❞ الدنيا ليس فيها نعيم ولا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط ، بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل ... والكل في تعب ..
إنما الدنيا إمتحان لإبراز المواقف .. فما إختلفت النفوس إلا بمواقفها وما تفاضلت إلا بمواقفها ..
وليس بالشقاء والنعيم إختلفت ولا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت ولا بما يبدو على الوجوه من ضحك وبكاء تنوعت ..
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع ...
وتلك هي لبسة الديكور والثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكا والآخر صعلوكا وحيث يتفاوت أمامنا المتخم والمحروم ....
أما وراء الكواليس ... أما على مسرح القلوب ...
أما في كوامن الأسرار وعلى مسرح الحق والحقيقة ، فلا يوجد ظالم ومظلوم ولا متخم ولا محروم وإنما عدل مطلق وإستحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف .
~
كتـــــاب / أنــــــــاشيد إلاثــــــــم والبراءة. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ الدنيا ليس فيها نعيم ولا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط ، بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل .. والكل في تعب .
إنما الدنيا إمتحان لإبراز المواقف . فما إختلفت النفوس إلا بمواقفها وما تفاضلت إلا بمواقفها .
وليس بالشقاء والنعيم إختلفت ولا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت ولا بما يبدو على الوجوه من ضحك وبكاء تنوعت .
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع ..
وتلك هي لبسة الديكور والثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكا والآخر صعلوكا وحيث يتفاوت أمامنا المتخم والمحروم ..
أما وراء الكواليس .. أما على مسرح القلوب ..
أما في كوامن الأسرار وعلى مسرح الحق والحقيقة ، فلا يوجد ظالم ومظلوم ولا متخم ولا محروم وإنما عدل مطلق وإستحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف .
❞ كما عودناكم عزيزي القارئ في \" أحرفنا المنيرة لنشر إلكترونية\" بشخصيات أبدعت في مجالها 🤍
اسمك/رغد عادل عبده مصلح الباهلي.
محافظتك/إب.
موهبتك/لدي الكثير من المواهب ولكن الكتابة أهمها.
وهنا سوف نقوم بالبدأ في حوارنا الصحفى للتعرف على مبدعنا اليوم .
نتمنى لكم قراءة ممتعة \"💕
س/ نبذه تعريفيه عنك؟
ج/عشرينية بعمر الخمسين،هذه أنا بإختصار،كثيرة النسيان،محبة للمرح،لاأحب الجو الكئيب،أحب أن أنشر السعادة لمن حوالي،أدردش كثيراً مع من أعرفهم،وأدخل في حالة الصمت مع من لا أعرفهم،أحب الكتابة والقراءة كثيراً،دائماً وفي أوقاتي الصعبة تذهب بي الحياة إلى الكتابة إلى أن تعلقتُ بها.
س/ ممكن تقوليلنا بدأت كتابه من امتي؟
ج/ لم أكن مكتشفة لمهاراتي بعد،ومن يرى بعضاً من كتاباتي يظن أنني كاتبةٌ متمرسة،ولكنني في الحقيقة بدأت الكتابة مؤخراً منذ السنة الماضية،بداية دخولي إلى الجامعة.
س/ مين شجعك ف اول خطوة ليك ف المجال؟
ج/ تلقيت الكثير من التشجيع،وهذا التشجيع كان كفيلاً بتطوير مهاراتي،لقد تلقيت التشجيع من والداي خصوصاً وأصدقائي وبعضاً من عائلتي.
س/ هل لديك اعمال ورقيه؟
ج/ ليس لدي الكثير،لكنني أطمح أن أكتب كتاباً من تأليفي ولقد شارفت على الإنتهاء منه وأحتاج القليل من الوقت لأكماله.
س/ من رايك الكاتب المثالي ايه اكثر شئ يتصف بيه؟
ج/ الكاتب المثالي يتصف بالشجاعة الكافية للكتابة وإخراج كل مابداخله بصدق بعد تجارباً عديدة في الحياة؛ من أجل أن يتعلم من تجاربه الآخرون.
