❞ ماريَّة القبطية
بعض العلماء يرون أنه لا مانع أن تعد مارية من أمهات المؤمنين، فحكمهم جار عليها، فلما مات الرسول صلى الله عليه وسلم لم توزع في التركة ولم تتزوج غيره لأنها تأخذ حكم أمهات المؤمنين، \"وهذا الحكم محل إجماع من الأمة\" حسب القول، حيث يحرم على أمهات المؤمنين أن يتزوجن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ما فعلته ماريا رضي الله عنها، فهكذا تصبح من أمهات المؤمنين، لكن في الكتب لا يعدون مارية في أمهات المؤمنين، فيقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك تسعة، ولا يعدون مارية لأنها ملك يمين، على الرغم من أن حكمها حكم أمهات المؤمنين، والله أعلى وأعلم .
وحتى لو أن مارية القبطية لا تعد من أمهات المؤمنين، لكن لها مكانة في حياة النبي ،لذا لنتعرف علي سيرتها .
القول الراجح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج مارية القبطية ، بل كانت أمَة له ، وكان قد أهداها له المقوقس صاحب مصر ، وذلك بعد صلح الحديبية ، وقد كانت مارية القبطيَّة نصرانيَّة ثم أسلمت رضي الله عنها. وقيل أنها أسلمت قبل وصولها للمدينة ، بدعوة من رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو حاطب بن أبي بلتعة .
قال ابن سعد:
فأنزلها – يعني مارية القبطية - رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأختها على أم سليم بنت ملحان فدخل عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الإسلام فأسلمتا فوطئَ مارية بالملك وحولها إلى مال له بالعالية … وكانت حسنة الدِّين .
وقال ابن عبد البر:
وتوفيت مارية في خلافة عمر بن الخطاب ، وذلك في المحرم من سنة ست عشرة ، وكان عمر يحشر النَّاس بنفسه لشهود جنازتها ، وصلى عليها عمر ، ودفنت بالبقيع . \"
ومارية رضي الله عنها من إمائه صلَّى الله عليه وسلَّم ، لا من أزواجه وأمهات المؤمنين هن أزوج النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ، قال الله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) الأحزاب/6 .
وقد كان للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم أربع إماء ، منهم مارية .
قال ابن القيم :
قال أبو عبيدة : كان له أربع : مارية وهي أم ولده إبراهيم ، وريحانة ، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي ، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش .
بعث بها الملك المقوقس للنبي محمد سنة 7 هـ مع حاطب بن أبي بلتعة فعرض عليها الإسلام فأسلمت، فاتخذها سرية ولم يعقد عليها، لذلك يرى بعض الفقهاء من أهل السنة والجماعة أنها أخذت حُكم أمهات المؤمنين -بعد وفاة رسول الله محمد- دون أن تُعد منهن.
أنجبت مارية للرسول ثالث أبنائه إبراهيم، الذي توفي وهو طفل صغير، وهي الوحيدة التي أنجبت للرسول من بعد زوجته الأولى خديجة بنت خويلد.
ولدت مارية في مصر في قرية حفن من كورة أنصنا. وكان أبوها عظيم من عظماء القبط، كما ورد على لسان المقوقس في حديثهِ لحامل رسالة الرسول إليه.
قصة إرسالها
قدمت مارية إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية سنة 7 هـ. وذكر الرواة أن اسمها \"مارية بنت شمعون القبطية\".
بعد أن تم صلح الحديبية بين الرسول وبين المشركين في مكة، وبدأ الرسول في الدعوة إلى الإسلام، وكتب الرسول كتبًا إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام، وأهتم بذلك اهتماماً كبيراً، فأختار من أصحابه من لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى الملوك، المقوقس ملك مصر
التابع للدولة البيزنطية والنجاشي ملك الحبشة.
وتلقى هؤلاء الملوك الرسائل وردوها رداً جميلاً.
ما عدا كسرى ملك فارسيون، الذي مزق الكتاب.
لما أرسل الرسول كتاباً إلى المقوقس حاكم الإسكندرية
والنائب العام للدولة البيزنطية في مصر، أرسله مع حاطب بن أبي بلتعة، وكان معروفاً بحكمته وبلاغته وفصاحته. فأخذ حاطب كتاب الرسول إلى مصر وبعد أن دخل على المقوقس الذي رحب به. وأخذ يستمع إلى كلمات حاطب، فقال له \" يا هذا، إن لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه\".
اُعجب المقوقس بمقالة حاطب، فقال لحاطب: \" إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بزهودٍ فيه، ولا ينهي عن مرغوب فيه، ولم أجدهُ بالساحر الضال، ولا الكاهن الكاذب، ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء والأخبار بالنجوى وسأنظر\"
أخذ المقوقس كتاب النبي محمد بن عبد الله وختم عليه، وكتب إلى النبي:
«بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد بن عبد الله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي، وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك»
كانت الهدية جاريتين هما: مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين بنت شمعون، وألف مثقال ذهبًا وعشرين ثوبًا وبغلته \"دلدل\" وشيخ كبير يسمى \"مابور\".
وفي المدينة، أختار الرسول مارية لنفسه، ووهب أختها سيرين لشاعرهِ حسان بن ثابت الأنصاري.
وكانت مارية بيضاء جميلة الطلعة، وقد أثار قدومها الغيرة في نفس عائشة، فكانت تراقب مظاهر اهتمام رسول الإسلام بها. وقالت عائشة: \"ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة -أو دعجة- فأعجب بها رسول الله وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، حتى فرغنا لها، فجزعت فحولها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا\".
بعد مرور عام على قدوم مارية إلى المدينة، حملت مارية، وفرح النبي لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستين من عمرهِ وفقد أولاده ما عدا فاطمة الزهراء.
وولدت مـارية في \"شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة النبوية\" طفلاً جميلاً يشبه الرسول، وقد سماه إبراهيم، تيمناً بأبيه إبراهيم خليل الرحمن.
