❞ \"فقدان الروح وعودتها\"
منذ ذلك اليوم الذى غير مجرى حياتى ،منذ ذلك اليوم الذى لا استطيع نسيانه ، منذ تحطيم جميع أحلامى ، فقدتُ روحى، صيرتُ جسد بلا روح، صيرتُ لا أُبالى شيء ،فقدت روح الشغف ، فقدت أحلامى أيضًا ، أعلم أن هذا قدر ومكتوب؛ ولكن لا أعلم ما الشيء الذى يجعلنى أعود كما كنت ، منذ ذلك اليوم وأصبحت شخص آخر ، شخص ليس به أمل ، شغف ، ثقه، فقدت كل شيء لم أكن أريد فقدانه؛ولكن ليس هذه النهايه، يمكنك فعل المستحيل للعوده كما كنت ،يمكنك فعل الكثير والكثير لتغير مجرى حياتك ، أجعل لك حلم جديد ، بمجرد خلق هذا الحلم ،يتولد بك الشغف ،والامل، وروح جديده ، سأعيش أحلم ، سأعيش لأفعل المستحيل حتى اعود كما كنت ، تلك الفتاة البشوشه ، تلك الفتاة الغير مستائه للحياة ، تلك الفتاة الصبورة ، سأفعل المستحيل لأعود بالتفائل، أعلم أن الامل موجود ، مازال الورد يتفتح يوجد أمل ، مازالت الشمس تشرق يوجد أمل ، مازال الإنسان يتنفس يوجد أمل ، الأمل يوجد بمجرد ظهور يوم جديد ، تمسك بالأمل تجد كل شيء كما تريد .
#گ/إنجى محمد عثمان \"بنت الأزهر.\". ❝ ⏤گ/انجى محمد \"أنجين\"
❞ ˝فقدان الروح وعودتها˝
منذ ذلك اليوم الذى غير مجرى حياتى ،منذ ذلك اليوم الذى لا استطيع نسيانه ، منذ تحطيم جميع أحلامى ، فقدتُ روحى، صيرتُ جسد بلا روح، صيرتُ لا أُبالى شيء ،فقدت روح الشغف ، فقدت أحلامى أيضًا ، أعلم أن هذا قدر ومكتوب؛ ولكن لا أعلم ما الشيء الذى يجعلنى أعود كما كنت ، منذ ذلك اليوم وأصبحت شخص آخر ، شخص ليس به أمل ، شغف ، ثقه، فقدت كل شيء لم أكن أريد فقدانه؛ولكن ليس هذه النهايه، يمكنك فعل المستحيل للعوده كما كنت ،يمكنك فعل الكثير والكثير لتغير مجرى حياتك ، أجعل لك حلم جديد ، بمجرد خلق هذا الحلم ،يتولد بك الشغف ،والامل، وروح جديده ، سأعيش أحلم ، سأعيش لأفعل المستحيل حتى اعود كما كنت ، تلك الفتاة البشوشه ، تلك الفتاة الغير مستائه للحياة ، تلك الفتاة الصبورة ، سأفعل المستحيل لأعود بالتفائل، أعلم أن الامل موجود ، مازال الورد يتفتح يوجد أمل ، مازالت الشمس تشرق يوجد أمل ، مازال الإنسان يتنفس يوجد أمل ، الأمل يوجد بمجرد ظهور يوم جديد ، تمسك بالأمل تجد كل شيء كما تريد .
❞ \"أشكر أحزانك\".
الأحزان هي الجندي الأول، الذي يجعلك تتعلم الحكم من هذه الدنيا، عن اقتناع تام، فإذا مر الواحد مِنّا بفرح لم تسيعهُ الدنيا من فرحته، وإذا مرَ بضيقٍ، وكرب، وجلس يُفكر في حكمة الله له في ذلك الضيق، سيعلم جيدًا أن كل من عليها فان، وأن لا شيء يستدعي أحزاننا، ما دُمنا نعلم أن الله الباقي، الكبير معنا، وأن كل شيء سواه سَيُفْنى، ولا يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال، والاكرام.
فمازال بداخلنا طفل تلك الحلوى تَفْرِحَهُ، وإذا اِنْتُزِعَتٔ منه حزن عليها حزنًا شديدًا، وبكى عليها بحرقة.
