❞ حدثتنا جدتي يوماً أنها كانت تجلسُ عِشاءً بجوارِ موقدِ النار (الكانون) تُلقمُ النار قطعَ الحطب المصفوفةَ بعنايةٍ في كيسٍ كبيرٍ يرقدُ جوارها. يجلسُ جدّي قُبالتها يوزعُ أرغفة الخبز حولَ الموقدِ؛ لتكتسبَ قرمشةً لذيذة ولوناً ذهبياً مُحمراً تتضاعفُ لرؤياه الشهيّة، وتزيدُ برائحته الزكيّة القابليّة، وأجلسَ برّادَ الشاي على حافةِ الموقد حتى يهنؤوا بشايٍ نكّهته ورقاتُ النعناع وأثيرُ الحطب. وفي هذه الأثناء خرجت عمتي إليهم بصينيةٍ كبيرةٍ تحتضنُ ما طابَ مخزون البيتِ من أطباق، زبديةٌ من الفولِ المدمسِ الغارقِ بسيلٍ من زيت الزيتون، صحنٌ ترقدُ فيهِ حباتُ زيتونٍ حديثةَ القطاف مدقوقةً بعنايةٍ ومنقوعةً بالملحِ والفلفلِ والليمون، صحنٌ ثانٍ تمتزجُ فيه اللبنة البيتية بقليلٍ من قطرات الزيت، صحنٌ آخر يتناثرُ فيه فتاتُ الزعتر كلما اهتزّ عنوةً بفعلِ خطى العمةِ المتعجلة، وآخرُ صنعت فيه الدُّقة الفلسطينية بحيرةً مع زيت الزيتون، وآخر تعتمره حباتُ البيض المسلوق، وطبقٌ يتوسطُ المائدة يبرقُ بدبسٍ أسود مع إطارٍ من الطحينيةِ يطوِّقه، وصحنٌ يختبئُ بين الأطباق لعشاق الفلفل الأحمر المطحون مع زيت الزيتون وعصرةٍ من الليمون. وضعت العمةُ الصينيةَ على جذعِ شجرةٍ _قد اقتصه جدي من الأرض وصنعَ منه طاولةً جميلة تُزين جلساتهم المسائية وسطَ كراسي الخيزران والقش_ وذهبت تنادي أخواتها الأربعة، وإخوتها الخمسة للاستمتاعِ بعشاءٍ يسردون خلاله أحداثَ اليوم.
ما إن التفّ الأبناء حول المائدةِ المهيبة، إلا وانهالت على الباب طرقاتٌ مريبة. دخلت البنات يستترنَ في إحدى الغُرف، وخرجَ أحدُ الأبناءِ يكتشفُ طارقَ البابِ أجاء بحزنٍ أم ترف؟!
فتحَ الباب وانهالتْ على وجههِ علاماتُ الخيبة، فهذا جارهم أكيد جاءَ يحملُ كعادتهِ الكثير من الغيبة.
دخلَ بكرشهِ المتهدِّل، ولباسه غيرَ المتبدِّل، وأشداقهِ التي تسعى وراءَ اللُّقم، ولسانهِ الذي يذكرُ كلّ شيءٍ إلّا النِّعم.
دلفَ إلى حيثُ يرقدونَ، أخذتهُ روائحُ الطعامِ والخبزِ المزيون. تهلّلَ وجهه واستبشر، فجاء على موعدِ العشاءِ دون تأخُّر.
ردَّ السلام على عجل، وجلسَ ينتظرُ دعوةً دونَ ملل.
أقسمَ عليه جدّي أن يتذوق، شمّرَ عن ساعديهِ وشرعَ دون تملُّق. راوغَ الأطباقَ كما يراوغُ الثعلبُ الفريسة. نظرَ إليهِ الأبناءُ في دهشةٍ فكأنه غول، فما تركَ في الأطباقِ ولا حتى لقمةَ فول.
شبعَ بعد أن نفدت الأطباق، ابتلت العروق وانتفخت الأشداق.
