❞ #استغلال_الوقت :
دقت عقارب الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ، لقد مرَّ اليوم دون أنْ أُقدِّم شيئاً جديداً ، لا أعلم لِمَ يصيبني هذا التوتر حينما يمضي الوقت دون أنْ أمارس فيه مهامي المُفضَّلة أهو خوف من عقاب الله على إهدار الوقت أم خشية ضياع حياتي في اللاشيء ؟ ، أهو قلق من القادم أم ندم على الماضي ؟ ، فالوقت حقاً ثمين كما أخبرنا السالفون فتلك المقولة لم تكن مجرد كلمات متراصة بلا معنى ولكنها تحمل بين طياتها الكثير من القيم التي قد لا يُقدِّرها هذا الجيل على الإطلاق ولكني لم أنتمِ إليه يوماً فما زلت أحاول الحفاظ على مبادئ السابقين لأنها هي الباقية السليمة التي تُمكِّننا من الحفاظ على حياتنا من الضياع والتلف الذي قد يصيبها حينما لا نستغل أوقاتنا بالشكل المناسب الذي يحقق لنا ذواتنا ويُوصِّلنا لمبتغانا الذي سعينا إليه منذ وقت طويل ، أعلم أن الوقت الذي يمضي لا يعود لذا يعتريني هذا الخوف القاتل في كل يوم ينقضي بلا طائل وأحاول تعويض ما فاتني بكل إرادتي في المرات القادمة وعلَّ الله ينجيني من مهزلة إهدار الوقت بلا جدوى فيما لا ينفع ...
#خلود_أيمن #خواطر #KH. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞#استغلال_الوقت :
دقت عقارب الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ، لقد مرَّ اليوم دون أنْ أُقدِّم شيئاً جديداً ، لا أعلم لِمَ يصيبني هذا التوتر حينما يمضي الوقت دون أنْ أمارس فيه مهامي المُفضَّلة أهو خوف من عقاب الله على إهدار الوقت أم خشية ضياع حياتي في اللاشيء ؟ ، أهو قلق من القادم أم ندم على الماضي ؟ ، فالوقت حقاً ثمين كما أخبرنا السالفون فتلك المقولة لم تكن مجرد كلمات متراصة بلا معنى ولكنها تحمل بين طياتها الكثير من القيم التي قد لا يُقدِّرها هذا الجيل على الإطلاق ولكني لم أنتمِ إليه يوماً فما زلت أحاول الحفاظ على مبادئ السابقين لأنها هي الباقية السليمة التي تُمكِّننا من الحفاظ على حياتنا من الضياع والتلف الذي قد يصيبها حينما لا نستغل أوقاتنا بالشكل المناسب الذي يحقق لنا ذواتنا ويُوصِّلنا لمبتغانا الذي سعينا إليه منذ وقت طويل ، أعلم أن الوقت الذي يمضي لا يعود لذا يعتريني هذا الخوف القاتل في كل يوم ينقضي بلا طائل وأحاول تعويض ما فاتني بكل إرادتي في المرات القادمة وعلَّ الله ينجيني من مهزلة إهدار الوقت بلا جدوى فيما لا ينفع ..
#خلود_أيمن#خواطر#KH. ❝
❞ لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقرًا ..
و كلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعًا و إلحاحًا و تنوعًا ..
حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعًا و حرصًا .. و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشًا و تطلعًا إلى التلوين و التغيير .. و كأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأ على ظمأ ..
و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعًا للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطًا إلى درك الالية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها .. كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف ..
و خدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ، و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء ..
إلهي لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا مرادي و لا بضاعتي ...
و إنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي فعاوني بك عليك و خلصني بك من سواك و أخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك فكل طلب لغيرك خسار .
..
كتاب : أناشيد الإثم والبراءة. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقرًا .
و كلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعًا و إلحاحًا و تنوعًا .
حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعًا و حرصًا . و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشًا و تطلعًا إلى التلوين و التغيير . و كأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأ على ظمأ .
و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعًا للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطًا إلى درك الالية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها . كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف .
و خدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ، و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء .
إلهي لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا مرادي و لا بضاعتي ..
و إنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي فعاوني بك عليك و خلصني بك من سواك و أخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك فكل طلب لغيرك خسار .
