❞ شبهات شيخ العمامة الأزهرية
لتضليل الناس بفكر التعددية
بقلم د محمد عمر
أيها السادة احذروا من دعاوي أمثال هؤلاء الأئمة المضلون الذين يتزينون بعمامة الأزهر الشريف وعلماءه المخلصين ويتكلمون بكلام الماسونيين الغربيين لا هم لهم إلا بيع دينهم لإرضاء الليبراليين المتحررين .
فلطالما يدعو هذا الرجل وأمثاله إلي دين الأنسنة الذي ينادي به في كل وقت وحين .
يزعم فيه أن هناك أديان سماوية مهما تعارضت عقائدها لكنه يكذب علي الناس ويقول أنها نزلت من عند رب العالمين فجعل لخليل الرحمن دين سماه دين الصابئة وجعل لموسي كليم الله دين اليهودية وجعل للمسيح دين النصرانية ثم جعل لأتباع النبي الخاتم دين الإسلام وسماهم المسلمين.
وهذا خلط للحق بالباطل و كذب علي رب العالمين فإن الله عز وجل ما قال إن إبراهيم كان علي دين الصابئة
إنما قال (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
وما قال حواري المسيح أنهم نصاري إنما قال عنهم أنهم مسلمين ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111))
وما قال عن موسي أنه كان يهودي إنما ذكر إقرار فرعون عن دين موسي أنه كان من المسلمين (قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)
فهذا بيان الله تعالي أن هؤلاء الرسل جميعا كانوا علي الإسلام إذ ليس هناك أديان سماوية نزلت علي البشر إلا دين الإسلام الذي كان عليه جميع الرسل من أول آدم وحتي خاتمهم سيدنامحمد رسول الله فمن أين جاء هذا الرجل المدلس بفكرة الأديان السماوية وراح يستدل عليها بآلايات القرانية.
فنحن نقر بنزول شرائع علي هؤلاء الرسل التي تبين لهم أصول التشريع والعبادات والمعاملات هذه الشرائع التي قد تختلف في بعض المسائل والنقاط عن بعضها لكن أصل الدين واحد
قال تعالي (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ ) وقال تعالي ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)
فهل كان ربنا تبارك وتعالي حاشاه يجهل أن له أديان أم هو الكذب المتعمد من أمثال هؤلاء المدلسين فتعالو بنا نتعرف علي آيتين من كتاب الله يدندن بهما أمثال هؤلاء العمائم حتي يروجوا لكذبهم علي الناس.
أما الأولي فهي من سورة البقرة وهي قول الله تعالي
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
ولا يخفي علي كل ذي عقل رشيد أن هذه الآية لم تتحدث عن أديان إنما تصف جماعات عرفت بهذه الأسماء فأما عن اليهود فاؤلئك الذين قالوا إنا هدنا إليك أي تبنا ورجعنا وأنبنا إليك وهؤلاء هم من قالوا لموسي عليه السلام لن نؤمن لك حتي نري الله جهرة فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون فلما خر موسي يبتهل إلي الله من أجلهم فيقول ( وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)
فهل قول موسي ومن معه من التائبين إنا هدنا أي أصبحنا يهود أو ديننا صار اليهودية ؟ وهل كان أتباع موسي يقال لهم اليهود أم كان يقال لهم بني إسرائيل لكن الرجل يريد أن يجعل هدنا أي أصبحنا أتباع الدين اليهودي مع أن موسي يقول هدنا أي تبنا ورجعنا عن الذنب لذلك لما خاطبهم رب العزة تبارك وتعالي فقال (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (6)
هل يعني ربنا يا أصحاب الدين اليهودي أم أنه يخاطبهم لما قالوا إنا تبنا ومع هذا فإن ربنا لم يثبت أنهم علي الإيمان وأنهم أولياء لله من دون الناس لكنه أثبت كذبهم
قال تعالي (ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين) (البقرة:95).
