█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ (بائية البرعي - على البحر الوافر)
أَغيب وَذو اللطائف لا يَغيب * وَأَرجوه رجاء لا يخيب
وأسأله السَلامة من زَمان * بليت به نوائبه تشيب
وأنزل حاجَتي في كل حال * إلى من تطمئن به القلوب
وَلا أَرجو سواه إذا دهاني * زَمان الجور وَالجار المريب
فَكَم لِلَّه من تَدبير أَمر * طوته عَن المشاهدة الغيوب
وَكَم في الغَيب مِن تَيسير عسر * وَمن تفريج نائبة تنوب
وَمن كرم ومن لطف خفي * وَمن فرج تزول به الكروب
وَمالي غير باب اللَه باب * وَلا مولى سواه وَلا حَبيب
كَريم منعم برّ لَطيف * جَميل الستر للداعي مجيب
حَليم لا يعاجل بالخَطايا * رَحيم غيم رحمته يصوب
فَيا مَلِك المُلوك أَقل عثاري * فإنِّى عنك أنأتني الذنوب
وأمرضني الهوى لهوان حظي * وَلكن لَيسَ غيرك لي طَبيب
وَعاندني الزَمان وقل صبري * وَضاق بعبدك البلد الرَحيب
فآمن روعَتي واكبت حسودي * يعاملني الصَداقة وَهوَ ذيب
وَعد النائبات إلى عدوي * فإن النائبات لها نيوب
وآنسني بأولادي وَأَهلي * فَقَد يَستَوحش الرجل الغَريب
وَلي شجن بأطفال صغار * أَكادَ إذا ذكرتهم أذوب
وَلكني نبذت زمام أَمري * لمن تدبيره فيه عَجيب
هُوَ الرَحمن حولى واِعتصامي * به وإليه مبتهلا أَنيب
الهي أَنتَ تَعلَم كَيفَ حالي * فَهَل يا سَيدي فرج قَريب
وَكَم متملق يَخفي عنــــــــادا * وَأَنتَ عَلى سريرته رَقيب
وَحافر حفرة لي هار فيـــــها * وَسهم البغي يدرك من يصيب
وَممتنع القوى مستضعف بي * قصمت قواه عني يا حسيب
وَذي عصبية بالمكر يَسعــــى * إلى سعي به يوم عصيب
فَيا ديَّان يوم الدين فــــــــــــرج * هموما في الفؤاد لها دَبيب
وَصل حبلي بحبل رضاك وانظر * إِلى وتب عَلي عسى أَتوب
وَراع حمايتي وَتولى نصـــــري * وَشد عراي إن عرت الخطوب
وافني عداي واقرن نجم حظــي * بسعد ما لطالعه غروب
والهمني لذكرك طول عمـــري * فإن بذكرك الدنيا تطيب
وَقل عبد الرَحيم ومن يَليـــــــــه * لهم في ريف رأفتنا نصيب
فَظَني فيك يا سندي جَميـــــــــل * وَمَرعى ذود آمالي خصيب
وَصل عَلى النَبي وآله مــــــــــا * ترنَّم في الاراك العَندَليب . ❝
❞ وكان ﷺ إذا فرغ من القراءة ، سكت بقدر ما يتراد إليه نفسه ، ثم رفع يديه كما تقدم ، وكبر راكعاً ، ووضع كفيه على ركبتيه كالقابض عليهما ، ووتر يديه ، فنحاهما عن جنبيه ، وبسط ظهره ومده ، واعتدل ، ولم ينصب رأسه ، ولم يخفضه ، بل يجعله حيال ظهره معادلاً له ، وكان يقول (سبحان ربي العظيم) وتارة يقول مع ذلك ، أو مقتصراً عليه (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي) ، وكان ركوعه المعتاد مقدار عشر تسبيحات ، وسجوده كذلك ، ثم كان يرفع رأسه بعد ذلك قائلاً (سمع الله لمن حمده) ويرفع يديه كما تقدم ، وروى رفع اليدين عنه في هذه المواطن الثلاثة نحو من ثلاثين نفساً ، واتفق على روايتها العشرة ، ولم يثبت عنه خلاف ذلك البتة ، بل كان ذلك هديه دائماً إلى أن فارق الدنيا ، وكان دائماً يقيم صلبه إذا رفع من الركوع ، وبين السجدتين ، ويقول (لا تجزىء صلاة لا يقيم فيها الرجل صلبة في الركوع والسجود) ، وكان إذا استوى قائماً ، قال (ربنا ولك الحمد) وربما قال (ربنا لك الحمد) وربما قال (اللهم ربنا لك الحمد) صح ذلك عنه ، وأما الجمع بين (اللهم) و الواو ، فلم يصح ، وكان من هديه ﷺ إطالة هذا الركن بقدر الركوع والسجود ، فصح عنه أنه كان يقول (سمع الله لمن حمده ، اللهم ربنا لك الحمد ، ملء السماوات ، وملء الأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد ، لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) وصح عنه أنه كان يقول فيه (اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ، ونقني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب) وصح عنه أنه كرر فيه قوله (لربي الحمد ، لربي الحمد) حتى كان بقدر الركوع ، وصح عنه إنه كان إذا رفع رأسه من الركوع يمكث حتى يقول القائل : قد نسي ، من إطالته لهذا الركن ، وذكر مسلم عن أنس : كان رسول الله ﷺ إذا قال (سمع الله لمن حمده ) قام حتى نقول : قد أُوهَمِّ ، ثم يسجد ثم يقعد بين السجدتين ، حتى نقول قد أُوهم ، وصح عنه في صلاة الكسوف أنه أطال هذا الركن بعد الركوع حتى كان قريبا من ركوعه ، وكان ركوعه قريبا من قيامه ، فهذا هديه المعلوم الذي لا معارض له بوجه . ❝