█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ “الإنسان بطبيعته يرى الأشياء بمرآته الخاصة، بمعنى أن الشيء الواحد قد يراه عدة أشخاص بعدة أشكال مختلفة وفقا لزاوية الرؤية الخاصة بكل واحد فيهم، أو وفقا للمعلومات المختلفة التي تتوفر لديهم، والتي تمثل انعكاسا للخبرات المكتسبة التي مر بها كل واحد منهم في حياته الخاصة، أو وفقا حتى للثوابت التي يقدسها” . ❝
❞ فإنْ رأيتَ الأشياء بلا رؤية شيء آخر مع الله – تعالى – وفي الله أنها هو، فقد عرفتَ نفسَك. فإن معرفة النفس بهذه الصفة هي معرفة الله – بلا شك ولا ريب ولا تركيب شيء من الحدث مع القديم وفيه وبه. فإن سألك سائل: "كيف السبيل إلى وصاله؟ – فقد أثبتَّ أن لا غير سواه، والشيء الواحد لا يصل إلى نفسه"، فالجواب: لا شكَّ أنه في الحقيقة لا وَصْل ولا فَصْل، ولا بُعْد ولا قُرْب، لأنه لا يمكن الوصال إلا بين اثنين: فإن لم يكن إلا واحد، فلا وَصْل ولا فَصْل. فإن الوصال يحتاج إلى اثنين متساويين: فهما شبهان، وإن كانا غير متساويين فهما ضدَّان؛ وهو – تعالى – منزَّه أن يكون له ضد أو ند. فالوصال في غير الوصال، والقُرْب في غير القُرْب، والبُعد في غير البُعد، فيكون وَصْلٌ بلا وَصْل، وقُرْب بلا قُرْب، وبُعْد بلا بُعْد . ❝