█ _ د عبدالعزيز بن عبدالله الحميدي 2004 حصريا كتاب ❞ الإمام الزاهد والخليفة الراشد عمر ❝ عن دار الدعوة للطبع والنشر والتوزيع 2025 عبدالعزيز: أبو حفص عبد العزيز مروان الحكم الأموي القرشي (61هـ681م 101هـ720م) هو ثامن الخلفاء الأمويين الثاني ولد سنة 61 هـ المدينة المنورة ونشأ فيها عند أخواله من آل الخطاب فتأثر بهم وبمجتمع الصحابة وكان شديد الإقبال طلب العلم وفي 87هـ ولّاه الخليفة الوليد الملك إمارة ثم ضم إليه ولاية الطائف 91هـ فصار واليًا الحجاز كلها عُزل عنها وانتقل إلى دمشق فلما تولى سليمان الخلافة قرّبه وجعله وزيرًا ومستشارًا له جعله ولي عهده مات 99هـ تميزت خلافة بعدد المميزات منها: العدلُ والمساواة وردُّ المظالم التي كان أسلافه بني أمية قد ارتكبوها وعزلُ جميع الولاة الظالمين ومعاقبتُهم كما أعاد العمل بالشورى ولذلك عدّه كثير العلماء خامس الراشدين اهتم بالعلوم الشرعية وأمر بتدوين الحديث النبوي الشريف استمرت سنتين وخمسة أشهر وأربعة أيام حتى قُتل مسمومًا 101هـ فتولى يزيد بعده اختلفت الروايات سبب مرض وموته إذ تذكر بعض أن مرضه «الخوف الله تعالى والاهتمام بأمر الناس» روي زوجته فاطمة بنت وكما ذكر ابن سعد الطبقات لهيعة لوحة ضريح العزيز إلا أنه آخر لموته؛ وهو سُقي السم وذلك تبرموا وضاقوا ذرعاً سياسة قامت العدل وحرمتهم ملذاتهم وتمتعهم بميزات لا ينالها غيرهم بل جعل مثل أقصى الناس أطراف دولة الإسلام ورد كانت أيديهم وحال بينهم وبين ما يشتهون فكاد بوضع شرابه فقد رُوي أنهم وعدوا غلام بألف دينار وأن يُعتق إن نفذ الخطة فكان الغلام يضطرب كلما همّ بذلك إنهم هددوا بالقتل لم يفعل مدفوعاً بين الترغيب والترهيب حمل فوق ظفره لما أراد تقديم الشراب لعمر قذف فيه قدمه فشربه أحس به منذ وقع بطنه وعن مجاهد قال: قال لي العزيز: «ما يقول فيّ؟» قلت: «يقولون إنك مسحور» أنا بمسحور» دعا غلاماً فقال له: «ويحك حملك تسقيني السم؟» «ألف أعطيتها وعلى أعتق» «هات الألف» فجاء بها فألقاها بيت المال وقال: «اذهب حيث يراك أحد» وقيل بسبب السل وتوفي يوم الجمعة لعشر ليال بقين رجب أصح واستمر معه المرض عشرين يوماً بدير سمعان أرض معرة النعمان بالشام بعد تسع وثلاثين عمره توفي أربعين واختلفت مقدار تركة حين ولكن متفقة قلة التركة أو انعدامها الجوزي: بلغني المنصور لعبد الرحمن القاسم محمد أبي بكر الصديق رضي عنه: «عظني» «مات رحمه وخلف أحد عشر ابناً وبلغت تركته سبعة ديناراً كفن منها بخمسة دنانير وثمن موضع قبره ديناران وقسم الباقي بنيه وأصاب كل واحد ولده تسعة درهماً ومات هشام فقسمت ألف ورأيت رجلاً حَمَلَ مائة فرس سبيل عز وجل يُتصدق عليه» وصيته لولي الملك كتب الموت قائلاً: العزيز بسم الرحيم من أمير المؤمنين السلام عليك فإني أحمد إليك الذي إله إلا أما كتبت وأنا دنف وجعي وقد علمت أني مسؤول عما وليت يحاسبني عليه مليك الدنيا والآخرة ولست أستطيع أخفي عملي شيئاً فيما يقول: «فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ» فإن يرضى عني أفلحت ونجوت الهول الطويل وإن سخط علي فيا ويح نفسي أصير أسأل يجيرني النار برحمته يَمُنّ برضوانه والجنة وعليك بتقوى والرعيةَ الرعيةَ فإنك لن تبقى بعدي قليلاً تلحق باللطيف الخبير العزيز ضريح العزيز يقع الضريح قرية دير شرقي الواقعة شرق مدينة التابعة لمحافظة إدلب سوريا بناء الأساسي عبارة قديم يعود العهد المملوكي ظل يعاني الإهمال عقد التسعينيات القرن الماضي عندما وزارة الآثار والمتاحف (وبجهود أمين متحف الباحث كامل شحادة) بتأهيل البناء بالكامل وبناء قبة باحة وإنشاء حديقة عامة حوله يؤمها الزوار والسائحين البلاد ليقفوا أمام هذا مضرب الأمثال ورعه وتقواه وعدله موقع الخامس الميلادي يسكنه الراهب وعندما أصبح والياً خناصرة قرب حلب نشأت علاقة قوية بينه يكثر زيارة هذه المنطقة أراضي أمه وأخواله وحين خليفة المسلمين العلاقة وتطورت اشترى مكانا الدير لكي يدفن أصر يدفع ثمنه للراهب يعطيه إياه هدية حباً بجواره ولما 101 دفن مع القبر زاره العديد السلاطين الأيوبيين