تأتي الاحزان حتى لا نتعلق التعلق الكامل، إلا بالله _سبحانه وتعالى _ تأتي الاحزان لتُعلمنا أن كل شيء يُفني، أحزاننا تُفنى، وكذالك أفراحنا تُفنى، تأتي الاحزان لتعلمنا أن كل شيء يتغير يومًا بعد الآخر، الأصدقاء يتغيرون، وربما يصبحون أعداء لنا في يوم، وكذلك نحن نتغير، فنحن اليوم ليس مثل أمس، ولا سنكون مثل غدًا، إلا الله لا يتغير، ولا يتوقف عن عطاءه، ولا يخيب فيه الرجاء، فكل شيء هالك إلا وجهه _سبحانه وتعالى _
قال تعالى:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [الحديد ٢٢_٢٣]
فجاءت الأحزان كي تُنْزع من الإنسان الهلع الدائم، والمشاعر المبالغ فيها، الغير ناضجه التي تسيطر علينا غالبًا.
گ/هند أمين|زهرة الأقحوان|. ❝ ⏤هند أمين
❞ ˝أشكر أحزانك˝.
الأحزان هي الجندي الأول، الذي يجعلك تتعلم الحكم من هذه الدنيا، عن اقتناع تام، فإذا مر الواحد مِنّا بفرح لم تسيعهُ الدنيا من فرحته، وإذا مرَ بضيقٍ، وكرب، وجلس يُفكر في حكمة الله له في ذلك الضيق، سيعلم جيدًا أن كل من عليها فان، وأن لا شيء يستدعي أحزاننا، ما دُمنا نعلم أن الله الباقي، الكبير معنا، وأن كل شيء سواه سَيُفْنى، ولا يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال، والاكرام.
فمازال بداخلنا طفل تلك الحلوى تَفْرِحَهُ، وإذا اِنْتُزِعَتٔ منه حزن عليها حزنًا شديدًا، وبكى عليها بحرقة.
تأتي الاحزان حتى لا نتعلق التعلق الكامل، إلا بالله سبحانه وتعالى __ تأتي الاحزان لتُعلمنا أن كل شيء يُفني، أحزاننا تُفنى، وكذالك أفراحنا تُفنى، تأتي الاحزان لتعلمنا أن كل شيء يتغير يومًا بعد الآخر، الأصدقاء يتغيرون، وربما يصبحون أعداء لنا في يوم، وكذلك نحن نتغير، فنحن اليوم ليس مثل أمس، ولا سنكون مثل غدًا، إلا الله لا يتغير، ولا يتوقف عن عطاءه، ولا يخيب فيه الرجاء، فكل شيء هالك إلا وجهه سبحانه وتعالى __ قال تعالى:﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [الحديد ٢٢_٢٣]
فجاءت الأحزان كي تُنْزع من الإنسان الهلع الدائم، والمشاعر المبالغ فيها، الغير ناضجه التي تسيطر علينا غالبًا.
❞ لو سألني أحدكم .. ما هي علامات الحب ؟؟ و ما شواهده ؟؟
لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف
في يوم شديد الحرارة
و أشبه باستشعار الدفء في يوم بارد ..لقلت هي الألفة و رفع الكلفة
و أن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب .. و أن يُرفع الحرج بينكما ، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئاً آخر لتعجبها .. و أن تصمتا أنتما الإثنان فيحلو الصمت ، و أن
يتكلم أحدكما .. فيحلو الإصغاء .. و أن تكون الحياة معا هى مطلب كل منكما قبل النوم معاً .. و ألا يطفئ الفراش هذه الأشواق و لا يورث الملل و لا الضجر و إنما يورث الراحة و المودة و الصداقة .. و أن تخلو العلاقة من التشنج و العصبية و العناد و الكبرياء الفارغ و الغيرة السخيفة و الشك الأحمق و الرغبة فى التسلط ، فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية و حب النفس و ليست من علامات حب الآخر .. و أن تكون السكينة و الأمان و الطمأنينة هى الحالة النفسية كلما التقيتما . .يس ثمر
و ألا يطول بينكما العتاب و لا يجد أحدكما حاجة إلى اعتذار الآخر عند الخطأ ، و إنما تكون السماحة و العفو و حُسن الفهم هى القاعدة .. و ألا تُشبِع أيكما قبلة أو عناق أو أى مزاولة جنسية و لا تعود لكما راحة إلا فى الحياة معاً و المسيرة معاً و كفاح العمر معاً .