عاش إبراهيم ابن الرسول سنة وبضع شهور يحظى برعاية النبي ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، فرفعه الرسول وهو يقهقه (ينازع) ومات إبراهيم وهو بين يدي الرسول فبكى عليه ودمعت عيناه وكان معه عبد الرحمن بن عوف فقال له: أتبكي يارسول الله؟ فرد عليه الرسول : إنها رحمة \"إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإن لفراقك يا إبراهيم لمحزونون \".
مات ابراهيم وكان ابن ثمانية عشر شهراً. وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة، وحزنت مارية رضي الله عنها حزناً شديداً على موت إبراهيم.
مكانة مارية عند محمد
لمارية شأن كبير عند النبي محمد وفي صحيح الامام مسلم بن الحجاج قال : \"قال رسول الله :\"انكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحماً\"، أو ذمة وصهراً\".
وفي رواية: \"استوصوا بأهل مصر خيراً، فإن لهم نسباً وصهراً\".
والنسب من جهة هاجر أم إسماعيل، والصهر من جهة مارية القبطية.
مكانة مارية في القرآن
لمارية شأن كبير في الآيات وفي أحداث السيرة النبوية.
\"أنزل الله صدر سورة التحريم بسبب مارية القبطية، وقد أوردها العلماء والفقهاء والمحدثون والمفسرون في أحاديثهم وتصانيفهم\".
وقد توفي الرسول وهو راض عن مارية، وكانت مارية شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول.
وفاة مارية
عاشت مارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة، وتوفيت في المحرم من السنة السادسة عشر. ودعا عمر بن الخطاب الناس وجمعهم للصلاة عليها. فاجتمع عدد كبير من الصحابة من المهاجرين والأنصار ليشهدوا جنازة مـارية القبطية، ودُفنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي، وإلى جانب ابنها إبراهيم..
هل مارية القبطية من أمهات المؤمنين؟
وإذا كانت لا تعتبر من أمهات المؤمنين، فهل يجوز لها أن تتزوج بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أو هل يجوز أن تكون سّرّية لشخص آخر بعد الرسول صلى الله عليه وسلم؟
أمهات المؤمنين تطلق عند أهل العلم على كل امرأة عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل بها، وقد جاء في الموسوعة الفقهية: يؤخذ من استعمال الفقهاء أنهم يريدون بـ \" أمهات المؤمنين \" كل امرأة عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل بها، وإن طلقها بعد ذلك على الراجح.
وعلى هذا فإن من عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بها فإنها لا يطلق عليها لفظ \" أم المؤمنين \"، ومن دخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه التَّسَرِّي لا على وجه النكاح لا يطلق عليها \" أم المؤمنين \" كمارية القبطية، ويؤخذ ذلك من قوله تعالى في سورة الأحزاب {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}.
فتبين من هذا أن مارية القبطية ليست من أمهات المؤمنين لأنه صلى الله عليه وسلم لم يعقد عليها. وإنما تسرّى بها فولدت له إبراهيم، ومع أنها ليست من أمهات المؤمنين، فإنه لا يجوز لها الزواج بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
جاء في شرح الخرشي لمختصر خليل المالكي: ومن خصائصه عليه الصلاة والسلام أنه يَحْرُمُ على غيره أن يأخذ من دخل بها النبي عليه الصلاة والسلام ومات عنها لا طلقها، وكذا تَحْرُمُ السُّرِّيَّةُ وأم الولد التي فارقها بموت أو عتق أو بيع، وبعبارة أخرى أي ونكاح مدخولته لغيره وسواء كانت حُرَّةً أو أَمَةً.
وجاء في كتاب الحاوي للماوردي الشافعي: \"فأما من وطئها من إمائه، فإن كانت بَاقِيَةً عَلَى مِلْكِهِ إِلَى حِينِ وَفَاتِهِ مِثْلُ مَارِيَةَ أُمِّ ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ حَرُمَ نِكَاحُهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ لَمْ تَصِرْ كَالزَّوْجَاتِ أَمًّا لِلْمُؤْمِنِينَ لنقصها بالرق، وإن كان قد باعها وملكها مشتريها بقي تَحْرِيمِهَا عَلَيْهِ وَعَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ وَجْهَانِ كَالْمُطَلَّقَةِ\".
وعلى هذا فإن مارية القبطية بعد وفاته صلى الله عليه وسلم صارت حرة، وبالتالي فلا يجوز أن تكون سرية لغيره. والله تعالى أعلى وأعلم .
#أمهات_المؤمنين
#صفاءفوزي. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ ماريَّة القبطية
بعض العلماء يرون أنه لا مانع أن تعد مارية من أمهات المؤمنين، فحكمهم جار عليها، فلما مات الرسول صلى الله عليه وسلم لم توزع في التركة ولم تتزوج غيره لأنها تأخذ حكم أمهات المؤمنين، ˝وهذا الحكم محل إجماع من الأمة˝ حسب القول، حيث يحرم على أمهات المؤمنين أن يتزوجن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ما فعلته ماريا رضي الله عنها، فهكذا تصبح من أمهات المؤمنين، لكن في الكتب لا يعدون مارية في أمهات المؤمنين، فيقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك تسعة، ولا يعدون مارية لأنها ملك يمين، على الرغم من أن حكمها حكم أمهات المؤمنين، والله أعلى وأعلم .
وحتى لو أن مارية القبطية لا تعد من أمهات المؤمنين، لكن لها مكانة في حياة النبي ،لذا لنتعرف علي سيرتها .
القول الراجح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج مارية القبطية ، بل كانت أمَة له ، وكان قد أهداها له المقوقس صاحب مصر ، وذلك بعد صلح الحديبية ، وقد كانت مارية القبطيَّة نصرانيَّة ثم أسلمت رضي الله عنها. وقيل أنها أسلمت قبل وصولها للمدينة ، بدعوة من رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو حاطب بن أبي بلتعة .
