❞ إذا لم يكن الإيمان بالله اطمئنانا في النفس على زلازلها وكوارثها لم يكن إيمانا،
بل هو دعوى بالفكر أو اللسان لا يعدوهما،
كدعوى الجبان أنه بطل،
حتى إذا فجأه الرَّوْعُ أحدث في ثيابه من الخوف
ومن ثَمَّ كان قتل المؤمن نفسه لبلاء أو مرض أو غيرهما كفراً بالله وتكذيبا لإيمانه،
وكان عمله هذا صورة أخرى من طيش الجبان الذي أحدث في ثيابه. ❝ ⏤مصطفى صادق الرافعي
❞ إذا لم يكن الإيمان بالله اطمئنانا في النفس على زلازلها وكوارثها لم يكن إيمانا،
بل هو دعوى بالفكر أو اللسان لا يعدوهما،
كدعوى الجبان أنه بطل،
حتى إذا فجأه الرَّوْعُ أحدث في ثيابه من الخوف
ومن ثَمَّ كان قتل المؤمن نفسه لبلاء أو مرض أو غيرهما كفراً بالله وتكذيبا لإيمانه،
وكان عمله هذا صورة أخرى من طيش الجبان الذي أحدث في ثيابه. ❝
❞ #الكأس #المسكوب
بعض النصوص من الرواية :
# النص الأول :
البداياتُ الجديدةُ دائمًا ما تكونُ رائعةً،
بل هي الرَّوعةُعينها،
وبعضُ البشرِ فيها يلتزمون بالأوقات والوعود،
والسَّير نحو مسار الصُّعود،
والبعض الآخر يكون فيها أكثر كسلًا،
فيترقى في الدرج نحو الهبوط.
***
كُلٌّ مِنَّا يبحثُ عن شراعٍ
ليعبر به من أوساط المياه الغادرة،
للوصول إلى الشاطئ الأمين،
ولكن من يا تُرى يرغبُ في البحث عن فقيد الأمواج العاتية؟
تلك الأمواج التي قد تكون هادئة، ثم بعد بُرهةٍ يُعكَّرُ صفاءها.
# النص الثاني :
ألمحتُ قلبي يسيرُ في اتجاهٍ وعقلي في اتجاه آخر، حتى صرتُ مذبذًا لا إلى هذا ولا إلى ذاك!
ومن جهة أخرى
وجدتُ الواقعَ يفرض عليَّ أشياءَ لا أتحملها،
حينما أذهب إلى الجامعة، أتذكرها؛
فتنزف لذكراها عيني وقلبي، وتأرِّقني أوصاري وجعًا،
وفي النِّهايةِ وبعدما اعتدتُ على الوضع وبدأ ألمي يزول، وجدتُ رسالةً مكتوب بها:
# النص الثالث:
أستفق يا صديقي ويا صديقتي
أعلم أن منكم الحزين والممزق
وكذلك منكم المتعب
وهناك من تؤلمه رأسه،
ربما لأنه طالب علم ولم يوفق.
وربما هو خائف مما هو قادم
أو يجهل إلى أين تلقيه الليالي والأيام.
أعلم أن الكثير منكم لم يحقق مراده اليوم والأمس
وأصبح مريض بداء الحسرة والفشل.
فأنت كرجل تطمح في النجاح أو أمرأة.
ففي بداية الطريق..... ❝ ⏤محمد عبد النبي جمعة
البداياتُ الجديدةُ دائمًا ما تكونُ رائعةً،
بل هي الرَّوعةُعينها،
وبعضُ البشرِ فيها يلتزمون بالأوقات والوعود،
والسَّير نحو مسار الصُّعود،
والبعض الآخر يكون فيها أكثر كسلًا،
فيترقى في الدرج نحو الهبوط.
** كُلٌّ مِنَّا يبحثُ عن شراعٍ
ليعبر به من أوساط المياه الغادرة،
للوصول إلى الشاطئ الأمين،
ولكن من يا تُرى يرغبُ في البحث عن فقيد الأمواج العاتية؟
تلك الأمواج التي قد تكون هادئة، ثم بعد بُرهةٍ يُعكَّرُ صفاءها.
# النص الثاني :
ألمحتُ قلبي يسيرُ في اتجاهٍ وعقلي في اتجاه آخر، حتى صرتُ مذبذًا لا إلى هذا ولا إلى ذاك!
ومن جهة أخرى
وجدتُ الواقعَ يفرض عليَّ أشياءَ لا أتحملها،
حينما أذهب إلى الجامعة، أتذكرها؛
فتنزف لذكراها عيني وقلبي، وتأرِّقني أوصاري وجعًا،
وفي النِّهايةِ وبعدما اعتدتُ على الوضع وبدأ ألمي يزول، وجدتُ رسالةً مكتوب بها:
# النص الثالث:
أستفق يا صديقي ويا صديقتي
أعلم أن منكم الحزين والممزق
وكذلك منكم المتعب
وهناك من تؤلمه رأسه،
ربما لأنه طالب علم ولم يوفق.
وربما هو خائف مما هو قادم
أو يجهل إلى أين تلقيه الليالي والأيام.
أعلم أن الكثير منكم لم يحقق مراده اليوم والأمس
وأصبح مريض بداء الحسرة والفشل.
فأنت كرجل تطمح في النجاح أو أمرأة.
