❞ في صباح اليوم التالي، ارتكن في شقته دون أن يعلم ما قد يفعله ليملأ نهاره، لا عمل لأنه يوم السبت، ولا مواعيد أو زيارات غير المساء الذي عمد فيه الذهاب للمحفل، حيث سيكون اللقاء مع إخوته في العشيرة، وفكر في أنه يجب أن يزور زيد، لعل ذلك قد يخفف عن كليهما، كما أنها ستكون زيارته الأخيرة قبل أن يغادر وباقي الأصدقاء إلى الوجهة التي سيختارونها في المساء.
زاره، وجعلا يتبادلان أطراف الحديث، ويستمعان إلى بعض الموسيقى التي نسجها شوبرت المتمثلة في سوناتا البيانو في مقام \"لا مينور\"، وفي أحد اللحظات التي دام فيها الصمت نحو الدقيقة جعل زيد يسأله ما إذا كان يؤمن بالقدر على غرار ما يعتبره حقيقة في أن لا إيمان يعلو على الإيمان بالإنسان، ابتسم أنس ابتسامة هادئة، وأجابه:
- أومن بالإرادة، لكن إرادتنا دائما ما تعلو عليها إرادة الآخرين، فإرادتنا هي نتاج إرادة الآخرين، نحن نسيج الآخرين بهذه التفاصيل الكبيرة، حتى إن دعوة ألبير كامو البائسة للتمرد والخروج من وضع سيزيف هو أمر غير منطقي ما إذا نظرنا إلى أننا ننسج أنفسنا في محيط تحيط به إرادة الآخرين وإرادة عبثية للطبيعة، فالغضب الذي يفوح منا يخرج طبقا لنتاج تصرف الآخرين حسب إرادتهم، والتحكم في عدم إبداء هذا الغضب يبقى رهين التفكير أو ما نسميه القناعة التي يحيطها التفكير في أنه إن لم نكبت هذا الغضب فستكون هناك عواقب وخيمة أبسطها الخصام مع الآخر ، وبالتالي فإن التمرد قد ينتج عنه ما يراه الآخرون رجوعا للطبيعة البوهيمية والضارية التي تكتسح الألم وتصير عذابا يغمر صاحبه ومن يحيطون به، وكامو دائما ما دعى لأن تكون الشرائع مهذبة من طرف القانون الذي يضعه البشر ، و بالتالي هنا قد يدعو إلى نقيضين، و في حالة ثانية ما نسميه التربية التي يكون الآخرون مسؤولون عنها، إننا وبالتالي محاطون بمسؤولية تعلو مسؤوليتنا.. ❝ ⏤مني الهردي
❞ في صباح اليوم التالي، ارتكن في شقته دون أن يعلم ما قد يفعله ليملأ نهاره، لا عمل لأنه يوم السبت، ولا مواعيد أو زيارات غير المساء الذي عمد فيه الذهاب للمحفل، حيث سيكون اللقاء مع إخوته في العشيرة، وفكر في أنه يجب أن يزور زيد، لعل ذلك قد يخفف عن كليهما، كما أنها ستكون زيارته الأخيرة قبل أن يغادر وباقي الأصدقاء إلى الوجهة التي سيختارونها في المساء.
