❞ عجيب أمرنا نحن المسلمين !.. نعبد إلها واحدا.. و نطوف حول كعبة واحدة.. و نتوجه في صلاتنا إلى قبلة واحدة.. و نصطف في المسجد صفا واحدا.. و نقول جميعا: آمين.. في نفس واحد.. و مع ذلك لكل منا إسلام خاص به، يختلف عن إسلام الآخر ! و كل منا يفهم الإسلام على طريقته، و يباشره في حياته بمفهومه الخاص !
و قد تفرقت الجماعة الإسلامية إلى سنة و شيعة و أباضية و دروز، بل إن الشيعة نفسها تفرقت إلى زيدية و اثنى عشرية و إسماعيلية و علوية و بهرة و بكتاشية، و خرج منها غلاة عبدوا عليا، و رأوا فيه ابنا لله، و اعتقدوا أن الرسالة أخطأته و نزلت على محمد ! و الأكثرية التزمت جانب الاعتدال و قالت: بل كان أولى بالخلافة.. و لم تزد.. و بين هؤلاء و هؤلاء تعددت الفرق و بعيدا عن الطريق و المذهب اختلف الناس بين مدخلين للإسلام.. المدخل السلفي الأصولي، و المدخل الصوفي.
و في المدخل السلفي تمادى الأصوليون في الشكلية و في الالتزام الحرفي بالنصوص، و في ظاهر سلوكيات المسلم: طريقة إطلاقه لحيته، و تقصيره جلبابه.. و للمرأة: نقابها و حجابها.. و هي الشريعة ذاتها.. بينما اهتمت الصوفية بتطهير الباطن، و مجاهدة النفس، و التربية الخلقية و تحصيل المقامات.. مقامات التوبة و الإخلاص و الصدق و الصبر و الشكر و المراقبة و المحاسبة و التقوى و الورع.. و تركت الظاهر لأهل الظاهر، و قالوا: نحن عمدتنا القلب، و غايتنا اللب و ليس القشر.
و الكل مسلمون و لكن شتان بين فهم و فهم !
و أنا أرى الآن أن القرآن لم ينحصر في أي من هذين المسلكين، بل كان في مجموع آياته يمثل الوسط العدل بينهما، و الجامع الأمين بين طهارة الظاهر و طهارة الباطن.. و أن المذهبية و الحزبية أفسدت الإسلام تماما.
و القرآن في مجموع آياته شيء غير القرآن في آية واحدة مبتورة من سياقها، أو بضع آيات نزلت في مناسبة، أو حكم متشدد نزل في ضرورته.
و لا يمكن فهم الإسلام إلا من خلال القرآن كله بمجموع آياته.. فهو يفسر بعضه بعضا، و ما غمض في آية توضحه آية أخرى، و ما أجمل في آية تفصله آية ثانية.
و التشديد لا يجيء في القرآن إلا لضرورة.. أما السياق القرآني العام.........؟
فهو العفو و المغفرة و السماحة.
((.. هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ.. )) [ الحج : 78 ]
((لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ )) [ النور : 61 ]
و سلوك النبي عليه الصلاة و السلام (( و هو المؤشر إلى التفسير الصحيح للقرآن )) هو الحلم بعينه، لا تزمت و لا تشدد و تنطع، و لا وقوف عند الفهم الحرفي للنصوص.. و كمثال: حكاية الرجل الذي جاء يحكي للرسول كيف اختلى بامرأة و نال منها ما يبتغي دون مباشرة.. فأطرق النبي – عليه الصلاة و السلام – و لم يعلق و قام للصلاة، فنزلت الآية:
(( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) )) [ هود ]
فنصح الرجل بالصلاة و الإكثار من النوافل، و لم يقم عليه النبي حد الزنا رغم اعترافه، و اعتبر ما حدث من (( اللمم ))، أي الذنوب التي تغفر، و التي تجبرها الصلاة و التوبة.
و يذكرنا هذا بالمسيح – عليه السلام – حينما رفض أن يرجم (( المجدلية )) الزانية، و قال لمن حوله: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر !
و لم يشهد المسيح و لا نبينا – عليهما الصلاة و السلام – من بعده ذلك العصر الرديء الذي نعيش فيه، و الذي تدعو فيه أجهزة الإعلام و أغاني الإذاعة و أفلام السينما و تمثيليات التليفزيون – إلى العلاقات الحرة.. و الأقمار الفضائية التي تباشر الزنا علنا، و جهارا نهارا، و تغري الشباب بالصورة و الكلمة و الحركة إلى المسارعة في قضاء الشهوات، و إلى التسابق في المتع الحرام !
ماذا يكون موقف الشريعة من هذا العصر الذي شاعت فيه البلوى ؟!!
و ماذا يفعل الشباب.. و الزواج بعيد المنال.. هل يدخل في جب تحت الأرض ؟!!
و هل شبابنا في هذا الحال جناة، أم مجني عليهم ؟!
و فقه شيوع البلوى له مكان في شريعتنا، عملا بالمبدأ القرآني، حينما كانت الخمر بلاء شائعا في أول الدعوة، فنزلت الآيات مخففة، تعاتب شارب الخمر و لا تغلظ عليه، و تتدرج في التحريم على مراحل.. و يذكرنا هذا بالفقيه الإسلامي الذي سألوه أن يقيم حد الخمر على الحاكم التتري – و ذلك بعد إسلامه – فرفض، و آثر تركه في غيبوبة السكر ليكف ظلمه عن الناس، و قال: إن تطبيق الشريعة عليه و امتناعه عن الشرب و عودته إلى وعيه و عافيته، سوف تؤدي إلى منكر أشد، بعودته إلى جبروته و ظلمه.
و في هذا يقول العوام: (( نوم الظالم عبادة )) !
و منذ ذلك اليوم سارت كلمة ذلك الفقيه مثلا.. و أصبحت مبدأ مقررا من مبادئ الاجتهاد: له أنصاره.. إنه إذا أدى تطبيق الشريعة إلى منكر أشد كان عدم تطبيقها أولى.. و أنه لابد من فهم الشريعة الإسلامية في إطار مراد الله بها، و قصده من نزولها، و هو صلاح أمر العباد و ليس شقاءهم. فالله تعالى يقول:
(( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى )).. و هكذا كان شأن الاجتهاد عند المفسرين الأوائل.. و هكذا كان شأن العقل و الفهم و التدبر و التفكر.. و لم يظهر التشدد و التحجر و الانغلاق على الألفاظ، إلا مع قرون التخلف و توقف الاجتهاد، و ظهور الدعوات الأصولية التي تزايد على بعضها، و يسابق بعضها بعضا في الغلظة و في الرجم و الجلد.
و ليس في كلامنا تهوين من أمر الشريعة، فهي حبة قلب المسلم و سواد عينيه، و لا يملك المسلم العابد أمام كلمة ربه إلا السمع و الطاعة.. و إنما هي الغيرة على الكلمة و قداستها من أن تفهم على غير وجهها، و تستعمل في غير حقها، فتكون ذريعة إلى ظلم بريء.. بل نحن أشد حبا للشريعة من الذين يطبقونها في عمى.
و لقد تكاثر دعاة الأصولية الغلاظ، و تنافسوا في القسوة و في مطاردة المسلمين و إرهابهم بالنصوص، حتى نفروهم من دينهم !
و الله يعلم مسبقا ماذا سيكون شأن هذا العصر الذي نعيشه، من شيوع البلوى فيه، و من انتشار الفساد و الفقر و البطالة و الانحلال، و تكالب الأعداء على الإسلام من كل جانب، و هوان حال المسلمين و انقسامهم و تشتتهم و بوارهم.
و كل هذا يكشف عن عمق القرآن و رحابته و تعدد آفاقه، بحيث تغطي آياته التشريعية كل العصور.. و يكشف عن روح التسامح و إيثار فهم التشريع على الوجه الأصلح لحياة المسلمين.
و هو يكشف أيضا عن المرونة و عدم الجمود، و رفض الغلظة إلا في ضرورتها القصوى حين يقتل القاتل ظلما و بغيا فيتوجب القصاص.. و لهذا اختلف الناس أمام فهم القرآن ، و انعكست نفس كل قارئ في لون تفسيره.. فغلاظ القوم لم يشهدوا من القرآن إلا آيات النكال.. و الرحماء شهدوا رحابة التشريع، و انفساح آفاق التفسير أمام الفهم الأرحب و الأرحم.. و اختلفوا، و الكتاب الذي يقرأونه واحد.. و ما اختلفوا بسبب الكتاب بل بسبب نفوسهم ! و هذه مشكلة الحكومات الأصولية و الفرق المتشددة، و مرضى النفوس و مرضى القلوب، و هواة التشفي من كل جنس !
و لقد نزلت الآيات بهذا التلوين لتمتحن القلوب، و لتمتحن النفوس، و لتختبر المعادن.. و القرآن هو الشاهد على الكل، و هو الحجة.. و لا يصلح القرآن ذريعة لظلم أو جبروت، بل هو قاموس الرحمة بعينه.