بل إن الله عز وجل خاطب نبيه وهو يواسيه( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ)
ومع هذا فإن الشيخ الأزهري ما زال مصرا علي جعل اليهودية دين مع أنها تصف قوما يقولون تبنا أو هدنا ولا تصف دينهم وإلا لما قال ربنا تبارك وتعالي لأهل الإيمان ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)
فلو كان هذا دين الله فلم يحذرنا منه ومن أتباعه ؟
وأما عن النصرانية التي يتكلم عنها الشيخ صاحب العمامة إنما جاءت من قول المسيح للحواريين من أنصارى إلي الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله ولما ذكر رب العزة تبارك وتعالي من حالهم قال (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)
أو قيل أن كلمة نصاري جاءت فيمن كانو يسكنون في مدينة الناصرة وهي التي ولد فيها المسيح فقالوا عن أهلها أنهم نصاري نسبة إلي مدينة الناصرة وفي جميع الحالات فكلمة نصاري هم من قالوها ولم يكن قول رب العزة تبارك وتعالي
وليس اسما لدين القوم الذين حولو اسمهم بعيدا عن هذا الاسم ليتخفوا من الوصف القرآني لهم فسموا أنفسهم باسم نبيهم أو معبودهم علي حد قولهم فقالو انهم مسيحيين ولو جاز ذاك لصار اليهود موسويين وصرنا نحن محمديين وصار الصابئة إبراهيميين
لكنه التلاعب بالألفاظ والمصطلحات.
وقد ضلل الكتابيون بعضهم بعضا فقالت اليهود ليست النصاري علي شئ وقالت النصاري ليست اليهود علي شئ وهم يتلون الكتاب) فلو كانت هذه أديان الله فلم ينكر بعضهم علي بعض وخصوصا أن أنبياءهم كانوا جميعا من بني إسرائيل
وأما عن الصابئة فهذا مصطلح اطلقه عباد النجوم والكواكب الذين كانوا في زمان خليل الرحمن إبراهيم والذين ناظرهم وهزمهم بالحجة والبرهان وقد ظهر هذا جليا في هذه الآيات من سورة الأنعام قي قوله تعالي ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (74) وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76)
فكان كل من يكفر بعبادة الكواكب يقال لهم الصابئة وانتشر هذا الاسم في حياة إبراهيم وكانو يعنون به من يكفر بعبادة الكواكب
فهل كانت الصابئة ديانة أم أنه وصف لجماعة من الناس
وهل كان دين إبراهيم الخليل هو الصابئة كلا والله لكن الأزهري جعل اليهودية والنصرانية والصابئة ديانات سماوية وراح يحتج بها علي تعدد الأديان ثم يذكر الآية المذكورة أعلي المقال كحجة يريد بها تضليل الناس وقد عمي وصم عن منتصف الآية التي تقول إن الذين آمنوا والذين هادا والنصاري والصابئين ) وتجاهل قول الله تعالي من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فهل اليهود والنصاري وبقايا الصابئة يؤمنون بالله واليوم الآخر وكيف يؤمنون بالله وقد اذدروه وسبوه لكن الشيخ قد عمي عن هذا الوصف واكتفي بقوله فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
وإنه العجب العجاب
وأما الآية الثانية فهي من سورة الحج يقول ربنا تبارك وتعالي ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)
وفي هذه الآية أضاف الله عز وجل لهم المجوس وهم من يعبدون النار والبقر والشجر فهل المجوسية دين لله تعالي كما اضاف اليهم الذين اشركوا من عباد الاصنام مشركي العرب والذين كانوا يومنون برب السماء خالق الكون لكنهم كانو يتخذون من الاوثان وسطاء بينهم وبين الله
قال تعالي
. وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) الزمر
لكن الله عز وجل عقب عليهم جميعا في هذه الآية بقوله تعالي إن الله يفصل بينهم يوم القيامة فهل هذا الفصل يعني أن كل تلك الفرق الموصوفه تعد من ديانات السماء المقبولة عند الله تعالي أم أن الله يحكم فيهم بالبطلان إلا أهل الإيمان منهم .
نعم أيها السادة فهذه هي الحقيقة التي يخفيها الشيخ المدلس ويريد أن يظهر للناس التعدددية وسماحة الأديان وهذا يعد زندقة ودعوة صريحة إلي قبول الكفر علي أنه أديان السماء
أفيقوا أيها الناس قبل أن تدرككم الساعة وأنتم تحت هذا التضليل من قبل من لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة هداني الله وإياكم إلي الحق
انتهي...... ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞ شبهات شيخ العمامة الأزهرية
لتضليل الناس بفكر التعددية
بقلم د محمد عمر
أيها السادة احذروا من دعاوي أمثال هؤلاء الأئمة المضلون الذين يتزينون بعمامة الأزهر الشريف وعلماءه المخلصين ويتكلمون بكلام الماسونيين الغربيين لا هم لهم إلا بيع دينهم لإرضاء الليبراليين المتحررين .
