❞ لا يمكن أن يطول بقاء عهد ما ، برغم عدم كفاءته ، إلا إذا كان هناك غياب كامل للطبقة المثقفة ، أو كان هناك تحالف وثيق بين الحاكمين ورجال الكلمة .. ❝ ⏤إيريك هوڤر
❞ لا يمكن أن يطول بقاء عهد ما ، برغم عدم كفاءته ، إلا إذا كان هناك غياب كامل للطبقة المثقفة ، أو كان هناك تحالف وثيق بين الحاكمين ورجال الكلمة. ❝
❞ {مابين لسان شامبليون ولسان إدريسي (2)} ومن حول إدريس النبي تطواف {ثلاثي} بحديث شريف , وأن جل أو معظم ورود الحديث الشريف عنه بالخياطة والخط بالقلم وانه اخنوخ ,, فهو ما بين الموضوع والموقوف والضعيف والمنكر , وإقامة بهذا سندا , وعن المتن فجزم لأهل العلم أولي بإفادتنا عنه من حيث {جرح وتعديل} فهم أهل الورود {بعلم الرجال} والقائم قبولا يقينيا بلا شكوك أن وجود لإدريس النبي هو بالسماء الرابعة لتعدد تخريجات الصحيح من ذلك سندا ومتن ,, وإن كان انزواء للاحاديث الأخرى بميزان أن حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج فلا يحتج به دليلا يقينيا ,, وكذا عند تعارضه مع النص القرآني ,, بلا مغافلة أو نسيان أو نكران لم هو خبر عن {بن الخطاب} {أن مشناة كمشناة اليهود} ,, بما يقيم الوزن لفترة زمنية بها كانت بداية بجمع الاحاديث وإحتمالية عقلية منطقية طبيعية علي كافة مذاهب وقوف اهل العلم ,, عن طبيعية الصراع الإنساني الإبليسي بحتمية وجود التدليس أو التزيين الإبليسي ,, ومثال غير بعيد عن كتابات خطيه تم نقلها عن { نابليون أفندي} وعبر المطابع الثلاث التي قدمت للشرق الأوسط مع البعثة الفرنسية للطمس والتحريف ,, المعروفة بالحملة الفرنسية إعلاميا ,, وأن جميع المطبوعات الواردة حقبا تزامنية إرتباط من ذلك الوتر الوقتي لا يمكن تحديد مدي التلاعب به ,, فقياسا نمطيا مؤصل بعبارة {بن الخطاب} ,, يكون لنا وقوف انتباه بعلماء أفذاذ هم أهل {علم الرجال} لتنقية الغث من الثمين ,, غير متناسين للمُفجع من الضربات المتتالية لطمس السنة النبوية كاملة , وذلك تأسيس برغم وروده {بأجزاء من كتاب}إلا أنه حتمي بالسرد هاهنا ,, دون لفت النظر أو التهميش لما يدعي علوم تحقيق المخطوطات من حيث هي المعين الوحيد الباقي وقوفا يقينيا بما هو تراث اللسان العربي المبين تاريخيا وعقائديا ,, ومن كان قياما شاهرا له وبه دكتور/ يوسف زيدان وعلي مدار أكثر من عشرون عاما ويزيد ,, كذا وقبل الإنتقال فلابد من التأكيد علي الوقوف إحتراما لــ {مركز نون لدراسات القرآن الكريم ,, أ/ بسام جرار ,, فلسطين} من حيث تصديه لتلك المأزمة المرتبطة بالتدليس الأدريسي ,,, فيكون انه ...
أولاً عن ابنِ عباسٍ قال : إنَّ اللهَ أفرجَ السماءَ لملائكته ينظرون أعمالَ بني آدمَ، فذكر نحوَ القصةِ، وقال في روايتِه: أما أنكم لو كنتم مكانَهم لعملتُم مثلَ أعمالِهم، قالوا: سبحانك ما ينبغي لنا ! وقال فيها: فاهبطا إلى الأرضِ، وأحلَّ لهما ما فيها ولم يذكرْ: وذلك في زمانِ إدريسَ، وقال فيها فما أشهرا حتى عرض لهما بامرأةٍ قد قُسم لها نصفُ الحسنِ يقالُ لها بيذختُ فلما رأياها كسرا بها وقال فيها ودخل عليهما سائلٌ فقتلاه وزاد: فقالت الملائكةُ: سبحانك ! أنت كنتَ أعلمَ، وقال فيها فأوحى اللهُ إلى سليمانَ بنِ داودَ أن يخيِّرَهم، وقال في آخرِها: فكُبِّلا من أكعبهما إلى أعناقِهما بمثلِ أعناقِ النُّجُبِ، وجُعلا ببابلَ ...
الراوي أبو سعيد العدوي ابن حجر العسقلاني العجاب في بيان الأسباب ١/٣٣٠ إسناده صحيح
وثاني منهم ,,, فعن سَمُرةَ بنِ جُندُبٍ ، قالَ: ثمَّ كانَ نَبيُّ اللهِ إدْريسَ رَجلًا أبْيضَ طَويلًا ضَخْمَ البَطنِ , عَريضَ الصَّدرِ، قَليلَ شَعرِ الجَسدِ، كَبيرَ شَعرِ الرَّأسِ ، وكانتْ إحْدى عَينَيْه أعظَمَ منَ الأُخْرى، وكانتْ في صَدرِه ثَلاثةُ بَياضٍ من غيرِ بَرصٍ فلمّا رَأى اللهُ من أهْلِ الأرْضِ ما رَأى من جَوْرِهم واعْتِدائِهم في أمْرِ اللهِ رفَعَه اللهُ إلى السَّماءِ السّادِسةِ ، فهو حيثُ يقول ﴿وَرَفَعْناهُ مَكانًا عَلِيًّا﴾] [مريم٥٧] ,, الراوي الحسن البصري الحاكم ، المستدرك على الصحيحين [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
وعن ثالث ,,, ابنُ مَسعودٍ: {إنَّ إلْياسَ هو إدْريسُ} ...