و المختلفون من أهل الشقاق و النفاق شهدت أعمالهم على كفرهم.. فما اختاروا بغلظتهم القرآن حكما، بل اختاروا نفوسهم، و آثروا رغباتهم الانتقامية، و اتخذوا من القرآن ستارا و ذريعة لقساوتهم !
و صدق الله العظيم في خطابه لرسوله:
(( مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) )) [ طه ]
فالقرآن هو الباب إلى النعيم، و لا يمكن أن يكون بابا للشقاء، و لا بابا لكل هذا الخلاف و الفرقة و الانقسام.. و لا بابا لكل هذا الإرهاب و الإجرام و القساوة.. و إنما اختلفت النفوس التي تقرأ و تفهم و تفسر.
و لهذا قال ربنا عن قرآنه:
(( يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26) )) [ البقرة ]
و ما أكثر فساق و مجرمي هذا الزمان، الذين اتخذوا من القرآن ذريعة لإجرامهم و ستارا لإرهابهم ! و هؤلاء هم الذين أضلهم الله بقرآنه.. و كشفهم أمام الناس و أمام نفوسهم، و فضح ضلالهم و كفرهم.
و لا مفر من الاختلاف، بحكم اختلاف النفوس و اختلاف الطبائع، قال ربنا عن الناس:
((.. وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) )) [ هود ]
و هذا الاختلاف أزلي، من قبل أن تولد النفوس و تجيء إلى الدنيا، و سببه ثبوت وصف تلك النفوس في علم الله من الأزل، و هذا الوصف هو ما أرادته النفوس لنفسها أزلا، و ليس ما أراده الله لها. فالله لا يريد إلا الخير لكل الخلق.. و لقد فطر البشر على الحرية و الاختيار، و كانت النتيجة أن اختلفوا حسب أهوائهم.
قال ربنا: (( و لذلك خلقهم )) ليميز الخبيث من الطيب، و لتكون خاتمة كل مخلوق على وفاق نيته.
و كانت العاقبة في النهاية أن امتلأت بهم جهنم، و لم يدخل الجنة إلا القليل، و استلزم الأمر (( الفرز )) و التصنيف، و تفاضل الرتب و المنازل، لأن هذا كان مقتضى العدل، و الله أعدل العادلين.
و كان البديل الآخر أن يستووا عند الله رغم اختلافهم.. أن يستوي القاتل و القتيل، و الظالم و المظلوم، و أن يستوي البر و الفاجر، و هو الأمر المحال !
تعالى ربنا عن مثل ذلك العبث علوا كبيرا.
قال ربنا: (( و لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )).. و معنى ذلك أن داخل الجنة لن يدخلها بعمله وحده بل بفضل الله و رحمته، و تلك هي النسمة الربيعية الجميلة التي تهب من أول صفحة في القرآن إلى آخر صفحة.. من أول مفتتح الفاتحة.. بسم الله الرحمن الرحيم.. إلى آخر كلمة.. و الحمد لله رب العالمين بعد أن يتم الحساب. و لقد اختار ربنا لرحمته من استحقها من الخلق.. و هو أعلم بقلوب خلقه، و لولا رحمة ربك لهلكنا جميعا.
و بين النار و الجنة ذلك الخيط الرفيع بين المؤتلف و المختلف.. بين الذين أسلموا للحق و انسجموا معه في كتيبة الخير، و بين الذين أعرضوا و تفرقوا و اقتتلوا.. و ليس بالشعارات و لا بالبطاقات سيكون دخول الجنة ! فما أكثر الذين حملوا شعار لا إله إلا الله و خانوه، و حملوا بطاقة المسلم و لم يسلموا لشيء سوى هوى نفوسهم !
و تظل الوسطية و الاعتدال هي النغمة القرآنية السائدة من أول آياته إلى آخرها.. و الذين تطرفوا في الأخذ بالظاهر، و الذين تطرفوا في الأخذ بالباطن – إنما أخذوا من القرآن ما ناسبهم، و لم يأخذوا به كله.
و محمد – عليه الصلاة و السلام – و هو القرآن الحي الذي يمشي على الأرض – ما عرفناه إرهابيا، و لا عرفناه مجذوبا غائبا عن الوعي في سكرة الوجد مثل مجاذيب الطرق الصوفية، إنما عرفناه يقظا متنبها، حاضر الذهن، عقله مع الناس و قلبه مع ربه، يعيش الواقع و يلتحم بالدنيا، و مع ذلك لا يغفل عن خالقه لحظة.
و ذلك هو الصراط المستقيم.. لا يمين فيه و لا يسار.. بل خط رفيع كالسيف.. من أصابه فقد عرف جادة الإسلام.. و لهذا جعله الله أسوة لنا جميعا، و اختاره قدوة و مثالا.. و أرسله نبيا.. و قال له ما لم يقل لرسول:
(( و إنك لعلى خلق عظيم )). و من أخطأ فهو مسلم بقدر اقترابه من هذا الوسط الأمثل، و هو صاحب الأخلاق بقدر حظه من الاعتدال.
و الأخلاق في أصلها هي الأسماء الحسنى لله.. الكريم، الحليم، الرحيم، الودود، الرؤوف، الصبور، الشكور، البر، العفو، الغفور، الغفار، الرزاق، الحكم، العدل، النافع، الهادي، الرشيد.. فكل هذه أخلاق مثلى.. و لله المثل الأعلى.. و بقدر ما يحصل العبد من هذه الأخلاق يكون عند الله عبدا ربانيا.. و يكون عند الله مسلما حقا.
و في الحديث: (( تخلقوا بأخلاق الله.. إن ربي على صراط مستقيم )). و جمعية تلك الأخلاق هي الأصولية الحقيقية في ديانتنا إلى جانب الإسلام لله في كل شيء، و توحيده و تمجيده، و تسبيحه و عبادته و طاعته، و الإيمان بكتبه و رسله و القدر خيره و شره، و الآخرة و البعث و الحساب..
هذه هي الأصولية.. و لا دخل لها بإرهاب و لا بتطرف، و لا بمظهرية كاذبة، و لا بشكليات فجة..
و يجمع النبي – عليه الصلاة و السلام – كل هذا في جملة واحدة: (( قل: آمنت بالله ثم استقم )).
فيضع كل مكارم الأخلاق تحت كلمة الاستقامة، و كل مقررات الإسلام في كلمة الإيمان.. و ذلك لتأكيد أن الإسلام دين فطرة و بساطة، و ليس فلسفة و حذلقة و تنطعا و جدلا.. فالأمر أبسط من كل هذا.. بل هو ثلاث كلمات !
و أصحاب النيات السليمة يفهمون هذا ببداهتهم و لا حاجة لهم بجدل و لا بتنطع.. و أصحاب النيات الخبيثة.. المشكلة فيهم، و ليست في الدين.. و بين الاثنين ذلك الخيط الرفيع بين الجنة و النار.
و لذلك قال ربنا في أهل الجنة: (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون )) – أي عن النار مبعدون –
كان هذا أمرا سبق نزولهم إلى الدنيا و هم مجرد نفوس.. و من قبل أن ينزلوا إلى عالم الامتحان و الابتلاء و دنيا أسفل سافلين.
هم إذن أهل الجنة من قديم.. و الآخرون أهل النار من قديم.. و إنما قضى الله بالامتحان و الابتلاء حتى تنقطع الحجة.. و حتى لا يكون لأحد عذر.
و يبقى بعد ذلك السؤال: كيف كنا في ذلك الأزل قبل الخلق ؟ و كيف تفاضلنا ؟ و متى ؟ و أين ؟
أم أنه لا أين، و لا متى في الأزل.. حيث لا حيث.. و حيث لا مكان و لا زمان ؟! و تلك من أسرار الغيب التي لا يعلمها إلا الله، و لن يكشف عنها الستار إلا بعد الموت و البعث.. و العرض مستمر.. و القصة ممتدة فصولا.. و فيها مصيرنا كله.
ضعوا أيديكم على قلوبكم.. فليس الأمر بالهزل !
مقال/ الخيط الرفيع بين الجنة و النار
من كتاب / سواح في دنيا الله
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ عجيب أمرنا نحن المسلمين !. نعبد إلها واحدا. و نطوف حول كعبة واحدة. و نتوجه في صلاتنا إلى قبلة واحدة. و نصطف في المسجد صفا واحدا. و نقول جميعا: آمين. في نفس واحد. و مع ذلك لكل منا إسلام خاص به، يختلف عن إسلام الآخر ! و كل منا يفهم الإسلام على طريقته، و يباشره في حياته بمفهومه الخاص !
و قد تفرقت الجماعة الإسلامية إلى سنة و شيعة و أباضية و دروز، بل إن الشيعة نفسها تفرقت إلى زيدية و اثنى عشرية و إسماعيلية و علوية و بهرة و بكتاشية، و خرج منها غلاة عبدوا عليا، و رأوا فيه ابنا لله، و اعتقدوا أن الرسالة أخطأته و نزلت على محمد ! و الأكثرية التزمت جانب الاعتدال و قالت: بل كان أولى بالخلافة. و لم تزد. و بين هؤلاء و هؤلاء تعددت الفرق و بعيدا عن الطريق و المذهب اختلف الناس بين مدخلين للإسلام. المدخل السلفي الأصولي، و المدخل الصوفي.