ففي بداية الطريق. ❝
❞ مراجعة رواية ( أفراح القبة ) للكاتب المُبجَّل نجيب محفوظ :
في ذاك الحي القديم ، البيت المكوَّن من طابقين تعرَّف بطلنا كرم يونس على ذاك الفِسق لأول مرة بحياته حينما تُوفي والده حيث شَهِده حينما سلَكت والدته هذا الطريق الوَعِر وقررت الاستمرار فيه حتى ماتت حيث صار البيت مَرتعاً لممارسة كل أنواع الرزيلة والموبقات ومن ثَم توالت إخفافات قلب صاحبنا بعدما تعرَّف على زوجته في المسرح الذي قادته إليه أمه حيث كانت تعرف خَياطة الفرقة التي مهَّدت له الطريق للعمل كمُلِّقن للفرقة في هذا المكان الغريب الذي تعلَّم فيه كل أنواع المُجون ويوماً تلو الآخر تقدَّم لخِطبة إحدى الفتيات التي كانت تعمل هناك والتي عَمِلت كقاطعة تذاكر حيث ساعدها في هذا ورشَّحها لتلك المهمة مدير المسرح السيد الهلالي وقد كان هذا يوماً مُميَّزاً بالنسبة إليه إلى أنْ اكتشف حقيقتها المذرية ليلة الزفاف وعَلِم أنها كانت كأمه لم تُفرِّط في أحد وكانت خليلةً لكل من هبَّ ودبَّ في المسرح ، لم تسلَم من إعجاب أحد فكانت متعددة العلاقات رغم جمالها ورغم ما يبدو عليها من الرِقة والهدوء ، صارت حياته كل مدى في انحطاط وبؤس حتى جاء اليوم الذي أخبرته فيه بحَمْلِها وها قد وهبته الدنيا بابن لم يكن جيداً على الإطلاق كما كان يَزعُم ، فكان كأمه في كل شيء ، كان يدَّعي الفضيلة ويُظهِر الصلاح بخلاف ما هو عليه في الواقع ورغم ذلك كان معارضاً لكل شيء ، يرغب في تطهير كل ما يحدث حوله والذي نشأ وترعرع فيه ورآه منذ صِغره فاستغل موهبته في القيام بذلك حينما اتجه للمسرح وكتابة المسرحيات فقد انبثقت في ذهنه فكرة لوهلة وهي كيف تحوَّل هذا البيت العتيق البسيط لمكان لممارسة كل أنواع الفِسق والفجور وقد كان إذْ أقر الصبي بكل ما دار في البيت حيث كان مكاناً للعب القمار وماخوراً لممارسة كل أصناف الرزيلة ولهذا زُج بأبويه في السجن وهُدمَت حياتهما حينما حدثت الكبسة فجأةً ولم يكن أحدٌ على علم أو توقُّع بهذا ، وقد سرق تحية من طارق رمضان الذي كان زميلاً له في المسرح والذي لم يعترف به وكان يراه ممثلاً فاشلاً لا يَصلُح للعمل في هذا المكان مُطلقاً وبهذا اقتلع الحب الذي غمر قلبيهما واستولى عليها هي الأخرى كما دمَّر حياة الجميع ، وقد اتجه لكتابة المسرحيات الهزلية الهزيلة التي رُفِض معظمها لرداءتها ورِكة حبكتها وحينما كتب مسرحيته الناجحة كانت عرضاً لكل ما دار في الواقع وهتكاً لأعراض الجميع حيث خاض في شرف الجميع وأولهم أبويه وفضح أمر الجميع من خلال تلك المسرحية الأخيرة التي قُبِلَت للعرض في المسرح ، وخلال العرض كان الجميع منبهرين وحققت نجاحاً باهراً غير مسبوق النظير لم يختلف عليه أحد ، ولكن حينما شاهدها أبواه أصابتهما الدهشة والحسرة فقد أُصِيبت أمه بالصدمة حينما اطلَّعت على رأي ابنها فيها ولم تعجِب أبيه على الإطلاق وقد أقرَّ بفشله وبأنه فاسقٌ مدعٍ طيلة حياته كأمه يُظهِر خلاف ما يُبطِن ولا بد أنْ يعرف حقيقته وحقيقة عائلته بالكامل حتى يتعامل بأصله ومبادئه الكريهة التي يسير عليها الجميع وهو منهم فيكفي خداعاً وادعاءً للمثالية لهذا الحد فقد انكشف سِره وافْتُضِح أمره من خلال تلك المسرحية التي كتبها للتو ، ولا بد للحقيقة أنْ تتجلى ذات يوم وأنْ يعرف الجميع أنه شخص فاسد فاسق يحاول إظهار الاحترام وهو على النقيض من ذلك حيث يخبو داخله الحقد والحسد للآخرين وتمني زوال النعم والدليل على ذلك أنه خطف قلب محبوبة صديقه ولم يشعر بأي ذنب حِيال ذلك ، وقد أخبرنا من خلال أحداث المسرحية التي وَضع عليها بعض الرتوش وأضفى عليها بعض الخيال جزءاً لم يحدث في الواقع حيث وضَّح أنه قام بقتل تحية حينما اكتشف خيانتها له ولكنها في الواقع ماتت بفِعل المرض الذي دَهْوَر حالتها وقضي عليها حيث انتكست بعد الإفاقة ، وكان كرم قد اعترف أن تلك المسرحية الوضيعة تُجسِّد الواقع وأنه رأى نفسَه فيها وقد وصفت كل شخص على حقيقته وكأنها تُحاكي الواقع وتُفشي أسرار الجميع التي أخفوها لسنوات وها قد وضَّحها لهم ابنهم العظيم الذي لم يكتب حرفاً واحداً ولكنه نقل الواقع كما هو فلم يكذب صديقه طارق حينما أخبرهم بهذا الأمر فقد رأى والده بنفسه حينما حضر العرض لأول مرة وتفاجأ بما شاهد مع الأسف الشديد فقد قرر ابنه الوحيد أنْ يرسم نجاحه عن طريق فضح الآخرين ولم يهتم لشعور أحد ولكن مصيره لن يكون مُشرِّفاً على الإطلاق فلن يفلت من العقاب على أي حال وستكون عاقبته مخزية تناسب أفعاله التي لا تَنُم سوى عن تربية دنيئة لا تَمُت للأخلاق بصِلة ، فلا عجب في هذا فهو ابن امرأة طالحة لم تعرف طريقاً للحياء ذات يوم ولم تَشْهَد تربيةً صالحة في حياتها وقد اختارت الطريق السهل الذي يضمن لها حياة ثرية مليئة بالمال وها قد كانت النتيجة فقد زُجَّ بها في السجن نتيجة لتلك التصرفات الحمقاء الذميمة التي ساهمت في نشر الرزيلة في تلك الفترة التي عاشتها ، فلم ينجُ أحد من عواقب أفعاله مهما طالت مدة ممارستها في الخفاء فهذا عدل الله في أرضه ، فالنتيجة حاسمة بكل يقين فقد نال كل شخص حقه بلا افتراء أو ظلم وهذا هو مصير كل البشر غير الأسوياء الذين يساهمون في إفساد المجتمع وتخريب أخلاقيات الجميع بلا استثناء ...
