❞ المبيت في مزدلفة
لا قصور ولا عمارات فاخرة ولا أسرة ولا أغطية باهظة الثمن
ليلة يتساوى فيها الغني والفقير
نفترش الأرض وغطاؤنا رحمة من الله سبحانه على عباده
وتتوسد ذراعك
نوم لا يضاهيه نوم في الدنيا هذا لمن أراد أن يعتبر
من شدة التعب تنام نوم عميق
وكأنك في يوم الحشر تجد نفسك بين الموتى أكفان بيضاء يهتز البدن كليا لعظمة الموقف
كل أمر بحكمه سبحان الله
تنهض من النوم مسرورا فرحا تجمع حصى الجمرات وتتأهب للسير وشد الرحال بعد صلاة الصبح مباشرة إلى مشاعر منى
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام أعواما عديدة وأزمنة مديدة
وكل مشتاق يااااارب العالمين 🤲🤲🤲. ❝ ⏤HAIFA SHALALDEH
❞ المبيت في مزدلفة
لا قصور ولا عمارات فاخرة ولا أسرة ولا أغطية باهظة الثمن
ليلة يتساوى فيها الغني والفقير
نفترش الأرض وغطاؤنا رحمة من الله سبحانه على عباده
وتتوسد ذراعك
نوم لا يضاهيه نوم في الدنيا هذا لمن أراد أن يعتبر
من شدة التعب تنام نوم عميق
وكأنك في يوم الحشر تجد نفسك بين الموتى أكفان بيضاء يهتز البدن كليا لعظمة الموقف
كل أمر بحكمه سبحان الله
تنهض من النوم مسرورا فرحا تجمع حصى الجمرات وتتأهب للسير وشد الرحال بعد صلاة الصبح مباشرة إلى مشاعر منى
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام أعواما عديدة وأزمنة مديدة
وكل مشتاق يااااارب العالمين 🤲🤲🤲. ❝
❞ حوار مع صديقي الملحد
هل مناسك الحج وثنية ؟
قال صاحبي وهو يفرك يديه ارتياحا ويبتسم ابتسامة خبيثة تبدي نواجذه وقد لمعت عيناه بذلك البريق الذي يبدو في وجه الملاكم حينما يتأهب لتوجيه ضربة قاضية .
- ألا تلاحظ معي أن مناسك الحج عندكم هي وثنية صريحة . ذلك البناء الحجري الذي تسمونه الكعبة وتتمسحون به وتطوفون حوله ، ورجم الشيطان .. والهرولة بين الصفا والمروة ، وتقبيل الحجر الأسود ..
وحكاية السبع طوفات والسبع رجمات والسبع هرولات وهي بقايا من خرافة الأرقام الطلسمية في الشعوذات القديمة ، وثوب الإحرام الذي تلبسونه على اللحم ..
لا تؤاخذني إذا كنت أجرحك بهذه الصراحة ولكن لا حياء في العلم .
وراح ينفث دخان سيجارته ببطء ويراقبني من وراء نظارته .
قلت في هدوء :
- ألا تلاحظ معي أنت أيضا أن في قوانين المادة التي درستها أن الأصغر يطوف حول الأكبر ،
الإلكترون في الذرة يدور حول النواة ، والقمر حول الأرض ، والأرض حول الشمس ، والشمس حول المجرة ، والمجرة حول مجرة أكبر ، إلى أن نصل إلى " الأكبر مطلقا " وهو الله .. ألا نقول " الله أكبر " .. أي أكبر من كل شيء ..
وأنت الآن تطوف حوله ضمن مجموعتك الشمسية رغم أنفك ولا تملك إلا أن تطوف فلا شيء ثابت في الكون إلا الله هو الصمد الصامد الساكن والكل في حركة حوله ..
وهذا هو قانون الأصغر والأكبر الذي تعلمته في الفيزياء ..
أما نحن فنطوف باختيارنا حول بيت الله ..
وهو أول بيت اتخذه الإنسان لعبادة الله ..
فأصبح من ذلك التاريخ السحيق رمزا وبيتا لله ..
ألا تطوفون أنتم حول رجل محنط في الكرملين تعظمونه وتقولون أنه أفاد البشرية ، ولو عرفتم لشكسبير قبرا لتسابقتم إلى زيارته بأكثر مما نتسابق إلى زيارة محمد عليه الصلاة والسلام ..
ألا تضعون باقة ورد على نصب حجري وتقولون أنه يرمز للجندي المجهول فلماذا تلوموننا لأننا نلقي حجرا على نصب رمزي نقول أنه يرمز إلى الشيطان ..
ألا تعيش في هرولة من ميلادك إلى موتك ثم بعد موتك يبدأ ابنك الهرولة من جديد وهي نفس الرحلة الرمزية من الصفا " الصفاء أو الخواء أو الفراغ رمز للعدم " إلى المروة وهي النبع الذي يرمز إلى الحياة و الوجود ..
من العدم إلى الوجود ثم من الوجود إلى العدم ..
أليست هذه هي الحركة البندولية لكل المخلوقات ..
ألا ترى في مناسك الحج تلخيصا رمزيا عميقا لكل هذه الأسرار .
ورقم 7 الذي تسخر منه .. دعني أسألك ما السر في أن درجات السلم الموسيقي 7 صول لا سي دو ري مي فا ثم بعد المقام السابع يأتي جواب الصول من جديد .. فلا نجد 8 وإنما نعود إلى سبع درجات أخرى وهلم جرا ، وكذلك درجات الطيف الضوئي 7 وكذلك تدور الإلكترونات حول نواة الذرة في نطاقات 7 والجنين لا يكتمل إلا في الشهر 7 وإذا ولد قبل ذلك يموت وأيام الأسبوع عندنا وعند جميع أفراد الجنس البشري 7 وضعوها كذلك دون أن يجلسوا ويتفقوا ..
ألا يدل ذلك على شيء ..أم أن كل هذه العلوم هي الأخرى شعوذات طلسمية.
ألا تقبل خطابا من حبيبتك .. هل أنت وثني ؟ فلماذا تلومنا إذا قبلنا إذا قبلنا ذلك الحجر الأسود الذي حمله نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في ثوبه وقبله . لا وثنية في ذلك بالمرة .. لأننا لا نتجه بمناسك العبادة نحو الحجارة ذاتها .. وإنما نحو المعاني العميقة والرموز والذكريات .
إن مناسك الحج هي عدة مناسبات لتحريك الفكر وبعث المشاعر وإثارة التقوى في القلب . أما ثوب الإحرام الذي نلبسه على اللحم ونشترط ألا يكون مخيطا فهو رمز للخروج من زينة الدنيا وللتجرد التام أمام حضرة الخالق .. تماما كما نأتي إلى الدنيا في اللفة ونخرج من الدنيا في لفة وندخل القبر في لفة .. ألا تشترطون أنتم لبس البدل الرسمية لمقابلة الملك ونحن نقول : إنه لا شيء يليق بجلالة الله إلا التجرد وخلع جميع الزينة لأنه أعظم من جميع الملوك ولأنه لا يصلح في الوقفة أمامه إلا التواضع التام والتجرد .. ولأن هذا الثوب البسيط الذي يلبسه الغني والفقير والمهراجا والمليونير أمام الله فيه معنى آخر للأخوة رغم تفاوت المراتب والثروات .
والحج عندنا اجتماع عظيم ومؤتمر سنوي ..
ومثله صلاة الجمعة وهي المؤتمر الصغير الذي نلتقي فيه كل أسبوع .
هي كلها معان جميلة لمن يفكر ويتأمل .. وهي أبعد ما تكون عن الوثنية .
ولو وقفت معي في عرفة بين عدة ملايين يقولون الله أكبر ويتلون القرآن بأكثر من عشرين لغة ويهتفون لبيك اللهم لبيك ويبكون ويذوبون شوقا وحبا – لبكيت أنت أيضا دون أن تدري وتذوب في الجمع الغفير من الخلق .. وأحسست بذلك الفناء والخشوع أمام الإله العظيم مالك الملك الذي بيده مقاليد كل شيء .
من كتاب / حوار مع صديقي الملحد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حوار مع صديقي الملحد
هل مناسك الحج وثنية ؟
قال صاحبي وهو يفرك يديه ارتياحا ويبتسم ابتسامة خبيثة تبدي نواجذه وقد لمعت عيناه بذلك البريق الذي يبدو في وجه الملاكم حينما يتأهب لتوجيه ضربة قاضية .
- ألا تلاحظ معي أن مناسك الحج عندكم هي وثنية صريحة . ذلك البناء الحجري الذي تسمونه الكعبة وتتمسحون به وتطوفون حوله ، ورجم الشيطان . والهرولة بين الصفا والمروة ، وتقبيل الحجر الأسود .
وحكاية السبع طوفات والسبع رجمات والسبع هرولات وهي بقايا من خرافة الأرقام الطلسمية في الشعوذات القديمة ، وثوب الإحرام الذي تلبسونه على اللحم .
لا تؤاخذني إذا كنت أجرحك بهذه الصراحة ولكن لا حياء في العلم .