س/ أي شخص ف بدايه حياته بيقابل صعوبات على التأقلم ف المجال فما هى وكيف تخطيتها؟
ج/ واجهت الكثير من المخاوف عند دخولي لعالم الكُتاب،ولازالت لدي مخاوف إلى الآن،وقد شعرت بالإحباط في بعض الأحيان من كتاباتي،وأحياناً أخرى شعرت بالفخر منها،وأن كانت بسيطة لكنها عميقة.
س/ ما هي الحكمه التي اتخذتها ك مبدأ ف حياتك العمليه والعامه؟
ج/ كن ممتناً لذاتك وللأيام التي علمتك لتكبُر،وكن محباً لنفسك،منمياً مهاراتك،طيباً بأخلاقك،هكذا ستصبح أفضل،ولن تأذيك الحياة،هذا هو مبدئي في الحياة.
س/ مين اكتر الشخصيات اللي قابلتك ف مجال الكتابه واثرت فيك ؟
ج/ أكثر الشخصيات التي تأثرت بكلماته لا أعرف عنه الكثير،لكنني أفضل كتاباته عن الجميع،وهو دوستويفسكي.
س/ كلمنا عن انجازاتك داخل وخارج المجال ؟
ج/ بفترة وجيزة استطعت أن أكتب الكثير عن هذه الحياة لتصل كتاباتي إلى الجميع ولعلها قد تكون مصدر الهاماً لهم.
س/من وجه نظرك ك كاتب هل الكتابه هواية أم موهبه؟
ج/أعتقد أنها قد تكون موهبة وهواية في الوقت ذاته وهذا ما أمر بهِ حالياً،لقد أصبح بالنسبة لي كهواية وكموهبة أيضاً.
س/ لكل شخص مثل اعلي ليه فمن هو مثلك الاعلي؟
ج/ قد يكون لي مثلاً أعلى في حياتي العلمية وأسعى لأكون طموحة وطيبة كمثلي الأعلى،لكن في مجالاتي الآخرى فمثلي الأعلى هي ذاتي التي طمحت لأن تكون كطيبة والدتي وقوة وشجاعة والدي.
س/ هل عندك موهبه تانيه؟
ج/ نعم،لدي العديد من المواهب في الجانب الفني وأعمل جاهدة لتنميتها.
س/ كلمنا عن أعمالك القادمه؟
ج/ لم أخطط بعد؛لأنني في بعض الأحيان أفقد شغفي حتى في أحب الأشياء لدي،فكل ماقدره الله سيحدث لامحاله.
س/ لكل شخص حلم يريد تحقيقه فما هو حلمك؟
ج/ حلمي أن أدرس في مجال تصميم الديكور الداخلي وأصبح مصممة ناجحة،بعد أن أكمل تخصصي الحالي.
س/تنصح ب ايه لكل شخص يريد أن يسلك مجال الكتابه؟
ج/أن لايتردد في الكتابة ولو كانت كلماته بسيطةلايهم، المهم مدى صدقهِ عند كتابتها،لكل كاتب قصة وحكاية وراء كلماته التي يكتبها،فلا تلتفت لكتابات غيرك،ولايهم سنك أيضاً،فثق بكتاباتك وأعمل على تنميتها.
وفي الختام نرجو أن نكون قد أسعدنا حضراتكم ونتمني لكم جزيل الشكر والإحترام.
المحررة/إسراء عيد
المؤسسه/إسراء عيد. ❝ ⏤دار نشر أحرفنا المنيرة
❞ كما عودناكم عزيزي القارئ في ˝ أحرفنا المنيرة لنشر إلكترونية˝ بشخصيات أبدعت في مجالها 🤍
اسمك/رغد عادل عبده مصلح الباهلي.
محافظتك/إب.
موهبتك/لدي الكثير من المواهب ولكن الكتابة أهمها.
وهنا سوف نقوم بالبدأ في حوارنا الصحفى للتعرف على مبدعنا اليوم .
نتمنى لكم قراءة ممتعة ˝💕
س/ نبذه تعريفيه عنك؟
ج/عشرينية بعمر الخمسين،هذه أنا بإختصار،كثيرة النسيان،محبة للمرح،لاأحب الجو الكئيب،أحب أن أنشر السعادة لمن حوالي،أدردش كثيراً مع من أعرفهم،وأدخل في حالة الصمت مع من لا أعرفهم،أحب الكتابة والقراءة كثيراً،دائماً وفي أوقاتي الصعبة تذهب بي الحياة إلى الكتابة إلى أن تعلقتُ بها.
س/ ممكن تقوليلنا بدأت كتابه من امتي؟
ج/ لم أكن مكتشفة لمهاراتي بعد،ومن يرى بعضاً من كتاباتي يظن أنني كاتبةٌ متمرسة،ولكنني في الحقيقة بدأت الكتابة مؤخراً منذ السنة الماضية،بداية دخولي إلى الجامعة.
س/ مين شجعك ف اول خطوة ليك ف المجال؟
ج/ تلقيت الكثير من التشجيع،وهذا التشجيع كان كفيلاً بتطوير مهاراتي،لقد تلقيت التشجيع من والداي خصوصاً وأصدقائي وبعضاً من عائلتي.
س/ هل لديك اعمال ورقيه؟
ج/ ليس لدي الكثير،لكنني أطمح أن أكتب كتاباً من تأليفي ولقد شارفت على الإنتهاء منه وأحتاج القليل من الوقت لأكماله.
س/ من رايك الكاتب المثالي ايه اكثر شئ يتصف بيه؟
ج/ الكاتب المثالي يتصف بالشجاعة الكافية للكتابة وإخراج كل مابداخله بصدق بعد تجارباً عديدة في الحياة؛ من أجل أن يتعلم من تجاربه الآخرون.
س/ أي شخص ف بدايه حياته بيقابل صعوبات على التأقلم ف المجال فما هى وكيف تخطيتها؟
ج/ واجهت الكثير من المخاوف عند دخولي لعالم الكُتاب،ولازالت لدي مخاوف إلى الآن،وقد شعرت بالإحباط في بعض الأحيان من كتاباتي،وأحياناً أخرى شعرت بالفخر منها،وأن كانت بسيطة لكنها عميقة.
س/ ما هي الحكمه التي اتخذتها ك مبدأ ف حياتك العمليه والعامه؟
ج/ كن ممتناً لذاتك وللأيام التي علمتك لتكبُر،وكن محباً لنفسك،منمياً مهاراتك،طيباً بأخلاقك،هكذا ستصبح أفضل،ولن تأذيك الحياة،هذا هو مبدئي في الحياة.
س/ مين اكتر الشخصيات اللي قابلتك ف مجال الكتابه واثرت فيك ؟
ج/ أكثر الشخصيات التي تأثرت بكلماته لا أعرف عنه الكثير،لكنني أفضل كتاباته عن الجميع،وهو دوستويفسكي.
س/ كلمنا عن انجازاتك داخل وخارج المجال ؟
ج/ بفترة وجيزة استطعت أن أكتب الكثير عن هذه الحياة لتصل كتاباتي إلى الجميع ولعلها قد تكون مصدر الهاماً لهم.
س/من وجه نظرك ك كاتب هل الكتابه هواية أم موهبه؟
ج/أعتقد أنها قد تكون موهبة وهواية في الوقت ذاته وهذا ما أمر بهِ حالياً،لقد أصبح بالنسبة لي كهواية وكموهبة أيضاً.
س/ لكل شخص مثل اعلي ليه فمن هو مثلك الاعلي؟
ج/ قد يكون لي مثلاً أعلى في حياتي العلمية وأسعى لأكون طموحة وطيبة كمثلي الأعلى،لكن في مجالاتي الآخرى فمثلي الأعلى هي ذاتي التي طمحت لأن تكون كطيبة والدتي وقوة وشجاعة والدي.
س/ هل عندك موهبه تانيه؟
ج/ نعم،لدي العديد من المواهب في الجانب الفني وأعمل جاهدة لتنميتها.