الراوي: القسطلاني ، إرشاد الساري ٥/٣٣٠) إسناده حسن)
فعن أولا ففيه تعارض مع الكلم القرآني من حيث {ملكين بابل هاروت وماروت} وإن كان لنا منه التزامن الوقتي ما بين النبي إدريسي بتزامن هو البابلي ...
وعن ثانيا فهو كما أولا ووقوفه بعلماء الجرح والتعديل ولنا منه تدليل علي تماثل أسباب الرفع بينه وبين عيسي ابن مريم ,, وهو المنوه عنه بمنشور سابق ...
وعن ثالث فمنه الوقوف بإلياس النبي وهو المرتبط بالعهد القديم والكتاب المقدس بـ {إيليا} ودون إسهاب فإرتباط قرآني هو {بسين العلم المضافة} ارتباطا بلاتينية قديمة ,, وصولا لما به مثال آخر ليس محلنا هاهنا مرتبط لكنه تدليل بيونس القرآني ويونا الإنجيلي ,, وعلي نحو العرض يكون أن إيليا هو إلياس ,, ويونا هو يونس ,, ومعلوم لأهل التوراة أنهم علي انتظار الهبوط الخاص بإيليا بحسبهم عقائديا ,, ومن هنا عود لعدم التصريح القرآني المباشر عن نزول إدريس النبي بينما التصريح القرآني بنزول عيسي بن مريم لم يكن تصريحا مباشرا كذلك فكان به تداول أهل العلم والتفسير والتحقيق ودون إسهاب سردياً يكون لنا ,, بما هو ضُمّن بمنشور سابق بإعادة النزول الخاص بإدريس النبي إتساقا وميزان بنزول عيسي بن مريم ,, فإن تطابقت ضمنية إلياس وإدريس تحقيقا ما بين التوراة والقرآن بفهم العلماء فذا تأكيد علي العودة والنزول وإن لم يكن فحتمية نزول مرتبطة هاهنا دورا وتفعيلا ,, بسياق العلوم الادريسية ,, وهذا هو مفادنا هاهنا ,, من حيث عدم وجود تأكيد يقيني يرتقي إيمانا يرتبط بصحيح الحديث عن صناعة أو علم إدريس النبي بينما اليقين يرتبط بالصبر والدور المؤدي والعناء وصولا للرفع ,, تماما كما عيسي بن مريم واختلاف تفصيلات مسكوت عنها ,, فمن أين يقين لدينا بما هو المسمي بالعلوم الإدريسية !!!
تلك إولي ونحو ثانية يكون أنه معلوم يقيني لدينا بوتر وقتي تزامني لإدريس النبي هو من بعد نوح الرسول ,, وعلمنا القائم أن طوفان نوح كان لإعادة الترسيم الإلهية من بعد آدم عليهم جميعا السلام ,, ومن حيث إرتباط إدريس بما هو خاص بعيسي بن مريم وأيوب وإسماعيل عليهم السلام ,, يكون وصول أن طبيعية دور خاص بإدريس النبي هي انتماء وتوازي إن لم يكن تماثل مع إسماعيل من حيث {العون والتمكين} وعيسي بن مريم من حيث {إعادة التوجيه} بمقولته { مت 15: 24) فأجاب وقال: لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة},, ووصول برفع عيس بن مريم كان رفع لإدريس النبي عليهما السلام ...
{وإحالة هي لعلماء الامة إذ نحن لا نعلم شيئا} ,, ونرجو ونأمل منهم وضوحا جليا يرتبط بأمة تحتاج وقوفا عقليا قاطرا مقاما أول من علماء أمة الإسلام ,, فيكون انه ...
إجمالا أن إدريس النبي كان إرتباطا بنوح الرسول {العون والتمكين} علي محورية إسماعيل من إبراهيم وإن اختلفا وتتابعا توقيتا بلا تزامن بينهما {منشور سابق ,, ترتيب قرآني} عليهم جميعا السلام ...
أيضا فإدريس النبي كان إرتباط له {إعادة التوجيه} علي محورية عيسي بن مريم ...
وصبر بأداء الدور والمعاناة علي محورية أيوب ,, عليهم جميعا السلام ,, فيكون أن من إدريس {العون في التأسيس} الأرضي كيانا علي ميزان إسماعيل ,, ومعه ولدية من معجزاتة المبينة والمتممة وهي ما لم يثبت عنها خبر متواتر بصحه ,, بينما جاز لنا القياس تناسبا مع عيسي بن مريم ...
وعود يكون لأبينا آدم وهو من لم يضع قواعد البيت للوجود الأرضي ...
ومنه لأبو الجماهير حنيفا مسلما الخليل إبراهيم وأنه قد رفع القواعد ولما يكن له وضعها الاولي !!!