رغم اندهاشي من موضوع الرواية في بادئ الأمر إلا أنها عالجت قضية تردي الأخلاقيات التي ما زالت مستمرة على مرِّ العصور باختلاف الطُرق ، فقد سَرَت المتعة في جسدي فور القراءة المُتمعِّنة لأحداث الرواية التي كُتبَت بعناية فائقة وتميَّزت بوصف فاق الروعة بمراحل حيث جسَّدت الحقائق ووضعت كل شخص في مكانه المناسب ولم تخلُ من بديع الصِيغ والبلاغة وتركيبات الجُمل التي تعلَّمت منها المزيد ، حقاً إن القراءة لشخص عظيم كنجيب محفوظ تنقلك لمراحل عالية من النشوة التي تغمر القلب بغتةً ، لقد كان وقتاً ممتعاً للغاية وكنت قد تُقت إليه منذ زمن طال .... ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ مراجعة رواية ( أفراح القبة ) للكاتب المُبجَّل نجيب محفوظ :
في ذاك الحي القديم ، البيت المكوَّن من طابقين تعرَّف بطلنا كرم يونس على ذاك الفِسق لأول مرة بحياته حينما تُوفي والده حيث شَهِده حينما سلَكت والدته هذا الطريق الوَعِر وقررت الاستمرار فيه حتى ماتت حيث صار البيت مَرتعاً لممارسة كل أنواع الرزيلة والموبقات ومن ثَم توالت إخفافات قلب صاحبنا بعدما تعرَّف على زوجته في المسرح الذي قادته إليه أمه حيث كانت تعرف خَياطة الفرقة التي مهَّدت له الطريق للعمل كمُلِّقن للفرقة في هذا المكان الغريب الذي تعلَّم فيه كل أنواع المُجون ويوماً تلو الآخر تقدَّم لخِطبة إحدى الفتيات التي كانت تعمل هناك والتي عَمِلت كقاطعة تذاكر حيث ساعدها في هذا ورشَّحها لتلك المهمة مدير المسرح السيد الهلالي وقد كان هذا يوماً مُميَّزاً بالنسبة إليه إلى أنْ اكتشف حقيقتها المذرية ليلة الزفاف وعَلِم أنها كانت كأمه لم تُفرِّط في أحد وكانت خليلةً لكل من هبَّ ودبَّ في المسرح ، لم تسلَم من إعجاب أحد فكانت متعددة العلاقات رغم جمالها ورغم ما يبدو عليها من الرِقة والهدوء ، صارت حياته كل مدى في انحطاط وبؤس حتى جاء اليوم الذي أخبرته فيه بحَمْلِها وها قد وهبته الدنيا بابن لم يكن جيداً على الإطلاق كما كان يَزعُم ، فكان كأمه في كل شيء ، كان يدَّعي الفضيلة ويُظهِر الصلاح بخلاف ما هو عليه في الواقع ورغم ذلك كان معارضاً لكل شيء ، يرغب في تطهير كل ما يحدث حوله والذي نشأ وترعرع فيه ورآه منذ صِغره فاستغل موهبته في القيام بذلك حينما اتجه للمسرح وكتابة المسرحيات فقد انبثقت في ذهنه فكرة لوهلة وهي كيف تحوَّل هذا البيت العتيق البسيط لمكان لممارسة كل أنواع الفِسق والفجور وقد كان إذْ أقر الصبي بكل ما دار في البيت حيث كان مكاناً للعب القمار وماخوراً لممارسة كل أصناف الرزيلة ولهذا زُج بأبويه في السجن وهُدمَت حياتهما حينما حدثت الكبسة فجأةً ولم يكن أحدٌ على علم أو توقُّع بهذا ، وقد سرق تحية من طارق رمضان الذي كان زميلاً له في المسرح والذي لم يعترف به وكان يراه ممثلاً فاشلاً لا يَصلُح للعمل في هذا المكان مُطلقاً وبهذا اقتلع الحب الذي غمر قلبيهما واستولى عليها هي الأخرى كما دمَّر حياة الجميع ، وقد اتجه لكتابة المسرحيات الهزلية الهزيلة التي رُفِض معظمها لرداءتها ورِكة حبكتها وحينما كتب مسرحيته الناجحة كانت عرضاً لكل ما دار في الواقع وهتكاً لأعراض الجميع حيث خاض في شرف الجميع وأولهم أبويه وفضح أمر الجميع من خلال تلك المسرحية الأخيرة التي قُبِلَت للعرض في المسرح ، وخلال العرض كان الجميع منبهرين وحققت نجاحاً باهراً غير مسبوق النظير لم يختلف عليه أحد ، ولكن حينما شاهدها أبواه أصابتهما الدهشة والحسرة فقد أُصِيبت أمه بالصدمة حينما اطلَّعت على رأي ابنها فيها ولم تعجِب أبيه على الإطلاق وقد أقرَّ بفشله وبأنه فاسقٌ مدعٍ طيلة