ذلــك هو الحــب حقـاً .
و لو سألتم .. أهو موجود ذلك الحب .. و كيف نعثر عليه ؟ لقلت نعم موجود و لكن نادر .. و هو ثمرة توفيق إلهى و لة اجتهاد شخصى .
و هو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر و نفوس متآلفة متراحمة بالفطرة .
و شرط حدوثه أن تكون النفوس خيِّرة أصلا جميلة أصلا .
و الجمال النفسى و الخير هو المشكاة التى يخرج منها هذا الحب .
و إذا لم تكن النفوس خيرة فإنها لا تستطيع أن تعطى فهى أصلا فقيرة مظلمة ليس عندها ما تعطيه .
و لا يجتمع الحب و الجريمة أبداً إلا فى الأفلام العربية السخيفة المفتعلة .. و ما يسمونه الحب فى تلك الأفلام هو غى حقيقته شهوات و رغبات حيوانية و نفوس مجرمة تتستر بالحب لتصل إلى أغراضها .
أما الحب فهو قرين السلام و الأمان و السكينة و هو ريح من الجنة ، أما الذى نراه فى الأفلام فهو نفث الجحيم .
و إذا لم يكن هذا الحب قد صادفكم و إذا لم يصادفكم منه شئ فى حياتكم فالسبب أنكم لستم خيرين أصلاً فالطيور على أشكالها تقع ، و المجرم يتداعى حوله المجرمون و الخير الفاضل يقع على شاكلته ..
و عدل الله لا يتخلَّف فلا تلوموا النصيب و القدر و الحظ و إنما لوكوا أنفسكم .
و قد يمتحن الله الرجال الأبرار بالنساء الشريرات أو العكس و ذلك باب آخر له حكمته و أسراره .
و قد سلّط الله الجرمين و القتلة على أنبيائه و امتحن بالمرض أيوب و بالفتنة يوسف و بالفراعين الغلاظ موسى و بالزوجات الخائنات نوحاً و لوطاً .
و أسرار الفشل و التوفيق عند الله .. و ليس كل فشل نقمة من الله .
و قد قطع الملك هيرودوس رأس النبى يوحنا المعمدان و قدمها مهراً لِبَغىّ عاهرة .
و لم يكن هذا انتقاصاً من قدر يوحنا عند الله .. و إنما هو البلاء .
فنرجو أن يكون فشلنا و فشلكم هو فشل كريم من هذا النوع من البلاء الذى يمتحن النفوس و يفجر فيها الخير و الحكمة و النور و ليس فشل النفوس المظلمة التى لا حظ لها و لا قدرة على حب أو عطاء .
و نفوسنا قد تخفى أشياء تغيب عنّا نحن أصحابها . و قد لا تنسجم امرأة و رجل لأن نفسيهما مثل الماء و الزيت متنافرتان بالطبيعة ، و لو كانا مثل الماء و السكر لذابا و امتزجا و لو كانا مثل العطر و الزيت لذابا و امتزجا .. و المشكلة أن يصادف الرجل المناسب المرأة المناسبة .
و ذلك هو الحب فى كلمة واحدة : التناســـب .
تناسب النفوس و الطبائع قبل تناسب الأجسام و الأعمار و الثقافات .
و قد يطغى عامل الخير حتى على عامل التناسب فنرى الرسول محمداً عليه الصلاة و السلام يتزوج بمن تكبره بخمسة و عشرين عاماً و يتزوج بمن تصغره بأربعين عاماً فتحبه الاثنتان خديجة و عائشة كل الحب و لا تناسب فى العمر و لا فى الثقافة بينهما ، فهو النبى الذى يوحى إليه و هما من عامة الناس .
و نراه يتزوج باليهودية صفية صبيحة اليوم الذى قتل فيه جيشه زوجها و أباها و أخاها و شباب قومها و زهرة رجالهم واحداً واحداً على النطع فى خيبر .. و يتزوجها بعد هذه المذبحة فنراها تأوى إلى بيته و تسلم له قلبها مشغوفةً مؤمنةً و لم تكد دماء قومها تجف .. فكيف حدث هذا و لا تناسب و إنما أحقاد و أضغان و ثارات ..
