❞ غزوة ذات السلاسل ..
وهي وراء وادي القُرى بضم السين الأولى وفتحها لغتان ، وبينها وبين المدينة عشرة أيام ، وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان ، قال ابن سعد : بلغ رسول الله ﷺ أن جمعاً من قضاعة قد تجمَّعُوا يُرِيدُونَ أن يدنُوا إلى أطراف المدينة ، فدعا رسول الله ﷺ عمرو بن العاص ، فعقد له لواء أبيض ، وجعل معه راية سوداء ، وبعثه في ثلاثمئة من سَراة المهاجرين والأنصار ، ومعهم ثلاثون فرساً ، وأمره أن يستعين بمن مر به من بلي ، وعُذْرَة ، ويَلْقَينِ ، فسار الليل ، وكَمَن النهار ، فلما قَرُبَ مِن القوم ، بلغه أن لهم جمعاً كثيراً ، فبعث رافع بن مَكِيثِ الجُهَني إلى رسول الله ﷺ يستمده ، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مئتين ، وعقد له لواء ، وبعث له سَراة المهاجرين والأنصار ، وفيهم أبو بكر وعمر وأمره أن يلحق بعمرو ، وأن يكونا جميعاً ولا يختلفا ، فلما لحق به ، أراد أبو عبيدة أن يَؤُم الناس ، فقال عمرو : إنما قَدِمْتَ عليَّ مدداً وأنا الأمير ، فأطاعه أبو عبيدة ، فكان عمرو يُصلِّي بالناس وسار حتى وطىء بلاد قضاعة ، فدوخها حتى أتى إلى أقصى بلادهم ، ولقي في آخر ذلك جمعاً ، فحمل عليهم المسلمون فهربوا في البلاد ، وتفرَّقُوا ، وبعثَ عوف بن مالك الأشجعي بريداً إلى رسول الله ﷺ فأخبره بقُفولهم وسلامتهم وما كان في غزاتهم ، وذكر ابن إسحاق نزولهم على ماء لِجُذام يقال له : السلسل ، قال : وبذلك سميت ذات السلاسل .
وفي هذه الغزوة احتلم أمير الجيش عمرو بن العاص ، وكانت ليلة باردة ، فخاف على نفسه من الماء ، فتيمم وصلى بأصحابه الصبح ، فذكروا ذلك للنبي ﷺ ، فقال ﷺ يا عمرو ، صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جنب ؟ ) ، فأخبره بالذي منعه من الاغتسال ، وقال : سمعتُ الله يقول { وَلَا نَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ رَحِيمًا } ، فَضَحِكَ رسول الله ﷺ ولم يَقُل شيئاً. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ غزوة ذات السلاسل .
وهي وراء وادي القُرى بضم السين الأولى وفتحها لغتان ، وبينها وبين المدينة عشرة أيام ، وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان ، قال ابن سعد : بلغ رسول الله ﷺ أن جمعاً من قضاعة قد تجمَّعُوا يُرِيدُونَ أن يدنُوا إلى أطراف المدينة ، فدعا رسول الله ﷺ عمرو بن العاص ، فعقد له لواء أبيض ، وجعل معه راية سوداء ، وبعثه في ثلاثمئة من سَراة المهاجرين والأنصار ، ومعهم ثلاثون فرساً ، وأمره أن يستعين بمن مر به من بلي ، وعُذْرَة ، ويَلْقَينِ ، فسار الليل ، وكَمَن النهار ، فلما قَرُبَ مِن القوم ، بلغه أن لهم جمعاً كثيراً ، فبعث رافع بن مَكِيثِ الجُهَني إلى رسول الله ﷺ يستمده ، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مئتين ، وعقد له لواء ، وبعث له سَراة المهاجرين والأنصار ، وفيهم أبو بكر وعمر وأمره أن يلحق بعمرو ، وأن يكونا جميعاً ولا يختلفا ، فلما لحق به ، أراد أبو عبيدة أن يَؤُم الناس ، فقال عمرو : إنما قَدِمْتَ عليَّ مدداً وأنا الأمير ، فأطاعه أبو عبيدة ، فكان عمرو يُصلِّي بالناس وسار حتى وطىء بلاد قضاعة ، فدوخها حتى أتى إلى أقصى بلادهم ، ولقي في آخر ذلك جمعاً ، فحمل عليهم المسلمون فهربوا في البلاد ، وتفرَّقُوا ، وبعثَ عوف بن مالك الأشجعي بريداً إلى رسول الله ﷺ فأخبره بقُفولهم وسلامتهم وما كان في غزاتهم ، وذكر ابن إسحاق نزولهم على ماء لِجُذام يقال له : السلسل ، قال : وبذلك سميت ذات السلاسل .
وفي هذه الغزوة احتلم أمير الجيش عمرو بن العاص ، وكانت ليلة باردة ، فخاف على نفسه من الماء ، فتيمم وصلى بأصحابه الصبح ، فذكروا ذلك للنبي ﷺ ، فقال ﷺ يا عمرو ، صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جنب ؟ ) ، فأخبره بالذي منعه من الاغتسال ، وقال : سمعتُ الله يقول ﴿ وَلَا نَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ رَحِيمًا ﴾ ، فَضَحِكَ رسول الله ﷺ ولم يَقُل شيئاً. ❝
❞ حوار مع صديقي الملحد
قال صاحبي :-
تقول إن القرآن لا يتناقض مع نفسه فما بالك بهذه الآية :
( فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ) 39- الكهف
و الآية الأخرى التي تنقضها :
( و ما تشاءون إلا أن يشاء الله ) 30- الإنسان
ثم نجد القرآن يقول عن حساب المذنبين إنهم سوف يسألون :
( ستكتب شهادتهم و يسألون ) 19- الزخرف
( و إنه لذكر لك و لقومك و سوف تسألون ) 44- الزخرف
و مرة أخرى يقول :
( و لا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ) 78- القصص
و أنهم سوف يعرفون بسيماهم :
( فيؤخذ بالنواصى و الأقدام ) 41- الرحمن
ومرة يقول إنه لا أحد سوف يشد وثاق المجرم .
