❞ الصيف (الشيخ هشام المحجوبي المراكشي)
عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قُلت يا رسول الله إنَّ أُمّي ماتت أَفَأَتَصَدَّقُ عنها؟ قال: «نعم». قَلتُ فأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ ﷺ: «سَقْيُ الْمَاءِ» و نحن في موسم الصيف الجميع تجده في الشارع و السوق عطشان ظمئان من شدة الحر ، فلنستفيد من هذا الحديث الكريم ، و نتاجر مع الله تجارة ناجحة رابحة بأقل التكاليف ، نضع حاويات و ثلاجات للماء البارد قرب بيوتنا و متاجرنا وفي مساجدنا ، يشرب منها كل ضمئانٍ و عطشان ، و لا ننسى الحيوان كالطيور و الكلاب و القطط نضع لها ماءا مكشوفا على سطح البيوت و قرب المزابل و تجار اللحوم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفي كل كبد رطب صدقة).
In the summer (by Sheikh Hisham Al-Mahjoubi Al-Marrakshi)
Sa\'d ibn Abada (may Allah be pleased with him) said: \"O Messenger of Allah, my mother has died. Shall I give charity on her behalf?\" The Prophet (peace be upon him) said: \"Yes.\" Sa\'d asked: \"Which charity is best?\" The Prophet (peace be upon him) replied: \"Providing water.\"
During this summer season, you will find many people in the streets and markets who are thirsty and dehydrated due to the intense heat. Let us take advantage of this noble Hadith and do business with Allah that is successful and profitable with the lowest costs. Let us put containers and refrigerators filled with cold water near our homes, shops, and mosques. Everyone who is thirsty can drink from them. Let us not forget the animals, such as birds, dogs, cats, and those who sell meat. We should provide uncovered water for them on the roofs of our houses, near garbage dumps, and near the meat sellers. The Messenger of Allah (peace be upon him) said, \"In every moist liver, there is a reward for charity.\"
#Summer #Charity #Water #Thirst #Heat #Animals #ProphetMuhammad #Hadith #Benevolence #Generosity
#الصيف #الصدقة #الماء #العطش #الحر #الحيوانات #النبي_محمد #الحديث #. ❝ ⏤بستان علم النبوءة
❞ الصيف (الشيخ هشام المحجوبي المراكشي)
عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قُلت يا رسول الله إنَّ أُمّي ماتت أَفَأَتَصَدَّقُ عنها؟ قال: «نعم». قَلتُ فأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ ﷺ: «سَقْيُ الْمَاءِ» و نحن في موسم الصيف الجميع تجده في الشارع و السوق عطشان ظمئان من شدة الحر ، فلنستفيد من هذا الحديث الكريم ، و نتاجر مع الله تجارة ناجحة رابحة بأقل التكاليف ، نضع حاويات و ثلاجات للماء البارد قرب بيوتنا و متاجرنا وفي مساجدنا ، يشرب منها كل ضمئانٍ و عطشان ، و لا ننسى الحيوان كالطيور و الكلاب و القطط نضع لها ماءا مكشوفا على سطح البيوت و قرب المزابل و تجار اللحوم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفي كل كبد رطب صدقة).
In the summer (by Sheikh Hisham Al-Mahjoubi Al-Marrakshi)
Sa˝d ibn Abada (may Allah be pleased with him) said: ˝O Messenger of Allah, my mother has died. Shall I give charity on her behalf?˝ The Prophet (peace be upon him) said: ˝Yes.˝ Sa˝d asked: ˝Which charity is best?˝ The Prophet (peace be upon him) replied: ˝Providing water.˝
During this summer season, you will find many people in the streets and markets who are thirsty and dehydrated due to the intense heat. Let us take advantage of this noble Hadith and do business with Allah that is successful and profitable with the lowest costs. Let us put containers and refrigerators filled with cold water near our homes, shops, and mosques. Everyone who is thirsty can drink from them. Let us not forget the animals, such as birds, dogs, cats, and those who sell meat. We should provide uncovered water for them on the roofs of our houses, near garbage dumps, and near the meat sellers. The Messenger of Allah (peace be upon him) said, ˝In every moist liver, there is a reward for charity.˝
#Summer#Charity#Water#Thirst#Heat#Animals#ProphetMuhammad#Hadith#Benevolence#Generosity #الصيف#الصدقة#الماء#العطش#الحر#الحيوانات#النبي_محمد#الحديث #. ❝
❞ كنت أجلس وحدي .. الساعة تدق الثالثة بعد منتصف الليل .. و المائدة أمامي عليها بقايا أكواب .. و أعقاب سجائر .. و فُتات خبز .. و كراسي الطقم مبعثرة في فوضى ..
