❞ *نجمتي الشاردة*
تسلل إلى عالمي في وقتٍ كانت تملأني الجراح، منحني وعدًا بالبقاء، استقر عشقه في قلبي، وشددت إليه الرحال، في ليالي البرد كان هو شمسي التي تدفئني، أنفاسه، حنانه، عطره الفريد، وكلماته التي تبث بي الأمل للحياة؛ يجعلونني في حالة سكر، كامع الشعر أحرفي؛ لأخبره كم هواه ذلك الفؤاد، نُقِش ذلك الهيام على قلبي باسمه؛ لتصمت الأفواه وتتحدث الأعين، لم أعد أستطيع الابتعاد؛ لقد أيقظ بداخلي مشاعر دُفِنت في أعماقي منذ سنواتٍ طوال، مجرمٌ جريمته الأكبر هي احتلالي، حبه كتب في قدري منذ ولادتي، هو مُناي والمنتهَى، أخبرني ما هي الصلة بين عينيكَ والنجوم؟ لقد سافرت لرؤية تلك النجمة الشاردة؛ فرأيتك أنت، صوت ابتهالٍ ولحنٍ أتى من بعيد؛ فقرع داخلي كالأجراس، عدني أن تبقى بجواري، وأن لا تهجر أرضي يومًا؛ فأنا بدونك يا عاشقي أذبل وأفنى.
★بقلمي
★ک/أسماء عبد العاطي بركة. ❝ ⏤سوسو بركه
❞*نجمتي الشاردة*
تسلل إلى عالمي في وقتٍ كانت تملأني الجراح، منحني وعدًا بالبقاء، استقر عشقه في قلبي، وشددت إليه الرحال، في ليالي البرد كان هو شمسي التي تدفئني، أنفاسه، حنانه، عطره الفريد، وكلماته التي تبث بي الأمل للحياة؛ يجعلونني في حالة سكر، كامع الشعر أحرفي؛ لأخبره كم هواه ذلك الفؤاد، نُقِش ذلك الهيام على قلبي باسمه؛ لتصمت الأفواه وتتحدث الأعين، لم أعد أستطيع الابتعاد؛ لقد أيقظ بداخلي مشاعر دُفِنت في أعماقي منذ سنواتٍ طوال، مجرمٌ جريمته الأكبر هي احتلالي، حبه كتب في قدري منذ ولادتي، هو مُناي والمنتهَى، أخبرني ما هي الصلة بين عينيكَ والنجوم؟ لقد سافرت لرؤية تلك النجمة الشاردة؛ فرأيتك أنت، صوت ابتهالٍ ولحنٍ أتى من بعيد؛ فقرع داخلي كالأجراس، عدني أن تبقى بجواري، وأن لا تهجر أرضي يومًا؛ فأنا بدونك يا عاشقي أذبل وأفنى.
❞ خطر لي ذات مساء أن أقوم ببحث في سراديب ذاكرتي .. فأرصد في ورقة كل ما أحفظه من أرقام ..
رقم الباسبور ورقم العربة ورقم الشقة ورقم البطاقة العائلية وتليفونات من أعرف من الأصدقاء والزملاء .. وتليفونات المصالح والجرائد .. وأرقام جدول الضرب التي أحفظها غيباً وعمليات الجمع والطرح والقسمة الأولية التي أعرفها بالبداهة .. وتواريخ ميلادي وميلاد أولادي .. وثوابت الرياضة والطبيعة مثل النسبة التقريبية وسرعة الضوء وسرعة الصوت ومجموع زوايا المثلث ودرجة غليان الماء .. وما تعلمته في كلية الطب عن نسبة سكر الدم وعدد الكريات الحمراء وعدد الكريات البيضاء وحجم الدم وسرعة النبض وسرعة التنفس وجرعات العقاقير ..
وفي لحظات تجمعت تحت يدي عدة صفحات من مئات الأرقام .. تداعت في ذهني ولمعت كالبرق وكأني حاسب إلكتروني .. وكان المشهد مذهلاً .
