❞ القدوة الخادعة :
إن مصطلح القدوة لهو لفظ عميق لا يستحقه امرؤ قط مهما فعل من أعمال صالحة ومهما قدَّم من إنجازات ، فكل إنسان يجب أنْ يفخر بذاته بالقدر الذي يُريد وليكن على علم أنه لن يتحول ليصبح قدوةً لأحد فهو وإنْ كان صالحاً في بعض الأعمال فربما يكون مذنباً في أمور أخرى فلن يسير على الصراط المستقيم أو النهج السليم طوال الوقت حتى يقتفي الجميع أثره ويرغبوا أنْ يكونوا مثله ذات يوم ، فيجب أنْ يكون اقتداؤنا بالصالحين في العهد القديم والزمن السالف فلم يرتكب أي منهم خطيئة قد تَمِس الشرف أو تنتقص من قيمة المرء كما يفعل الكثيرون في الوقت الحالي ، فمهما بلغ صلاح المرء فلن يصل لتلك المرحلة التي كان عليها هؤلاء الأولياء وعباد الله الصالحين الذين لم تطؤ أقدامهم الزِلل أو يقترفوا الذنوب بكامل إرادتهم كما يفعل البعض اليوم ثم يُرجِعون هذا الأمر للضعف الإنساني والرغبات والملذات والشهوات وغيرها من المبررات الواهية التي لا تُفيد أو تشفع لهم يوم الحساب الذي تُعرَض فيه كافة أعمالهم أمام ربهم دون قدرة على الإفلات أو النجاة ممَّا فعلوا حيث تشهد عليهم حواسُهم بكل ما ارتكبوا من معاصي ، لذا فكلمة قدوة لا يَصِح بأي شكل من الأشكال أنْ تُقال أو تُطبَّق على أي امرئ كان لأنه لا يوجد مَنْ هو معصوم من الخطأ في أي جانب من جوانب الحياة مهما كان ضئيلاً بحجم ذَرة لا تكاد تُرى بالعين المُجرَّدة ، فيجب أنْ يضع كل فرد لنفسه حدوداً لكل أفعاله وتصرفاته حتى يجد فيه الآخرون ذاك النموذج المُشرِّف أو المثال الحي الذي يحاولون اتباعه في بعض الأمور الحسنة التي يقوم بها ويداوم عليها في حياته دون أنْ يتحول لقدوة فمهما فعل فهو أقل بكثير من أنْ يُطلَق عليه هذا اللفظ العظيم فكل ما يُقدِّمه إنما هو لنفسه في المقام الأول لأنه بغير حاجة أو انتظار لأنْ يُشار إليه بأي لقب ، فهو يعمل لدنياه وآخرته على حد سواء دون انتظار لمديح أو ثناء من أحد ، إنما هو بحاجة لما هو أكثر تشريفاً من ذلك ألا وهو رضا الله وعفوه قط وبهذا يكون قد نال أعظم ما في تلك الحياة الفانية بلا رغبة في سواه وأدى ما عليه من أمانة أمام ربه ولم يَخُنْ ثقته فيه أو يُفرِّط في مبادئه من أجل أمور سفيهة بلا قيمة ، وبهذا يكون ذاك الإنسان السوي البسيط الذي يمتثل البشر بتصرفاته وسلوكياته فقط لا غير وليس قدوةً أو مثلاً أعلى أو خلافها من المسميات الواهية التي لا تُضيف إلينا شيئاً البتة إنما هي مجرد شكليات وشعارات خادعة يتهافت عليها الجميع بلا جدوى أو استيعاب لخطورة هذا الأمر ، فليس الجميع مستحقين لها على الإطلاق ...
#خلود_أيمن #مقالات #KH
أولى مشاركاتي في كتاب قدوتي الإلكتروني .
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02MzS1XgHgKynmWnCGCFSWHoY4rHAbvWqDUvwGjiKrFxv2tkauVxBT7s987k2eX2ukl&id=61551429935422&mibextid=9R9pXO. ❝ ⏤Kholoodayman1994 Saafan
❞ القدوة الخادعة :
إن مصطلح القدوة لهو لفظ عميق لا يستحقه امرؤ قط مهما فعل من أعمال صالحة ومهما قدَّم من إنجازات ، فكل إنسان يجب أنْ يفخر بذاته بالقدر الذي يُريد وليكن على علم أنه لن يتحول ليصبح قدوةً لأحد فهو وإنْ كان صالحاً في بعض الأعمال فربما يكون مذنباً في أمور أخرى فلن يسير على الصراط المستقيم أو النهج السليم طوال الوقت حتى يقتفي الجميع أثره ويرغبوا أنْ يكونوا مثله ذات يوم ، فيجب أنْ يكون اقتداؤنا بالصالحين في العهد القديم والزمن السالف فلم يرتكب أي منهم خطيئة قد تَمِس الشرف أو تنتقص من قيمة المرء كما يفعل الكثيرون في الوقت الحالي ، فمهما بلغ صلاح المرء فلن يصل لتلك المرحلة التي كان عليها هؤلاء الأولياء وعباد الله الصالحين الذين لم تطؤ أقدامهم الزِلل أو يقترفوا الذنوب بكامل إرادتهم كما يفعل البعض اليوم ثم يُرجِعون هذا الأمر للضعف الإنساني والرغبات والملذات والشهوات وغيرها من المبررات الواهية التي لا تُفيد أو تشفع لهم يوم الحساب الذي تُعرَض فيه كافة أعمالهم أمام ربهم دون قدرة على