❞ الحيــاة بـدون كبــت ...
أنا كما يراني الناس من الخارج فتاة عادية في التاسعة عشر ..
مرحة منطلقة .. الكثيرون يحسدونني على انطلاقي .. فأنا أبداً دائماً ضاحكة عابثة .. و لكن قلبي من الداخل يدمي .. و لا أحد يعلم ما أعانيه ..
أحببت منذ ثلاث سنوات .. و كان حباً أكبر من عمري .. و كان هو في الثلاثين .. أكبر مني بأربعة عشر عاماً .. و علمني كل شيء .. كنت كتاباً مقفولاً و موضوعاً على الرف و جاء هو و فتحه و قرأ كل سطر فيه .. و كل كلمة فيه .. و كنت سعيدة
السنة الماضية في مثل هذا الوقت كنت أسعد مخلوقة في الوجود .. فأنا جميلة ، خفيفة الظل ، محبوبة من الجميع ، و من عائلة غنية .. أستطيع الحصول على جميع طلباتي .. و أهم من هذا كله .. كان هو بجانبي .. حبيبي .
كنا شبه مخطوبين أمام الناس و شبه متزوجين أمام أنفسنا و أمام الله .. عرفت معه كل متع الحب .. و كل مسراته .. و قد حرصنا معاً على ألا يتجاوز عبثنا الحدود .. فظللت عذراء .. و لكنه في آخر لحظة تركني و هجرني إلى غير رجعة ..
قال إنه لا يستطيع أن يعصي أمر والدته .. و قد اختارت له والدته ابنة أختها اليتيمة .. و خطَبَتها له .. و هو لا يستطيع أن يرفض لها طلباً فهو وحيدها .
و تعذبْت .. و مَرِضْت .. ثلاثة شهور ..
ثم بدأت أضمد جراحي و أقاوم عذابي .. و أرسم الضحكة على شفتي .. و أغتصب الإبتسامة .. و بدأت أعود إلى الحياة .
و عرفت أحد زملائي في الكلية .. و صاحبته ..
و لم يكن حباً هذه المرة .. فأنا أعلم أني لا أحبه .. و أنه لا يحبني .
و لكني كنت أبحث عن سلوى .
و نحن نذهب إلى السينما حيث نقضي الساعات .. لا نرى الفيلم .. و لا نرى ما حولنا .. و إنما نظل نتبادل القبلات و العناق حتى يضيء النور ..
و في حمى الشباب تأخذنا نشوة المراهقة التي نمر بها نحن الإثنان فيشعر كلانا بأننا نقضي ساعات لذيذة .
و لكن بعد ذلك .. و بعد أن تمضي هذه الساعات .. يبدأ عذاب الضمير .. و أراني أصرخ في نفسي .. إني ساقطة .. مجرمة بدون أخلاق .. مذنبة مصيرها جهنم .
و لكني أعود فأسأل نفسي .. و ما ذنبنا إذا كانت هذه غرائزنا التي ركبت فينا .. و رغباتنا التي خلقت معنا .
إني لو لم أفعل هذه الأشياء .. فسوف أظل مشغولة الذهن طول الوقت أفكر و أتمنى أن أعملها .. و هذا ألعن ..
ما ذنبنا إذا كانت هذه طبيعتنا ..
و أبكي .. و أصلي .. و أصوم .. ثم أعود إلى فعل هذه الأشياء .. و أنا أسأل نفسي في حيرة .. ما الفرق بين ما يفعله المتزوجون و غير المتزوجين .. إنها ورقة .. مجرد ورقة ..
و لماذا يَعتبِر الناس تلامس اليدين في المصافحة عملاً عادياً لا غُبارعليه .. و تلامس الشفاه في القبلة عملاً فاضحاً شائناً .. أليست كلها أجزاء جسم واحد ..
و ما معنى الفضيلة هنا ؟! ..
و كيف يكون تحريم أشياء هي في صميم طبيعتنا فضيلة .. ؟!
لماذا لا نعيش على الطبيعة بدون تعقيد .. و بدون كبت .. و بدون تحريم ؟! .
***************
رد الدكتور على القارئة صاحبة الرسالة :
قصدك لماذا لا نعيش كالحيوانات فننطلق مع غرائزنا بلا ضابط .. و بلا نظام .. و بلا هدف سوى هاتف اللحظة .. و لذة الساعة ..
مستحيل طبعاً فهذا معناه أن نتخلى عن إنسانيتنا تماماً .. و نعود إلى عصر الغابة .
فالآدمية لا تبدأ إلا من هذه اللحظة .. من اللحظة التي يحكم فيها الإنسان رغبته ، و يكبح غضبه ، و يلجم شهواته ، و يتصرف بمقتضى أهداف سامية .. كالرحمة ، و الإخاء ، و الشجاعة ، و التضحية ، و البذل في سبيل الآخرين ، و العمل على إقامة نظام ، و الإنقطاع للعلم و التحصيل ، و المعرفة و خدمة الناس ..
أما إذا انقلب الوضع و أصبحت لذَّات الجسد العابرة ، و نزوات الغريزة مفضلة على هذه الأغراض السامية فإن الإنسان يفقد إنسانيته و ينقلب حيواناً .. و النظام الإجتماعي ينهار كله من أساسه ..
و الزواج ليس مجرد ورقة كما تقولين .. الزواج تنظيم اجتماعي للغرائز حتى يكون لكل إبن يولد أب مسئول عنه .. و حتى لا تتحول العلاقات الجنسية إلى فوضى بلا رابط .. و تختلط الأحساب و الأنساب .. و لا يعرف الإبن أباه ..
و الواقع أن الإنسان حينما يضبط رغبته و يكبح شهوته .. فإنه لا يمكن أن يُقال إنه يكبت طبيعته .. فإنه في الحقيقة يخرِس صوت الغريزة .. و لكنه في نفس الوقت يُطلِق صوت العقل .. و هو يشد اللجام على الحيوان الهائج في نفسه ، و لكنه يطلق العنان للوجدان و العاطفة و الفكر .
و لا يمكن أن يُقال في أمر طبيعتنا إنها مجرد رغبات حيوانية .
فإن العقل أيضاً من طبيعتنا .. ، و العاطفة و الوجدان و الروح هي صميمنا ..
و هي أكثر أصالة في طبيعتنا من نزوة الجنس و صرخة الحيوان الجائع .
أما حكاية تلامس الشفتين في القبلة و تلامس اليدين في المصافحة .. فهي مغالطة واضحة .. و لن أحاول أن أناقشها .. فأنت تعرفين جيداً الفرق بين ما تفعله القبلة و بين ما تفعله المصافحة .. و مفيش داعي نكذب على بعض .
أما حكايتك مع صاحبك .. فهي حكاية يجب أن تنتهي .. فأنتِ باعترافك لا تحبينه و هو لا يحبك .. فالعلاقة إذن علاقة حيوانية لإشباع نزوات عارضة .. و هي علاقة تخلو من عنصر الصدق .. علاقة يُهين كل منكما فيها جسمه .. و يُهين نفسه .. و هي لهذا يجب أن تتوقف .. لا بسبب الدين وحده .. و لا خوفاً من جهنم .. و لكن بدافع من الإنسانية و من احترام كل منكما لجسمه و نفسه أيضاً .
من كتاب / إعترافات عشاق
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ الحيــاة بـدون كبــت ..
أنا كما يراني الناس من الخارج فتاة عادية في التاسعة عشر .
مرحة منطلقة . الكثيرون يحسدونني على انطلاقي . فأنا أبداً دائماً ضاحكة عابثة . و لكن قلبي من الداخل يدمي . و لا أحد يعلم ما أعانيه .
أحببت منذ ثلاث سنوات . و كان حباً أكبر من عمري . و كان هو في الثلاثين . أكبر مني بأربعة عشر عاماً . و علمني كل شيء . كنت كتاباً مقفولاً و موضوعاً على الرف و جاء هو و فتحه و قرأ كل سطر فيه . و كل كلمة فيه . و كنت سعيدة
السنة الماضية في مثل هذا الوقت كنت أسعد مخلوقة في الوجود . فأنا جميلة ، خفيفة الظل ، محبوبة من الجميع ، و من عائلة غنية . أستطيع الحصول على جميع طلباتي . و أهم من هذا كله . كان هو بجانبي . حبيبي .
كنا شبه مخطوبين أمام الناس و شبه متزوجين أمام أنفسنا و أمام الله . عرفت معه كل متع الحب . و كل مسراته . و قد حرصنا معاً على ألا يتجاوز عبثنا الحدود . فظللت عذراء . و لكنه في آخر لحظة تركني و هجرني إلى غير رجعة .
قال إنه لا يستطيع أن يعصي أمر والدته . و قد اختارت له والدته ابنة أختها اليتيمة . و خطَبَتها له . و هو لا يستطيع أن يرفض لها طلباً فهو وحيدها .
و تعذبْت . و مَرِضْت . ثلاثة شهور .
ثم بدأت أضمد جراحي و أقاوم عذابي . و أرسم الضحكة على شفتي . و أغتصب الإبتسامة . و بدأت أعود إلى الحياة .
و عرفت أحد زملائي في الكلية . و صاحبته .
و لم يكن حباً هذه المرة . فأنا أعلم أني لا أحبه . و أنه لا يحبني .
و لكني كنت أبحث عن سلوى .
و نحن نذهب إلى السينما حيث نقضي الساعات . لا نرى الفيلم . و لا نرى ما حولنا . و إنما نظل نتبادل القبلات و العناق حتى يضيء النور .
و في حمى الشباب تأخذنا نشوة المراهقة التي نمر بها نحن الإثنان فيشعر كلانا بأننا نقضي ساعات لذيذة .
و لكن بعد ذلك . و بعد أن تمضي هذه الساعات . يبدأ عذاب الضمير . و أراني أصرخ في نفسي . إني ساقطة . مجرمة بدون أخلاق . مذنبة مصيرها جهنم .
و لكني أعود فأسأل نفسي . و ما ذنبنا إذا كانت هذه غرائزنا التي ركبت فينا . و رغباتنا التي خلقت معنا .
إني لو لم أفعل هذه الأشياء . فسوف أظل مشغولة الذهن طول الوقت أفكر و أتمنى أن أعملها . و هذا ألعن .
ما ذنبنا إذا كانت هذه طبيعتنا .
و أبكي . و أصلي . و أصوم . ثم أعود إلى فعل هذه الأشياء . و أنا أسأل نفسي في حيرة . ما الفرق بين ما يفعله المتزوجون و غير المتزوجين . إنها ورقة . مجرد ورقة .
و لماذا يَعتبِر الناس تلامس اليدين في المصافحة عملاً عادياً لا غُبارعليه . و تلامس الشفاه في القبلة عملاً فاضحاً شائناً . أليست كلها أجزاء جسم واحد .
و ما معنى الفضيلة هنا ؟! .
و كيف يكون تحريم أشياء هي في صميم طبيعتنا فضيلة . ؟!
لماذا لا نعيش على الطبيعة بدون تعقيد . و بدون كبت . و بدون تحريم ؟! .
***************
رد الدكتور على القارئة صاحبة الرسالة :
قصدك لماذا لا نعيش كالحيوانات فننطلق مع غرائزنا بلا ضابط . و بلا نظام . و بلا هدف سوى هاتف اللحظة . و لذة الساعة .
مستحيل طبعاً فهذا معناه أن نتخلى عن إنسانيتنا تماماً . و نعود إلى عصر الغابة .
فالآدمية لا تبدأ إلا من هذه اللحظة . من اللحظة التي يحكم فيها الإنسان رغبته ، و يكبح غضبه ، و يلجم شهواته ، و يتصرف بمقتضى أهداف سامية . كالرحمة ، و الإخاء ، و الشجاعة ، و التضحية ، و البذل في سبيل الآخرين ، و العمل على إقامة نظام ، و الإنقطاع للعلم و التحصيل ، و المعرفة و خدمة الناس .
أما إذا انقلب الوضع و أصبحت لذَّات الجسد العابرة ، و نزوات الغريزة مفضلة على هذه الأغراض السامية فإن الإنسان يفقد إنسانيته و ينقلب حيواناً . و النظام الإجتماعي ينهار كله من أساسه .
و الزواج ليس مجرد ورقة كما تقولين . الزواج تنظيم اجتماعي للغرائز حتى يكون لكل إبن يولد أب مسئول عنه . و حتى لا تتحول العلاقات الجنسية إلى فوضى بلا رابط . و تختلط الأحساب و الأنساب . و لا يعرف الإبن أباه .
و الواقع أن الإنسان حينما يضبط رغبته و يكبح شهوته . فإنه لا يمكن أن يُقال إنه يكبت طبيعته . فإنه في الحقيقة يخرِس صوت الغريزة . و لكنه في نفس الوقت يُطلِق صوت العقل . و هو يشد اللجام على الحيوان الهائج في نفسه ، و لكنه يطلق العنان للوجدان و العاطفة و الفكر .
و لا يمكن أن يُقال في أمر طبيعتنا إنها مجرد رغبات حيوانية .
فإن العقل أيضاً من طبيعتنا . ، و العاطفة و الوجدان و الروح هي صميمنا .
و هي أكثر أصالة في طبيعتنا من نزوة الجنس و صرخة الحيوان الجائع .
أما حكاية تلامس الشفتين في القبلة و تلامس اليدين في المصافحة . فهي مغالطة واضحة . و لن أحاول أن أناقشها . فأنت تعرفين جيداً الفرق بين ما تفعله القبلة و بين ما تفعله المصافحة . و مفيش داعي نكذب على بعض .
أما حكايتك مع صاحبك . فهي حكاية يجب أن تنتهي . فأنتِ باعترافك لا تحبينه و هو لا يحبك . فالعلاقة إذن علاقة حيوانية لإشباع نزوات عارضة . و هي علاقة تخلو من عنصر الصدق . علاقة يُهين كل منكما فيها جسمه . و يُهين نفسه . و هي لهذا يجب أن تتوقف . لا بسبب الدين وحده . و لا خوفاً من جهنم . و لكن بدافع من الإنسانية و من احترام كل منكما لجسمه و نفسه أيضاً .
من كتاب / إعترافات عشاق
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ هتتنازل لدرجة إن حقوقك هتتحول لصدقة بيمنوا بيها عليك وكأنها حاجة زيادة مش حقك الطبيعي وهتسكت على الظلم خوفًا تخسر حتى الفتات اللي بيدوهولك وساعتها هتلاقي نفسك أسير لعطاء مشروط وكرامة ضاعت منك من أول لحظة موقفتش تدافع عنها وكل مرة بتقبل فيها الوضع بيكبر ظلمهم عليك أكتر لحد ما تنسى نفسك وتصدق إنك أقل منهم فلو مش هتاخد حقك بيدك محدش هيجيبهولك لأن الناس ما بيدوش اللي تسكت والسكوت أول خطواتك في خسارة نفسك قبل أي حاجة
الكاتب إسلام حمدي ♥️. ❝ ⏤𝑾𝑹 :- 𝑬𝑺𝑳𝑨𝑴 𝑯𝑨𝑴𝑫𝒀
❞ هتتنازل لدرجة إن حقوقك هتتحول لصدقة بيمنوا بيها عليك وكأنها حاجة زيادة مش حقك الطبيعي وهتسكت على الظلم خوفًا تخسر حتى الفتات اللي بيدوهولك وساعتها هتلاقي نفسك أسير لعطاء مشروط وكرامة ضاعت منك من أول لحظة موقفتش تدافع عنها وكل مرة بتقبل فيها الوضع بيكبر ظلمهم عليك أكتر لحد ما تنسى نفسك وتصدق إنك أقل منهم فلو مش هتاخد حقك بيدك محدش هيجيبهولك لأن الناس ما بيدوش اللي تسكت والسكوت أول خطواتك في خسارة نفسك قبل أي حاجة
❞ ظللتُ في ذلك الوضع حوالي أربعة أيام أصرخ وأبكي ولكن دون فائدة.
أشعُر وكأنني سأبقى طوال حياتي هنا، كأن بحبستي تلك أستراح العالم من لعنتي.
أشعُر وكأن العالم ينافسني، بل أشعُر أحيانًا بأنه يهابني ويخاف مني لذلك لا يريدني أن أكون بحريتي، يريد أن يراني طوال الوقت مقيدة ومكبلة بالهموم والمشاكل والمصاعب التي يخلقها لي واحدة تلو الآخرى.
لكني أشعُر الآن بأنني قوية .. قوية جدًا، فكل مرة يحاول بها العالم كسري كنت أعود وأنهض من جديد، بالتأكيد أنا أقوى.
فكيف لشخصٍ يستطيع محاربة شيئًا غير ملموس ويظل صامدًا شامخًا أمامه ويكون ضعيف؟!
فقط الجبناء والضعفاء هُم يطعنون من الخلف دون أن يراهم أحد مثل ذلك العالم اللعين.. ❝ ⏤يوسف طلعت
❞ ظللتُ في ذلك الوضع حوالي أربعة أيام أصرخ وأبكي ولكن دون فائدة.
أشعُر وكأنني سأبقى طوال حياتي هنا، كأن بحبستي تلك أستراح العالم من لعنتي.
أشعُر وكأن العالم ينافسني، بل أشعُر أحيانًا بأنه يهابني ويخاف مني لذلك لا يريدني أن أكون بحريتي، يريد أن يراني طوال الوقت مقيدة ومكبلة بالهموم والمشاكل والمصاعب التي يخلقها لي واحدة تلو الآخرى.
لكني أشعُر الآن بأنني قوية . قوية جدًا، فكل مرة يحاول بها العالم كسري كنت أعود وأنهض من جديد، بالتأكيد أنا أقوى.
فكيف لشخصٍ يستطيع محاربة شيئًا غير ملموس ويظل صامدًا شامخًا أمامه ويكون ضعيف؟!
فقط الجبناء والضعفاء هُم يطعنون من الخلف دون أن يراهم أحد مثل ذلك العالم اللعين. ❝
❞ الإنسان المشوه.
رغم قلة اهتمامي بالحرب الحالية بشكل عام، لكن فيها نقاط كنت مهتم بها منها تعامل الناس معاها ومع الروس بشكل عام، من شوية شفت خبر أن روسية عايشة من الانستجرام لما الموقع حظرها -لأنها روسية- بتشتكي من أن ديه حياتها ومعاشها، فشفت التعليقات ولقيت التعاطف -7 بل وفيه البعض بيقلها تروح تشتغل شغل حقيقي! تخيل لما أهل أوروبا يعترضوا على حرية شخص في اختيار عمله، حاجة عيب جدا يعني :D، وعلى النقيض لو حد اتجوز في أوكرانيا كان بيبقى بطل وبيحارب الظلم بالمحبة.
ناس كتير قارنت بين الوضع بين فلسطين وأوكرانيا من حيث تعاطف الناس، لكن ده متفهم ومكنش مثار استغراب عندي، لكن كان لطيف فكرة أن الناس بيلوموا شعب غزة علشان هم اللي ساكتين على حماس، وأن بسبب حماس شعب غزة بينضرب، بينما بسبب رئيس أوكرانيا فأوكرانيا بتنضرب برضه لكن مكنش فيه مشكلة هنا، رغم أن دوافع روسيا منطقية وأي دولة مكانها من الدول المكلومة على أوكرانيا كانت حتعمل نفس الموضوع، ولو أنهم بيبقى عندهم نفوذ وتأثير بيمنع الأمور توصل لده لكن لو وصل حيكملوا فيه عادي.
---
أنا اتعرضت لاستفادة واحدة من الموضوع ده ككل ألا وهي، احتياري بخصوص أيه الأصح فتعامل الدول الاسلامية والناس مع الاسرائيليين، هل ينسحبوا أمامهم ذي ما بيحصل في الرياضة ولا تكمل وتغلبه، كنت محتار بين الجانبين، لحد ما الغرب ساعدوني في حسم النقطة ديه فشكر واجب 😃
---
آخر نقطة وهي أن الناس عبيد التريند والإعلام بامتياز إلا قليلا.
بداية الحرب كان فيه انتقاد لرئيس أوكرانيا من بعض الناس لحد ما التريند سخن وبعدها سكنوا وناموا وما ناموا.
ولو أرادوا في الإعلام اقناع الناس بصحة موقف روسيا وبخطأ الرئيس الأوكراني وأنه ورط شعبه لفعلوا ولأقتنع كثير من الناس.
تفتكر موضوع مثلا مقاطعة فرنسا اللي كان منتشر؟ دلوقتي لو تكلمت فيه حتبقى كأنك بتتكلم في حاجة من التمانينات مثلا، وبتتشدد عن البعض.
----
ليس معنى ده أن روسيا جميلة يعني ومش هدفي هنا أني أزكي طرف على طرف فموضوع أنا مش مضطلع عليه أصلا! بل بالعكس المسلمين جنحوا لمساندة قلبية للروم على الفرس وحزنوا بخسارة الروم في معركة، رغم عدائهم للطرفين.
-----
فيه حديث ضعيف منسوب لسيدنا محمد - عليه الصلاة والسلام- لكن حسب ما قرأت فمعناه صحيح:
\"(لا يكون المؤمن إمّعة ، ذا أساء النّاس أساء معهم ، وإذا أحسنوا أحسن معهم)؟. ❝ ⏤علي حسن المنجو
❞ الإنسان المشوه.
رغم قلة اهتمامي بالحرب الحالية بشكل عام، لكن فيها نقاط كنت مهتم بها منها تعامل الناس معاها ومع الروس بشكل عام، من شوية شفت خبر أن روسية عايشة من الانستجرام لما الموقع حظرها -لأنها روسية- بتشتكي من أن ديه حياتها ومعاشها، فشفت التعليقات ولقيت التعاطف -7 بل وفيه البعض بيقلها تروح تشتغل شغل حقيقي! تخيل لما أهل أوروبا يعترضوا على حرية شخص في اختيار عمله، حاجة عيب جدا يعني :D، وعلى النقيض لو حد اتجوز في أوكرانيا كان بيبقى بطل وبيحارب الظلم بالمحبة.
ناس كتير قارنت بين الوضع بين فلسطين وأوكرانيا من حيث تعاطف الناس، لكن ده متفهم ومكنش مثار استغراب عندي، لكن كان لطيف فكرة أن الناس بيلوموا شعب غزة علشان هم اللي ساكتين على حماس، وأن بسبب حماس شعب غزة بينضرب، بينما بسبب رئيس أوكرانيا فأوكرانيا بتنضرب برضه لكن مكنش فيه مشكلة هنا، رغم أن دوافع روسيا منطقية وأي دولة مكانها من الدول المكلومة على أوكرانيا كانت حتعمل نفس الموضوع، ولو أنهم بيبقى عندهم نفوذ وتأثير بيمنع الأمور توصل لده لكن لو وصل حيكملوا فيه عادي.
-
أنا اتعرضت لاستفادة واحدة من الموضوع ده ككل ألا وهي، احتياري بخصوص أيه الأصح فتعامل الدول الاسلامية والناس مع الاسرائيليين، هل ينسحبوا أمامهم ذي ما بيحصل في الرياضة ولا تكمل وتغلبه، كنت محتار بين الجانبين، لحد ما الغرب ساعدوني في حسم النقطة ديه فشكر واجب 😃
-
آخر نقطة وهي أن الناس عبيد التريند والإعلام بامتياز إلا قليلا.
بداية الحرب كان فيه انتقاد لرئيس أوكرانيا من بعض الناس لحد ما التريند سخن وبعدها سكنوا وناموا وما ناموا.
ولو أرادوا في الإعلام اقناع الناس بصحة موقف روسيا وبخطأ الرئيس الأوكراني وأنه ورط شعبه لفعلوا ولأقتنع كثير من الناس.
تفتكر موضوع مثلا مقاطعة فرنسا اللي كان منتشر؟ دلوقتي لو تكلمت فيه حتبقى كأنك بتتكلم في حاجة من التمانينات مثلا، وبتتشدد عن البعض.
-
ليس معنى ده أن روسيا جميلة يعني ومش هدفي هنا أني أزكي طرف على طرف فموضوع أنا مش مضطلع عليه أصلا! بل بالعكس المسلمين جنحوا لمساندة قلبية للروم على الفرس وحزنوا بخسارة الروم في معركة، رغم عدائهم للطرفين.
-
فيه حديث ضعيف منسوب لسيدنا محمد - عليه الصلاة والسلام- لكن حسب ما قرأت فمعناه صحيح:
˝(لا يكون المؤمن إمّعة ، ذا أساء النّاس أساء معهم ، وإذا أحسنوا أحسن معهم)؟. ❝
❞ *ذكريات عجوز تخلدها حفيدته*
يومًا ما، ذهبت إلى أحد الأزقة القديمة. أثناء سيري، صادفني رجل عجوز يجلس أمام دكانه الصغير. على الرغم من صغره، كان بمثابة العالم كله؛ مليئًا بالكتب العربية والإنجليزية وبكل اللغات واللهجات. يحتوي أيضًا على عوالم خفية وخيالية، كدت أجزم أنه ليس مجرد دكان صغير.
ابتسم لي حين رأى عيناي معلقتين على كم الكتب، وقال لي بصوت دافئ كأنه يحتضن أسئلتي:
\"لا تقلقي يا صغيرتي، أنا هنا لأجيب عنها.\"
كنت حينها طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات.
كانت أمي قد تركتني لتذهب إلى بائع الملابس المجاور صاحبه المحل صديقه والدتي لذلك نأتي الي هنا لشراء الملابس الجميله بثمن جيد لا بأس به .
اعتدت أن أجعل أمي تنتقي لي ثيابي، فهي ماهرة بمعرفة ما أحب.
جلست بجواره وهو يمسك بإحدى الجرائد القديمة. من الواضح أنه لا يحب متابعة التطورات؛ كأنه عالق في حقبة زمنية معينة لم يخرج منها بعد. وضع الجريدة جانبًا وقال لي:
\"انظري يا صغيرتي، هذا المكان أفنيت فيه عمري لكي ترينه بهذا الجمال. الكتب، يا جميلتي، كلما مر عليها الزمن أصبحت مثل الأماكن العتيقة، تفوح منها رائحة عطره تروي لكي قصتها من قبل أن تتعمقي بداخلها.\"
ثم أمسك بكتاب لم يكن عليه صور مثل باقي الكتب. كان مكتوبًا عليه: \"الذئب بريء يا يعقوب كُتب بخط صغير اسفل العنوان (عليه السلام).\"
لفت العنوان نظري، فأردف قائلاً:
\"لقد كنت كاتبًا، لكن لم تسعفني الأيام أو الناشرون، ولم أملك المال لنشره.\"
حزنت لأجله كثيرًا. لم يكتفِ بهذا القدر، بل بدأ يحكي لي قصته، حتى دمعت عيناه وهو يقول:
\"ماتت التي كنت أحبها، ومنذ ذلك الحين وأنا كلما كتبت شيئًا مزقت الورقة. لم يعد هناك من يقرأ ما أكتب. كانت جمهوري الوحيد، وملهمتي.\"
شعرت وكأن الكون توقف وأنا أسمع وأرى مرارة الفراق والشوق يبتلعهم بغصه في قلبه. نزلت دموعه على يديه المرتجفتين يبدوا أنه منذ زمن لم يحكي لاحد وكيف له ان يبوح ولمن ، ثم مسح دموعه قائلاً:
\"أنا مثل السمك، ما إن أخرج من دكاني الصغير إلى البيت أشعر أنني أموت اثناء الرحله علي الرغم من قِصر المسافه بينهما ولكنه يشعر بأنه بلا هويه .\"
أثناء حديثنا، جاء جاره، فابتسم الرجل العجوز قائلاً:
\"وشك حلو يا صغيرتي، ها قد عاد صديقي الذي لم يأتِ منذ زمن.\"
قضي معنا بضع دقائق شاركنا فيهم الحزن والفرح ثم غادر علي وعد من الجار أن يعود بعد الغداء. انتهت أمي من شراء ملابسي وبدأت تناديني. حين علم الرجل أنني سأذهب، قال لي:
\"لدي خمسة أبناء، لم يسأل أحد عني يومًا منذ أن أصبحوا قادرين على الاعتناء بأنفسهم، ولدي احفاد أصبحت الان حفيدتي ، لكن لا تكوني مثلهم وتنسيني. تذكريني في دعواتك لا تغفلي عني .\"
أعطاني كتابه، لكنني رفضت بشدة.
لا أعلم لماذا ،ربما لأن أمي كانت تخبرني دائمًا أنه من العيب أخذ أشياء من الغرباء دون مقابل، أو ربما لأنني أردت أن أعود لاحقًا وقد ادخرت مبلغًا جيدًا لأقتني الكتاب بنفسي ،ثم ابتسمت له
فنظر إلي بعينه الجميلة آلتي كانت تحمل شئ واحد علي عهدك يا صغيرتي ظل ينظر الي الي أن أنتهي الطريق المؤدي إليه.
عدت إلى المنزل، وقد ملأني الحماس. أمضيت أسبوعًا و اكتر أدخر المال الذي كان يعطيني إياه أبي، لكنني لم أخبر أحدًا عن خطتي كنت علي يقين بأنني ساعود لزياره جدي الذي لا اعرف اسمه حتي واشتري كتابه. بعد شهر من زيارتي الأولى، توسلت إلى أمي أن نذهب مجددًا . وافقت بصعوبة بعد إصرار شديد مني والحاح وامتناع عن الطعام ،كم انا عنيده حين اريد شيء لا اتوقف حتي يحدث صحيح امي ليس لها حاجه أن تذهب ولكنها وافقت في النهاية.