كيف أحفظ هذا الكم الهائل من الأعداد .. كل عدد يبلغ طوله ستة أو سبعة أرقام ؟
وأين تختفي هذه الأرقام في تلافيف المخ ؟
وكيف يتم استدعاؤها فتلمع في الوعي كالبرق الخاطف ؟
وبأي أسلوب تصطف هذه الأرقام في أعداد متمايزة .. كل عدد له مذكرة تفسيرية ملحقة به تشرح دلالته ومعناه ؟
وكيف تتراكم المئات والمئات من هذه الأرقام في ذاكرتنا ولا تختلط ولايطمس بعضها بعضاً؟
وغير الأرقام .. هناك الأسماء والإصطلاحات والكلمات .. والأشكال والوجوه .. تزدحم بها رأسنا . وهناك معالم الطبيعة التي طُفنا بها والأماكن التي زرناها .. وهناك الروائح .. ومع كل رائحة صورة لامرأة عرفناها أو مشهد نذكره ولواعج وأشواق وقصص وسيناريو من آلاف اللقطات .. وهناك الطعوم .. والنكهات .. يأتي الطعم في الفم فيسيل اللعاب شوقاً أو يتحرك الغثيان إشمئزازاً .. ومع كل طعم .. يجري شريط يحكي عن وليمة دسمة ذات يوم أو جرعة دواء مريرة ومرض طويل ممض وأوجاع أليمة .. حتى لمسة النسيم الحريرية ورائحة أصداف الشاطئ تحفظها لنا الذاكرة فتهب علينا لفحات الهواء الرطيب مع ذكراها وكأننا نعيشها من جديد .
حتى الأصوات والهمسات والوشوشات والصخَب والصراخ والضجيج والعويل والنشيج .
وفاصل من موسيقى ..
ومقطع من أغنية ..
ولطمة على وجه ..
وقرقعة عصاً على الظهر ..
وحشرجة ألم ..
كل هذا تحفظه الذاكرة وتسجله في دقة شديدة وأمانة .. ومعه بطاقة بالتاريخ والمناسبة وأسماء الأشخاص وظروف الواقعة ومحضر بالأقوال .. معجزة .. إسمها الذاكرة .
إن معنا رقيباً حقيقياً يكتب بالورقة والقلم كل دبة نمل في قلوبنا ؟
وما نتخيل أحياناً أننا نسيناه نكتشف أننا لم ننسه وأنه موجود يظهر لنا فجأة في لحظة استرخاء أو حلم أو بعد كأس أو في عيادة طبيب نفسي .. وأحياناً يظهر في زلة لسان أو خطأ إملائي .
لا شيء يُنسَى أبداً .. ولا شيء يضيع .. والماضي مكتوب بالفعل لحظة بلحظة ودقة قلب بدقة قلب .
والسؤال الكبير بل اللغز المحير هو .. أين توجد هذه الصور .. أين هذا الأرشيف السري ؟
وهو سؤال حاول أن يجيب عليه أكثر من عالِم وأكثر من فيلسوف .
الفلاسفة الماديون قالوا إن الذاكرة في المخ .. وإنها ليست أكثر من تغيرات كيميائية كهربائية تحدث لمادة المخ نتيجة الفعل العصبي للحوادث تماماً كما يحدث لشريط ريكوردر عند التسجيل .. وإن هذه اللفائف المسجلة تُحفَظ بالمخ وإنها تدور تلقائياً لحظة محاولة التذكر فتعيد ما كان .. في أمانة ودِقة .
الذاكرة مجرد نقش وحفر على مادة الخلايا .
ومصيرها أن تَبلَى وتتآكل كما تبلى النقوش وتتآكل وينتهي شأنها حينما ينتهي الإنسان بالموت وتتآكل خلاياه .
رأي مريح وسهل ولكنه أوقع أصحابه في مطلب لم يستطيعوا الخروج منه ..
فإذا كانت الذاكرة هي مجرد طارئ مادي يطرأ على مادة الخلايا فينبغي أن تتلف الذاكرة لأي تلف مادي مناظر في الخلايا المخية .. وينبغي أن يكون هناك توازٍ بين الحادثين .. كل نقص في ذاكرة معينة لا بد أن يقابله تلف في الخلايا المختصة المقابلة .. وهو أمر لا يشاهَد في إصابات المخ وأمراضه .. بل ما يشاهد هو العكس .