وراح ينفث دخان سيجارته ببطء ويراقبني من وراء نظارته .
قلت في هدوء :
- ألا تلاحظ معي أنت أيضا أن في قوانين المادة التي درستها أن الأصغر يطوف حول الأكبر ،
الإلكترون في الذرة يدور حول النواة ، والقمر حول الأرض ، والأرض حول الشمس ، والشمس حول المجرة ، والمجرة حول مجرة أكبر ، إلى أن نصل إلى ˝ الأكبر مطلقا ˝ وهو الله . ألا نقول ˝ الله أكبر ˝ . أي أكبر من كل شيء .
وأنت الآن تطوف حوله ضمن مجموعتك الشمسية رغم أنفك ولا تملك إلا أن تطوف فلا شيء ثابت في الكون إلا الله هو الصمد الصامد الساكن والكل في حركة حوله .
وهذا هو قانون الأصغر والأكبر الذي تعلمته في الفيزياء .
أما نحن فنطوف باختيارنا حول بيت الله .
وهو أول بيت اتخذه الإنسان لعبادة الله .
فأصبح من ذلك التاريخ السحيق رمزا وبيتا لله .
ألا تطوفون أنتم حول رجل محنط في الكرملين تعظمونه وتقولون أنه أفاد البشرية ، ولو عرفتم لشكسبير قبرا لتسابقتم إلى زيارته بأكثر مما نتسابق إلى زيارة محمد عليه الصلاة والسلام .
ألا تضعون باقة ورد على نصب حجري وتقولون أنه يرمز للجندي المجهول فلماذا تلوموننا لأننا نلقي حجرا على نصب رمزي نقول أنه يرمز إلى الشيطان .
ألا تعيش في هرولة من ميلادك إلى موتك ثم بعد موتك يبدأ ابنك الهرولة من جديد وهي نفس الرحلة الرمزية من الصفا ˝ الصفاء أو الخواء أو الفراغ رمز للعدم ˝ إلى المروة وهي النبع الذي يرمز إلى الحياة و الوجود .
من العدم إلى الوجود ثم من الوجود إلى العدم .
أليست هذه هي الحركة البندولية لكل المخلوقات .
ألا ترى في مناسك الحج تلخيصا رمزيا عميقا لكل هذه الأسرار .
ورقم 7 الذي تسخر منه . دعني أسألك ما السر في أن درجات السلم الموسيقي 7 صول لا سي دو ري مي فا ثم بعد المقام السابع يأتي جواب الصول من جديد . فلا نجد 8 وإنما نعود إلى سبع درجات أخرى وهلم جرا ، وكذلك درجات الطيف الضوئي 7 وكذلك تدور الإلكترونات حول نواة الذرة في نطاقات 7 والجنين لا يكتمل إلا في الشهر 7 وإذا ولد قبل ذلك يموت وأيام الأسبوع عندنا وعند جميع أفراد الجنس البشري 7 وضعوها كذلك دون أن يجلسوا ويتفقوا .
ألا يدل ذلك على شيء .أم أن كل هذه العلوم هي الأخرى شعوذات طلسمية.
ألا تقبل خطابا من حبيبتك . هل أنت وثني ؟ فلماذا تلومنا إذا قبلنا إذا قبلنا ذلك الحجر الأسود الذي حمله نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في ثوبه وقبله . لا وثنية في ذلك بالمرة . لأننا لا نتجه بمناسك العبادة نحو الحجارة ذاتها . وإنما نحو المعاني العميقة والرموز والذكريات .
إن مناسك الحج هي عدة مناسبات لتحريك الفكر وبعث المشاعر وإثارة التقوى في القلب . أما ثوب الإحرام الذي نلبسه على اللحم ونشترط ألا يكون مخيطا فهو رمز للخروج من زينة الدنيا وللتجرد التام أمام حضرة الخالق . تماما كما نأتي إلى الدنيا في اللفة ونخرج من الدنيا في لفة وندخل القبر في لفة . ألا تشترطون أنتم لبس البدل الرسمية لمقابلة الملك ونحن نقول : إنه لا شيء يليق بجلالة الله إلا التجرد وخلع جميع الزينة لأنه أعظم من جميع الملوك ولأنه لا يصلح في الوقفة أمامه إلا التواضع التام والتجرد . ولأن هذا الثوب البسيط الذي يلبسه الغني والفقير والمهراجا والمليونير أمام الله فيه معنى آخر للأخوة رغم تفاوت المراتب والثروات .
والحج عندنا اجتماع عظيم ومؤتمر سنوي .
ومثله صلاة الجمعة وهي المؤتمر الصغير الذي نلتقي فيه كل أسبوع .