س/ كلمنا عن أعمالك القادمه؟
ج/ لم أخطط بعد؛لأنني في بعض الأحيان أفقد شغفي حتى في أحب الأشياء لدي،فكل ماقدره الله سيحدث لامحاله.
س/ لكل شخص حلم يريد تحقيقه فما هو حلمك؟
ج/ حلمي أن أدرس في مجال تصميم الديكور الداخلي وأصبح مصممة ناجحة،بعد أن أكمل تخصصي الحالي.
س/تنصح ب ايه لكل شخص يريد أن يسلك مجال الكتابه؟
ج/أن لايتردد في الكتابة ولو كانت كلماته بسيطةلايهم، المهم مدى صدقهِ عند كتابتها،لكل كاتب قصة وحكاية وراء كلماته التي يكتبها،فلا تلتفت لكتابات غيرك،ولايهم سنك أيضاً،فثق بكتاباتك وأعمل على تنميتها.
وفي الختام نرجو أن نكون قد أسعدنا حضراتكم ونتمني لكم جزيل الشكر والإحترام.
المحررة/إسراء عيد
المؤسسه/إسراء عيد. ❝
❞ الخـــروج . . .
كان يزدرد الطعام كأنه يزدرد كُرات من العجين يُلقي بها في جوفه دون تَلذُذ .. و كان الهواء راكداً ثقيلاً .. و كل شيء راكد ثقيل .. و صفحة النهار تبدو كليلٍ بلا نجوم ..
و لم يكن يدري كم من الوقت قد مضى عليه و هو جالس في كُرسيه في مقهى الروف بأعلى البرج ..
ربما بِضع ساعات و هو يجلس نفس الجلسة لم يُحرك إصبعاً .. و ربما بنفس النظرة الذاهلة المحملقة في الهواء دون أن يختلج له جفن ، و كأنما تسمرت نفسه و بات عقله مصلوباً على فكرة واحدة لا يبرحها .. أن يتخلص من حياته .
مريض بلا شفاء .. يتنقل من طبيب إلى طبيب .. و من دواء إلى دواء .. و من مُخدِر إلى مخدر .. و من أمل إلى أمل .. ثم تذوي الآمال ثم يكتشف أنه لم يبق له إلا الصبر .
و في البيت وحده .. و فِراش بارد .. و مائدة عليها عشرات العقاقير، و خِطابات لا يجف حبرها .. تجري سطورها اللاهِثة بنداء واحد لا يهدأ :
سوزان . . سوزان . .
عودي .. أحبك .. لا أستطيع أن أحيا بدونك .. و لا أن أموت بدونك .
حياتي ليل بدون ضوء عينيك .
و دائماً تُرسَل الخطابات و تسافر عبر البحر .. و لا يأتي لها رد ، و لا يُسمَع لها صَدى .
الزوجة الأوروبية عادت إلى بلادها بقلب ينزف ، و تركت وراءها قلباً آخر ينزف .
و في ذلك الصمت الشبيه بالصراخ يعيش ..
و في تلك الغرفة المُترَفة الوثيرة ذات الديكورات الغالية يتقلب .. و كأنما يتقلب على صحراء مُوحِشة تسرح فيها الأفاعي .. ثم ينفد الصبر .. و تنقطع حِبال الإنتظار .
و لا تبقى في ذهنه إلا فكرة واحدة .. أن يتخلص من حياته .
تأتيه الفكرة في البداية زائرة ثم تصبح طَوّافة ثم تُلِح عليه ثم تُقيم في رأسه ثم تتحول إلى حصار ثم تغدو كابوساً قهرياً يحتويه و يجثم عليه و يخنقه رويداً رويداً .
و يتحرك أخيراً .. فينظر إلى ساعته .
لقد مضت أربع سنوات و هو مُتجمد في كُرسيه كتمثال ، و شيء في داخله ينخر في بنيانه و يأكل جوفه .. و بنظرة سريعة عبر الشرفة يطل على الناس الذين يبدون كالنمل الصغير أسفل البرج .. و تتسمر عيناه على الهُوّة التي تَفغُر فاها تحت قدميه .