قال ابن سعد:
فأنزلها – يعني مارية القبطية - رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأختها على أم سليم بنت ملحان فدخل عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الإسلام فأسلمتا فوطئَ مارية بالملك وحولها إلى مال له بالعالية … وكانت حسنة الدِّين .
وقال ابن عبد البر:
وتوفيت مارية في خلافة عمر بن الخطاب ، وذلك في المحرم من سنة ست عشرة ، وكان عمر يحشر النَّاس بنفسه لشهود جنازتها ، وصلى عليها عمر ، ودفنت بالبقيع . ˝
ومارية رضي الله عنها من إمائه صلَّى الله عليه وسلَّم ، لا من أزواجه وأمهات المؤمنين هن أزوج النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ، قال الله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) الأحزاب/6 .
وقد كان للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم أربع إماء ، منهم مارية .
قال ابن القيم :
قال أبو عبيدة : كان له أربع : مارية وهي أم ولده إبراهيم ، وريحانة ، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي ، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش .
بعث بها الملك المقوقس للنبي محمد سنة 7 هـ مع حاطب بن أبي بلتعة فعرض عليها الإسلام فأسلمت، فاتخذها سرية ولم يعقد عليها، لذلك يرى بعض الفقهاء من أهل السنة والجماعة أنها أخذت حُكم أمهات المؤمنين -بعد وفاة رسول الله محمد- دون أن تُعد منهن.
أنجبت مارية للرسول ثالث أبنائه إبراهيم، الذي توفي وهو طفل صغير، وهي الوحيدة التي أنجبت للرسول من بعد زوجته الأولى خديجة بنت خويلد.
ولدت مارية في مصر في قرية حفن من كورة أنصنا. وكان أبوها عظيم من عظماء القبط، كما ورد على لسان المقوقس في حديثهِ لحامل رسالة الرسول إليه.
قصة إرسالها
قدمت مارية إلى المدينة المنورة بعد صلح الحديبية سنة 7 هـ. وذكر الرواة أن اسمها ˝مارية بنت شمعون القبطية˝.
بعد أن تم صلح الحديبية بين الرسول وبين المشركين في مكة، وبدأ الرسول في الدعوة إلى الإسلام، وكتب الرسول كتبًا إلى ملوك العالم يدعوهم فيها إلى الإسلام، وأهتم بذلك اهتماماً كبيراً، فأختار من أصحابه من لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى الملوك، المقوقس ملك مصر
التابع للدولة البيزنطية والنجاشي ملك الحبشة.
وتلقى هؤلاء الملوك الرسائل وردوها رداً جميلاً.
ما عدا كسرى ملك فارسيون، الذي مزق الكتاب.
لما أرسل الرسول كتاباً إلى المقوقس حاكم الإسكندرية
والنائب العام للدولة البيزنطية في مصر، أرسله مع حاطب بن أبي بلتعة، وكان معروفاً بحكمته وبلاغته وفصاحته. فأخذ حاطب كتاب الرسول إلى مصر وبعد أن دخل على المقوقس الذي رحب به. وأخذ يستمع إلى كلمات حاطب، فقال له ˝ يا هذا، إن لنا ديناً لن ندعه إلا لما هو خير منه˝.
اُعجب المقوقس بمقالة حاطب، فقال لحاطب: ˝ إني قد نظرت في أمر هذا النبي فوجدته لا يأمر بزهودٍ فيه، ولا ينهي عن مرغوب فيه، ولم أجدهُ بالساحر الضال، ولا الكاهن الكاذب، ووجدت معه آية النبوة بإخراج الخبء والأخبار بالنجوى وسأنظر˝
أخذ المقوقس كتاب النبي محمد بن عبد الله وختم عليه، وكتب إلى النبي:
«بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد بن عبد الله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي، وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك» كانت الهدية جاريتين هما: مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين بنت شمعون، وألف مثقال ذهبًا وعشرين ثوبًا وبغلته ˝دلدل˝ وشيخ كبير يسمى ˝مابور˝.
وفي المدينة، أختار الرسول مارية لنفسه، ووهب أختها سيرين لشاعرهِ حسان بن ثابت الأنصاري.
وكانت مارية بيضاء جميلة الطلعة، وقد أثار قدومها الغيرة في نفس عائشة، فكانت تراقب مظاهر اهتمام رسول الإسلام بها. وقالت عائشة: ˝ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة -أو دعجة- فأعجب بها رسول الله وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان، فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها، حتى فرغنا لها، فجزعت فحولها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا˝.
بعد مرور عام على قدوم مارية إلى المدينة، حملت مارية، وفرح النبي لسماع هذا الخبر فقد كان قد قارب الستين من عمرهِ وفقد أولاده ما عدا فاطمة الزهراء.
وولدت مـارية في ˝شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة النبوية˝ طفلاً جميلاً يشبه الرسول، وقد سماه إبراهيم، تيمناً بأبيه إبراهيم خليل الرحمن.
عاش إبراهيم ابن الرسول سنة وبضع شهور يحظى برعاية النبي ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم اشتد مرضه، فرفعه الرسول وهو يقهقه (ينازع) ومات إبراهيم وهو بين يدي الرسول فبكى عليه ودمعت عيناه وكان معه عبد الرحمن بن عوف فقال له: أتبكي يارسول الله؟ فرد عليه الرسول : إنها رحمة ˝إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإن لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ˝.
مات ابراهيم وكان ابن ثمانية عشر شهراً. وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة، وحزنت مارية رضي الله عنها حزناً شديداً على موت إبراهيم.
مكانة مارية عند محمد
لمارية شأن كبير عند النبي محمد وفي صحيح الامام مسلم بن الحجاج قال : ˝قال رسول الله :˝انكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحماً˝، أو ذمة وصهراً˝.
وفي رواية: ˝استوصوا بأهل مصر خيراً، فإن لهم نسباً وصهراً˝.
والنسب من جهة هاجر أم إسماعيل، والصهر من جهة مارية القبطية.