زاره، وجعلا يتبادلان أطراف الحديث، ويستمعان إلى بعض الموسيقى التي نسجها شوبرت المتمثلة في سوناتا البيانو في مقام ˝لا مينور˝، وفي أحد اللحظات التي دام فيها الصمت نحو الدقيقة جعل زيد يسأله ما إذا كان يؤمن بالقدر على غرار ما يعتبره حقيقة في أن لا إيمان يعلو على الإيمان بالإنسان، ابتسم أنس ابتسامة هادئة، وأجابه:
- أومن بالإرادة، لكن إرادتنا دائما ما تعلو عليها إرادة الآخرين، فإرادتنا هي نتاج إرادة الآخرين، نحن نسيج الآخرين بهذه التفاصيل الكبيرة، حتى إن دعوة ألبير كامو البائسة للتمرد والخروج من وضع سيزيف هو أمر غير منطقي ما إذا نظرنا إلى أننا ننسج أنفسنا في محيط تحيط به إرادة الآخرين وإرادة عبثية للطبيعة، فالغضب الذي يفوح منا يخرج طبقا لنتاج تصرف الآخرين حسب إرادتهم، والتحكم في عدم إبداء هذا الغضب يبقى رهين التفكير أو ما نسميه القناعة التي يحيطها التفكير في أنه إن لم نكبت هذا الغضب فستكون هناك عواقب وخيمة أبسطها الخصام مع الآخر ، وبالتالي فإن التمرد قد ينتج عنه ما يراه الآخرون رجوعا للطبيعة البوهيمية والضارية التي تكتسح الألم وتصير عذابا يغمر صاحبه ومن يحيطون به، وكامو دائما ما دعى لأن تكون الشرائع مهذبة من طرف القانون الذي يضعه البشر ، و بالتالي هنا قد يدعو إلى نقيضين، و في حالة ثانية ما نسميه التربية التي يكون الآخرون مسؤولون عنها، إننا وبالتالي محاطون بمسؤولية تعلو مسؤوليتنا
❞ وجدوا الغرفة لا تشبه الغرف العادية؛ فقد كانت غرفة محيطة بثلاثة جدران فقط مما زاد من تعجبهم، أنوارها مضاءة على عكس الغرفة بشقتهم الغارقة في الظلام، لا يوجد بها سوى منضدة حديدية صغيرة عليها أشياء لم يستطع مصطفى رؤيتها من مكانه، ولكن سلمى اقتربت منها لتخبره أن بها أدوات حادة كالسكاكين والمدى.. دارت عينا مصطفى في الغرفة حتى وقعت عيناه على لوحة كبيرة معلقة على الحائط، دقق النظر بها فإذا به يجد صورة بالحجم الطبيعي لشخص يرتدى زيا عسكريا من حقبة زمنية قديمة، يمسك بيده سوط، ويقف في شموخ وتباهٍ، وبجواره امرأة ملقاة أسفل قدميه ممزقة الثياب، يملأ جسدها الجروح، تنظر له بذل وانكسار، ولكن ما لفت انتباه مصطفى هو وجود السلسال حول عنق المرأة ظاهرًا بوضوح... ❝ ⏤نورا حسين جاب الله
❞ وجدوا الغرفة لا تشبه الغرف العادية؛ فقد كانت غرفة محيطة بثلاثة جدران فقط مما زاد من تعجبهم، أنوارها مضاءة على عكس الغرفة بشقتهم الغارقة في الظلام، لا يوجد بها سوى منضدة حديدية صغيرة عليها أشياء لم يستطع مصطفى رؤيتها من مكانه، ولكن سلمى اقتربت منها لتخبره أن بها أدوات حادة كالسكاكين والمدى. دارت عينا مصطفى في الغرفة حتى وقعت عيناه على لوحة كبيرة معلقة على الحائط، دقق النظر بها فإذا به يجد صورة بالحجم الطبيعي لشخص يرتدى زيا عسكريا من حقبة زمنية قديمة، يمسك بيده سوط، ويقف في شموخ وتباهٍ، وبجواره امرأة ملقاة أسفل قدميه ممزقة الثياب، يملأ جسدها الجروح، تنظر له بذل وانكسار، ولكن ما لفت انتباه مصطفى هو وجود السلسال حول عنق المرأة ظاهرًا بوضوح. ❝
❞ إحنا اللي ثَبِّتنا معنى الحب والإخلاص
يا ترى إتحسدنا ولَّا صابتنا عيون الناس؟!
خليك بشوقك أصل وضعك خاص
يا اللي حبك داس جوا قلبي وغاص
قلبي من كتر حبك جاب المتر وقاس
لقاك بتلبس في القلوب يا قلبي أعلى مقاس
تداري خوفك وكسوفك تحت بوسة راس
كفاية عِندي لما وصل لحد عَندك لاص
الحب سوقك فيه شاريني. ولا بعت خلاص؟!
معقول بقيت يا حبيبي رفات!!
وما بقى منك إلا شوية ذكريات!!