( ولا يوثق وثاقه أحد ) 26- الفجر
بمعنى أن كل واحد سوف يتكفل بتعذيب نفسه .
( كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) 14- الإسراء
و مرة يقول :
( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) 32- الحاقة
قلت له :
هذه ليست تناقضات .. و لنفكر فيها معاً ، فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر .. آية صريحة تشير إلى حرية العبد و اختياره .. و لكن هذه الحرية لم نأخذها من الله غصباً وغلاباً .. و إنما أعطاها إيانا بمشيئته .. فتأتي الآية الثانية لتشرح ذلك فتقول :
( و ما تشاءون إلا أن يشاء الله )
أي أن حرية العبد "ضمن" مشيئة الرب و ليست ضدها .. أي أن حرية العبد يمكن أن تناقض الرضا الإلهي فتختار المعصية و لكنها لا يمكن أن تناقض المشيئة .. فهي تظل دائماً ضمن المشيئة ، ولو خالفت الرضا .. و هي نقطة دقيقة .. و قلنا إن التسيير الإلهي هو عين التخيبر، لأن الله يختار للعبد من جنس نيته و قلبه.. و معنى ذلك أنه يريد للعبد نفس ما أراد العبد لنفسه بنيته و اختيار قلبه ... أي أن العبد مسير إلى ما اختار .. و معنى ذلك أنه لا إكراه و أنه لا ثنائية و لا تناقض .. و أن التسيير هو عين التخيير .. و هي مسألة من أدق المسائل في فهم لغز المخير و المسير .. و ما تسميه أنت تناقضاً هو في الحقيقة جلاء ذلك السر .
أما الآيات الواردة عن الحساب فإن كل آية تعنى طائفة مختلفة ، فهناك من سوف يسأل و تطلب شهادته ، و هناك من ستكون ذنوبه من الكثرة بحيث تطفح على وجهه ، و هؤلاء هم الذين سوف يعرفون بسيماهم فيؤخذون بالنواصى و الأقدام ، و هناك المعاند المنكر الذي سوف تشهد عليه يداه ورجلاه :
( اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) 65- يس
و هناك من سيكون حسيباً على نفسه يعذبها بالندم و يشد وثاقها بالحسرة .. و هو الذي لا يوثق وثاقه أحد .. و هناك أكابر المجرمين الجبارين الذين سوف يكذبون على الله ، و هم يواجهونه و يحلفون الكذب و هم في الموقف العظيم :
( يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم و يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ) 18- المجادلة
و هؤلاء هم الذين سوف يسحبون على وجوههم و يوثقون في السلاسل .. و أبو حامد الغزالي يفسر هذه السلاسل بأنها سلاسل الأسباب .
- وما رأيك في كلام القرآن عن العلم الإلهي ؟ :
( إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدرى نفس ماذا تكسب غداً و ما تدرى نفس بأي أرض تموت ) 34- لقمان
يقول القرآن إن الله اختص نفسه بهذا العلم لا يعلمه غيره :
( و عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) 51- الأنعام
فما بالك الآن بالطبيب الذي يستطيع أن يعلم ما بالأرحام ، ويستطيع أن يتنبأ إن كان ذكراً أم أنثى .. و ما بالك بالعلماء الذين أنزلوا المطر الصناعي بالأساليب الكيماوية .
- لم يتكلم القرآن عن إنزال المطر وإنما عن إنزال الغيث ، و هو المطر الغزير الكثيف الذي ينزل بكميات تكفى لتغيير مصير أمة و إغاثتها و نقلها من حال الجدب إلى حال الخصب و الرخاء .. و المطر بهذه الكميات لا يمكن إنزاله بتجربة .
أما علم الله لما في الأرحام فهو علم كلي محيط و ليس فقط علماً بجنس المولود هل هو ذكر أو أنثى ، و إنما علم بمن يكون ذلك المولود و ما شأنه و ماذا سيفعل في الدنيا ، و ما تاريخه من يوم يولد إلى يوم يموت : و هو أمر لا يستطيع أن يعلمه طبيب .
- و ما حكاية كرسي الله الذي تقولون إنه وسع السموات والأرض .. و عرش الله الذي يحمله ثمانية .
- إن عقلك يسع السموات والأرض و أنت البشر الذي لا تذكر .. فكيف لا يسعها كرسي الله .. و الأرض و الشمس و الكواكب و النجوم وا لمجرات محمولة بقوة الله في الفضاء .. فكيف تعجب لحمل عرش ..
- و ما هو الكرسي و ما العرش ؟
- قل لي ما الإلكترون أقل لك ما الكرسي ؟ قل لي ما الكهرباء ؟ قل لي ما الجاذبية ؟ قل لي ما الزمان ؟ إنك لا تعرف ماهية أي شيء لتسألني ما الكرسي و ما العرش ؟ إن العالم مملوء بالأسرار و هذه بعض أسراره .
- و النملة التي تكلمت في القرآن و حذرت بقية النمل من قدوم سليمان و جيشه :
( قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده ) 18- النمل
- لو قرأت القليل عن علم الحشرات الآن لما سألت هذا السؤال .. إن علم الحشرات حافل بدراسات مستفيضة عن لغة النمل و لغة النحل .
و لغة النمل الآن حقيقة مؤكدة .. فما كان من الممكن أن تتوزع الوظائف في خلية من مئات الألوف و يتم التنظيم و تنقل الأوامر و التعليمات بين هذا الحشد الحاشد لولا أن هناك لغة للتفاهم ، و لا محل للعجب في أن نملة عرفت سليمان .. ألم يعرف الإنسان الله ؟
- و كيف يمحو الله ما يكتب في لوح قضائه :
( يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب ) 38- الرعد
أيخطيء ربكم كما نخطيء في الحساب فنمحو و نثبت .. أم يراجع نفسه كما نراجع أنفسنا ؟!
- الله يمحو السيئة بأن يلهمك بالحسنة ويقول في كتابه :
( إن الحسنات يذهبن السيئات ) 114- هود
و يقول عن عباده الصالحين : ( و أوحينا إليهم فعل الخيرات و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة ) 73- الأنبياء
و بذلك يمحو الله دون أن يمحو و هذا سر الآية 39 من سورة الرعد التي ذكرتها .