و في المدخل السلفي تمادى الأصوليون في الشكلية و في الالتزام الحرفي بالنصوص، و في ظاهر سلوكيات المسلم: طريقة إطلاقه لحيته، و تقصيره جلبابه. و للمرأة: نقابها و حجابها. و هي الشريعة ذاتها. بينما اهتمت الصوفية بتطهير الباطن، و مجاهدة النفس، و التربية الخلقية و تحصيل المقامات. مقامات التوبة و الإخلاص و الصدق و الصبر و الشكر و المراقبة و المحاسبة و التقوى و الورع. و تركت الظاهر لأهل الظاهر، و قالوا: نحن عمدتنا القلب، و غايتنا اللب و ليس القشر.
و الكل مسلمون و لكن شتان بين فهم و فهم !
و أنا أرى الآن أن القرآن لم ينحصر في أي من هذين المسلكين، بل كان في مجموع آياته يمثل الوسط العدل بينهما، و الجامع الأمين بين طهارة الظاهر و طهارة الباطن. و أن المذهبية و الحزبية أفسدت الإسلام تماما.
و القرآن في مجموع آياته شيء غير القرآن في آية واحدة مبتورة من سياقها، أو بضع آيات نزلت في مناسبة، أو حكم متشدد نزل في ضرورته.
و لا يمكن فهم الإسلام إلا من خلال القرآن كله بمجموع آياته. فهو يفسر بعضه بعضا، و ما غمض في آية توضحه آية أخرى، و ما أجمل في آية تفصله آية ثانية.
و التشديد لا يجيء في القرآن إلا لضرورة. أما السياق القرآني العام.....؟
فهو العفو و المغفرة و السماحة.
((. هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ. )) [ الحج : 78 ]
((لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ )) [ النور : 61 ]
و سلوك النبي عليه الصلاة و السلام (( و هو المؤشر إلى التفسير الصحيح للقرآن )) هو الحلم بعينه، لا تزمت و لا تشدد و تنطع، و لا وقوف عند الفهم الحرفي للنصوص. و كمثال: حكاية الرجل الذي جاء يحكي للرسول كيف اختلى بامرأة و نال منها ما يبتغي دون مباشرة. فأطرق النبي – عليه الصلاة و السلام – و لم يعلق و قام للصلاة، فنزلت الآية:
(( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) )) [ هود ]
فنصح الرجل بالصلاة و الإكثار من النوافل، و لم يقم عليه النبي حد الزنا رغم اعترافه، و اعتبر ما حدث من (( اللمم ))، أي الذنوب التي تغفر، و التي تجبرها الصلاة و التوبة.
و يذكرنا هذا بالمسيح – عليه السلام – حينما رفض أن يرجم (( المجدلية )) الزانية، و قال لمن حوله: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر !
و لم يشهد المسيح و لا نبينا – عليهما الصلاة و السلام – من بعده ذلك العصر الرديء الذي نعيش فيه، و الذي تدعو فيه أجهزة الإعلام و أغاني الإذاعة و أفلام السينما و تمثيليات التليفزيون – إلى العلاقات الحرة. و الأقمار الفضائية التي تباشر الزنا علنا، و جهارا نهارا، و تغري الشباب بالصورة و الكلمة و الحركة إلى المسارعة في قضاء الشهوات، و إلى التسابق في المتع الحرام !
ماذا يكون موقف الشريعة من هذا العصر الذي شاعت فيه البلوى ؟!!
و ماذا يفعل الشباب. و الزواج بعيد المنال. هل يدخل في جب تحت الأرض ؟!!
و هل شبابنا في هذا الحال جناة، أم مجني عليهم ؟!
و فقه شيوع البلوى له مكان في شريعتنا، عملا بالمبدأ القرآني، حينما كانت الخمر بلاء شائعا في أول الدعوة، فنزلت الآيات مخففة، تعاتب شارب الخمر و لا تغلظ عليه، و تتدرج في التحريم على مراحل. و يذكرنا هذا بالفقيه الإسلامي الذي سألوه أن يقيم حد الخمر على الحاكم التتري – و ذلك بعد إسلامه – فرفض، و آثر تركه في غيبوبة السكر ليكف ظلمه عن الناس، و قال: إن تطبيق الشريعة عليه و امتناعه عن الشرب و عودته إلى وعيه و عافيته، سوف تؤدي إلى منكر أشد، بعودته إلى جبروته و ظلمه.
و في هذا يقول العوام: (( نوم الظالم عبادة )) !
و منذ ذلك اليوم سارت كلمة ذلك الفقيه مثلا. و أصبحت مبدأ مقررا من مبادئ الاجتهاد: له أنصاره. إنه إذا أدى تطبيق الشريعة إلى منكر أشد كان عدم تطبيقها أولى. و أنه لابد من فهم الشريعة الإسلامية في إطار مراد الله بها، و قصده من نزولها، و هو صلاح أمر العباد و ليس شقاءهم. فالله تعالى يقول:
(( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى )). و هكذا كان شأن الاجتهاد عند المفسرين الأوائل. و هكذا كان شأن العقل و الفهم و التدبر و التفكر. و لم يظهر التشدد و التحجر و الانغلاق على الألفاظ، إلا مع قرون التخلف و توقف الاجتهاد، و ظهور الدعوات الأصولية التي تزايد على بعضها، و يسابق بعضها بعضا في الغلظة و في الرجم و الجلد.
و ليس في كلامنا تهوين من أمر الشريعة، فهي حبة قلب المسلم و سواد عينيه، و لا يملك المسلم العابد أمام كلمة ربه إلا السمع و الطاعة. و إنما هي الغيرة على الكلمة و قداستها من أن تفهم على غير وجهها، و تستعمل في غير حقها، فتكون ذريعة إلى ظلم بريء. بل نحن أشد حبا للشريعة من الذين يطبقونها في عمى.
و لقد تكاثر دعاة الأصولية الغلاظ، و تنافسوا في القسوة و في مطاردة المسلمين و إرهابهم بالنصوص، حتى نفروهم من دينهم !
و الله يعلم مسبقا ماذا سيكون شأن هذا العصر الذي نعيشه، من شيوع البلوى فيه، و من انتشار الفساد و الفقر و البطالة و الانحلال، و تكالب الأعداء على الإسلام من كل جانب، و هوان حال المسلمين و انقسامهم و تشتتهم و بوارهم.
و كل هذا يكشف عن عمق القرآن و رحابته و تعدد آفاقه، بحيث تغطي آياته التشريعية كل العصور. و يكشف عن روح التسامح و إيثار فهم التشريع على الوجه الأصلح لحياة المسلمين.
و هو يكشف أيضا عن المرونة و عدم الجمود، و رفض الغلظة إلا في ضرورتها القصوى حين يقتل القاتل ظلما و بغيا فيتوجب القصاص. و لهذا اختلف الناس أمام فهم القرآن ، و انعكست نفس كل قارئ في لون تفسيره. فغلاظ القوم لم يشهدوا من القرآن إلا آيات النكال. و الرحماء شهدوا رحابة التشريع، و انفساح آفاق التفسير أمام الفهم الأرحب و الأرحم. و اختلفوا، و الكتاب الذي يقرأونه واحد. و ما اختلفوا بسبب الكتاب بل بسبب نفوسهم ! و هذه مشكلة الحكومات الأصولية و الفرق المتشددة، و مرضى النفوس و مرضى القلوب، و هواة التشفي من كل جنس !
و لقد نزلت الآيات بهذا التلوين لتمتحن القلوب، و لتمتحن النفوس، و لتختبر المعادن. و القرآن هو الشاهد على الكل، و هو الحجة. و لا يصلح القرآن ذريعة لظلم أو جبروت، بل هو قاموس الرحمة بعينه.
و المختلفون من أهل الشقاق و النفاق شهدت أعمالهم على كفرهم. فما اختاروا بغلظتهم القرآن حكما، بل اختاروا نفوسهم، و آثروا رغباتهم الانتقامية، و اتخذوا من القرآن ستارا و ذريعة لقساوتهم !
و صدق الله العظيم في خطابه لرسوله:
(( مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) )) [ طه ]
فالقرآن هو الباب إلى النعيم، و لا يمكن أن يكون بابا للشقاء، و لا بابا لكل هذا الخلاف و الفرقة و الانقسام. و لا بابا لكل هذا الإرهاب و الإجرام و القساوة. و إنما اختلفت النفوس التي تقرأ و تفهم و تفسر.
و لهذا قال ربنا عن قرآنه:
(( يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26) )) [ البقرة ]
و ما أكثر فساق و مجرمي هذا الزمان، الذين اتخذوا من القرآن ذريعة لإجرامهم و ستارا لإرهابهم ! و هؤلاء هم الذين أضلهم الله بقرآنه. و كشفهم أمام الناس و أمام نفوسهم، و فضح ضلالهم و كفرهم.