فيكون لإدريس كما إسماعيل العون في إعادة الرفع والوجود من بعد نوح الرسول !!!
وقياسا إرتباطي بثلاثية إلهيه {وجودا وعلوا ولوح محفوظ} يكون منه أن القواعد الاولي للوجود المكاني الأرضي ليست إبراهيميه ,, وكذا إولي القبلتين ,, فثالثهم كمثلهم وهو اللوح المحفوظ الأرضي ,, وهو ما كان عليه العون وإعادة التوجيه بإعادة الرفع ,, والذي هو الدور الإدريسي ... (متبوع وموصول). ❝ ⏤صاحب قناة حانة الكتاب
❞﴿مابين لسان شامبليون ولسان إدريسي (2)﴾ ومن حول إدريس النبي تطواف ﴿ثلاثي﴾ بحديث شريف , وأن جل أو معظم ورود الحديث الشريف عنه بالخياطة والخط بالقلم وانه اخنوخ ,, فهو ما بين الموضوع والموقوف والضعيف والمنكر , وإقامة بهذا سندا , وعن المتن فجزم لأهل العلم أولي بإفادتنا عنه من حيث ﴿جرح وتعديل﴾ فهم أهل الورود ﴿بعلم الرجال﴾ والقائم قبولا يقينيا بلا شكوك أن وجود لإدريس النبي هو بالسماء الرابعة لتعدد تخريجات الصحيح من ذلك سندا ومتن ,, وإن كان انزواء للاحاديث الأخرى بميزان أن حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج فلا يحتج به دليلا يقينيا ,, وكذا عند تعارضه مع النص القرآني ,, بلا مغافلة أو نسيان أو نكران لم هو خبر عن ﴿بن الخطاب﴾﴿أن مشناة كمشناة اليهود﴾ ,, بما يقيم الوزن لفترة زمنية بها كانت بداية بجمع الاحاديث وإحتمالية عقلية منطقية طبيعية علي كافة مذاهب وقوف اهل العلم ,, عن طبيعية الصراع الإنساني الإبليسي بحتمية وجود التدليس أو التزيين الإبليسي ,, ومثال غير بعيد عن كتابات خطيه تم نقلها عن ﴿ نابليون أفندي﴾ وعبر المطابع الثلاث التي قدمت للشرق الأوسط مع البعثة الفرنسية للطمس والتحريف ,, المعروفة بالحملة الفرنسية إعلاميا ,, وأن جميع المطبوعات الواردة حقبا تزامنية إرتباط من ذلك الوتر الوقتي لا يمكن تحديد مدي التلاعب به ,, فقياسا نمطيا مؤصل بعبارة ﴿بن الخطاب﴾ ,, يكون لنا وقوف انتباه بعلماء أفذاذ هم أهل ﴿علم الرجال﴾ لتنقية الغث من الثمين ,, غير متناسين للمُفجع من الضربات المتتالية لطمس السنة النبوية كاملة , وذلك تأسيس برغم وروده ﴿بأجزاء من كتاب﴾إلا أنه حتمي بالسرد هاهنا ,, دون لفت النظر أو التهميش لما يدعي علوم تحقيق المخطوطات من حيث هي المعين الوحيد الباقي وقوفا يقينيا بما هو تراث اللسان العربي المبين تاريخيا وعقائديا ,, ومن كان قياما شاهرا له وبه دكتور/ يوسف زيدان وعلي مدار أكثر من عشرون عاما ويزيد ,, كذا وقبل الإنتقال فلابد من التأكيد علي الوقوف إحتراما لــ ﴿مركز نون لدراسات القرآن الكريم ,, أ/ بسام جرار ,, فلسطين﴾ من حيث تصديه لتلك المأزمة المرتبطة بالتدليس الأدريسي ,,, فيكون انه ..
أولاً عن ابنِ عباسٍ قال : إنَّ اللهَ أفرجَ السماءَ لملائكته ينظرون أعمالَ بني آدمَ، فذكر نحوَ القصةِ، وقال في روايتِه: أما أنكم لو كنتم مكانَهم لعملتُم مثلَ أعمالِهم، قالوا: سبحانك ما ينبغي لنا ! وقال فيها: فاهبطا إلى الأرضِ، وأحلَّ لهما ما فيها ولم يذكرْ: وذلك في زمانِ إدريسَ، وقال فيها فما أشهرا حتى عرض لهما بامرأةٍ قد قُسم لها نصفُ الحسنِ يقالُ لها بيذختُ فلما رأياها كسرا بها وقال فيها ودخل عليهما سائلٌ فقتلاه وزاد: فقالت الملائكةُ: سبحانك ! أنت كنتَ أعلمَ، وقال فيها فأوحى اللهُ إلى سليمانَ بنِ داودَ أن يخيِّرَهم، وقال في آخرِها: فكُبِّلا من أكعبهما إلى أعناقِهما بمثلِ أعناقِ النُّجُبِ، وجُعلا ببابلَ ..
