❞ قبسات من غزوة تبوك ..
ثُمَّ إن أبا خَيثَمَة رجع بعد أن سار رسول الله ﷺ أياماً إلى أهله في يوم حار ، فوجد امرأتين له في عريشين لهما في حائطه ، قد رشت كُل واحدة منهما عريشها وبرَّدَتْ له ماء وهيأت له فيه طعاماً ، فلما دخل قام على باب العريش ، فنظر إلى امرأتيه وما صنعتا له ، فقال رسول الله ﷺ في الضَّح ( الشمس ) والريح والحر ، وأبو خيثمة في ظل بارد ، وطعام مهياً وامرأة حسناء في ماله مقيم ؟ ما هذا بالنَّصَفِ ثم قال والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى الحق برسول الله ، فهيئا لي زاداً ، ففعلتا ، ثم قدم ناضحه ، فارتحله ، ثم خرج في طلب رسول الله ﷺ حتى أدركه حين نزل تبوك ، وقد كان أدرك أبا خيثمة عُمير بن وهب الجمحي في الطريق يطلب رسول الله ، فترافقا حتى إذا دنوا من تبوك ، قال أبو خيثمة لعمير بن وهب : إن لي ذنباً ، فلا عليك أن تتخلف عني حتى آتي رسول الله ﷺ ففعل ، حتى إذا دنا مِن رسول الله ﷺ وهو نازل بتبوك ، قال الناس : هذا راكب على الطريق مقبل ، فقال رسول الله ﷺ ( كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ ) ، قالوا : يارسول الله هو والله أبو خيثمة ، فلما أناخ أقبل ، فسلم على رسول الله ﷺ ، فقال له رسول الله ﷺ ( أَوْلى لَكَ يَا أَبَا خَيْثَمَة ) ، فأخبر رسول الله ﷺ خبره ، فقال له رسول الله ﷺ خَيْراً ودعا له بخير. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ قبسات من غزوة تبوك .
ثُمَّ إن أبا خَيثَمَة رجع بعد أن سار رسول الله ﷺ أياماً إلى أهله في يوم حار ، فوجد امرأتين له في عريشين لهما في حائطه ، قد رشت كُل واحدة منهما عريشها وبرَّدَتْ له ماء وهيأت له فيه طعاماً ، فلما دخل قام على باب العريش ، فنظر إلى امرأتيه وما صنعتا له ، فقال رسول الله ﷺ في الضَّح ( الشمس ) والريح والحر ، وأبو خيثمة في ظل بارد ، وطعام مهياً وامرأة حسناء في ماله مقيم ؟ ما هذا بالنَّصَفِ ثم قال والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى الحق برسول الله ، فهيئا لي زاداً ، ففعلتا ، ثم قدم ناضحه ، فارتحله ، ثم خرج في طلب رسول الله ﷺ حتى أدركه حين نزل تبوك ، وقد كان أدرك أبا خيثمة عُمير بن وهب الجمحي في الطريق يطلب رسول الله ، فترافقا حتى إذا دنوا من تبوك ، قال أبو خيثمة لعمير بن وهب : إن لي ذنباً ، فلا عليك أن تتخلف عني حتى آتي رسول الله ﷺ ففعل ، حتى إذا دنا مِن رسول الله ﷺ وهو نازل بتبوك ، قال الناس : هذا راكب على الطريق مقبل ، فقال رسول الله ﷺ ( كُنْ أَبَا خَيْثَمَةَ ) ، قالوا : يارسول الله هو والله أبو خيثمة ، فلما أناخ أقبل ، فسلم على رسول الله ﷺ ، فقال له رسول الله ﷺ ( أَوْلى لَكَ يَا أَبَا خَيْثَمَة ) ، فأخبر رسول الله ﷺ خبره ، فقال له رسول الله ﷺ خَيْراً ودعا له بخير. ❝
❞ بدأ الحكم الإسلامي لمصر في عهد الخلفاء الراشدين 640-661م وشمل العصور التالية:
شكَّل الفتحُ الإسلامي مصر امتدادًا لِفتح الشَّام، وقد وقع بعد تخليص فلسطين من يد الروم، وقد اقترحهُ الصحابيّ عمرو بن العاص على الخليفة عُمر بن الخطَّاب بِهدف تأمين الفُتوحات وحماية ظهر المُسلمين من هجمات الروم الذين انسحبوا من الشَّام إلى مصر وتمركزوا فيها. ولكنَّ عُمرًا كان يخشى على الجُيوش الإسلاميَّة من الدخول لِأفريقيا ووصفها بأنَّها مُفرِّقة، فرفض في البداية، لكنَّهُ ما لبث أن وافق،