و لا مفر من الاختلاف، بحكم اختلاف النفوس و اختلاف الطبائع، قال ربنا عن الناس:
((. وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) )) [ هود ]
و هذا الاختلاف أزلي، من قبل أن تولد النفوس و تجيء إلى الدنيا، و سببه ثبوت وصف تلك النفوس في علم الله من الأزل، و هذا الوصف هو ما أرادته النفوس لنفسها أزلا، و ليس ما أراده الله لها. فالله لا يريد إلا الخير لكل الخلق. و لقد فطر البشر على الحرية و الاختيار، و كانت النتيجة أن اختلفوا حسب أهوائهم.
قال ربنا: (( و لذلك خلقهم )) ليميز الخبيث من الطيب، و لتكون خاتمة كل مخلوق على وفاق نيته.
و كانت العاقبة في النهاية أن امتلأت بهم جهنم، و لم يدخل الجنة إلا القليل، و استلزم الأمر (( الفرز )) و التصنيف، و تفاضل الرتب و المنازل، لأن هذا كان مقتضى العدل، و الله أعدل العادلين.
و كان البديل الآخر أن يستووا عند الله رغم اختلافهم. أن يستوي القاتل و القتيل، و الظالم و المظلوم، و أن يستوي البر و الفاجر، و هو الأمر المحال !
تعالى ربنا عن مثل ذلك العبث علوا كبيرا.
قال ربنا: (( و لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )). و معنى ذلك أن داخل الجنة لن يدخلها بعمله وحده بل بفضل الله و رحمته، و تلك هي النسمة الربيعية الجميلة التي تهب من أول صفحة في القرآن إلى آخر صفحة. من أول مفتتح الفاتحة. بسم الله الرحمن الرحيم. إلى آخر كلمة. و الحمد لله رب العالمين بعد أن يتم الحساب. و لقد اختار ربنا لرحمته من استحقها من الخلق. و هو أعلم بقلوب خلقه، و لولا رحمة ربك لهلكنا جميعا.
و بين النار و الجنة ذلك الخيط الرفيع بين المؤتلف و المختلف. بين الذين أسلموا للحق و انسجموا معه في كتيبة الخير، و بين الذين أعرضوا و تفرقوا و اقتتلوا. و ليس بالشعارات و لا بالبطاقات سيكون دخول الجنة ! فما أكثر الذين حملوا شعار لا إله إلا الله و خانوه، و حملوا بطاقة المسلم و لم يسلموا لشيء سوى هوى نفوسهم !
و تظل الوسطية و الاعتدال هي النغمة القرآنية السائدة من أول آياته إلى آخرها. و الذين تطرفوا في الأخذ بالظاهر، و الذين تطرفوا في الأخذ بالباطن – إنما أخذوا من القرآن ما ناسبهم، و لم يأخذوا به كله.
و محمد – عليه الصلاة و السلام – و هو القرآن الحي الذي يمشي على الأرض – ما عرفناه إرهابيا، و لا عرفناه مجذوبا غائبا عن الوعي في سكرة الوجد مثل مجاذيب الطرق الصوفية، إنما عرفناه يقظا متنبها، حاضر الذهن، عقله مع الناس و قلبه مع ربه، يعيش الواقع و يلتحم بالدنيا، و مع ذلك لا يغفل عن خالقه لحظة.
و ذلك هو الصراط المستقيم. لا يمين فيه و لا يسار. بل خط رفيع كالسيف. من أصابه فقد عرف جادة الإسلام. و لهذا جعله الله أسوة لنا جميعا، و اختاره قدوة و مثالا. و أرسله نبيا. و قال له ما لم يقل لرسول:
(( و إنك لعلى خلق عظيم )). و من أخطأ فهو مسلم بقدر اقترابه من هذا الوسط الأمثل، و هو صاحب الأخلاق بقدر حظه من الاعتدال.
و الأخلاق في أصلها هي الأسماء الحسنى لله. الكريم، الحليم، الرحيم، الودود، الرؤوف، الصبور، الشكور، البر، العفو، الغفور، الغفار، الرزاق، الحكم، العدل، النافع، الهادي، الرشيد. فكل هذه أخلاق مثلى. و لله المثل الأعلى. و بقدر ما يحصل العبد من هذه الأخلاق يكون عند الله عبدا ربانيا. و يكون عند الله مسلما حقا.
و في الحديث: (( تخلقوا بأخلاق الله. إن ربي على صراط مستقيم )). و جمعية تلك الأخلاق هي الأصولية الحقيقية في ديانتنا إلى جانب الإسلام لله في كل شيء، و توحيده و تمجيده، و تسبيحه و عبادته و طاعته، و الإيمان بكتبه و رسله و القدر خيره و شره، و الآخرة و البعث و الحساب.
هذه هي الأصولية. و لا دخل لها بإرهاب و لا بتطرف، و لا بمظهرية كاذبة، و لا بشكليات فجة.
و يجمع النبي – عليه الصلاة و السلام – كل هذا في جملة واحدة: (( قل: آمنت بالله ثم استقم )).
فيضع كل مكارم الأخلاق تحت كلمة الاستقامة، و كل مقررات الإسلام في كلمة الإيمان. و ذلك لتأكيد أن الإسلام دين فطرة و بساطة، و ليس فلسفة و حذلقة و تنطعا و جدلا. فالأمر أبسط من كل هذا. بل هو ثلاث كلمات !
و أصحاب النيات السليمة يفهمون هذا ببداهتهم و لا حاجة لهم بجدل و لا بتنطع. و أصحاب النيات الخبيثة. المشكلة فيهم، و ليست في الدين. و بين الاثنين ذلك الخيط الرفيع بين الجنة و النار.
و لذلك قال ربنا في أهل الجنة: (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون )) – أي عن النار مبعدون –
كان هذا أمرا سبق نزولهم إلى الدنيا و هم مجرد نفوس. و من قبل أن ينزلوا إلى عالم الامتحان و الابتلاء و دنيا أسفل سافلين.
هم إذن أهل الجنة من قديم. و الآخرون أهل النار من قديم. و إنما قضى الله بالامتحان و الابتلاء حتى تنقطع الحجة. و حتى لا يكون لأحد عذر.
و يبقى بعد ذلك السؤال: كيف كنا في ذلك الأزل قبل الخلق ؟ و كيف تفاضلنا ؟ و متى ؟ و أين ؟
أم أنه لا أين، و لا متى في الأزل. حيث لا حيث. و حيث لا مكان و لا زمان ؟! و تلك من أسرار الغيب التي لا يعلمها إلا الله، و لن يكشف عنها الستار إلا بعد الموت و البعث. و العرض مستمر. و القصة ممتدة فصولا. و فيها مصيرنا كله.
ضعوا أيديكم على قلوبكم. فليس الأمر بالهزل !
مقال/ الخيط الرفيع بين الجنة و النار
من كتاب / سواح في دنيا الله
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ اليوم كما تعلمون هو إحتفال المحبين والعشاق والمرتبطين كنت سعيدة جدا لأن يوسف زوجى المستقبلى يهتم بى جدا هو كان شخص ملتزم
يقول إن هذا العيد بدعه وحرام ولكنه لم يخذلنى قط بعد فترة من مرور هذا اليوم الذي يحتفل فيه العشاق والمرتبطين والمحبين بفترة ليست بكبيرة أرد يوسف أن يوصل لى فكرة أن الحب ليس مرتبط بيوم بل هو ارتباط روحين بموده ورحمه وأنه يحبنى كثيراً احضر لى دوب كبير لونه احمر وباقة ورود جميلة واخذنى أنا وولدتى للتنزه فى إحدى الحدائق حاول اسعادى بشتى الطرق وفعلاً كنت احلق في السماء من شدة سعادتى ليس الهدايه هى ما اسعدنى بقدر شعورى بأنى اختارت الشخص الصحيح الذى لا اهون عليه.بعد رجوعى للمنزل بدأت تحدث لى بعض الأحداث الغريبة اجد أن هذا الدب ينظر لى نظرات مرعبه ومخيفة ولكنى احتفظ به لأنه هداية حبيبى كنت دائما احتضنه ولكن أشعر بوهج يخرج منه عندما أنام أحلم أن هذا الدب يقوم بخنقى فاقوم من نومى فزعه بات أسمع أصوات همسات لكن لم تضح بعض هى مجرد همسات ولكنها كادت تودي بى إلى الجنان أشعر أن أحد ما معى ولكن لا أرى شئ.
وفى إحدى الليالي الحزينه رأيت فى منامى فتاه جميلة تحتضن هذا الدب وتركض إلى أن رأت شاب أخذها وذهبا بعيداً تعرضت الفتاة من هذا الشاب إلى أبشع أنواع التعذيب وقام باحراقها للتخلص منها بعد ما مارس عليها ساديته وعندما فارقت الحياة يبدوا أن روحها تسكن ذلك الدب وتريد أن توصل قصتها من خلاله.
استيقظت فزعه من ذاك المنام المرعب هل يوجد اشخاص متحجرى القلب مثل ذلك الشاب.نظرت برعب إلى ذلك الدب فرايتها يشتعل امامى ففررت من الغرفة وأنا اصرخ واستغيث وعندما اجتمع اهلى حوالى واحتضننونى وقاموا بتهداتى وسؤالى لماذا تصرخين ؟
حاولت أن اجمع شتاتى لاروى لهم ما حدث وعندما رويت لهم ما رأيت ذاهبوا جميعا إلى الغرفة ولم يجدوا أثر للحريق.فقالوا يبدوا أنها تهيؤات يبدوا أنى أتخيل عليا بالراحه لبعض الوقت.
حاولت أن اقنع نفسي بما يقولون وأنها تهيؤات ولكنى كنت مرتعبه من هذا الدب وعندما غفوت رأيت هذا الدب يرقض وعندما نظرت للدب خرجت منه فتاه جميلة ترقص خلفى وتقول لا تصدقيه فالحب وهم وخدعه كبيرة للاقاع بالفتيات لا تصدقيه ها أنا ضحية الحب الزائف.كنت أهيم بالحب مما قرأت فى بعض القصص والروايات حاولت إقناع اهلى كثيراً بالموافقة على من أحب ولكنهم رفضوا قررت أن أفعل مثل القصص والروايات واهرب معه ونعيش سويا وعندما هربت معاه بصحبة هذا الدب هدية من احب معى تلقيت منه أسواء أنواع العذاب والإهانة وقام باحراقى حية.عندما كان يقوم بتعذيبى كنت أتذكر اهلى عندما رفضوا رفض قاطع ياليتنى سمعت لهم . عندما استيقظت من النوم شردت كثيراً فما رأيت بالمنام هل ما رأيت صحيحاً أم ماذا ؟
ما قصة هذا الدب ؟لماذا لا أشعر بالراحه فى وجوده ؟
اتصلت بإحدى اصدقائى المقربين ورويت لها ما يحدث معى.فقالت احضرى الدب إلى هنا جدتى ستعلم ماذا يحدث معاك.حملت الدب وذهبت إلى صديقتي اخذتني إلى غرفة جدتها عندما دخلنا إلى الغرفة ابتسمت الجدة ورحبت بى ولكنها نظرت للدب نظرات غريبة.اخذت منى الدب وطلبت منى تركه لها والمكوث بالخارج مع حفيدتها.
وبعد بعض الوقت قامت باستدعاءى وصديقتي للداخل ونظرت لى بابتسامة وقالت.من أين حصلتى على هذا الدب ؟
قلت لها قام زوجى المستقبلى باحضاره لى كهداية.
قالت هذا الدب قام إحدى الشباب بتقديمه كهداية لإحدى الفتيات وكانت متيمه به ولكنه لم يناوى بها خير فهو مريض نفسي كان يستدرج الفتيات بإسم الحب ليقوم بتعذيبهم والتخلص منهم حراقا وهذه الفتاه كانت طيبة نقية القلب ولم تتوقع من من تحب هذه التصرفات فهى فعلت مثل القصص والروايات وتركت عائلته خلفها من أجله فتحطم فؤادها بسبب هذا المريض عندما قام بحرقها سكن قرينها هذا الدب وتخلص من الشاب بنفس الطريقة. وكان يقوم بتحذريك لال تقعى في مثل ما وقعت به هذه الفتاه
لقد قمت بقراءة القرآن الكريم وبعض الأذكار ولكن عليكى بالتخلص من هذا الدب بدفنه في أى مكان.قامت الجدة باحراقه واخدنا بقايا الدب ودفنه بإحدى الأماكن المجاورة.
اقتراحت الجدة عليا الالتزام بالتحصين والصلاة وقراءة القرآن الكريم والاذكار اليومية لتحصين نفسى من أى شئ خارق للطبيعه.
وعدتها بالالتزام بالصلاة وقراءة القرآن الكريم وفعلاً التزمت وبعد 3اشهر تم زفافى على يوسف وذهبنا لرحلة عمره.
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
لا حول ولا قوة الا بالله
تمت.....
لو عجبتك القصة ادعمنا بلايك وكومنت برأيك وشير للقصة وميشن لصديق.
#بقلم_الهام_احمدعبدالحليم نيروزونيارنيار. ❝ ⏤إلهام احمد عبد الحليم (نيروزونيارنيار)
❞ اليوم كما تعلمون هو إحتفال المحبين والعشاق والمرتبطين كنت سعيدة جدا لأن يوسف زوجى المستقبلى يهتم بى جدا هو كان شخص ملتزم
يقول إن هذا العيد بدعه وحرام ولكنه لم يخذلنى قط بعد فترة من مرور هذا اليوم الذي يحتفل فيه العشاق والمرتبطين والمحبين بفترة ليست بكبيرة أرد يوسف أن يوصل لى فكرة أن الحب ليس مرتبط بيوم بل هو ارتباط روحين بموده ورحمه وأنه يحبنى كثيراً احضر لى دوب كبير لونه احمر وباقة ورود جميلة واخذنى أنا وولدتى للتنزه فى إحدى الحدائق حاول اسعادى بشتى الطرق وفعلاً كنت احلق في السماء من شدة سعادتى ليس الهدايه هى ما اسعدنى بقدر شعورى بأنى اختارت الشخص الصحيح الذى لا اهون عليه.بعد رجوعى للمنزل بدأت تحدث لى بعض الأحداث الغريبة اجد أن هذا الدب ينظر لى نظرات مرعبه ومخيفة ولكنى احتفظ به لأنه هداية حبيبى كنت دائما احتضنه ولكن أشعر بوهج يخرج منه عندما أنام أحلم أن هذا الدب يقوم بخنقى فاقوم من نومى فزعه بات أسمع أصوات همسات لكن لم تضح بعض هى مجرد همسات ولكنها كادت تودي بى إلى الجنان أشعر أن أحد ما معى ولكن لا أرى شئ.
وفى إحدى الليالي الحزينه رأيت فى منامى فتاه جميلة تحتضن هذا الدب وتركض إلى أن رأت شاب أخذها وذهبا بعيداً تعرضت الفتاة من هذا الشاب إلى أبشع أنواع التعذيب وقام باحراقها للتخلص منها بعد ما مارس عليها ساديته وعندما فارقت الحياة يبدوا أن روحها تسكن ذلك الدب وتريد أن توصل قصتها من خلاله.
استيقظت فزعه من ذاك المنام المرعب هل يوجد اشخاص متحجرى القلب مثل ذلك الشاب.نظرت برعب إلى ذلك الدب فرايتها يشتعل امامى ففررت من الغرفة وأنا اصرخ واستغيث وعندما اجتمع اهلى حوالى واحتضننونى وقاموا بتهداتى وسؤالى لماذا تصرخين ؟
حاولت أن اجمع شتاتى لاروى لهم ما حدث وعندما رويت لهم ما رأيت ذاهبوا جميعا إلى الغرفة ولم يجدوا أثر للحريق.فقالوا يبدوا أنها تهيؤات يبدوا أنى أتخيل عليا بالراحه لبعض الوقت.
حاولت أن اقنع نفسي بما يقولون وأنها تهيؤات ولكنى كنت مرتعبه من هذا الدب وعندما غفوت رأيت هذا الدب يرقض وعندما نظرت للدب خرجت منه فتاه جميلة ترقص خلفى وتقول لا تصدقيه فالحب وهم وخدعه كبيرة للاقاع بالفتيات لا تصدقيه ها أنا ضحية الحب الزائف.كنت أهيم بالحب مما قرأت فى بعض القصص والروايات حاولت إقناع اهلى كثيراً بالموافقة على من أحب ولكنهم رفضوا قررت أن أفعل مثل القصص والروايات واهرب معه ونعيش سويا وعندما هربت معاه بصحبة هذا الدب هدية من احب معى تلقيت منه أسواء أنواع العذاب والإهانة وقام باحراقى حية.عندما كان يقوم بتعذيبى كنت أتذكر اهلى عندما رفضوا رفض قاطع ياليتنى سمعت لهم . عندما استيقظت من النوم شردت كثيراً فما رأيت بالمنام هل ما رأيت صحيحاً أم ماذا ؟
ما قصة هذا الدب ؟لماذا لا أشعر بالراحه فى وجوده ؟
اتصلت بإحدى اصدقائى المقربين ورويت لها ما يحدث معى.فقالت احضرى الدب إلى هنا جدتى ستعلم ماذا يحدث معاك.حملت الدب وذهبت إلى صديقتي اخذتني إلى غرفة جدتها عندما دخلنا إلى الغرفة ابتسمت الجدة ورحبت بى ولكنها نظرت للدب نظرات غريبة.اخذت منى الدب وطلبت منى تركه لها والمكوث بالخارج مع حفيدتها.
وبعد بعض الوقت قامت باستدعاءى وصديقتي للداخل ونظرت لى بابتسامة وقالت.من أين حصلتى على هذا الدب ؟
قلت لها قام زوجى المستقبلى باحضاره لى كهداية.