مكانة مارية في القرآن
لمارية شأن كبير في الآيات وفي أحداث السيرة النبوية.
˝أنزل الله صدر سورة التحريم بسبب مارية القبطية، وقد أوردها العلماء والفقهاء والمحدثون والمفسرون في أحاديثهم وتصانيفهم˝.
وقد توفي الرسول وهو راض عن مارية، وكانت مارية شديدة الحرص على اكتساب مرضاة الرسول.
وفاة مارية
عاشت مارية ما يقارب الخمس سنوات في ظلال الخلافة الراشدة، وتوفيت في المحرم من السنة السادسة عشر. ودعا عمر بن الخطاب الناس وجمعهم للصلاة عليها. فاجتمع عدد كبير من الصحابة من المهاجرين والأنصار ليشهدوا جنازة مـارية القبطية، ودُفنت إلى جانب نساء أهل البيت النبوي، وإلى جانب ابنها إبراهيم.
هل مارية القبطية من أمهات المؤمنين؟
وإذا كانت لا تعتبر من أمهات المؤمنين، فهل يجوز لها أن تتزوج بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أو هل يجوز أن تكون سّرّية لشخص آخر بعد الرسول صلى الله عليه وسلم؟
أمهات المؤمنين تطلق عند أهل العلم على كل امرأة عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل بها، وقد جاء في الموسوعة الفقهية: يؤخذ من استعمال الفقهاء أنهم يريدون بـ ˝ أمهات المؤمنين ˝ كل امرأة عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل بها، وإن طلقها بعد ذلك على الراجح.
وعلى هذا فإن من عقد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بها فإنها لا يطلق عليها لفظ ˝ أم المؤمنين ˝، ومن دخل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه التَّسَرِّي لا على وجه النكاح لا يطلق عليها ˝ أم المؤمنين ˝ كمارية القبطية، ويؤخذ ذلك من قوله تعالى في سورة الأحزاب ﴿وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾.
فتبين من هذا أن مارية القبطية ليست من أمهات المؤمنين لأنه صلى الله عليه وسلم لم يعقد عليها. وإنما تسرّى بها فولدت له إبراهيم، ومع أنها ليست من أمهات المؤمنين، فإنه لا يجوز لها الزواج بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
جاء في شرح الخرشي لمختصر خليل المالكي: ومن خصائصه عليه الصلاة والسلام أنه يَحْرُمُ على غيره أن يأخذ من دخل بها النبي عليه الصلاة والسلام ومات عنها لا طلقها، وكذا تَحْرُمُ السُّرِّيَّةُ وأم الولد التي فارقها بموت أو عتق أو بيع، وبعبارة أخرى أي ونكاح مدخولته لغيره وسواء كانت حُرَّةً أو أَمَةً.
وجاء في كتاب الحاوي للماوردي الشافعي: ˝فأما من وطئها من إمائه، فإن كانت بَاقِيَةً عَلَى مِلْكِهِ إِلَى حِينِ وَفَاتِهِ مِثْلُ مَارِيَةَ أُمِّ ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ حَرُمَ نِكَاحُهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ لَمْ تَصِرْ كَالزَّوْجَاتِ أَمًّا لِلْمُؤْمِنِينَ لنقصها بالرق، وإن كان قد باعها وملكها مشتريها بقي تَحْرِيمِهَا عَلَيْهِ وَعَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ وَجْهَانِ كَالْمُطَلَّقَةِ˝.
وعلى هذا فإن مارية القبطية بعد وفاته صلى الله عليه وسلم صارت حرة، وبالتالي فلا يجوز أن تكون سرية لغيره. والله تعالى أعلى وأعلم .
❞ ما أشبه الضالين بالقبوريين فيما قالوه عن مريم الصديقة وال بيت النبي المكرمين
بقلم د محمد عمر
ضلال متوارث يبين لنا صدق نبؤءة النبي صلي الله عليه وسلم في اتباع سنن الكتابيين بفرقتيهم المغضوب عليهم والضالين حيث قال لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبرا وذراع بذراع حتي لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالو من يا رسول الله اليهود والنصاري قال فمن؟
وفي رواية اخري قال حذو القذة بالقذة في بيان واضع لدقة التقليد ومتابعة ما أحدثوه من ضلال وابتداع في عقائدهم الباطنة وانحرافاتهم الظاهرة.
هذا الذي يتجلي لنا فيما قاله الضالون في حق مريم الصديقة المبراة من فوق سبع سماوات في شان رحلتها المكذوبة برفقة طفلها ومعهم النجار خطيبها المزعوم علي حد زعم القوم فارين من أرض القدس الشريف مستقر ال عمران المصطفين من بيت داوود اهل مريم وعصبتها المختارين.
فارين الي مصرنا بلد الامن والامان وقد جهل القوم ان القدس ومصر في ذات الوقت كانتا تحت الحكم الروماني فلا فارق بين محمد ومحمدين.
لكنه التدليس لجعل مصرنا ملجاء للفارين حتي ولو كان هذا علي حساب سمعة وشرف الصديقة سيدة نساء العالمين .
ولا اظنها كانت من البغايا حتي تتسلل خفية بصحبة رجل غريب فتسئ الي سمعتها وتهين نفسها وأهلها كما اهانها اليهود الملاعين.
لكنها حيلة اليونسكو لتحويل مصر الي عقيدة هؤلاء الضالين حتي ولو بالطعن في مريم الصديقة وتدنيس شرفها وشرف آل عمران وبيت داوود الاوابين.
وهؤلاء مقلدوهم القبوريون المخرفون جاؤء بالافك مثلهم فقالو برحلة آل البيت المكرمين فزعموا هروب آل بيت النبي ابناء فاطمة وعلي بن أبي طالب بعد فاجعة كربلاء التي ادمت قلوب الصحابة والتابعين .
وكلنا يدين لله بأن كربلاء كانت قتال فتنة وقعت بسبب تحريش ابليس اللعين فقتل علي اثرها عدد كبير من آل بين النبي ومن بينهم الحسين ابن علي سبط النبي الكريم.
