❞ ،،فخطِّط ليومك، وأسبوعك، وشهرك، وضع خططًا زمنية والتزم بها، ويشبه ذلك عادة التخطيط عند لاعبي كرة القدم عندما يقضون العديد الأسابيع في التمرين والإحماء من أجل مباراة مدتها 90 دقيقة،،. ❝ ⏤ مارك فيكتور هانسن
❞ ،،فخطِّط ليومك، وأسبوعك، وشهرك، وضع خططًا زمنية والتزم بها، ويشبه ذلك عادة التخطيط عند لاعبي كرة القدم عندما يقضون العديد الأسابيع في التمرين والإحماء من أجل مباراة مدتها 90 دقيقة،،. ❝
❞ ---
كما عودناكم، عزيزي القارئ، في \"جريدة أحرفنا المنيرة\" بشخصيات أبدعت في مجالها ♥️
_س/ هل يمكنك أن تقدم لنا نبذة تعريفية عن نفسك؟_
_ج/_ أنا أسمهان العربي، في بدايات العشرينات من عمري، أعيش في مجتمع ريفي بسيط. حصلت على دبلوم في اللغة الإنجليزية، وحاليًا أنا معلمة لغة إنجليزية.
_س/ متى بدأت الكتابة؟_
_ج/_ بدأت الكتابة في الثانوية، ولكن كنت أكتب بشكل متقطع. كانت الكتابة وسيلة لتفريغ كل المشاعر المكتظة داخلي. ولكني منذ سنة بدأت أكتب بشكل يومي، والحمد لله، وعرفت أن الكتابة هي ملاذي.
_س/ من الذي شجعك في أولى خطواتك في هذا المجال؟_
_ج/_ لقد كنت أنا الداعم الأول لنفسي، ولا أنكر أنني حصلت على التشجيع من قبل صديقاتي المقربات.
_س/ هل لديك أعمال منشورة ورقيًا؟_
_ج/_ لا، عملي الورقي الأول هو كتاب مجمع بعنوان \"اطمئن أنا معك\".
_س/ برأيك، ما هي أهم صفات الكاتب المثالي؟_
_ج/_ أعتقد أن أهم صفات الكاتب هي القدرة على التواصل، والإبداع، والبحث المستمر. كما يتطلب الأمر الصبر والمثابرة.
_س/ ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك وكيف تخطيتها؟_
_ج/_ أولاً، كانت هناك صعوبة في تنظيم الأفكار، ونقص الثقة، ولكنني تخطيتها من خلال التمرين المستمر.
_س/ ما الحكمة التي تتخذها مبدأ في حياتك العملية والعامة؟_
_ج/_ أن لا أقارن بداياتي بمواسم حصاد الآخرين.
_س/ من هم أكثر الشخصيات التي أثرت فيك في مجال الكتابة؟_
_ج/_ محمود درويش، وأدهم الشرقاوي.
_س/ هل يمكنك إخبارنا عن إنجازاتك داخل وخارج مجال الكتابة؟_
_ج/_ إنجازاتي التي أنا فخور بها اليوم هي أن ينادونني بالكاتبة، وأن يسبق اسمي صفة كاتبة. وأنا أيضًا راضية تمامًا عن الإنجازات التي وصلت إليها حتى الآن، وبطبيعة الحال أسعى دائمًا لإنجازات أكبر بإذن الله.
_س/ هل ترى الكتابة هواية أم موهبة؟_
_ج/_ أعتقد أنها كلاهما؛ هي موهبة تحتاج إلى التطوير والممارسة لتصبح هواية قابلة للتحقيق.
_س/ من هو مثلك الأعلى ولماذا؟_
_ج/_ أمي وأبي، أدامهما الله لي، لأسباب كثير لا تعد ولا تحصى.
_س/ هل لديك مواهب أخرى؟_
_ج/_ نعم، أُجيد الخط، وإلقاء الشعر، والتصوير، والتصميم.
_س/ حدثنا عن أعمالك القادمة؟_
_ج/_ حاليًا أعمل على كتاب ورقي مجمع، وكتابين إلكترونيين مجمعين أيضًا.
_س/ ما هو حلمك الذي تسعى لتحقيقه؟_
_ج/_ أسعى دائمًا لرضا الله ووالديّ. أحلم بكتابة كتب خاصة بي، وأن تتصدر كتبي رفوف المكاتب، وأن يصبح لاسمي مكانة خاصة بين الكُتاب.
_س/ ماذا تنصح من يرغب في دخول مجال الكتابة؟_
_ج/_ أنصحهم بأن يستمتعوا بالكتابة، ولا يخافوا من الفشل، ويبحثوا عن مصادر جديدة باستمرار.
وفي الختام، نرجو أن نكون قد أسعدناكم، ونتمنى لكم جزيل الشكر والاحترام.
_جريدة أحرفنا المنيرة ترحب بكم_
_تأسيس: الكاتبة/ إسراء عيد أحمد_
---. ❝ ⏤دار نشر أحرفنا المنيرة
❞
-
كما عودناكم، عزيزي القارئ، في ˝جريدة أحرفنا المنيرة˝ بشخصيات أبدعت في مجالها ♥️
س/ هل يمكنك أن تقدم لنا نبذة تعريفية عن نفسك؟__ ج/__ أنا أسمهان العربي، في بدايات العشرينات من عمري، أعيش في مجتمع ريفي بسيط. حصلت على دبلوم في اللغة الإنجليزية، وحاليًا أنا معلمة لغة إنجليزية.
س/ متى بدأت الكتابة؟__ ج/__ بدأت الكتابة في الثانوية، ولكن كنت أكتب بشكل متقطع. كانت الكتابة وسيلة لتفريغ كل المشاعر المكتظة داخلي. ولكني منذ سنة بدأت أكتب بشكل يومي، والحمد لله، وعرفت أن الكتابة هي ملاذي.
س/ من الذي شجعك في أولى خطواتك في هذا المجال؟__ ج/__ لقد كنت أنا الداعم الأول لنفسي، ولا أنكر أنني حصلت على التشجيع من قبل صديقاتي المقربات.
س/ هل لديك أعمال منشورة ورقيًا؟__ ج/__ لا، عملي الورقي الأول هو كتاب مجمع بعنوان ˝اطمئن أنا معك˝.
س/ برأيك، ما هي أهم صفات الكاتب المثالي؟__ ج/__ أعتقد أن أهم صفات الكاتب هي القدرة على التواصل، والإبداع، والبحث المستمر. كما يتطلب الأمر الصبر والمثابرة.
س/ ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك وكيف تخطيتها؟__ ج/__ أولاً، كانت هناك صعوبة في تنظيم الأفكار، ونقص الثقة، ولكنني تخطيتها من خلال التمرين المستمر.
س/ ما الحكمة التي تتخذها مبدأ في حياتك العملية والعامة؟__ ج/__ أن لا أقارن بداياتي بمواسم حصاد الآخرين.
س/ من هم أكثر الشخصيات التي أثرت فيك في مجال الكتابة؟__ ج/__ محمود درويش، وأدهم الشرقاوي.
س/ هل يمكنك إخبارنا عن إنجازاتك داخل وخارج مجال الكتابة؟__ ج/__ إنجازاتي التي أنا فخور بها اليوم هي أن ينادونني بالكاتبة، وأن يسبق اسمي صفة كاتبة. وأنا أيضًا راضية تمامًا عن الإنجازات التي وصلت إليها حتى الآن، وبطبيعة الحال أسعى دائمًا لإنجازات أكبر بإذن الله.
س/ هل ترى الكتابة هواية أم موهبة؟__ ج/__ أعتقد أنها كلاهما؛ هي موهبة تحتاج إلى التطوير والممارسة لتصبح هواية قابلة للتحقيق.
س/ من هو مثلك الأعلى ولماذا؟__ ج/__ أمي وأبي، أدامهما الله لي، لأسباب كثير لا تعد ولا تحصى.
س/ حدثنا عن أعمالك القادمة؟__ ج/__ حاليًا أعمل على كتاب ورقي مجمع، وكتابين إلكترونيين مجمعين أيضًا.
س/ ما هو حلمك الذي تسعى لتحقيقه؟__ ج/__ أسعى دائمًا لرضا الله ووالديّ. أحلم بكتابة كتب خاصة بي، وأن تتصدر كتبي رفوف المكاتب، وأن يصبح لاسمي مكانة خاصة بين الكُتاب.
س/ ماذا تنصح من يرغب في دخول مجال الكتابة؟__ ج/__ أنصحهم بأن يستمتعوا بالكتابة، ولا يخافوا من الفشل، ويبحثوا عن مصادر جديدة باستمرار.
وفي الختام، نرجو أن نكون قد أسعدناكم، ونتمنى لكم جزيل الشكر والاحترام.
جريدة أحرفنا المنيرة ترحب بكم__ تأسيس: الكاتبة/ إسراء عيد أحمد__
❞ أما عنك يا صديقي فكيف حالُكَ؟
هل غيرت نفسك إلى الأفضل كما كنت تُريد؟
وأصبحت تستيقظ في وقت الفجر، وتقرأ وِردك من القرآن، ثم تفعل بعض التمرينات الرياضيه، وتتناول وجبه الفطور الصحية؛ كي بعدها تبدأ في ممارسة مهامك اليومية، هل أصبحت تجلُس مع عائلتك وتترك هاتفك؟
وتبتسم للجميع، أخبرني أيضًا هل أستطعت أن تعاود شغفك للقراءة؟ وتطبيق أفكارك الجيدة، هل أصبح لديك مهارة الصبر؟
وعِرفت أن لذة الحصول على ما نُريد تكمن في الصبر، أتعلم يا صديقي كم سأكون فخورًا بك عندما تكون كل إجابتك على الأسئلة مُرضية لك، ولكنني سأكون دومًا مُتمنيًا لك الحظ الموفق.
لِـ نَدىٰ حمادة ‟ *أبريلية* ‟. ❝ ⏤نَدىٰ حمادة فكرى
❞ أما عنك يا صديقي فكيف حالُكَ؟
هل غيرت نفسك إلى الأفضل كما كنت تُريد؟
وأصبحت تستيقظ في وقت الفجر، وتقرأ وِردك من القرآن، ثم تفعل بعض التمرينات الرياضيه، وتتناول وجبه الفطور الصحية؛ كي بعدها تبدأ في ممارسة مهامك اليومية، هل أصبحت تجلُس مع عائلتك وتترك هاتفك؟
وتبتسم للجميع، أخبرني أيضًا هل أستطعت أن تعاود شغفك للقراءة؟ وتطبيق أفكارك الجيدة، هل أصبح لديك مهارة الصبر؟
وعِرفت أن لذة الحصول على ما نُريد تكمن في الصبر، أتعلم يا صديقي كم سأكون فخورًا بك عندما تكون كل إجابتك على الأسئلة مُرضية لك، ولكنني سأكون دومًا مُتمنيًا لك الحظ الموفق.
❞ آخر صيحة في أمريكا الآن موضة جديدة اسمها ( Transendental Meditation ) و ترجمتها الحرفية هي الاستغراق التأملي المتجرد .. و هي موضة وافدة من الهند و بدعة من بدع اليوجا .. و قد لاقت نجاحا مكتسحا في المجتمع الأمريكي شأنها شأن كل البدع الجديدة ، و وضعت فيها الكتب و المؤلفات ، و أقيمت المؤتمرات و أصبح لها رسل و دعاة و مبشرون ينطلقون إلى القارات الأربع و معهم الكتب و النشرات للدعوة للمذهب .. و قد التقيت بأحد هؤلاء المبشرين في نادي الجزيرة يحاول أن يدعو لمذهبه .
و المذهب في اختصار شديد يدعو كل منا إلى أن يخصص بضع دقائق من يومه يطرح فيها عن نفسه كل الشواغل ، و يلقي عن باله كل الهموم و يستلقي في استرخاء كامل على كرسي و قد أغمض عينيه و تجرد عن كل شيء حتى عن نفسه يلقيها هي الأخرى وراء ظهره ، و يخرج من جلده إلى حالة من الخلوص و المحو و اللاشيء .. إلى راحة العدم ..
و يختار المبشر لكل واحد من أتباعه تسبيحة يرددها .. هي في العادة كلمات سنسكريتية لا تعني بالنسبة للمريد أي شيء .. و سوف تعاون هذه التسبيحة المريد على أن يخرج من نفسه أكثر ، و يتجرد من عالمه و يخرج من حضرة الهم و الغم و التوتر إلى حضرة أخرى مجردة تكون فيها راحته و خلاصه .
إنها دعوة إلى نوع من السكتة العقلية التي تأخذ فيها النفس راحة و إجازة من معاناتها .. و رأيت مع المبشر كتبا و منشورات و بحوثا علمية و إحصائيات تؤكد شفاء الكثيرين من ضغط الدم و الذبحة و اضطراب الهرمونات و الصداع المزمن بعد مباشرة هذه الجلسات لمدة شهور .
و في أحد هذه البحوث كان الطبيب يتابع ضغط دم المريض في أثناء جلسة الاسترخاء فتسجل الأجهزة انخفاض الضغط انخفاضا ملحوظا مع هبوط في تسارع النبض مع تغير في أخلاط الدم الكيميائية في اتجاه المزيد من التوازن .
و في جلسة طويلة مع المبشر قال لي أنه ألقى عدة محاضرات في النادي مع تمارين توضيحية تشرح مذهبه .. و لكنه اشتكى من عدم التجاوب بين المستمعين و أنه لم يلاق الصدى و النجاح الذي توقعه .
و قلت له إن هذا أمر طبيعي و متوقع .. فما تقوله و ما تبشر به ليس أمرا جديدا على أسماعنا .. بل إننا نباشر هذه التمارين بالفعل كمسلمين خمس مرات في اليوم .. فهي جزء من صلاتنا الإسلامية التي أمرنا بها نبينا عليه الصلاة و السلام ..
فالصلاة عندنا تبدأ بهذا الشرط النفسي .. أن يتجرد المصلي تماما من شواغله و همومه ، و أن يطرح وراءه كل شيء ، و أن يخرج من نفسه و ما فيها من أطماع و شهوات و خواطر و هواجس هاتفا .. الله أكبر .. أي أكبر من كل هذا و يضع قدمه على السجادة في خشوع و استسلام كامل و كأنما يخرج من الدنيا بأسرها ..
و لكن صلاتنا تمتاز على التمرين الذي تبشر به .. بأنها ليست خروجا من دنيا التوتر و القلق إلى عالم المحو الكامل و راحة العدم .. بل هي خروج إلى الحضرة الإلهية .. إلى حضرة الغنى المطلق .. و نحن لا نستعين بتسابيح و طلاسم سنسكريتية لا معنى لها ، و إنما نسبح بأسماء الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لنتمثل في قلوبنا تلك الحضرة الإلهية الجمالية التي ليس كمثلها شيء .
و قلت له إن صلاتنا تعطي المؤمن كل الراحة و الإجازة التي تدعو إليها و زيادة .. فهي ليست مجرد سكتة عقلية ، بل صحوة قلبية و انفتاح وجداني تتلقى فيه النفس شحنة جديدة من النور و نفحة من الرحمة و مدد من التأييد الإلهي .