قالت هذا الدب قام إحدى الشباب بتقديمه كهداية لإحدى الفتيات وكانت متيمه به ولكنه لم يناوى بها خير فهو مريض نفسي كان يستدرج الفتيات بإسم الحب ليقوم بتعذيبهم والتخلص منهم حراقا وهذه الفتاه كانت طيبة نقية القلب ولم تتوقع من من تحب هذه التصرفات فهى فعلت مثل القصص والروايات وتركت عائلته خلفها من أجله فتحطم فؤادها بسبب هذا المريض عندما قام بحرقها سكن قرينها هذا الدب وتخلص من الشاب بنفس الطريقة. وكان يقوم بتحذريك لال تقعى في مثل ما وقعت به هذه الفتاه
لقد قمت بقراءة القرآن الكريم وبعض الأذكار ولكن عليكى بالتخلص من هذا الدب بدفنه في أى مكان.قامت الجدة باحراقه واخدنا بقايا الدب ودفنه بإحدى الأماكن المجاورة.
اقتراحت الجدة عليا الالتزام بالتحصين والصلاة وقراءة القرآن الكريم والاذكار اليومية لتحصين نفسى من أى شئ خارق للطبيعه.
وعدتها بالالتزام بالصلاة وقراءة القرآن الكريم وفعلاً التزمت وبعد 3اشهر تم زفافى على يوسف وذهبنا لرحلة عمره.
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
لا حول ولا قوة الا بالله
تمت...
لو عجبتك القصة ادعمنا بلايك وكومنت برأيك وشير للقصة وميشن لصديق.
#بقلم_الهام_احمدعبدالحليم نيروزونيارنيار. ❝
❞ دخلت على رواية على الواتباد لقيت ده افتكرت أنها رموز عادي ضغطت عليه فتح كأنه ريكورد وطلع صوت مفهمتش هو ايه، قفلت الابليكيشن وأنا لسه صوت الهمس فى ودنى.
حد شاف زيه ؟
#بقلم_الهام_احمدنيروزونيارنيار
حاولت ما اهتمش بس من وقت ما سمعته وودانى بتصفر وسامعه صوت همس بنفس الكلام وراسى صدعت وعينى فضلت تعطى فى دموع.
حاولت أنام علشان الصداع يهدى أو يروح بس معرفتش.
جربت تانى ضلمت الغرفة وسيبت باب الغرفة موارب علشان يدخل إضاءة خفيفة.
ولسه هغفل سمعت نفس الهمس بنفس الكلمات الغريبة وشوفت خيال ضخم على الحيطة .
خيال كائن ضخم بقرنين وديل ده كان ظاهر من الإضاءة البسيطة اللى كانت على الحيطة.
من شدة رعبى ضربات قلبي زادت وجسمى بدأ ينزل فى عرق مع أننا كنا فى فصل الشتاء.
بس من شدة رعبى لقيت نفسي بنزل كمية عرق رهيبة وقلبي من شدة ضرباته كان هيخرج من صدرى.
ما حسيتش بنفسى من رعبى غير تانى يوم وماما بتصحينى وماسكة أيدى وبتقولى إيه العلامات دى ؟
كنت صاحية مش فايقة لكن بصيت على أيدى لقيت خرابيش وأماكن أصابع ضخمة على أيدى اترعبت ومكنتش عارفة أرد.
ماما رجعت سألتني السؤال تانى إيه العلامات دى ؟
اترميت فى حضنها وفضلت أبكى لأنى حسيت اني فى شئ غريب بيحصلى ولازم أقول ل ماما .
حكيت لها كل حاجه والأصوات والهمس اللى ملازمنى والخيال بتاع الكائن ده.
لقيت ماما اترعبت عليا وقالتلى قومى بسرعة اجهزى.
قولتلها هنروح فين ؟
قالتلى هنروح لحد يفهمنا إيه اللى بيحصل.
لبست وروحت معاها .
اخدتنى على القرية بتاعتنا وروحنا على دوار الشيخ أمين أمام مسجد القرية فتحت لنا زوجته الحاجة أمنه.
ورحبت بينا لحد الشيخ امين ما رجع من صلاة الظهر.
حكيت للشيخ كل حاجه بص لي وابتسم واستاذن منى يحط ايديه على راسى علشان يقرأ القرآن الكريم.
فضل الشيخ يقرأ وأنا أحس بضربات كرباج على جلدى من شدة ألم الكرباج كنت بصرخ علشان الشيخ يوقف قرأة لأنه كل ما يكمل قرأة الضربات تكون أقوى ورجع الهمس تانى بس المره دى كلمات مفهومة.
همس بيقولى قولوله يسكت قولوله يقف .
والشيخ مكمل وأنا أصرخ واصرخ ما حسيتش بنفسى غير بعد أسبوع فى المستشفى.
وما كنتش مصدقة أنه عدا أسبوع بس لقيت نفسي متربطة اربطة كتيرر.
سألت ماما إيه اللى حصل ؟
قالتلي الريكورد كان عليه طلسم سحر عن طريق السمع طريقه جديده للسحرة لاصتياد الناس علشان يعملوا عليهم شغل الدجل بتاعهم والكائن اللى شوفتيه فى الغرفة كان خادم السحر.
كان كل لما الشيخ امين يقرأ الخادم بيتعذب ف كان بيجلدك علشان الشيخ يوقف قراءة القرآن الكريم ولأن الشيخ امين عارف ما رديش يوقف غير لما حرقه وأبطل السحر.
ووصنى أنك تبطلى تفتحى حاجه مش عارفها لأن حيل الدجالين كترت الأيام دى.
وقال أنك لازم تلتزمى بالصلاة وقراءة القرآن الكريم والاذكار علشان تتحصنى.
يارب يا بنتى تكونى اتعلمتي وما توجعيش قلبي عليكى تانى.
خلاص يا ماما اتعلمت مش هسمع حاجه معرفهاش تانى وهلتزم بالصلاة وقراءة القرآن الكريم.
بعد فترة خرجت من المستشفى والتزمت فعلاً كانت تجربة قاسية الله لا يعودها تانى ونصحتى ليكم انتوا كمان ما تسمعوش حاجه ما تعرفهوش حتى لو من باب الفضول.
تمت....
لو عجبتكم اعملوا لايك وكومنت برايك لأن رأيك يهمنا وشير للقصة ومنشن لأصدقائك ليصلك كل جديد.
#بقلم_الهام_احمدنيروزونيارنيار. ❝ ⏤إلهام احمد عبد الحليم (نيروزونيارنيار)
❞ دخلت على رواية على الواتباد لقيت ده افتكرت أنها رموز عادي ضغطت عليه فتح كأنه ريكورد وطلع صوت مفهمتش هو ايه، قفلت الابليكيشن وأنا لسه صوت الهمس فى ودنى.
حد شاف زيه ؟
#بقلم_الهام_احمدنيروزونيارنيار حاولت ما اهتمش بس من وقت ما سمعته وودانى بتصفر وسامعه صوت همس بنفس الكلام وراسى صدعت وعينى فضلت تعطى فى دموع.
حاولت أنام علشان الصداع يهدى أو يروح بس معرفتش.
جربت تانى ضلمت الغرفة وسيبت باب الغرفة موارب علشان يدخل إضاءة خفيفة.
ولسه هغفل سمعت نفس الهمس بنفس الكلمات الغريبة وشوفت خيال ضخم على الحيطة .
خيال كائن ضخم بقرنين وديل ده كان ظاهر من الإضاءة البسيطة اللى كانت على الحيطة.
من شدة رعبى ضربات قلبي زادت وجسمى بدأ ينزل فى عرق مع أننا كنا فى فصل الشتاء.
بس من شدة رعبى لقيت نفسي بنزل كمية عرق رهيبة وقلبي من شدة ضرباته كان هيخرج من صدرى.
ما حسيتش بنفسى من رعبى غير تانى يوم وماما بتصحينى وماسكة أيدى وبتقولى إيه العلامات دى ؟
كنت صاحية مش فايقة لكن بصيت على أيدى لقيت خرابيش وأماكن أصابع ضخمة على أيدى اترعبت ومكنتش عارفة أرد.
ماما رجعت سألتني السؤال تانى إيه العلامات دى ؟
اترميت فى حضنها وفضلت أبكى لأنى حسيت اني فى شئ غريب بيحصلى ولازم أقول ل ماما .
حكيت لها كل حاجه والأصوات والهمس اللى ملازمنى والخيال بتاع الكائن ده.
لقيت ماما اترعبت عليا وقالتلى قومى بسرعة اجهزى.
قولتلها هنروح فين ؟
قالتلى هنروح لحد يفهمنا إيه اللى بيحصل.
لبست وروحت معاها .
اخدتنى على القرية بتاعتنا وروحنا على دوار الشيخ أمين أمام مسجد القرية فتحت لنا زوجته الحاجة أمنه.
ورحبت بينا لحد الشيخ امين ما رجع من صلاة الظهر.
حكيت للشيخ كل حاجه بص لي وابتسم واستاذن منى يحط ايديه على راسى علشان يقرأ القرآن الكريم.
فضل الشيخ يقرأ وأنا أحس بضربات كرباج على جلدى من شدة ألم الكرباج كنت بصرخ علشان الشيخ يوقف قرأة لأنه كل ما يكمل قرأة الضربات تكون أقوى ورجع الهمس تانى بس المره دى كلمات مفهومة.
همس بيقولى قولوله يسكت قولوله يقف .
والشيخ مكمل وأنا أصرخ واصرخ ما حسيتش بنفسى غير بعد أسبوع فى المستشفى.