الإفلات أو النجاة ممَّا فعلوا حيث تشهد عليهم حواسُهم بكل ما ارتكبوا من معاصي ، لذا فكلمة قدوة لا يَصِح بأي شكل من الأشكال أنْ تُقال أو تُطبَّق على أي امرئ كان لأنه لا يوجد مَنْ هو معصوم من الخطأ في أي جانب من جوانب الحياة مهما كان ضئيلاً بحجم ذَرة لا تكاد تُرى بالعين المُجرَّدة ، فيجب أنْ يضع كل فرد لنفسه حدوداً لكل أفعاله وتصرفاته حتى يجد فيه الآخرون ذاك النموذج المُشرِّف أو المثال الحي الذي يحاولون اتباعه في بعض الأمور الحسنة التي يقوم بها ويداوم عليها في حياته دون أنْ يتحول لقدوة فمهما فعل فهو أقل بكثير من أنْ يُطلَق عليه هذا اللفظ العظيم فكل ما يُقدِّمه إنما هو لنفسه في المقام الأول لأنه بغير حاجة أو انتظار لأنْ يُشار إليه بأي لقب ، فهو يعمل لدنياه وآخرته على حد سواء دون انتظار لمديح أو ثناء من أحد ، إنما هو بحاجة لما هو أكثر تشريفاً من ذلك ألا وهو رضا الله وعفوه قط وبهذا يكون قد نال أعظم ما في تلك الحياة الفانية بلا رغبة في سواه وأدى ما عليه من أمانة أمام ربه ولم يَخُنْ ثقته فيه أو يُفرِّط في مبادئه من أجل أمور سفيهة بلا قيمة ، وبهذا يكون ذاك الإنسان السوي البسيط الذي يمتثل البشر بتصرفاته وسلوكياته فقط لا غير وليس قدوةً أو مثلاً أعلى أو خلافها من المسميات الواهية التي لا تُضيف إلينا شيئاً البتة إنما هي مجرد شكليات وشعارات خادعة يتهافت عليها الجميع بلا جدوى أو استيعاب لخطورة هذا الأمر ، فليس الجميع مستحقين لها على الإطلاق ..
#خلود_أيمن#مقالات#KH أولى مشاركاتي في كتاب قدوتي الإلكتروني .
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02MzS1XgHgKynmWnCGCFSWHoY4rHAbvWqDUvwGjiKrFxv2tkauVxBT7s987k2eX2ukl&id=61551429935422&mibextid=9R9pXO. ❝
❞ أن الحضارة، ومنجزاتها لاتكون إلا عبر هجرة ما... قد لايشترط أن تكون هجرة من مكان وجودك، لكنها هجرة مستمرة نحو قيم يجب أن يقام عليها هذا المجتمع..لكي يصبح أقوى.. لكي تثمر حضارته.. كي تزدهر.
\"علينا أن نشكل عقولنا بالقرآن؛ كي نتمكن بعدها من مواجهة ما يواجهنا دون خوف من تناقض مزعوم بين العقل، والنص... كي نتمكن من أستعمل عقولنا لتكون، وسيلة لبناء حضارة مبنية على أسس قرآنية\"
\"من يريد بناء الحضارة؛ لن يسمح لشيء أن يجعل عقله عاطلاً مغيباً\"... وكذلك من يريد بناء نفسه عليه أن يستوعب كل شيء، وأن لايغيب عقله عنه أبداً؛ لأننا تعلمنا من عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. أن بناء حضارة قوية؛ يحتاج لبناء نفسية قوية، وعقل ذكي حاضر في كل المواقف يحلل، ويستنتج، ويقرر؛ ثم يباشر العمل دوم تأجيل، أو تكاسل..، ولايعتمد على المبررات التي تدخل النفس في متاهات الضياع.. ❝ ⏤احمد خيرى العمرى
❞ أن الحضارة، ومنجزاتها لاتكون إلا عبر هجرة ما.. قد لايشترط أن تكون هجرة من مكان وجودك، لكنها هجرة مستمرة نحو قيم يجب أن يقام عليها هذا المجتمع.لكي يصبح أقوى. لكي تثمر حضارته. كي تزدهر.
˝علينا أن نشكل عقولنا بالقرآن؛ كي نتمكن بعدها من مواجهة ما يواجهنا دون خوف من تناقض مزعوم بين العقل، والنص.. كي نتمكن من أستعمل عقولنا لتكون، وسيلة لبناء حضارة مبنية على أسس قرآنية˝
˝من يريد بناء الحضارة؛ لن يسمح لشيء أن يجعل عقله عاطلاً مغيباً˝.. وكذلك من يريد بناء نفسه عليه أن يستوعب كل شيء، وأن لايغيب عقله عنه أبداً؛ لأننا تعلمنا من عمر بن الخطاب رضي الله عنه. أن بناء حضارة قوية؛ يحتاج لبناء نفسية قوية، وعقل ذكي حاضر في كل المواقف يحلل، ويستنتج، ويقرر؛ ثم يباشر العمل دوم تأجيل، أو تكاسل.، ولايعتمد على المبررات التي تدخل النفس في متاهات الضياع. ❝
❞ ليس هناك أغرب من عادة شرب الدخان ..
أن يصرف رجل عاقل نقوده في إحراق بعض المخلفات و استنشاق دخانها اللاسع الخانق الكريه .
يدخن و يسعل و يبصق .. ثم يعود فيبتلع الدخان و يسعل و يبصق .. و يقول بصوت أجش مشروخ إنه يشكو من برد مزمن ، و إنه لهذا السبب استبدل الدخان الإنجليزي بالدخان التركي !