حياته كأمه يُظهِر خلاف ما يُبطِن ولا بد أنْ يعرف حقيقته وحقيقة عائلته بالكامل حتى يتعامل بأصله ومبادئه الكريهة التي يسير عليها الجميع وهو منهم فيكفي خداعاً وادعاءً للمثالية لهذا الحد فقد انكشف سِره وافْتُضِح أمره من خلال تلك المسرحية التي كتبها للتو ، ولا بد للحقيقة أنْ تتجلى ذات يوم وأنْ يعرف الجميع أنه شخص فاسد فاسق يحاول إظهار الاحترام وهو على النقيض من ذلك حيث يخبو داخله الحقد والحسد للآخرين وتمني زوال النعم والدليل على ذلك أنه خطف قلب محبوبة صديقه ولم يشعر بأي ذنب حِيال ذلك ، وقد أخبرنا من خلال أحداث المسرحية التي وَضع عليها بعض الرتوش وأضفى عليها بعض الخيال جزءاً لم يحدث في الواقع حيث وضَّح أنه قام بقتل تحية حينما اكتشف خيانتها له ولكنها في الواقع ماتت بفِعل المرض الذي دَهْوَر حالتها وقضي عليها حيث انتكست بعد الإفاقة ، وكان كرم قد اعترف أن تلك المسرحية الوضيعة تُجسِّد الواقع وأنه رأى نفسَه فيها وقد وصفت كل شخص على حقيقته وكأنها تُحاكي الواقع وتُفشي أسرار الجميع التي أخفوها لسنوات وها قد وضَّحها لهم ابنهم العظيم الذي لم يكتب حرفاً واحداً ولكنه نقل الواقع كما هو فلم يكذب صديقه طارق حينما أخبرهم بهذا الأمر فقد رأى والده بنفسه حينما حضر العرض لأول مرة وتفاجأ بما شاهد مع الأسف الشديد فقد قرر ابنه الوحيد أنْ يرسم نجاحه عن طريق فضح الآخرين ولم يهتم لشعور أحد ولكن مصيره لن يكون مُشرِّفاً على الإطلاق فلن يفلت من العقاب على أي حال وستكون عاقبته مخزية تناسب أفعاله التي لا تَنُم سوى عن تربية دنيئة لا تَمُت للأخلاق بصِلة ، فلا عجب في هذا فهو ابن امرأة طالحة لم تعرف طريقاً للحياء ذات يوم ولم تَشْهَد تربيةً صالحة في حياتها وقد اختارت الطريق السهل الذي يضمن لها حياة ثرية مليئة بالمال وها قد كانت النتيجة فقد زُجَّ بها في السجن نتيجة لتلك التصرفات الحمقاء الذميمة التي ساهمت في نشر الرزيلة في تلك الفترة التي عاشتها ، فلم ينجُ أحد من عواقب أفعاله مهما طالت مدة ممارستها في الخفاء فهذا عدل الله في أرضه ، فالنتيجة حاسمة بكل يقين فقد نال كل شخص حقه بلا افتراء أو ظلم وهذا هو مصير كل البشر غير الأسوياء الذين يساهمون في إفساد المجتمع وتخريب أخلاقيات الجميع بلا استثناء ..
رغم اندهاشي من موضوع الرواية في بادئ الأمر إلا أنها عالجت قضية تردي الأخلاقيات التي ما زالت مستمرة على مرِّ العصور باختلاف الطُرق ، فقد سَرَت المتعة في جسدي فور القراءة المُتمعِّنة لأحداث الرواية التي كُتبَت بعناية فائقة وتميَّزت بوصف فاق الروعة بمراحل حيث جسَّدت الحقائق ووضعت كل شخص في مكانه المناسب ولم تخلُ من بديع الصِيغ والبلاغة وتركيبات الجُمل التي تعلَّمت منها المزيد ، حقاً إن القراءة لشخص عظيم كنجيب محفوظ تنقلك لمراحل عالية من النشوة التي تغمر القلب بغتةً ، لقد كان وقتاً ممتعاً للغاية وكنت قد تُقت إليه منذ زمن طال. ❝
❞ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)
فلولا أنه كان من المسبحين قال الكسائي : لم تكسر " أن " لدخول اللام ; لأن اللام ليست لها . النحاس : والأمر كما قال ، إنما اللام في جواب لولا . فلولا أنه كان من المسبحين أي : من المصلين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون أي عقوبة له ، أي : يكون بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة . واختلف كم أقام في بطن الحوت . فقال السدي والكلبي ومقاتل بن سليمان : أربعين يوما . الضحاك : عشرين يوما . عطاء : سبعة أيام . مقاتل بن حيان : ثلاثة أيام . وقيل : ساعة واحدة . والله أعلم .