وما كنتش مصدقة أنه عدا أسبوع بس لقيت نفسي متربطة اربطة كتيرر.
سألت ماما إيه اللى حصل ؟
قالتلي الريكورد كان عليه طلسم سحر عن طريق السمع طريقه جديده للسحرة لاصتياد الناس علشان يعملوا عليهم شغل الدجل بتاعهم والكائن اللى شوفتيه فى الغرفة كان خادم السحر.
كان كل لما الشيخ امين يقرأ الخادم بيتعذب ف كان بيجلدك علشان الشيخ يوقف قراءة القرآن الكريم ولأن الشيخ امين عارف ما رديش يوقف غير لما حرقه وأبطل السحر.
ووصنى أنك تبطلى تفتحى حاجه مش عارفها لأن حيل الدجالين كترت الأيام دى.
وقال أنك لازم تلتزمى بالصلاة وقراءة القرآن الكريم والاذكار علشان تتحصنى.
يارب يا بنتى تكونى اتعلمتي وما توجعيش قلبي عليكى تانى.
خلاص يا ماما اتعلمت مش هسمع حاجه معرفهاش تانى وهلتزم بالصلاة وقراءة القرآن الكريم.
بعد فترة خرجت من المستشفى والتزمت فعلاً كانت تجربة قاسية الله لا يعودها تانى ونصحتى ليكم انتوا كمان ما تسمعوش حاجه ما تعرفهوش حتى لو من باب الفضول.
تمت..
لو عجبتكم اعملوا لايك وكومنت برايك لأن رأيك يهمنا وشير للقصة ومنشن لأصدقائك ليصلك كل جديد.
#بقلم_الهام_احمدنيروزونيارنيار. ❝
❞ العجل والبقرة
لقد بدأ أول ارتباط رسمي للولايات المتحدة بالقضية الفلسطينية سنة 1917 حين زارها اللود بلفور و التقى برئيسها ولسون وودرو، ومستشاره لويس براندايس الذي كان يهوديا صهيونيا، وقد أكد حينها لضيفه أن الرئيس ينظر بعين الموافقة لأن تكون فلسطين تحت الحماية البريطانية، وأنه يؤيد الأفكار الصهيونية.
حضرت أمريكا مؤتمر الصلح في باريس شهر يناير 1919 ممثلة برئيسها، و من بين ما تمخض عنه المؤتمر، إضافة إلى تأسيس عصبة الأمم، تشكيل لجنة أمريكية عرفت بإسم لجنة كنغ1 ـ كراين2 التي زارت فلسطين و سوريا و لبنان و اسطمبول ثم سافرت إلى أوربا وعادت بتقرير مفصل إلى الرئيس الأمريكي شككت من خلاله في جدوى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، لكنها أكدت فيه على ضرورة فرض الإنتداب البريطاني.
قوبل الإنتداب البريطاني برفض عربي عنيف، و من الجهة المقابلة أنشأ الصهاينة سنة 1929 الوكالة اليهودية في فلسطين و التي لم تكترث بسياسة التريث البريطاني التي تدفعها الخشية من تأثير الدعم الصريح للصهيونية على علاقات المملكة المتحدة مع حكام الدول العربية الناشئة، وعلى استمرارية وجودها في مصر و تحديدا في قناة السويس.
تواصل الجموح الصهيوني و المقاومة العربية، فاندلعت الثورة أوائل عام خمسة وثلاثين بقيادة الشيخ عز الدين القسام الذي اتخذ لها شعارا \" و إنه لجهاد، نصر أو استشهاد \" و استطاع أمين الحسيني أن يؤسس في السادس من أفريل سنة ستة وثلاثين اللجنة العربية العليا التي ضمت جميع الأحزاب الفلسطينية، و دعت إلى إضراب شامل حتى تحقيق مطالبها: وقف الهجرة اليهودية، منع انتقال الأراضي إلى اليهود و تشكيل حكومة وطنية، فأرسلت بريطانيا لجنة لتقصي الحقائق و تهدئة الأوضاع.
وجّه عاهل السعودية الملك عبد العزيز آل سعود، نيابة عن الحكام العرب، برقية إلى اللجنة العربية العليا في أكتوبر 1936 تدعوهم إلى \"الإخلاد للسكينة حقنا للدماء، اعتمادا على حسن نوايا الصديقة بريطانيا ورغبتها المعلنة في تحقيق العدل\" استجابت القيادة الفلسطينية، وتوقف الإضراب تزامنا مع قدوم اللجنة الملكية التي باشرت عملها في القدس.
استمعت لجنة بيل إلى إفادات الشهود في جلسات عامة وخاصة، اقترحت بعدها تقسيم فلسطين إلى إقليم تحت الانتداب البريطاني يضم القدس وبيت لحم، ودولة يهودية في الجليل، والجزء الأكبر من السواحل الغربية، على أن يتحد باقي فلسطين مع شرق الأردن ويكونان دولة عربية. لكن اللجنة العربية العليا عقدت مؤتمرا في سوريا سنة سبعة وثلاثين حضره أربعمئة مندوب قرروا أن فلسطين مكوّن من الوطن العربي لا يمكن التنازل عن أي جزء منها، وقال المؤتمر إن على بريطانيا أن تختار بين صداقة العرب وصداقة اليهود، ولاح في الأفق أن المشكلة لن تحل بالطرق السياسية التي لم تكن أبدا في صالح العرب، و أن صراعا محتوما سيحدد مصير الأرض المقدسة على الرغم من التباين في حجم الإمكانات و مصادر الدعم.
أصدرت بريطانيا قرارا بحلّ اللجنة العربية العليا وبدأت ملاحقة رئيسها وأعضائها، ففرّ الحسيني إلى لبنان، ثم سلك طريقا خطرا إلى ألمانيا حيث التقى بالفوهرر يبحث عنده عن دعم لم يجده أبدا. شكّل مجلس الوزراء البريطاني مطلع سنة ثمانية وثلاثين لجنة جديدة برئاسة جون وودهيد لمراجعة خطة التقسيم التي اقترحت إعطاء الدولة اليهودية جميع منطقة الجليل والسهل الساحلي الغربي باستثناء منطقة يافا التي ستبقى مع القدس وبيت لحم والناصرة تحت الانتداب البريطاني، وحددت مساحة هاتين المنطقتين بدقة، بينما تركت الباقي المخصص للعرب دون تحديد واعترفت اللجنة أيضا بأن توصياتها لا تكفي لمواجهة أسباب الثورة، فدعت إلى عدم التردد في فرض الحكم العسكري وانتهاج العنف سبيلا في حال تجدّدها.
عاد العرب إلى ثورتهم و ردّ الإنجليز بالعنف الشديد، و استغل اليهود الوضع فهاجموا القرويين العزّل و يعملون فيهم قتلا وتنكيلا حتى اضطرّت بريطانيا لتصدر كتـابا أبيضا آخرا سنة تسعة وثلاثين. ورأت هذه المرة أن اتساع الدولة اليهودية دون ضوابط سيعني \"الحكم بالقوة\" ولذلك فإنها قررت ألا تسمح بقبول المزيد من المهاجرين إلا إذا قبل العرب بذلك، و حدّدت حجم الهجرة بخمسة و سبعين ألف مهاجــر خلال خمسة سـنوات، ما يجعل عـدد اليهود يبلغ ثلث الســكان. وبعد نهاية السـنوات الخمس، لن يُسمَح بالمزيد من الهجرة في حال أصرّ العرب على الرفض. ردت الحركة الصهيونية بعقد مؤتمر بفندق بالتيمور في نيويورك قررت فيه توجيه التعامل مع بريطانيا إلى الولايات المتحدة!
وصل حزب العمال إلى سدة الحكم سنة خمسة وأربعين، و شكّل مجلس الوزراء لجنة جديدة لبحث سياسة الحكومة في فلسطين، فأصدرت تقريرا أرسلت نسخة منه إلى الرئيس الأمريكي هاري ترومان الذي كان واقعا تحت تأثير صديقه المقرب و شريكه الصهيوني إيلي جاكسون الذي مول حملته الانتخابية بمليوني دولار من أمال المنظمة الصهيونية، فتجاهل ما جاء فيه و طالب الحكومة البريطانية بفتح أبواب فلسطين أمام مائة ألف مهاجر. و بقطع النظر عن أموال الحملة، كان الجنرال باتريك هيرلي وزير الحرب السابق قد كتب تقريرا للبيت الأبيض سنة ثلاثة وأربعين بعد لقائه مع ديفيد بن غوريون في فسطين جاء فيه:\" إن المنظمة الصهيونية قد التزمت ببرنامج موسّع طويل الامد يتضمّن إقامة دولة يهودية مستقله تضم فلسطين وربما شرق الاردن بعد ذلك، ثم نقل العرب من فلسطين الى العراق في نهاية الامر، إضافة إلى قيادة يهودية لكل الشرق الاوسط في مجالي الاقتصاد وضبط الامن\"
طلبت الحكومة البريطانية لجنة مشتركة تشكلت من ستة أعضاء إنجليز و ستة أمريكيين. دعمت اللجنة مطلب الرئيس بهجرة مائة ألف يهودي و أوصت بالدفع نحو إقامة دولة فيدرالية تحت وصاية الأمم المتحدة، فأصدر ترومان خطابا كتبه له مستشاره اليهودي الصهيوني ديفيد نايلز رحّب فيه بتوصية اللجنة بزيادة الهجرة و تجاهل ما سواها من توصيات ثم أصدر بيانا في الرابع من أكتوبر ستة وأربعين قال فيه: \"إن الرأي العام الأمريكي يؤيد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين\" وأبدى استعداد بلاده للمساعدة، ما شجّع العصابات الصهيونية، التي أنشأتها بريطانيا، على مزيد من التطرف فلم تعد تتورع في ضرب مصالحها و قتل جنودها حتى رمت المنشفة سنة سبعة وأربعين.. ❝ ⏤معمري محمد عصام
❞ العجل والبقرة
لقد بدأ أول ارتباط رسمي للولايات المتحدة بالقضية الفلسطينية سنة 1917 حين زارها اللود بلفور و التقى برئيسها ولسون وودرو، ومستشاره لويس براندايس الذي كان يهوديا صهيونيا، وقد أكد حينها لضيفه أن الرئيس ينظر بعين الموافقة لأن تكون فلسطين تحت الحماية البريطانية، وأنه يؤيد الأفكار الصهيونية.