شاعر وعندي حل أحلى من الذكريات
تعالى يا حبيبي في أبياتي... وبات
باتي في وسط شِعري
وبين أوراقي واحباري
وعلِّي في الهوى سِعري
واتحري كل... أخباري
هتلاقي حروفي بتقول
كلام ومتلخبط علطول
قصايد عنها مش مسئول
وقوافي أوزانها... تاعباني
يروح مني البيت ويتوه
وانا اللي كنت زي أبوه
وكنت فيك وليك أيوه
ماسك فيك... بسناني
ولما آجي أكتب حرف
وأبعتهولك في جواب
ألاقي صورتك فوق الظرف
وشوق بينا ودَّى وجاب
من بَعدك فقدت أوزاني
وفي بُعدك مليش حبيب
مين فينا كان الجاني؟!. ❝ ⏤كامل بدرخان
❞ إحنا اللي ثَبِّتنا معنى الحب والإخلاص
يا ترى إتحسدنا ولَّا صابتنا عيون الناس؟!
خليك بشوقك أصل وضعك خاص
يا اللي حبك داس جوا قلبي وغاص
قلبي من كتر حبك جاب المتر وقاس
لقاك بتلبس في القلوب يا قلبي أعلى مقاس
تداري خوفك وكسوفك تحت بوسة راس
كفاية عِندي لما وصل لحد عَندك لاص
الحب سوقك فيه شاريني. ولا بعت خلاص؟!
معقول بقيت يا حبيبي رفات!!
وما بقى منك إلا شوية ذكريات!!
شاعر وعندي حل أحلى من الذكريات
تعالى يا حبيبي في أبياتي.. وبات
باتي في وسط شِعري
وبين أوراقي واحباري
وعلِّي في الهوى سِعري
واتحري كل.. أخباري
هتلاقي حروفي بتقول
كلام ومتلخبط علطول
قصايد عنها مش مسئول
وقوافي أوزانها.. تاعباني
يروح مني البيت ويتوه
وانا اللي كنت زي أبوه
وكنت فيك وليك أيوه
ماسك فيك.. بسناني
ولما آجي أكتب حرف
وأبعتهولك في جواب
ألاقي صورتك فوق الظرف
وشوق بينا ودَّى وجاب
من بَعدك فقدت أوزاني
وفي بُعدك مليش حبيب
مين فينا كان الجاني؟!. ❝
❞ لم أتمالك نفسي مما سمعت، بدأ صدري يضيق، ويضيق معه تنفسي، لا أعلم ما الذي حدث لي حقا؟!، آلمني ذاك العضو القابع خلف قفصي الصدري، العضو الذي لم يعمل - حتى ظننته توقف- سوى عندما رأيت \"مراد\" للمرة الأولى، عندما قال ما قال، شعرت بجانب ضيق التنفس، بأن صورا بدأت تظهر أمامي، صورا قديمة من الماضي، لكني لم أتذكرها سوى الآن فقط، عندما شبه \"مراد\" تلك العلامة بجناح فراشة، لم تكن الصور واضحة لي تماما، لم أع شيئا، ابتعدت إلى السور، وبقيت شاردة إلى أن انتظم تنفسي، ثم استدرت، نظرت إليه؛ علني أصل لجواب، سمعته يسأل في قلق:
- \"هل أنت بخير؟\".
فسألته بخفوت وحيرة: \"من أنت؟\".
تعجب من سؤالي، ومع ذلك أجاب:
- \"أنا مراد!!، حياة؟!\".
كان اسمي نداء، لم أملك سوى النظر إليه مجيبة النداء، فقال:
- \"ما قلته عن تلك العلامة صحيح، أليس كذلك؟!\".
تجمعت الدموع في مقلتي، وسألته بصوت أوشك على البكاء:
- \"كيف؟، كيف عرفت؟!\".
هل قام بمسح دمعة فرت من عينيه أم أنني أتوهم،فتابعت قائلة:
- \"لم أراك سوى مرتين، لم أرتد فيهما ما أظهرها، كيف؟!!\".
كنت أسأل مذهولة؛ فسأل بترقب:
- \"ألم يذكرك اسمي بأحد ما؟\".
هززت رأسي نافية، فقال:
- \"للتأكيد فقط، هل والدك هو: محمد الـ ......؟\".
ازداد انهمار دموعي، أومأت رأسي بالإيجاب، تدخل \"يوسف\" قائلا:
- \"من الطبيعي أن تعرف اسمه، ألم تخبرك به قبل الآن؟\".
فقلت بوهن: \"لا، لم أخبره\".
فقال \"مراد\":
- \"دعونا نجلس الآن، ونهدأ قليلا\".
