❞ مسلسل جرح العائلة ( الحلقه الثامنة )
المعلم طارق: لماذا طلبت هذا الطلب هل أنت معجب بها أم رأيتها مناسبة؟!
هنا صمت علي قليلًا.
علي: معجب بها يا معلم منذ أول يوم رأيتها فيه.
المعلم طارق: أنت فتى جيد ولكن لا أستطيع أن أجبر ابنتي علي شيء لا توافق عليه، سوف أعرض عليها الأول.
علي: خذ وقتك يا معلم.
في أثناءحديثهم أتت لينا إلى والدها وهنا خرج علي من المكتب.
لينا: ماذا حدث يا أبي لماذا وجهك هكذا؟!
المعلم طريق: سعيد وحزين في نفس الوقت.
لينا : كيف هذا؟!
المعلم طارق: أتى علي لكي يطلبك مني سعيد لأنك كبرت سوف تتزوجي وحزين لانكي سوف تتركيني ما رأيك.
لينا: علي فتي جيد ولكن لا يملك شيء.
معلم طارق: ماذا تقصدي لا يملك شيء؟!
لينا: لا يملك منزل.
المعلم طارق: علي فتي جيد الدنيا كانت ظالمه معه أنا أساعده لكي يبدأ في حياته من جديد لا تنظري الي الماديات يا ابنتي.
لينا : لم أقصد هذا يا أبي ولكن أتحدث معك أنني موافقة.
المعلم طارق: ابنتي الجميلة سوف تكون أجمل عروسة.
خرجت لينا من عند والدها وخرج المعلم طارق لكي ينادي علي علي.
معلم طارق : علي.
علي: نعم يا معلم.
المعلم طارق : تعال إلى هنا.
ذهب علي إلى غرفة المعلم طارق.
المعلم طارق : هل تعلم يا علي أن لينا ابنتي الوحيدة تعيش معي منذ صغرها منذ وفاة والدتها.
علي: رحمة الله على زوجتك وأن شاء الله ترى ابنتك دائما في أحسن حال الله يديمكم لبعض.
المعلم طارق : أريد ان أجعلها سعيدة لو يمكنني أن أحضر لها نجمة من السماء لكنت فعلت هذا وأنا لم أجد أفضل منك لكي أعطيك أبنتي.
انتظروا الحلقة التاسعة
بقلم هويدا صبري
#أسيرةـالليل. ❝ ⏤Howayda Sabry
❞ مسلسل جرح العائلة ( الحلقه الثامنة )
المعلم طارق: لماذا طلبت هذا الطلب هل أنت معجب بها أم رأيتها مناسبة؟!
هنا صمت علي قليلًا.
علي: معجب بها يا معلم منذ أول يوم رأيتها فيه.
المعلم طارق: أنت فتى جيد ولكن لا أستطيع أن أجبر ابنتي علي شيء لا توافق عليه، سوف أعرض عليها الأول.
علي: خذ وقتك يا معلم.
في أثناءحديثهم أتت لينا إلى والدها وهنا خرج علي من المكتب.
لينا: ماذا حدث يا أبي لماذا وجهك هكذا؟!
المعلم طريق: سعيد وحزين في نفس الوقت.
لينا : كيف هذا؟!
المعلم طارق: أتى علي لكي يطلبك مني سعيد لأنك كبرت سوف تتزوجي وحزين لانكي سوف تتركيني ما رأيك.
لينا: علي فتي جيد ولكن لا يملك شيء.
معلم طارق: ماذا تقصدي لا يملك شيء؟!
لينا: لا يملك منزل.
المعلم طارق: علي فتي جيد الدنيا كانت ظالمه معه أنا أساعده لكي يبدأ في حياته من جديد لا تنظري الي الماديات يا ابنتي.
لينا : لم أقصد هذا يا أبي ولكن أتحدث معك أنني موافقة.
المعلم طارق: ابنتي الجميلة سوف تكون أجمل عروسة.
خرجت لينا من عند والدها وخرج المعلم طارق لكي ينادي علي علي.
معلم طارق : علي.
علي: نعم يا معلم.
المعلم طارق : تعال إلى هنا.
ذهب علي إلى غرفة المعلم طارق.