وكلنا يعلم مكانة الحسين فهو واخوه الحسن سيدا شباب اهل الجنة كما قال النبي الكريم
وقد كانت كربلاء بالعراق وكانت منعة الاسلام وعزه في يثرب مدينة رسول الله الامين ففيها الصحابة والتابعين وقد كانت الشام ومصر تحت حكم بني امية فلا فارق ايضا بين محمد ومحمدين.
ولم يكن والي مصر بعيدا عن سطوة يزيد ابن معاوية الذي كان خليفة للمسلمين
لكن القبوريين اهل الضلال زعمو فرار لزينب بنت علي ومعها بقية آل بيت النبي المصطفي ليس عودة الي مدينة جدهم حصن الاسلام لكنهم زعمو الفرار الي مصرنا ولا دليل علي قولهم إلا اشياعهم المجوس المجرمين .
فكما اخرج الضالون مريم من القدس الشريف الي مصرنا كذلك قلدهم القبوريون فاخرجوا زينب من مدينة رسول الله ليحتموا بمصرنا ولا دليل علي قولهم إلا تخاريف المشعوزين فلسنا نخوض في شان هولاء الاطهار إنما نعارض أكاذيب هولاء المخرفين
فكما جعل الكتابيون مصرنا علي النصرانية كذلك أراد القبوريون .
فشيدوا عددا من القبور بارض مصر أسوة بالشيعة المجوس الملاعين فقد أقاموا قبرا لسيدنا الحسين في كربلاء وفي سوريا وفي قاهرة المعز ارض المصريين فلسنا ندري في اي قبر دفن الحسين بن علي وكذلك زينب اخت الحسين فليس لدينا دليل علي وجود الحسين بيننا الا تخاريف القبوريين كما ليس هناك دليل علي قدوم مريم وابنها الا ضلالات الكتابيين ولا علاقة لنا بخرافاتهم انما كتاباتنا للموحدين
فليس هناك رحلة لمريم الصديقة وابنها وليس هناك قدوم لآل البيت الطيبين
انتهي.......... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ ما أشبه الضالين بالقبوريين فيما قالوه عن مريم الصديقة وال بيت النبي المكرمين
بقلم د محمد عمر
ضلال متوارث يبين لنا صدق نبؤءة النبي صلي الله عليه وسلم في اتباع سنن الكتابيين بفرقتيهم المغضوب عليهم والضالين حيث قال لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبرا وذراع بذراع حتي لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالو من يا رسول الله اليهود والنصاري قال فمن؟
وفي رواية اخري قال حذو القذة بالقذة في بيان واضع لدقة التقليد ومتابعة ما أحدثوه من ضلال وابتداع في عقائدهم الباطنة وانحرافاتهم الظاهرة.
هذا الذي يتجلي لنا فيما قاله الضالون في حق مريم الصديقة المبراة من فوق سبع سماوات في شان رحلتها المكذوبة برفقة طفلها ومعهم النجار خطيبها المزعوم علي حد زعم القوم فارين من أرض القدس الشريف مستقر ال عمران المصطفين من بيت داوود اهل مريم وعصبتها المختارين.
فارين الي مصرنا بلد الامن والامان وقد جهل القوم ان القدس ومصر في ذات الوقت كانتا تحت الحكم الروماني فلا فارق بين محمد ومحمدين.
لكنه التدليس لجعل مصرنا ملجاء للفارين حتي ولو كان هذا علي حساب سمعة وشرف الصديقة سيدة نساء العالمين .
ولا اظنها كانت من البغايا حتي تتسلل خفية بصحبة رجل غريب فتسئ الي سمعتها وتهين نفسها وأهلها كما اهانها اليهود الملاعين.
لكنها حيلة اليونسكو لتحويل مصر الي عقيدة هؤلاء الضالين حتي ولو بالطعن في مريم الصديقة وتدنيس شرفها وشرف آل عمران وبيت داوود الاوابين.
وهؤلاء مقلدوهم القبوريون المخرفون جاؤء بالافك مثلهم فقالو برحلة آل البيت المكرمين فزعموا هروب آل بيت النبي ابناء فاطمة وعلي بن أبي طالب بعد فاجعة كربلاء التي ادمت قلوب الصحابة والتابعين .
وكلنا يدين لله بأن كربلاء كانت قتال فتنة وقعت بسبب تحريش ابليس اللعين فقتل علي اثرها عدد كبير من آل بين النبي ومن بينهم الحسين ابن علي سبط النبي الكريم.
وكلنا يعلم مكانة الحسين فهو واخوه الحسن سيدا شباب اهل الجنة كما قال النبي الكريم
وقد كانت كربلاء بالعراق وكانت منعة الاسلام وعزه في يثرب مدينة رسول الله الامين ففيها الصحابة والتابعين وقد كانت الشام ومصر تحت حكم بني امية فلا فارق ايضا بين محمد ومحمدين.
ولم يكن والي مصر بعيدا عن سطوة يزيد ابن معاوية الذي كان خليفة للمسلمين
لكن القبوريين اهل الضلال زعمو فرار لزينب بنت علي ومعها بقية آل بيت النبي المصطفي ليس عودة الي مدينة جدهم حصن الاسلام لكنهم زعمو الفرار الي مصرنا ولا دليل علي قولهم إلا اشياعهم المجوس المجرمين .
فكما اخرج الضالون مريم من القدس الشريف الي مصرنا كذلك قلدهم القبوريون فاخرجوا زينب من مدينة رسول الله ليحتموا بمصرنا ولا دليل علي قولهم إلا تخاريف المشعوزين فلسنا نخوض في شان هولاء الاطهار إنما نعارض أكاذيب هولاء المخرفين
فكما جعل الكتابيون مصرنا علي النصرانية كذلك أراد القبوريون .