ثم في لحظة يرمي بنفسه من شاهِق .
و يتجمع الناس أسفل البرج .. و هُم يحكون في ذهول ..
هناك رجل رمى بنفسه من أعلى البرج فسقط على كتفي عامل فقتله لساعته .. أما هو فلم يُصَب بخدش ..
و حينما أفاق الرجل من صدمته و أدرك ما فعل .. إنكَبَّ على شفرة حديد صَدِئة إلتقطها من الطريق و قطع شرايينه .
و حملوه إلى المستشفى و هو ينزف .. و أسعفوه ..
و حينما فتح عينيه و اكتشف أنه لم يمُت بعد .. إبتلع زجاجة الأقراص المنومة كلها في غفلة من الممرضة ..
و لكنهم غسلوا معدته ، و أعطوه شيئاً .. و أنقذوه ..
و فتح عينيه من جديد ليجد أنه لم يمت بعد ثلاث محاولات قاتلة .. قتل فيها رجل آخر و لم يَمُت .. و سقط مغشياً عليه ..
و في النوم و بين لحظات الخدر ، و فيما يشبه الرؤيا شاهد الرجل نوراً و سمع صوتاً يقول له :
●● ماذا فعلت بنفسك ؟
● أردت أن أقتل نفسي لأستريح .
●● و من أين لك العلم بأنك سوف تستريح .. أعلِمت بما ينتظرك بعد الموت ؟
● إنه على أي حال أفضل من حالي في الدنيا .
●● هذا ظنك .. و لا يقتُل الناس أنفسهم بالظن .
● و ماذا كنت أستطيع أن أفعل .. و ماذا بقيَ لي ؟
●● أن تصبر و تنتظر أمرنا ..
● صبِرت .
●● تصبر يوماً آخر إلى غَد .
● سيكون غداً مشئوماً مثل سالفه .
●● كيف علمت .. هل أنت الذي خلقت الأيام .. هل أنت الذي خلقت نفسك ؟
● لا .
●● فكيف تحكم على ما لا تعلم ، و كيف تتصرف فيما لا تملك ؟
● هذا عمري و قد ضقت به .
●● أتعلم ماذا نُخفي لك غداً ؟
● لا .
●● إذاً فهو ليس عُمرك .
● لا أريد أن أعيش .. خلوا بيني و بين الموت .. دعوني .. ارحموني .
●● لو تركناك فما رحمناك .. إنما نحول بينك و بين رغبتك رحمةً مِنا و فضلاً ، و لو تخلينا عنك لهلَكت .
● يا مرحباً بالهلاك .. ما أريد إلا الهلاك .. يا أهلاً بالهلاك .
●● لن يكون الهلاك رقدة مُطمَئنة تحت التراب كما تتصور .
● أريد أن أخرج مما أنا فيه و كَفَى .
●● و لو إلى النار ؟
● و هل هناك نار غير هذه ؟
●● أتصَوَّرت أنه لا وجود إلا لما يقع تحت حسك من جنة و نار .. أظننت أنه لا جنة و لا نار إلا نعيمكم و عذابكم .. أظننتنا فقراء لا يتسع ملكنا إلا لهذا العالَم .. أتصَوَّرتَ أنه ليس عندنا لك إلا هذه الشقة في المعادي .. و ليس عند رب العالمين غير هذه الكرة الأرضية المعلقة كذرة غبار في الفضاء .. ؟
بئس ما خَيَّل لك بَصرُك الضرير عن فقرنا .
● ضقت ذرعاً مما أنا فيه .. إنسدت أمامي المسالك .. إنطبقت السماء على الأرض .. إختنقْت .. أريد الخروج .. أريد الخروج .
●● ألا تصبر لحظات أخرى .. أترفض عطيّتنا في الغد قبل أن تراها ؟
● رأيت منها ما يكفيني .
●● هذا رفض لنا و يأس مِنّا و اتهام لحكمتنا و سوء ظن بتدبيرنا و انتقاص لملكنا .. بئس ما قررت لنفسك .. إذهب .. رفضناك كما رفضتنا ، و حرمناك ما حرمت نفسك .. خَلّوا بينه و بين الموت ..
و في تلك الليلة شنق الرجل نفسه بملاءة الفراش .. و مات في هذه المحاولة الرابعة .. و فشلت كل الإسعافات في إنقاذه .
و جاء الغــد . .
فطلعت صفحات الجرائد الأولى بخبر مثير عن اكتشاف علاج جديد حاسم للمرض الذي كان يشكو منه .
و جاءت سوزان تدق بابه في شوق و في يدها بضع زجاجات من هذا الترياق الجديد و قلبها يطفح بالحب و الأمل .
و لكنه كان قد ذهب .
لم ينتظر العطية .
ظلم المُعطي و العَطيّة و ظلم نفسه و ظلم الغد الذي لم يره و اتهم الرحيم في رحمته و أنكر على المدبر تدبيره .
و خـــرج . .
إلى حيــث لا رحمـــة . . و لا عــودة . .
..
قصة : الخروج
من كتـــاب / نقطــة الغليـــان
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ الخـــروج . . .
كان يزدرد الطعام كأنه يزدرد كُرات من العجين يُلقي بها في جوفه دون تَلذُذ . و كان الهواء راكداً ثقيلاً . و كل شيء راكد ثقيل . و صفحة النهار تبدو كليلٍ بلا نجوم .
و لم يكن يدري كم من الوقت قد مضى عليه و هو جالس في كُرسيه في مقهى الروف بأعلى البرج .
ربما بِضع ساعات و هو يجلس نفس الجلسة لم يُحرك إصبعاً . و ربما بنفس النظرة الذاهلة المحملقة في الهواء دون أن يختلج له جفن ، و كأنما تسمرت نفسه و بات عقله مصلوباً على فكرة واحدة لا يبرحها . أن يتخلص من حياته .
مريض بلا شفاء . يتنقل من طبيب إلى طبيب . و من دواء إلى دواء . و من مُخدِر إلى مخدر . و من أمل إلى أمل . ثم تذوي الآمال ثم يكتشف أنه لم يبق له إلا الصبر .
و في البيت وحده . و فِراش بارد . و مائدة عليها عشرات العقاقير، و خِطابات لا يجف حبرها . تجري سطورها اللاهِثة بنداء واحد لا يهدأ :
سوزان . . سوزان . .
عودي . أحبك . لا أستطيع أن أحيا بدونك . و لا أن أموت بدونك .
حياتي ليل بدون ضوء عينيك .
و دائماً تُرسَل الخطابات و تسافر عبر البحر . و لا يأتي لها رد ، و لا يُسمَع لها صَدى .
الزوجة الأوروبية عادت إلى بلادها بقلب ينزف ، و تركت وراءها قلباً آخر ينزف .
و في ذلك الصمت الشبيه بالصراخ يعيش .
و في تلك الغرفة المُترَفة الوثيرة ذات الديكورات الغالية يتقلب . و كأنما يتقلب على صحراء مُوحِشة تسرح فيها الأفاعي . ثم ينفد الصبر . و تنقطع حِبال الإنتظار .
و لا تبقى في ذهنه إلا فكرة واحدة . أن يتخلص من حياته .
تأتيه الفكرة في البداية زائرة ثم تصبح طَوّافة ثم تُلِح عليه ثم تُقيم في رأسه ثم تتحول إلى حصار ثم تغدو كابوساً قهرياً يحتويه و يجثم عليه و يخنقه رويداً رويداً .
و يتحرك أخيراً . فينظر إلى ساعته .
لقد مضت أربع سنوات و هو مُتجمد في كُرسيه كتمثال ، و شيء في داخله ينخر في بنيانه و يأكل جوفه . و بنظرة سريعة عبر الشرفة يطل على الناس الذين يبدون كالنمل الصغير أسفل البرج . و تتسمر عيناه على الهُوّة التي تَفغُر فاها تحت قدميه .
ثم في لحظة يرمي بنفسه من شاهِق .
و يتجمع الناس أسفل البرج . و هُم يحكون في ذهول .
هناك رجل رمى بنفسه من أعلى البرج فسقط على كتفي عامل فقتله لساعته . أما هو فلم يُصَب بخدش .
و حينما أفاق الرجل من صدمته و أدرك ما فعل . إنكَبَّ على شفرة حديد صَدِئة إلتقطها من الطريق و قطع شرايينه .
و حملوه إلى المستشفى و هو ينزف . و أسعفوه .
و حينما فتح عينيه و اكتشف أنه لم يمُت بعد . إبتلع زجاجة الأقراص المنومة كلها في غفلة من الممرضة .
و لكنهم غسلوا معدته ، و أعطوه شيئاً . و أنقذوه .
و فتح عينيه من جديد ليجد أنه لم يمت بعد ثلاث محاولات قاتلة . قتل فيها رجل آخر و لم يَمُت . و سقط مغشياً عليه .
و في النوم و بين لحظات الخدر ، و فيما يشبه الرؤيا شاهد الرجل نوراً و سمع صوتاً يقول له :
●● ماذا فعلت بنفسك ؟
● أردت أن أقتل نفسي لأستريح .
●● و من أين لك العلم بأنك سوف تستريح . أعلِمت بما ينتظرك بعد الموت ؟
● إنه على أي حال أفضل من حالي في الدنيا .
●● هذا ظنك . و لا يقتُل الناس أنفسهم بالظن .
● و ماذا كنت أستطيع أن أفعل . و ماذا بقيَ لي ؟
●● أن تصبر و تنتظر أمرنا .
● صبِرت .
●● تصبر يوماً آخر إلى غَد .
● سيكون غداً مشئوماً مثل سالفه .
●● كيف علمت . هل أنت الذي خلقت الأيام . هل أنت الذي خلقت نفسك ؟
● لا .
●● فكيف تحكم على ما لا تعلم ، و كيف تتصرف فيما لا تملك ؟
● هذا عمري و قد ضقت به .
●● أتعلم ماذا نُخفي لك غداً ؟
● لا .
●● إذاً فهو ليس عُمرك .
● لا أريد أن أعيش . خلوا بيني و بين الموت . دعوني . ارحموني .
●● لو تركناك فما رحمناك . إنما نحول بينك و بين رغبتك رحمةً مِنا و فضلاً ، و لو تخلينا عنك لهلَكت .
● يا مرحباً بالهلاك . ما أريد إلا الهلاك . يا أهلاً بالهلاك .
●● لن يكون الهلاك رقدة مُطمَئنة تحت التراب كما تتصور .
● أريد أن أخرج مما أنا فيه و كَفَى .
●● و لو إلى النار ؟
● و هل هناك نار غير هذه ؟
●● أتصَوَّرت أنه لا وجود إلا لما يقع تحت حسك من جنة و نار . أظننت أنه لا جنة و لا نار إلا نعيمكم و عذابكم . أظننتنا فقراء لا يتسع ملكنا إلا لهذا العالَم . أتصَوَّرتَ أنه ليس عندنا لك إلا هذه الشقة في المعادي . و ليس عند رب العالمين غير هذه الكرة الأرضية المعلقة كذرة غبار في الفضاء . ؟
بئس ما خَيَّل لك بَصرُك الضرير عن فقرنا .
● ضقت ذرعاً مما أنا فيه . إنسدت أمامي المسالك . إنطبقت السماء على الأرض . إختنقْت . أريد الخروج . أريد الخروج .
●● ألا تصبر لحظات أخرى . أترفض عطيّتنا في الغد قبل أن تراها ؟
● رأيت منها ما يكفيني .
●● هذا رفض لنا و يأس مِنّا و اتهام لحكمتنا و سوء ظن بتدبيرنا و انتقاص لملكنا . بئس ما قررت لنفسك . إذهب . رفضناك كما رفضتنا ، و حرمناك ما حرمت نفسك . خَلّوا بينه و بين الموت .
و في تلك الليلة شنق الرجل نفسه بملاءة الفراش . و مات في هذه المحاولة الرابعة . و فشلت كل الإسعافات في إنقاذه .