هي كلها معان جميلة لمن يفكر ويتأمل . وهي أبعد ما تكون عن الوثنية .
ولو وقفت معي في عرفة بين عدة ملايين يقولون الله أكبر ويتلون القرآن بأكثر من عشرين لغة ويهتفون لبيك اللهم لبيك ويبكون ويذوبون شوقا وحبا – لبكيت أنت أيضا دون أن تدري وتذوب في الجمع الغفير من الخلق . وأحسست بذلك الفناء والخشوع أمام الإله العظيم مالك الملك الذي بيده مقاليد كل شيء .
من كتاب / حوار مع صديقي الملحد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ ذهب لزيارتها ولكن هذه المره كانت للوداع ...
غاب القمر وسط الغيوم ، وتصارعت الكلاب مع غيرها من الخصوم ، الممر مظلم تماماً ، علي جانبيه لوحات مزروعة في الأرض ، تشير الي أصحاب هذه الرقع، هنا يجتمع الظالم والمظلوم، الغني والفقير ، المؤمن والكافر ، هدوء المكان لا يعني صمته ، فالمقابر وحدها تثور وتعج بالصراخ دون أن يشعر بها أحد ، ثمة قلوب ايضا تشبه المقابر ، تتألم وتعاني في صمت .
واصل المشي علي غير المعتاد اتجاه أحد المدافن
_ أخبريني كيف حالك ؟ لا آمل عن التفكير بكٍ ، حاولت الفرار مرارًا من شعور فقدانك ،والتعايش مع البشر لكني لم أستطع ..
لابد أنكٍ تشعرين أيضا بالوحدة الشديدة مثلي ..
صحيح ! هل تشعرين بالوحدة ؟
ركع علي ركبتيه وهو يتحسس الطوب الحجري .
حتي اغشي عليه من فرط البكاء ، وما انا فتح عينه أخذ يبحث في المكان ، لكن بدون جدوي ، بدأ في سماع أصوات كالاشباح تطارده
\"لن يحترم أحدا شخصاً مثلك أبدا ! استسلم ! استسلم ! استسلم !\"
شعر بالخوف الشديد ، بدأ في الركض ، فسقط علي ركبتيه وصرخ باعلي صوته :
\" فقط اصمتوا ... ابتعدوا عني ... ابتعدوا عن هنا واختفوا ... \"
كان هناك من يقترب منه ، اقترب منه شيئاً فشيئا ، نادي بإسمه قائلا :
_ الأمر علي ما يرام، لا بأس يمكنك البقاء هنا .
شعر بالسكون حين سمع هذا الصوت .... ❝ ⏤محمد خالد
❞ ذهب لزيارتها ولكن هذه المره كانت للوداع ..
غاب القمر وسط الغيوم ، وتصارعت الكلاب مع غيرها من الخصوم ، الممر مظلم تماماً ، علي جانبيه لوحات مزروعة في الأرض ، تشير الي أصحاب هذه الرقع، هنا يجتمع الظالم والمظلوم، الغني والفقير ، المؤمن والكافر ، هدوء المكان لا يعني صمته ، فالمقابر وحدها تثور وتعج بالصراخ دون أن يشعر بها أحد ، ثمة قلوب ايضا تشبه المقابر ، تتألم وتعاني في صمت .
واصل المشي علي غير المعتاد اتجاه أحد المدافن
_ أخبريني كيف حالك ؟ لا آمل عن التفكير بكٍ ، حاولت الفرار مرارًا من شعور فقدانك ،والتعايش مع البشر لكني لم أستطع .
لابد أنكٍ تشعرين أيضا بالوحدة الشديدة مثلي .
صحيح ! هل تشعرين بالوحدة ؟
ركع علي ركبتيه وهو يتحسس الطوب الحجري .
حتي اغشي عليه من فرط البكاء ، وما انا فتح عينه أخذ يبحث في المكان ، لكن بدون جدوي ، بدأ في سماع أصوات كالاشباح تطارده
˝لن يحترم أحدا شخصاً مثلك أبدا ! استسلم ! استسلم ! استسلم !˝
شعر بالخوف الشديد ، بدأ في الركض ، فسقط علي ركبتيه وصرخ باعلي صوته :
˝ فقط اصمتوا .. ابتعدوا عني .. ابتعدوا عن هنا واختفوا .. ˝
كان هناك من يقترب منه ، اقترب منه شيئاً فشيئا ، نادي بإسمه قائلا :
_ الأمر علي ما يرام، لا بأس يمكنك البقاء هنا .
شعر بالسكون حين سمع هذا الصوت. ❝