المعلم طارق : هل تعلم يا علي أن لينا ابنتي الوحيدة تعيش معي منذ صغرها منذ وفاة والدتها.
علي: رحمة الله على زوجتك وأن شاء الله ترى ابنتك دائما في أحسن حال الله يديمكم لبعض.
المعلم طارق : أريد ان أجعلها سعيدة لو يمكنني أن أحضر لها نجمة من السماء لكنت فعلت هذا وأنا لم أجد أفضل منك لكي أعطيك أبنتي.
❞ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
قوله تعالى : إياك نعبد رجع من الغيبة إلى الخطاب على التلوين ; لأن من أول السورة إلى هاهنا خبرا عن الله تعالى وثناء عليه ، كقوله وسقاهم ربهم شرابا طهورا . ثم قال : إن هذا كان لكم جزاء . وعكسه : حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم على ما يأتي .
و ( نعبد ) معناه نطيع ; والعبادة الطاعة والتذلل . وطريق معبد إذا كان مذللا للسالكين ; قاله الهروي . ونطق المكلف به إقرار بالربوبية وتحقيق لعبادة الله تعالى ; إذ سائر الناس يعبدون سواه من أصنام وغير ذلك . وإياك نستعين أي نطلب العون والتأييد والتوفيق .
قال السلمي في حقائقه : سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول : سمعت أبا حفص الفرغاني يقول : من أقر ب إياك نعبد وإياك نستعين فقد برئ من الجبر والقدر .
إن قيل : لم قدم المفعول على الفعل ؟ قيل له : قدم اهتماما ، وشأن العرب تقديم الأهم . يذكر أن أعرابيا سب آخر فأعرض المسبوب عنه ; فقال له الساب : إياك أعني : فقال له الآخر : وعنك أعرض ; فقدما الأهم . وأيضا لئلا يتقدم ذكر العبد والعبادة على المعبود ; فلا يجوز نعبدك ونستعينك ، ولا نعبد إياك ونستعين إياك ; فيقدم الفعل على كناية المفعول ، وإنما يتبع لفظ القرآن . وقال العجاج :
إياك أدعو فتقبل ملقي واغفر خطاياي وكثر ورقي
ويروى : وثمر . وأما قول الشاعر :
إليك حتى بلغت إياكا
فشاذ لا يقاس عليه . والورق بكسر الراء من الدراهم ، وبفتحها المال . وكرر الاسم لئلا يتوهم إياك نعبد ونستعين غيرك .
الجمهور من القراء والعلماء على شد الياء من إياك في الموضعين . وقرأ عمرو بن قائد : ( إياك ) بكسر الهمزة وتخفيف الياء ، وذلك أنه كره تضعيف الياء لثقلها وكون الكسرة قبلها . وهذه قراءة مرغوب عنها ، فإن المعنى يصير : شمسك نعبد أو ضوءك ; وإياة الشمس ( بكسر الهمزة ) : ضوءها ; وقد تفتح . وقال [ طرفة بن العبد ] :
سقته إياة الشمس إلا لثاته أسف فلم تكدم عليه بإثمد
فإن أسقطت الهاء مددت . ويقال : الإياة للشمس كالهالة للقمر ، وهي الدارة حولها . وقرأ الفضل الرقاشي : " أياك " ( بفتح الهمزة ) وهي لغة مشهورة . وقرأ أبو السوار الغنوي : " هياك " في الموضعين ، وهي لغة ; قال :
فهياك والأمر الذي إن توسعت موارده ضاقت عليك مصادره
وإياك نستعين عطف جملة على جملة . وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش : ( نستعين ) بكسر النون ، وهي لغة تميم وأسد وقيس وربيعة ; ليدل على أنه من استعان ، فكسرت النون كما تكسر ألف الوصل . وأصل " نستعين " نستعون ، قلبت حركة الواو إلى العين فصارت ياء والمصدر استعانة ، والأصل استعوان ; قلبت حركة الواو إلى العين فانقلبت ألفا ولا يلتقي ساكنان فحذفت الألف الثانية لأنها زائدة ، وقيل الأولى لأن الثانية للمعنى ، ولزمت الهاء عوضا .. ❝ ⏤عبدالعزيز بن داخل المطيري
❞ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
قوله تعالى : إياك نعبد رجع من الغيبة إلى الخطاب على التلوين ; لأن من أول السورة إلى هاهنا خبرا عن الله تعالى وثناء عليه ، كقوله وسقاهم ربهم شرابا طهورا . ثم قال : إن هذا كان لكم جزاء . وعكسه : حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم على ما يأتي .