الراوي أبو سعيد العدوي ابن حجر العسقلاني العجاب في بيان الأسباب ١/٣٣٠ إسناده صحيح
وثاني منهم ,,, فعن سَمُرةَ بنِ جُندُبٍ ، قالَ: ثمَّ كانَ نَبيُّ اللهِ إدْريسَ رَجلًا أبْيضَ طَويلًا ضَخْمَ البَطنِ , عَريضَ الصَّدرِ، قَليلَ شَعرِ الجَسدِ، كَبيرَ شَعرِ الرَّأسِ ، وكانتْ إحْدى عَينَيْه أعظَمَ منَ الأُخْرى، وكانتْ في صَدرِه ثَلاثةُ بَياضٍ من غيرِ بَرصٍ فلمّا رَأى اللهُ من أهْلِ الأرْضِ ما رَأى من جَوْرِهم واعْتِدائِهم في أمْرِ اللهِ رفَعَه اللهُ إلى السَّماءِ السّادِسةِ ، فهو حيثُ يقول ﴿وَرَفَعْناهُ مَكانًا عَلِيًّا﴾] [مريم٥٧] ,, الراوي الحسن البصري الحاكم ، المستدرك على الصحيحين [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
وعن ثالث ,,, ابنُ مَسعودٍ: ﴿إنَّ إلْياسَ هو إدْريسُ﴾ ..
الراوي: القسطلاني ، إرشاد الساري ٥/٣٣٠) إسناده حسن)
فعن أولا ففيه تعارض مع الكلم القرآني من حيث ﴿ملكين بابل هاروت وماروت﴾ وإن كان لنا منه التزامن الوقتي ما بين النبي إدريسي بتزامن هو البابلي ..
وعن ثانيا فهو كما أولا ووقوفه بعلماء الجرح والتعديل ولنا منه تدليل علي تماثل أسباب الرفع بينه وبين عيسي ابن مريم ,, وهو المنوه عنه بمنشور سابق ..
وعن ثالث فمنه الوقوف بإلياس النبي وهو المرتبط بالعهد القديم والكتاب المقدس بـ ﴿إيليا﴾ ودون إسهاب فإرتباط قرآني هو ﴿بسين العلم المضافة﴾ ارتباطا بلاتينية قديمة ,, وصولا لما به مثال آخر ليس محلنا هاهنا مرتبط لكنه تدليل بيونس القرآني ويونا الإنجيلي ,, وعلي نحو العرض يكون أن إيليا هو إلياس ,, ويونا هو يونس ,, ومعلوم لأهل التوراة أنهم علي انتظار الهبوط الخاص بإيليا بحسبهم عقائديا ,, ومن هنا عود لعدم التصريح القرآني المباشر عن نزول إدريس النبي بينما التصريح القرآني بنزول عيسي بن مريم لم يكن تصريحا مباشرا كذلك فكان به تداول أهل العلم والتفسير والتحقيق ودون إسهاب سردياً يكون لنا ,, بما هو ضُمّن بمنشور سابق بإعادة النزول الخاص بإدريس النبي إتساقا وميزان بنزول عيسي بن مريم ,, فإن تطابقت ضمنية إلياس وإدريس تحقيقا ما بين التوراة والقرآن بفهم العلماء فذا تأكيد علي العودة والنزول وإن لم يكن فحتمية نزول مرتبطة هاهنا دورا وتفعيلا ,, بسياق العلوم الادريسية ,, وهذا هو مفادنا هاهنا ,, من حيث عدم وجود تأكيد يقيني يرتقي إيمانا يرتبط بصحيح الحديث عن صناعة أو علم إدريس النبي بينما اليقين يرتبط بالصبر والدور المؤدي والعناء وصولا للرفع ,, تماما كما عيسي بن مريم واختلاف تفصيلات مسكوت عنها ,, فمن أين يقين لدينا بما هو المسمي بالعلوم الإدريسية !!!
تلك إولي ونحو ثانية يكون أنه معلوم يقيني لدينا بوتر وقتي تزامني لإدريس النبي هو من بعد نوح الرسول ,, وعلمنا القائم أن طوفان نوح كان لإعادة الترسيم الإلهية من بعد آدم عليهم جميعا السلام ,, ومن حيث إرتباط إدريس بما هو خاص بعيسي بن مريم وأيوب وإسماعيل عليهم السلام ,, يكون وصول أن طبيعية دور خاص بإدريس النبي هي انتماء وتوازي إن لم يكن تماثل مع إسماعيل من حيث ﴿العون والتمكين﴾ وعيسي بن مريم من حيث ﴿إعادة التوجيه﴾ بمقولته ﴿ مت 15: 24) فأجاب وقال: لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة﴾,, ووصول برفع عيس بن مريم كان رفع لإدريس النبي عليهما السلام ..
﴿وإحالة هي لعلماء الامة إذ نحن لا نعلم شيئا﴾ ,, ونرجو ونأمل منهم وضوحا جليا يرتبط بأمة تحتاج وقوفا عقليا قاطرا مقاما أول من علماء أمة الإسلام ,, فيكون انه ..
إجمالا أن إدريس النبي كان إرتباطا بنوح الرسول ﴿العون والتمكين﴾ علي محورية إسماعيل من إبراهيم وإن اختلفا وتتابعا توقيتا بلا تزامن بينهما ﴿منشور سابق ,, ترتيب قرآني﴾ عليهم جميعا السلام ..
أيضا فإدريس النبي كان إرتباط له ﴿إعادة التوجيه﴾ علي محورية عيسي بن مريم ..