- و ما رأيك في الآية ؟
( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) 56- الذاريات
هل كان الله في حاجة لعبادتنا ؟!
- بل نحن المحتاجون لعبادته .. أتعبد المرأة الجميلة حباً بأمر تكليف ، أم أنك تلتذ بهذا الحب و تنتشي و تسعد لتذوقك لجمالها ؟
كذلك الله و هو الأجمل من كل جميل إذا عرفت جلاله و جماله و قدره عبدته ، و وجدت في عبادتك له غاية السعادة و النشوة .
إن العبادة عندنا لا تكون إلا عن معرفة .. والله لا يعبد إلا بالعلم .. و معرفة الله هي ذروة المعارف كلها ، و نهاية رحلة طويلة من المعارف تبدأ منذ الميلاد و أول ما يعرف الطفل عند ميلاده هو ثدي أمه ، و تلك أول لذة ، ثم يتعرف على أمه وأبيه و عائلته و مجتمعه و بيئته ، ثم يبدأ في استغلال هذه البيئة لمنفعته ، فإذا هي ثدي آخر كبير يدر عليه الثراء و المغانم و الملذات ، فهو يخرج من الأرض الذهب و الماس ، و من البحر اللآليء ، و من الزرع الفواكه و الثمار ، و تلك هي اللذة الثانية في رحلة المعرفة .
ثم ينتقل من معرفته لبيئته الأرضية ليخرج إلى السموات و يضع رجله على القمر ، و يطلق سفائنه إلى المريخ في ملاحة نحو المجهول ليستمتع بلذة أخرى أكبر هي لذة استطلاع الكون ، ثم يرجع ذلك الملاح ليسأل نفسه .. و من أنا الذي عرفت هذا كله .. ليبدأ رحلة معرفة جديدة إلى نفسه .. بهدف معرفة نفسه و التحكم في طاقاتها و إدارتها لصالحه و صالح الآخرين ، و تلك لذة أخرى ..
ثم تكون ذروة المعارف بعد معرفة النفس هي معرفة الرب الذي خلق تلك النفس .. و بهذه المعرفة الأخيرة يبلغ الإنسان ذروة السعادات ، لأنه يلتقى بالكامل المتعال الأجمل من كل جميل .. تلك هي رحلة العابد على طريق العبادة .. و كلها ورود و مسرات ..
و إذا كانت في الحياة مشقة ، فلأن قاطف الورود لابد أن تدمي يديه الأشواك .. و الطامع في ذرى اللانهاية لابد أن يكدح إليها .. و لكن وصول العابد إلى معرفة ربه و انكشاف الغطاء عن عينيه .. ما أروعه .
يقول الصوفي لابس الخرقة : " نحن في لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف "
تلك هي لذة العبادة الحقة .. و هي من نصيب العابد .. و لكن الله في غنى عنها و عن العالمين .. و نحن لا نعبده بأمر تكليف و لكنا نعبده لأننا عرفنا جماله و جلاله .. و نحن لا نجد في عبادته ذلاً بل تحرراً و كرامة .. تحرراً من كل عبوديات الدنيا .. تحرراً من الشهوات و الغرائز و الأطماع و المال .. و نحن نخاف الله فلا نعود نخاف أحداً بعده و لا نعود نعبأ بأحد ..
خوف الله شجاعة .. و عبادته حرية .. و الذل له كرامة .. و معرفته يقين و تلك هي العبادة ..
نحن الذين نجني أرباحها و مسراتها .. أما الله فهو الغني عن كل شيء .. إنما خلقنا الله ليعطينا لا ليأخذ منا .. خلقنا ليخلع علينا من كمالاته فهو السميع البصير ، و قد أعطانا سمعاً و بصراً و هو العليم الخبير ، و قد أعطانا العقل لنتزود من علمه ، و الحواس لنتزود من خبرته و هو يقول لعبده المقرب في الحديث القدسى : ( عبد أطعني أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون ) ..
ألم يفعل هذا لعيسى عليه السلام .. فكان عيسى يحي الموتى بإذنه و يخلق من الطين طيراً بإذنه و يشفى الأعمى و الأبرص بإذنه .
العبودية لله إذن هي عكس العبودية في مفهومنا .. فالعبودية في مفهومنا هي أن يأخذ السيد خير العبد ، أما العبودية لله فهي على العكس ، أن يعطى السيد عبده ما لا حدود له من النعم ، و يخلع عليه ما لا نهاية من الكمالات .. فحينما يقول الله : ( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فمعناها الباطن ما خلقت الجن والإنس إلا لأعطيهم و أمنحهم حباً و خيراً ، و كرامة و عزة ، و أخلع عليهم ثوب التشريف و الخلافة .
فالسيد الرب غني مستغن عن عبادتنا .. و نحن المحتاجون إلى هذه العبادة و الشرف ، و المواهب و الخيرات التي لا حد لها .
فالله الكريم سمح لنا أن ندخل عليه في أي وقت بلا ميعاد ، و نبقى في حضرته ما شئنا و ندعوه ما وسعنا .. بمجرد أن نبسط سجادة الصلاة و نقول "الله أكبر" نصبح في حضرته نطلب منه ما نشاء .
أين هو الملك الذي نستطيع أن ندخل عليه بلا ميعاد و نلبث في حضرته ما نشاء ؟!
و في ذلك يقول مولانا العبد الصالح الشيخ محمد متولي الشعراوي في شعر جميل :
حسب نفسي عزاً إنني عبد
يحتفل بي بلا مواعيد رب
هو في قدسه الأعز و لكن
أنا ألقى متى وحين أحب
و يقول : أرونى صنعة تعرض على صانعها خمس مرات في اليوم "يقصد الصلوات الخمس " و تتعرض للتلف !
و هذه بعض المعاني الباطنة في الآية التي أثارت شكوكك : ( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) و لو تأملتها لما أثارت فيك إلا الذهول و الإعجاب .