ثم ينفث حلقات الدخان و هو يحملق في الفراغ و فمه مفتوح ، و قد وضع ساقاً على ساق ، و سبح بخياله في حالة انعدام وزن لا يفكر في شيء .. مشهد كاريكاتوري من مسرح لا معقول .
قصة بلهاء من خمس دقائق تبدأ بشطة عود كبريت ، ثم حركات استعراضية من رجل عجيب يأخذ أوضاعاً بهلوانية في كرسيه و يسترخي و يسرح و يشفط و ينفخ و يسعل و يبصق .
و نفهم من القصة أنه يدفع من قوته و قوت عياله في سبيل هذا الدخان ..
ثم يعود فيدفع مرة أخرى ليعالج نفسه من هذا السعال و الدخان ..
ثم يعود فيدفع مرة ثالثة لينظف أسنانه من أوساخ هذا الدخان ..
ثم يروي لنا أنه قرأ في المجلة عن تسبب التدخين في السرطان و في نفس الصفحة قرأ إعلانات عن فوائد التدخين .
فإذا سألته و ماذا ستفعل ؟
قال لك سأستبدل لفافة التبغ بالسيجار ، أو السيجار بالشيشة ، أو الشيشة بالجوزة !
و تراه يصوم عن الطعام و لا يستطيع أن يصوم عن السيجارة ..
و تراه يستمر في هذا الإنتحار الصغير كل يوم فيلقي بنقوده و صحته في البحر ، و يقف يتفرج على الإثنين يغرقان و هو يسعل و يبصق و يلهث ..
رجل مخبول تماماً ..
و لكن هذا المخبول هو كل الناس ..
كل الناس ينتحرون لسبب غير مفهوم ..
العملة الصعبة التي تنفق في استيراد التبغ و السيجار و المعسل في العالم كافية لحل مشاكل المجاعة و الفقر و الجهل و المرض ..
و الإنسان المجنون ابتكر وسائل انتحار أخرى .. غير التبغ ، مثل الأفيون ، و الحشيش ، و الكوكايين ، و الهيرويين ، و عقار الهلوسة و الخمور بأنواعها .. و لم يكتف بهذا فاخترع أسلحة القتل السريع الأكيد مثل الرصاصة ، و القنبلة ، و الغاز السام .
ثم عاد فابتكر الأعذار و المبررات الجاهزة للقتل .. مثل الصراع الطبقي و تغيير التاريخ ، و إنقاذ الحرية !
و الحرية ذاتها كانت دائماً هي المخدر الأكبر ..
المدخن يقول لك : أنا أدخن لأني حر .
و مدمن المخدرات يقول لك : أنا حر .
و الذي يطلق أول رصاصة يطلقها ليكون حراً
و دائماً الحرية هي أول ما تجهز عليه هذه الأسلحة ..
و دائماً الحرية هي الضحية ..
و الإنسان القاتل و المقتول هما الضحية ..
و الجنون العام هو الحقيقة ..
و هو طابع هذا الإنسان العاقل اللامعقول اللغز ...
مقال / الجنون العام
من كتاب / الشيطان يحكم
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ ليس هناك أغرب من عادة شرب الدخان .
أن يصرف رجل عاقل نقوده في إحراق بعض المخلفات و استنشاق دخانها اللاسع الخانق الكريه .
يدخن و يسعل و يبصق . ثم يعود فيبتلع الدخان و يسعل و يبصق . و يقول بصوت أجش مشروخ إنه يشكو من برد مزمن ، و إنه لهذا السبب استبدل الدخان الإنجليزي بالدخان التركي !
ثم ينفث حلقات الدخان و هو يحملق في الفراغ و فمه مفتوح ، و قد وضع ساقاً على ساق ، و سبح بخياله في حالة انعدام وزن لا يفكر في شيء . مشهد كاريكاتوري من مسرح لا معقول .
قصة بلهاء من خمس دقائق تبدأ بشطة عود كبريت ، ثم حركات استعراضية من رجل عجيب يأخذ أوضاعاً بهلوانية في كرسيه و يسترخي و يسرح و يشفط و ينفخ و يسعل و يبصق .
و نفهم من القصة أنه يدفع من قوته و قوت عياله في سبيل هذا الدخان .
ثم يعود فيدفع مرة أخرى ليعالج نفسه من هذا السعال و الدخان .
ثم يعود فيدفع مرة ثالثة لينظف أسنانه من أوساخ هذا الدخان .
ثم يروي لنا أنه قرأ في المجلة عن تسبب التدخين في السرطان و في نفس الصفحة قرأ إعلانات عن فوائد التدخين .
فإذا سألته و ماذا ستفعل ؟
قال لك سأستبدل لفافة التبغ بالسيجار ، أو السيجار بالشيشة ، أو الشيشة بالجوزة !
و تراه يصوم عن الطعام و لا يستطيع أن يصوم عن السيجارة .
و تراه يستمر في هذا الإنتحار الصغير كل يوم فيلقي بنقوده و صحته في البحر ، و يقف يتفرج على الإثنين يغرقان و هو يسعل و يبصق و يلهث .
رجل مخبول تماماً .
و لكن هذا المخبول هو كل الناس .
كل الناس ينتحرون لسبب غير مفهوم .
العملة الصعبة التي تنفق في استيراد التبغ و السيجار و المعسل في العالم كافية لحل مشاكل المجاعة و الفقر و الجهل و المرض .
و الإنسان المجنون ابتكر وسائل انتحار أخرى . غير التبغ ، مثل الأفيون ، و الحشيش ، و الكوكايين ، و الهيرويين ، و عقار الهلوسة و الخمور بأنواعها . و لم يكتف بهذا فاخترع أسلحة القتل السريع الأكيد مثل الرصاصة ، و القنبلة ، و الغاز السام .