وصبر بأداء الدور والمعاناة علي محورية أيوب ,, عليهم جميعا السلام ,, فيكون أن من إدريس ﴿العون في التأسيس﴾ الأرضي كيانا علي ميزان إسماعيل ,, ومعه ولدية من معجزاتة المبينة والمتممة وهي ما لم يثبت عنها خبر متواتر بصحه ,, بينما جاز لنا القياس تناسبا مع عيسي بن مريم ..
وعود يكون لأبينا آدم وهو من لم يضع قواعد البيت للوجود الأرضي ..
ومنه لأبو الجماهير حنيفا مسلما الخليل إبراهيم وأنه قد رفع القواعد ولما يكن له وضعها الاولي !!!
فيكون لإدريس كما إسماعيل العون في إعادة الرفع والوجود من بعد نوح الرسول !!!
وقياسا إرتباطي بثلاثية إلهيه ﴿وجودا وعلوا ولوح محفوظ﴾ يكون منه أن القواعد الاولي للوجود المكاني الأرضي ليست إبراهيميه ,, وكذا إولي القبلتين ,, فثالثهم كمثلهم وهو اللوح المحفوظ الأرضي ,, وهو ما كان عليه العون وإعادة التوجيه بإعادة الرفع ,, والذي هو الدور الإدريسي .. (متبوع وموصول). ❝
❞ إنَّ الموت أصدق وأتم ما يُعرَّف الناس بالناس ، وكانت الكلمة بعده عن الميت خالصة مُصفّاة لا يشوبها كذب الدنيا على انسانها ، ولا كذب الأنسان على دنياه ، وهي الكلمة التي لا تقال الا في النهاية ، ومن أجل ذلك تجيء وفيها نهاية ما تُضمّر النفس للنفس .. ❝ ⏤مصطفى صادق الرفاعى
❞ إنَّ الموت أصدق وأتم ما يُعرَّف الناس بالناس ، وكانت الكلمة بعده عن الميت خالصة مُصفّاة لا يشوبها كذب الدنيا على انسانها ، ولا كذب الأنسان على دنياه ، وهي الكلمة التي لا تقال الا في النهاية ، ومن أجل ذلك تجيء وفيها نهاية ما تُضمّر النفس للنفس. ❝
❞ الحب قصة جميلة .. الموت مؤلفها..
الحياة حرارة .. و احتراق .. الموت نسيجها .. و الهلاك صميمها.
أجسادنا تتساقط و هي تمشي .. في كل لحظة هناك شيء يتساقط منها..
و كلما حياتنا كلما تآكلت في نفس الوقت..
العدم كامن في الوجود .. كامن في أجسادنا .. كامن في إحساساتنا و مشاعرنا..
الخوف .. الشك .. التردد .. القلق .. الكسل .. التراخي .. اليأس .. القنوط .. كل هذه علامات
سكون في الشعور .. كلها إحساسات عدمية تفسيرها الوحيد أن هناك فجوة في تكويننا .. فجوة نراها
بعين الشعور فنخاف و نجزع و نقلق..
فجوة نطل عليها من داخلنا و إن كنا لا نراها بعيننا الواعية .. و لا نتذكرها إلا حينما يقال لنا .. فلان
مات.
مات .. ؟! مات ازاي ده كان لسه سهران معانا امبارح لنص الليل .. شيء عجيب..
و نمصمص شفاهنا .. ثم ننسى كل شيء و نعود إلى حياتنا الآلية .. و لكن عيننا الداخلية تظل مطلة
على هذه الفجوة .. و باطننا يظل يرتجف .ذا القلق المبهم..
الموت بالنسبة لكل منا .. أزمة .. و سؤال .. يبعث على الدهشة و القلق .. والذعر.
و لكنه بالنسبة للكون شيء آخر.
إنه بالنسبة للكون ضرورة و فضيلة .. و خير..
الموت و الحياة حينما ننظر لهما من بعيد .. و هما يعملان في الكون يظهران و هما يخلقان الواقع.
الموت يبدو مكملاً للحياة .. يبدو كالبستاني الذي يقتلع النباتات الفاسدة و يسوي الأرض و يحرثها
ليفسح ا.ال للبذور الصغيرة الرقيقة لتطرح ثمارها.
يبدو كالرسام الذي يمحو بفرشاته خطاً ليثبت على اللوحة خطاً جديد أفضل منه.
يبدو خالقاً في ثوب هدام .. فهو يهدم حائط الجسد .. لأن خلف الحائط يوجد ماء الحياة الجاري.
حاول أن تتخيل الدنيا بلا موت .. الدنيا من أيام آدم .. و المخلوقات و هي تتراكم فيها .. و لا تموت
.
الناس .. و الذباب .. و الضفادع .. و الحشائش .. و الديدان .. و هي تتراكم .. و يصعد بعضها على
أكتاف بعض .. حتى تسد عين الشمس..
إن الحياة تبدو شيئاً كالاختناق..
إن الكائن الحي يحب نفسه فقط .. و يحب اللحظة الصغيرة التي يعيشها و لهذا يكره الموت .. و لكن
الموت يحب كل اللحظات و يحب الزمن .. و يحب المستقبل .. و لهذا يتساقط الناس من غرباله كالنشارة
ليقوم على أشلائهم ناس آخرون أحسن منهم و هكذا دواليك.
الموت هو عملية المونتاج التي تعمل في الشريط الوجودي كله فتقصه إلى عدة لقطات واقعية .. كل منها
له عمر محدود..
و الموت يخلق واقع الأشياء الجامدة أيضاً كما يخلق واقع المخلوقات الحية.
