة وهذا يوضع الحسبان عند استخلاص النتائج النهائية لكلتا الحركتين0 وليس الهدف مجرد المقارنة بين منهجين مختلفين إنما لتحدد لنفسها اتجاهها أمة حية الحين والحين لتعرف تقدمت الأمام أم انتكست الخلف أنها واقفة مكانها تتحرك0 وحين الحية بهذه المراجعة فإنها تنظر حاضرها لتقوم مساره أنه يحقق آمالها تخطط لمستقبلها ضوء مراجعتها لحاضرها فتحاول تتدارك النقص الأعوجاج0 وأحد أمراض وقتها الحاضر مسيرتها! خطواتها الماضى لمستقبلها! تذهب حسبما يجرفها التيار! ونعتقد اعتقادا جازما تفلح النحو00 وأنه يقوم نفر أبناء تؤهله قدرته واجتهاده بعملية والتقويم ليرفعوا أمام أمتهم المرآة ترى حقيقتها لتقرر بصيرة أين تضع أقدامها وكيف تكون خطوتها القادمة00 فرض كفاية يقم القادرون أثمت كلها تصديقا لقوله تعالى: ((واتقوا فتنة تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة))( )0 ولنعلم كذلك محاسبون يوم القيامة عملنا وأن موقفنا واقعنا المعاصر: ارتضيناه كرهناه؟ وهل حاولنا تغييره استسلمنا له؟ شاركنا أمراضه علاجها؟ المسئولية تشمل الناس جميعاً بحسب موقعه منحه قدرات يقبل أحد يقول إننى أكن المسئولين ! والله سبحانه وتعالى ((بل الإنسان نفسه بصيرة* ألقى معاذيره))( ) ويقول الرسول (( تكونوا إمعة تقولون أحسن أحسنا أساءوا أسأنا!))( )0 ولنتدبر عبرة 00 فالأمور تجرى بلا ضابط00 تحكم سنن ربانية يشذ عنها شىء يخرج مقتضياتها وهى حاسمة صارمة تجامل تحابى تتخلف والفلاح والآخرة مرهون باتباعها والعمل بمقتضياتها0 اللهم أرنا حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا اجتنابه ووفقنا بفضلك ورحمتك تحبه وترضاه قضايا معاصرة مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل