❞ عندما تحضر عيناكِ تذهب لُغتي! تسكتُ أصوات ُ المدافعِ، ويخرس الرّصاص تصبح البيوت المُهدّمة قصائد، والمقابر حدائق ويصبح هذا الثّائر قطاً أليفاً لا يريدُ إلا لمسة من رأسهِ علي سيدتهِ.. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ عندما تحضر عيناكِ تذهب لُغتي! تسكتُ أصوات ُ المدافعِ، ويخرس الرّصاص تصبح البيوت المُهدّمة قصائد، والمقابر حدائق ويصبح هذا الثّائر قطاً أليفاً لا يريدُ إلا لمسة من رأسهِ علي سيدتهِ. ❝
❞ تكملة حادثة الإِفك ..
فإن قيل : فما بال رسول الله ﷺ توقف في أمرها ، وسأل عنها ، وبحثَ ، واستشار ، وهو أعرف بالله وبمنزلتِهِ عِنده وبما يليقُ به ، وهَلَّا قال : سُبْحَانَكَ هذا بهتان عظيم ، كما قاله فضلاء الصحابة ؟ ، فالجواب أن هذا من تمام الحِكَمِ البَاهِرَةِ التي جعل الله هذهِ القِصة سبباً لها ، وامتحاناً وابتلاء لرسوله ﷺ ، ولجميع الأمة إلى يوم القيامة ، ليرفع بهذه القصة أقواماً ، ويضع بها آخرين ، ويزيد الله الذين اهتدَوْا هُدى وإيماناً ، ولا يزيد الظالمين إلا خَساراً ، واقتضى تمام الامتحان والابتلاء أن حُبِسَ عن رسول الله ﷺ الوحي شهراً في شأنها ، لا يُوحى إليه في ذلك شيء لتتم حكمته التي قدرها وقضاها ، وتظهر على أكمل الوجوه ، ويزداد المؤمنون الصادِقُونَ إيماناً وثباتاً على العدل والصدق ، وحُسْنِ الظن بالله ورسوله ﷺ ، وأهل بيته ، والصِّدِّيقينَ مِن عباده ، ويزداد المنافقون إفكاً ونفاقاً ، ويُظهر لرسوله وللمؤمنين سرائرهم ، ولتتم العبودية المرادة من الصدِّيقة وأبويها ، وتتم نعمة الله عليهم ، ولتشتد الفاقة والرغبة منها ومن أبويها ، والافتقار إلى الله والذلُّ له ، وحُسن الظن به ، والرجاء له ، ولينقطع رجاؤها من المخلوقين ، وتيأس من حصول النصرةِ والفرج على يد أحد من الخلق ، ولهذا وقت هذا المقام حقه ، لما قال لها أبواها : قومي إليه ، وقد أنزل الله عليه براءتها ، فقالت : واللَّهِ لا أَقُومُ إِلَيْهِ ، ولا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي ، وأيضاً فكان حكمة حَبْسِ الوحي شهراً ، أن القضية مُحْصَتْ وتمحضت ، واستشرفت قلوب المؤمنين أعظم استشراف إلى ما يُوحيه الله إلى رسوله فيها ، وتطلعت إلى ذلك غاية التطلع ، فوافى الوحي أحوج ما كان إليه رسول الله ﷺ ، وأهل بيته ، والصديق وأهله ، وأصحابه والمؤمنون ، فورد عليهم ورود الغيث على الأرض أحوج ما كانت إليه ، فوقع منهم أعظم موقع وألطفه ، وسُرُّوا به أتمَّ السُّرورِ ، وحصل لهم به غاية الهناء ، فلو أطلع الله رسوله على حقيقة الحالِ مِن أول وهلة ، وأنزل الوحي على الفور بذلك ، لفاتت هذه الحكم وأضعافها ، بل أضعاف أضعافها ،
وأيضاً فإن الله سبحانه أحب أن يُظْهِرَ منزلَةَ رسوله وأهل بيته عنده ، وكرامتهم عليه ، وأن يُخرِج رسوله هذه القضية ، ويتولى هو بنفسه الدفاع والمنافحة عنه والرد على أعدائه ، وذمهم وعيبهم بأمر لا يكون له فيه ، عمل ولا يُنسب إليه ، بل يكون هو وحده المتولي لذلك ، الثائر لرسوله وأهل بيته ، وأيضاً فإن رسول الله ﷺ كان هو المقصود بالأذى ، والتي رُمِيَتْ زوجته ، فلم يكن يليق به أن يشهد ببراءتها علمه ، أو ظنه الظن المقارب للعلم ببراءتها ، ولم يظن بها سُوءاً قط ، وحاشاه - وحاشاها ، ولذلك لما استعذر من أهل الإفك ، قال ﷺ ( مَنْ يَعْذِرُني فِي رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي ، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلى أَهْلِي إِلَّا خَيْراً ، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلاً ما عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْراً ، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا معي ) ، فكان عنده مِنَ القرائن التي تشهد ببراءة الصديقة أكثر مما عند المؤمنين ، ولكن لكمال صبره وثباته ، ورفقه وحُسن ظنه بربه ، وثقته به ، وفى مقام الصبر والثبات ، وحسن الظن بالله حقه ، حتى جاءه الوحي بما أقر عينه ﷺ ، وسرَّ قلبه ، وعظم قدره ، وظهر لأمته احتفال ربه به ، واعتناؤه بشأنه. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ تكملة حادثة الإِفك .
فإن قيل : فما بال رسول الله ﷺ توقف في أمرها ، وسأل عنها ، وبحثَ ، واستشار ، وهو أعرف بالله وبمنزلتِهِ عِنده وبما يليقُ به ، وهَلَّا قال : سُبْحَانَكَ هذا بهتان عظيم ، كما قاله فضلاء الصحابة ؟ ، فالجواب أن هذا من تمام الحِكَمِ البَاهِرَةِ التي جعل الله هذهِ القِصة سبباً لها ، وامتحاناً وابتلاء لرسوله ﷺ ، ولجميع الأمة إلى يوم القيامة ، ليرفع بهذه القصة أقواماً ، ويضع بها آخرين ، ويزيد الله الذين اهتدَوْا هُدى وإيماناً ، ولا يزيد الظالمين إلا خَساراً ، واقتضى تمام الامتحان والابتلاء أن حُبِسَ عن رسول الله ﷺ الوحي شهراً في شأنها ، لا يُوحى إليه في ذلك شيء لتتم حكمته التي قدرها وقضاها ، وتظهر على أكمل الوجوه ، ويزداد المؤمنون الصادِقُونَ إيماناً وثباتاً على العدل والصدق ، وحُسْنِ الظن بالله ورسوله ﷺ ، وأهل بيته ، والصِّدِّيقينَ مِن عباده ، ويزداد المنافقون إفكاً ونفاقاً ، ويُظهر لرسوله وللمؤمنين سرائرهم ، ولتتم العبودية المرادة من الصدِّيقة وأبويها ، وتتم نعمة الله عليهم ، ولتشتد الفاقة والرغبة منها ومن أبويها ، والافتقار إلى الله والذلُّ له ، وحُسن الظن به ، والرجاء له ، ولينقطع رجاؤها من المخلوقين ، وتيأس من حصول النصرةِ والفرج على يد أحد من الخلق ، ولهذا وقت هذا المقام حقه ، لما قال لها أبواها : قومي إليه ، وقد أنزل الله عليه براءتها ، فقالت : واللَّهِ لا أَقُومُ إِلَيْهِ ، ولا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي ، وأيضاً فكان حكمة حَبْسِ الوحي شهراً ، أن القضية مُحْصَتْ وتمحضت ، واستشرفت قلوب المؤمنين أعظم استشراف إلى ما يُوحيه الله إلى رسوله فيها ، وتطلعت إلى ذلك غاية التطلع ، فوافى الوحي أحوج ما كان إليه رسول الله ﷺ ، وأهل بيته ، والصديق وأهله ، وأصحابه والمؤمنون ، فورد عليهم ورود الغيث على الأرض أحوج ما كانت إليه ، فوقع منهم أعظم موقع وألطفه ، وسُرُّوا به أتمَّ السُّرورِ ، وحصل لهم به غاية الهناء ، فلو أطلع الله رسوله على حقيقة الحالِ مِن أول وهلة ، وأنزل الوحي على الفور بذلك ، لفاتت هذه الحكم وأضعافها ، بل أضعاف أضعافها ،