رفعَ يديه شاكراً حامداً ربّه، ثمَّ تجشَّأ فأراحَ قليلاً قلبَه. ❝ ⏤أريج دكه الشرفا
❞ حدثتنا جدتي يوماً أنها كانت تجلسُ عِشاءً بجوارِ موقدِ النار (الكانون) تُلقمُ النار قطعَ الحطب المصفوفةَ بعنايةٍ في كيسٍ كبيرٍ يرقدُ جوارها. يجلسُ جدّي قُبالتها يوزعُ أرغفة الخبز حولَ الموقدِ؛ لتكتسبَ قرمشةً لذيذة ولوناً ذهبياً مُحمراً تتضاعفُ لرؤياه الشهيّة، وتزيدُ برائحته الزكيّة القابليّة، وأجلسَ برّادَ الشاي على حافةِ الموقد حتى يهنؤوا بشايٍ نكّهته ورقاتُ النعناع وأثيرُ الحطب. وفي هذه الأثناء خرجت عمتي إليهم بصينيةٍ كبيرةٍ تحتضنُ ما طابَ مخزون البيتِ من أطباق، زبديةٌ من الفولِ المدمسِ الغارقِ بسيلٍ من زيت الزيتون، صحنٌ ترقدُ فيهِ حباتُ زيتونٍ حديثةَ القطاف مدقوقةً بعنايةٍ ومنقوعةً بالملحِ والفلفلِ والليمون، صحنٌ ثانٍ تمتزجُ فيه اللبنة البيتية بقليلٍ من قطرات الزيت، صحنٌ آخر يتناثرُ فيه فتاتُ الزعتر كلما اهتزّ عنوةً بفعلِ خطى العمةِ المتعجلة، وآخرُ صنعت فيه الدُّقة الفلسطينية بحيرةً مع زيت الزيتون، وآخر تعتمره حباتُ البيض المسلوق، وطبقٌ يتوسطُ المائدة يبرقُ بدبسٍ أسود مع إطارٍ من الطحينيةِ يطوِّقه، وصحنٌ يختبئُ بين الأطباق لعشاق الفلفل الأحمر المطحون مع زيت الزيتون وعصرةٍ من الليمون. وضعت العمةُ الصينيةَ على جذعِ شجرةٍ _قد اقتصه جدي من الأرض وصنعَ منه طاولةً جميلة تُزين جلساتهم المسائية وسطَ كراسي الخيزران والقش_ وذهبت تنادي أخواتها الأربعة، وإخوتها الخمسة للاستمتاعِ بعشاءٍ يسردون خلاله أحداثَ اليوم.
ما إن التفّ الأبناء حول المائدةِ المهيبة، إلا وانهالت على الباب طرقاتٌ مريبة. دخلت البنات يستترنَ في إحدى الغُرف، وخرجَ أحدُ الأبناءِ يكتشفُ طارقَ البابِ أجاء بحزنٍ أم ترف؟!
فتحَ الباب وانهالتْ على وجههِ علاماتُ الخيبة، فهذا جارهم أكيد جاءَ يحملُ كعادتهِ الكثير من الغيبة.
دخلَ بكرشهِ المتهدِّل، ولباسه غيرَ المتبدِّل، وأشداقهِ التي تسعى وراءَ اللُّقم، ولسانهِ الذي يذكرُ كلّ شيءٍ إلّا النِّعم.
دلفَ إلى حيثُ يرقدونَ، أخذتهُ روائحُ الطعامِ والخبزِ المزيون. تهلّلَ وجهه واستبشر، فجاء على موعدِ العشاءِ دون تأخُّر.
ردَّ السلام على عجل، وجلسَ ينتظرُ دعوةً دونَ ملل.
أقسمَ عليه جدّي أن يتذوق، شمّرَ عن ساعديهِ وشرعَ دون تملُّق. راوغَ الأطباقَ كما يراوغُ الثعلبُ الفريسة. نظرَ إليهِ الأبناءُ في دهشةٍ فكأنه غول، فما تركَ في الأطباقِ ولا حتى لقمةَ فول.