و ( نعبد ) معناه نطيع ; والعبادة الطاعة والتذلل . وطريق معبد إذا كان مذللا للسالكين ; قاله الهروي . ونطق المكلف به إقرار بالربوبية وتحقيق لعبادة الله تعالى ; إذ سائر الناس يعبدون سواه من أصنام وغير ذلك . وإياك نستعين أي نطلب العون والتأييد والتوفيق .
قال السلمي في حقائقه : سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول : سمعت أبا حفص الفرغاني يقول : من أقر ب إياك نعبد وإياك نستعين فقد برئ من الجبر والقدر .
إن قيل : لم قدم المفعول على الفعل ؟ قيل له : قدم اهتماما ، وشأن العرب تقديم الأهم . يذكر أن أعرابيا سب آخر فأعرض المسبوب عنه ; فقال له الساب : إياك أعني : فقال له الآخر : وعنك أعرض ; فقدما الأهم . وأيضا لئلا يتقدم ذكر العبد والعبادة على المعبود ; فلا يجوز نعبدك ونستعينك ، ولا نعبد إياك ونستعين إياك ; فيقدم الفعل على كناية المفعول ، وإنما يتبع لفظ القرآن . وقال العجاج :
إياك أدعو فتقبل ملقي واغفر خطاياي وكثر ورقي
ويروى : وثمر . وأما قول الشاعر :
إليك حتى بلغت إياكا
فشاذ لا يقاس عليه . والورق بكسر الراء من الدراهم ، وبفتحها المال . وكرر الاسم لئلا يتوهم إياك نعبد ونستعين غيرك .
الجمهور من القراء والعلماء على شد الياء من إياك في الموضعين . وقرأ عمرو بن قائد : ( إياك ) بكسر الهمزة وتخفيف الياء ، وذلك أنه كره تضعيف الياء لثقلها وكون الكسرة قبلها . وهذه قراءة مرغوب عنها ، فإن المعنى يصير : شمسك نعبد أو ضوءك ; وإياة الشمس ( بكسر الهمزة ) : ضوءها ; وقد تفتح . وقال [ طرفة بن العبد ] :
سقته إياة الشمس إلا لثاته أسف فلم تكدم عليه بإثمد
فإن أسقطت الهاء مددت . ويقال : الإياة للشمس كالهالة للقمر ، وهي الدارة حولها . وقرأ الفضل الرقاشي : ˝ أياك ˝ ( بفتح الهمزة ) وهي لغة مشهورة . وقرأ أبو السوار الغنوي : ˝ هياك ˝ في الموضعين ، وهي لغة ; قال :
فهياك والأمر الذي إن توسعت موارده ضاقت عليك مصادره
وإياك نستعين عطف جملة على جملة . وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش : ( نستعين ) بكسر النون ، وهي لغة تميم وأسد وقيس وربيعة ; ليدل على أنه من استعان ، فكسرت النون كما تكسر ألف الوصل . وأصل ˝ نستعين ˝ نستعون ، قلبت حركة الواو إلى العين فصارت ياء والمصدر استعانة ، والأصل استعوان ; قلبت حركة الواو إلى العين فانقلبت ألفا ولا يلتقي ساكنان فحذفت الألف الثانية لأنها زائدة ، وقيل الأولى لأن الثانية للمعنى ، ولزمت الهاء عوضا. ❝
❞ وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)
قوله تعالى : وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : وتولى عنهم أي أعرض عنهم ; وذلك أن يعقوب لما بلغه خبر بنيامين تتام حزنه ، وبلغ جهده ، وجدد الله مصيبته له في يوسف فقال : يا أسفى على يوسف ونسي ابنه بنيامين فلم يذكره ; عن ابن عباس . وقال سعيد بن جبير : لم يكن عند يعقوب ما في كتابنا من الاسترجاع ، ولو كان عنده لما قال : يا أسفى على يوسف قال قتادة والحسن : والمعنى يا حزناه ! وقال مجاهد والضحاك : يا جزعاه ! ; قال كثير :
فيا أسفا للقلب كيف انصرافه وللنفس لما سليت فتسلت
والأسف شدة الحزن على ما فات . والنداء على معنى : تعال يا أسف فإنه من أوقاته . وقال الزجاج : الأصل يا أسفي ; فأبدل من الياء ألف لخفة الفتحة .