وأيضاً فإن الله سبحانه أحب أن يُظْهِرَ منزلَةَ رسوله وأهل بيته عنده ، وكرامتهم عليه ، وأن يُخرِج رسوله هذه القضية ، ويتولى هو بنفسه الدفاع والمنافحة عنه والرد على أعدائه ، وذمهم وعيبهم بأمر لا يكون له فيه ، عمل ولا يُنسب إليه ، بل يكون هو وحده المتولي لذلك ، الثائر لرسوله وأهل بيته ، وأيضاً فإن رسول الله ﷺ كان هو المقصود بالأذى ، والتي رُمِيَتْ زوجته ، فلم يكن يليق به أن يشهد ببراءتها علمه ، أو ظنه الظن المقارب للعلم ببراءتها ، ولم يظن بها سُوءاً قط ، وحاشاه - وحاشاها ، ولذلك لما استعذر من أهل الإفك ، قال ﷺ ( مَنْ يَعْذِرُني فِي رَجُلٍ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي ، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلى أَهْلِي إِلَّا خَيْراً ، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلاً ما عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْراً ، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا معي ) ، فكان عنده مِنَ القرائن التي تشهد ببراءة الصديقة أكثر مما عند المؤمنين ، ولكن لكمال صبره وثباته ، ورفقه وحُسن ظنه بربه ، وثقته به ، وفى مقام الصبر والثبات ، وحسن الظن بالله حقه ، حتى جاءه الوحي بما أقر عينه ﷺ ، وسرَّ قلبه ، وعظم قدره ، وظهر لأمته احتفال ربه به ، واعتناؤه بشأنه. ❝
❞ وهي لا تدري مالذي يشدُها إليه!!
،،خصوصا وأنها ذلك النوع من النساء التي لا يأسرها في الرجل سوي وسامته العقليه .. يبدو و أنها قد رأته صورةُ من ذاتها المتمرده تحيا في مكانٍ آخر ، أو ربما رأته انعكاساً لحُلمها القديم بالإقتران برجلُّ يحملُ شخصيةٍ مركبه تجمع بين الجنون والاتزان ، أو أنه ذلك الدفء المستتر في نبرات صوته التي يحاول جاهداً طيلة حديثه أن يغلفها بمزيجٍ من الرسميه واللامبالاه…
أياً يكن ، فهي لم نكن يوماً لتهتم بالبحث عن الأسباب التي تجذبها لذلك الثائر ،المتهور ،عميق العينين .. فهي مُغرمةّ وكفي.. ❝ ⏤Anna Karenina
❞ وهي لا تدري مالذي يشدُها إليه!!
،،خصوصا وأنها ذلك النوع من النساء التي لا يأسرها في الرجل سوي وسامته العقليه . يبدو و أنها قد رأته صورةُ من ذاتها المتمرده تحيا في مكانٍ آخر ، أو ربما رأته انعكاساً لحُلمها القديم بالإقتران برجلُّ يحملُ شخصيةٍ مركبه تجمع بين الجنون والاتزان ، أو أنه ذلك الدفء المستتر في نبرات صوته التي يحاول جاهداً طيلة حديثه أن يغلفها بمزيجٍ من الرسميه واللامبالاه…
أياً يكن ، فهي لم نكن يوماً لتهتم بالبحث عن الأسباب التي تجذبها لذلك الثائر ،المتهور ،عميق العينين . فهي مُغرمةّ وكفي. ❝
❞ “أتمنى لكِ اليأس يا حبيبتي؛ لكي تصيرين مبدعة. اليائسون هم المبدعون، لا تنتظريني ولا تنتظري أحدًا. انتظري الفكرة، لا تنتظري المفكّر. انتظري القصيدة، ولا تنتظري الشاعر. انتظري الثورة، ولا تنتظري الثائر. المفكّر يخطئ، والشاعر يكذب، والثائر يتعب.”. ❝ ⏤محمود درويش
❞ أتمنى لكِ اليأس يا حبيبتي؛ لكي تصيرين مبدعة. اليائسون هم المبدعون، لا تنتظريني ولا تنتظري أحدًا. انتظري الفكرة، لا تنتظري المفكّر. انتظري القصيدة، ولا تنتظري الشاعر. انتظري الثورة، ولا تنتظري الثائر. المفكّر يخطئ، والشاعر يكذب، والثائر يتعب.”. ❝
❞ القصة بطلها طبيب شاب عمره ٢٤ سنة يعيش حياة خاملة عادية.. يذهب إلى المستشفى بحكم العادة.. ويعالج المرضى بمقتضى الروتين.. يعود فى فتور إلى البيت حيث يجد أمه.. وأمه تتولى كل أموره.. وترتب له حياته ومواعيده وتختار له أصدقاءه وصديقاته وهى حينما تلاحظ أنه يبدأ يميل لواحدة من هؤلاء الصديقات ويهتم بها، تذم فيها لتصرفه عنها.. وهو أحياناً يثور ولكن ثورته تنتهى باعتذار وقبلة على جبين أمه.. وإحساس بالندم.. ثم تعود الحياة لتتكرر فاترة يوما بعد يوم.