إنها لحظة خصبة شديدة الغنى ، تعيد صلة المؤمن بالنبع الخفي الذي يستمد منه وجوده .
إن الانفصال عن دنيا النقص و الشر و التوتر يواكبه الاتصال بعالم الكمال و من هنا كان أثر الصلاة على المصلي مضاعفا .
و صلاتنا إذا صلاها المسلم بحضور كامل ، و استغراق و فناء و اندماج ، فإنها تكون شفاء من كل الأمراض التي ذكرتها و أكثر .
و إذا أجريت البحوث و الفحوص على ما يحدث في أثناء الصلاة لضغط الدم و النبض ، و تسجيل المخ الكهربائي ، و أخلاط الدم الكيميائية ، لكشفت عن نتائج أكثر إبهارا مما ذكرت في تمارينك .. و لكن للأسف لا أحد في أمريكا أو أوروبا يرى إسلامنا على حقيقته و لا أحد يحاول أن يبحث فيه .
و لهذا سوف تظل صلاتنا الإسلامية كنزا مخفيا لا يعلم ما فيه إلا من باشره بحضور كامل .. يقول لنا الله (( أقيموا الصلاة )) و لا يقول صلوا .. لأن الصلاة الحقيقية إقامة تشترك فيها جميع الأعضاء مع القلب و العقل و الروح ..
و خطأ الأوروبي أنه يظن أن الصلاة (( الإسلامية )) هي مجرد حركات و أنها على الأكثر مجرد اغتسال و رياضة (( بدنية )) ، و لهذا يقف عند ظاهر الأمر لا يتخطاه ..
و ينسى أن الحركات في الصلاة مجرد رمز فهي وقوف إكبار لله مع كلمة الله أكبر ، ثم ركوع ثم فناء بالسجدة و ملامسة الأرض خشوعا و خضوعا ، و بذلك تتم حالة الخلع و التجرد و السكتة (( الكاملة )) النفسية .. و لا يبقى إلا استشعار العظمة لله تسبيحا .. سبحان ربي الاعلى و بحمده .. سبحان ربي الأعلى و بحمده ..
(( و سبحان )) معناها ليس كمثله شيء ، و هو اعتراف بالعجز الكامل عن التصور .. و معناها عجز اللغة و عجز اللسان و عجز العقل عن وصف المحبوب .
و تلك ذروة (( نفسية )) في النجوى ..
و تلك هي وقفة الأدب حينما بلغ جبريل سدرة المنتهى فلم يستطع أن يتخطاها .. و قال لو تقدمت لاحترقت .
و ليس بعد هذه الوقفة إلا التجليات و التنزلات للكاملين الذين يؤهلهم التجرد الكامل لاستشراف الأنوار .
فالصلاة هي المعراج الأصغر و هي نصيب المسلم من المعراج الأكبر الذي عرج فيه محمد - عليه الصلاة و السلام - إلى ربه .
و هي ليست مجرد حركات .. بل هي أسرار و رحمات .
و أشرفها و أرفعها صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة .. و صلاة قيام الليل .. التي نال صاحبها بها المقام المحمود .
و الصلاة هي الرصيد المتاح من الرحمة لكل مسلم في البنك الإلهي .. إن شاء أخذ منه و إن شاء ضل عنه و تكاسل فأضاع على نفسه كسبا لا يقدر بمال ..
و ما زالت الصلاة كنزا مخفيا لا نعلم عن أسرارها إلا أقل القليل و لا ينتهي في الصلاة كلام .
مقال / الصلاة .
من كتاب / الإسلام .. ما هو ..؟
للدكتور مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ آخر صيحة في أمريكا الآن موضة جديدة اسمها ( Transendental Meditation ) و ترجمتها الحرفية هي الاستغراق التأملي المتجرد . و هي موضة وافدة من الهند و بدعة من بدع اليوجا . و قد لاقت نجاحا مكتسحا في المجتمع الأمريكي شأنها شأن كل البدع الجديدة ، و وضعت فيها الكتب و المؤلفات ، و أقيمت المؤتمرات و أصبح لها رسل و دعاة و مبشرون ينطلقون إلى القارات الأربع و معهم الكتب و النشرات للدعوة للمذهب . و قد التقيت بأحد هؤلاء المبشرين في نادي الجزيرة يحاول أن يدعو لمذهبه .
و المذهب في اختصار شديد يدعو كل منا إلى أن يخصص بضع دقائق من يومه يطرح فيها عن نفسه كل الشواغل ، و يلقي عن باله كل الهموم و يستلقي في استرخاء كامل على كرسي و قد أغمض عينيه و تجرد عن كل شيء حتى عن نفسه يلقيها هي الأخرى وراء ظهره ، و يخرج من جلده إلى حالة من الخلوص و المحو و اللاشيء . إلى راحة العدم .
و يختار المبشر لكل واحد من أتباعه تسبيحة يرددها . هي في العادة كلمات سنسكريتية لا تعني بالنسبة للمريد أي شيء . و سوف تعاون هذه التسبيحة المريد على أن يخرج من نفسه أكثر ، و يتجرد من عالمه و يخرج من حضرة الهم و الغم و التوتر إلى حضرة أخرى مجردة تكون فيها راحته و خلاصه .
إنها دعوة إلى نوع من السكتة العقلية التي تأخذ فيها النفس راحة و إجازة من معاناتها . و رأيت مع المبشر كتبا و منشورات و بحوثا علمية و إحصائيات تؤكد شفاء الكثيرين من ضغط الدم و الذبحة و اضطراب الهرمونات و الصداع المزمن بعد مباشرة هذه الجلسات لمدة شهور .
و في أحد هذه البحوث كان الطبيب يتابع ضغط دم المريض في أثناء جلسة الاسترخاء فتسجل الأجهزة انخفاض الضغط انخفاضا ملحوظا مع هبوط في تسارع النبض مع تغير في أخلاط الدم الكيميائية في اتجاه المزيد من التوازن .
و في جلسة طويلة مع المبشر قال لي أنه ألقى عدة محاضرات في النادي مع تمارين توضيحية تشرح مذهبه . و لكنه اشتكى من عدم التجاوب بين المستمعين و أنه لم يلاق الصدى و النجاح الذي توقعه .
و قلت له إن هذا أمر طبيعي و متوقع . فما تقوله و ما تبشر به ليس أمرا جديدا على أسماعنا . بل إننا نباشر هذه التمارين بالفعل كمسلمين خمس مرات في اليوم . فهي جزء من صلاتنا الإسلامية التي أمرنا بها نبينا عليه الصلاة و السلام .
فالصلاة عندنا تبدأ بهذا الشرط النفسي . أن يتجرد المصلي تماما من شواغله و همومه ، و أن يطرح وراءه كل شيء ، و أن يخرج من نفسه و ما فيها من أطماع و شهوات و خواطر و هواجس هاتفا . الله أكبر . أي أكبر من كل هذا و يضع قدمه على السجادة في خشوع و استسلام كامل و كأنما يخرج من الدنيا بأسرها .
و لكن صلاتنا تمتاز على التمرين الذي تبشر به . بأنها ليست خروجا من دنيا التوتر و القلق إلى عالم المحو الكامل و راحة العدم . بل هي خروج إلى الحضرة الإلهية . إلى حضرة الغنى المطلق . و نحن لا نستعين بتسابيح و طلاسم سنسكريتية لا معنى لها ، و إنما نسبح بأسماء الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لنتمثل في قلوبنا تلك الحضرة الإلهية الجمالية التي ليس كمثلها شيء .
و قلت له إن صلاتنا تعطي المؤمن كل الراحة و الإجازة التي تدعو إليها و زيادة . فهي ليست مجرد سكتة عقلية ، بل صحوة قلبية و انفتاح وجداني تتلقى فيه النفس شحنة جديدة من النور و نفحة من الرحمة و مدد من التأييد الإلهي .
إنها لحظة خصبة شديدة الغنى ، تعيد صلة المؤمن بالنبع الخفي الذي يستمد منه وجوده .
إن الانفصال عن دنيا النقص و الشر و التوتر يواكبه الاتصال بعالم الكمال و من هنا كان أثر الصلاة على المصلي مضاعفا .
و صلاتنا إذا صلاها المسلم بحضور كامل ، و استغراق و فناء و اندماج ، فإنها تكون شفاء من كل الأمراض التي ذكرتها و أكثر .
و إذا أجريت البحوث و الفحوص على ما يحدث في أثناء الصلاة لضغط الدم و النبض ، و تسجيل المخ الكهربائي ، و أخلاط الدم الكيميائية ، لكشفت عن نتائج أكثر إبهارا مما ذكرت في تمارينك . و لكن للأسف لا أحد في أمريكا أو أوروبا يرى إسلامنا على حقيقته و لا أحد يحاول أن يبحث فيه .
و لهذا سوف تظل صلاتنا الإسلامية كنزا مخفيا لا يعلم ما فيه إلا من باشره بحضور كامل . يقول لنا الله (( أقيموا الصلاة )) و لا يقول صلوا . لأن الصلاة الحقيقية إقامة تشترك فيها جميع الأعضاء مع القلب و العقل و الروح .
و خطأ الأوروبي أنه يظن أن الصلاة (( الإسلامية )) هي مجرد حركات و أنها على الأكثر مجرد اغتسال و رياضة (( بدنية )) ، و لهذا يقف عند ظاهر الأمر لا يتخطاه .
و ينسى أن الحركات في الصلاة مجرد رمز فهي وقوف إكبار لله مع كلمة الله أكبر ، ثم ركوع ثم فناء بالسجدة و ملامسة الأرض خشوعا و خضوعا ، و بذلك تتم حالة الخلع و التجرد و السكتة (( الكاملة )) النفسية . و لا يبقى إلا استشعار العظمة لله تسبيحا . سبحان ربي الاعلى و بحمده . سبحان ربي الأعلى و بحمده .
(( و سبحان )) معناها ليس كمثله شيء ، و هو اعتراف بالعجز الكامل عن التصور . و معناها عجز اللغة و عجز اللسان و عجز العقل عن وصف المحبوب .
و تلك ذروة (( نفسية )) في النجوى .
و تلك هي وقفة الأدب حينما بلغ جبريل سدرة المنتهى فلم يستطع أن يتخطاها . و قال لو تقدمت لاحترقت .
و ليس بعد هذه الوقفة إلا التجليات و التنزلات للكاملين الذين يؤهلهم التجرد الكامل لاستشراف الأنوار .
فالصلاة هي المعراج الأصغر و هي نصيب المسلم من المعراج الأكبر الذي عرج فيه محمد - عليه الصلاة و السلام - إلى ربه .
و هي ليست مجرد حركات . بل هي أسرار و رحمات .
و أشرفها و أرفعها صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة . و صلاة قيام الليل . التي نال صاحبها بها المقام المحمود .
و الصلاة هي الرصيد المتاح من الرحمة لكل مسلم في البنك الإلهي . إن شاء أخذ منه و إن شاء ضل عنه و تكاسل فأضاع على نفسه كسبا لا يقدر بمال .
و ما زالت الصلاة كنزا مخفيا لا نعلم عن أسرارها إلا أقل القليل و لا ينتهي في الصلاة كلام .
مقال / الصلاة .
من كتاب / الإسلام . ما هو .؟
للدكتور مصطفى محمود (رحمه الله). ❝