ثم عاد فابتكر الأعذار و المبررات الجاهزة للقتل . مثل الصراع الطبقي و تغيير التاريخ ، و إنقاذ الحرية !
و الحرية ذاتها كانت دائماً هي المخدر الأكبر .
المدخن يقول لك : أنا أدخن لأني حر .
و مدمن المخدرات يقول لك : أنا حر .
و الذي يطلق أول رصاصة يطلقها ليكون حراً
و دائماً الحرية هي أول ما تجهز عليه هذه الأسلحة .
و دائماً الحرية هي الضحية .
و الإنسان القاتل و المقتول هما الضحية .
و الجنون العام هو الحقيقة .
و هو طابع هذا الإنسان العاقل اللامعقول اللغز ..
مقال / الجنون العام
من كتاب / الشيطان يحكم
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝
❞ كذلك التسويف، وهو آفة العصر الحالي، إذ إنهم قد يفكرون في الأمر ويخططون له، ولكن لا يبدؤون أبدًا؛ حيث يختلقون العديد من المبررات والأعذار عوضًا عن البدء في إحراز التقدم؛ متعللين بأن الأغنياء هم من يملكون مستقبلًا بلا أي قيود!. ❝ ⏤براين تراسي
❞ كذلك التسويف، وهو آفة العصر الحالي، إذ إنهم قد يفكرون في الأمر ويخططون له، ولكن لا يبدؤون أبدًا؛ حيث يختلقون العديد من المبررات والأعذار عوضًا عن البدء في إحراز التقدم؛ متعللين بأن الأغنياء هم من يملكون مستقبلًا بلا أي قيود!. ❝
❞ حوار مع صديقي الملحد
قال صديقي الدكتور:
_ألا توافقني أن الإسلام كان موقفه رجعيا مع المرأة ؟
وبدأ يعد على أصابعه
-حكاية تعدد الزوجات وبقاء المرأة في البيت .. والحجاب والطلاق
في يد الرجل .. والضرب والهجر في المضاجع .. وحكاية ما ملكت
أيمانكم .. وحكاية الرجال قوامون على النساء .. ونصيب الرجل
المضاعف في الميراث.
قلت له وأنا أستجمع نفسي:
التهم هذه المرة كثيرة .. والكلام فيها يطول .. ولنبدأ من البداية ..
من قبل الإسلام .. وأظنك تعرف تماما أن الإسلام جاء على
جاهلية ، والبنت التي تولد نصيبها الوأد والدفن في الرمل ،
والرجل يتزوج إلعشرة والعشرين ويكره جواريه على البغاء ويقبض
الثمن .. فكان ما جاء به الإسلام من إباحة الزواج بأربع تقييدا
وليس تعديدا .. وكان إنقاذ للمرأة من العار والموت والاستعباد
والمذلة.
وهل المرأة الآن في أوروبا أسعد حالا في الانحلال الشائع هناك
وتعدد العشيقات الذي أصبح واقع الأمر في أغلب الزيجات أليس
اكرم للمرأة أن تكون زوجة ثانية لمن تحب .. لها حقوق الزوجة
واحترامها من أن تكون عشيقة في السر تختلس المتعة من وراء
الجدران.
ومع ذلك فالإسلام جعل من التعدد إباحة شبه معطلة وذلك بأن
شرط شرطا صعب التحقيق وهو العدل بين النساء.
(وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) .. ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين
النساء ولو حرصتم )
فنفى قدرة العدل حتى عن الحريص فلم يبق إلا من هو أكثر من
حريص كالأنبياء والأولياء ومن في دربهم.
أما البقاء في البيوت فهو أمر وارد لزوجات النبي باعتبارهن مثلا
عليا.
(وقرن في بيوتكن ).
وهي إشارة إلى أن الوضع الأمثل للمرأة هي أن تكون أما وربة
بيت تفرغ لبيتها ولأولادها
ويمكن أن نتصور حال أمة نساؤها في الشوارع والمكاتب
وأطفالها في دور الحضانة والملاجئ .. أتكون أحسن حالا او امة
النساء فيها أمهات وربات بيوت والأطفال فيها يتربون في حضانة
أمهاتهم والأسرة فيها متكاملة الخدمات.
الرد واضح.
ومع ذلك فالإسلام لم يمنع المقتضيات التي تدعو إلى خروج
المرأة وعملها .. وقد كانت في الإسلام فقيهات وشاعرات .. وكانت
النساء يخرجن في الحروب .. ويخرجن للعلم.
إنما توجهت الآية إلى نساء النبي كمثل عليا ، وبين المثال
والممكن والواقع درجات متعددة
وقد خرجت نساء النبي مع النبي في غزواته.
وينسحب على هذا أن الخروج لمعونة الزوج في كفاح شريف هو
أمر لا غبار عليه.
أما الحجاب فهو لصالح المرأة.
وقد أباح الإسلام كشف الوجه واليدين وأمر بستر ما عدا ذلك.
ومعلوم أن الممنوع مرغوب وأن ستر مواطن الفتنة يزيدها جاذبية
وبين القبائل البدائية وبسبب العري الكامل يفتر الشوق تماما
وينتهي الفضول ونرى الرجل لا يخالط زوجته إلا مرة في الشهر
وإذا حملت قاطعها سنتين.
وعلى الشواطئ في الصيف حينما يتراكم اللحم العاري المباح
للعيون يفقد الجسم العريان جاذبيته وطرافته وفتنته ويصبح أمرا
عاديا لا يثير الفضول.