والمماليك ومنهم السلطان صلاح الدين الأيوبي 584 قام السوري شحادة بإجراء دراسة لتحديد موقع بدقة واستطاع خلال الدراسة إثبات المكان الدقيق للضريح (الواقعة ومن العثور قبر وبعد تحديد الموقع استطاع الحصول موافقة وميزانية لترميم فوقه بحالة جيدة جداً وعاد رونقه الثامن والعشرين كانون (يناير) 2020 أُحرق يد المليشيات الإيرانية والجيش دخلت قتالِ عناصر الجيش الحر شخصيته صفته الشكلية كان أسمر رقيق الوجه أحسنه نحيف الجسم حسن اللحية غائر العينين بجبهته أثر نفحة دابة خطه الشيب صفته: إنه أبيض دقيق جميلاً مكانته العلمية اتفقت كلمة المترجمين أئمة زمانه أطلق الإمامين مالك وسفيان عيينة وصف إمام وقال مجاهد: «أتيناه نعلمه فما برحنا تعلمَّنا منه» ميمون مهران: «كان معلمَّ العلماء» الذهبي: إماماً فقيهاً مجتهداً عارفاً بالسنن كبير الشأن حافظاً قانتاً لله أوَّاهاً منيباً يعد السيرة والقيام بالقسط جده لأمه الزهد الحسن البصري الزهري» وقد احتج الفقهاء والعلماء بقوله وفعله ذلك رسالة الليث أنس وهي قصيرة وفيها يحتج مراراً بصحة قوله بقول ذهب مسائله ويرد كتب الفقه للمذاهب الأربعة المتبوعة الاحتجاج بمذهبه فاستدل الحنفية بصنيعه المسائل وجعلوا وصفاً يتميَّز جدّه الجواهر المضيئة: «فائدة: أصحابنا كتبهم مسائل الخلاف: قول الصغير؛ يريدون المشهور» ويُكثر الشافعية ذكره ترجم النووي ترجمة حافلة "تهذيب الأسماء واللغات" أولها: «تكرر المختصر والمهذب» وهما الشافعي وأما المالكية فيُكثرون أكثر ومالك المذهب الموطأ مواضع عديدة محتجاً بفتواه وقوله وأما الحنابلة فكذلك يذكرونه كثيراً وعمر أحمد: «لا أدري التابعين حجة العزيز» وكفاه أيضاً: «إذا رأيت الرجل يحب ويذكر محاسنه وينشرها فاعلم وراء خيراً شاء الله» ألقابه يرى المتتبع لأقوال والمؤرخين إجماعاً تاماً عدّ المجدد الأول أول شهاب الزهري تبعه حنبل فقال: «يروى الحديث: يبعث رأس عام يصحح لهذه الأمة أمر دينها فنظرنا المائة الأولى فإذا ويقول حجر العسقلاني: «إن إجماع الصفات المحتاج تجديدها ينحصر نوع أنواع الخير ولا يلزم خصال شخص يدعى فإنه القائم بالأمر باتصافه بجميع صفات وتقدمه كانوا يحملون جاء فالشافعي متصفاً بالصفات الجميلة يكن الجهاد والحكم بالعدل» وكان يلقب بـ"الأشجّ" "أشجّ مروان"؛ لأنه صغيراً دخل اصطبل أبيه مصر ليرى الخيل فضربه وجهه فشجّه فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول: كنت أشج إذاً لسعيد» رأى أخوه الأصبغ الأثر «الله أكبر! يملك» ولدي بوجهه يملأ الأرض عدلاً» رؤيا تشير تكررت الرؤيا لغير الأمر مشهوراً بدليل قاله وما الشج فكلاهما تفاءل لعله يكون الأشج عدلاً ويُذكر ذات ليلة «ليت شعري ذو الشين (أي العلامة) يملؤها مُلئت جوراً؟» يرون بلال شامة فحسبوه المبشر الموعود بعمر زوجاته وذريته لما والد أخذه عمه فخلطه بولده وقدمه منهم وزوجه ابنته الشاعر: بنت جدها أخت الخلائف زوجها ومعنى البيت أنها جدها أخت الخلفاء: وسليمان ويزيد وهشام زوجها فهو قيل عنها: نعرف امرأة بهذه الصفة يومنا سواها» ولدت إسحاق ويعقوب وموسى ومن زوجاته: لميس الحارث وبكر وأم عمار ومنهن: أم عثمان شعيب زيان إبراهيم أولاده والوليد وعاصم وعبد وزيان وأمينة فأمهم أربعة ذكراً منهم: وإبراهيم وإسحاق وبنات ثلاثة: أمينة اختلفت عدد أولاد وبناته فبعض قتيبة وبعض الذكور اثنا وعدد الإناث ست الجوزي الآراء والمواقف حوله نظرة أهل السنة والجماعة يرى والجماعة عمرَ مثالُ الحاكم العادل الورع جمع العلم: الذهبي كتابه "سير أعلام النبلاء": «عمر الأموي: الحافظ العلامة المجتهد العابد السيد حقاً الراشد» «وكان الاجتهاد رحمة ويرى بعضهم الميموني: وجرى فرأيت يرفعه «يُروى النبي صلى وسلم: يقرر لها دينها» وأرجو الأخرى» وقال كثير: «فقال جماعة وغيره: أولى مَن وأحق؛ لإمامته وعموم ولايته وقيامه واجتهاده تنفيذ الحق سيرته شبيهة بسيرة تشبَّه به» السير المذكرات مجاناً PDF اونلاين هى تلك كتبها أصحابها أشخاص آخرون تجارب شخصيات رسمت التاريخ وأسست قواعد هامة حياتنا تستوجب القراءة والتفكّر