وأرسل لِعمرو بن العاص الإمدادات، فتوجَّه الأخير بجيشه صوب مصر عبر الطريق الذي سلكه قبله قمبيز والإسكندر، مُجتازًا سيناء مارًا بِالعريش والفرما. ثُمَّ توجَّه إلى بلبيس فحصن بابليون الذي كان أقوى حُصون مصر الروميَّة، وما أن سقط حتَّى تهاوت باقي الحُصون في الدلتا والصعيد أمام الجُيوش الإسلاميَّة. وقد تمَّ لعمرو بن العاص الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندريَّة في يده سنة 21هـ المُوافقة لِسنة 642م. وعقد مع الروم مُعاهدة انسحبوا على إثرها من البلاد وانتهى العهد البيزنطي في مصر، وإلى حدٍ أبعد العهد الروماني، وبدأ العهد الإسلامي بِعصر الوُلاة؛ وكان عمرو بن العاص أوَّل الولاة المُسلمين.. ❝ ⏤حسن عثمان
❞ بدأ الحكم الإسلامي لمصر في عهد الخلفاء الراشدين 640-661م وشمل العصور التالية:
شكَّل الفتحُ الإسلامي مصر امتدادًا لِفتح الشَّام، وقد وقع بعد تخليص فلسطين من يد الروم، وقد اقترحهُ الصحابيّ عمرو بن العاص على الخليفة عُمر بن الخطَّاب بِهدف تأمين الفُتوحات وحماية ظهر المُسلمين من هجمات الروم الذين انسحبوا من الشَّام إلى مصر وتمركزوا فيها. ولكنَّ عُمرًا كان يخشى على الجُيوش الإسلاميَّة من الدخول لِأفريقيا ووصفها بأنَّها مُفرِّقة، فرفض في البداية، لكنَّهُ ما لبث أن وافق،
وأرسل لِعمرو بن العاص الإمدادات، فتوجَّه الأخير بجيشه صوب مصر عبر الطريق الذي سلكه قبله قمبيز والإسكندر، مُجتازًا سيناء مارًا بِالعريش والفرما. ثُمَّ توجَّه إلى بلبيس فحصن بابليون الذي كان أقوى حُصون مصر الروميَّة، وما أن سقط حتَّى تهاوت باقي الحُصون في الدلتا والصعيد أمام الجُيوش الإسلاميَّة. وقد تمَّ لعمرو بن العاص الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندريَّة في يده سنة 21هـ المُوافقة لِسنة 642م. وعقد مع الروم مُعاهدة انسحبوا على إثرها من البلاد وانتهى العهد البيزنطي في مصر، وإلى حدٍ أبعد العهد الروماني، وبدأ العهد الإسلامي بِعصر الوُلاة؛ وكان عمرو بن العاص أوَّل الولاة المُسلمين. ❝
❞ وإستنصر المسلمون الله ، وإستغاثوه وأخلصوا له ، وتضرَّعُوا إليهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مَلَائِكَتِهِ { أَنِّي مَعَكُمْ فَثبتوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرعب } ، وأوحى الله إلى رسوله ﷺ { ان مُمِدُّكُم بِأَلْفِ مِنَ الْمَلَئكَةِ مُردِفِينَ } ، وبات رسول الله ﷺ يصلي إلى جذع شجرة هناك ، وكانت ليلة الجمعة السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة ، فلما أصبحوا أقبلت قريش في كتائبها ، واصطف الفريقان ، فمشى حكيم بن حزام وعتبة بن ربيعة في قريش ، أن يرْجِعُوا ولا يقاتلوا ، فأبى ذلك أبو جهل ، وجرى بينه وبين عتبة كلام ، وأمر أبو جهل أخا عمرو بن الحضرمي أن يطلب دَمَ أخيه عمرو ، فكشف عن استه ، وصرخ : واعَمْراه ، فحمي القوم ، ونشبتِ الحرب ، وعَدَّلَ رسول الله ﷺ الصفوف ، ثم رجع إلى العريش هو وأبو بكر خاصة ، وقام سعد بن معاذ في قوم من الأنصار على باب العريش ، يحمون رسول الله ﷺ ، وخرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة ، يطلبون المبارزة ، فخرج إليهم ثلاثة الأنصار : عبد الله بن رواحة ، وعوف ، ومُعَوِّذ ، ابنا عفراء ، فقالوا لهم : من أنتم ؟ فقالوا : من الأنصار ، قالوا : أكفاء كرام ، وإنما نُريد بني عمنا ، فبرز إليهم علي وعُبيدة بن الحارث وحمزة ، فقَتل علي قِرْنَه الوليد ، وقَتل حمزة قرنه عتبة ، وقيل : شيبة ، واختلف عُبيدة وقِرنه ضربتين ، فكَرَّ علي وحمزة على قِرن عبيدة ، فقتلاه واحتملا عبيدة ، وقد قطعت رجله ، فلم يزل ضَمِنَا حتى مات بالصَّفْراءِ ، ثم حمي الوطيس ، واستدارت رحى الحرب ، واشتد القتال ، وأخذ رسول الله ﷺ في الدعاء والابتهال ومناشدة ربه عز وجل ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه فردَّه عليه الصديق ، وقال : بغض مناشَدَتِكَ رَبَّكَ ، فَإِنَّهُ منجز لَكَ ما وَعَدَكَ ، فأغفى رسول الله ﷺ إغفاءة واحدة وأخذ القوم النعاس في حال الحرب ، ثم رفع رسولُ الله ﷺ رأسه فقال ( أَبْشِرْ يا أَبَا بَكْر ! هذا جِبْرِيلُ عَلَى تَنَايَاه النقع ) ، وجاء النصر ، وأنزل الله جنده ، وأيد رسوله والمؤمنين ، ومنحهم أكتاف المُشركين أسراً وقتلاً ، فقتلوا منهم سبعين ، وأسروا سبعين. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وإستنصر المسلمون الله ، وإستغاثوه وأخلصوا له ، وتضرَّعُوا إليهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مَلَائِكَتِهِ ﴿ أَنِّي مَعَكُمْ فَثبتوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرعب ﴾ ، وأوحى الله إلى رسوله ﷺ ﴿ ان مُمِدُّكُم بِأَلْفِ مِنَ الْمَلَئكَةِ مُردِفِينَ ﴾ ، وبات رسول الله ﷺ يصلي إلى جذع شجرة هناك ، وكانت ليلة الجمعة السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة ، فلما أصبحوا أقبلت قريش في كتائبها ، واصطف الفريقان ، فمشى حكيم بن حزام وعتبة بن ربيعة في قريش ، أن يرْجِعُوا ولا يقاتلوا ، فأبى ذلك أبو جهل ، وجرى بينه وبين عتبة كلام ، وأمر أبو جهل أخا عمرو بن الحضرمي أن يطلب دَمَ أخيه عمرو ، فكشف عن استه ، وصرخ : واعَمْراه ، فحمي القوم ، ونشبتِ الحرب ، وعَدَّلَ رسول الله ﷺ الصفوف ، ثم رجع إلى العريش هو وأبو بكر خاصة ، وقام سعد بن معاذ في قوم من الأنصار على باب العريش ، يحمون رسول الله ﷺ ، وخرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة ، يطلبون المبارزة ، فخرج إليهم ثلاثة الأنصار : عبد الله بن رواحة ، وعوف ، ومُعَوِّذ ، ابنا عفراء ، فقالوا لهم : من أنتم ؟ فقالوا : من الأنصار ، قالوا : أكفاء كرام ، وإنما نُريد بني عمنا ، فبرز إليهم علي وعُبيدة بن الحارث وحمزة ، فقَتل علي قِرْنَه الوليد ، وقَتل حمزة قرنه عتبة ، وقيل : شيبة ، واختلف عُبيدة وقِرنه ضربتين ، فكَرَّ علي وحمزة على قِرن عبيدة ، فقتلاه واحتملا عبيدة ، وقد قطعت رجله ، فلم يزل ضَمِنَا حتى مات بالصَّفْراءِ ، ثم حمي الوطيس ، واستدارت رحى الحرب ، واشتد القتال ، وأخذ رسول الله ﷺ في الدعاء والابتهال ومناشدة