روى الطبري من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لما أراد الله تعالى ذكره - حبس يونس في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش لحما ، ولا تكسر عظما ، فأخذه ثم هوى به إلى مسكنه من البحر ، فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسا فقال في نفسه : ما هذا ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه وهو في بطن الحوت : ( إن هذا تسبيح دواب البحر ) قال : ( فسبح وهو في بطن الحوت ) قال : ( فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة ) قال : ( ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر ) قالوا : العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح ؟ قال نعم . فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت بقذفه في الساحل ، كما قال تعالى : وهو سقيم . وكان سقمه الذي وصفه به الله - تعالى ذكره - أنه ألقاه الحوت على الساحل كالصبي المنفوس قد نشر اللحم والعظم . وقد روي : أن الحوت سار مع السفينة رافعا رأسه يتنفس فيه يونس ويسبح ، ولم يفارقهم حتى انتهوا إلى البر ، فلفظه سالما لم يتغير منه شيء فأسلموا ، ذكره الزمخشري في تفسيره . وقال ابن العربي : أخبرني غير واحد من أصحابنا عن إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني : أنه سئل عن الباري في جهة ؟ فقال : لا ، هو يتعالى عن ذلك . قيل له : ما الدليل عليه ؟ قال : الدليل عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تفضلوني على يونس بن متى فقيل له : ما وجه الدليل في هذا الخبر ؟ فقال : لا أقوله حتى يأخذ ضيفي هذا ألف دينار يقضي بها دينا . فقام رجلان فقالا : هي علينا . فقال : لا يتبع بها اثنين ; لأنه يشق عليه . فقال واحد : هي علي . فقال : إن يونس بن متى رمى بنفسه في البحر فالتقمه الحوت ، فصار في قعر البحر في ظلمات ثلاث ، ونادى لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين كما أخبر الله عنه ، ولم يكن محمد - صلى الله عليه وسلم - حين جلس على الرفرف الأخضر وارتقى به صعدا ، حتى انتهى به إلى موضع يسمع فيه صريف الأقلام ، وناجاه ربه بما ناجاه به ، وأوحى إليه ما أوحى بأقرب إلى الله تعالى من يونس في بطن الحوت في ظلمة البحر .
ذكر الطبري : أن يونس - عليه السلام - لما ركب في السفينة أصاب أهلها عاصف من الريح ، فقالوا : هذه بخطيئة أحدكم . فقال يونس وعرف أنه هو صاحب الذنب : هذه خطيئتي فألقوني في البحر ، وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم . فساهم فكان من المدحضين فقال لهم : قد أخبرتكم أن هذا الأمر بذنبي . وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم الثانية فكان من المدحضين ، وأنهم أبوا أن يلقوه في البحر حتى أعادوا سهامهم الثالثة فكان من المدحضين . فلما رأى ذلك ألقى نفسه في البحر ، وذلك تحت الليل فابتلعه الحوت . وروي أنه لما ركب في السفينة تقنع ورقد فساروا غير بعيد إذ جاءتهم ريح كادت السفينة أن تغرق ، فاجتمع أهل السفينة فدعوا فقالوا : أيقظوا الرجل النائم يدعو معنا ، فدعا الله معهم فرفع الله عنهم تلك الريح . ثم انطلق يونس إلى مكانه فرقد ، فجاءت ريح كادت السفينة أن تغرق ، فأيقظوه ودعوا الله فارتفعت الريح . قال : فبينما هم كذلك إذ رفع حوت عظيم رأسه إليهم أراد أن يبتلع السفينة ، فقال لهم يونس : يا قوم هذا من أجلي ، فلو طرحتموني في البحر لسرتم ولذهب الريح عنكم والروع . قالوا : لا نطرحك حتى نتساهم ، فمن وقعت عليه رميناه في البحر . قال : فتساهموا فوقع على يونس ، فقال لهم : يا قوم اطرحوني ، فمن أجلي أوتيتم ، فقالوا : لا نفعل حتى نتساهم مرة أخرى . ففعلوا فوقع على يونس . فقال لهم : يا قوم اطرحوني ، فمن أجلي أوتيتم ، فذلك قول الله - عز وجل - : فساهم فكان من المدحضين أي : وقع السهم عليه ، فانطلقوا به إلى صدر السفينة ليلقوه في البحر ، فإذا الحوت فاتح فاه ، ثم جاءوا به إلى جانب السفينة ، فإذا بالحوت ، ثم رجعوا به إلى الجانب الآخر ، فإذا بالحوت فاتح فاه ، فلما رأى ذلك ألقى بنفسه فالتقمه الحوت ، فأوحى الله تعالى إلى الحوت : إني لم أجعله لك رزقا ، ولكن جعلت بطنك له وعاء . فمكث في بطن الحوت أربعين ليلة فنادى في الظلمات : أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين وقد تقدم ويأتي . ففي هذا من الفقه أن القرعة كانت معمولا بها في شرع من قبلنا ، وجاءت في شرعنا على ما تقدم في [ آل عمران ] قال ابن العربي : وقد وردت القرعة في الشرع في ثلاثة مواطن . الأول : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه . الثاني : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع إليه أن رجلا أعتق ستة أعبد لا مال له غيرهم ، فأقرع بينهم ، فأعتق اثنين وأرق أربعة . الثالث : أن رجلين اختصما إليه في مواريث قد درست فقال : ( اذهبا وتوخيا الحق ، واستهما ، وليحلل كل واحد منكما صاحبه ) . فهذه ثلاثة مواطن ، وهي القسم في النكاح ، والعتق ، والقسمة ، وجريان القرعة فيها لرفع الإشكال وحسم داء التشهي . واختلف علماؤنا في القرعة بين الزوجات في الغزو على قولين ، الصحيح منهما الإقراع ، وبه قال فقهاء الأمصار . وذلك أن السفر بجميعهن لا يمكن ، واختيار واحدة منهن إيثار ، فلم يبق إلا القرعة . وكذلك في مسألة الأعبد الستة ، فإن كل اثنين منهما ثلث ، وهو القدر الذي يجوز له فيه العتق في مرض الموت ، وتعيينهما بالتشهي لا يجوز شرعا ، فلم يبق إلا القرعة . وكذلك التشاجر إذا وقع في أعيان المواريث لم يميز الحق إلا القرعة ، فصارت أصلا في تعيين المستحق إذا أشكل . قال : والحق عندي أن تجرى في كل مشكل ، فذلك أبين لها وأقوى لفصل الحكم فيها ، وأجلى لرفع الإشكال عنها ، ولذلك قلنا : إن القرعة بين الزوجات في الطلاق كالقرعة بين الإماء في العتق .