و الجو فيه رائحة الناس الذين كانوا حولي منذ لحظة .. و أصوات قهقهة مازالت في أذني .. و آخر ابتسامات .. و آخر كلمات ما زالت تسحب في ذاكرتي ذيلاً طويلاً .
إنتهت السهرة ..
وقع الأقدام خارجة .. ما زالت على الدَرَج .. و الباب و هو يُغلَق .. و الأسانسير و هو ينزل .. حاملاً معه آخر هاللو .. أحلام سعيدة .. و تصبح على خير .
و خطر لي أن أدير جهاز التسجيل .. و أستمع إلى السهرة من جديد .. و كنت أشعر بلذة و أنا أتتبع الأصوات المختلطة و أتبين كل واحد منها على حِدة .. هذا فلان .. و هذا فلان .. و هذا أنا .
و أصغى إلى صوتي و أنا أقهقه .. و أقول .. كمان .. و النبي كمان .. حلو قوي يا خويا .. و يبدو صوتي في أذني خشناً و كأنه صوت رجل آخر .. و أتطلع بأذني إلى نبراتي كأني أتطلع إلى صورة غريبة عني لا أعرفها و لا يعجبني صوتي .
و أنظر إلى الجهاز الذي استطاع أن يفصل قطعة قطعة من نفسي و يسجلها ، ماذا يحدث لو استطاع العلم أن يُخرِج عقلي من مخي و يسجله على شريط ، و يُخرِج عواطفي و يصورها .. و يطبع من ضميري كارت بوستال 9x6 .
ها هنا في هذا الجهاز أصواتنا كلها معبأة في شريط أقل من ملليمتر .. منقوشة على ذرات .. على هباء .
ها هو اختراع جعل المادة طيعة لينة قابلة للتشكل قادرة على نقل أدق الصور و التعبيرات و السمات الإنسانية .
جهاز يجمع الإلكترونات و ينثرها و يرسم منها حروفاً و نغمات و تونات طِبق الأصل كما نطق بها صاحبها .. إلى هذا الحد وصلنا في ميدان الإختراع و المعرفة .. و الإبتكار .. !
و تذكرت آخر كتاب كنت أقرأه عن العصر الحجري منذ ستة آلاف سنة .. و كيف كنا نعيش في ذلك الوقت في غابات البردي الكثيفة تمرح حولنا جواميس البحر و الفيلة و الدببة و الضباع و الغزلان و الخيول و التماسيح و وحيد القرن و الثور و القرد و الحمار ..
نأوي في البرد إلى الكهوف .. و في الحر إلى خيام نصنعها من جلد الماعز .. و نقضي نهارنا ننحت أسلحتنا من الحجر الصوّان .. خناجر و سكاكين و رءوس للحراب و بُلَط و أزاميل و حِراب و عِصيّ من الخشب ، و نِصال ذوات أسنان ، و دبابيس من العظم و العاج و القرن ..
في ذلك الوقت كانت أعظم اختراعاتنا .. هي الفأس و المِحراث .. و المقلاع .. و السهم و القوس .
و أعظم مبتكراتنا التي قلبنا بها وجه التاريخ .. فِلاحة الأرض .. و تربية الدواجن .
و أغنى أغنيائنا .. رجل يملك كوخاً من الطين و البوص و قطيعاً من الخنازير .. و طقماً من الأواني الفخارية .
كان الفخار في تلك الأيام شيئاً كالذهب .. و كوخ الطين شيئاً مثل قصر على شاطئ الريفيرا .
و اليوم ..
و ما أبعد اليوم عن الأمس ..