يصاب مركز الكلمات فلا تصاب ذاكرة الكلمات بأي تلف , وإنما الذي يحدث هو عاهة في النطق .. في الأداء الحركي للعضلات التي تنطق الكلمات . إن الموتور هو الذي يتلف بتلف الخلايا .. أما الذاكرة .. أما صورة الكلمات في الذهن فتظل سليمة .
♦♦ وهذا دليل على أن وظيفة المخ ليست الذاكرة ولا التذكر .
وإنما المخ هو مجرد سنترال يعطي التوصيلة .
هو مجرد أداة تُعَبّر به الكلمة عن نفسها في وسط مادي فتصبح صوتًا مسموعًا .. كما يفعل الراديو حينما يحوّل الموجة اللاسلكية إلى نبض كهربائي مسموع .. فإذا أصيب الراديو بعطل فلا يكون معنى هذا العطل أن تتعطل موجة الأثير .. وإنما فقط يحدث شلل في جهاز النطق في الراديو . أما الموجة فتظل سليمة على حالها يمكن أن يلتقطها راديو آخر سليم .
وهذا حال الذاكرة .. فهي صور وأفكار ورُؤى مستقلة مسكنها ومستقرها الروح وليس المخ ولا الجسد بحال .. وما المخ إلا وسيلة لنقل هذه الصور لتصبح كلمات منطوقة مسموعة في عالم ماديّ .
فإذا أصيب المخ بتلف .. يصاب النطق بالتلف ولا تصاب الذاكرة لأن الذاكرة حكمها حكم الروح ولا يجري عليها ما يجري على الجسد .
التوازي مفقود بين الإثنين مما يدل على أننا أمام مستويين (جسد .. وروح ) لا مستوى واحد إسمه المادة .
وفي حوادث النسيان المرحلي .. الذي تنسى فيه مرحلة زمنية بعينها ( وهو الموضوع المحبب عند مؤلفي السينما المصريين ) .. ينسى المصاب فترة زمنية بعينها فتُمحى تمامًا من وعيه وتكشط من ذاكرته .
وكان يتحتم تبعًا للنظرية المادية أن نعثر على تلف مخي جزئي مقابل ومناظر للفترة المنسية .
لكن من الملاحَظ أن أغلب تلك الحالات هي حالات صدمة نفسية عامة وليست تلفًا جزئيًا محددًا .
مرة أخرى نجد أن التوازي مفقود بين حجم الحادث وبين حجم التلف المادي .
وفي حالات التلف المادي الشديد للمخ نتيجة الكسور أو الإلتهابات أو النمو السرطاني , حينما يبدأ النسيان الكامل يلاحظ دائمًا أن هذا النسيان يتخذ نظامًا خاصًا فتُنسَى في البداية أسماء الأعلام وآخر ما يُنسَى هي الكلمات الدالة على الأفعال .
وهذا التسلسل المنتظم في النسيان في مقابل إصابة غير منتظمة .. وفي مقابل تلف مشوش أصاب المخ كيفما اتفق , هو مرة أخرى عدم توازٍ له معنى .. فهنا إصابة في الذاكرة لا علاقة لها من حيث المدى والكم والنظام بالإصابة المادية للمخ .
وهكذا تتحطم النظرية المادية للذاكرة على حائط مسدود .
ونجد أنفسنا أمام ظاهرة متعالية على الجسد وعلى خلايا المخ .
وسوف تموت وتتعفن الخلايا المخية وتظل الذاكرة شاخصة حية بتفصيلاتها ودقائقها تذكرنا في حياتنا الروحية الثانية بكل ما فعلناه .
ولم يكن الجسد إلا جهازاً تنفيذيّاً للفعل وللإفصاح عن النوايا في عالم الدنيا المادي .. كان مجرد أداة للروح ومطية لها .
لم يكن المخ إلا سنترالًا .. وكابلات توصيل .
وكل دوره هو أن يعطي التوصيلة من عالم الروح إلى عالم المادة أو كما يقول برجسون DONNER LA COMMUNICATION ....... يعطي الخط .
كابلات الأعصاب تنقل مكنون الروح وتحوله إلى نبض إلكتروني لتنطق به عضلات اللسان على الطرف الآخر .. كما يفعل الراديو بالموجة اللاسلكية ..
وهكذا نتبادل الكلام كأجساد في عالم مادي .. فإذا ماتت أجسادنا عدنا أرواحًا .. لنتذاكر ما فعلناه في دنيانا لحظة بلحظة حيث كل حرف وكل فعل مسجل .