وهو في طريق عودته إلى البيت كل يوم في المترو يلتقى
في الديوان بحلقة من الموظفين يتحدثون ويدخنون..
وحديثهم في العادة لا يخرج عن ثلاثة أشياء.. العلاوات..
وأزمة المساكن.. ومزاج المدير..
يوما بعد يوم يسمع هذا الحديث.. ويشعر في أعماقه أن
هؤلاء الناس ميتون في الحقيقة لا يعيشون.. وأنه مثلهم
میت.. لا يعيش
وفي إحدى الليالي يحلم بهذا الحلم الغریب.. إنه واقف
يتفرج على تمثال من الرخام وإلى جواره امرأة في يدها
أزميل تنحت من الرخام تمثالا لرجل.
ولكن الرجل الرخام ما يكاد يستوی کاملا حتى تدب فيه الحياة فيتحرك في ثورة إلى المرأة التي تنحته فيقتلها.. ثم
يستدير إلى الطبيب ويجري خلفه.. يهرب الطبيب مذعورا
يطارده التمثال ثم يشتبك الاثنان في صراع مميت وتخطر
للطبيب فكرة.. أنه إذا استطاع أن يجرجر ذلك الوحش إلى
الداخل حيث تجلس أمه فقد تستطيع أن تساعده وهو
يجرى فعلا ويدخل به إلى غرفة الأم.. ولكن الشيء الذي
يدهشة أن أمه تنظر إليه بلا مبالاة وتكاد لا تلحظ وتنصرف إلى ثرثرتها مع ضيوفها..
يهمس الطبيب في نفسه.. هكذا كنت أقول دائما ..
لا أحد يهمه أمرى.. لا أحد يمكن أن أعتمد عليه سوی
تفسی.. ويبتسم في راحة ويستيقظ
الحلم صورة مشروحة بالصور للمشكلة.. إن الطبيب
في أعماقه يشعر أنه مسخوط على هيئة تمثال رخام.. وأنه
ولا يعيش.. أن أمه هي التي نحتت منه هذه
الصورة المتحركة التي يراها الناس.. وهو في نفس الوقت
يكره أن يكون صنيعة أمه وأن يكون ملك يمينها.. ويعبر عن
هذه الكراهية في الحلم بثورة التمثال على صانعه وقتله..
ولكن الصراع في الحقيقة ليس بينه وبين أمه بقدر ما هو بينه وبين نفسه إنه منقسم في الحلم إلى صورتين.. التمثال
والمتفرج، وهو يشتبك مع نفسه في النهاية.. مع نفسه الثائرة
الساخطة.. في محنة عذابه.. يفكر في أنه ربما لو أنه دخل إلى
غرفة الأم ليشكو لها.. ربما استطاعت أن تجد له مخرجا..
ولكن ما يكاد يدخل عليها حتى يلاحظ أنها لا تكاد تدرك
وأنها منهمكة في الثرثرة مع ضيوفها.. وهنا همس
إلى نفسه.. أو يهمس إليه عقله الباطن في الحقيقة.. لم أقل
لك أن لا أحد يهمه أمرك.. وأن الحل هو أن تعتمد على
نفسك.