من كتاب / حوار مع صديقي الملحد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حوار مع صديقي الملحد
قال صاحبي :-
تقول إن القرآن لا يتناقض مع نفسه فما بالك بهذه الآية :
( فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ) 39- الكهف
و الآية الأخرى التي تنقضها :
( و ما تشاءون إلا أن يشاء الله ) 30- الإنسان
ثم نجد القرآن يقول عن حساب المذنبين إنهم سوف يسألون :
( ستكتب شهادتهم و يسألون ) 19- الزخرف
( و إنه لذكر لك و لقومك و سوف تسألون ) 44- الزخرف
و مرة أخرى يقول :
( و لا يسأل عن ذنوبهم المجرمون ) 78- القصص
و أنهم سوف يعرفون بسيماهم :
( فيؤخذ بالنواصى و الأقدام ) 41- الرحمن
ومرة يقول إنه لا أحد سوف يشد وثاق المجرم .
( ولا يوثق وثاقه أحد ) 26- الفجر
بمعنى أن كل واحد سوف يتكفل بتعذيب نفسه .
( كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) 14- الإسراء
و مرة يقول :
( ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ) 32- الحاقة
قلت له :
هذه ليست تناقضات . و لنفكر فيها معاً ، فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر . آية صريحة تشير إلى حرية العبد و اختياره . و لكن هذه الحرية لم نأخذها من الله غصباً وغلاباً . و إنما أعطاها إيانا بمشيئته . فتأتي الآية الثانية لتشرح ذلك فتقول :
( و ما تشاءون إلا أن يشاء الله )
أي أن حرية العبد ˝ضمن˝ مشيئة الرب و ليست ضدها . أي أن حرية العبد يمكن أن تناقض الرضا الإلهي فتختار المعصية و لكنها لا يمكن أن تناقض المشيئة . فهي تظل دائماً ضمن المشيئة ، ولو خالفت الرضا . و هي نقطة دقيقة . و قلنا إن التسيير الإلهي هو عين التخيبر، لأن الله يختار للعبد من جنس نيته و قلبه. و معنى ذلك أنه يريد للعبد نفس ما أراد العبد لنفسه بنيته و اختيار قلبه .. أي أن العبد مسير إلى ما اختار . و معنى ذلك أنه لا إكراه و أنه لا ثنائية و لا تناقض . و أن التسيير هو عين التخيير . و هي مسألة من أدق المسائل في فهم لغز المخير و المسير . و ما تسميه أنت تناقضاً هو في الحقيقة جلاء ذلك السر .
أما الآيات الواردة عن الحساب فإن كل آية تعنى طائفة مختلفة ، فهناك من سوف يسأل و تطلب شهادته ، و هناك من ستكون ذنوبه من الكثرة بحيث تطفح على وجهه ، و هؤلاء هم الذين سوف يعرفون بسيماهم فيؤخذون بالنواصى و الأقدام ، و هناك المعاند المنكر الذي سوف تشهد عليه يداه ورجلاه :
( اليوم نختم على أفواههم و تكلمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) 65- يس
و هناك من سيكون حسيباً على نفسه يعذبها بالندم و يشد وثاقها بالحسرة . و هو الذي لا يوثق وثاقه أحد . و هناك أكابر المجرمين الجبارين الذين سوف يكذبون على الله ، و هم يواجهونه و يحلفون الكذب و هم في الموقف العظيم :
( يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم و يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ) 18- المجادلة
و هؤلاء هم الذين سوف يسحبون على وجوههم و يوثقون في السلاسل . و أبو حامد الغزالي يفسر هذه السلاسل بأنها سلاسل الأسباب .
- وما رأيك في كلام القرآن عن العلم الإلهي ؟ :
( إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدرى نفس ماذا تكسب غداً و ما تدرى نفس بأي أرض تموت ) 34- لقمان
يقول القرآن إن الله اختص نفسه بهذا العلم لا يعلمه غيره :
( و عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) 51- الأنعام
فما بالك الآن بالطبيب الذي يستطيع أن يعلم ما بالأرحام ، ويستطيع أن يتنبأ إن كان ذكراً أم أنثى . و ما بالك بالعلماء الذين أنزلوا المطر الصناعي بالأساليب الكيماوية .
- لم يتكلم القرآن عن إنزال المطر وإنما عن إنزال الغيث ، و هو المطر الغزير الكثيف الذي ينزل بكميات تكفى لتغيير مصير أمة و إغاثتها و نقلها من حال الجدب إلى حال الخصب و الرخاء . و المطر بهذه الكميات لا يمكن إنزاله بتجربة .
أما علم الله لما في الأرحام فهو علم كلي محيط و ليس فقط علماً بجنس المولود هل هو ذكر أو أنثى ، و إنما علم بمن يكون ذلك المولود و ما شأنه و ماذا سيفعل في الدنيا ، و ما تاريخه من يوم يولد إلى يوم يموت : و هو أمر لا يستطيع أن يعلمه طبيب .
- و ما حكاية كرسي الله الذي تقولون إنه وسع السموات والأرض . و عرش الله الذي يحمله ثمانية .
- إن عقلك يسع السموات والأرض و أنت البشر الذي لا تذكر . فكيف لا يسعها كرسي الله . و الأرض و الشمس و الكواكب و النجوم وا لمجرات محمولة بقوة الله في الفضاء . فكيف تعجب لحمل عرش .
- و ما هو الكرسي و ما العرش ؟
- قل لي ما الإلكترون أقل لك ما الكرسي ؟ قل لي ما الكهرباء ؟ قل لي ما الجاذبية ؟ قل لي ما الزمان ؟ إنك لا تعرف ماهية أي شيء لتسألني ما الكرسي و ما العرش ؟ إن العالم مملوء بالأسرار و هذه بعض أسراره .
- و النملة التي تكلمت في القرآن و حذرت بقية النمل من قدوم سليمان و جيشه :
( قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده ) 18- النمل
- لو قرأت القليل عن علم الحشرات الآن لما سألت هذا السؤال . إن علم الحشرات حافل بدراسات مستفيضة عن لغة النمل و لغة النحل .