ولا شك أنه من صالح المرأة أن تكون مرغوبة أكثر وألا تتحول إلى
شيء عادي لا يثير.
أما حق الرجل في الطلاق فيقابله حق المرأة أيضا على الطرف
الآخر فيمكن للمرأة أن تطلب الطلاق بالمحكمة وتحصل عليه إذا
أبدت المبررات الكافية.
ويمكن للمرأة أن تشترط الاحتفاظ بعصمتها عند العقد .. وبذلك
يكون لها حق الرجل في الطلاق.
والإسلام يعطي الزوجة حقوقا لا تحصل عليها الزوجة في أوروبا –
فالزوجة عندنا تأخذ مهرا .. وعندهم تدفع دوطة ..والزوجة عندنا
لها حق التصرف في أملاكها .. وعندهم تفقد هذا الحق بمجرد
الزواج ويصبح الزوج هو القيم على أملاكها .
أما الضرب والهجر في المضاجع فهو معاملة المرأة الناشز فقط ..
أما المرأة السوية فلها عند الرجل المودة والرحمة.
والضرب والهجر في المضاجع من معجزات القرآن في فهم
النشوز .. وهو يتفق مع أحدث ما وصل إليه علم النفس العصري
في فهم المسلك المرضي للمرأة.
وكما تعلم يقسم علم النفس هذا المسلك المرضي إلى نوعين:
"المسلك الخضوعي " وهو ما يسمى في الاصطلاح العلمي "
وهو تلك الحالة المرضية التي تلتذ فيها "masochism ماسوشزم
المرأة بأن تضرب وتعذب وتكون الطرف الخاضع.
والنوع الثاني هو:
"المسلك التحكمي " وهو ما يسمى في الاصطلاح العلمي "
وهو تلك الحالة المرضية التي تلتذ فيها المرأة " sadism سادزم
بأن تتحكم وتسيطر وتتجبر وتتسلط وتوقع الأذى بالغير.
ومثل هذه المرأة لا حل لها سوى انتزاع شوكتها وكسر سلاحها
التي تتحكم به ، وسلاح المرأة أنوثتها وذلك بهجرها في المضجع
فلا يعود لها سلاح تتحكم به..
أما المرأة الأخرى التي لا تجد لذتها إلا في الخضوع والضرب فإن
الضرب لها علاج .. ومن هنا كانت كلمة القرآن:
(واهجروهن في المضاجع واضربوهن ).
اعجازا علميا وتلخيصا في كلمتين لكل ما أتى به علم النفس في
مجلدات عن المرأة الناشز وعلاجها.
أما حكاية " ما ملكت أيمانكم " التي أشار إليها السائل فإنها تجرنا
إلى قضية الرق في الإسلام .. واتهام المستشرقين للإسلام بأنه
دعا إلى الرق .. والحقيقة أن الإسلام لم يدع إلى الرق .. بل كان
الدين الوحيد الذي دعا إلى تصفية الرق.
ولو قرأنا الإنجيل .. وما قاله بولس الرسول في رسائله إلى أهل
افسس وما أوصى به العبيد لوجدناه يدعو العبيد دعوة صريحة
إلى طاعة سادتهم كما الرب.
"أيها العبيد .. أطيعوا سادتكم بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم
كما الرب. "
ولم يأمر الإنجيل بتصفية الرق كنظام وإنما أقصى ما طالب به كان
الأمر بالمحبة وحسن المعاملة بين العبيد وسادتهم.
وفي التوراة المتداولة كان نصيب الأحرار أسوأ من نصيب العبيد ..
ومن وصايا التوراة أن البلد التي تستسلم بلا حرب يكون حظ أهلها
أن يساقوا رقيقا وأسارى والتي تدافع عن نفسها بالسيف ثم
تستسلم يعرض أهلها على السلاح ويقتل شيوخها وشبابها
ونساؤها وأطفالها ويذبحوا تذبيحا.
كان الاسترقاق إذا حقيقة ثابتة قبل مجيء الإسلام وكانت الأديان
السابقة توصي بولاء العبد لسيده.
فنزل القرآن ليكون أول كتاب سماوي يتكلم عن فك الرقاب وعتق
الرقاب.
ولم يحرم القرآن الرق بالنص والصريح .. ولم يأمر بتسريح الرقيق
.. لأن تسريحهم فجأة وبأمر قرآني في ذلك الوقت وهم مئات
الآلاف بدون صناعة وبدون عمل اجتماعي وبدون توظيف
يستوعبهم كان معناه كارثة اجتماعية وكان معناه خروج مئات
الألوف من الشحاذين في الطرقات يستجدون الناس ويمارسون
السرقة والدعارة ليجدوا اللقمة . وهو أمر أسوأ من الرق ، فكان
الحل القرآني هو قفل باب الرق ثم تصفية الموجود منه .. وكان
مصدر الرق في ذلك العصر هو استرقاق الأسرى في الحروب
فأمر القرآن بأن يطلق الأسير أو تؤخذ فيه فدية وبأن لا يؤخذ
الأسرى أرقاء.
(فإما منا بعد .. وإما فداء ).
فإما أن تمن على الأسير فتطلقه لوجه الله .. وإما تأخذ فيه فدية.
أما الرقيق الموجود بالفعل فتكون تصفيته بالتدرج وذلك بجعل فك
الرقاب وعتق الرقاب كفارة الذنوب صغيرها وكبيرها وبهذا ينتهي
الرق بالتدريج.