وهو يبتسم في راحة.. قد شعر أنه وجد طريقه أخيرا... ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ القصة بطلها طبيب شاب عمره ٢٤ سنة يعيش حياة خاملة عادية. يذهب إلى المستشفى بحكم العادة. ويعالج المرضى بمقتضى الروتين. يعود فى فتور إلى البيت حيث يجد أمه. وأمه تتولى كل أموره. وترتب له حياته ومواعيده وتختار له أصدقاءه وصديقاته وهى حينما تلاحظ أنه يبدأ يميل لواحدة من هؤلاء الصديقات ويهتم بها، تذم فيها لتصرفه عنها. وهو أحياناً يثور ولكن ثورته تنتهى باعتذار وقبلة على جبين أمه. وإحساس بالندم. ثم تعود الحياة لتتكرر فاترة يوما بعد يوم.
وهو في طريق عودته إلى البيت كل يوم في المترو يلتقى
في الديوان بحلقة من الموظفين يتحدثون ويدخنون.
وحديثهم في العادة لا يخرج عن ثلاثة أشياء. العلاوات.
وأزمة المساكن. ومزاج المدير.
يوما بعد يوم يسمع هذا الحديث. ويشعر في أعماقه أن
هؤلاء الناس ميتون في الحقيقة لا يعيشون. وأنه مثلهم
میت. لا يعيش
وفي إحدى الليالي يحلم بهذا الحلم الغریب. إنه واقف
يتفرج على تمثال من الرخام وإلى جواره امرأة في يدها
أزميل تنحت من الرخام تمثالا لرجل.
ولكن الرجل الرخام ما يكاد يستوی کاملا حتى تدب فيه الحياة فيتحرك في ثورة إلى المرأة التي تنحته فيقتلها. ثم
يستدير إلى الطبيب ويجري خلفه. يهرب الطبيب مذعورا
يطارده التمثال ثم يشتبك الاثنان في صراع مميت وتخطر
للطبيب فكرة. أنه إذا استطاع أن يجرجر ذلك الوحش إلى
الداخل حيث تجلس أمه فقد تستطيع أن تساعده وهو
يجرى فعلا ويدخل به إلى غرفة الأم. ولكن الشيء الذي
يدهشة أن أمه تنظر إليه بلا مبالاة وتكاد لا تلحظ وتنصرف إلى ثرثرتها مع ضيوفها.
يهمس الطبيب في نفسه. هكذا كنت أقول دائما .
لا أحد يهمه أمرى. لا أحد يمكن أن أعتمد عليه سوی
تفسی. ويبتسم في راحة ويستيقظ
الحلم صورة مشروحة بالصور للمشكلة. إن الطبيب
في أعماقه يشعر أنه مسخوط على هيئة تمثال رخام. وأنه
ولا يعيش. أن أمه هي التي نحتت منه هذه
الصورة المتحركة التي يراها الناس. وهو في نفس الوقت
يكره أن يكون صنيعة أمه وأن يكون ملك يمينها. ويعبر عن
هذه الكراهية في الحلم بثورة التمثال على صانعه وقتله.
ولكن الصراع في الحقيقة ليس بينه وبين أمه بقدر ما هو بينه وبين نفسه إنه منقسم في الحلم إلى صورتين. التمثال
والمتفرج، وهو يشتبك مع نفسه في النهاية. مع نفسه الثائرة
الساخطة. في محنة عذابه. يفكر في أنه ربما لو أنه دخل إلى
غرفة الأم ليشكو لها. ربما استطاعت أن تجد له مخرجا.
ولكن ما يكاد يدخل عليها حتى يلاحظ أنها لا تكاد تدرك
وأنها منهمكة في الثرثرة مع ضيوفها. وهنا همس
إلى نفسه. أو يهمس إليه عقله الباطن في الحقيقة. لم أقل
لك أن لا أحد يهمه أمرك. وأن الحل هو أن تعتمد على
نفسك.
وهو يبتسم في راحة. قد شعر أنه وجد طريقه أخيرا. ❝