ربه عز وجل ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه فردَّه عليه الصديق ، وقال : بغض مناشَدَتِكَ رَبَّكَ ، فَإِنَّهُ منجز لَكَ ما وَعَدَكَ ، فأغفى رسول الله ﷺ إغفاءة واحدة وأخذ القوم النعاس في حال الحرب ، ثم رفع رسولُ الله ﷺ رأسه فقال ( أَبْشِرْ يا أَبَا بَكْر ! هذا جِبْرِيلُ عَلَى تَنَايَاه النقع ) ، وجاء النصر ، وأنزل الله جنده ، وأيد رسوله والمؤمنين ، ومنحهم أكتاف المُشركين أسراً وقتلاً ، فقتلوا منهم سبعين ، وأسروا سبعين. ❝
❞ بدأ الحكم الإسلامي لمصر في عهد الخلفاء الراشدين 640-661م وشمل العصور التالية:
شكَّل الفتحُ الإسلامي مصر امتدادًا لِفتح الشَّام، وقد وقع بعد تخليص فلسطين من يد الروم، وقد اقترحهُ الصحابيّ عمرو بن العاص على الخليفة عُمر بن الخطَّاب بِهدف تأمين الفُتوحات وحماية ظهر المُسلمين من هجمات الروم الذين انسحبوا من الشَّام إلى مصر وتمركزوا فيها. ولكنَّ عُمرًا كان يخشى على الجُيوش الإسلاميَّة من الدخول لِأفريقيا ووصفها بأنَّها مُفرِّقة، فرفض في البداية، لكنَّهُ ما لبث أن وافق،
وأرسل لِعمرو بن العاص الإمدادات، فتوجَّه الأخير بجيشه صوب مصر عبر الطريق الذي سلكه قبله قمبيز والإسكندر، مُجتازًا سيناء مارًا بِالعريش والفرما. ثُمَّ توجَّه إلى بلبيس فحصن بابليون الذي كان أقوى حُصون مصر الروميَّة، وما أن سقط حتَّى تهاوت باقي الحُصون في الدلتا والصعيد أمام الجُيوش الإسلاميَّة. وقد تمَّ لعمرو بن العاص الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندريَّة في يده سنة 21هـ المُوافقة لِسنة 642م. وعقد مع الروم مُعاهدة انسحبوا على إثرها من البلاد وانتهى العهد البيزنطي في مصر، وإلى حدٍ أبعد العهد الروماني، وبدأ العهد الإسلامي بِعصر الوُلاة؛ وكان عمرو بن العاص أوَّل الولاة المُسلمين.. ❝ ⏤هشام الجبالي
❞ بدأ الحكم الإسلامي لمصر في عهد الخلفاء الراشدين 640-661م وشمل العصور التالية:
شكَّل الفتحُ الإسلامي مصر امتدادًا لِفتح الشَّام، وقد وقع بعد تخليص فلسطين من يد الروم، وقد اقترحهُ الصحابيّ عمرو بن العاص على الخليفة عُمر بن الخطَّاب بِهدف تأمين الفُتوحات وحماية ظهر المُسلمين من هجمات الروم الذين انسحبوا من الشَّام إلى مصر وتمركزوا فيها. ولكنَّ عُمرًا كان يخشى على الجُيوش الإسلاميَّة من الدخول لِأفريقيا ووصفها بأنَّها مُفرِّقة، فرفض في البداية، لكنَّهُ ما لبث أن وافق،
وأرسل لِعمرو بن العاص الإمدادات، فتوجَّه الأخير بجيشه صوب مصر عبر الطريق الذي سلكه قبله قمبيز والإسكندر، مُجتازًا سيناء مارًا بِالعريش والفرما. ثُمَّ توجَّه إلى بلبيس فحصن بابليون الذي كان أقوى حُصون مصر الروميَّة، وما أن سقط حتَّى تهاوت باقي الحُصون في الدلتا والصعيد أمام الجُيوش الإسلاميَّة. وقد تمَّ لعمرو بن العاص الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندريَّة في يده سنة 21هـ المُوافقة لِسنة 642م. وعقد مع الروم مُعاهدة انسحبوا على إثرها من البلاد وانتهى العهد البيزنطي في مصر، وإلى حدٍ أبعد العهد الروماني، وبدأ العهد الإسلامي بِعصر الوُلاة؛ وكان عمرو بن العاص أوَّل الولاة المُسلمين. ❝