الاقتراع على إلقاء الآدمي في البحر لا يجوز . وإنما كان ذلك في يونس وزمانه مقدمة لتحقيق برهانه ، وزيادة في إيمانه ، فإنه لا يجوز لمن كان عاصيا أن يقتل ولا يرمى به في النار أو البحر ، وإنما تجرى عليه الحدود والتعزير على مقدار جنايته . وقد ظن بعض الناس أن البحر إذا هال على القوم فاضطروا إلى تخفيف السفينة أن القرعة تضرب عليهم ، فيطرح بعضهم تخفيفا ، وهذا فاسد ، فإنها لا تخف برمي بعض الرجال ، وإنما ذلك في الأموال ، ولكنهم يصبرون على قضاء الله عز وجل .
أخبر الله - عز وجل - أن يونس كان من المسبحين ، وأن تسبيحه كان سبب نجاته ، ولذلك قيل : إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر . قال ابن عباس : من المسبحين من المصلين . قال قتادة : كان يصلي قبل ذلك لحفظ الله - عز وجل - له فنجاه . وقال الربيع بن أنس : لولا أنه كان له قبل ذلك عمل صالح للبث في بطنه إلى يوم يبعثون قال : ومكتوب في الحكمة - إن العمل الصالح يرفع ربه إذا عثر . وقال مقاتل : من المسبحين من المصلين المطيعين قبل المعصية . وقال وهب : من العابدين . وقال الحسن : ما كان له صلاة في بطن الحوت ، ولكنه قدم عملا صالحا في حال الرخاء فذكره الله به في حال البلاء ، وإن العمل الصالح ليرفع صاحبه ، وإذا عثر وجد متكأ .
قلت : ومن هذا المعنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل فيجتهد العبد ، ويحرص على خصلة من صالح عمله ، يخلص فيها بينه وبين ربه ، ويدخرها ليوم فاقته وفقره ، ويخبئها بجهده ، ويسترها عن خلقه ، يصل إليه نفعها أحوج ما كان إليه . وقد خرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : بينما ثلاثة نفر - في رواية : ممن كان قبلكم - يتماشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم الغار صخرة من الجبل فانطبقت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم الحديث بكماله ، وهو مشهور ، شهرته أغنت عن تمامه . وقال سعيد بن جبير : لما قال في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قذفه الحوت . وقيل : من المسبحين من المصلين في بطن الحوت .
قلت : والأظهر أنه تسبيح اللسان الموافق للجنان ، وعليه يدل حديث أبي هريرة المذكور قبل الذي ذكره الطبري . قال : فسبح في بطن الحوت . قال : فسمعت الملائكة تسبيحه ، فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة . وتكون " كان " على هذا القول زائدة ، أي : فلولا أنه من المسبحين . وفي كتاب أبي داود عن سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : دعاء ذي النون في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع به رجل مسلم في شيء قط إلا استجيب له وقد مضى هذا في سورة [ الأنبياء ] فيونس - عليه السلام - كان قبل مصليا مسبحا ، وفي بطن الحوت كذلك . وفي الخبر : فنودي الحوت : إنا لم نجعل يونس لك رزقا ، إنما جعلناك له حرزا ومسجدا . وقد تقدم .. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)
فلولا أنه كان من المسبحين قال الكسائي : لم تكسر ˝ أن ˝ لدخول اللام ; لأن اللام ليست لها . النحاس : والأمر كما قال ، إنما اللام في جواب لولا . فلولا أنه كان من المسبحين أي : من المصلين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون أي عقوبة له ، أي : يكون بطن الحوت قبرا له إلى يوم القيامة . واختلف كم أقام في بطن الحوت . فقال السدي والكلبي ومقاتل بن سليمان : أربعين يوما . الضحاك : عشرين يوما . عطاء : سبعة أيام . مقاتل بن حيان : ثلاثة أيام . وقيل : ساعة واحدة . والله أعلم .