فشيدوا عددا من القبور بارض مصر أسوة بالشيعة المجوس الملاعين فقد أقاموا قبرا لسيدنا الحسين في كربلاء وفي سوريا وفي قاهرة المعز ارض المصريين فلسنا ندري في اي قبر دفن الحسين بن علي وكذلك زينب اخت الحسين فليس لدينا دليل علي وجود الحسين بيننا الا تخاريف القبوريين كما ليس هناك دليل علي قدوم مريم وابنها الا ضلالات الكتابيين ولا علاقة لنا بخرافاتهم انما كتاباتنا للموحدين
فليس هناك رحلة لمريم الصديقة وابنها وليس هناك قدوم لآل البيت الطيبين
❞ من الأمور المحزنة هو رؤية من تم تربيتهم على الأخلاق لكن بلا مرجعية دين، بمعنى أن يصيروا أصحاب أخلاق عالية من صدق وأمانة وحب الخير واعانة المحتاج وكلها من الدين، ولكن كان كلام أهلهم لهم أن هذا الصواب وهذه الانسانية وقلما تجد ذكر أن ذلك ما يحب الله ويرضاه لعباده، والمحزن هنا ليس فقط في النية الضائعة والثواب الضال، ولا في الجهد المهدور في تلك التربية، ولكن في صدمة هؤلاء -أصحاب الأخلاق- في التعامل مع العالم فيما بعد، فالتعامل \"الانساني\" يتضمن الأخذ والعطاء بين الانسان وبعضه، بينما التعامل الاسلامي، يكون التعامل فيه بين الانسان والله، فنرى مثلا ان الابن مأمور ببر أهله وإن كانوا ليسوا أهلا لذلك بمقاييس \"انسانية\" بحتة، كما رأينا أمر الله -عز وجل- لسيدنا أبو بكر -رضي الله عنه- باستمرار عطيته لأحد الذين خاضوا في حادثة الافك فيما كان ينفق عليهم، قائلا له في سورة النور:
وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22)
وقد رأيت منذ قليل من قال أن تربيته حسنة وعندما ارتاد سوق العمل فإذ به يرى الناس كما لم يراهم من قبل، من كذب وغيبة وفساد، ورد الخير بالشر، وأظن لو كانت نشأته مختلطة بنزعة شرعية، لقلت صدمته، وخفتت خيبته فيهم، ولعلم وصف الله للأكثرية من الناس في القرآن:
وَلَـكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤمِنُونَ
وَمَا أَكثَرُ النَّاسِ وَلَو حَرَصتَ بِمُؤمِنِينَ
فَأَبَى أَكثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً
وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِن هُم إِلاَّ يَخرُصُونَ
فَأَعرَضَ أَكثَرُهُم فَهُم لَا يَسمَعُونَ
وَمَا كَانَ أَكثَرُهُم مُّؤمِنِينَ
أَم تَحسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسمَعُونَ أَو يَعقِلُونَ إِن هُم إِلَّا كَالأَنعَامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبِيلاً
وَمَا يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشرِكُونَ
وَلَـكِنَّ أَكثَرَهُم لاَ يَشكُرُونَ
وَلاَ تَجِدُ أَكثَرَهُم شَاكِرِينَ. ❝ ⏤علي حسن المنجو
❞ من الأمور المحزنة هو رؤية من تم تربيتهم على الأخلاق لكن بلا مرجعية دين، بمعنى أن يصيروا أصحاب أخلاق عالية من صدق وأمانة وحب الخير واعانة المحتاج وكلها من الدين، ولكن كان كلام أهلهم لهم أن هذا الصواب وهذه الانسانية وقلما تجد ذكر أن ذلك ما يحب الله ويرضاه لعباده، والمحزن هنا ليس فقط في النية الضائعة والثواب الضال، ولا في الجهد المهدور في تلك التربية، ولكن في صدمة هؤلاء -أصحاب الأخلاق- في التعامل مع العالم فيما بعد، فالتعامل ˝الانساني˝ يتضمن الأخذ والعطاء بين الانسان وبعضه، بينما التعامل الاسلامي، يكون التعامل فيه بين الانسان والله، فنرى مثلا ان الابن مأمور ببر أهله وإن كانوا ليسوا أهلا لذلك بمقاييس ˝انسانية˝ بحتة، كما رأينا أمر الله -عز وجل- لسيدنا أبو بكر -رضي الله عنه- باستمرار عطيته لأحد الذين خاضوا في حادثة الافك فيما كان ينفق عليهم، قائلا له في سورة النور:
وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22)
وقد رأيت منذ قليل من قال أن تربيته حسنة وعندما ارتاد سوق العمل فإذ به يرى الناس كما لم يراهم من قبل، من كذب وغيبة وفساد، ورد الخير بالشر، وأظن لو كانت نشأته مختلطة بنزعة شرعية، لقلت صدمته، وخفتت خيبته فيهم، ولعلم وصف الله للأكثرية من الناس في القرآن:
❞ قصة سيدنا يحي بن زكريا شاهدة علي طفولة
المسيح بن مريم وفق ماجاء في القرآن الكريم
بقلم د محمد عمر
أيها السادة لا يخفي علي كل مسلم ما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه عن ليلة أسري به فكان مما قال : ( ثُمَّ صَعدَ حَتَّى إِذَا أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاستَفتَحَ ، قِيلَ مَن هَذَا ؟ قَالَ : جِبرِيلُ . قِيلَ : وَمَن مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ . قِيلَ : وَقَد أُرسِلَ إِلَيهِ ؟ قَالَ : نَعَم . قِيلَ : مَرحَبًا بِهِ ، فَنِعمَ المَجِيءُ جَاءَ . فَفُتِحَ ، فَلَمَّا خَلَصتُ إِذَا يَحيَى وَعِيسَى - وَهُمَا ابنَا الخَالَةِ - ، قَالَ : هَذَا يَحيَى وَعِيسَى ، فَسَلِّمَ عَلَيهِمَا ، فَسَلَّمتُ ، فَرَدَّا ، ثُمَّ قَالا : مَرحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ) رواه البخاري (3207) وهذا لفظه ومسلم (164)
وفي الحديث ما يدل علي أن مريم هي خالة يحي وان زكريا هو زوج اختها وكما جاء في كتاب الله ان زوجة زكريا كانت عاقرا لا تلد وقد كان زكريا كفيلا لمريم في القدس الشريف كونه زوج اختها وانه كلما دخل علي مريم في خلوتها وجد عندها من الرزق الكثير فكلما سالها من اين لك هذا كانت تجيب هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب هنالك دعا زكريا ربه ان يرزقه الولد الصالح فقال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء فسرعان ما استجاب له ربه فنادته الملائكة وهم قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحي مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين .
ومن هذا السياق يستدل علي ان حمل زوجة زكريا بيحي كان سابقا لحمل مريم بالمسيح بقرابة اسابيع أو أشهر
ومن هنا تبدوا المفاجأة أن مريم لما وضعت طفلها لم يكن هناك عداوة بين هيرودس حاكم الرومان علي فلسطين وبين أطفال بني إسرائيل عامة ولا بينه وبين طفلها علي الخصوص كما يزعم أولئك الضالون المكذبون
إذ انه لو كان هناك عداوة بين هيرودس والمسيح والذي دفع بمريم الي الفرار بطفلها برفقة يوسف النجار فرار من فلسطين الي مصر فلماذا لم تفر زوجة زكريا بطفلها يحي وبصحبة زوجها زكريا من فلسطين فرار من وجه هيرودس؟
أليس كلا الطفلين من بني إسرائيل فلماذا كان هناك ثمة عداوة للمسيح وحده علي حد زعم القوم ولم يكن هناك عداوة ليحي وهما كما بينا ابني خالة ؟
ولو فرضنا انه لابد لمريم من الفرار الم يكن اولي لها أن تفر مع اختها وابنها وابن اختها وزوج اختها زكريا الثابت انه كفلها؟
الي يستحق هذا الامر آلاف بل ملايين من علامات الاستفهام ؟
ولكن الحقيقة الجلية عندنا أن قصة الاضطهاد وقتل الاطفال كانت من قبل الفرعون لاطفال بني إسرائيل في مصر زمن حياة سيدنا موسي علي أثر رؤيا الفرعون حين رأي أن نارا جاءت من قبل بيوت بني إسرائيل فاحرقت عرش الفرعون فاولها له المؤولون أن طفلا سوف يولد من بني إسرائيل سوف يكون زوال ملكك علي يديه
من أجل ذلك أمر الفرعون القابلات في بني إسرائيل بقتل كل الأطفال الذكور واستحياء الاناث فقط .
ولما استمر الوضع علي قتل كل الذكور انما خشي بني إسرائيل من انقراض نسلهم فرفعوا شكواهم الي الفرعون الذي أصدر امره بالعفو عام والقتل عام.
فولد هارون اخو موسي في عام العفو وولد موسي في عام القتل من أجل ذلك خافت عليه امه والقته في أليم كما بين لنا ربنا تبارك وتعالي في كتابه
قال تعالي
(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)
نعم أيها الإخوة فهذا خبر الله عن القصة المحقق
فمن اين جاء هؤلاء الكتابيون بأن حاكم الرومان هيرودس أمر بقتل الأطفال فمن أجل هذا خافت مريم علي ولدها فهربت به بصحبة خطيبها المزعوم في رحلة مكذوبة ظاهرها انها رحلة سياحية وليست رحلة فرار
فلو كانت مريم فارة بطفلها اما كان ينبغي عليها أن تبحث عن مكانا بعيدا عن سطوة الرومان وان تتجه صوب المشرق نحو بلاد المجوس خصوصا انهم سطروا في كتبهم قصة الثلاثة المجوس الذين تتبعوا نجما في السماء حتي وصلوا الي المسيح فقدموا له الهدايا وسجدوا له ثم عادوا
فلم لم تفر مريم مع هولاء المجوس الي بلاد فارس خاصة لو عرفنا أن مصر وفلسطين كانتا تحت حكم الرومان
ولو كانت هذه الرحلة رحلة فرار لما تحركت مريم علي حد زعم القوم في حرية بالغة في ربوع مصرنا المحروسة ما بين كهوف سيناء وصولا لوادي النطرون في الصحراء الغربية ثم جنوبا في صعيد مصر حتي قلب اسيوط في اديرة منتشرة ما بين شرقي نهرالنيل وغربه وكانها تتحرك بالبراق وليست تركب بطفلها جحش اتان فمن اين جاء القوم بهذه الحلقة من المسلسل التاريخي الذي أن دل علي شئ يشير الي انها كانت رحلة سياحة وليست فرار من بطش هيرودس كما يتحدث هؤلاء المورخون
فالمغذي الحقيقي للقصة المزعومة هو جعل مزارات لليونسكوا التراثيةوليس تخليدا لذكري أنبياء الرحمن
فإن من الثابت عندنا أن يوسف الصديق وابوه يعقوب جاءوا الي مصر كما جاء جدهم ابراهيم خليل الرحمن وإن موسي كليم الله واخوه هارون ولدوا في مصر وعاشوا فيها فاين مزاراتهم يا أيها المؤرخون الشجعان ؟
الا فتوبوا الي ربكم وكفوا عن اضلال العوام ودعو تاريخ هولاء الأنبياء فلا تدلسوا عليهم هداني الله وإياكم الي طريق السلام انتهي..... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ قصة سيدنا يحي بن زكريا شاهدة علي طفولة
المسيح بن مريم وفق ماجاء في القرآن الكريم
بقلم د محمد عمر
أيها السادة لا يخفي علي كل مسلم ما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه عن ليلة أسري به فكان مما قال : ( ثُمَّ صَعدَ حَتَّى إِذَا أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاستَفتَحَ ، قِيلَ مَن هَذَا ؟ قَالَ : جِبرِيلُ . قِيلَ : وَمَن مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ . قِيلَ : وَقَد أُرسِلَ إِلَيهِ ؟ قَالَ : نَعَم . قِيلَ : مَرحَبًا بِهِ ، فَنِعمَ المَجِيءُ جَاءَ . فَفُتِحَ ، فَلَمَّا خَلَصتُ إِذَا يَحيَى وَعِيسَى - وَهُمَا ابنَا الخَالَةِ - ، قَالَ : هَذَا يَحيَى وَعِيسَى ، فَسَلِّمَ عَلَيهِمَا ، فَسَلَّمتُ ، فَرَدَّا ، ثُمَّ قَالا : مَرحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ) رواه البخاري (3207) وهذا لفظه ومسلم (164)
وفي الحديث ما يدل علي أن مريم هي خالة يحي وان زكريا هو زوج اختها وكما جاء في كتاب الله ان زوجة زكريا كانت عاقرا لا تلد وقد كان زكريا كفيلا لمريم في القدس الشريف كونه زوج اختها وانه كلما دخل علي مريم في خلوتها وجد عندها من الرزق الكثير فكلما سالها من اين لك هذا كانت تجيب هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب هنالك دعا زكريا ربه ان يرزقه الولد الصالح فقال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء فسرعان ما استجاب له ربه فنادته الملائكة وهم قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحي مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين .
ومن هذا السياق يستدل علي ان حمل زوجة زكريا بيحي كان سابقا لحمل مريم بالمسيح بقرابة اسابيع أو أشهر
ومن هنا تبدوا المفاجأة أن مريم لما وضعت طفلها لم يكن هناك عداوة بين هيرودس حاكم الرومان علي فلسطين وبين أطفال بني إسرائيل عامة ولا بينه وبين طفلها علي الخصوص كما يزعم أولئك الضالون المكذبون
إذ انه لو كان هناك عداوة بين هيرودس والمسيح والذي دفع بمريم الي الفرار بطفلها برفقة يوسف النجار فرار من فلسطين الي مصر فلماذا لم تفر زوجة زكريا بطفلها يحي وبصحبة زوجها زكريا من فلسطين فرار من وجه هيرودس؟
أليس كلا الطفلين من بني إسرائيل فلماذا كان هناك ثمة عداوة للمسيح وحده علي حد زعم القوم ولم يكن هناك عداوة ليحي وهما كما بينا ابني خالة ؟
ولو فرضنا انه لابد لمريم من الفرار الم يكن اولي لها أن تفر مع اختها وابنها وابن اختها وزوج اختها زكريا الثابت انه كفلها؟
الي يستحق هذا الامر آلاف بل ملايين من علامات الاستفهام ؟
ولكن الحقيقة الجلية عندنا أن قصة الاضطهاد وقتل الاطفال كانت من قبل الفرعون لاطفال بني إسرائيل في مصر زمن حياة سيدنا موسي علي أثر رؤيا الفرعون حين رأي أن نارا جاءت من قبل بيوت بني إسرائيل فاحرقت عرش الفرعون فاولها له المؤولون أن طفلا سوف يولد من بني إسرائيل سوف يكون زوال ملكك علي يديه
من أجل ذلك أمر الفرعون القابلات في بني إسرائيل بقتل كل الأطفال الذكور واستحياء الاناث فقط .
ولما استمر الوضع علي قتل كل الذكور انما خشي بني إسرائيل من انقراض نسلهم فرفعوا شكواهم الي الفرعون الذي أصدر امره بالعفو عام والقتل عام.
فولد هارون اخو موسي في عام العفو وولد موسي في عام القتل من أجل ذلك خافت عليه امه والقته في أليم كما بين لنا ربنا تبارك وتعالي في كتابه
قال تعالي
(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)
نعم أيها الإخوة فهذا خبر الله عن القصة المحقق
فمن اين جاء هؤلاء الكتابيون بأن حاكم الرومان هيرودس أمر بقتل الأطفال فمن أجل هذا خافت مريم علي ولدها فهربت به بصحبة خطيبها المزعوم في رحلة مكذوبة ظاهرها انها رحلة سياحية وليست رحلة فرار
فلو كانت مريم فارة بطفلها اما كان ينبغي عليها أن تبحث عن مكانا بعيدا عن سطوة الرومان وان تتجه صوب المشرق نحو بلاد المجوس خصوصا انهم سطروا في كتبهم قصة الثلاثة المجوس الذين تتبعوا نجما في السماء حتي وصلوا الي المسيح فقدموا له الهدايا وسجدوا له ثم عادوا
فلم لم تفر مريم مع هولاء المجوس الي بلاد فارس خاصة لو عرفنا أن مصر وفلسطين كانتا تحت حكم الرومان
ولو كانت هذه الرحلة رحلة فرار لما تحركت مريم علي حد زعم القوم في حرية بالغة في ربوع مصرنا المحروسة ما بين كهوف سيناء وصولا لوادي النطرون في الصحراء الغربية ثم جنوبا في صعيد مصر حتي قلب اسيوط في اديرة منتشرة ما بين شرقي نهرالنيل وغربه وكانها تتحرك بالبراق وليست تركب بطفلها جحش اتان فمن اين جاء القوم بهذه الحلقة من المسلسل التاريخي الذي أن دل علي شئ يشير الي انها كانت رحلة سياحة وليست فرار من بطش هيرودس كما يتحدث هؤلاء المورخون
فالمغذي الحقيقي للقصة المزعومة هو جعل مزارات لليونسكوا التراثيةوليس تخليدا لذكري أنبياء الرحمن
فإن من الثابت عندنا أن يوسف الصديق وابوه يعقوب جاءوا الي مصر كما جاء جدهم ابراهيم خليل الرحمن وإن موسي كليم الله واخوه هارون ولدوا في مصر وعاشوا فيها فاين مزاراتهم يا أيها المؤرخون الشجعان ؟
الا فتوبوا الي ربكم وكفوا عن اضلال العوام ودعو تاريخ هولاء الأنبياء فلا تدلسوا عليهم هداني الله وإياكم الي طريق السلام انتهي. ❝