جلسنا، وعم الصمت المكان، إلى أن قال \"مراد\" في حيرة:
- \"لا أدري من أين أبدأ؟!\".
ونظر إلي متسائلا:
- \"لماذا أخبرتني أن والدتك متوفية يا حياة؟\".
عقدت حاجبي قائلة:
- \"لأنها متوفية بالفعل، ما هذا السؤال؟!\".
فقال مضيقا عينيه: \"مهلا، أنت لا تتذكرينها؟!\".
- \"بالطبع لا، أخبرتك أنها توفيت أثناء ولادتي، لكن لدي صورتها، والتي أعطاها لي والدي، وأنا صغيرة\".
قال في لهفة: \"هل هي بحوزتك الآن؟\".
- \"أجل\" .
أخرجتها من حقيبتي، ومررتها إليه، نظر إليها ثم ابتسم ساخرا، ثم قال:
- \"حياة، إن كان اسم والدك صحيحا، ولديك تلك العلامة حقا، وأنت الآن في الثانية والعشرين من عمرك، أي أن تاريخ مولدك هو: (..........) ،كل هذا صحيح؟!\".
أومأت بالإيجاب، وما زلت لا أفهم شيئا؛ فقال:
- \"أخبريني باسمها!!\".
علمت أنه يقصد والدتي؛ فقلت: \"يسر الـ .........\".
ابتسم بانتصار، ولمعت عيناه من السعادة.
-\"ما الذي يحدث يا ألله؟!\"
قال \"مراد\" في سعادة غامرة:
- \"إذن تلك، (ورفع الصورة، ووضعها أمامي) ليست والدتك الحقيقية\".
ألجمتني الصدمة، ولم أنطق ببنت شفة، قال \"يوسف\" بغضب:
- \"ما الذي تقوله؟، هل أنت مدرك لم تتفوه به؟!\".
نهض \"مراد\" من مقعده، واقترب مني، نظر إلي فى توسل قائلا:
- \"ماذا بك؟، ألا تتذكرين والدتك حقا؟، ألم تتذكري أحدا باسم \"مراد\" من طفولتك؟، هيا حياة !!\".
ظللت أنظر إليه في صدمة، أخرج محفظته من جيب بنطاله، ثم أخرج منها صورة حركها أمام وجهي قائلا بحماس:
- \"حسنا، هل تتذكرين تلك الصورة؟!\".
دققت بها، أخذتها منه، وأمعنت النظر، لحظات، وكنت ألقى بها على الطاولة بعنف، وكأنها لعنة أصابتني، واندفعت أنهض بقوة، وأوقعت المقعد أرضا، يصرخ \"يوسف\": \"حياة !!\".
و\"مراد\" يسأل: \"حياة!!، ما الذي حدث؟!\".
شعرت بصداع رهيب، ورأيت الكثير من الصور المختلطة والمشوشة، شعرت بدوار، أخذ الأمر لحظة، ورأيت ظلاما، وأخذ جسدي يتهاوى، ولم أحس بشيء بعدها.. ❝ ⏤هدير أسامة
❞ لم أتمالك نفسي مما سمعت، بدأ صدري يضيق، ويضيق معه تنفسي، لا أعلم ما الذي حدث لي حقا؟!، آلمني ذاك العضو القابع خلف قفصي الصدري، العضو الذي لم يعمل - حتى ظننته توقف- سوى عندما رأيت ˝مراد˝ للمرة الأولى، عندما قال ما قال، شعرت بجانب ضيق التنفس، بأن صورا بدأت تظهر أمامي، صورا قديمة من الماضي، لكني لم أتذكرها سوى الآن فقط، عندما شبه ˝مراد˝ تلك العلامة بجناح فراشة، لم تكن الصور واضحة لي تماما، لم أع شيئا، ابتعدت إلى السور، وبقيت شاردة إلى أن انتظم تنفسي، ثم استدرت، نظرت إليه؛ علني أصل لجواب، سمعته يسأل في قلق:
- ˝هل أنت بخير؟˝.
فسألته بخفوت وحيرة: ˝من أنت؟˝.
تعجب من سؤالي، ومع ذلك أجاب:
- ˝أنا مراد!!، حياة؟!˝.