روى الطبري من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لما أراد الله تعالى ذكره - حبس يونس في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش لحما ، ولا تكسر عظما ، فأخذه ثم هوى به إلى مسكنه من البحر ، فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسا فقال في نفسه : ما هذا ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه وهو في بطن الحوت : ( إن هذا تسبيح دواب البحر ) قال : ( فسبح وهو في بطن الحوت ) قال : ( فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة ) قال : ( ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر ) قالوا : العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح ؟ قال نعم . فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت بقذفه في الساحل ، كما قال تعالى : وهو سقيم . وكان سقمه الذي وصفه به الله - تعالى ذكره - أنه ألقاه الحوت على الساحل كالصبي المنفوس قد نشر اللحم والعظم . وقد روي : أن الحوت سار مع السفينة رافعا رأسه يتنفس فيه يونس ويسبح ، ولم يفارقهم حتى انتهوا إلى البر ، فلفظه سالما لم يتغير منه شيء فأسلموا ، ذكره الزمخشري في تفسيره . وقال ابن العربي : أخبرني غير واحد من أصحابنا عن إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني : أنه سئل عن الباري في جهة ؟ فقال : لا ، هو يتعالى عن ذلك . قيل له : ما الدليل عليه ؟ قال : الدليل عليه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تفضلوني على يونس بن متى فقيل له : ما وجه الدليل في هذا الخبر ؟ فقال : لا أقوله حتى يأخذ ضيفي هذا ألف دينار يقضي بها دينا . فقام رجلان فقالا : هي علينا . فقال : لا يتبع بها اثنين ; لأنه يشق عليه . فقال واحد : هي علي . فقال : إن يونس بن متى رمى بنفسه في البحر فالتقمه الحوت ، فصار في قعر البحر في ظلمات ثلاث ، ونادى لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين كما أخبر الله عنه ، ولم يكن محمد - صلى الله عليه وسلم - حين جلس على الرفرف الأخضر وارتقى به صعدا ، حتى انتهى به إلى موضع يسمع فيه صريف الأقلام ، وناجاه ربه بما ناجاه به ، وأوحى إليه ما أوحى بأقرب إلى الله تعالى من يونس في بطن الحوت في ظلمة البحر .
ذكر الطبري : أن يونس - عليه السلام - لما ركب في السفينة أصاب أهلها عاصف من الريح ، فقالوا : هذه بخطيئة أحدكم . فقال يونس وعرف أنه هو صاحب الذنب : هذه خطيئتي فألقوني في البحر ، وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم . فساهم فكان من المدحضين فقال لهم : قد أخبرتكم أن هذا الأمر بذنبي . وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم الثانية فكان من المدحضين ، وأنهم أبوا أن يلقوه في البحر حتى أعادوا سهامهم الثالثة فكان من المدحضين . فلما رأى ذلك ألقى نفسه في البحر ، وذلك تحت الليل فابتلعه الحوت . وروي أنه لما ركب في السفينة تقنع ورقد فساروا غير بعيد إذ جاءتهم ريح كادت السفينة أن تغرق ، فاجتمع أهل السفينة فدعوا فقالوا : أيقظوا الرجل النائم يدعو معنا ، فدعا الله معهم فرفع الله عنهم تلك الريح . ثم انطلق يونس إلى مكانه فرقد ، فجاءت ريح كادت السفينة أن تغرق ، فأيقظوه ودعوا الله فارتفعت الريح . قال : فبينما هم كذلك إذ رفع حوت عظيم رأسه إليهم أراد أن يبتلع السفينة ، فقال لهم يونس : يا قوم هذا من أجلي ، فلو طرحتموني في البحر لسرتم ولذهب الريح عنكم والروع . قالوا : لا نطرحك حتى نتساهم ، فمن وقعت عليه رميناه في البحر . قال : فتساهموا فوقع على يونس ، فقال لهم : يا قوم اطرحوني ، فمن أجلي أوتيتم ، فقالوا : لا نفعل حتى نتساهم مرة أخرى . ففعلوا فوقع على يونس . فقال لهم : يا قوم اطرحوني ، فمن أجلي أوتيتم ، فذلك قول الله - عز وجل - : فساهم فكان من المدحضين أي : وقع السهم عليه ، فانطلقوا به إلى صدر السفينة ليلقوه في البحر ، فإذا الحوت فاتح فاه ، ثم جاءوا به إلى جانب السفينة ، فإذا بالحوت ، ثم رجعوا به إلى الجانب الآخر ، فإذا بالحوت فاتح فاه ، فلما رأى ذلك ألقى بنفسه فالتقمه الحوت ، فأوحى الله تعالى إلى الحوت : إني لم أجعله لك رزقا ، ولكن جعلت بطنك له وعاء . فمكث في بطن الحوت أربعين ليلة فنادى في الظلمات : أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين وقد تقدم ويأتي . ففي هذا من الفقه أن القرعة كانت معمولا بها في شرع من قبلنا ، وجاءت في شرعنا على ما تقدم في [ آل عمران ] قال ابن العربي : وقد وردت القرعة في الشرع في ثلاثة مواطن . الأول : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه . الثاني : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع إليه أن رجلا أعتق ستة أعبد لا مال له غيرهم ، فأقرع بينهم ، فأعتق اثنين وأرق أربعة . الثالث : أن رجلين اختصما إليه في مواريث قد درست فقال : ( اذهبا وتوخيا الحق ، واستهما ، وليحلل كل واحد منكما صاحبه ) . فهذه ثلاثة مواطن ، وهي القسم في النكاح ، والعتق ، والقسمة ، وجريان القرعة فيها لرفع الإشكال وحسم داء التشهي . واختلف علماؤنا في القرعة بين الزوجات في الغزو على قولين ، الصحيح منهما الإقراع ، وبه قال فقهاء الأمصار . وذلك أن السفر بجميعهن لا يمكن ، واختيار واحدة منهن إيثار ، فلم يبق إلا القرعة . وكذلك في مسألة الأعبد الستة ، فإن كل اثنين منهما ثلث ، وهو القدر الذي يجوز له فيه العتق في مرض الموت ، وتعيينهما بالتشهي لا يجوز شرعا ، فلم يبق إلا القرعة . وكذلك التشاجر إذا وقع في أعيان المواريث لم يميز الحق إلا القرعة ، فصارت أصلا في تعيين المستحق إذا أشكل . قال : والحق عندي أن تجرى في كل مشكل ، فذلك أبين لها وأقوى لفصل الحكم فيها ، وأجلى لرفع الإشكال عنها ، ولذلك قلنا : إن القرعة بين الزوجات في الطلاق كالقرعة بين الإماء في العتق .