و لغة النمل الآن حقيقة مؤكدة . فما كان من الممكن أن تتوزع الوظائف في خلية من مئات الألوف و يتم التنظيم و تنقل الأوامر و التعليمات بين هذا الحشد الحاشد لولا أن هناك لغة للتفاهم ، و لا محل للعجب في أن نملة عرفت سليمان . ألم يعرف الإنسان الله ؟
- و كيف يمحو الله ما يكتب في لوح قضائه :
( يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب ) 38- الرعد
أيخطيء ربكم كما نخطيء في الحساب فنمحو و نثبت . أم يراجع نفسه كما نراجع أنفسنا ؟!
- الله يمحو السيئة بأن يلهمك بالحسنة ويقول في كتابه :
( إن الحسنات يذهبن السيئات ) 114- هود
و يقول عن عباده الصالحين : ( و أوحينا إليهم فعل الخيرات و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة ) 73- الأنبياء
و بذلك يمحو الله دون أن يمحو و هذا سر الآية 39 من سورة الرعد التي ذكرتها .
- و ما رأيك في الآية ؟
( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) 56- الذاريات
هل كان الله في حاجة لعبادتنا ؟!
- بل نحن المحتاجون لعبادته . أتعبد المرأة الجميلة حباً بأمر تكليف ، أم أنك تلتذ بهذا الحب و تنتشي و تسعد لتذوقك لجمالها ؟
كذلك الله و هو الأجمل من كل جميل إذا عرفت جلاله و جماله و قدره عبدته ، و وجدت في عبادتك له غاية السعادة و النشوة .
إن العبادة عندنا لا تكون إلا عن معرفة . والله لا يعبد إلا بالعلم . و معرفة الله هي ذروة المعارف كلها ، و نهاية رحلة طويلة من المعارف تبدأ منذ الميلاد و أول ما يعرف الطفل عند ميلاده هو ثدي أمه ، و تلك أول لذة ، ثم يتعرف على أمه وأبيه و عائلته و مجتمعه و بيئته ، ثم يبدأ في استغلال هذه البيئة لمنفعته ، فإذا هي ثدي آخر كبير يدر عليه الثراء و المغانم و الملذات ، فهو يخرج من الأرض الذهب و الماس ، و من البحر اللآليء ، و من الزرع الفواكه و الثمار ، و تلك هي اللذة الثانية في رحلة المعرفة .
ثم ينتقل من معرفته لبيئته الأرضية ليخرج إلى السموات و يضع رجله على القمر ، و يطلق سفائنه إلى المريخ في ملاحة نحو المجهول ليستمتع بلذة أخرى أكبر هي لذة استطلاع الكون ، ثم يرجع ذلك الملاح ليسأل نفسه . و من أنا الذي عرفت هذا كله . ليبدأ رحلة معرفة جديدة إلى نفسه . بهدف معرفة نفسه و التحكم في طاقاتها و إدارتها لصالحه و صالح الآخرين ، و تلك لذة أخرى .
ثم تكون ذروة المعارف بعد معرفة النفس هي معرفة الرب الذي خلق تلك النفس . و بهذه المعرفة الأخيرة يبلغ الإنسان ذروة السعادات ، لأنه يلتقى بالكامل المتعال الأجمل من كل جميل . تلك هي رحلة العابد على طريق العبادة . و كلها ورود و مسرات .
و إذا كانت في الحياة مشقة ، فلأن قاطف الورود لابد أن تدمي يديه الأشواك . و الطامع في ذرى اللانهاية لابد أن يكدح إليها . و لكن وصول العابد إلى معرفة ربه و انكشاف الغطاء عن عينيه . ما أروعه .
يقول الصوفي لابس الخرقة : ˝ نحن في لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف ˝
تلك هي لذة العبادة الحقة . و هي من نصيب العابد . و لكن الله في غنى عنها و عن العالمين . و نحن لا نعبده بأمر تكليف و لكنا نعبده لأننا عرفنا جماله و جلاله . و نحن لا نجد في عبادته ذلاً بل تحرراً و كرامة . تحرراً من كل عبوديات الدنيا . تحرراً من الشهوات و الغرائز و الأطماع و المال . و نحن نخاف الله فلا نعود نخاف أحداً بعده و لا نعود نعبأ بأحد .
خوف الله شجاعة . و عبادته حرية . و الذل له كرامة . و معرفته يقين و تلك هي العبادة .
نحن الذين نجني أرباحها و مسراتها . أما الله فهو الغني عن كل شيء . إنما خلقنا الله ليعطينا لا ليأخذ منا . خلقنا ليخلع علينا من كمالاته فهو السميع البصير ، و قد أعطانا سمعاً و بصراً و هو العليم الخبير ، و قد أعطانا العقل لنتزود من علمه ، و الحواس لنتزود من خبرته و هو يقول لعبده المقرب في الحديث القدسى : ( عبد أطعني أجعلك ربانيا تقول للشيء كن فيكون ) .
ألم يفعل هذا لعيسى عليه السلام . فكان عيسى يحي الموتى بإذنه و يخلق من الطين طيراً بإذنه و يشفى الأعمى و الأبرص بإذنه .
العبودية لله إذن هي عكس العبودية في مفهومنا . فالعبودية في مفهومنا هي أن يأخذ السيد خير العبد ، أما العبودية لله فهي على العكس ، أن يعطى السيد عبده ما لا حدود له من النعم ، و يخلع عليه ما لا نهاية من الكمالات . فحينما يقول الله : ( و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فمعناها الباطن ما خلقت الجن والإنس إلا لأعطيهم و أمنحهم حباً و خيراً ، و كرامة و عزة ، و أخلع عليهم ثوب التشريف و الخلافة .
فالسيد الرب غني مستغن عن عبادتنا . و نحن المحتاجون إلى هذه العبادة و الشرف ، و المواهب و الخيرات التي لا حد لها .
فالله الكريم سمح لنا أن ندخل عليه في أي وقت بلا ميعاد ، و نبقى في حضرته ما شئنا و ندعوه ما وسعنا . بمجرد أن نبسط سجادة الصلاة و نقول ˝الله أكبر˝ نصبح في حضرته نطلب منه ما نشاء .
أين هو الملك الذي نستطيع أن ندخل عليه بلا ميعاد و نلبث في حضرته ما نشاء ؟!