حين وصلنا، كان الحماس يملؤني، لكني وجدت الدكان مغلقًا بقفل كبير. شعرت وكأن الرؤيه اصبحت باهته . سألت جاره الذي هرولت اليه ما أن رايته كأنني غريق وجد سفينه تنقظه سألت عن جدي ، فأخبرني بصوت حزين وليته ما اخبرني:
\"لقد مات منذ يومين وجاء أولاده هذا الصباح وباعوا كل الكتب والمكتبه الصغيره كنت اود ان اساعد وأشتريها تقديراً لصديقي القديم لكنهم وضعوا مبلغاً باهظاً فرفضت لن أدفع كل هذا لاجل كتب باليه ودكانه قديمه .\"
كانت كلماته كالسهم في قلبي الصغير، عدت إلى المنزل دامعة العينين، كانت أمي تريد ان تتحدث لكني قطعتها وقلت :
\"لو كنتِ قد وافقتِ من البداية، لكنت لحقت به قبل وفاته!
احتضنتني أمي وتمتمت بكلمات بت أخشاها *انا لله وأنا اليه راجعون*
رغم حزني وغضبي، قطعت وعدًا على نفسي ألا أنساه أبدًا.
في ذاك الوقت كنت غاضبة من أولاده تمنيت لو أجدهم لاقتص منهم حزن جدي ولما فعلوا هذا به ،بدلا من ان يعيدو فتح أبواب عالم جدي الصغير علي مصرعيه أغلقوه ،وذاد غضبي من الرجل الاخر الذي استخسر ان يشتري كنز مثل هذا ويقول لما ادفع مبلغاً لاجل كتب باليه تباً ،لكنه معذور هو ليس بحاجه اليه ليتني اكبر ب اثني عشر عامًا ربما كان الوضع تغير ، وبعد مرور ثلاث عشر عامًا أصبحت كاتبة، وما زال جدي العجوز في ذاكرتي وبدعائي. سأخلد ذكراه بكتاب \"الذئب بريء يا يعقوب (عليه السلام) كبرت وكبر جدي بذاكرتي .\"
#كان جدي يمتلك العالم داخل دكانه
¥حفيدتك أصبحت كاتبه
¥ستظل بذاكرتي وبدعائي ووفيت بوعدي ولم انساك
¥مر ثلاث عشر عامًا علي فراقك
¥¥🖋️مـــــنار الريـــــان \"قدس\". ❝ ⏤منــــــــــار الريــــــــــان
❞*ذكريات عجوز تخلدها حفيدته*
يومًا ما، ذهبت إلى أحد الأزقة القديمة. أثناء سيري، صادفني رجل عجوز يجلس أمام دكانه الصغير. على الرغم من صغره، كان بمثابة العالم كله؛ مليئًا بالكتب العربية والإنجليزية وبكل اللغات واللهجات. يحتوي أيضًا على عوالم خفية وخيالية، كدت أجزم أنه ليس مجرد دكان صغير.
ابتسم لي حين رأى عيناي معلقتين على كم الكتب، وقال لي بصوت دافئ كأنه يحتضن أسئلتي:
˝لا تقلقي يا صغيرتي، أنا هنا لأجيب عنها.˝
كنت حينها طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات.
كانت أمي قد تركتني لتذهب إلى بائع الملابس المجاور صاحبه المحل صديقه والدتي لذلك نأتي الي هنا لشراء الملابس الجميله بثمن جيد لا بأس به .
اعتدت أن أجعل أمي تنتقي لي ثيابي، فهي ماهرة بمعرفة ما أحب.
جلست بجواره وهو يمسك بإحدى الجرائد القديمة. من الواضح أنه لا يحب متابعة التطورات؛ كأنه عالق في حقبة زمنية معينة لم يخرج منها بعد. وضع الجريدة جانبًا وقال لي:
˝انظري يا صغيرتي، هذا المكان أفنيت فيه عمري لكي ترينه بهذا الجمال. الكتب، يا جميلتي، كلما مر عليها الزمن أصبحت مثل الأماكن العتيقة، تفوح منها رائحة عطره تروي لكي قصتها من قبل أن تتعمقي بداخلها.˝
ثم أمسك بكتاب لم يكن عليه صور مثل باقي الكتب. كان مكتوبًا عليه: ˝الذئب بريء يا يعقوب كُتب بخط صغير اسفل العنوان (عليه السلام).˝
لفت العنوان نظري، فأردف قائلاً:
˝لقد كنت كاتبًا، لكن لم تسعفني الأيام أو الناشرون، ولم أملك المال لنشره.˝
حزنت لأجله كثيرًا. لم يكتفِ بهذا القدر، بل بدأ يحكي لي قصته، حتى دمعت عيناه وهو يقول:
˝ماتت التي كنت أحبها، ومنذ ذلك الحين وأنا كلما كتبت شيئًا مزقت الورقة. لم يعد هناك من يقرأ ما أكتب. كانت جمهوري الوحيد، وملهمتي.˝
شعرت وكأن الكون توقف وأنا أسمع وأرى مرارة الفراق والشوق يبتلعهم بغصه في قلبه. نزلت دموعه على يديه المرتجفتين يبدوا أنه منذ زمن لم يحكي لاحد وكيف له ان يبوح ولمن ، ثم مسح دموعه قائلاً:
˝أنا مثل السمك، ما إن أخرج من دكاني الصغير إلى البيت أشعر أنني أموت اثناء الرحله علي الرغم من قِصر المسافه بينهما ولكنه يشعر بأنه بلا هويه .˝
أثناء حديثنا، جاء جاره، فابتسم الرجل العجوز قائلاً:
˝وشك حلو يا صغيرتي، ها قد عاد صديقي الذي لم يأتِ منذ زمن.˝
قضي معنا بضع دقائق شاركنا فيهم الحزن والفرح ثم غادر علي وعد من الجار أن يعود بعد الغداء. انتهت أمي من شراء ملابسي وبدأت تناديني. حين علم الرجل أنني سأذهب، قال لي:
˝لدي خمسة أبناء، لم يسأل أحد عني يومًا منذ أن أصبحوا قادرين على الاعتناء بأنفسهم، ولدي احفاد أصبحت الان حفيدتي ، لكن لا تكوني مثلهم وتنسيني. تذكريني في دعواتك لا تغفلي عني .˝
أعطاني كتابه، لكنني رفضت بشدة.
لا أعلم لماذا ،ربما لأن أمي كانت تخبرني دائمًا أنه من العيب أخذ أشياء من الغرباء دون مقابل، أو ربما لأنني أردت أن أعود لاحقًا وقد ادخرت مبلغًا جيدًا لأقتني الكتاب بنفسي ،ثم ابتسمت له
فنظر إلي بعينه الجميلة آلتي كانت تحمل شئ واحد علي عهدك يا صغيرتي ظل ينظر الي الي أن أنتهي الطريق المؤدي إليه.
عدت إلى المنزل، وقد ملأني الحماس. أمضيت أسبوعًا و اكتر أدخر المال الذي كان يعطيني إياه أبي، لكنني لم أخبر أحدًا عن خطتي كنت علي يقين بأنني ساعود لزياره جدي الذي لا اعرف اسمه حتي واشتري كتابه. بعد شهر من زيارتي الأولى، توسلت إلى أمي أن نذهب مجددًا . وافقت بصعوبة بعد إصرار شديد مني والحاح وامتناع عن الطعام ،كم انا عنيده حين اريد شيء لا اتوقف حتي يحدث صحيح امي ليس لها حاجه أن تذهب ولكنها وافقت في النهاية.
حين وصلنا، كان الحماس يملؤني، لكني وجدت الدكان مغلقًا بقفل كبير. شعرت وكأن الرؤيه اصبحت باهته . سألت جاره الذي هرولت اليه ما أن رايته كأنني غريق وجد سفينه تنقظه سألت عن جدي ، فأخبرني بصوت حزين وليته ما اخبرني:
˝لقد مات منذ يومين وجاء أولاده هذا الصباح وباعوا كل الكتب والمكتبه الصغيره كنت اود ان اساعد وأشتريها تقديراً لصديقي القديم لكنهم وضعوا مبلغاً باهظاً فرفضت لن أدفع كل هذا لاجل كتب باليه ودكانه قديمه .˝
كانت كلماته كالسهم في قلبي الصغير، عدت إلى المنزل دامعة العينين، كانت أمي تريد ان تتحدث لكني قطعتها وقلت :
˝لو كنتِ قد وافقتِ من البداية، لكنت لحقت به قبل وفاته!
احتضنتني أمي وتمتمت بكلمات بت أخشاها *انا لله وأنا اليه راجعون* رغم حزني وغضبي، قطعت وعدًا على نفسي ألا أنساه أبدًا.
في ذاك الوقت كنت غاضبة من أولاده تمنيت لو أجدهم لاقتص منهم حزن جدي ولما فعلوا هذا به ،بدلا من ان يعيدو فتح أبواب عالم جدي الصغير علي مصرعيه أغلقوه ،وذاد غضبي من الرجل الاخر الذي استخسر ان يشتري كنز مثل هذا ويقول لما ادفع مبلغاً لاجل كتب باليه تباً ،لكنه معذور هو ليس بحاجه اليه ليتني اكبر ب اثني عشر عامًا ربما كان الوضع تغير ، وبعد مرور ثلاث عشر عامًا أصبحت كاتبة، وما زال جدي العجوز في ذاكرتي وبدعائي. سأخلد ذكراه بكتاب ˝الذئب بريء يا يعقوب (عليه السلام) كبرت وكبر جدي بذاكرتي .˝