❞ هديه ﷺ في الأسارى
كان يمن على بعضهم ، ويقتل بعضهم ، ويُفادِي بعضهم بالمال ، وبعضهم بأسرى المسلمين ، وقد فعل ذلك كله بِحَسَبِ المصلحة ، ففادَى أسارى بدر بمَالٍ ، وقَالَ ﷺ ( لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيّاً ، ثُمَّ كَلَّمَني في هؤلاء النتنى ، لَتَرَكْتُهُم له ) ، وهبط عليه في صلح الحديبية ثمانون متسلّحُونَ يُريدون غِرَّته ، فأسرهم ثُمَّ مَنَّ عليهم ، وأسرَ ثُمامةَ بن أثال سيِّدَ بني حَنِيفَةَ ، فَرَبطَه بِسَارِيَةِ المَسْجِدِ ، ثم أطلقه فأسلم ، واستشار الصحابة في أسارى بدر ، فأشار عليه الصِّدِّيقُ أن يأخُذَ منهم فدية تكون لهم قوةً على عَدوّهم ويُطلِقَهم ، لعل الله أن يَهْدِيهم إلى الإسلام ، وقال عمر : لا والله ما أرى الَّذِي رأى أبو بكر ، ولكن أرى أن تُمَكِّننَا فَنضرِبَ أعناقهم ، فإنَّ هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فَهَوِيَ رسولُ الله ﷺ ما قال أبو بكر ، ولم يَهْوَ ما قال عُمَرُ ، فلما كان من الغد أقبلَ عُمَرُ ، فإذا رسول الله ﷺ يَبكي هو وأبو بكر ، فقال : يا رَسُولَ الله ! من أي شيء تبكي أنتَ وصاحِبُكَ ، فإن وجدتُ بُكاء بَكَيْتُ ، وإن لم أَجِدْ بكاء ، تباكَيْتُ لبكائكما ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِم الفِدَاءَ ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُم أدْنَى مِنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ ، وَأَنْزَلَ اللهُ : مَا كَانَ لِنَي أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّى يُنْخِنَ فِي الْأَرْضِ ) ، واستأذنه الأنصار أن يترُكُوا لِلعباس عَمِّهِ فِدَاءَه ، فَقَالَ ﷺ ( لا تَدَعُوا مِنْهُ دِرْهَمَاً ) ، واستوهب من سلمة بن الأكوع جارية نَفَلَه إِيَّاها أبو بكر في بعض مغازيه فوهبها له ، فبعث بها إلى مكة ، فقدى بها ناساً من المسلمين ، وفدى رجلين من المسلمين برجل من عقيل ، ورد سبي هوازن عليهم بعد القِسْمَةِ ، واستطاب قلوب الغانمين ، فطيَّبوا له ، وعوّض من لم يُطيب من بِكُلِّ إنسانٍ سِتَّ فرائض ، وقتل عُقبة بن أبي معيط من الأسرى ، وقتل النَّصْرَ بنَ الحارث ، لشدة عداوتهما لله ورسوله ، وذكر الإمام أحمد عن ابن عباس قال : كان ناس من الأسرى لم يَكُن لهم مال ، فجعل رسول الله ﷺ فِداءَهم أن يُعَلِّمُوا أولاد الأنصار الكتابة ، وهذا يدل على جواز الفداء بالعمل ، كما يجوز بالمال. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ هديه ﷺ في الأسارى
كان يمن على بعضهم ، ويقتل بعضهم ، ويُفادِي بعضهم بالمال ، وبعضهم بأسرى المسلمين ، وقد فعل ذلك كله بِحَسَبِ المصلحة ، ففادَى أسارى بدر بمَالٍ ، وقَالَ ﷺ ( لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ حَيّاً ، ثُمَّ كَلَّمَني في هؤلاء النتنى ، لَتَرَكْتُهُم له ) ، وهبط عليه في صلح الحديبية ثمانون متسلّحُونَ يُريدون غِرَّته ، فأسرهم ثُمَّ مَنَّ عليهم ، وأسرَ ثُمامةَ بن أثال سيِّدَ بني حَنِيفَةَ ، فَرَبطَه بِسَارِيَةِ المَسْجِدِ ، ثم أطلقه فأسلم ، واستشار الصحابة في أسارى بدر ، فأشار عليه الصِّدِّيقُ أن يأخُذَ منهم فدية تكون لهم قوةً على عَدوّهم ويُطلِقَهم ، لعل الله أن يَهْدِيهم إلى الإسلام ، وقال عمر : لا والله ما أرى الَّذِي رأى أبو بكر ، ولكن أرى أن تُمَكِّننَا فَنضرِبَ أعناقهم ، فإنَّ هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها ، فَهَوِيَ رسولُ الله ﷺ ما قال أبو بكر ، ولم يَهْوَ ما قال عُمَرُ ، فلما كان من الغد أقبلَ عُمَرُ ، فإذا رسول الله ﷺ يَبكي هو وأبو بكر ، فقال : يا رَسُولَ الله ! من أي شيء تبكي أنتَ وصاحِبُكَ ، فإن وجدتُ بُكاء بَكَيْتُ ، وإن لم أَجِدْ بكاء ، تباكَيْتُ لبكائكما ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِم الفِدَاءَ ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُم أدْنَى مِنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ ، وَأَنْزَلَ اللهُ : مَا كَانَ لِنَي أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّى يُنْخِنَ فِي الْأَرْضِ ) ، واستأذنه الأنصار أن يترُكُوا لِلعباس عَمِّهِ فِدَاءَه ، فَقَالَ ﷺ ( لا تَدَعُوا مِنْهُ دِرْهَمَاً ) ، واستوهب من سلمة بن الأكوع جارية نَفَلَه إِيَّاها أبو بكر في بعض مغازيه فوهبها له ، فبعث بها إلى مكة ، فقدى بها ناساً من المسلمين ، وفدى رجلين من المسلمين برجل من عقيل ، ورد سبي هوازن عليهم بعد القِسْمَةِ ، واستطاب قلوب الغانمين ، فطيَّبوا له ، وعوّض من لم يُطيب من بِكُلِّ إنسانٍ سِتَّ فرائض ، وقتل عُقبة بن أبي معيط من الأسرى ، وقتل النَّصْرَ بنَ الحارث ، لشدة عداوتهما لله ورسوله ، وذكر الإمام أحمد عن ابن عباس قال : كان ناس من الأسرى لم يَكُن لهم مال ، فجعل رسول الله ﷺ فِداءَهم أن يُعَلِّمُوا أولاد الأنصار الكتابة ، وهذا يدل على جواز الفداء بالعمل ، كما يجوز بالمال. ❝
❞ يا بُني اللغة فتنة ..
فأقول : ائذن لي ولا تفتني ..
فيضحك .. وتضحك نجمةٌ قريبةٌ أسمعها ( ألا في الفتنة سقطوا) ..
ويقول : نَكّر تُعرف ..
أخّر تُقدم .. أعطِ تأخذ .. احذف تجد ..
وأساله : هذا للكلام أم للبشر ؟
بل لكل موجودٍ .. يا بُني
ستطول غيبتُك عن شهودك ..
ولكن شهودكَ لن يزول ..
وسيحتقرك الناس وما سواهم كذلك ..
وسيزدرون ما تقول ..
فما اتى نبيٌّ بالمعجز إلا ازدُري وازدجر ..
فدع ما يقولون دُبُر أُذنيك ..
وانظر إلى غايتك ..
أترى هذه النجوم الضاحكة .. لا تثق بأحد حتى بها ..
..ثق فقط بقلبك بما تراه وأنت محجوباً عن عيون الخلق فإن عيونهم أجمعين غير عينيك ..
وأن أقدار السماوات وهبتك عيوناً لم توهب لبشرٍ قبلك ..
ولن توهب لأحدٍ بعدك ..
يا بُني أنظر .. هل ترى إنهم ينظرون ولا يرون ..
فإذا زال الحجاب حدّ البصرُ .. يا بُني ..
وكانت النجوم تجلس بين أيدينا كأنها تلاميذ طيّعة تسمع لهذا الشيخ الذي ازدُري في الأرض ووقّر في السماء. ❝ ⏤أيمن العتوم
❞ يا بُني اللغة فتنة .
فأقول : ائذن لي ولا تفتني .
فيضحك . وتضحك نجمةٌ قريبةٌ أسمعها ( ألا في الفتنة سقطوا) .
ويقول : نَكّر تُعرف .
أخّر تُقدم . أعطِ تأخذ . احذف تجد .
وأساله : هذا للكلام أم للبشر ؟
بل لكل موجودٍ . يا بُني
ستطول غيبتُك عن شهودك .
ولكن شهودكَ لن يزول .
وسيحتقرك الناس وما سواهم كذلك .
وسيزدرون ما تقول .
فما اتى نبيٌّ بالمعجز إلا ازدُري وازدجر .
فدع ما يقولون دُبُر أُذنيك .
وانظر إلى غايتك .
أترى هذه النجوم الضاحكة . لا تثق بأحد حتى بها .
.ثق فقط بقلبك بما تراه وأنت محجوباً عن عيون الخلق فإن عيونهم أجمعين غير عينيك .
وأن أقدار السماوات وهبتك عيوناً لم توهب لبشرٍ قبلك .
ولن توهب لأحدٍ بعدك .
يا بُني أنظر . هل ترى إنهم ينظرون ولا يرون .
فإذا زال الحجاب حدّ البصرُ . يا بُني .
وكانت النجوم تجلس بين أيدينا كأنها تلاميذ طيّعة تسمع لهذا الشيخ الذي ازدُري في الأرض ووقّر في السماء. ❝