الأشياء الجامدة لها .اية .. و العين تدركها لأن لها .اية .. .اية في الطول و العرض و العمق .. و لو
كانت لا .ائية في طولها و عرضها و عمقها لاختفت .. و لأصبحت عالية في الإدراك .. غير موجودة
..
إن التناهي هو الذي يوجدها..
و التناهي هو الموت.
كل ما في الكون من إنسان و حيوان و نبات و جماد إذن متناهٍ له حدود .. الموت يأكل أطرافه .. و
يقص حواشيه .. و يبرزه .. و يوجده و يخلقه في نفس الوقت..
الموت فضيلة و خير بالنسبة للكون كله لأن به تكون الأشياء موجودة و تكون المخلوقات مضطربة
بالشعور و الحياة.
و لكنه شر الرذائل بالنسبة للإنسان الفرد .. بالنسبة لك أنت .. و لي أنا .. لأنه ينفقنا كضرائب إنشاء
و تعمير .. و يقدمنا قرابين على مذبح الوجود.
و نحن لا نفهم هذا النوع من القربان .. و لا نستطيع أن نفهمه لأنه قربان فظيع .. و تضحية معناها أن
نموت و ذلك.
نحن نعيش في مأساتنا الشخصية .. و نرى الموت كفجوة تفغر فاها تحت أقدامنا فنتشبث بأي شيء نجده
حولنا .. و نتشبث بها و نحتمي من الجرف الذي ينهار تحتنا.
و نبصر بالمرأة تمد لنا يديها و قلبها و جسدها .. و تتراقص مثل كوبري عائم على نهر الفناء .. فنهرع
إليها محاولين النجاة .. و نشعر بجنون اللذة و السرور و الفرح و نحن بين ذراعيها .. نشعر بأننا نولد من
جديد .. و نبعث .. و نهرب من المصير..
و نموت .. و لكن بعد أن نكون قد زرعنا صورتنا في جسدها و قمنا بتهريب جزء من وجودنا عبر هذا
الكوبري الجميل من اللحم و الدم .. الذي مدته لنا مع ابتسامتها.
إن الحب كله قصة جميلة .. مؤلفها الموت نفسه .. و ليس الحب فقط .. بل كل العواطف و التروات و
المخاوف و الآمال و شطحات الخيال و الفكر و الفن و الأخلاق .. كل هذه القيم العظيمة تدين
للموت بوجودها.
أعطني أي مثال أخلاقي .. و أنا أكشف لك عن الموت في مضمونه.
الشجاعة قيمتها في أنها تتحدى الموت.
و الإصرار قيمته في أنه يواجه الموت .. و هكذا كل مثل أخلاقي .. قوته في أنه يواجه مقاومة .. و هو
ينهار .. و ينهار مضمونه حينما لا تكون هناك مقاومة في مواجهته.
الفنان و الفيلسوف و رجل الدين ثلاثة يقفون على بوابة الموت..
الفيلسوف يحاول أن يجد تفسيراً..
و رجل الدين يحاول أن يجد سبيلاً للاطمئنان..
و الفنان يحاول أن يجد سبيلاً إلى الخلود .. يحاول أن يترك مولوداً غير شرعي على الباب يخلد اسمه ..
قطعة موسيقية أو تمثالاً أو قصة أو قصيدة.
كلنا يخلقنا الموت .. الموت المدهش.
لو لم نكن نموت لما شعرنا بالحب .. فما الحب إلا هيستريا التشبث و التعلق بالحياة .. و محاولة تهريبها
كالمخدرات في بطون الأمهات.
و ما الداعي إلى أخلاق في مجتمع من الخالدين .. إن الأخلاق هي الخرسانة و المسلح الذي ندعم به
بيوتنا المنهارة .. و نمسك به هياكلنا الفانية .. فإذا كنا من الخالدين لا نمرض و لا نموت و لا نضعف و
لا يصيبنا شر فما لزوم الأخلاق.
إن كل ما هو جميل و خير و حسن في مجتمعنا خارج من هذه الفجوة .. الموت.
و كل ما هو جميل في إنسانيتنا خارج من هذه الفجوة أيضاً.
إن حياتنا غير منفصلة عن موتنا .. فكل منهما مشروط بالآخر.
و الأصدق أن نقول أنه لا توجد حالتان .. حياة و موت .. و لكن حالة واحدة هي الصيرورة .. حالة
متناقضة في داخلها و محتوية على الاثنين معاً : الحياة و الموت..
حالة متحركة نابضة صائرة من حياة إلى موت و من موت إلى حياة و في كل لحظة منها تحمل
الجرثومتين , جرثومة نموها و جرثومة فنائها في نفس الوقت.
و هما جرثومتان لا هدنة بينهما .. و لا تعادل و إنما صراع و توتر و تمزق و شرر متطاير مثل الشرر
الذي يتطاير من قطبي الكهرباء السالب و الموجب حينما يلتقيان .. و هما مثلهما أيضاً .. تبعثان حرارة
و نوراً .. هما العاطفة و الوعي اللذان يندلعان في عقل الإنسان الذي يعيش هذا الصراع بسالبه و موجبه
..
و هو الصراع يبدو فيه العنصر الموجب أقوى من السالب .. و تبدو الحياة غلابة صاعدة منتصرة..
* * *
كلام جميل .. و لكنه مع هذا كله لا يجعل الموت جميلاً في عيوننا.