اليوم .. الرجل العادي يسكن عمارة فيها أسانسير و ماء و نور .. و يدخل سينما فيها تكييف .. و يحمل في جيبه راديو ترانزستور .. و يأكل أقراص فيتامينات .. و يقرأ الصحف .. و يشاهد التليفزيون .. و يتكلم في التليفون .. و يركب القطار .. و يشكو من الفقر .. !
أما الغني .. فإنه يستطيع أن يطير في الهواء على طائرته الخاصة و ينطلق في البحر على ظهر باخرته الملاكي .
شيء رهيب ..
إننا بالنسبة لأهل ذلك العصر .. سَحَرة .. مَرَدة .. شياطين .. آلهة .. إنهم لو بُعِثوا من قبورهم .. و شاهدونا .. يركعون سُجداً .. من الرهبة .. و الدهشة .. و الإجلال .. لو استمعوا إلى أصواتهم و هي تُسجَل على أشرِطة و تُبعَث من جديد حية نابضة .
لو شاهدوا صورهم و هي تُسجَل في التليفزيون .. و تتحرك كأن بها مَسّاً .
إن التدرُج البطيء الذي حدثت به هذه الحوادث في الزمان هو الذي أطفأ جدتها و جعلها تبدو مألوفة .. و لكنها في الواقع خارقة و مُدهِشة ، و إذا أدركنا أنه بينما الإنسان قد قفز بعقله هذه القفزة الهائلة .. فإن جميع الحيوانات حواليه مازالت على عهدها كما ألِفها منذ ستة آلاف سنة ..
مازال القرد يأكل بنفس الطريقة ،و يقفز بنفس الطريقة من شجرة إلى شجرة بدون هليكوبتر ..
و النمل ما زال يخزن مئونته من فتات الطعام بنفس الطريقة البدائية بدون ثلاجات ..
و الجواميس ما زالت ترعى الكلأ .. لم تفكر مرة أن تصنع منه سلاطة أو تطهيه بالمايونيز .. أو تتعاطاه أقراصاً .
كل شيء واقف مكانه .. بينما الإنسان وحده يقفز .. و يطير ..
إذا أدركنا هذا .. فإننا سنشعر بأننا ننفصل و نبتعد بسرعة عن أصلنا .. كسُلالة متفوقة .. و خَلفَنا حيوانات تنقرض و تضمها المتاحف و الحفريات في ثنايا الصخر .
نجري إلى الأمام بسرعة .. إلى الفضاء .. و ما وراء الفضاء .. و وراءنا الحياة ما زالت تأكل الطين و تعض في الحجر .
نحن في حالة هجرة أبدية مبتعدين عن جذورنا الحيوانية و أرضنا .. مغتربين أبداً عن أسرتنا الأولى التي عاصرناها منذ فجر التطور .. حينما كنا نسبح متجاورين معاً في مستنقع واحد .. و نتسلق الشجر مع القِردَة في عصرنا الحجري .
إن أحفاد أحفاد أحفادنا الذين ستُلقي بهم عقولهم المتفوقة إلى ما وراء الفضاء .. سوف ينسون أصلهم و تاريخهم .. و سوف يبدأون صفحة جديدة على كوكب جديد و كأنهم ملائكة بلا ماضٍ .
ذلك الماضي البعيد الذي كانوا يعضون فيه الحجر و ينهشون اللحم نيئاً ، و يتعشون هم و كلابهم على مائدة واحدة من عظام الحيوانات التي اصطادوها .
ذلك الماضي الذي يحكي لهم اصلهم الواطي .. لن يذكره أحد منهم .. هؤلاء المحظوظون الذين ستفتح لهم الجنة أبوابها على مصراعيها .. إنها حدوتة عجيبة .. كحواديت ألف ليلة و ليلة .. و خيال أبعد من كل الخيالات التي تخيلها مؤلفو الخرافة .
و لكنها الحقيقة برغم هذا .
و حينما أدير جهاز التسجيل .. و أستمع إلى أصواتنا التي حفرها ذلك الحفّار الكهربي على الذرات و رسمها على الهباء .. و نقشها على الإلكترونات أشعر بأنها الحقيقة .. فهذا أنا .. أنا الذي أتكلم .. و هذه ضحكتي .. و قد خَرجْت من ظلام المادة العمياء .. من نعش الإلكترونات و ذريرات الهباء .
و هذا هو العقل الرائع الذي يحمله الإنسان القزم بين كتفيه .. و يبتعد به بعيداً عن أصله .. و يقفز به في كل لحظة .. سنوات و أجيالاً إلى الأمام ..
و هو العقل الذي سوف يرمي به في رمية واحدة إلى أطراف الكون .. حيث يعيش و يتكاثر و ينعم .. و ينسانا .. و ينكِرنا ..
نحن أجداده الذين حملنا الطين على أكتافنا لنبني له غرفات مهده التي وُلِد فيها .
مقال / حدوتة
من كتاب / تأملات في دنيا الله
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ كنت أجلس وحدي . الساعة تدق الثالثة بعد منتصف الليل . و المائدة أمامي عليها بقايا أكواب . و أعقاب سجائر . و فُتات خبز . و كراسي الطقم مبعثرة في فوضى .
و الجو فيه رائحة الناس الذين كانوا حولي منذ لحظة . و أصوات قهقهة مازالت في أذني . و آخر ابتسامات . و آخر كلمات ما زالت تسحب في ذاكرتي ذيلاً طويلاً .
إنتهت السهرة .
وقع الأقدام خارجة . ما زالت على الدَرَج . و الباب و هو يُغلَق . و الأسانسير و هو ينزل . حاملاً معه آخر هاللو . أحلام سعيدة . و تصبح على خير .
و خطر لي أن أدير جهاز التسجيل . و أستمع إلى السهرة من جديد . و كنت أشعر بلذة و أنا أتتبع الأصوات المختلطة و أتبين كل واحد منها على حِدة . هذا فلان . و هذا فلان . و هذا أنا .
و أصغى إلى صوتي و أنا أقهقه . و أقول . كمان . و النبي كمان . حلو قوي يا خويا . و يبدو صوتي في أذني خشناً و كأنه صوت رجل آخر . و أتطلع بأذني إلى نبراتي كأني أتطلع إلى صورة غريبة عني لا أعرفها و لا يعجبني صوتي .
و أنظر إلى الجهاز الذي استطاع أن يفصل قطعة قطعة من نفسي و يسجلها ، ماذا يحدث لو استطاع العلم أن يُخرِج عقلي من مخي و يسجله على شريط ، و يُخرِج عواطفي و يصورها . و يطبع من ضميري كارت بوستال 9x6 .
ها هنا في هذا الجهاز أصواتنا كلها معبأة في شريط أقل من ملليمتر . منقوشة على ذرات . على هباء .
ها هو اختراع جعل المادة طيعة لينة قابلة للتشكل قادرة على نقل أدق الصور و التعبيرات و السمات الإنسانية .
جهاز يجمع الإلكترونات و ينثرها و يرسم منها حروفاً و نغمات و تونات طِبق الأصل كما نطق بها صاحبها . إلى هذا الحد وصلنا في ميدان الإختراع و المعرفة . و الإبتكار . !
و تذكرت آخر كتاب كنت أقرأه عن العصر الحجري منذ ستة آلاف سنة . و كيف كنا نعيش في ذلك الوقت في غابات البردي الكثيفة تمرح حولنا جواميس البحر و الفيلة و الدببة و الضباع و الغزلان و الخيول و التماسيح و وحيد القرن و الثور و القرد و الحمار .
نأوي في البرد إلى الكهوف . و في الحر إلى خيام نصنعها من جلد الماعز . و نقضي نهارنا ننحت أسلحتنا من الحجر الصوّان . خناجر و سكاكين و رءوس للحراب و بُلَط و أزاميل و حِراب و عِصيّ من الخشب ، و نِصال ذوات أسنان ، و دبابيس من العظم و العاج و القرن .
في ذلك الوقت كانت أعظم اختراعاتنا . هي الفأس و المِحراث . و المقلاع . و السهم و القوس .
و أعظم مبتكراتنا التي قلبنا بها وجه التاريخ . فِلاحة الأرض . و تربية الدواجن .
و أغنى أغنيائنا . رجل يملك كوخاً من الطين و البوص و قطيعاً من الخنازير . و طقماً من الأواني الفخارية .
كان الفخار في تلك الأيام شيئاً كالذهب . و كوخ الطين شيئاً مثل قصر على شاطئ الريفيرا .
و اليوم .
و ما أبعد اليوم عن الأمس .
اليوم . الرجل العادي يسكن عمارة فيها أسانسير و ماء و نور . و يدخل سينما فيها تكييف . و يحمل في جيبه راديو ترانزستور . و يأكل أقراص فيتامينات . و يقرأ الصحف . و يشاهد التليفزيون . و يتكلم في التليفون . و يركب القطار . و يشكو من الفقر . !
أما الغني . فإنه يستطيع أن يطير في الهواء على طائرته الخاصة و ينطلق في البحر على ظهر باخرته الملاكي .
شيء رهيب .
إننا بالنسبة لأهل ذلك العصر . سَحَرة . مَرَدة . شياطين . آلهة . إنهم لو بُعِثوا من قبورهم . و شاهدونا . يركعون سُجداً . من الرهبة . و الدهشة . و الإجلال . لو استمعوا إلى أصواتهم و هي تُسجَل على أشرِطة و تُبعَث من جديد حية نابضة .
لو شاهدوا صورهم و هي تُسجَل في التليفزيون . و تتحرك كأن بها مَسّاً .
إن التدرُج البطيء الذي حدثت به هذه الحوادث في الزمان هو الذي أطفأ جدتها و جعلها تبدو مألوفة . و لكنها في الواقع خارقة و مُدهِشة ، و إذا أدركنا أنه بينما الإنسان قد قفز بعقله هذه القفزة الهائلة . فإن جميع الحيوانات حواليه مازالت على عهدها كما ألِفها منذ ستة آلاف سنة .
مازال القرد يأكل بنفس الطريقة ،و يقفز بنفس الطريقة من شجرة إلى شجرة بدون هليكوبتر .
و النمل ما زال يخزن مئونته من فتات الطعام بنفس الطريقة البدائية بدون ثلاجات .
و الجواميس ما زالت ترعى الكلأ . لم تفكر مرة أن تصنع منه سلاطة أو تطهيه بالمايونيز . أو تتعاطاه أقراصاً .
كل شيء واقف مكانه . بينما الإنسان وحده يقفز . و يطير .
إذا أدركنا هذا . فإننا سنشعر بأننا ننفصل و نبتعد بسرعة عن أصلنا . كسُلالة متفوقة . و خَلفَنا حيوانات تنقرض و تضمها المتاحف و الحفريات في ثنايا الصخر .
نجري إلى الأمام بسرعة . إلى الفضاء . و ما وراء الفضاء . و وراءنا الحياة ما زالت تأكل الطين و تعض في الحجر .
نحن في حالة هجرة أبدية مبتعدين عن جذورنا الحيوانية و أرضنا . مغتربين أبداً عن أسرتنا الأولى التي عاصرناها منذ فجر التطور . حينما كنا نسبح متجاورين معاً في مستنقع واحد . و نتسلق الشجر مع القِردَة في عصرنا الحجري .
إن أحفاد أحفاد أحفادنا الذين ستُلقي بهم عقولهم المتفوقة إلى ما وراء الفضاء . سوف ينسون أصلهم و تاريخهم . و سوف يبدأون صفحة جديدة على كوكب جديد و كأنهم ملائكة بلا ماضٍ .
ذلك الماضي البعيد الذي كانوا يعضون فيه الحجر و ينهشون اللحم نيئاً ، و يتعشون هم و كلابهم على مائدة واحدة من عظام الحيوانات التي اصطادوها .
ذلك الماضي الذي يحكي لهم اصلهم الواطي . لن يذكره أحد منهم . هؤلاء المحظوظون الذين ستفتح لهم الجنة أبوابها على مصراعيها . إنها حدوتة عجيبة . كحواديت ألف ليلة و ليلة . و خيال أبعد من كل الخيالات التي تخيلها مؤلفو الخرافة .
و لكنها الحقيقة برغم هذا .
و حينما أدير جهاز التسجيل . و أستمع إلى أصواتنا التي حفرها ذلك الحفّار الكهربي على الذرات و رسمها على الهباء . و نقشها على الإلكترونات أشعر بأنها الحقيقة . فهذا أنا . أنا الذي أتكلم . و هذه ضحكتي . و قد خَرجْت من ظلام المادة العمياء . من نعش الإلكترونات و ذريرات الهباء .
و هذا هو العقل الرائع الذي يحمله الإنسان القزم بين كتفيه . و يبتعد به بعيداً عن أصله . و يقفز به في كل لحظة . سنوات و أجيالاً إلى الأمام .
و هو العقل الذي سوف يرمي به في رمية واحدة إلى أطراف الكون . حيث يعيش و يتكاثر و ينعم . و ينسانا . و ينكِرنا .
نحن أجداده الذين حملنا الطين على أكتافنا لنبني له غرفات مهده التي وُلِد فيها .
مقال / حدوتة
من كتاب / تأملات في دنيا الله
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ 💠✨ #قصة_و_عبرة✨💠
شاب كان يزور أمه في دار المسنين كل فترة،
وفي إحدى المرات جاءته مكالمة من دار المسنين تخبره بأن أمه تحتضر، فذهب الابن مُستعجلاً ليرى أمه قبل أن تغادر الحياة.
فسألها ماذا تريديني أن أفعل لك يا أماه
قالت الأم :
أتمنى منك أن تضع مراوح في بيت العجزة؛ لأنه لا يوجد لديهم مراوح،
وأن تضع ثلاجات للطعام الجيد فكم نمت من غير أكل .
فرد الابن باندهاش الآن تطلبين هذه الأشياء وانتي تحتضرين ؟؟
لماذا لم تشتكي من قبل؟
ردت الأم بحزن ..
لقد تأقلمت مع الحر والجوع، ولكنني أخشى عليك أنت أن لا تتأقلم عليهما عندما يأتي بك أبناؤك إلى هنا في الكبر.
۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24).
لـ/وفاء ابو خطيب. ❝ ⏤وفاء أبو خطيب
شاب كان يزور أمه في دار المسنين كل فترة،
وفي إحدى المرات جاءته مكالمة من دار المسنين تخبره بأن أمه تحتضر، فذهب الابن مُستعجلاً ليرى أمه قبل أن تغادر الحياة.
فسألها ماذا تريديني أن أفعل لك يا أماه
قالت الأم :
أتمنى منك أن تضع مراوح في بيت العجزة؛ لأنه لا يوجد لديهم مراوح،
وأن تضع ثلاجات للطعام الجيد فكم نمت من غير أكل .
فرد الابن باندهاش الآن تطلبين هذه الأشياء وانتي تحتضرين ؟؟
لماذا لم تشتكي من قبل؟
ردت الأم بحزن .
لقد تأقلمت مع الحر والجوع، ولكنني أخشى عليك أنت أن لا تتأقلم عليهما عندما يأتي بك أبناؤك إلى هنا في الكبر.
۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24).
❞ #الهندسة_الميكانيكية\"
تهتم الهندسة الميكانيكية بالتصميم، والبنية، وتشغيل الطاقة، وآلات المصنع، والعمال، فهي تتعامل مع أيّ شيءٍ يتحرك، ومن الطرق الشائعة لتقسيم الهندسة الميكانيكية هي باستخدام الحرارة وتصميم الآلات، حيث يهتم تصميم الآلات بالمعدات، وتشمل تلك التي تستخدم العمليات الحرارية في عملها، كما ويتمّ توليد وتوزيع واستخدام الحرارة في الغلايات، ومحركات الحرارة، وأنظمة التكييف والثلاجات.. ❝ ⏤جانيز فان كليف
❞#الهندسة_الميكانيكية˝ تهتم الهندسة الميكانيكية بالتصميم، والبنية، وتشغيل الطاقة، وآلات المصنع، والعمال، فهي تتعامل مع أيّ شيءٍ يتحرك، ومن الطرق الشائعة لتقسيم الهندسة الميكانيكية هي باستخدام الحرارة وتصميم الآلات، حيث يهتم تصميم الآلات بالمعدات، وتشمل تلك التي تستخدم العمليات الحرارية في عملها، كما ويتمّ توليد وتوزيع واستخدام الحرارة في الغلايات، ومحركات الحرارة، وأنظمة التكييف والثلاجات. ❝