فلطالما يدعو هذا الرجل وأمثاله إلي دين الأنسنة الذي ينادي به في كل وقت وحين .
يزعم فيه أن هناك أديان سماوية مهما تعارضت عقائدها لكنه يكذب علي الناس ويقول أنها نزلت من عند رب العالمين فجعل لخليل الرحمن دين سماه دين الصابئة وجعل لموسي كليم الله دين اليهودية وجعل للمسيح دين النصرانية ثم جعل لأتباع النبي الخاتم دين الإسلام وسماهم المسلمين.
وهذا خلط للحق بالباطل و كذب علي رب العالمين فإن الله عز وجل ما قال إن إبراهيم كان علي دين الصابئة
إنما قال (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)
وما قال حواري المسيح أنهم نصاري إنما قال عنهم أنهم مسلمين ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111))
وما قال عن موسي أنه كان يهودي إنما ذكر إقرار فرعون عن دين موسي أنه كان من المسلمين (قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)
فهذا بيان الله تعالي أن هؤلاء الرسل جميعا كانوا علي الإسلام إذ ليس هناك أديان سماوية نزلت علي البشر إلا دين الإسلام الذي كان عليه جميع الرسل من أول آدم وحتي خاتمهم سيدنامحمد رسول الله فمن أين جاء هذا الرجل المدلس بفكرة الأديان السماوية وراح يستدل عليها بآلايات القرانية.
فنحن نقر بنزول شرائع علي هؤلاء الرسل التي تبين لهم أصول التشريع والعبادات والمعاملات هذه الشرائع التي قد تختلف في بعض المسائل والنقاط عن بعضها لكن أصل الدين واحد
قال تعالي (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ ) وقال تعالي ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)
فهل كان ربنا تبارك وتعالي حاشاه يجهل أن له أديان أم هو الكذب المتعمد من أمثال هؤلاء المدلسين فتعالو بنا نتعرف علي آيتين من كتاب الله يدندن بهما أمثال هؤلاء العمائم حتي يروجوا لكذبهم علي الناس.
أما الأولي فهي من سورة البقرة وهي قول الله تعالي
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)
ولا يخفي علي كل ذي عقل رشيد أن هذه الآية لم تتحدث عن أديان إنما تصف جماعات عرفت بهذه الأسماء فأما عن اليهود فاؤلئك الذين قالوا إنا هدنا إليك أي تبنا ورجعنا وأنبنا إليك وهؤلاء هم من قالوا لموسي عليه السلام لن نؤمن لك حتي نري الله جهرة فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون فلما خر موسي يبتهل إلي الله من أجلهم فيقول ( وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)
فهل قول موسي ومن معه من التائبين إنا هدنا أي أصبحنا يهود أو ديننا صار اليهودية ؟ وهل كان أتباع موسي يقال لهم اليهود أم كان يقال لهم بني إسرائيل لكن الرجل يريد أن يجعل هدنا أي أصبحنا أتباع الدين اليهودي مع أن موسي يقول هدنا أي تبنا ورجعنا عن الذنب لذلك لما خاطبهم رب العزة تبارك وتعالي فقال (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (6)
هل يعني ربنا يا أصحاب الدين اليهودي أم أنه يخاطبهم لما قالوا إنا تبنا ومع هذا فإن ربنا لم يثبت أنهم علي الإيمان وأنهم أولياء لله من دون الناس لكنه أثبت كذبهم
قال تعالي (ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين) (البقرة:95).
بل إن الله عز وجل خاطب نبيه وهو يواسيه( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ)
ومع هذا فإن الشيخ الأزهري ما زال مصرا علي جعل اليهودية دين مع أنها تصف قوما يقولون تبنا أو هدنا ولا تصف دينهم وإلا لما قال ربنا تبارك وتعالي لأهل الإيمان ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)
فلو كان هذا دين الله فلم يحذرنا منه ومن أتباعه ؟
وأما عن النصرانية التي يتكلم عنها الشيخ صاحب العمامة إنما جاءت من قول المسيح للحواريين من أنصارى إلي الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله ولما ذكر رب العزة تبارك وتعالي من حالهم قال (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)
أو قيل أن كلمة نصاري جاءت فيمن كانو يسكنون في مدينة الناصرة وهي التي ولد فيها المسيح فقالوا عن أهلها أنهم نصاري نسبة إلي مدينة الناصرة وفي جميع الحالات فكلمة نصاري هم من قالوها ولم يكن قول رب العزة تبارك وتعالي
وليس اسما لدين القوم الذين حولو اسمهم بعيدا عن هذا الاسم ليتخفوا من الوصف القرآني لهم فسموا أنفسهم باسم نبيهم أو معبودهم علي حد قولهم فقالو انهم مسيحيين ولو جاز ذاك لصار اليهود موسويين وصرنا نحن محمديين وصار الصابئة إبراهيميين
لكنه التلاعب بالألفاظ والمصطلحات.
وقد ضلل الكتابيون بعضهم بعضا فقالت اليهود ليست النصاري علي شئ وقالت النصاري ليست اليهود علي شئ وهم يتلون الكتاب) فلو كانت هذه أديان الله فلم ينكر بعضهم علي بعض وخصوصا أن أنبياءهم كانوا جميعا من بني إسرائيل
وأما عن الصابئة فهذا مصطلح اطلقه عباد النجوم والكواكب الذين كانوا في زمان خليل الرحمن إبراهيم والذين ناظرهم وهزمهم بالحجة والبرهان وقد ظهر هذا جليا في هذه الآيات من سورة الأنعام قي قوله تعالي ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (74) وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76)
فكان كل من يكفر بعبادة الكواكب يقال لهم الصابئة وانتشر هذا الاسم في حياة إبراهيم وكانو يعنون به من يكفر بعبادة الكواكب
فهل كانت الصابئة ديانة أم أنه وصف لجماعة من الناس
وهل كان دين إبراهيم الخليل هو الصابئة كلا والله لكن الأزهري جعل اليهودية والنصرانية والصابئة ديانات سماوية وراح يحتج بها علي تعدد الأديان ثم يذكر الآية المذكورة أعلي المقال كحجة يريد بها تضليل الناس وقد عمي وصم عن منتصف الآية التي تقول إن الذين آمنوا والذين هادا والنصاري والصابئين ) وتجاهل قول الله تعالي من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فهل اليهود والنصاري وبقايا الصابئة يؤمنون بالله واليوم الآخر وكيف يؤمنون بالله وقد اذدروه وسبوه لكن الشيخ قد عمي عن هذا الوصف واكتفي بقوله فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
وإنه العجب العجاب
وأما الآية الثانية فهي من سورة الحج يقول ربنا تبارك وتعالي ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)
وفي هذه الآية أضاف الله عز وجل لهم المجوس وهم من يعبدون النار والبقر والشجر فهل المجوسية دين لله تعالي كما اضاف اليهم الذين اشركوا من عباد الاصنام مشركي العرب والذين كانوا يومنون برب السماء خالق الكون لكنهم كانو يتخذون من الاوثان وسطاء بينهم وبين الله
قال تعالي
. وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) الزمر
لكن الله عز وجل عقب عليهم جميعا في هذه الآية بقوله تعالي إن الله يفصل بينهم يوم القيامة فهل هذا الفصل يعني أن كل تلك الفرق الموصوفه تعد من ديانات السماء المقبولة عند الله تعالي أم أن الله يحكم فيهم بالبطلان إلا أهل الإيمان منهم .
نعم أيها السادة فهذه هي الحقيقة التي يخفيها الشيخ المدلس ويريد أن يظهر للناس التعدددية وسماحة الأديان وهذا يعد زندقة ودعوة صريحة إلي قبول الكفر علي أنه أديان السماء
أفيقوا أيها الناس قبل أن تدرككم الساعة وأنتم تحت هذا التضليل من قبل من لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة هداني الله وإياكم إلي الحق
انتهي. ❝
❞ اقتباس من كتاب
وصف الذات الإلهية وفق رؤية الكتاب المقدس وبعض الفرق الضالة من المسلمين
بقلم د محمد عمر
محي الدين ابن عربي وحسين بن منصورالحلاج
هما واضعي اصول وحدة الوجود والحلول والاتحاد
بين فرق المسلمين الضالة عن عقيدة التوحيد
اعلموا ان الحلاج وابن عربي من أشد الناس إضلالا فقد نقلوا بين المسلمين عقيدة التعطيل للذات الالهية وفق ما بدله احبار النصاري الكتابيين في كتابهم المقدس .
حيث أضافا لأتباعهم هاتين العقيدتين الفاسدتين ليبررا للناس قداسة أولياءهم المقبورين وليبرروا للناس دعاء هؤلاء الأولياء في قبورهم والاستغاثة بهم والاستعانة بهم والنذر لهم والذبح عند قبورهم وتقديم القرابين وقد استغلوا عقيدة التعطيل للتبرير لهذه العقائد الفاسدة
أما عن العقيدة الأولي فهي عقيدة الحلول والاتحاد
التي وضعها حسين بن منصور الحلاج والتي شابهوا فيها عقيدة النصاري في حلول رب العزة تبارك وتعالى في جسد المسيح
تلك العقيدة التي عطلوا بها صفات الذات الإلهية التي تثبت أن لله ذات لا تشبه الخلق لا تدركها الأبصار ليس كمثله شئ وهو علي عرشه مستوي فوق السموات العلي لكن الحلاج أوحي إلي أتباعه أن الله عز وجل مثل الروح التي تسير وتحل في جسد أولياءهم الصالحين
تلك العقيدة التي بمقتضاها صار الولي يرتقي في الطاعات حتي تحل فيه روح الله عز وجل كما زعم النصاري أن روح الله حل في جسد المسيح فصار المسيح جسد بشري يحوي روح الله تبارك وتعالى وهكذا صار الأولياء عند الحلاج إنما هم أجساد بشرية حلت فيها روح الله تبارك وتعالى فأخذوا من صفات الخالق فلا عجب أن تري الولي يطير في الهواء ليس كونه بشر إنما كونه إله ولا عجب أن تري الولي يعلم الغيب ويأمر الحيتان في البحار فتستجيب لأمره ولا حرج في أن يطلب الناس من وليهم الجنة وأن يصرف عنهم النار ليس كونه بشر إنما صار إله يعبد بعد أن حلت فيه روح الله تبارك وتعالى وكما ظهرت عقيدة الأقطاب السبعة والأوتاد الأربعة الذين يتحكمون في الأرض ويملكون حياة البشر ويرزقون ويمنعون وينفعون ويضرون هذه هي العقيدة التي أدخلها الحلاج إلي عقائد الناس تحت ذريعة الولاية والصلاح الذي صير الأولياء أصحاب معجزات لا تحدث حتي مع الأنبياء والمرسلين وصار الأولياء عندهم أعظم منزلة من الأنبياء والرسل لأنهم حلت فيهم روح الله التي لم تحل في جسد الأنبياء
وهكذا جاء الحلاج بما لم يأت به قوم نوح الذين جعلوا ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا الذين كانوا وسطاء بينهم وبين الله لا لشئ إلا للإعتقاد في طهارتهم وإيمانهم لكنهم أشركوهم مع الله فاستحقوا عذاب الاستئصال بالطوفان الذي أهلكهم عن آخرهم ونجي الله عز وجل أهل الإيمان منهم ولعذاب الآخرة أشد وأبقي.
فما بالكم في من اعتقد بالحلول والاتحاد وجعل الأولياء بمثابة أجساد بشرية حلت فيها روح الإله فهل ترون فارق بينهم وبين من زعم أن عيسي بن مريم جسد بشري حلت فيه روح الإله بل حلت روخ الاله في عدد كبير من الناس وفق ما جاء في الكتاب المقدس عند النصاري ومن اراد ان يتعرف عليها فليقرا قسة شمشون في سفر القضاة وكيف تحول الي اسطورة تاتي بالخوارق وذلك بسبب حلول روخ الرب عليه وهذا من هرطقات احبار الكتابيين
ثم جاء محي الدين ابن عربي بالأصل الثاني للانحراف عند القبوريبن وهو وحدة الوجود
حيث جعل الحلاج الإله روح هلامية حلت في جسد الأولياء وحدهم أم ابن عربي فقد قال بالتعطيل لجميع صفات الله حتي جعل الإله مثل الروح التي حلت في الكون كله فلم يعد هناك خالق ولا مخلوق فالكون كله واحد وكأنه أصل الكون كله هو صورة الإله فلما تري فرعون وموسي ولما تري هامان وهارون ولما تري يوشع وقارون فلا فارق بينهم فكلهم صورة من صور الإله بل لما رأي بني إسرائيل العجل فعبدوه فهم لم يخطئوا حسب رؤية ابن عربي فإن العجل عندهم هو صورة من صور الإله حتي الجنة والنار ليست دار نعيم وعذاب إنما هما سواء لأنهما حلت فيهم الذات الإلهية
ولذلك تجد أصحاب عقيدة وحدة الوجود تجدهم يفتخرون بدين الحب الذي جعل عندهم المغضوب عليهم والضالين لا فارق بينهم وبين الموحدين فمن قال لا إله إلا الله لا فارق بينهم وبين من قال الله والد أو مولود أو الله فقير أو جاهل أو عاجز بل لا فارق بين الكتابيين والمجوس الذين عبدوا الحجر والشجر والنار والشمس والقمر لإنه وفق عقيدة وحدة الوجود لابن عربي فالكل سواء لأنهم صور من صور الإله وهكذا أضاع ابن عربي عقيدة التوحيد والثواب والعقاب والجنة والنار فجعل الكل الله الذي حل في مخلوقاته ثم تجد أتباعه يتفاخرون بدين الحب فأي حب هذا الذي يعنون إنما هو حب الكفر علي أنه الإيمان وحب الشرك علي أنه التوحيد وحب النار علي أنها والجنة سواء فالكل حلت فيه روح الإله
فهل تجدون ضلال أشد من هذا الضلال
ألا فتوبوا إلي الله من هذا الفكر الذي ما تجد له أصل إلا في تحريف الشيطان أعاذنا الله وإياكم من الشيطان الرجيم انتهي........................ ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ اقتباس من كتاب
وصف الذات الإلهية وفق رؤية الكتاب المقدس وبعض الفرق الضالة من المسلمين
بقلم د محمد عمر
محي الدين ابن عربي وحسين بن منصورالحلاج
هما واضعي اصول وحدة الوجود والحلول والاتحاد
بين فرق المسلمين الضالة عن عقيدة التوحيد
اعلموا ان الحلاج وابن عربي من أشد الناس إضلالا فقد نقلوا بين المسلمين عقيدة التعطيل للذات الالهية وفق ما بدله احبار النصاري الكتابيين في كتابهم المقدس .
حيث أضافا لأتباعهم هاتين العقيدتين الفاسدتين ليبررا للناس قداسة أولياءهم المقبورين وليبرروا للناس دعاء هؤلاء الأولياء في قبورهم والاستغاثة بهم والاستعانة بهم والنذر لهم والذبح عند قبورهم وتقديم القرابين وقد استغلوا عقيدة التعطيل للتبرير لهذه العقائد الفاسدة
أما عن العقيدة الأولي فهي عقيدة الحلول والاتحاد
التي وضعها حسين بن منصور الحلاج والتي شابهوا فيها عقيدة النصاري في حلول رب العزة تبارك وتعالى في جسد المسيح
تلك العقيدة التي عطلوا بها صفات الذات الإلهية التي تثبت أن لله ذات لا تشبه الخلق لا تدركها الأبصار ليس كمثله شئ وهو علي عرشه مستوي فوق السموات العلي لكن الحلاج أوحي إلي أتباعه أن الله عز وجل مثل الروح التي تسير وتحل في جسد أولياءهم الصالحين
تلك العقيدة التي بمقتضاها صار الولي يرتقي في الطاعات حتي تحل فيه روح الله عز وجل كما زعم النصاري أن روح الله حل في جسد المسيح فصار المسيح جسد بشري يحوي روح الله تبارك وتعالى وهكذا صار الأولياء عند الحلاج إنما هم أجساد بشرية حلت فيها روح الله تبارك وتعالى فأخذوا من صفات الخالق فلا عجب أن تري الولي يطير في الهواء ليس كونه بشر إنما كونه إله ولا عجب أن تري الولي يعلم الغيب ويأمر الحيتان في البحار فتستجيب لأمره ولا حرج في أن يطلب الناس من وليهم الجنة وأن يصرف عنهم النار ليس كونه بشر إنما صار إله يعبد بعد أن حلت فيه روح الله تبارك وتعالى وكما ظهرت عقيدة الأقطاب السبعة والأوتاد الأربعة الذين يتحكمون في الأرض ويملكون حياة البشر ويرزقون ويمنعون وينفعون ويضرون هذه هي العقيدة التي أدخلها الحلاج إلي عقائد الناس تحت ذريعة الولاية والصلاح الذي صير الأولياء أصحاب معجزات لا تحدث حتي مع الأنبياء والمرسلين وصار الأولياء عندهم أعظم منزلة من الأنبياء والرسل لأنهم حلت فيهم روح الله التي لم تحل في جسد الأنبياء
وهكذا جاء الحلاج بما لم يأت به قوم نوح الذين جعلوا ود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا الذين كانوا وسطاء بينهم وبين الله لا لشئ إلا للإعتقاد في طهارتهم وإيمانهم لكنهم أشركوهم مع الله فاستحقوا عذاب الاستئصال بالطوفان الذي أهلكهم عن آخرهم ونجي الله عز وجل أهل الإيمان منهم ولعذاب الآخرة أشد وأبقي.
فما بالكم في من اعتقد بالحلول والاتحاد وجعل الأولياء بمثابة أجساد بشرية حلت فيها روح الإله فهل ترون فارق بينهم وبين من زعم أن عيسي بن مريم جسد بشري حلت فيه روح الإله بل حلت روخ الاله في عدد كبير من الناس وفق ما جاء في الكتاب المقدس عند النصاري ومن اراد ان يتعرف عليها فليقرا قسة شمشون في سفر القضاة وكيف تحول الي اسطورة تاتي بالخوارق وذلك بسبب حلول روخ الرب عليه وهذا من هرطقات احبار الكتابيين
ثم جاء محي الدين ابن عربي بالأصل الثاني للانحراف عند القبوريبن وهو وحدة الوجود
حيث جعل الحلاج الإله روح هلامية حلت في جسد الأولياء وحدهم أم ابن عربي فقد قال بالتعطيل لجميع صفات الله حتي جعل الإله مثل الروح التي حلت في الكون كله فلم يعد هناك خالق ولا مخلوق فالكون كله واحد وكأنه أصل الكون كله هو صورة الإله فلما تري فرعون وموسي ولما تري هامان وهارون ولما تري يوشع وقارون فلا فارق بينهم فكلهم صورة من صور الإله بل لما رأي بني إسرائيل العجل فعبدوه فهم لم يخطئوا حسب رؤية ابن عربي فإن العجل عندهم هو صورة من صور الإله حتي الجنة والنار ليست دار نعيم وعذاب إنما هما سواء لأنهما حلت فيهم الذات الإلهية
ولذلك تجد أصحاب عقيدة وحدة الوجود تجدهم يفتخرون بدين الحب الذي جعل عندهم المغضوب عليهم والضالين لا فارق بينهم وبين الموحدين فمن قال لا إله إلا الله لا فارق بينهم وبين من قال الله والد أو مولود أو الله فقير أو جاهل أو عاجز بل لا فارق بين الكتابيين والمجوس الذين عبدوا الحجر والشجر والنار والشمس والقمر لإنه وفق عقيدة وحدة الوجود لابن عربي فالكل سواء لأنهم صور من صور الإله وهكذا أضاع ابن عربي عقيدة التوحيد والثواب والعقاب والجنة والنار فجعل الكل الله الذي حل في مخلوقاته ثم تجد أتباعه يتفاخرون بدين الحب فأي حب هذا الذي يعنون إنما هو حب الكفر علي أنه الإيمان وحب الشرك علي أنه التوحيد وحب النار علي أنها والجنة سواء فالكل حلت فيه روح الإله
فهل تجدون ضلال أشد من هذا الضلال
ألا فتوبوا إلي الله من هذا الفكر الذي ما تجد له أصل إلا في تحريف الشيطان أعاذنا الله وإياكم من الشيطان الرجيم انتهي. ❝
❞ فللمعترض هنا أن يقول : لأى سبب أضرب مرقس ويوحنا عن ذكر ميلاد عيسى من دون أب ، وهو أمر خارق للعادة ؟
فإن قيل : إن ذلك كان لعلمهما أن غيرهما ذكره أو سيذكره .
قلت : فلِمَ تواطأ إذن على ذكر الأمور الخسيسة ، والحوادث الأجنبية ، والكلام اللغو ؟ ولِمَ أسهبا الكلام على ذكر آلام عيسى ، وشكوى اليهود عليه ، وعلى قصة إرسال التلميذين لحل الجحش ، وغير ذلك كثير لا يحصى ؟
ويا ليت شعرى ، أى فائدة تحصل من العلم بكون (زكـّـا) طلع على الجميزة لأنه كان قصيرة القامة ؟ .. وبكون بطرس اخترط سيفه وضرب به عبد رئيس الكهنة وكان اسمه (ملخس) فقط أذنه ؟ .. وبكون اليهود سخروا رجلاً كان آتيًا من الحقل اسمه (سمعان) وهو أبو الإسكندر ، ليحمل صليب عيسى خلفه ؟
فإن قيل : إن ذلك لعدم علمهما بذكره .
قلت : فلأى شىء أهملاه وهما مطلعان عليه ؟ .. فهل كانا يعلمان أن هذه الأناجيل الأربع تجمع فى مجلد واحد حتى يعرف الناس منها كلها المهم من أحوال عيسى ؟ .. ولِمَ جهلا إذن الأوقات التى ذكرا فيها تلك الوقائع والقصص ، وناقض أحدهما صاحبه فى ذلك أشد المناقضة ؟
فلم يبق الآن إلا أن يقال كما أسلفنا آنفــًا : إن هؤلاء المؤلفين لم يكونوا مشاهدين بمرأى العين ما شهدوا به ، وإنما هى رويات مختلفة عن عيسى ، طارت فى البلاد ، فنقلها كل منهم بحسب ما بلغته من أفواه الرواة فى بلاده .
وقد سميت هذا المؤلف : ( مماحكات التأويل فى مناقضات الإنجيل ) ، ثم شفعته أيضًا بمسائل فى عقائد النصارى سميتها: المسائل المفخمة فى العقائد المبهمة. ❝ ⏤احمد فارس الشدياق
❞ فللمعترض هنا أن يقول : لأى سبب أضرب مرقس ويوحنا عن ذكر ميلاد عيسى من دون أب ، وهو أمر خارق للعادة ؟
فإن قيل : إن ذلك كان لعلمهما أن غيرهما ذكره أو سيذكره .
قلت : فلِمَ تواطأ إذن على ذكر الأمور الخسيسة ، والحوادث الأجنبية ، والكلام اللغو ؟ ولِمَ أسهبا الكلام على ذكر آلام عيسى ، وشكوى اليهود عليه ، وعلى قصة إرسال التلميذين لحل الجحش ، وغير ذلك كثير لا يحصى ؟
ويا ليت شعرى ، أى فائدة تحصل من العلم بكون (زكـّـا) طلع على الجميزة لأنه كان قصيرة القامة ؟ . وبكون بطرس اخترط سيفه وضرب به عبد رئيس الكهنة وكان اسمه (ملخس) فقط أذنه ؟ . وبكون اليهود سخروا رجلاً كان آتيًا من الحقل اسمه (سمعان) وهو أبو الإسكندر ، ليحمل صليب عيسى خلفه ؟
فإن قيل : إن ذلك لعدم علمهما بذكره .
قلت : فلأى شىء أهملاه وهما مطلعان عليه ؟ . فهل كانا يعلمان أن هذه الأناجيل الأربع تجمع فى مجلد واحد حتى يعرف الناس منها كلها المهم من أحوال عيسى ؟ . ولِمَ جهلا إذن الأوقات التى ذكرا فيها تلك الوقائع والقصص ، وناقض أحدهما صاحبه فى ذلك أشد المناقضة ؟
فلم يبق الآن إلا أن يقال كما أسلفنا آنفــًا : إن هؤلاء المؤلفين لم يكونوا مشاهدين بمرأى العين ما شهدوا به ، وإنما هى رويات مختلفة عن عيسى ، طارت فى البلاد ، فنقلها كل منهم بحسب ما بلغته من أفواه الرواة فى بلاده .
وقد سميت هذا المؤلف : ( مماحكات التأويل فى مناقضات الإنجيل ) ، ثم شفعته أيضًا بمسائل فى عقائد النصارى سميتها: المسائل المفخمة فى العقائد المبهمة. ❝