❞ \"غفلة الدنيا وصحوة الآخرة: دعوة للتوبة والتأمل\"
ماذا لو لم يكن هذا البيت موطني، وهذه الأشياء التي أمتلكها ليست لي، بل جاءت فقط لأُشاهدها من بعيد؟ لا ينبغي لي أن أأخذ شيئًا منها أو أن أنشغل بتلك الأمور المذهلة التي تجذب قلبي وعقلي إليها، ثم تدمرني هنا وهناك. وأقصد بـ\"هنا\" الدار الدنيا، و\"هناك\" الدار الآخرة.
نعم، لقد جئنا إلى الدنيا لهدف العبادة، لكننا نسينا هذا الهدف وغفلنا عنه. غرّتنا الحياة الدنيا، لكنها في الحقيقة ليست سوى دار الغرور، التي نُخدع بها ونعجب حتى نعتقد أنه لا دار لنا سواها، ولا معاد لنا بعدها مع الله عز وجل، حيث سنُحاسب على كل كبيرة وصغيرة، وعلى كل وقت أضعناه في اللاشيء. قال تعالى في سورة الكهف: \"مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا\".
لذلك، يجب أن نستيقظ من هذه الغفلة قبل أن تفوتنا الفرصة ونندم ندمًا شديدًا، وحينها لن ينفع الندم شيئًا. فهذا هو الوقت المناسب لنتوب إلى الله توبة نصوحًا، وأن نُحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسَب.
گ/هند أمين | زهرة الأقحوان |. ❝ ⏤هند أمين
❞ ˝غفلة الدنيا وصحوة الآخرة: دعوة للتوبة والتأمل˝
ماذا لو لم يكن هذا البيت موطني، وهذه الأشياء التي أمتلكها ليست لي، بل جاءت فقط لأُشاهدها من بعيد؟ لا ينبغي لي أن أأخذ شيئًا منها أو أن أنشغل بتلك الأمور المذهلة التي تجذب قلبي وعقلي إليها، ثم تدمرني هنا وهناك. وأقصد بـ˝هنا˝ الدار الدنيا، و˝هناك˝ الدار الآخرة.
نعم، لقد جئنا إلى الدنيا لهدف العبادة، لكننا نسينا هذا الهدف وغفلنا عنه. غرّتنا الحياة الدنيا، لكنها في الحقيقة ليست سوى دار الغرور، التي نُخدع بها ونعجب حتى نعتقد أنه لا دار لنا سواها، ولا معاد لنا بعدها مع الله عز وجل، حيث سنُحاسب على كل كبيرة وصغيرة، وعلى كل وقت أضعناه في اللاشيء. قال تعالى في سورة الكهف: ˝مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا˝.
لذلك، يجب أن نستيقظ من هذه الغفلة قبل أن تفوتنا الفرصة ونندم ندمًا شديدًا، وحينها لن ينفع الندم شيئًا. فهذا هو الوقت المناسب لنتوب إلى الله توبة نصوحًا، وأن نُحاسب أنفسنا قبل أن نُحاسَب.
❞ إلهي ..
إنك ترى نفسي و لا يراها سواك .
تراها كالبيت الكبير الذي تصدعت منه الجدران و تهاوت السقوف و انكفأت الموائد .
بيتاً مهجوراً يتعاوى فيه الذئاب و يلهو فيه القردة و تغرد العصافير .
ساعةً تتلألأ فيه الأنوار و تموج فيه أشعة القمر .
و ساعةً أخرى مظلماً مطموساً محطم المصابيح تسرح فيه العناكب .
مرةً تحنو عليه يد الربيع فتتفتح الزهور على نوافذه و تصدح البلابل و تغزل الديدان الحرير و تفرز النحلات الطنانة العسل.
و مرةً أخرى يأتي عليه الزلزال فلا يكاد يخلف جداراً قائماً لولا ذلك الحبل الممدود الذي ينزل بالنجدة من سماوات رحمتك .
حبل لا إله إلا أنت سبحانك .
أنت الفاعل سبحانك و أنت مجري الأقدار و الأحكام .. و أنت الذي امتحنت و قويت و أضعفت و سترت و كشفت .. و ما أنا إلا السلب و العدم .. و كل توفيق لي كان منك و كل هداية لي كانت بفضلك و كل نور كان من نورك .. ما أنا إلا العين و المحل و كل ما جرى علي من استحقاقي و كل ما أظهرت فيّ كان بعدلك و رحمتك .. ما كان لي من الأمر شيء .