وإلى أن تأتي تلك النهاية فماذا تكون معاملة السيد لما ملكت
يمينه .. أباح له الإسلام أن يعاشرها كزوجته.
وهذه حكاية " ما ملكت أيمانكم " التي أشار إليها السائل ولا شك
أن معاشرة المرأة الرقيق كالزوجة كان في تلك الأيام تكريما لا
إهانة.
وينبغي ألا ننسى موقف الإسلام من العبد الرقيق وكيف جعل منه
أخا بعد أن كان عبدا يداس بالقدم.
(إنما المؤمنون إخوة ).
(هو الذي خلقكم من نفس واحدة).
(لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله).
وقد ضرب محمد عليه الصلاة والسلام المثل حينما تبنى عبدا
رقيقا هو زيد بن حارثة فأعتقه وجعل منه ابنه .. ثم زوجه من
الحرة سليلة البيت الشريف زينب بنت جحش.
كل هذا ليكسر هذه العنجهية والعصبية .. وليجعل من تحرير العبيد
موقفا يقتدى به .. وليقول بالفعل وبالمثال أن رسالته عتق الرقاب
أما أن الرجال قوامون على النساء فهي حقيقة في كل مكان في
البلاد الإسلامية . وفي البلاد المسيحية . وفي البلاد التي لا تعرف
إلها ولا دينا.
في موسكو الملحدة الحكام رجال من أيام لينين وستالين
وخروشوف وبولجانين إلى اليوم ، وفي فرنسا الحكام رجال ،
وفي لندن الحكام رجال ، وفي كل مكان من الأرض الرجال هم
الذين يحكمون ويشرعون ويخترعون ، وجميع الأنبياء كانوا رجالا ،
وجميع الفلاسفة كانوا رجالا ، حتى الملحنين " مع أن التلحين
صنعة خيال لا يحتاج إلى ......" رجال ، وكما يقول العقاد ساخرا :
حتى صناعة الطهي والحياكة والموضة وهي تخصصات نسائية
تفوق فيها الرجال ثم انفردوا بها .
وهي ظواهر لا دخل للشريعة الإسلامية فيها .. فهي ظواهر عامة
في كل بقاع الدنيا حيث لا تحكم شريعة إسلامية ولا يحكم قرآن.
إنما هي حقائق أن الرجل قوام على المرأة بحكم الطبيعة
واللياقة والحاكمية التي خصه بها الخالق.
وإذا ظهرت وزيرة أو زعيمة أو حاكمة فإنها تكون الطرافة التي
تروى أخبارها والإستثناء الذي يؤكد القاعدة .
والإسلام لم يفعل أكثر من أنه سجل هذه القاعدة وهذا يفسر لنا
بعد ذلك لماذا أعطى القرآن الرجل ضعف النصيب في الميراث ..
لأنه هو الذي ينفق ولأنه هو الذي يعول .. ولأنه هو الذي يعمل.
كان موقف الإسلام من المرأة هو العدل.
وكانت سيرة النبي مع نسائه هي المحبة والحنان .. الذي
يؤثر عنه قوله:
"حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في
الصلاة. "
فذكر النساء مع الطيب والعطر والصلاة وهذا غاية الإعزاز ، وكان
آخر ما قاله في آخر خطبة له قبل موته هو التوصية بالنساء.
وإذا كان الله قد اختار المرأة للبيت والرجل للشارع فلأنه عهد إلى
الرجل أمانة التعمير والبناء والإنشاء بينما عهد إلى المرأة أمانة
أكبر وأعظم هي تنشئة الإنسان نفسه.
وإنه من الأعظم لشأن المرأة أن تؤتمن على هذه الأمانة.
فهل ظلم الإسلام النساء ؟!!
من كتاب / حوار مع صديقي الملحد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حوار مع صديقي الملحد
قال صديقي الدكتور:
_ألا توافقني أن الإسلام كان موقفه رجعيا مع المرأة ؟
وبدأ يعد على أصابعه
- حكاية تعدد الزوجات وبقاء المرأة في البيت . والحجاب والطلاق
في يد الرجل . والضرب والهجر في المضاجع . وحكاية ما ملكت
أيمانكم . وحكاية الرجال قوامون على النساء . ونصيب الرجل
المضاعف في الميراث.
قلت له وأنا أستجمع نفسي:
التهم هذه المرة كثيرة . والكلام فيها يطول . ولنبدأ من البداية .
من قبل الإسلام . وأظنك تعرف تماما أن الإسلام جاء على
جاهلية ، والبنت التي تولد نصيبها الوأد والدفن في الرمل ،
والرجل يتزوج إلعشرة والعشرين ويكره جواريه على البغاء ويقبض
الثمن . فكان ما جاء به الإسلام من إباحة الزواج بأربع تقييدا
وليس تعديدا . وكان إنقاذ للمرأة من العار والموت والاستعباد
والمذلة.
وهل المرأة الآن في أوروبا أسعد حالا في الانحلال الشائع هناك
وتعدد العشيقات الذي أصبح واقع الأمر في أغلب الزيجات أليس
اكرم للمرأة أن تكون زوجة ثانية لمن تحب . لها حقوق الزوجة
واحترامها من أن تكون عشيقة في السر تختلس المتعة من وراء
الجدران.
ومع ذلك فالإسلام جعل من التعدد إباحة شبه معطلة وذلك بأن
شرط شرطا صعب التحقيق وهو العدل بين النساء.
(وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) . ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين
النساء ولو حرصتم )
فنفى قدرة العدل حتى عن الحريص فلم يبق إلا من هو أكثر من
حريص كالأنبياء والأولياء ومن في دربهم.
أما البقاء في البيوت فهو أمر وارد لزوجات النبي باعتبارهن مثلا
عليا.
(وقرن في بيوتكن ).
وهي إشارة إلى أن الوضع الأمثل للمرأة هي أن تكون أما وربة
بيت تفرغ لبيتها ولأولادها
ويمكن أن نتصور حال أمة نساؤها في الشوارع والمكاتب
وأطفالها في دور الحضانة والملاجئ . أتكون أحسن حالا او امة
النساء فيها أمهات وربات بيوت والأطفال فيها يتربون في حضانة
أمهاتهم والأسرة فيها متكاملة الخدمات.
الرد واضح.
ومع ذلك فالإسلام لم يمنع المقتضيات التي تدعو إلى خروج
المرأة وعملها . وقد كانت في الإسلام فقيهات وشاعرات . وكانت
النساء يخرجن في الحروب . ويخرجن للعلم.
إنما توجهت الآية إلى نساء النبي كمثل عليا ، وبين المثال
والممكن والواقع درجات متعددة
وقد خرجت نساء النبي مع النبي في غزواته.
وينسحب على هذا أن الخروج لمعونة الزوج في كفاح شريف هو
أمر لا غبار عليه.
أما الحجاب فهو لصالح المرأة.
وقد أباح الإسلام كشف الوجه واليدين وأمر بستر ما عدا ذلك.
ومعلوم أن الممنوع مرغوب وأن ستر مواطن الفتنة يزيدها جاذبية
وبين القبائل البدائية وبسبب العري الكامل يفتر الشوق تماما
وينتهي الفضول ونرى الرجل لا يخالط زوجته إلا مرة في الشهر
وإذا حملت قاطعها سنتين.
وعلى الشواطئ في الصيف حينما يتراكم اللحم العاري المباح
للعيون يفقد الجسم العريان جاذبيته وطرافته وفتنته ويصبح أمرا
عاديا لا يثير الفضول.
ولا شك أنه من صالح المرأة أن تكون مرغوبة أكثر وألا تتحول إلى
شيء عادي لا يثير.
أما حق الرجل في الطلاق فيقابله حق المرأة أيضا على الطرف
الآخر فيمكن للمرأة أن تطلب الطلاق بالمحكمة وتحصل عليه إذا
أبدت المبررات الكافية.
ويمكن للمرأة أن تشترط الاحتفاظ بعصمتها عند العقد . وبذلك
يكون لها حق الرجل في الطلاق.
والإسلام يعطي الزوجة حقوقا لا تحصل عليها الزوجة في أوروبا –
فالزوجة عندنا تأخذ مهرا . وعندهم تدفع دوطة .والزوجة عندنا
لها حق التصرف في أملاكها . وعندهم تفقد هذا الحق بمجرد
الزواج ويصبح الزوج هو القيم على أملاكها .
أما الضرب والهجر في المضاجع فهو معاملة المرأة الناشز فقط .
أما المرأة السوية فلها عند الرجل المودة والرحمة.
والضرب والهجر في المضاجع من معجزات القرآن في فهم
النشوز . وهو يتفق مع أحدث ما وصل إليه علم النفس العصري
في فهم المسلك المرضي للمرأة.
وكما تعلم يقسم علم النفس هذا المسلك المرضي إلى نوعين:
˝المسلك الخضوعي ˝ وهو ما يسمى في الاصطلاح العلمي ˝
وهو تلك الحالة المرضية التي تلتذ فيها ˝masochism ماسوشزم
المرأة بأن تضرب وتعذب وتكون الطرف الخاضع.
والنوع الثاني هو:
˝المسلك التحكمي ˝ وهو ما يسمى في الاصطلاح العلمي ˝
وهو تلك الحالة المرضية التي تلتذ فيها المرأة ˝ sadism سادزم
بأن تتحكم وتسيطر وتتجبر وتتسلط وتوقع الأذى بالغير.
ومثل هذه المرأة لا حل لها سوى انتزاع شوكتها وكسر سلاحها
التي تتحكم به ، وسلاح المرأة أنوثتها وذلك بهجرها في المضجع
فلا يعود لها سلاح تتحكم به.
أما المرأة الأخرى التي لا تجد لذتها إلا في الخضوع والضرب فإن
الضرب لها علاج . ومن هنا كانت كلمة القرآن:
(واهجروهن في المضاجع واضربوهن ).
اعجازا علميا وتلخيصا في كلمتين لكل ما أتى به علم النفس في
مجلدات عن المرأة الناشز وعلاجها.
أما حكاية ˝ ما ملكت أيمانكم ˝ التي أشار إليها السائل فإنها تجرنا
إلى قضية الرق في الإسلام . واتهام المستشرقين للإسلام بأنه
دعا إلى الرق . والحقيقة أن الإسلام لم يدع إلى الرق . بل كان
الدين الوحيد الذي دعا إلى تصفية الرق.
ولو قرأنا الإنجيل . وما قاله بولس الرسول في رسائله إلى أهل
افسس وما أوصى به العبيد لوجدناه يدعو العبيد دعوة صريحة
إلى طاعة سادتهم كما الرب.
˝أيها العبيد . أطيعوا سادتكم بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم
كما الرب. ˝
ولم يأمر الإنجيل بتصفية الرق كنظام وإنما أقصى ما طالب به كان
الأمر بالمحبة وحسن المعاملة بين العبيد وسادتهم.
وفي التوراة المتداولة كان نصيب الأحرار أسوأ من نصيب العبيد .
ومن وصايا التوراة أن البلد التي تستسلم بلا حرب يكون حظ أهلها
أن يساقوا رقيقا وأسارى والتي تدافع عن نفسها بالسيف ثم
تستسلم يعرض أهلها على السلاح ويقتل شيوخها وشبابها
ونساؤها وأطفالها ويذبحوا تذبيحا.
كان الاسترقاق إذا حقيقة ثابتة قبل مجيء الإسلام وكانت الأديان
السابقة توصي بولاء العبد لسيده.
فنزل القرآن ليكون أول كتاب سماوي يتكلم عن فك الرقاب وعتق
الرقاب.
ولم يحرم القرآن الرق بالنص والصريح . ولم يأمر بتسريح الرقيق
. لأن تسريحهم فجأة وبأمر قرآني في ذلك الوقت وهم مئات
الآلاف بدون صناعة وبدون عمل اجتماعي وبدون توظيف
يستوعبهم كان معناه كارثة اجتماعية وكان معناه خروج مئات
الألوف من الشحاذين في الطرقات يستجدون الناس ويمارسون
السرقة والدعارة ليجدوا اللقمة . وهو أمر أسوأ من الرق ، فكان
الحل القرآني هو قفل باب الرق ثم تصفية الموجود منه . وكان
مصدر الرق في ذلك العصر هو استرقاق الأسرى في الحروب
فأمر القرآن بأن يطلق الأسير أو تؤخذ فيه فدية وبأن لا يؤخذ
الأسرى أرقاء.
(فإما منا بعد . وإما فداء ).
فإما أن تمن على الأسير فتطلقه لوجه الله . وإما تأخذ فيه فدية.
أما الرقيق الموجود بالفعل فتكون تصفيته بالتدرج وذلك بجعل فك
الرقاب وعتق الرقاب كفارة الذنوب صغيرها وكبيرها وبهذا ينتهي
الرق بالتدريج.
وإلى أن تأتي تلك النهاية فماذا تكون معاملة السيد لما ملكت
يمينه . أباح له الإسلام أن يعاشرها كزوجته.
وهذه حكاية ˝ ما ملكت أيمانكم ˝ التي أشار إليها السائل ولا شك
أن معاشرة المرأة الرقيق كالزوجة كان في تلك الأيام تكريما لا
إهانة.
وينبغي ألا ننسى موقف الإسلام من العبد الرقيق وكيف جعل منه
أخا بعد أن كان عبدا يداس بالقدم.
(إنما المؤمنون إخوة ).
(هو الذي خلقكم من نفس واحدة).
(لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله).
وقد ضرب محمد عليه الصلاة والسلام المثل حينما تبنى عبدا
رقيقا هو زيد بن حارثة فأعتقه وجعل منه ابنه . ثم زوجه من
الحرة سليلة البيت الشريف زينب بنت جحش.
كل هذا ليكسر هذه العنجهية والعصبية . وليجعل من تحرير العبيد
موقفا يقتدى به . وليقول بالفعل وبالمثال أن رسالته عتق الرقاب
أما أن الرجال قوامون على النساء فهي حقيقة في كل مكان في
البلاد الإسلامية . وفي البلاد المسيحية . وفي البلاد التي لا تعرف
إلها ولا دينا.
في موسكو الملحدة الحكام رجال من أيام لينين وستالين
وخروشوف وبولجانين إلى اليوم ، وفي فرنسا الحكام رجال ،
وفي لندن الحكام رجال ، وفي كل مكان من الأرض الرجال هم
الذين يحكمون ويشرعون ويخترعون ، وجميع الأنبياء كانوا رجالا ،
وجميع الفلاسفة كانوا رجالا ، حتى الملحنين ˝ مع أن التلحين
صنعة خيال لا يحتاج إلى ...˝ رجال ، وكما يقول العقاد ساخرا :
حتى صناعة الطهي والحياكة والموضة وهي تخصصات نسائية
تفوق فيها الرجال ثم انفردوا بها .
وهي ظواهر لا دخل للشريعة الإسلامية فيها . فهي ظواهر عامة
في كل بقاع الدنيا حيث لا تحكم شريعة إسلامية ولا يحكم قرآن.
إنما هي حقائق أن الرجل قوام على المرأة بحكم الطبيعة
واللياقة والحاكمية التي خصه بها الخالق.
وإذا ظهرت وزيرة أو زعيمة أو حاكمة فإنها تكون الطرافة التي
تروى أخبارها والإستثناء الذي يؤكد القاعدة .
والإسلام لم يفعل أكثر من أنه سجل هذه القاعدة وهذا يفسر لنا
بعد ذلك لماذا أعطى القرآن الرجل ضعف النصيب في الميراث .
لأنه هو الذي ينفق ولأنه هو الذي يعول . ولأنه هو الذي يعمل.
كان موقف الإسلام من المرأة هو العدل.
وكانت سيرة النبي مع نسائه هي المحبة والحنان . الذي
يؤثر عنه قوله:
˝حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في
الصلاة. ˝
فذكر النساء مع الطيب والعطر والصلاة وهذا غاية الإعزاز ، وكان
آخر ما قاله في آخر خطبة له قبل موته هو التوصية بالنساء.
وإذا كان الله قد اختار المرأة للبيت والرجل للشارع فلأنه عهد إلى
الرجل أمانة التعمير والبناء والإنشاء بينما عهد إلى المرأة أمانة
أكبر وأعظم هي تنشئة الإنسان نفسه.
وإنه من الأعظم لشأن المرأة أن تؤتمن على هذه الأمانة.
فهل ظلم الإسلام النساء ؟!!
من كتاب / حوار مع صديقي الملحد
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