و في ذلك يقول مولانا العبد الصالح الشيخ محمد متولي الشعراوي في شعر جميل :
حسب نفسي عزاً إنني عبد
يحتفل بي بلا مواعيد رب
هو في قدسه الأعز و لكن
أنا ألقى متى وحين أحب
و يقول : أرونى صنعة تعرض على صانعها خمس مرات في اليوم ˝يقصد الصلوات الخمس ˝ و تتعرض للتلف !
و هذه بعض المعاني الباطنة في الآية التي أثارت شكوكك : ( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) و لو تأملتها لما أثارت فيك إلا الذهول و الإعجاب .
من كتاب / حوار مع صديقي الملحد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ الشوق
اشتقت له وشوقه يكاد أن يقتلني
أتساءل أهذا حبا أم سهم يخترقني
بعده عني يكاد أن يخنقني
وقلبي ولعا به يؤلمني
في النفس نيران حب تحرقني
أما من شيء من مصيبة ينقذني
وعن هذا العشق يبعدوني
أ، أطلب منه أن يحبني
أم، أصمت والصمت يجرحني
أخشى من أن تبعده الدنيا عني
وأنا التي لا أملك من حبه سوى نظرة عيني
والخوف من الأيام أن تحرمني
يجعلني أتساءل ما الذي يصبرني
كم هو صعب الشعور أن السلاسل تكبلني
ولا وجود لشيء يؤنسني
آه، لو أجد من يخرجني
وعن بحر عشقه يبعدني…. ❝ ⏤Khoul 93
❞ الشوق
اشتقت له وشوقه يكاد أن يقتلني
أتساءل أهذا حبا أم سهم يخترقني
بعده عني يكاد أن يخنقني
وقلبي ولعا به يؤلمني
في النفس نيران حب تحرقني
أما من شيء من مصيبة ينقذني
وعن هذا العشق يبعدوني
أ، أطلب منه أن يحبني
أم، أصمت والصمت يجرحني
أخشى من أن تبعده الدنيا عني
وأنا التي لا أملك من حبه سوى نظرة عيني
والخوف من الأيام أن تحرمني
يجعلني أتساءل ما الذي يصبرني
كم هو صعب الشعور أن السلاسل تكبلني
ولا وجود لشيء يؤنسني
آه، لو أجد من يخرجني
وعن بحر عشقه يبعدني…. ❝
❞ يا دامي العينين والكفين
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
ولا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما ...
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل. ❝ ⏤محمود درويش
❞ يا دامي العينين والكفين
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
ولا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما ..
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل. ❝
❞ اقتباس من كتاب
وصف الذات الالهية وفق رؤية الكتاب المقدس
وبعض الفرق الضالة من المسلمين
بقلم د محمد عمر
عقيدة التعطيل عند النصاري
ايها الاخوة الاحباب لابد ان تعلموا ان عقيدة التعطيل عند النصاري الكتابيين فتحت عليهم بابا واسعا من ابواب الضلال وسببا كبيرا لانحرافهم عن منهج الانبياء والمرسلين فتعالو بنا نتعرف علي هذه العقيدة
فبعد ان تعرفنا علي عقيدة الانبياء والمرسلين وامنا ان الله عز وجل له ذات الهية لا تشبه الذوات المخلوقة وان الله عز وجل اكبر من جميع خلقه فلا يحيط به شيئا من خلقه وانه مستوي علي عرشه فوق السموات العلي وان السماء موطئ قدميه وانه له كمال الصفات التي تخصه سبحانه وتعالي دون احد من خلقه فله ذات الهية لا تشبة ذوات البشر وقد اثبت لنفسه صفات لابد ان نؤمن بها دون اي تشبيه او تعطيل او تمثيل باحد من خلقه فالله عز وجل له وجه الهي وله عين الهية وله قبضة الهية وله يد الهية الي اخر ما وصف الله عز وجل نفسه وهو فوق السماء علي عرشه
فلما جاء اهل التعطيل المضللين من الاحباروالرهبان فقد نفوا كل صفات الذات الالهية وحولوها الي روح
صارات تنزل علي الارض فتحل في البشر فيتحول هذا الانسان الذي حلت فيه روح الاله الي كائن خارق ياتي افعال خارقة لا تتناسب مع طبيعته البشرية فان قلت لهم انه انسان فكيف يفعل كذا وكذا فهذا ضد الفطرة البشرية فسرعان ما يسبقك بقوله حل فيه روح الرب فصار ياتي بقدرات الاله بجسده البشري ومن تتبع صفحات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد فيجد مئات الاشخاص الذين اعتقدوا فكر الحلول وحلت فيهم روح الاله فاتو بالعجب العجاب وليس عندنا ابلغ من قصة شمشون مع دليلة الموجودة بسفر القضاء الاصحاح الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر من اول القصة الي اخرها
فهذا شمشون حلت عليه روح الرب فشق الاسد نصفين كشق الجدي وليس في يده شئ ثم في اليوم السابع حل عليه روح الرب فنزل الي اشقلون وقتل منهم ثلاثون رجلا واخذ سلبهم ثم ذهب شمشون وامسك ثلاث مئة ابن اوي واخذ مشاعل وجعل ذنبا الي ذنب ووضع مشعلا بين كل ذنبين في الوسط ثم اضرم المشاعل نارا واطلقها بين زروع الفلسطينيين فاحرق الزروع وكرم الزيتون.