كان اسمي نداء، لم أملك سوى النظر إليه مجيبة النداء، فقال:
- ˝ما قلته عن تلك العلامة صحيح، أليس كذلك؟!˝.
تجمعت الدموع في مقلتي، وسألته بصوت أوشك على البكاء:
- ˝كيف؟، كيف عرفت؟!˝.
هل قام بمسح دمعة فرت من عينيه أم أنني أتوهم،فتابعت قائلة:
- ˝لم أراك سوى مرتين، لم أرتد فيهما ما أظهرها، كيف؟!!˝.
كنت أسأل مذهولة؛ فسأل بترقب:
- ˝ألم يذكرك اسمي بأحد ما؟˝.
هززت رأسي نافية، فقال:
- ˝للتأكيد فقط، هل والدك هو: محمد الـ ...؟˝.
ازداد انهمار دموعي، أومأت رأسي بالإيجاب، تدخل ˝يوسف˝ قائلا:
- ˝من الطبيعي أن تعرف اسمه، ألم تخبرك به قبل الآن؟˝.
فقلت بوهن: ˝لا، لم أخبره˝.
فقال ˝مراد˝:
- ˝دعونا نجلس الآن، ونهدأ قليلا˝.
جلسنا، وعم الصمت المكان، إلى أن قال ˝مراد˝ في حيرة:
- ˝لا أدري من أين أبدأ؟!˝.
ونظر إلي متسائلا:
- ˝لماذا أخبرتني أن والدتك متوفية يا حياة؟˝.
عقدت حاجبي قائلة:
- ˝لأنها متوفية بالفعل، ما هذا السؤال؟!˝.
فقال مضيقا عينيه: ˝مهلا، أنت لا تتذكرينها؟!˝.
- ˝بالطبع لا، أخبرتك أنها توفيت أثناء ولادتي، لكن لدي صورتها، والتي أعطاها لي والدي، وأنا صغيرة˝.
قال في لهفة: ˝هل هي بحوزتك الآن؟˝.
- ˝أجل˝ .
أخرجتها من حقيبتي، ومررتها إليه، نظر إليها ثم ابتسم ساخرا، ثم قال:
- ˝حياة، إن كان اسم والدك صحيحا، ولديك تلك العلامة حقا، وأنت الآن في الثانية والعشرين من عمرك، أي أن تاريخ مولدك هو: (.....) ،كل هذا صحيح؟!˝.
أومأت بالإيجاب، وما زلت لا أفهم شيئا؛ فقال:
- ˝أخبريني باسمها!!˝.
علمت أنه يقصد والدتي؛ فقلت: ˝يسر الـ .....˝.
ابتسم بانتصار، ولمعت عيناه من السعادة.
- ˝ما الذي يحدث يا ألله؟!˝
قال ˝مراد˝ في سعادة غامرة:
- ˝إذن تلك، (ورفع الصورة، ووضعها أمامي) ليست والدتك الحقيقية˝.
ألجمتني الصدمة، ولم أنطق ببنت شفة، قال ˝يوسف˝ بغضب:
- ˝ما الذي تقوله؟، هل أنت مدرك لم تتفوه به؟!˝.
نهض ˝مراد˝ من مقعده، واقترب مني، نظر إلي فى توسل قائلا:
- ˝ماذا بك؟، ألا تتذكرين والدتك حقا؟، ألم تتذكري أحدا باسم ˝مراد˝ من طفولتك؟، هيا حياة !!˝.
ظللت أنظر إليه في صدمة، أخرج محفظته من جيب بنطاله، ثم أخرج منها صورة حركها أمام وجهي قائلا بحماس:
- ˝حسنا، هل تتذكرين تلك الصورة؟!˝.
دققت بها، أخذتها منه، وأمعنت النظر، لحظات، وكنت ألقى بها على الطاولة بعنف، وكأنها لعنة أصابتني، واندفعت أنهض بقوة، وأوقعت المقعد أرضا، يصرخ ˝يوسف˝: ˝حياة !!˝.
و˝مراد˝ يسأل: ˝حياة!!، ما الذي حدث؟!˝.
شعرت بصداع رهيب، ورأيت الكثير من الصور المختلطة والمشوشة، شعرت بدوار، أخذ الأمر لحظة، ورأيت ظلاما، وأخذ جسدي يتهاوى، ولم أحس بشيء بعدها. ❝