عن الذات والفن والقناع ترتبط مادة الكتاب بزمن الوباء وما رافقه من رعب وعزلة وتساؤلات مستعصية الإجابة، إذ انتقل فيه العالم برمته إلى وضع جديد يتسم بالارتباك الشديد والجمود المطلق من جراء الانتشار الكاسح لفيروس كورونا المستجد؛ الجمود الذي لم تتردد الميديا بكل أصنافها وأسنادها وأطيافها في خلخلته وتفتيته. وعبر الإنصات لإيقاع النبض المشترك، يتحول الفنان من إطار التماهي الاختياري مع مدائنه وتصوراته وإنِّيَتِه، إلى دائرة الواقع المَعيش في تماس مباشر مع الجسم المجتمعي بأسئلته وتداعياته الاقتصادية والثقافية والنفسية بخاصة. من ثمة، انبثقت مُجمل محتويات الكتاب كما هي في أصل زمنها، زمن الكَفاف، بما تملكه من رهبة اللحظة وصدق نَبْرِها، حيث الكتابة استبطان لما ندركه من مواقف ومشاعر طارئة في حالات الضعف والهوان، هي أيضا، الإحساسات والتأملات التي تضع العقل والنفس في بوثقة اللّايقين، ما يجعل الكتابة لصيقة بتفكير العقل والعين والنفس معا، مع استدراك ما رافق ذلك من مواقف وانعطافات إبداعية وفنية.