فهل يفعل هذا الا رجل خارقه وما سر هذه القوة الا لان روح الرب حلت فيه فصارت قدرة الله في الجسد البشري
ثم لما اوثقه ثلاثة الاف رجل من يهوذا فربطوه بحبلين جديدين حلت ايضا عليه روح الله فكان الحبلان اللذان علي ذراعيه ككتان احرق بالنار فانحل الوثاق عن يديه ووجد لحي حمار طريا فمد يده واخذه وضرب به الف رجل ثم راح يصيح بلحي حمار كومة كومتين بلحي حمار قتلت الف رجل
ايها السادة من هذا الرجل الذي قتل الف رجل بفك حمار ميت هل هذا بشر ام اله قادر مقتدر؟
ومن العجيب ان هذا الرجل دخل الي مدينة غزة ورائ هناك امراة زانية فدخل اليها ايها السادة انتبهوا فان شمشون هذا ليس نبيا ولا صالحا انما هو احد الزناه الذي جعله الاحبار بطل لهذه الاسطورة التي حولت جسده الا محلا لروح الاله تحل فيه فتحوله الي فارس مغوار لا سابق مثله ولا لاحق
ومن العجيب ان هذا الرجل الاسطورة انما تسلطت عليه هذه المرة الزانية دليلة كي توثقه وتسلمه الي اعداءه بعد ان خدعها ثلاث مرات ولم يخبرها بسر قوته وهي حلول روح الرب عليه وانه لا يعلو موسي فوق راسه وانه نذير الله من بطن امه وانظر الي هذه الهرطقه في قوله انه اعظم من موسي عليه السلام
لكنه اخبرها انه ان حلق راسه فارقته روح الله فيال العجب فالمراة لما قامت بحلق شعر شمشون فاذا بروح الله قد فارقت جسد ه فسرعان ما قبض عليه الفلسطينييون واوثقوه بالسلاسل واذلوه ثم انظر الي هذا المشهد الاخير بعد ان اوثقوه ووضعوه في بيت وكان علي سطح المنزل اكثر من ثلاثة الاف شخص ينظرون لعب شمشون فحلت روح الرب عليه مرة اخري فدفع شمشون بالعمودين القائم عليهما المنزل واستند الي احدهما بيمينه والاخر بيساره فسقط البيت علي جميع الاقطاب وعلي الشعب الذي فيه فكان الموتي الذين اماتهم في موته اكثر من الذين اماتهم في حياته
فمن يدلنا علي ما هية الروح التي كانت تحل في جسد شمشون ما اجل ذلك اتي بكل هذه الاحداث؟
ولم يكن شمشون وحده هو من حلت فيه روح الرب لكن هناك المئات من اشخاص اخرين حلت فيهم روح الله علي طريقة عقيدة التعطيل فاتو بخوارق بشرية لا يستطيها البشر ونسبوها الي حلول روح الله عليهم
هذه العقيدة الفاسدة التي اضاعوا وعطلوا بها عقيدة الانبياء والملرسلين في ان الله عز وجل متمايز عن خلقه وانه علي عرشه والارض جميعا قبضته والسماء موطئ قدميه
نفس هذه العقيدة التي اعتقدها عباد القبور المشعوزين من الشيعة والصوفية المضللين الذين يدلسون علي الناس ان احمد البدوي مد يده من طنطا ليدفع بها رجلا في بغداد بالعراق وان كثيرا من شيوخهم المهرطقين يطيرون في لحظات ليصلوا الصلاة في مكة المكرمة ثم يعودون الي اماكنهم في لمح البصر
وما نراه الا الضلال المتوارث تحقيقا لنبؤءة النبي حيث قال لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبرا وذراع بذراع حتي لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه خلفهم قالو من يا رسول الله اليهود والنصاري قال فمن ؟
والمجمل من القول ان الشيعة والصوفية انما اعتقدوا بعقيدة التعطيل التي قال بها قبلهم النصاري الكتابيين اعاذنا الله من شرور عقيدة التعطيل وما يتبعها من عقيدة الحلول والاتحاد التي بدلو بها عقيدة الانبياء والمرسلين
ومن الجدير بالذكر ان الاشاعرة والماتريدية الذين ينتسبون الي ابو الحسن الاشعري وابو منصور الماتريدي انما يؤمنون ايضا بعقيدة التعطيل التي بداءها النصاري واعتقدها خلفهم الشيعة والصوفية الذين اتبعو عقيدة الجعد بن درهم وهو اول من قال بعقيدة التعطيل بين المسلمين فنفي ان يكون لله وجه او قبضة او عين ونفي ان الله كلم موسي بن عمران ونفي ان يكون لله ذات الهية فوق العرش.
وحول الله عز وجل الي روح فان سالت احد اتباعه اين الله فسوف تجد اجابته هي ان الله في كل مكان فكانه اتباع السنن الذي انزل الذات الالهية من فوق العرش لتصير روحا تحل وسط كون الله تعالي فقال انها حلت في الاولياء فصارت نفسها عقيدة الحلول التي قال بها احبار النصاري اعاذنا الله من ضلالهم انه عزيز حكيم .
انتهي............... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ اقتباس من كتاب
وصف الذات الالهية وفق رؤية الكتاب المقدس
وبعض الفرق الضالة من المسلمين
بقلم د محمد عمر
عقيدة التعطيل عند النصاري
ايها الاخوة الاحباب لابد ان تعلموا ان عقيدة التعطيل عند النصاري الكتابيين فتحت عليهم بابا واسعا من ابواب الضلال وسببا كبيرا لانحرافهم عن منهج الانبياء والمرسلين فتعالو بنا نتعرف علي هذه العقيدة
فبعد ان تعرفنا علي عقيدة الانبياء والمرسلين وامنا ان الله عز وجل له ذات الهية لا تشبه الذوات المخلوقة وان الله عز وجل اكبر من جميع خلقه فلا يحيط به شيئا من خلقه وانه مستوي علي عرشه فوق السموات العلي وان السماء موطئ قدميه وانه له كمال الصفات التي تخصه سبحانه وتعالي دون احد من خلقه فله ذات الهية لا تشبة ذوات البشر وقد اثبت لنفسه صفات لابد ان نؤمن بها دون اي تشبيه او تعطيل او تمثيل باحد من خلقه فالله عز وجل له وجه الهي وله عين الهية وله قبضة الهية وله يد الهية الي اخر ما وصف الله عز وجل نفسه وهو فوق السماء علي عرشه
فلما جاء اهل التعطيل المضللين من الاحباروالرهبان فقد نفوا كل صفات الذات الالهية وحولوها الي روح
صارات تنزل علي الارض فتحل في البشر فيتحول هذا الانسان الذي حلت فيه روح الاله الي كائن خارق ياتي افعال خارقة لا تتناسب مع طبيعته البشرية فان قلت لهم انه انسان فكيف يفعل كذا وكذا فهذا ضد الفطرة البشرية فسرعان ما يسبقك بقوله حل فيه روح الرب فصار ياتي بقدرات الاله بجسده البشري ومن تتبع صفحات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد فيجد مئات الاشخاص الذين اعتقدوا فكر الحلول وحلت فيهم روح الاله فاتو بالعجب العجاب وليس عندنا ابلغ من قصة شمشون مع دليلة الموجودة بسفر القضاء الاصحاح الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر من اول القصة الي اخرها
فهذا شمشون حلت عليه روح الرب فشق الاسد نصفين كشق الجدي وليس في يده شئ ثم في اليوم السابع حل عليه روح الرب فنزل الي اشقلون وقتل منهم ثلاثون رجلا واخذ سلبهم ثم ذهب شمشون وامسك ثلاث مئة ابن اوي واخذ مشاعل وجعل ذنبا الي ذنب ووضع مشعلا بين كل ذنبين في الوسط ثم اضرم المشاعل نارا واطلقها بين زروع الفلسطينيين فاحرق الزروع وكرم الزيتون.