إنه الخير و الخلق الأسمى فى نفس الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، هو الذى قهر الظلمة و هو الذى حقق المعجزة دون شروط ..
إنه النور الذى خرج من مشكاة هذا القلب المعجز فصنع السحر و أسر القلوب و طوَّع النفوس حتى مع الفوارق الظاهرة و عدم التناسب و مع الأضغان و الأحقاد و الثارات ..
إنما نتكلم نحن العاديين عن التناسب ..
أما فى مستوى الأنبياء فذلك مستوى الخوارق و المعجزات ..
و ما زالت القلوب الخيّرة و النفوس الكاملة التى لها حظ من هذا المستوى قادرة على بلوغ الحب و تحقيق الإنسجام فى بيوتها برغم الفروق الظاهرة فى السن و الثقافة ..
ذلك أن الحب الذى هو تناسب و انسجام بالنسبة لنا نحن العاديين .. هو فى المستوى الأعلى من البشر نفحة و هِبة إلهية ..
و من ذا الذى يستطيع أن يقيد على الله نفحاته أو يشترط عليه فى هباته ..
و إذا شاء الله أن يرحم أحداً فمن ذا الذى يستطيع أن يمنع رحمته ..
و الحب سر من أعمق أسرار رحمتــه ..
و لا ينتهى فى الحـــب كــلام ..
مقال : (( الحب ماهو ))
كتاب : أناشيد الإثم و البراءة
الدكتور : مصطفي محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ لو سألني أحدكم . ما هي علامات الحب ؟؟ و ما شواهده ؟؟
لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف
في يوم شديد الحرارة
و أشبه باستشعار الدفء في يوم بارد .لقلت هي الألفة و رفع الكلفة
و أن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب . و أن يُرفع الحرج بينكما ، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئاً آخر لتعجبها . و أن تصمتا أنتما الإثنان فيحلو الصمت ، و أن
يتكلم أحدكما . فيحلو الإصغاء . و أن تكون الحياة معا هى مطلب كل منكما قبل النوم معاً . و ألا يطفئ الفراش هذه الأشواق و لا يورث الملل و لا الضجر و إنما يورث الراحة و المودة و الصداقة . و أن تخلو العلاقة من التشنج و العصبية و العناد و الكبرياء الفارغ و الغيرة السخيفة و الشك الأحمق و الرغبة فى التسلط ، فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية و حب النفس و ليست من علامات حب الآخر . و أن تكون السكينة و الأمان و الطمأنينة هى الحالة النفسية كلما التقيتما . .يس ثمر
و ألا يطول بينكما العتاب و لا يجد أحدكما حاجة إلى اعتذار الآخر عند الخطأ ، و إنما تكون السماحة و العفو و حُسن الفهم هى القاعدة . و ألا تُشبِع أيكما قبلة أو عناق أو أى مزاولة جنسية و لا تعود لكما راحة إلا فى الحياة معاً و المسيرة معاً و كفاح العمر معاً .
ذلــك هو الحــب حقـاً .
و لو سألتم . أهو موجود ذلك الحب . و كيف نعثر عليه ؟ لقلت نعم موجود و لكن نادر . و هو ثمرة توفيق إلهى و لة اجتهاد شخصى .
و هو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر و نفوس متآلفة متراحمة بالفطرة .
و شرط حدوثه أن تكون النفوس خيِّرة أصلا جميلة أصلا .
و الجمال النفسى و الخير هو المشكاة التى يخرج منها هذا الحب .
و إذا لم تكن النفوس خيرة فإنها لا تستطيع أن تعطى فهى أصلا فقيرة مظلمة ليس عندها ما تعطيه .
و لا يجتمع الحب و الجريمة أبداً إلا فى الأفلام العربية السخيفة المفتعلة . و ما يسمونه الحب فى تلك الأفلام هو غى حقيقته شهوات و رغبات حيوانية و نفوس مجرمة تتستر بالحب لتصل إلى أغراضها .
أما الحب فهو قرين السلام و الأمان و السكينة و هو ريح من الجنة ، أما الذى نراه فى الأفلام فهو نفث الجحيم .