وابيضت عيناه من الحزن قيل : لم يبصر بهما ست سنين ، وأنه عمي ; قاله مقاتل . وقيل : قد تبيض العين ويبقى شيء من الرؤية ، والله أعلم بحال يعقوب ; وإنما ابيضت عيناه من البكاء ، ولكن سبب البكاء الحزن ، فلهذا قال : من الحزن . وقيل : إن يعقوب كان يصلي ، ويوسف نائما معترضا بين يديه ، فغط في نومه ، فالتفت يعقوب إليه ، ثم غط ثانية فالتفت إليه ، ثم غط ثالثة فالتفت إليه سرورا به وبغطيطه ; فأوحى الله تعالى إلى ملائكته : " انظروا إلى صفيي وابن خليلي قائما في مناجاتي يلتفت إلى غيري ، وعزتي وجلالي ! لأنزعن الحدقتين اللتين التفت بهما ، ولأفرقن بينه وبين من التفت إليه ثمانين سنة ، ليعلم العاملون أن من قام بين يدي يجب عليه مراقبة نظري " .
الثانية : هذا يدل على أن الالتفات في الصلاة - وإن لم يبطل - يدل على العقوبة عليها ، والنقص فيها ، وقد روى البخاري عن عائشة قالت : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الالتفات في الصلاة فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد . وسيأتي ما للعلماء في هذا في أول سورة " المؤمنون " موعبا إن شاء الله تعالى .
الثالثة : قال النحاس : فإن سأل قوم عن معنى شدة حزن يعقوب - صلى الله عليه وسلم - وعلى نبينا - فللعلماء في هذا ثلاثة أجوبة : منها - أن يعقوب - صلى الله عليه وسلم - لما علم أن يوسف - صلى الله عليه وسلم - حي خاف على دينه ، فاشتد حزنه لذلك . وقيل : إنما حزن لأنه سلمه إليهم صغيرا ، فندم على ذلك . والجواب الثالث : وهو أبينها - هو أن الحزن ليس بمحظور ، وإنما المحظور الولولة وشق الثياب ، والكلام بما لا ينبغي وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب . وقد بين الله جل وعز ذلك بقوله : فهو كظيم أي مكظوم مملوء من الحزن ممسك عليه لا يبثه ; ومنه كظم الغيظ وهو إخفاؤه ; فالمكظوم المسدود عليه طريق حزنه ; قال الله تعالى : إذ نادى وهو مكظوم أي مملوء كربا . ويجوز أن يكون المكظوم بمعنى الكاظم ; وهو المشتمل على حزنه . وعن ابن عباس : كظيم مغموم ; قال الشاعر :
فإن أك كاظما لمصاب شاس فإني اليوم منطلق لساني
وقال ابن جريج عن مجاهد عن ابن عباس قال : ذهبت عيناه من الحزن فهو كظيم قال : فهو مكروب . وقال مقاتل بن سليمان عن عطاء عن ابن عباس في قوله : فهو كظيم قال : فهو كمد ; يقول : يعلم أن يوسف حي ، وأنه لا يدري أين هو ; فهو كمد من ذلك . قال الجوهري : الكمد الحزن المكتوم ; تقول منه كمد الرجل فهو كمد وكميد . النحاس . يقال فلان كظيم وكاظم ; أي حزين لا يشكو حزنه ; قال الشاعر :
فحضضت قومي واحتسبت قتالهم والقوم من خوف المنايا كظم. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)
قوله تعالى : وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : وتولى عنهم أي أعرض عنهم ; وذلك أن يعقوب لما بلغه خبر بنيامين تتام حزنه ، وبلغ جهده ، وجدد الله مصيبته له في يوسف فقال : يا أسفى على يوسف ونسي ابنه بنيامين فلم يذكره ; عن ابن عباس . وقال سعيد بن جبير : لم يكن عند يعقوب ما في كتابنا من الاسترجاع ، ولو كان عنده لما قال : يا أسفى على يوسف قال قتادة والحسن : والمعنى يا حزناه ! وقال مجاهد والضحاك : يا جزعاه ! ; قال كثير :
فيا أسفا للقلب كيف انصرافه وللنفس لما سليت فتسلت
والأسف شدة الحزن على ما فات . والنداء على معنى : تعال يا أسف فإنه من أوقاته . وقال الزجاج : الأصل يا أسفي ; فأبدل من الياء ألف لخفة الفتحة .