و هل لنا من الأمر شيء !؟
مولاي .. يقولون إن أكبر الخطايا هي خطايا العارفين .. و لكني أسألك يارب أين العارف أو الجاهل الذي استطاع أن يسلم من الفتنة دون رحمة منك .. و أنت الذي سويت نفوسنا و خلقتها و وصفتها بأنها
( لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) .
و أين من له الحول و القوة بدونك .. و هذا جبريل يقول لنبيك لا حول من معصية إلا بعصمة الله و لا قوة على طاعة الله إلا بتمكين الله .
و هل استعصم الذين استعصموا إلا بعصمتك و هل تاب الذين تابوا إلا بتوبتك .. و هل استغفروا إلا بمغفرتك .
إلهي .. لقد تنفست أول ما تنفست بك و نطقت بك و سمعت بك و أبصرت بك و مشيت بك و اهتديت بك .. و ضللت عندما خرجت عن أمرك .
سألتك يارب بعبوديتي أن ترفع عني غضبك .. فها أنا ذا و قد خلعت عن نفسي كل الدعاوي و تبرأت من كل حوْل و طوْل و لبست الذل في رحاب قدرتك .
إنك لن تضيعني و أنا عبدك .
لن تضيع عبداً ذل لربوبيتك و خشع لجلالك .
و كيف يضيع عبد عند مولىً رحيم فكيف إذا كان هذا المولى هو أرحم الراحمين .
ربّ اجذبني إليك بحبلك الممدود لأخرج من ظلمتي إلى نورك و من عدميتي إلى وجودك و من هواني إلى عزتك .. فأنت العزيز حقاً الذي لن تضرك ذنوبي و لن تنفعك حسناتي .
إن كل ذنوبنا يارب لن تنقص من ملكك .
و كل حسناتنا لن تزيد من سلطانك .
فأنت أنت المتعال على كل ما خلقت المستغني عن كل ما صنعت .
و أنت القائل :
هؤلاء في الجنة و لا أبالي و هؤلاء في النار و لا أبالي .
و أنت القائل على لسان نبيك :
( ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم )
فها أنا أدعوك فلا أكف عن الدعاء .. فأنا المحتاج.. أنا المشكلة .. و أنا المسألة .
أنا العدم و أنت الوجود فلا تضيعني .
عاوني يارب على أن اتخطى نفسي إلى نفسي .. أتخطى نفسي الأمارة الطامعة في حيازة الدنيا إلى نفسي الطامعة فيك في جوارك و رحمتك و نورك و وجهك .
لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقراً و كلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعاً و إلحاحاً و تنوعاً .
حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعاً و حرصاً و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشاً و تطلعاً إلى التلوين و التغيير .. و كأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأً على ظمأ .
و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعاً للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطاً إلى درك الآلية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها .
كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف .
و خدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ، و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء .
إلهي .. لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا .. مرادي و لا بضاعتي .
و إنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي فعاوني بك عليك و خلصني بك من سواك و أخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك فكل طلب لغيرك خسار .
أنت أنت وحدك .. و ما أرتضي مشوار هذه الدنيا إلا لدلالة هذا المشوار عليك و ما يبهرني الجمال إلا لصدوره عنك و ما أقصد الخير و لا العدل و الحرية و لا الحق إلا لأنها تجليات و أحكام أسمائك الحسنى يامن تسميت بأنك الحق .
و لكن تلك هجرة لا أقدر عليها بدونك و نظرة لا أقوى عليها بغير معونتك .. فعاوني و اشدد أزري .. فحسبي النية و المبادرة فذلك جهد الفقير .. فليس أفقر مني .. و هل بعد العدم فقر .. و قد جئت إلى الدنيا معدماً و أخرج منها معدماً و أجوزها معدماً .. زادي منك و قوتي منك و رؤيتي منك و نوري منك .
و اليوم جاءت الهجرة الكبرى التي أعبر فيها بحار الدنيا دون أن أبتل و أخوض نارها دون أن أحترق .. فكيف السبيل إلى ذلك دون يدك مضمومة إلى يدي .
و هل يدي إلا من صنع يدك ؟ .. و هل يدي إلا من يدك ؟!
و هل هناك إلا يد واحدة ؟
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
سبحانك لا أرى لي يداً .
سبحانك لا أرى سواك .
لا إله إلا الله .
لا إله إلا الله حقاً و صدقاً .
و ذاتك هي واحدة الحسن .
الحسن كله منها .
و الحب كله لها .
و يدك هي واحدة المشيئة .
الفعل كله منها و القوة كلها بها و إن تعددت الأيدي في الظاهر و ظن الظانون تعدد المشيئات .. و إن تعدد المحبون و تعددت المحبوبات .. ما يركع الكل إلا على بابك و ما يلثم الكل إلا أعتابك .. مؤمنون و كفرة .. و إن ظن الكافر أنه يلثم ديناراً أو يقبل خداً فإنما هي أيادي رحمتك أو أيادي لعنتك هي ما يلثم و يقبل دون أن يدري .
و إنما هي أسماء و أفعال و أوصاف .
و المسمى واحد .
و الفاعل واحد .
و الموصوف واحد .
لا إله إلا هو .
لا إله إلا الله .
الحمد له في الأول و الآخر .
رفعت الأقلام و طويت الصحف و انتهت الكلمات
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ إلهي .
إنك ترى نفسي و لا يراها سواك .
تراها كالبيت الكبير الذي تصدعت منه الجدران و تهاوت السقوف و انكفأت الموائد .
بيتاً مهجوراً يتعاوى فيه الذئاب و يلهو فيه القردة و تغرد العصافير .
ساعةً تتلألأ فيه الأنوار و تموج فيه أشعة القمر .
و ساعةً أخرى مظلماً مطموساً محطم المصابيح تسرح فيه العناكب .
مرةً تحنو عليه يد الربيع فتتفتح الزهور على نوافذه و تصدح البلابل و تغزل الديدان الحرير و تفرز النحلات الطنانة العسل.
و مرةً أخرى يأتي عليه الزلزال فلا يكاد يخلف جداراً قائماً لولا ذلك الحبل الممدود الذي ينزل بالنجدة من سماوات رحمتك .
حبل لا إله إلا أنت سبحانك .
أنت الفاعل سبحانك و أنت مجري الأقدار و الأحكام . و أنت الذي امتحنت و قويت و أضعفت و سترت و كشفت . و ما أنا إلا السلب و العدم . و كل توفيق لي كان منك و كل هداية لي كانت بفضلك و كل نور كان من نورك . ما أنا إلا العين و المحل و كل ما جرى علي من استحقاقي و كل ما أظهرت فيّ كان بعدلك و رحمتك . ما كان لي من الأمر شيء .
و هل لنا من الأمر شيء !؟
مولاي . يقولون إن أكبر الخطايا هي خطايا العارفين . و لكني أسألك يارب أين العارف أو الجاهل الذي استطاع أن يسلم من الفتنة دون رحمة منك . و أنت الذي سويت نفوسنا و خلقتها و وصفتها بأنها
( لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) .
و أين من له الحول و القوة بدونك . و هذا جبريل يقول لنبيك لا حول من معصية إلا بعصمة الله و لا قوة على طاعة الله إلا بتمكين الله .
و هل استعصم الذين استعصموا إلا بعصمتك و هل تاب الذين تابوا إلا بتوبتك . و هل استغفروا إلا بمغفرتك .
إلهي . لقد تنفست أول ما تنفست بك و نطقت بك و سمعت بك و أبصرت بك و مشيت بك و اهتديت بك . و ضللت عندما خرجت عن أمرك .
سألتك يارب بعبوديتي أن ترفع عني غضبك . فها أنا ذا و قد خلعت عن نفسي كل الدعاوي و تبرأت من كل حوْل و طوْل و لبست الذل في رحاب قدرتك .
إنك لن تضيعني و أنا عبدك .
لن تضيع عبداً ذل لربوبيتك و خشع لجلالك .
و كيف يضيع عبد عند مولىً رحيم فكيف إذا كان هذا المولى هو أرحم الراحمين .
ربّ اجذبني إليك بحبلك الممدود لأخرج من ظلمتي إلى نورك و من عدميتي إلى وجودك و من هواني إلى عزتك . فأنت العزيز حقاً الذي لن تضرك ذنوبي و لن تنفعك حسناتي .
إن كل ذنوبنا يارب لن تنقص من ملكك .
و كل حسناتنا لن تزيد من سلطانك .
فأنت أنت المتعال على كل ما خلقت المستغني عن كل ما صنعت .
و أنت القائل :
هؤلاء في الجنة و لا أبالي و هؤلاء في النار و لا أبالي .
و أنت القائل على لسان نبيك :
( ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم )
فها أنا أدعوك فلا أكف عن الدعاء . فأنا المحتاج. أنا المشكلة . و أنا المسألة .
أنا العدم و أنت الوجود فلا تضيعني .
عاوني يارب على أن اتخطى نفسي إلى نفسي . أتخطى نفسي الأمارة الطامعة في حيازة الدنيا إلى نفسي الطامعة فيك في جوارك و رحمتك و نورك و وجهك .
لقد جربت حيازة كل شيء فما ازددت إلا فقراً و كلما طاوعت رغائبي ازدادت جوعاً و إلحاحاً و تنوعاً .
حينما طاوعت شهوتي إلى المال ازددت بالغنى طمعاً و حرصاً و حينما طاوعت شهوتي إلى النساء ازددت بالإشباع عطشاً و تطلعاً إلى التلوين و التغيير . و كأنما أشرب من ماء مالح فأزداد على الشرب ظمأً على ظمأ .
و ما حسبته حرية كان عبودية و خضوعاً للحيوان المختفي تحت جلدي ثم هبوطاً إلى درك الآلية المادية و إلى سجن الضرورات و ظلمة الحشوة الطينية و غلظتها .
كنت أسقط و أنا أحسب أني أحلق و أرفرف .
و خدعني شيطاني حينما غلف هذه الرغبات بالشعر و زوقها بالخيال الكاذب و زينها بالعطور و زفها في أبهة الكلمات و بخور العواطف ، و لكن صحوة الندم كانت توقظني المرة بعد المرة على اللاشيء و الخواء .
إلهي . لم تعد الدنيا و لا نفسي الطامعة في الدنيا و لا العلوم التي تسخر لي هذه الدنيا و لا الكلمات التي احتال بها على هذه الدنيا . مرادي و لا بضاعتي .
و إنما أنت وحدك مرادي و مقصودي و مطلوبي فعاوني بك عليك و خلصني بك من سواك و أخرجني بنورك من عبوديتي لغيرك فكل طلب لغيرك خسار .
أنت أنت وحدك . و ما أرتضي مشوار هذه الدنيا إلا لدلالة هذا المشوار عليك و ما يبهرني الجمال إلا لصدوره عنك و ما أقصد الخير و لا العدل و الحرية و لا الحق إلا لأنها تجليات و أحكام أسمائك الحسنى يامن تسميت بأنك الحق .
و لكن تلك هجرة لا أقدر عليها بدونك و نظرة لا أقوى عليها بغير معونتك . فعاوني و اشدد أزري . فحسبي النية و المبادرة فذلك جهد الفقير . فليس أفقر مني . و هل بعد العدم فقر . و قد جئت إلى الدنيا معدماً و أخرج منها معدماً و أجوزها معدماً . زادي منك و قوتي منك و رؤيتي منك و نوري منك .
و اليوم جاءت الهجرة الكبرى التي أعبر فيها بحار الدنيا دون أن أبتل و أخوض نارها دون أن أحترق . فكيف السبيل إلى ذلك دون يدك مضمومة إلى يدي .
و هل يدي إلا من صنع يدك ؟ . و هل يدي إلا من يدك ؟!
و هل هناك إلا يد واحدة ؟
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
سبحانك لا أرى لي يداً .
سبحانك لا أرى سواك .
لا إله إلا الله .
لا إله إلا الله حقاً و صدقاً .
و ذاتك هي واحدة الحسن .
الحسن كله منها .
و الحب كله لها .
و يدك هي واحدة المشيئة .
الفعل كله منها و القوة كلها بها و إن تعددت الأيدي في الظاهر و ظن الظانون تعدد المشيئات . و إن تعدد المحبون و تعددت المحبوبات . ما يركع الكل إلا على بابك و ما يلثم الكل إلا أعتابك . مؤمنون و كفرة . و إن ظن الكافر أنه يلثم ديناراً أو يقبل خداً فإنما هي أيادي رحمتك أو أيادي لعنتك هي ما يلثم و يقبل دون أن يدري .
و إنما هي أسماء و أفعال و أوصاف .
و المسمى واحد .
و الفاعل واحد .
و الموصوف واحد .
لا إله إلا هو .
لا إله إلا الله .
الحمد له في الأول و الآخر .
رفعت الأقلام و طويت الصحف و انتهت الكلمات. ❝