و إذا لم يكن هذا الحب قد صادفكم و إذا لم يصادفكم منه شئ فى حياتكم فالسبب أنكم لستم خيرين أصلاً فالطيور على أشكالها تقع ، و المجرم يتداعى حوله المجرمون و الخير الفاضل يقع على شاكلته .
و عدل الله لا يتخلَّف فلا تلوموا النصيب و القدر و الحظ و إنما لوكوا أنفسكم .
و قد يمتحن الله الرجال الأبرار بالنساء الشريرات أو العكس و ذلك باب آخر له حكمته و أسراره .
و قد سلّط الله الجرمين و القتلة على أنبيائه و امتحن بالمرض أيوب و بالفتنة يوسف و بالفراعين الغلاظ موسى و بالزوجات الخائنات نوحاً و لوطاً .
و أسرار الفشل و التوفيق عند الله . و ليس كل فشل نقمة من الله .
و قد قطع الملك هيرودوس رأس النبى يوحنا المعمدان و قدمها مهراً لِبَغىّ عاهرة .
و لم يكن هذا انتقاصاً من قدر يوحنا عند الله . و إنما هو البلاء .
فنرجو أن يكون فشلنا و فشلكم هو فشل كريم من هذا النوع من البلاء الذى يمتحن النفوس و يفجر فيها الخير و الحكمة و النور و ليس فشل النفوس المظلمة التى لا حظ لها و لا قدرة على حب أو عطاء .
و نفوسنا قد تخفى أشياء تغيب عنّا نحن أصحابها . و قد لا تنسجم امرأة و رجل لأن نفسيهما مثل الماء و الزيت متنافرتان بالطبيعة ، و لو كانا مثل الماء و السكر لذابا و امتزجا و لو كانا مثل العطر و الزيت لذابا و امتزجا . و المشكلة أن يصادف الرجل المناسب المرأة المناسبة .
و ذلك هو الحب فى كلمة واحدة : التناســـب .
تناسب النفوس و الطبائع قبل تناسب الأجسام و الأعمار و الثقافات .
و قد يطغى عامل الخير حتى على عامل التناسب فنرى الرسول محمداً عليه الصلاة و السلام يتزوج بمن تكبره بخمسة و عشرين عاماً و يتزوج بمن تصغره بأربعين عاماً فتحبه الاثنتان خديجة و عائشة كل الحب و لا تناسب فى العمر و لا فى الثقافة بينهما ، فهو النبى الذى يوحى إليه و هما من عامة الناس .
و نراه يتزوج باليهودية صفية صبيحة اليوم الذى قتل فيه جيشه زوجها و أباها و أخاها و شباب قومها و زهرة رجالهم واحداً واحداً على النطع فى خيبر . و يتزوجها بعد هذه المذبحة فنراها تأوى إلى بيته و تسلم له قلبها مشغوفةً مؤمنةً و لم تكد دماء قومها تجف . فكيف حدث هذا و لا تناسب و إنما أحقاد و أضغان و ثارات .
إنه الخير و الخلق الأسمى فى نفس الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم ، هو الذى قهر الظلمة و هو الذى حقق المعجزة دون شروط .
إنه النور الذى خرج من مشكاة هذا القلب المعجز فصنع السحر و أسر القلوب و طوَّع النفوس حتى مع الفوارق الظاهرة و عدم التناسب و مع الأضغان و الأحقاد و الثارات .
إنما نتكلم نحن العاديين عن التناسب .
أما فى مستوى الأنبياء فذلك مستوى الخوارق و المعجزات .
و ما زالت القلوب الخيّرة و النفوس الكاملة التى لها حظ من هذا المستوى قادرة على بلوغ الحب و تحقيق الإنسجام فى بيوتها برغم الفروق الظاهرة فى السن و الثقافة .
ذلك أن الحب الذى هو تناسب و انسجام بالنسبة لنا نحن العاديين . هو فى المستوى الأعلى من البشر نفحة و هِبة إلهية .
و من ذا الذى يستطيع أن يقيد على الله نفحاته أو يشترط عليه فى هباته .
و إذا شاء الله أن يرحم أحداً فمن ذا الذى يستطيع أن يمنع رحمته .
و الحب سر من أعمق أسرار رحمتــه .
و لا ينتهى فى الحـــب كــلام .
مقال : (( الحب ماهو ))
كتاب : أناشيد الإثم و البراءة
الدكتور : مصطفي محمود (رحمه الله). ❝