وابيضت عيناه من الحزن قيل : لم يبصر بهما ست سنين ، وأنه عمي ; قاله مقاتل . وقيل : قد تبيض العين ويبقى شيء من الرؤية ، والله أعلم بحال يعقوب ; وإنما ابيضت عيناه من البكاء ، ولكن سبب البكاء الحزن ، فلهذا قال : من الحزن . وقيل : إن يعقوب كان يصلي ، ويوسف نائما معترضا بين يديه ، فغط في نومه ، فالتفت يعقوب إليه ، ثم غط ثانية فالتفت إليه ، ثم غط ثالثة فالتفت إليه سرورا به وبغطيطه ; فأوحى الله تعالى إلى ملائكته : ˝ انظروا إلى صفيي وابن خليلي قائما في مناجاتي يلتفت إلى غيري ، وعزتي وجلالي ! لأنزعن الحدقتين اللتين التفت بهما ، ولأفرقن بينه وبين من التفت إليه ثمانين سنة ، ليعلم العاملون أن من قام بين يدي يجب عليه مراقبة نظري ˝ .
الثانية : هذا يدل على أن الالتفات في الصلاة - وإن لم يبطل - يدل على العقوبة عليها ، والنقص فيها ، وقد روى البخاري عن عائشة قالت : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الالتفات في الصلاة فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد . وسيأتي ما للعلماء في هذا في أول سورة ˝ المؤمنون ˝ موعبا إن شاء الله تعالى .
الثالثة : قال النحاس : فإن سأل قوم عن معنى شدة حزن يعقوب - صلى الله عليه وسلم - وعلى نبينا - فللعلماء في هذا ثلاثة أجوبة : منها - أن يعقوب - صلى الله عليه وسلم - لما علم أن يوسف - صلى الله عليه وسلم - حي خاف على دينه ، فاشتد حزنه لذلك . وقيل : إنما حزن لأنه سلمه إليهم صغيرا ، فندم على ذلك . والجواب الثالث : وهو أبينها - هو أن الحزن ليس بمحظور ، وإنما المحظور الولولة وشق الثياب ، والكلام بما لا ينبغي وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب . وقد بين الله جل وعز ذلك بقوله : فهو كظيم أي مكظوم مملوء من الحزن ممسك عليه لا يبثه ; ومنه كظم الغيظ وهو إخفاؤه ; فالمكظوم المسدود عليه طريق حزنه ; قال الله تعالى : إذ نادى وهو مكظوم أي مملوء كربا . ويجوز أن يكون المكظوم بمعنى الكاظم ; وهو المشتمل على حزنه . وعن ابن عباس : كظيم مغموم ; قال الشاعر :
فإن أك كاظما لمصاب شاس فإني اليوم منطلق لساني
وقال ابن جريج عن مجاهد عن ابن عباس قال : ذهبت عيناه من الحزن فهو كظيم قال : فهو مكروب . وقال مقاتل بن سليمان عن عطاء عن ابن عباس في قوله : فهو كظيم قال : فهو كمد ; يقول : يعلم أن يوسف حي ، وأنه لا يدري أين هو ; فهو كمد من ذلك . قال الجوهري : الكمد الحزن المكتوم ; تقول منه كمد الرجل فهو كمد وكميد . النحاس . يقال فلان كظيم وكاظم ; أي حزين لا يشكو حزنه ; قال الشاعر :
فحضضت قومي واحتسبت قتالهم والقوم من خوف المنايا كظم. ❝