إنه يفشل حتى في الاعتذار لنا عن عزرائيل و أفعاله .. حتى و لو كانت في صالح الكون .. فمالنا و
الكون .. نحن كون في ذاتنا .. و عزرائيل ينتهك أطهر حرماتنا , نفوسنا .. أنا .. و أنت.
إن أجمل اللحظات في حياتي هي التي أقول فيها .. أنا فعلت .. أنا قدمت .. أنا أنجزت .. أنا اخترعت
..أنا .. أنا..
لا يوجد شيء في وجودي .. أو وجودك .. أغلى من هذه الكلمة الصغيرة .. أنا .. فكيف يمكن أن
أتصور أن أموت..
إني أستطيع إحداث الموت .. أستطيع أن أقتل و أن أنتحر..
كيف يكون الموت أحد اختراعاتي ؟؟ ..وأكون أنا أحد ضحاياه في نفس الوقت.
أين اللغز الحقيقي .. أهو الموت .. أم هو هذه الكلمة الصغيرة .. أنا ؟..
..
مقال / عملية تهريب
من كتاب / لغز الموت
للدكتور مصطفي محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ الحب قصة جميلة . الموت مؤلفها.
الحياة حرارة . و احتراق . الموت نسيجها . و الهلاك صميمها.
أجسادنا تتساقط و هي تمشي . في كل لحظة هناك شيء يتساقط منها.
و كلما حياتنا كلما تآكلت في نفس الوقت.
العدم كامن في الوجود . كامن في أجسادنا . كامن في إحساساتنا و مشاعرنا.
الخوف . الشك . التردد . القلق . الكسل . التراخي . اليأس . القنوط . كل هذه علامات
سكون في الشعور . كلها إحساسات عدمية تفسيرها الوحيد أن هناك فجوة في تكويننا . فجوة نراها
بعين الشعور فنخاف و نجزع و نقلق.
فجوة نطل عليها من داخلنا و إن كنا لا نراها بعيننا الواعية . و لا نتذكرها إلا حينما يقال لنا . فلان
مات.
مات . ؟! مات ازاي ده كان لسه سهران معانا امبارح لنص الليل . شيء عجيب.
و نمصمص شفاهنا . ثم ننسى كل شيء و نعود إلى حياتنا الآلية . و لكن عيننا الداخلية تظل مطلة
على هذه الفجوة . و باطننا يظل يرتجف .ذا القلق المبهم.
الموت بالنسبة لكل منا . أزمة . و سؤال . يبعث على الدهشة و القلق . والذعر.
و لكنه بالنسبة للكون شيء آخر.
إنه بالنسبة للكون ضرورة و فضيلة . و خير.
الموت و الحياة حينما ننظر لهما من بعيد . و هما يعملان في الكون يظهران و هما يخلقان الواقع.
الموت يبدو مكملاً للحياة . يبدو كالبستاني الذي يقتلع النباتات الفاسدة و يسوي الأرض و يحرثها
ليفسح ا.ال للبذور الصغيرة الرقيقة لتطرح ثمارها.
يبدو كالرسام الذي يمحو بفرشاته خطاً ليثبت على اللوحة خطاً جديد أفضل منه.
يبدو خالقاً في ثوب هدام . فهو يهدم حائط الجسد . لأن خلف الحائط يوجد ماء الحياة الجاري.
حاول أن تتخيل الدنيا بلا موت . الدنيا من أيام آدم . و المخلوقات و هي تتراكم فيها . و لا تموت
.
الناس . و الذباب . و الضفادع . و الحشائش . و الديدان . و هي تتراكم . و يصعد بعضها على
أكتاف بعض . حتى تسد عين الشمس.
إن الحياة تبدو شيئاً كالاختناق.
إن الكائن الحي يحب نفسه فقط . و يحب اللحظة الصغيرة التي يعيشها و لهذا يكره الموت . و لكن
الموت يحب كل اللحظات و يحب الزمن . و يحب المستقبل . و لهذا يتساقط الناس من غرباله كالنشارة
ليقوم على أشلائهم ناس آخرون أحسن منهم و هكذا دواليك.
الموت هو عملية المونتاج التي تعمل في الشريط الوجودي كله فتقصه إلى عدة لقطات واقعية . كل منها
له عمر محدود.
و الموت يخلق واقع الأشياء الجامدة أيضاً كما يخلق واقع المخلوقات الحية.
الأشياء الجامدة لها .اية . و العين تدركها لأن لها .اية . .اية في الطول و العرض و العمق . و لو
كانت لا .ائية في طولها و عرضها و عمقها لاختفت . و لأصبحت عالية في الإدراك . غير موجودة
.
إن التناهي هو الذي يوجدها.
و التناهي هو الموت.
كل ما في الكون من إنسان و حيوان و نبات و جماد إذن متناهٍ له حدود . الموت يأكل أطرافه . و
يقص حواشيه . و يبرزه . و يوجده و يخلقه في نفس الوقت.
الموت فضيلة و خير بالنسبة للكون كله لأن به تكون الأشياء موجودة و تكون المخلوقات مضطربة
بالشعور و الحياة.
و لكنه شر الرذائل بالنسبة للإنسان الفرد . بالنسبة لك أنت . و لي أنا . لأنه ينفقنا كضرائب إنشاء
و تعمير . و يقدمنا قرابين على مذبح الوجود.
و نحن لا نفهم هذا النوع من القربان . و لا نستطيع أن نفهمه لأنه قربان فظيع . و تضحية معناها أن
نموت و ذلك.
نحن نعيش في مأساتنا الشخصية . و نرى الموت كفجوة تفغر فاها تحت أقدامنا فنتشبث بأي شيء نجده
حولنا . و نتشبث بها و نحتمي من الجرف الذي ينهار تحتنا.
و نبصر بالمرأة تمد لنا يديها و قلبها و جسدها . و تتراقص مثل كوبري عائم على نهر الفناء . فنهرع
إليها محاولين النجاة . و نشعر بجنون اللذة و السرور و الفرح و نحن بين ذراعيها . نشعر بأننا نولد من
جديد . و نبعث . و نهرب من المصير.
و نموت . و لكن بعد أن نكون قد زرعنا صورتنا في جسدها و قمنا بتهريب جزء من وجودنا عبر هذا
الكوبري الجميل من اللحم و الدم . الذي مدته لنا مع ابتسامتها.
إن الحب كله قصة جميلة . مؤلفها الموت نفسه . و ليس الحب فقط . بل كل العواطف و التروات و
المخاوف و الآمال و شطحات الخيال و الفكر و الفن و الأخلاق . كل هذه القيم العظيمة تدين
للموت بوجودها.
أعطني أي مثال أخلاقي . و أنا أكشف لك عن الموت في مضمونه.
الشجاعة قيمتها في أنها تتحدى الموت.
و الإصرار قيمته في أنه يواجه الموت . و هكذا كل مثل أخلاقي . قوته في أنه يواجه مقاومة . و هو
ينهار . و ينهار مضمونه حينما لا تكون هناك مقاومة في مواجهته.
الفنان و الفيلسوف و رجل الدين ثلاثة يقفون على بوابة الموت.
الفيلسوف يحاول أن يجد تفسيراً.
و رجل الدين يحاول أن يجد سبيلاً للاطمئنان.
و الفنان يحاول أن يجد سبيلاً إلى الخلود . يحاول أن يترك مولوداً غير شرعي على الباب يخلد اسمه .
قطعة موسيقية أو تمثالاً أو قصة أو قصيدة.
كلنا يخلقنا الموت . الموت المدهش.
لو لم نكن نموت لما شعرنا بالحب . فما الحب إلا هيستريا التشبث و التعلق بالحياة . و محاولة تهريبها
كالمخدرات في بطون الأمهات.
و ما الداعي إلى أخلاق في مجتمع من الخالدين . إن الأخلاق هي الخرسانة و المسلح الذي ندعم به
بيوتنا المنهارة . و نمسك به هياكلنا الفانية . فإذا كنا من الخالدين لا نمرض و لا نموت و لا نضعف و
لا يصيبنا شر فما لزوم الأخلاق.
إن كل ما هو جميل و خير و حسن في مجتمعنا خارج من هذه الفجوة . الموت.
و كل ما هو جميل في إنسانيتنا خارج من هذه الفجوة أيضاً.
إن حياتنا غير منفصلة عن موتنا . فكل منهما مشروط بالآخر.
و الأصدق أن نقول أنه لا توجد حالتان . حياة و موت . و لكن حالة واحدة هي الصيرورة . حالة
متناقضة في داخلها و محتوية على الاثنين معاً : الحياة و الموت.
حالة متحركة نابضة صائرة من حياة إلى موت و من موت إلى حياة و في كل لحظة منها تحمل
الجرثومتين , جرثومة نموها و جرثومة فنائها في نفس الوقت.
و هما جرثومتان لا هدنة بينهما . و لا تعادل و إنما صراع و توتر و تمزق و شرر متطاير مثل الشرر
الذي يتطاير من قطبي الكهرباء السالب و الموجب حينما يلتقيان . و هما مثلهما أيضاً . تبعثان حرارة
و نوراً . هما العاطفة و الوعي اللذان يندلعان في عقل الإنسان الذي يعيش هذا الصراع بسالبه و موجبه
.
و هو الصراع يبدو فيه العنصر الموجب أقوى من السالب . و تبدو الحياة غلابة صاعدة منتصرة.
**
كلام جميل . و لكنه مع هذا كله لا يجعل الموت جميلاً في عيوننا.
إنه يفشل حتى في الاعتذار لنا عن عزرائيل و أفعاله . حتى و لو كانت في صالح الكون . فمالنا و
الكون . نحن كون في ذاتنا . و عزرائيل ينتهك أطهر حرماتنا , نفوسنا . أنا . و أنت.
إن أجمل اللحظات في حياتي هي التي أقول فيها . أنا فعلت . أنا قدمت . أنا أنجزت . أنا اخترعت
.أنا . أنا.
لا يوجد شيء في وجودي . أو وجودك . أغلى من هذه الكلمة الصغيرة . أنا . فكيف يمكن أن
أتصور أن أموت.
إني أستطيع إحداث الموت . أستطيع أن أقتل و أن أنتحر.
كيف يكون الموت أحد اختراعاتي ؟؟ .وأكون أنا أحد ضحاياه في نفس الوقت.
أين اللغز الحقيقي . أهو الموت . أم هو هذه الكلمة الصغيرة . أنا ؟.
.
مقال / عملية تهريب
من كتاب / لغز الموت
للدكتور مصطفي محمود (رحمه الله). ❝