شبعَ بعد أن نفدت الأطباق، ابتلت العروق وانتفخت الأشداق.
رفعَ يديه شاكراً حامداً ربّه، ثمَّ تجشَّأ فأراحَ قليلاً قلبَه . ❝
❞ الحكمة شمس تشع على الجميع ولا تدخر ضياءها حتى إذا وجدت النفوس حقيرة منحطة. لكنكم لا تصدقونني بل تصدقون هراء المتلعثمين القابعين فوق جبال الجليد. الحكمة في الأكواخ وفي الأزقة وفي الجحور، لكنكم لن تجدوها فوق قمة إفرست ولا في أديرة التبت ولا مياه الجانج كما تتوههمون. الحكم تأتي لمن يبتغيها حقًا.. لمن يريدها حقًا.. شريطة أن يستحقها حقًا فهل استحققتم الحكمة؟. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ الحكمة شمس تشع على الجميع ولا تدخر ضياءها حتى إذا وجدت النفوس حقيرة منحطة. لكنكم لا تصدقونني بل تصدقون هراء المتلعثمين القابعين فوق جبال الجليد. الحكمة في الأكواخ وفي الأزقة وفي الجحور، لكنكم لن تجدوها فوق قمة إفرست ولا في أديرة التبت ولا مياه الجانج كما تتوههمون. الحكم تأتي لمن يبتغيها حقًا.. لمن يريدها حقًا.. شريطة أن يستحقها حقًا فهل استحققتم الحكمة؟ . ❝
❞ قام وحرص على المشي على أطراف أصابعه، كي لا يُحدث جلبة تجعلهم يفطنون إلى وجود أحد في هذا البيت، باحثًا عن مأوى قد يطول المكوث فيه ربما لساعات طويلة، لم يبحث طويلًا؛ فسرعان ما وجد ضالته. دولاب الخزين القابع في المطبخ، شكله الخارجي يوحي بعد وجود شيء به. ❝ ⏤فاطمة وهيدي
❞ قام وحرص على المشي على أطراف أصابعه، كي لا يُحدث جلبة تجعلهم يفطنون إلى وجود أحد في هذا البيت، باحثًا عن مأوى قد يطول المكوث فيه ربما لساعات طويلة، لم يبحث طويلًا؛ فسرعان ما وجد ضالته. دولاب الخزين القابع في المطبخ، شكله الخارجي يوحي بعد وجود شيء به . ❝
❞ أوجدوا عمليات التجميل لمواجهة تشوهات الجسد ، فماذا عن تشوهات الروح القابعة بصحيحي البدن الذين أتقنوا رسم حدود الرضا ببراعة علي خريطة وجوههم ؟. ❝ ⏤ياسمين قنديل
❞ أوجدوا عمليات التجميل لمواجهة تشوهات الجسد ، فماذا عن تشوهات الروح القابعة بصحيحي البدن الذين أتقنوا رسم حدود الرضا ببراعة علي خريطة وجوههم ؟ . ❝
❞ لم يحدث من قبل أن رجلاً صادق نملة، فلماذا تُصرّ على ذلك
حتى وأنت تستمع إلينا، تمتدّ أصابعك دون أن تدري إلى الحصاة أمامك، ترفعها وتبسط إصبعك للنملة القابعة تحتها، مغريًا إياها بالصعود.
صغير، أنت صغير، وكذلك النملة، ربما هذا ما جمع بينكما. ❝ ⏤أحمد عبد المجيد
❞ لم يحدث من قبل أن رجلاً صادق نملة، فلماذا تُصرّ على ذلك
حتى وأنت تستمع إلينا، تمتدّ أصابعك دون أن تدري إلى الحصاة أمامك، ترفعها وتبسط إصبعك للنملة القابعة تحتها، مغريًا إياها بالصعود.
صغير، أنت صغير، وكذلك النملة، ربما هذا ما جمع بينكما . ❝