حضرت أمريكا مؤتمر الصلح في باريس شهر يناير 1919 ممثلة برئيسها، و من بين ما تمخض عنه المؤتمر، إضافة إلى تأسيس عصبة الأمم، تشكيل لجنة أمريكية عرفت بإسم لجنة كنغ1 ـ كراين2 التي زارت فلسطين و سوريا و لبنان و اسطمبول ثم سافرت إلى أوربا وعادت بتقرير مفصل إلى الرئيس الأمريكي شككت من خلاله في جدوى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، لكنها أكدت فيه على ضرورة فرض الإنتداب البريطاني.
قوبل الإنتداب البريطاني برفض عربي عنيف، و من الجهة المقابلة أنشأ الصهاينة سنة 1929 الوكالة اليهودية في فلسطين و التي لم تكترث بسياسة التريث البريطاني التي تدفعها الخشية من تأثير الدعم الصريح للصهيونية على علاقات المملكة المتحدة مع حكام الدول العربية الناشئة، وعلى استمرارية وجودها في مصر و تحديدا في قناة السويس.
تواصل الجموح الصهيوني و المقاومة العربية، فاندلعت الثورة أوائل عام خمسة وثلاثين بقيادة الشيخ عز الدين القسام الذي اتخذ لها شعارا ˝ و إنه لجهاد، نصر أو استشهاد ˝ و استطاع أمين الحسيني أن يؤسس في السادس من أفريل سنة ستة وثلاثين اللجنة العربية العليا التي ضمت جميع الأحزاب الفلسطينية، و دعت إلى إضراب شامل حتى تحقيق مطالبها: وقف الهجرة اليهودية، منع انتقال الأراضي إلى اليهود و تشكيل حكومة وطنية، فأرسلت بريطانيا لجنة لتقصي الحقائق و تهدئة الأوضاع.
وجّه عاهل السعودية الملك عبد العزيز آل سعود، نيابة عن الحكام العرب، برقية إلى اللجنة العربية العليا في أكتوبر 1936 تدعوهم إلى ˝الإخلاد للسكينة حقنا للدماء، اعتمادا على حسن نوايا الصديقة بريطانيا ورغبتها المعلنة في تحقيق العدل˝ استجابت القيادة الفلسطينية، وتوقف الإضراب تزامنا مع قدوم اللجنة الملكية التي باشرت عملها في القدس.
استمعت لجنة بيل إلى إفادات الشهود في جلسات عامة وخاصة، اقترحت بعدها تقسيم فلسطين إلى إقليم تحت الانتداب البريطاني يضم القدس وبيت لحم، ودولة يهودية في الجليل، والجزء الأكبر من السواحل الغربية، على أن يتحد باقي فلسطين مع شرق الأردن ويكونان دولة عربية. لكن اللجنة العربية العليا عقدت مؤتمرا في سوريا سنة سبعة وثلاثين حضره أربعمئة مندوب قرروا أن فلسطين مكوّن من الوطن العربي لا يمكن التنازل عن أي جزء منها، وقال المؤتمر إن على بريطانيا أن تختار بين صداقة العرب وصداقة اليهود، ولاح في الأفق أن المشكلة لن تحل بالطرق السياسية التي لم تكن أبدا في صالح العرب، و أن صراعا محتوما سيحدد مصير الأرض المقدسة على الرغم من التباين في حجم الإمكانات و مصادر الدعم.
أصدرت بريطانيا قرارا بحلّ اللجنة العربية العليا وبدأت ملاحقة رئيسها وأعضائها، ففرّ الحسيني إلى لبنان، ثم سلك طريقا خطرا إلى ألمانيا حيث التقى بالفوهرر يبحث عنده عن دعم لم يجده أبدا. شكّل مجلس الوزراء البريطاني مطلع سنة ثمانية وثلاثين لجنة جديدة برئاسة جون وودهيد لمراجعة خطة التقسيم التي اقترحت إعطاء الدولة اليهودية جميع منطقة الجليل والسهل الساحلي الغربي باستثناء منطقة يافا التي ستبقى مع القدس وبيت لحم والناصرة تحت الانتداب البريطاني، وحددت مساحة هاتين المنطقتين بدقة، بينما تركت الباقي المخصص للعرب دون تحديد واعترفت اللجنة أيضا بأن توصياتها لا تكفي لمواجهة أسباب الثورة، فدعت إلى عدم التردد في فرض الحكم العسكري وانتهاج العنف سبيلا في حال تجدّدها.
عاد العرب إلى ثورتهم و ردّ الإنجليز بالعنف الشديد، و استغل اليهود الوضع فهاجموا القرويين العزّل و يعملون فيهم قتلا وتنكيلا حتى اضطرّت بريطانيا لتصدر كتـابا أبيضا آخرا سنة تسعة وثلاثين. ورأت هذه المرة أن اتساع الدولة اليهودية دون ضوابط سيعني ˝الحكم بالقوة˝ ولذلك فإنها قررت ألا تسمح بقبول المزيد من المهاجرين إلا إذا قبل العرب بذلك، و حدّدت حجم الهجرة بخمسة و سبعين ألف مهاجــر خلال خمسة سـنوات، ما يجعل عـدد اليهود يبلغ ثلث الســكان. وبعد نهاية السـنوات الخمس، لن يُسمَح بالمزيد من الهجرة في حال أصرّ العرب على الرفض. ردت الحركة الصهيونية بعقد مؤتمر بفندق بالتيمور في نيويورك قررت فيه توجيه التعامل مع بريطانيا إلى الولايات المتحدة!
وصل حزب العمال إلى سدة الحكم سنة خمسة وأربعين، و شكّل مجلس الوزراء لجنة جديدة لبحث سياسة الحكومة في فلسطين، فأصدرت تقريرا أرسلت نسخة منه إلى الرئيس الأمريكي هاري ترومان الذي كان واقعا تحت تأثير صديقه المقرب و شريكه الصهيوني إيلي جاكسون الذي مول حملته الانتخابية بمليوني دولار من أمال المنظمة الصهيونية، فتجاهل ما جاء فيه و طالب الحكومة البريطانية بفتح أبواب فلسطين أمام مائة ألف مهاجر. و بقطع النظر عن أموال الحملة، كان الجنرال باتريك هيرلي وزير الحرب السابق قد كتب تقريرا للبيت الأبيض سنة ثلاثة وأربعين بعد لقائه مع ديفيد بن غوريون في فسطين جاء فيه:˝ إن المنظمة الصهيونية قد التزمت ببرنامج موسّع طويل الامد يتضمّن إقامة دولة يهودية مستقله تضم فلسطين وربما شرق الاردن بعد ذلك، ثم نقل العرب من فلسطين الى العراق في نهاية الامر، إضافة إلى قيادة يهودية لكل الشرق الاوسط في مجالي الاقتصاد وضبط الامن˝
طلبت الحكومة البريطانية لجنة مشتركة تشكلت من ستة أعضاء إنجليز و ستة أمريكيين. دعمت اللجنة مطلب الرئيس بهجرة مائة ألف يهودي و أوصت بالدفع نحو إقامة دولة فيدرالية تحت وصاية الأمم المتحدة، فأصدر ترومان خطابا كتبه له مستشاره اليهودي الصهيوني ديفيد نايلز رحّب فيه بتوصية اللجنة بزيادة الهجرة و تجاهل ما سواها من توصيات ثم أصدر بيانا في الرابع من أكتوبر ستة وأربعين قال فيه: ˝إن الرأي العام الأمريكي يؤيد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين˝ وأبدى استعداد بلاده للمساعدة، ما شجّع العصابات الصهيونية، التي أنشأتها بريطانيا، على مزيد من التطرف فلم تعد تتورع في ضرب مصالحها و قتل جنودها حتى رمت المنشفة سنة سبعة وأربعين. ❝