الاقتراع على إلقاء الآدمي في البحر لا يجوز . وإنما كان ذلك في يونس وزمانه مقدمة لتحقيق برهانه ، وزيادة في إيمانه ، فإنه لا يجوز لمن كان عاصيا أن يقتل ولا يرمى به في النار أو البحر ، وإنما تجرى عليه الحدود والتعزير على مقدار جنايته . وقد ظن بعض الناس أن البحر إذا هال على القوم فاضطروا إلى تخفيف السفينة أن القرعة تضرب عليهم ، فيطرح بعضهم تخفيفا ، وهذا فاسد ، فإنها لا تخف برمي بعض الرجال ، وإنما ذلك في الأموال ، ولكنهم يصبرون على قضاء الله عز وجل .
أخبر الله - عز وجل - أن يونس كان من المسبحين ، وأن تسبيحه كان سبب نجاته ، ولذلك قيل : إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر . قال ابن عباس : من المسبحين من المصلين . قال قتادة : كان يصلي قبل ذلك لحفظ الله - عز وجل - له فنجاه . وقال الربيع بن أنس : لولا أنه كان له قبل ذلك عمل صالح للبث في بطنه إلى يوم يبعثون قال : ومكتوب في الحكمة - إن العمل الصالح يرفع ربه إذا عثر . وقال مقاتل : من المسبحين من المصلين المطيعين قبل المعصية . وقال وهب : من العابدين . وقال الحسن : ما كان له صلاة في بطن الحوت ، ولكنه قدم عملا صالحا في حال الرخاء فذكره الله به في حال البلاء ، وإن العمل الصالح ليرفع صاحبه ، وإذا عثر وجد متكأ .
قلت : ومن هذا المعنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : من استطاع منكم أن تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل فيجتهد العبد ، ويحرص على خصلة من صالح عمله ، يخلص فيها بينه وبين ربه ، ويدخرها ليوم فاقته وفقره ، ويخبئها بجهده ، ويسترها عن خلقه ، يصل إليه نفعها أحوج ما كان إليه . وقد خرج البخاري ومسلم من حديث ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : بينما ثلاثة نفر - في رواية : ممن كان قبلكم - يتماشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم الغار صخرة من الجبل فانطبقت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم الحديث بكماله ، وهو مشهور ، شهرته أغنت عن تمامه . وقال سعيد بن جبير : لما قال في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قذفه الحوت . وقيل : من المسبحين من المصلين في بطن الحوت .
قلت : والأظهر أنه تسبيح اللسان الموافق للجنان ، وعليه يدل حديث أبي هريرة المذكور قبل الذي ذكره الطبري . قال : فسبح في بطن الحوت . قال : فسمعت الملائكة تسبيحه ، فقالوا : يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة . وتكون ˝ كان ˝ على هذا القول زائدة ، أي : فلولا أنه من المسبحين . وفي كتاب أبي داود عن سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : دعاء ذي النون في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع به رجل مسلم في شيء قط إلا استجيب له وقد مضى هذا في سورة [ الأنبياء ] فيونس - عليه السلام - كان قبل مصليا مسبحا ، وفي بطن الحوت كذلك . وفي الخبر : فنودي الحوت : إنا لم نجعل يونس لك رزقا ، إنما جعلناك له حرزا ومسجدا . وقد تقدم. ❝
❞ هذا رأيي بقواعد العشق الاربعون وانتم ماهو رأيكم💜
في قواعد العشق الاربعون بالغت جدا في شخصية شمس كانه من الانبياء او اكثر ..
منحت شمس قدرات كالتنبؤ بالمستقبل و القدرة عل الرؤية من خلف الباب و هو مغلق ،
واليف لا باس ان تكون شاربا للخمر و ان تغني و ترقص او تكون وقحاً مع الناس المهم انك تعرف الله !!
و لا بأس ان تغير صلالتك بالطريقة التي تريدها ! ثم ان العلاقة بين شمس و جلال الدين ما هي إلا سخافة وتفاهه اهمل عائلته و حياته ليبقى في غرفة مغلقة مع شمس يتحدثان فحسب !!
يعني ان لم تكن سخافة فماهي إلا رواية تحتوي عل عنصر الانتقال الي يمنع الملل و لكنها ليست بتلك الروعة حتى نحتار طويلا في توجهاتها و ارائها ..
ثم إن الكاتبة تميل للشواذ ولا يليق بنا قراءة ما تكتب. ❝ ⏤أليف شافاك
❞ هذا رأيي بقواعد العشق الاربعون وانتم ماهو رأيكم💜
في قواعد العشق الاربعون بالغت جدا في شخصية شمس كانه من الانبياء او اكثر .
منحت شمس قدرات كالتنبؤ بالمستقبل و القدرة عل الرؤية من خلف الباب و هو مغلق ،
واليف لا باس ان تكون شاربا للخمر و ان تغني و ترقص او تكون وقحاً مع الناس المهم انك تعرف الله !!
و لا بأس ان تغير صلالتك بالطريقة التي تريدها ! ثم ان العلاقة بين شمس و جلال الدين ما هي إلا سخافة وتفاهه اهمل عائلته و حياته ليبقى في غرفة مغلقة مع شمس يتحدثان فحسب !!
يعني ان لم تكن سخافة فماهي إلا رواية تحتوي عل عنصر الانتقال الي يمنع الملل و لكنها ليست بتلك الروعة حتى نحتار طويلا في توجهاتها و ارائها .
ثم إن الكاتبة تميل للشواذ ولا يليق بنا قراءة ما تكتب. ❝