و جاء الغــد . .
فطلعت صفحات الجرائد الأولى بخبر مثير عن اكتشاف علاج جديد حاسم للمرض الذي كان يشكو منه .
و جاءت سوزان تدق بابه في شوق و في يدها بضع زجاجات من هذا الترياق الجديد و قلبها يطفح بالحب و الأمل .
و لكنه كان قد ذهب .
لم ينتظر العطية .
ظلم المُعطي و العَطيّة و ظلم نفسه و ظلم الغد الذي لم يره و اتهم الرحيم في رحمته و أنكر على المدبر تدبيره .
و خـــرج . .
إلى حيــث لا رحمـــة . . و لا عــودة . .
.
قصة : الخروج
من كتـــاب / نقطــة الغليـــان
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ كانت الساعة تقترب من الحادية عشر مساءً عندما خرج نادر من القرية الذكية في مدينة السادس من أكتوبر، متجهًا إلى مكانه الدائم في ليالي مشابهة.. بار كالتشيوا في المهندسين، ذلك البار ذو الديكورات الخشبية القادرة على إعطائك شعور رائع بالدفء في الليالي شديدة البرودة كتلك الليلة، الطريق معتم تمامًا إلا من أضواء السيارات القادمة من الجهة المقابلة، ولا صوت يعلو فوق صوت فيروز الخارج من سماعات \"بايونير\" نقية.. هل صوت فيروز أصلًا يتأثر بنوع السماعات؟؟!! هي رائعة في كل حال.,هكذا كان يفكر نادر الشوربجي ذو الثماني وعشرين ربيعًا خريج الجامعة الأمريكية.. متوسط الطول، جميل الملامح، له لحية خفيفة وغمازة في الخدين وصاحب بنية قوية تتناسب مع ذهابه اليومي لصالة الـ GYM، يعمل نادر في البورصة منذ تخرجه منذ 6 سنوات، يعتبر من أفضل المضاربين في البورصة، وكون سمعة كبيرة في وقت قصير نسبيًا مقارنة بباقي المضاربين، حتى أنه لم يتأثر بشكل كبير بما مرت به البلاد من ثورة، هو حذر، ويعلم جيدًا كيف يصيب الهدف دون أن يسبب صخب أو يثير جلبة حوله.. وكان لتاريخ أسرته في عالم المال والأعمال تأثير جيد عليه. ❝ ⏤شادي أحمد
❞ كانت الساعة تقترب من الحادية عشر مساءً عندما خرج نادر من القرية الذكية في مدينة السادس من أكتوبر، متجهًا إلى مكانه الدائم في ليالي مشابهة. بار كالتشيوا في المهندسين، ذلك البار ذو الديكورات الخشبية القادرة على إعطائك شعور رائع بالدفء في الليالي شديدة البرودة كتلك الليلة، الطريق معتم تمامًا إلا من أضواء السيارات القادمة من الجهة المقابلة، ولا صوت يعلو فوق صوت فيروز الخارج من سماعات ˝بايونير˝ نقية. هل صوت فيروز أصلًا يتأثر بنوع السماعات؟؟!! هي رائعة في كل حال.,هكذا كان يفكر نادر الشوربجي ذو الثماني وعشرين ربيعًا خريج الجامعة الأمريكية. متوسط الطول، جميل الملامح، له لحية خفيفة وغمازة في الخدين وصاحب بنية قوية تتناسب مع ذهابه اليومي لصالة الـ GYM، يعمل نادر في البورصة منذ تخرجه منذ 6 سنوات، يعتبر من أفضل المضاربين في البورصة، وكون سمعة كبيرة في وقت قصير نسبيًا مقارنة بباقي المضاربين، حتى أنه لم يتأثر بشكل كبير بما مرت به البلاد من ثورة، هو حذر، ويعلم جيدًا كيف يصيب الهدف دون أن يسبب صخب أو يثير جلبة حوله. وكان لتاريخ أسرته في عالم المال والأعمال تأثير جيد عليه. ❝