❞ من الأمور المحزنة هو رؤية من تم تربيتهم على الأخلاق لكن بلا مرجعية دين، بمعنى أن يصيروا أصحاب أخلاق عالية من صدق وأمانة وحب الخير واعانة المحتاج وكلها من الدين، ولكن كان كلام أهلهم لهم أن هذا الصواب وهذه الانسانية وقلما تجد ذكر أن ذلك ما يحب الله ويرضاه لعباده، والمحزن هنا ليس فقط في النية الضائعة والثواب الضال، ولا في الجهد المهدور في تلك التربية، ولكن في صدمة هؤلاء -أصحاب الأخلاق- في التعامل مع العالم فيما بعد، فالتعامل \"الانساني\" يتضمن الأخذ والعطاء بين الانسان وبعضه، بينما التعامل الاسلامي، يكون التعامل فيه بين الانسان والله، فنرى مثلا ان الابن مأمور ببر أهله وإن كانوا ليسوا أهلا لذلك بمقاييس \"انسانية\" بحتة، كما رأينا أمر الله -عز وجل- لسيدنا أبو بكر -رضي الله عنه- باستمرار عطيته لأحد الذين خاضوا في حادثة الافك فيما كان ينفق عليهم، قائلا له في سورة النور:
وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22)
وقد رأيت منذ قليل من قال أن تربيته حسنة وعندما ارتاد سوق العمل فإذ به يرى الناس كما لم يراهم من قبل، من كذب وغيبة وفساد، ورد الخير بالشر، وأظن لو كانت نشأته مختلطة بنزعة شرعية، لقلت صدمته، وخفتت خيبته فيهم، ولعلم وصف الله للأكثرية من الناس في القرآن:
وَلَـكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤمِنُونَ
وَمَا أَكثَرُ النَّاسِ وَلَو حَرَصتَ بِمُؤمِنِينَ
فَأَبَى أَكثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً
وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِن هُم إِلاَّ يَخرُصُونَ
فَأَعرَضَ أَكثَرُهُم فَهُم لَا يَسمَعُونَ
وَمَا كَانَ أَكثَرُهُم مُّؤمِنِينَ
أَم تَحسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسمَعُونَ أَو يَعقِلُونَ إِن هُم إِلَّا كَالأَنعَامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبِيلاً
وَمَا يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشرِكُونَ
وَلَـكِنَّ أَكثَرَهُم لاَ يَشكُرُونَ
وَلاَ تَجِدُ أَكثَرَهُم شَاكِرِينَ. ❝ ⏤علي حسن المنجو
❞ من الأمور المحزنة هو رؤية من تم تربيتهم على الأخلاق لكن بلا مرجعية دين، بمعنى أن يصيروا أصحاب أخلاق عالية من صدق وأمانة وحب الخير واعانة المحتاج وكلها من الدين، ولكن كان كلام أهلهم لهم أن هذا الصواب وهذه الانسانية وقلما تجد ذكر أن ذلك ما يحب الله ويرضاه لعباده، والمحزن هنا ليس فقط في النية الضائعة والثواب الضال، ولا في الجهد المهدور في تلك التربية، ولكن في صدمة هؤلاء -أصحاب الأخلاق- في التعامل مع العالم فيما بعد، فالتعامل ˝الانساني˝ يتضمن الأخذ والعطاء بين الانسان وبعضه، بينما التعامل الاسلامي، يكون التعامل فيه بين الانسان والله، فنرى مثلا ان الابن مأمور ببر أهله وإن كانوا ليسوا أهلا لذلك بمقاييس ˝انسانية˝ بحتة، كما رأينا أمر الله -عز وجل- لسيدنا أبو بكر -رضي الله عنه- باستمرار عطيته لأحد الذين خاضوا في حادثة الافك فيما كان ينفق عليهم، قائلا له في سورة النور:
وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22)
وقد رأيت منذ قليل من قال أن تربيته حسنة وعندما ارتاد سوق العمل فإذ به يرى الناس كما لم يراهم من قبل، من كذب وغيبة وفساد، ورد الخير بالشر، وأظن لو كانت نشأته مختلطة بنزعة شرعية، لقلت صدمته، وخفتت خيبته فيهم، ولعلم وصف الله للأكثرية من الناس في القرآن: