❞ حوار مع صديقي الملحد
قال صاحبي : - موقفك اليوم سيكون صعباً ، فعليك أن تثبت أن خلق الإنسان جاء على طريقة جلا جلا .. أمسك الخالق قطعة طين ثم
عجنها في يده و نفخ فيها فإذا بها آدم وهو كلام تخالفك فيه بشدة علوم التطور التي تقول : إن صاحبك آدم جاء نتيجة سلسلة من الأطوار الحيوانية السابقة ، و أنه ليس مقطوع الصلة بأفراد عائلته من الحيوانات ، و أنه و القرود أولاد عمومة يلتقون معاً في سابع جد .. و أن التشابه الأكيد في تفاصيل البنية التشريحية للجميع يدل على أنهم جميعاً أفراد أسرة واحدة .
قلت و أنا أستعد لمعركة علمية دسمة :- دعني أصحح معلوماتك أولاً فأقول لك إن الله لم يخلق آدم على طريقة جلا جلا ..
ها هنا قطعة طين ننفخ فيها فتكون آدم .. فالقرآن يروي قصة مختلفة تماماً عن خلق آدم، قصة يتم فيه الخلق على مراحل و أطوار و زمن إلهي مديد ، والقرآن يقول إن الإنسان لم يخرج من الطين مباشرة ، وإنما خرج من سلالة جاءت من الطين : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ } 12/ سورة المؤمنون
وأن الإنسان في البدء لم يكن شيئاً يذكر :{ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا } 1/ سورة الإنسان
وأن خلقه جاء على أطوار ..{مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا . وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } 13/14 سورة نوح { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ } 11/ سورة الأعراف
{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ . فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ } 71/72 سورة ص
معنى ذلك أن هناك مراحل بدأت بالخلق ثم التصوير .. ثم التسوية ثم النفخ .." وثم " بالزمن الإلهي معناها ملايين السنين : { إِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ } 47/ سورة الحج
انظر إلى هذه المراحل الزمنية للخلق في سورة السجدة .. يقول الله سبحانه إنه : { وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ .ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ . ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ } 7/ 9 سورة السجدة .
في البدء كان الطين ، ثم جاءت سلالة من ماء مهين هي البدايات الأولى للإنسان التي لم تكن شيئاً مذكوراً ، ثم التسوية و التصوير ، ثم نفخ الروح التي بها أصبح للإنسان سمع و بصر و فؤاد .. و أصبح آدم ..
فآدم إذن نهاية سلسلة من الأطوار و ليس بدءاً مطلقاً على طريقة جلا جلا ..
{ وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا } 17/ سورة نوح
هنا عملية إنبات بكل ما في الإنبات من أطوار و مراحل و زمن .. و لكن اللغز الحقيقي هو .. ماذا كانت تلك المراحل بالضبط ، و ماذا كانت تلك الأطوار ؟
هل كل شجرة الحياة من أب واحد .. هي كلها من الطين بحكم التركيب الكيميائي .. و كلها تنتهي بالموت إلى أصلها الترابي .. هذه حقيقة ..
و لكننا نقصد من كلمة " أب " شيئاً أكثر من الأصل الطيني .. و السؤال هو هل تولدت من الطين خلية أولى تعددت و أنجبت كل تلك الأنواع و الفصائل النباتية و الحيوانية بما في ذلك الإنسان ؟
أم أنه كانت هناك بدايات متعددة .. بداية تطورت إلى نباتات ، و بداية تطورت إلى فرع من فروع الحيوان ، كالإسفنج مثلاً ، و بداية أخرى خرج منها فرع آخر كالأسماك ، و بداية خرجت منها الزواحف ، و بداية خرجت منها الطيور ، و بداية خرجت منها الثدييات ، و بداية خرج منها الإنسان ، و بذلك يكون للإنسان جد منفصل ، و يكون لكل نوع جد خاص به ؟
إن التشابه التشريحي للفروع و الأنواع و الفصائل لا ينفي خروج كل نوع من بداية خاصة ، و إنما يدل هذا التشابه التشريحي في الجميع على وحدة الخالق ، و أن صانعها جميعاً واحد ، لأنه خلقها جميعاً من خامة واحدة و بأسلوب واحد و بخطة واحدة .. هذه هي النتيجة الحتمية .
و لكن خروجها كلها من أب واحد ليس نتيجة محتمة لتشابهها التشريحي .. فوسائل المواصلات تتشابه فيما بينها العربة و القطار و الترام و الديزل كلها تقوم على أسس هندسية و تركيبة متشابهة ، دالة بذلك على أنها جميعاً من اختراع العقل البشري .. و لكن هذا لا يمنع أن كل صنف منها جاء من أب مستقل و من فكرة هندسية مستقلة ..
كما أننا لا يصح أن نقول إن عربة اليد تطورت تلقائياً بحكم القوانين الباطنة فيها إلى عربة حنطور ، ثم إلى عربة فورد ثم إلى قطار ، ثم إلى ديزل .
فالواقع غير ذلك .. و هو أن كل طور من هذه الأطوار جاء بطفرة ذهنية في عقل المخترع ، و قفزة إبداع في عقل المهندس ، لم يخرج نوع من آخر .. مع أن الترتيب الزمني قد يؤيد فكرة خروج نوع من نوع .. و لكن ما حدث كان غير ذلك فكل نوع جاء بطفرة إبداعية من العقل المخترع ، و بدأ مستقلاً .
و هذه هي أخطاء داروين و المطبات و الثغرات التي وقع فيها حينما صاغ نظريته .
و دعنا نتذكر معاً ما قال داروين في كتابه " أصل الأنواع " :
كان أول ما اكتشفه داروين في أثناء رحلته بالسفينة " بيجل " هي الخطة التشريحية الواحدة التي بنيت عليها كل الفصائل الحيوانية ..
فالهيكل العظمي واحد في أغلب الحيوانات الفقرية : الذراع في القرد هو نفس الجناح في الطائر ، هو نفس الجناح في الخفاش ، كل عظمة هنا تقابلها عظمة تناظرها هناك مع تحورات طفيفة ، لتلائم الوظيفة ، فالعظام في الطيور رقيقة و خفيفة و مجوفة و هي مغطاة بالريش .. ثم نجد رقبة الزرافة الطويلة بها سبع فقرات ، و رقبة الإنسان سبع فقرات ، و رقبة القنفذ التي لا تذكر من فرط قصرها هي الأخرى بها سبع فقرات ، و هناك خمس أصابع في يد الإنسان ، و نجد نفس التخميس في أصابع القرد ، و الأرنب ، و الضفدعة ، و السحلية ..
و فترة الحمل في الحوت و القرد و الإنسان تسعة أشهر ، و فترة الإرضاع في الجميع سنتان ، و فقرات الذيل في القرد نجدها في الإنسان متدامجة ملتصقة فيما يسمى بالعُصعُص ، و نجد عضلات الذيل قد تحورت في الإنسان إلى قاع متين للحوض ..
ثم نجد القلب بغرفه الأربع في الحصان و الحمار و الأرنب و الحمامة و الإنسان ، و نفس الخطة في تفرع الشرايين و الأوردة ..
ثم نجد نفس الخطة في الجهاز الهضمي : البلعوم ثم المعدة .. ثم " الاثنى عشر " .. ثم الأمعاء الدقيقة .. ثم الأمعاء الغليظة .. ثم الشرج و الجهاز التناسلي : نفس الخصية ، و المبيض ، و قنوات الخصية ، و قنوات المبيض ..
و كذلك الجهاز البولي : نفس الكلية ، و الحالب ، و حويصلة البول ..
و الجهاز التنفسي : القصبة الهوائية و الرئتين ، و نجد أن الرئة في البرمائيات هي نفس كيس العوم في السمكة .
كان طبيعياً بعد هذا أن يتصور داروين أن الحيوانات كلها أفراد أسرة واحدة تفرقت بهم البيئات فتكيفت كل فصيلة مع بيئتها ..
الحوت في المنطقة الجليدية لبس معطفاً من الشحم .. و الدببة لبست الفراء .. و إنسان الغابة في الشمس الإستوائية أسودّ جلده فأصبح كالمظلة الواقية ليقيه الشمس .. و سحالي الكهوف ضمرت عيونها لأنها لا تجد لها فائدة في الظلام فأصبحت عمياء في حين نجد سحالي البراري مبصرة ..
و الحيوانات التي نزلت الماء طورت أطرافها إلى زعانف .. و التي غزت الجو طورت أطرافها إلى أجنحة .. و زواحف الأرض طورت أطرافها إلى أرجل .
ثم ألا يحكي الجنين القصة ؟
ففي مرحلة من مراحل نموه نراه يتنفس بالخياشيم ثم تضمر الخياشيم و تظهر فيه الرئتان ، و في مرحلة نجد له ذيلاً يضمر الذيل و يختفي ، و في مرحلة نراه يكتسي بالشعر ثم ينحسر بعد ذلك الشعر عن جسمه .
ثم ألا تحكي لنا طبقات الصخور بما حفظت لنا من حفريات قصة متسلسلة الحلقات عن ظهور و اختفاء هذه الأنواع الواحد بعد الآخر من الحيوانات البسيطة وحيدة الخلية ، إلى عديدة الخلايا ، إلى الرخويات ، إلى القشريات ، إلى الأسماك ، إلى البرمائيات ، إلى الزواحف ، إلى الطيور ، إلى الثدييات .. و أخيراً إلى الإنسان ..
و لقد أصاب داروين و أبدع حينما وضع هذه المقدمة القيمة في التشابه التشريحي بين الحيوانات و أصاب حينما قال بالتطور .
و لكنه أخطأ حينما حاول أن يفسر عملية الإرتقاء ، و أخطأ حينما حاول أن يتصور مراحل هذا الإرتقاء و تفاصيله .
كان تفسير داروين لعملية الإرتقاء أنه يتم بالعوامل المادية التلقائية وحدها ، حيث تتقاتل الحيوانات بالناب و المخلب في صراع الحياة الدموي الرهيب فيموت الضعيف و يكون البقاء دائماً للأصلح .. تلك الحرب الناشبة في الطبيعة هي التي تفرز الصالح و القوي و تشجعه .. و تبقي على نسله .. و تفسح أمامه سبل الحياة ..
و إذا كانت هذه النظرية تفسر لنا بقاء الأقوى فإنما لا تفسر لنا بقاء الأجمل ، فإن الجناح المنقوش لا يمتاز بأي صلاحيات مادية أو معاشية عن الجناح الأبيض ، و ليس أكفأ منه في الطيران .. و إذا قلنا إن الذكر يفضل الجناح المنقوش ، في التزاوج ، فسوف نسأل و لماذا ؟ .. ما دام هذا النقش لا يمثل أي مزيد من الكفاءة ؟
و إذا دخل تفضيل الأجمل في الحساب فإن النظرية المادية تنهار من أساسها ..
و تبقى النظرية بعد ذلك عاجزة عن تفسير لماذا خرج من عائلة الحمار شيء كالحصان .. و لماذا خرج من عائلة الوعل شيء رقيق مرهف و جميل كالغزال .. مع أنه أقل قوة و أقل إحتمالاً ..
كيف نفسر جناح الهدهد و ريشة الطاووس و موديلات الفراش بألوانها البديعة و نقوشها المذهلة ..
و نحن هنا أمام يد مصور فنان يتفنن و يبدع .. و لسنا أمام عملية غليظة كصراع البقاء و حرب المخلب و الناب ..
و الخطأ الثاني في نظرية التطور جاء بعد ذلك من أصحاب نظرية الطفرة .. و الطفرات هي الصفات الجديدة المفاجئة التي تظهر في النسل نتيجة تغيرات غير محسوبة في عملية تزاوج الخلية الأنثوية و الخلية الذكرية و لقاء الكروموسومات لتحديد الصفات الوراثية ..
و أحياناً تكون هذه الصفات الجديدة صفات ضارة كالمسوخ و التشوهات ، و أحياناً تكون طفرات مفيدة للبيئة الجديدة للحيوان كأن تظهر للحيوان الذي ينزل الماء أرجل مبططة .. فتكون صفة جديدة مفيدة .. لأن الأرجل المبططة أنسب للسباحة ، فتشجع الطبيعة هذه الصفة و تنقلها إلى الأجيال الجديدة ، و تقضي على الصفة القديمة لعدم صلاحيتها ، و بذلك يحدث الإرتقاء و تتطور الأرجل العادية إلى أرجل غشائية ..
و خطأ هذه النظرية أنها أقامت التطور على أساس الطفرات و الأخطاء العشوائية .. و أسقطت عملية التدبير و الإبداع تماماً ..
و لا يمكن أن تصلح هذه الطفرات العشوائية أساساً لما نرى حولنا من دقة و إبداع و إحكام في كل شيء ..
إن البعوضة تضع بيضها في المستنقع .. و كل بيضة تأتي إلى الوجود مزودة بكيسين للطفو .. من أين تعلمت البعوضة قوانين أرشميدس لتزود بيضها بهذه الأكياس الطافية ؟
و أشجار الصحارى تنتج بذوراً مجنحة تطير مع الرياح أميالاً و تنتثر في مساحات واسعة بلا حدود .. من أين تعلمت أشجار الصحارى قوانين الحمل الهوائي لتصنع لنفسها هذه البذور المجنحة ، التي تطير مئات الأميال بحثاً عن أراض ملائمة للإنبات ؟
و هذه النباتات المفترسة التي تصطنع لنفسها الفخاخ و الشراك الخداعية العجيبة لتصيد الحشرات و تهضمها و تأكلها بأي عقل استطاعت أن تصطنع تلك الحيل ؟
نحن هنا أمام عقل كلي يفكر و يبتكر لمخلوقاته و يبدع لها أسباب الحيل.. لا يمكن تصور حدوث الإرتقاء بدون هذا العقل المبدع : { الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } 50/ سورة طـه .
و العقبة الثالثة أمام نظرية داروين .. هي ما اكتشفناه الآن بإسم الخريطة الكروموسومية .. أو خريطة الجينات .. و نحن نعلم الآن أن لكل نوع حيواني خريطة كروموسومية خاصة به، و يستحيل أن يخرج نوع من نوع بسبب اختلاف هذه الخريطة الكروموسومية .
نخلص من هذا إلى أن نظرية داروين تعثرت .. و إذا كان التشابه التشريحي بين الحيوانات حقيقة متفق عليها ، و إذا كان التطور أيضاً حقيقة ، فإن مراحل هذا التطور و كيفياته ما زالت لغزاً ..
هل كانت هناك بدايات مستقلة أم أن بعض الفروع تلتقي عند أصول واحدة ؟
و التطور وارد باللفظ الصريح في القرآن .. كما أن مراحل الخلق و التصوير و التسوية و نفخ الروح واردة ..
و لكن لم يستقر العلم على نظرية ثابتة لتلك المراحل بعد .. و إذا عدنا لسورة السجدة التي تحكي عن الله أنه :
{ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ . ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ . ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ } 7 / 9 سورة السجدة
فإن معنى الآية صريح في أن البدايات الأولى للإنسان التي جاء منها آدم فيما بعد ، و هي تلك التي جاء نسلها من ماء مهين ، لم يكن لها سمع و لا أبصار و لا أفئدة ..
و إنما جاءت هذه الأبصار و الأسماع و الأفئدة بعد نفخ الروح و هي آخر مراحل خلق آدم ..
هي إذن بدايات أشبه بالحياة الحيوانية المتخلفة : { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا } 1/ سورة الإنسان .
هو تفسير لا يختلف كثيراً عن العلوم التي تتحدث عنها .. و لكن نفس الآية قد تعني معنى آخر هو أطوار الجنين داخل الرحم و كيف يتخلق من بدايات لا سمع فيها و لا بصر ثم يأتي نفخ الروح في هذه المضغة في الشهر الرابع فتستوي خلقاً آخر ..
آيات الخلق إذن متشابهات و القرآن يحمل أكثر من وجه من وجوه التفسير .. و الحقيقة بعد هذا ما زالت لغزاً .. و لا يستطيع أحد أن يدعي أنه كشف الحقيقة .. و السؤال ما زال مفتوحاً للبحث ، و كل ما جاء به العلم فروض ..
و ربما كانت أرجح الآراء أن التسوية المذكورة في القرآن { خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ . فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ } 7/8 سورة الانفطار . كانت تسوية سلالية بشيء أشبه بالهندسة الوراثية و أن الأمر ليس تطوراً كما يقول داروين و لكنه تطوير يحدث بتدخل و فعل إلهي لإعداد الحشوة الحية ( و هي في أصل المنشأ من الطين ) لتستقبل نفخة الروح و حلول النفس فيها لتكون آدم ..
ثم النفس و حكايتها هي سؤال آخر أكثر ألغازاً .. هل يكون للنفس تصوير في القوالب الطينية فتكون لها تجسدات متعداة و تاريخ و تطور هي الأخرى ؟
أم أنها على حالها من علم الله بها منذ الأزل . . الله أعلم . .
و الموضوع كله عماء . . و ربما كان أفضل فهم لعملية التطور أنها كانت تطويراً بفعل فاعل و بذات مبدعة خلاّقة و لم تكن تطوراً تلقائياً كما تصورها داروين و صحبِه و لم تكن مراحل متروكة للصدفة ..
و إنما كانت تخليقاً مراداً و مخطط خالق قادر حكيم.. و إنها هندسة وراثية لمهندس عظيم ليس كمثله شيء . . و ما جاء في القرآن هو أصدق صورة لما حدث . . و القطع في هذه القضية مستحيل . . و ما زال القرآن يفرض نفسه بلا بديل . .
من كتــاب / حوار مع صديقي الملحد
للدكتور/ مصطفى محمود رحمه الله. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حوار مع صديقي الملحد
قال صاحبي : - موقفك اليوم سيكون صعباً ، فعليك أن تثبت أن خلق الإنسان جاء على طريقة جلا جلا . أمسك الخالق قطعة طين ثم
عجنها في يده و نفخ فيها فإذا بها آدم وهو كلام تخالفك فيه بشدة علوم التطور التي تقول : إن صاحبك آدم جاء نتيجة سلسلة من الأطوار الحيوانية السابقة ، و أنه ليس مقطوع الصلة بأفراد عائلته من الحيوانات ، و أنه و القرود أولاد عمومة يلتقون معاً في سابع جد . و أن التشابه الأكيد في تفاصيل البنية التشريحية للجميع يدل على أنهم جميعاً أفراد أسرة واحدة .
قلت و أنا أستعد لمعركة علمية دسمة :- دعني أصحح معلوماتك أولاً فأقول لك إن الله لم يخلق آدم على طريقة جلا جلا .
ها هنا قطعة طين ننفخ فيها فتكون آدم . فالقرآن يروي قصة مختلفة تماماً عن خلق آدم، قصة يتم فيه الخلق على مراحل و أطوار و زمن إلهي مديد ، والقرآن يقول إن الإنسان لم يخرج من الطين مباشرة ، وإنما خرج من سلالة جاءت من الطين : ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ﴾ 12/ سورة المؤمنون
وأن الإنسان في البدء لم يكن شيئاً يذكر :﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ﴾ 1/ سورة الإنسان
وأن خلقه جاء على أطوار .﴿مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا . وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴾ 13/14 سورة نوح ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ ﴾ 11/ سورة الأعراف
﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ . فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ 71/72 سورة ص
معنى ذلك أن هناك مراحل بدأت بالخلق ثم التصوير . ثم التسوية ثم النفخ ." وثم " بالزمن الإلهي معناها ملايين السنين : ﴿ إِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴾ 47/ سورة الحج
انظر إلى هذه المراحل الزمنية للخلق في سورة السجدة . يقول الله سبحانه إنه : ﴿ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ .ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ . ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ ﴾ 7/ 9 سورة السجدة .
في البدء كان الطين ، ثم جاءت سلالة من ماء مهين هي البدايات الأولى للإنسان التي لم تكن شيئاً مذكوراً ، ثم التسوية و التصوير ، ثم نفخ الروح التي بها أصبح للإنسان سمع و بصر و فؤاد . و أصبح آدم .
فآدم إذن نهاية سلسلة من الأطوار و ليس بدءاً مطلقاً على طريقة جلا جلا .
﴿ وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ﴾ 17/ سورة نوح
هنا عملية إنبات بكل ما في الإنبات من أطوار و مراحل و زمن . و لكن اللغز الحقيقي هو . ماذا كانت تلك المراحل بالضبط ، و ماذا كانت تلك الأطوار ؟
هل كل شجرة الحياة من أب واحد . هي كلها من الطين بحكم التركيب الكيميائي . و كلها تنتهي بالموت إلى أصلها الترابي . هذه حقيقة .
و لكننا نقصد من كلمة " أب " شيئاً أكثر من الأصل الطيني . و السؤال هو هل تولدت من الطين خلية أولى تعددت و أنجبت كل تلك الأنواع و الفصائل النباتية و الحيوانية بما في ذلك الإنسان ؟
أم أنه كانت هناك بدايات متعددة . بداية تطورت إلى نباتات ، و بداية تطورت إلى فرع من فروع الحيوان ، كالإسفنج مثلاً ، و بداية أخرى خرج منها فرع آخر كالأسماك ، و بداية خرجت منها الزواحف ، و بداية خرجت منها الطيور ، و بداية خرجت منها الثدييات ، و بداية خرج منها الإنسان ، و بذلك يكون للإنسان جد منفصل ، و يكون لكل نوع جد خاص به ؟
إن التشابه التشريحي للفروع و الأنواع و الفصائل لا ينفي خروج كل نوع من بداية خاصة ، و إنما يدل هذا التشابه التشريحي في الجميع على وحدة الخالق ، و أن صانعها جميعاً واحد ، لأنه خلقها جميعاً من خامة واحدة و بأسلوب واحد و بخطة واحدة . هذه هي النتيجة الحتمية .
و لكن خروجها كلها من أب واحد ليس نتيجة محتمة لتشابهها التشريحي . فوسائل المواصلات تتشابه فيما بينها العربة و القطار و الترام و الديزل كلها تقوم على أسس هندسية و تركيبة متشابهة ، دالة بذلك على أنها جميعاً من اختراع العقل البشري . و لكن هذا لا يمنع أن كل صنف منها جاء من أب مستقل و من فكرة هندسية مستقلة .
كما أننا لا يصح أن نقول إن عربة اليد تطورت تلقائياً بحكم القوانين الباطنة فيها إلى عربة حنطور ، ثم إلى عربة فورد ثم إلى قطار ، ثم إلى ديزل .
فالواقع غير ذلك . و هو أن كل طور من هذه الأطوار جاء بطفرة ذهنية في عقل المخترع ، و قفزة إبداع في عقل المهندس ، لم يخرج نوع من آخر . مع أن الترتيب الزمني قد يؤيد فكرة خروج نوع من نوع . و لكن ما حدث كان غير ذلك فكل نوع جاء بطفرة إبداعية من العقل المخترع ، و بدأ مستقلاً .
و هذه هي أخطاء داروين و المطبات و الثغرات التي وقع فيها حينما صاغ نظريته .
و دعنا نتذكر معاً ما قال داروين في كتابه " أصل الأنواع " :
كان أول ما اكتشفه داروين في أثناء رحلته بالسفينة " بيجل " هي الخطة التشريحية الواحدة التي بنيت عليها كل الفصائل الحيوانية .
فالهيكل العظمي واحد في أغلب الحيوانات الفقرية : الذراع في القرد هو نفس الجناح في الطائر ، هو نفس الجناح في الخفاش ، كل عظمة هنا تقابلها عظمة تناظرها هناك مع تحورات طفيفة ، لتلائم الوظيفة ، فالعظام في الطيور رقيقة و خفيفة و مجوفة و هي مغطاة بالريش . ثم نجد رقبة الزرافة الطويلة بها سبع فقرات ، و رقبة الإنسان سبع فقرات ، و رقبة القنفذ التي لا تذكر من فرط قصرها هي الأخرى بها سبع فقرات ، و هناك خمس أصابع في يد الإنسان ، و نجد نفس التخميس في أصابع القرد ، و الأرنب ، و الضفدعة ، و السحلية .
و فترة الحمل في الحوت و القرد و الإنسان تسعة أشهر ، و فترة الإرضاع في الجميع سنتان ، و فقرات الذيل في القرد نجدها في الإنسان متدامجة ملتصقة فيما يسمى بالعُصعُص ، و نجد عضلات الذيل قد تحورت في الإنسان إلى قاع متين للحوض .
ثم نجد القلب بغرفه الأربع في الحصان و الحمار و الأرنب و الحمامة و الإنسان ، و نفس الخطة في تفرع الشرايين و الأوردة .
ثم نجد نفس الخطة في الجهاز الهضمي : البلعوم ثم المعدة . ثم " الاثنى عشر " . ثم الأمعاء الدقيقة . ثم الأمعاء الغليظة . ثم الشرج و الجهاز التناسلي : نفس الخصية ، و المبيض ، و قنوات الخصية ، و قنوات المبيض .
و كذلك الجهاز البولي : نفس الكلية ، و الحالب ، و حويصلة البول .
و الجهاز التنفسي : القصبة الهوائية و الرئتين ، و نجد أن الرئة في البرمائيات هي نفس كيس العوم في السمكة .
كان طبيعياً بعد هذا أن يتصور داروين أن الحيوانات كلها أفراد أسرة واحدة تفرقت بهم البيئات فتكيفت كل فصيلة مع بيئتها .
الحوت في المنطقة الجليدية لبس معطفاً من الشحم . و الدببة لبست الفراء . و إنسان الغابة في الشمس الإستوائية أسودّ جلده فأصبح كالمظلة الواقية ليقيه الشمس . و سحالي الكهوف ضمرت عيونها لأنها لا تجد لها فائدة في الظلام فأصبحت عمياء في حين نجد سحالي البراري مبصرة .
و الحيوانات التي نزلت الماء طورت أطرافها إلى زعانف . و التي غزت الجو طورت أطرافها إلى أجنحة . و زواحف الأرض طورت أطرافها إلى أرجل .
ثم ألا يحكي الجنين القصة ؟
ففي مرحلة من مراحل نموه نراه يتنفس بالخياشيم ثم تضمر الخياشيم و تظهر فيه الرئتان ، و في مرحلة نجد له ذيلاً يضمر الذيل و يختفي ، و في مرحلة نراه يكتسي بالشعر ثم ينحسر بعد ذلك الشعر عن جسمه .
ثم ألا تحكي لنا طبقات الصخور بما حفظت لنا من حفريات قصة متسلسلة الحلقات عن ظهور و اختفاء هذه الأنواع الواحد بعد الآخر من الحيوانات البسيطة وحيدة الخلية ، إلى عديدة الخلايا ، إلى الرخويات ، إلى القشريات ، إلى الأسماك ، إلى البرمائيات ، إلى الزواحف ، إلى الطيور ، إلى الثدييات . و أخيراً إلى الإنسان .
و لقد أصاب داروين و أبدع حينما وضع هذه المقدمة القيمة في التشابه التشريحي بين الحيوانات و أصاب حينما قال بالتطور .
و لكنه أخطأ حينما حاول أن يفسر عملية الإرتقاء ، و أخطأ حينما حاول أن يتصور مراحل هذا الإرتقاء و تفاصيله .
كان تفسير داروين لعملية الإرتقاء أنه يتم بالعوامل المادية التلقائية وحدها ، حيث تتقاتل الحيوانات بالناب و المخلب في صراع الحياة الدموي الرهيب فيموت الضعيف و يكون البقاء دائماً للأصلح . تلك الحرب الناشبة في الطبيعة هي التي تفرز الصالح و القوي و تشجعه . و تبقي على نسله . و تفسح أمامه سبل الحياة .
و إذا كانت هذه النظرية تفسر لنا بقاء الأقوى فإنما لا تفسر لنا بقاء الأجمل ، فإن الجناح المنقوش لا يمتاز بأي صلاحيات مادية أو معاشية عن الجناح الأبيض ، و ليس أكفأ منه في الطيران . و إذا قلنا إن الذكر يفضل الجناح المنقوش ، في التزاوج ، فسوف نسأل و لماذا ؟ . ما دام هذا النقش لا يمثل أي مزيد من الكفاءة ؟
و إذا دخل تفضيل الأجمل في الحساب فإن النظرية المادية تنهار من أساسها .
و تبقى النظرية بعد ذلك عاجزة عن تفسير لماذا خرج من عائلة الحمار شيء كالحصان . و لماذا خرج من عائلة الوعل شيء رقيق مرهف و جميل كالغزال . مع أنه أقل قوة و أقل إحتمالاً .
كيف نفسر جناح الهدهد و ريشة الطاووس و موديلات الفراش بألوانها البديعة و نقوشها المذهلة .
و نحن هنا أمام يد مصور فنان يتفنن و يبدع . و لسنا أمام عملية غليظة كصراع البقاء و حرب المخلب و الناب .
و الخطأ الثاني في نظرية التطور جاء بعد ذلك من أصحاب نظرية الطفرة . و الطفرات هي الصفات الجديدة المفاجئة التي تظهر في النسل نتيجة تغيرات غير محسوبة في عملية تزاوج الخلية الأنثوية و الخلية الذكرية و لقاء الكروموسومات لتحديد الصفات الوراثية .
و أحياناً تكون هذه الصفات الجديدة صفات ضارة كالمسوخ و التشوهات ، و أحياناً تكون طفرات مفيدة للبيئة الجديدة للحيوان كأن تظهر للحيوان الذي ينزل الماء أرجل مبططة . فتكون صفة جديدة مفيدة . لأن الأرجل المبططة أنسب للسباحة ، فتشجع الطبيعة هذه الصفة و تنقلها إلى الأجيال الجديدة ، و تقضي على الصفة القديمة لعدم صلاحيتها ، و بذلك يحدث الإرتقاء و تتطور الأرجل العادية إلى أرجل غشائية .
و خطأ هذه النظرية أنها أقامت التطور على أساس الطفرات و الأخطاء العشوائية . و أسقطت عملية التدبير و الإبداع تماماً .
و لا يمكن أن تصلح هذه الطفرات العشوائية أساساً لما نرى حولنا من دقة و إبداع و إحكام في كل شيء .
إن البعوضة تضع بيضها في المستنقع . و كل بيضة تأتي إلى الوجود مزودة بكيسين للطفو . من أين تعلمت البعوضة قوانين أرشميدس لتزود بيضها بهذه الأكياس الطافية ؟
و أشجار الصحارى تنتج بذوراً مجنحة تطير مع الرياح أميالاً و تنتثر في مساحات واسعة بلا حدود . من أين تعلمت أشجار الصحارى قوانين الحمل الهوائي لتصنع لنفسها هذه البذور المجنحة ، التي تطير مئات الأميال بحثاً عن أراض ملائمة للإنبات ؟
و هذه النباتات المفترسة التي تصطنع لنفسها الفخاخ و الشراك الخداعية العجيبة لتصيد الحشرات و تهضمها و تأكلها بأي عقل استطاعت أن تصطنع تلك الحيل ؟
نحن هنا أمام عقل كلي يفكر و يبتكر لمخلوقاته و يبدع لها أسباب الحيل. لا يمكن تصور حدوث الإرتقاء بدون هذا العقل المبدع : ﴿ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾ 50/ سورة طـه .
و العقبة الثالثة أمام نظرية داروين . هي ما اكتشفناه الآن بإسم الخريطة الكروموسومية . أو خريطة الجينات . و نحن نعلم الآن أن لكل نوع حيواني خريطة كروموسومية خاصة به، و يستحيل أن يخرج نوع من نوع بسبب اختلاف هذه الخريطة الكروموسومية .
نخلص من هذا إلى أن نظرية داروين تعثرت . و إذا كان التشابه التشريحي بين الحيوانات حقيقة متفق عليها ، و إذا كان التطور أيضاً حقيقة ، فإن مراحل هذا التطور و كيفياته ما زالت لغزاً .
هل كانت هناك بدايات مستقلة أم أن بعض الفروع تلتقي عند أصول واحدة ؟
و التطور وارد باللفظ الصريح في القرآن . كما أن مراحل الخلق و التصوير و التسوية و نفخ الروح واردة .
و لكن لم يستقر العلم على نظرية ثابتة لتلك المراحل بعد . و إذا عدنا لسورة السجدة التي تحكي عن الله أنه :
﴿ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ . ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ . ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ ﴾ 7 / 9 سورة السجدة
فإن معنى الآية صريح في أن البدايات الأولى للإنسان التي جاء منها آدم فيما بعد ، و هي تلك التي جاء نسلها من ماء مهين ، لم يكن لها سمع و لا أبصار و لا أفئدة .
و إنما جاءت هذه الأبصار و الأسماع و الأفئدة بعد نفخ الروح و هي آخر مراحل خلق آدم .
هي إذن بدايات أشبه بالحياة الحيوانية المتخلفة : ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ﴾ 1/ سورة الإنسان .
هو تفسير لا يختلف كثيراً عن العلوم التي تتحدث عنها . و لكن نفس الآية قد تعني معنى آخر هو أطوار الجنين داخل الرحم و كيف يتخلق من بدايات لا سمع فيها و لا بصر ثم يأتي نفخ الروح في هذه المضغة في الشهر الرابع فتستوي خلقاً آخر .
آيات الخلق إذن متشابهات و القرآن يحمل أكثر من وجه من وجوه التفسير . و الحقيقة بعد هذا ما زالت لغزاً . و لا يستطيع أحد أن يدعي أنه كشف الحقيقة . و السؤال ما زال مفتوحاً للبحث ، و كل ما جاء به العلم فروض .
و ربما كانت أرجح الآراء أن التسوية المذكورة في القرآن ﴿ خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ . فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ ﴾ 7/8 سورة الانفطار . كانت تسوية سلالية بشيء أشبه بالهندسة الوراثية و أن الأمر ليس تطوراً كما يقول داروين و لكنه تطوير يحدث بتدخل و فعل إلهي لإعداد الحشوة الحية ( و هي في أصل المنشأ من الطين ) لتستقبل نفخة الروح و حلول النفس فيها لتكون آدم .
ثم النفس و حكايتها هي سؤال آخر أكثر ألغازاً . هل يكون للنفس تصوير في القوالب الطينية فتكون لها تجسدات متعداة و تاريخ و تطور هي الأخرى ؟
أم أنها على حالها من علم الله بها منذ الأزل . . الله أعلم . .
و الموضوع كله عماء . . و ربما كان أفضل فهم لعملية التطور أنها كانت تطويراً بفعل فاعل و بذات مبدعة خلاّقة و لم تكن تطوراً تلقائياً كما تصورها داروين و صحبِه و لم تكن مراحل متروكة للصدفة .
و إنما كانت تخليقاً مراداً و مخطط خالق قادر حكيم. و إنها هندسة وراثية لمهندس عظيم ليس كمثله شيء . . و ما جاء في القرآن هو أصدق صورة لما حدث . . و القطع في هذه القضية مستحيل . . و ما زال القرآن يفرض نفسه بلا بديل . .
من كتــاب / حوار مع صديقي الملحد
للدكتور/ مصطفى محمود رحمه الله. ❝
❞ #سماء
اخر يوم في السنه 💜
واخر يوم في التحدي 💔
أقع دائما في حب السماء وأميل للنظر إليها دائما في جميع أحوالي أجد أن النظر في السماء ينسيني أي شئ وكأني سافرت عبر الزمن وتركت كل شئ خلفي 💜فجميع أحوال السماء رائعة شروق الشمس وبداية اليوم لا توصف 💜وشكل القمر بجميع مراحله من اجمل مارأيت 💜وكأن السماء قادرة علي احتوائي 💜
#esraa_abdalnabi
#DecWriters
#DecWriters2023
#DecWriters
#DecWriters2023. ❝ ⏤ESRAA ABDALNABI
❞
#سماء
اخر يوم في السنه 💜
واخر يوم في التحدي 💔
أقع دائما في حب السماء وأميل للنظر إليها دائما في جميع أحوالي أجد أن النظر في السماء ينسيني أي شئ وكأني سافرت عبر الزمن وتركت كل شئ خلفي 💜فجميع أحوال السماء رائعة شروق الشمس وبداية اليوم لا توصف 💜وشكل القمر بجميع مراحله من اجمل مارأيت 💜وكأن السماء قادرة علي احتوائي 💜
❞ \"جميعهم ما بين قلبٍ تعلق وعقل أبىٰ وأنا هنا على حالي الذي قد شاءه ربي لقلبي بأن يغمره حبك واحتراق فؤادي لرؤياك ، ولأولِ مرة يتناسق فيها خَيار العقل والقلب فكلاهما إتفقا على حبك ولم يأبىٰ أياً منهما إلاَّ أن الحياة عزمت بكل جوارحها على تفرقتنا لكنِّي لن أمضي دون خطاك عليك فقط التشبت بِيَدي وأن تربط على قلبك بحبي إلىٰ أن نصل لغايتنا ونبقا في مأمن ولن يفرقنا ربي أبداً بعد إذ تآلفت القلوب التي هي بين يديه \". ❝ ⏤Alshaimaa Hassan
❞ ˝جميعهم ما بين قلبٍ تعلق وعقل أبىٰ وأنا هنا على حالي الذي قد شاءه ربي لقلبي بأن يغمره حبك واحتراق فؤادي لرؤياك ، ولأولِ مرة يتناسق فيها خَيار العقل والقلب فكلاهما إتفقا على حبك ولم يأبىٰ أياً منهما إلاَّ أن الحياة عزمت بكل جوارحها على تفرقتنا لكنِّي لن أمضي دون خطاك عليك فقط التشبت بِيَدي وأن تربط على قلبك بحبي إلىٰ أن نصل لغايتنا ونبقا في مأمن ولن يفرقنا ربي أبداً بعد إذ تآلفت القلوب التي هي بين يديه ˝. ❝
❞ هل كانت مريم الصديقة علي دين اليهود ؟
ام دين النصاري؟ ام انها كان علي دين سيدنا ابراهيم؟
بقلم د محمد.عمر
أيها الإخوة أصحاب دعوة التوحيد هذه قضية شائكة لا يعقلها إلا العالمون
فمن المعلوم أن مريم الصديقة سيدة نساء العالمين احدي الكاملات الاربع وهي ابنة عمران قيل عنه انه نبي وقيل انه احد الصالحين وهو من سلالة داوود النبي أعظم ملوك بني إسرائيل
فقد اظهر الله براءتها من دنس اليهود لما رموها بالزنا
قال تعالي (وبكفرهم وقولهم علي مريم بهتانا عظيما )
وعظم الله من شانها لما ناداها (أن الله اصطفاكي وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين) وعظم من شان عائلتها كما قال (إن الله اصطفي ادم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم )
بل وزاد من تعظيمها فانزل سورة باسمها وسورة باسم عائلتها نتعبد بهما الي يوم الدين
والسؤال الان
ماذا عن دين مريم؟
فقد ولدت في بني إسرائيل أحفاد داوود النبي الذين صنعوا لأنفسهم شعائر وتشريعات خالفو بها شريعة موسي الكليم وحرفو تعاليم التوراة وقتلوا الأنبياء والمرسلين ونسخوا زابور داوود النبي وسبوا رب العالمين.
قال تعالي( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا )
وقال تعالي (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون )
وقال تعالي( لعن اللذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داوود وعيسي بن مريم ذلك بما عصو وكانوا يعتدون )
فهل كانت مريم علي دين أنبياء بني إسرائيل دين يعقوب وإسحاق ويوسف وموسي وهارون وداود
وسليمان وزكريا الذي هو دين الإسلام دين الخليل ابراهيم؟
أم انها كانت مع المنحرفين من بني إسرائيل والمحرفين أولئك الذين قالو عزير بن الله وقالو يد الله مغلولة وقالو أن الله فقير ونحن اغنياء واتهموا الله عزو وجل بالعجز والجهل؟
فهل كانت مريم علي دين الرسل ام انها كانت مع اليهود المحرفين ؟
فلما ولد طفلها فهل جاء بدين جديد اما جاء ليعيد المنحرفين من بني إسرائيل الي عقيدة التوحيد عقيدة سيدنا ابراهيم ؟
كما قال بنفسه
( انما جئت لخراف بني إسرائيل الضالة)
الم يقل لبني إسرائيل اني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة
الم يقل هو بنفسه ما جئت لانقض الناموس ولكن لاتممه)؟
الم يقل ربنا تبارك وتعالي (وقفينا علي اثارهم بعيسي بن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدي ونور )؟
فهل كانت أحكام الانجيل هادمة وناسخة لاحكام التوراة ام كانت متممة لها ؟
فلما نقول ان مريم كانت من بني إسرائيل علي دين الرسل بعيدا عن تدليس اليهود المنحرفين ثم ولد فيهم المسيح بن مريم وقد جاء لمعالجة انحرافات بني إسرائيل عن منهج الرسل فهل جاء المسيح علي دين الرسل ام اقر بانحرافات اليهود المنحلين ام انه جاء بدين ثالث غير دين الرسل وغير دين اليهود سماه دين النصاري المسيحيين ؟
وهل لما بعث المسيح غيرت مريم من دينها الي دين ابنها ام بقيت علي دين قومها ؟
هل كانت تقر باحكام توراة موسي و زابور داوود ام انها كفرت بهم ؟
وهل خالف ابنها المسيح أحكام توراة موسي ومزامير داوود ام انه صدق بهم ؟
وهل كان يري أن من أمن بالتوراة والزابور وانكر الانجيل يعد من المؤمنين الناجين ام انه كان يراهم من المكذبين الهالكين ؟
وماذا عن مريم امه هل كان يراها من الناجين مع بني قومها ام كان يراها غيرت دينها وصارت علي دين ابنها ؟
وهل كان المسيح يؤمن باحكام التوراة ويعلم بتعاليم مخالفة لها ام أن هذه التحريف تم بغير علم المسيح ؟
هل كان المسيح يعلم بقول اليهود أن عزير بن الله ورضي لهم ذلك ؟وهل كان يعلم أن اليهود عبدو العجل ورضي لهم ذلك ؟وهل كان يعلم انهم قالو لموسي لن نؤمن لك حتي نري الله جهرة ورضي لهم ذلك؟
فإذا كان المسيح لم يرض بما قاله اليهود في موسي فلماذا يقبل منهم ان يقولوه فيه هو نفسه ؟
الم يقل بني إسرائيل في المسيح انه الله او ابنه أو صورة من صور الاله فهل كان هذا يرضي المسيح نفسه ام أن بني إسرائيل كما كذبوا علي موسي وغيروا التوراة وكذبو علي داوود وغيروا الزابور كذلك كذبو علي المسيح وغيروا أحكام الانجيل ؟
والا فالاصل أن التوراة والانجيل والزابور كتب سماوية نزلت علي الرسل بدعوة التوحيد الخالص التي دعي بها ابراهيم وابناءه من بعده
فلما كان ابراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين فوجب علي أحفاد من الرسل أن يكونو علي دينه
لذلك نحن نؤمن ان اسماعيل وإسحاق كانو مسلمين وان يعقوب ويوسف كانو مسلمين وان موسي وهارون ويوشع كانوا مسلمين وان داوود وسليمان وزكريا ويحي والمسيح كانوا عن نفس الدين وان أحكام الكتب السماوية كلها نزلت لتدعو الي دين التوحيد فمحال أن يكون موسي يهوديا ومحال أن يكون داوود وسليمان وزكريا ويحي يهودا ومحال أن تكون مريم سليلة بيت داوود من اليهود ومحال أن يكون ابنها المسيح قد جاء بدين جديد انما اصل دينهم دين التوحيد الذي دعي اليه ابراهيم
ومحال أن يدعو المسيح بدعوة التثليث وأمه من بيت داوود الذي دعي الي التوحيد الذي كان ملة ابراهيم أمام الموحدين
والمجمل من القول أن مريم الصديقة سليلة بيت داوود محال أن تكون علي دين اليهود ومحال أن تكون علي دين النصاري الذي أحدثه اتباع المسيح
فقد كانت علي التوحيد الخالص وهي بريئة من شرك اليهود كما هي بريئة وابنها من ضلال الضالين الذين جاءو بهرطقات المشعوزين فجعلوا الله والد أو مولود وقدموه زبيحة بيد البشر فكتبوا عليه الموت والتعذيب وما ينبغي هذا في حق الإله جل جلاله سبحانه وتعالي عما يصفون
وقد بين لنا ربنا تبارك وتعالي عبادات مريم لما ناداها (يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين )
فهل يوجد قنوت وسجود وركوع في شريعة اليهود والنصاري ام ترونه في ملة ابراهيم الخليل ؟
الم تروا الي قول الله عز وجل في خواتيم سورة الحج قوله (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين)
فهل ترون مريم القانتة الساجدة الراكعة كانت علي دين اليهود ام علي دين النصاري ام انها وابنها كانوا علي ملة ابراهيم من المسلمين؟ سؤال يستحق التدبر
انتهي......................... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ هل كانت مريم الصديقة علي دين اليهود ؟
ام دين النصاري؟ ام انها كان علي دين سيدنا ابراهيم؟
بقلم د محمد.عمر
أيها الإخوة أصحاب دعوة التوحيد هذه قضية شائكة لا يعقلها إلا العالمون
فمن المعلوم أن مريم الصديقة سيدة نساء العالمين احدي الكاملات الاربع وهي ابنة عمران قيل عنه انه نبي وقيل انه احد الصالحين وهو من سلالة داوود النبي أعظم ملوك بني إسرائيل
فقد اظهر الله براءتها من دنس اليهود لما رموها بالزنا
قال تعالي (وبكفرهم وقولهم علي مريم بهتانا عظيما )
وعظم الله من شانها لما ناداها (أن الله اصطفاكي وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين) وعظم من شان عائلتها كما قال (إن الله اصطفي ادم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم )
بل وزاد من تعظيمها فانزل سورة باسمها وسورة باسم عائلتها نتعبد بهما الي يوم الدين
والسؤال الان
ماذا عن دين مريم؟
فقد ولدت في بني إسرائيل أحفاد داوود النبي الذين صنعوا لأنفسهم شعائر وتشريعات خالفو بها شريعة موسي الكليم وحرفو تعاليم التوراة وقتلوا الأنبياء والمرسلين ونسخوا زابور داوود النبي وسبوا رب العالمين.
قال تعالي( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا )
وقال تعالي (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون )
وقال تعالي( لعن اللذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داوود وعيسي بن مريم ذلك بما عصو وكانوا يعتدون )
فهل كانت مريم علي دين أنبياء بني إسرائيل دين يعقوب وإسحاق ويوسف وموسي وهارون وداود
وسليمان وزكريا الذي هو دين الإسلام دين الخليل ابراهيم؟
أم انها كانت مع المنحرفين من بني إسرائيل والمحرفين أولئك الذين قالو عزير بن الله وقالو يد الله مغلولة وقالو أن الله فقير ونحن اغنياء واتهموا الله عزو وجل بالعجز والجهل؟
فهل كانت مريم علي دين الرسل ام انها كانت مع اليهود المحرفين ؟
فلما ولد طفلها فهل جاء بدين جديد اما جاء ليعيد المنحرفين من بني إسرائيل الي عقيدة التوحيد عقيدة سيدنا ابراهيم ؟
كما قال بنفسه
( انما جئت لخراف بني إسرائيل الضالة)
الم يقل لبني إسرائيل اني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة
الم يقل هو بنفسه ما جئت لانقض الناموس ولكن لاتممه)؟
الم يقل ربنا تبارك وتعالي (وقفينا علي اثارهم بعيسي بن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدي ونور )؟
فهل كانت أحكام الانجيل هادمة وناسخة لاحكام التوراة ام كانت متممة لها ؟
فلما نقول ان مريم كانت من بني إسرائيل علي دين الرسل بعيدا عن تدليس اليهود المنحرفين ثم ولد فيهم المسيح بن مريم وقد جاء لمعالجة انحرافات بني إسرائيل عن منهج الرسل فهل جاء المسيح علي دين الرسل ام اقر بانحرافات اليهود المنحلين ام انه جاء بدين ثالث غير دين الرسل وغير دين اليهود سماه دين النصاري المسيحيين ؟
وهل لما بعث المسيح غيرت مريم من دينها الي دين ابنها ام بقيت علي دين قومها ؟
هل كانت تقر باحكام توراة موسي و زابور داوود ام انها كفرت بهم ؟
وهل خالف ابنها المسيح أحكام توراة موسي ومزامير داوود ام انه صدق بهم ؟
وهل كان يري أن من أمن بالتوراة والزابور وانكر الانجيل يعد من المؤمنين الناجين ام انه كان يراهم من المكذبين الهالكين ؟
وماذا عن مريم امه هل كان يراها من الناجين مع بني قومها ام كان يراها غيرت دينها وصارت علي دين ابنها ؟
وهل كان المسيح يؤمن باحكام التوراة ويعلم بتعاليم مخالفة لها ام أن هذه التحريف تم بغير علم المسيح ؟
هل كان المسيح يعلم بقول اليهود أن عزير بن الله ورضي لهم ذلك ؟وهل كان يعلم أن اليهود عبدو العجل ورضي لهم ذلك ؟وهل كان يعلم انهم قالو لموسي لن نؤمن لك حتي نري الله جهرة ورضي لهم ذلك؟
فإذا كان المسيح لم يرض بما قاله اليهود في موسي فلماذا يقبل منهم ان يقولوه فيه هو نفسه ؟
الم يقل بني إسرائيل في المسيح انه الله او ابنه أو صورة من صور الاله فهل كان هذا يرضي المسيح نفسه ام أن بني إسرائيل كما كذبوا علي موسي وغيروا التوراة وكذبو علي داوود وغيروا الزابور كذلك كذبو علي المسيح وغيروا أحكام الانجيل ؟
والا فالاصل أن التوراة والانجيل والزابور كتب سماوية نزلت علي الرسل بدعوة التوحيد الخالص التي دعي بها ابراهيم وابناءه من بعده
فلما كان ابراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين فوجب علي أحفاد من الرسل أن يكونو علي دينه
لذلك نحن نؤمن ان اسماعيل وإسحاق كانو مسلمين وان يعقوب ويوسف كانو مسلمين وان موسي وهارون ويوشع كانوا مسلمين وان داوود وسليمان وزكريا ويحي والمسيح كانوا عن نفس الدين وان أحكام الكتب السماوية كلها نزلت لتدعو الي دين التوحيد فمحال أن يكون موسي يهوديا ومحال أن يكون داوود وسليمان وزكريا ويحي يهودا ومحال أن تكون مريم سليلة بيت داوود من اليهود ومحال أن يكون ابنها المسيح قد جاء بدين جديد انما اصل دينهم دين التوحيد الذي دعي اليه ابراهيم
ومحال أن يدعو المسيح بدعوة التثليث وأمه من بيت داوود الذي دعي الي التوحيد الذي كان ملة ابراهيم أمام الموحدين
والمجمل من القول أن مريم الصديقة سليلة بيت داوود محال أن تكون علي دين اليهود ومحال أن تكون علي دين النصاري الذي أحدثه اتباع المسيح
فقد كانت علي التوحيد الخالص وهي بريئة من شرك اليهود كما هي بريئة وابنها من ضلال الضالين الذين جاءو بهرطقات المشعوزين فجعلوا الله والد أو مولود وقدموه زبيحة بيد البشر فكتبوا عليه الموت والتعذيب وما ينبغي هذا في حق الإله جل جلاله سبحانه وتعالي عما يصفون
وقد بين لنا ربنا تبارك وتعالي عبادات مريم لما ناداها (يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين )
فهل يوجد قنوت وسجود وركوع في شريعة اليهود والنصاري ام ترونه في ملة ابراهيم الخليل ؟
الم تروا الي قول الله عز وجل في خواتيم سورة الحج قوله (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين)
فهل ترون مريم القانتة الساجدة الراكعة كانت علي دين اليهود ام علي دين النصاري ام انها وابنها كانوا علي ملة ابراهيم من المسلمين؟ سؤال يستحق التدبر