فهل يفعل هذا الا رجل خارقه وما سر هذه القوة الا لان روح الرب حلت فيه فصارت قدرة الله في الجسد البشري
ثم لما اوثقه ثلاثة الاف رجل من يهوذا فربطوه بحبلين جديدين حلت ايضا عليه روح الله فكان الحبلان اللذان علي ذراعيه ككتان احرق بالنار فانحل الوثاق عن يديه ووجد لحي حمار طريا فمد يده واخذه وضرب به الف رجل ثم راح يصيح بلحي حمار كومة كومتين بلحي حمار قتلت الف رجل
ايها السادة من هذا الرجل الذي قتل الف رجل بفك حمار ميت هل هذا بشر ام اله قادر مقتدر؟
ومن العجيب ان هذا الرجل دخل الي مدينة غزة ورائ هناك امراة زانية فدخل اليها ايها السادة انتبهوا فان شمشون هذا ليس نبيا ولا صالحا انما هو احد الزناه الذي جعله الاحبار بطل لهذه الاسطورة التي حولت جسده الا محلا لروح الاله تحل فيه فتحوله الي فارس مغوار لا سابق مثله ولا لاحق
ومن العجيب ان هذا الرجل الاسطورة انما تسلطت عليه هذه المرة الزانية دليلة كي توثقه وتسلمه الي اعداءه بعد ان خدعها ثلاث مرات ولم يخبرها بسر قوته وهي حلول روح الرب عليه وانه لا يعلو موسي فوق راسه وانه نذير الله من بطن امه وانظر الي هذه الهرطقه في قوله انه اعظم من موسي عليه السلام
لكنه اخبرها انه ان حلق راسه فارقته روح الله فيال العجب فالمراة لما قامت بحلق شعر شمشون فاذا بروح الله قد فارقت جسد ه فسرعان ما قبض عليه الفلسطينييون واوثقوه بالسلاسل واذلوه ثم انظر الي هذا المشهد الاخير بعد ان اوثقوه ووضعوه في بيت وكان علي سطح المنزل اكثر من ثلاثة الاف شخص ينظرون لعب شمشون فحلت روح الرب عليه مرة اخري فدفع شمشون بالعمودين القائم عليهما المنزل واستند الي احدهما بيمينه والاخر بيساره فسقط البيت علي جميع الاقطاب وعلي الشعب الذي فيه فكان الموتي الذين اماتهم في موته اكثر من الذين اماتهم في حياته
فمن يدلنا علي ما هية الروح التي كانت تحل في جسد شمشون ما اجل ذلك اتي بكل هذه الاحداث؟
ولم يكن شمشون وحده هو من حلت فيه روح الرب لكن هناك المئات من اشخاص اخرين حلت فيهم روح الله علي طريقة عقيدة التعطيل فاتو بخوارق بشرية لا يستطيها البشر ونسبوها الي حلول روح الله عليهم
هذه العقيدة الفاسدة التي اضاعوا وعطلوا بها عقيدة الانبياء والملرسلين في ان الله عز وجل متمايز عن خلقه وانه علي عرشه والارض جميعا قبضته والسماء موطئ قدميه
نفس هذه العقيدة التي اعتقدها عباد القبور المشعوزين من الشيعة والصوفية المضللين الذين يدلسون علي الناس ان احمد البدوي مد يده من طنطا ليدفع بها رجلا في بغداد بالعراق وان كثيرا من شيوخهم المهرطقين يطيرون في لحظات ليصلوا الصلاة في مكة المكرمة ثم يعودون الي اماكنهم في لمح البصر
وما نراه الا الضلال المتوارث تحقيقا لنبؤءة النبي حيث قال لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبرا وذراع بذراع حتي لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه خلفهم قالو من يا رسول الله اليهود والنصاري قال فمن ؟
والمجمل من القول ان الشيعة والصوفية انما اعتقدوا بعقيدة التعطيل التي قال بها قبلهم النصاري الكتابيين اعاذنا الله من شرور عقيدة التعطيل وما يتبعها من عقيدة الحلول والاتحاد التي بدلو بها عقيدة الانبياء والمرسلين
ومن الجدير بالذكر ان الاشاعرة والماتريدية الذين ينتسبون الي ابو الحسن الاشعري وابو منصور الماتريدي انما يؤمنون ايضا بعقيدة التعطيل التي بداءها النصاري واعتقدها خلفهم الشيعة والصوفية الذين اتبعو عقيدة الجعد بن درهم وهو اول من قال بعقيدة التعطيل بين المسلمين فنفي ان يكون لله وجه او قبضة او عين ونفي ان الله كلم موسي بن عمران ونفي ان يكون لله ذات الهية فوق العرش.
وحول الله عز وجل الي روح فان سالت احد اتباعه اين الله فسوف تجد اجابته هي ان الله في كل مكان فكانه اتباع السنن الذي انزل الذات الالهية من فوق العرش لتصير روحا تحل وسط كون الله تعالي فقال انها حلت في الاولياء فصارت نفسها عقيدة الحلول التي قال بها احبار النصاري اعاذنا الله من ضلالهم انه عزيز حكيم .
انتهي. ❝