█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ قال ابن عباس : ما نُصِرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي مَوْطِنٍ نَصْرَه يَوْمَ أُحد ، فأُنْكِرَ ذَلِكَ عليه ، فَقَالَ : بيني وبَيْنَ من يُنكِرُ كِتابُ الله ، إنَّ الله يَقُولُ { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسّونَهُم بِإِذْنِهِ } ، قال ابن عباس : والحَسُّ : القتل ، ولقد كان لرسول الله ﷺ ولأصحابه أوَّلُ النهار حَتَّى قُتِلَ مِن أصحاب المشركين سبعة أو تسعة ، وأنزل الله عليهم النَّعَاسَ أمنةٌ مِنْهُ فِي غَزاة بدرٍ وأحد ، والنعاسُ في الحرب وعند الخوف دليل على الأمن ، وهو من الله ، وفي الصلاة ومجالس الذكر والعلم من الشيطان ، وقاتلت الملائكة يوم أحد عن رسول الله ﷺ ففي الصحيحين : عن سعد بن أبي وقاص ، قال : رأيتُ رَسُولِ الله ﷺ يَوْمَ أُحُدٍ وَمَعَهُ رَجُلَانِ يُقَاتِلَانِ عَنْهُ ، عليهِمَا ثِيَابٌ بِيْضٌ كَأَشَدُ القِتَالِ ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ . ❝
❞ وأهم المصادر التي يمكننا أن نكون المعرفة عن طريقها ، هي : العقل ، والحس ـ كالإبصار واللمس ـ والخبر الصحيح الصادق ، كما أننا نكتسب من الفطرة معارف أولية تعتبر أساسًا لكثير من المعارف المكتسبة لاحقا . ❝
❞ ۞ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53)
قوله تعالى : وما أبرئ نفسي قيل : هو من قول المرأة . وقال القشيري : فالظاهر أن قوله : ذلك ليعلم وقوله : وما أبرئ نفسي من قول يوسف . قلت : إذا احتمل أن يكون من قول المرأة فالقول به أولى حتى نبرئ يوسف من حل الإزار والسراويل ; وإذا قدرناه من قول يوسف فيكون مما خطر بقلبه ، على ما قدمناه من القول المختار في قوله : وهم بها . قال أبو بكر الأنباري : من الناس من يقول : ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب إلى قوله : إن ربي غفور رحيم من كلام امرأة العزيز ; لأنه متصل بقولها : أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين وهذا مذهب الذين ينفون الهم عن يوسف عليه السلام ; فمن بنى على قولهم : ˝ قال ˝ من قوله : قالت امرأة العزيز إلى قوله : إن ربي غفور رحيم كلام متصل بعضه ببعض ، ولا يكون فيه وقف تام على حقيقة ; ولسنا نختار هذا القول ولا نذهب إليه . وقال الحسن : لما قال يوسف ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب كره نبي الله أن يكون قد زكى نفسه فقال : وما أبرئ نفسي لأن تزكية النفس مذمومة ; قال الله تعالى : فلا تزكوا أنفسكم وقد بيناه في ˝ النساء ˝ . وقيل : هو من قول العزيز ; أي وما أبرئ نفسي من سوء الظن بيوسف .
إن النفس لأمارة بالسوء أي مشتهية له .
إلا ما رحم ربي في موضع نصب بالاستثناء ; و ˝ ما ˝ بمعنى من ; أي إلا من رحم ربي فعصمه ; و ˝ ما ˝ بمعنى من كثير ; قال الله تعالى : فانكحوا ما طاب لكم من النساء وهو استثناء منقطع ، لأنه استثناء المرحوم بالعصمة من النفس الأمارة بالسوء ; وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما تقولون في صاحب لكم إن أنتم أكرمتموه وأطعمتموه وكسوتموه أفضى بكم إلى شر غاية وإن أهنتموه وأعريتموه وأجعتموه أفضى بكم إلى خير غاية قالوا : يا رسول الله ! هذا شر صاحب في الأرض . قال : فوالذي نفسي بيده إنها لنفوسكم التي بين جنوبكم . ❝
❞ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19)
فإنما هي زجرة واحدة أي صيحة واحدة ، قاله الحسن وهي النفخة الثانية . وسميت الصيحة زجرة ; لأن مقصودها الزجر أي : يزجر بها كزجر الإبل والخيل عند السوق . فإذا هم قيام ينظرون أي ينظر بعضهم إلى بعض . وقيل : المعنى ينتظرون ما يفعل بهم . وقيل : هي مثل قوله : فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا وقيل : أي : ينظرون إلى البعث الذي أنكروه . ❝