بل إن هناك نظريات علمية تمضي لأكثر من هذا فترى أن التحصيل هو في ذاته عملية تذكر لعلم قديم مكنوز ومسطور في الروح .. وليس تعلماً من السبورة .. فنحن لا نكتشف أن 2 × 2 = 4 من عدم , وإنما نولد بها .. وكل ما نفعله أننا نتذكرها .. وكذلك بداهات الرياضة والهندسة والمنطق .. كلها بداهات نولد بها مكنوزة فينا .. وكل ما يحدث أننا نتذكرها .. تُذكِرنا بها الخبرة الدنيوية كل لحظة .
وبالمثل شخصيتنا .. نولد بها مسطورة في روحنا .. وكل ما يحدث أن الواقع الدنيوي يقدم المناسبات والملابسات والقالب المادي لتفصح هذه الشخصية عن خيرها وشرها .. فيسجل عليها فعلها .
والتسجيل هو الأمر الجديد الذي يتم في الدنيا .
الإنتقال من حالة النية إلى حالة التلبس .
وهذا ما تُعبِّر عنه الأديان بأن يحق القول على المذنب بعد الإبتلاء والإختبار في الدنيا .. فتحق عليه الضلالة وتلزمه رتبته .
وهو أمر قد سبق إليه علم الله .. علم الحصر لا علم الإلزام .. فالله لا يلزم أحداً بخطيئة ولا يقهره على شر .. وإنما كل واحد يتصرف على وفاق طبيعته الداخلية .. فعله هو ذاته .. وليس في ذلك أي معنى من معاني الجبر .. لأن هذه الطبيعة الداخلية هي التي نسميها أحيانًا الضمير وأحيانًا السريرة وأحيانًا الفؤاد .. ويسميها الله (( السر )) .
(( يعلم السر وأخفَى )) .
ونقول عنها في تعبيراتنا الشعبية عن الموت (( طلع السر الإلهي )) أي صعدت الروح إلى بارئها ..
هذا السر المطلسم هو ابتداء حر ومبادرة أعتقها الله من كل القيود ليكون فعلها هو ذاتها وليكون هواها دالاً عليها .
ومِن هنا لا يصح القول بالحتميات في المجال الإنساني أمثال حتمية الصراع الطبقي والجبرية التاريخية .. لأن الإنسان مجال حر وليس مسمارًا أو ترسًا في ماكينة .
وكما لا يمكن التنبؤ بما يأتي به الغد في حياة فرد فإنه يستحيل القول بالحتم أو الجبر في مجال المجتمعات والتاريخ .. وكل ما يمكن القول به هو الترجيح والإحتمال بناء على مقدمات إحصائية .. وهو ترجيح يخطئ ويصيب ويحدث فيه تفاوت في طرفيه .. فمعدل عمر الإنسان في إنجلترا مثلاً هو ستون سنة .. وهذا المعدل معدل إحصائي مأخوذ من متوسطات أرقام .. وهو غير ملزم بالنسبة للفرد , فقد يعيش فرد مثل برناردشو في إنجلترا أكثر من تسعين سنة ويتجاوز المعدل . وقد يموت في سن العشرين في حادثة . وقد يموت وهو طفل بمرضٍ معدٍ ..
ثم إن المعدل ذاته قابل للتذبذب من طرفيه صعودًا وهبوطًا من سنة لأخرى ..
فلا يصح القول بالحتمية والجَبر في هذا الموضوع .. ولا يجوز إخضاع المجال الإنساني سواء كان فرداً أو مجتمعاً أو تاريخاً لقالب نظري أو معادلة أو حسبة إحصائية أو فرض فلسفي .
إنما تأتي فكرة الحتمية الخاطئة من التصور الخاطئ للإنسان على أنه جسد بلا نفس وبلا روح وبلا عقل ..واعتبار النفس والعقل مجرد مجموعة الوظائف العليا للجهاز العصبي.
ومن الواقع المشاهد من خضوع الجسم للقوانين الفسيولوجية يستنتج المفكر المادي أن الإنسان والإنسانية بأسرها مغلولة في القوانين المادية.
وهكذا يجعل من الإنسان كتلة مادية أشبه بكتلة القمر محكومة في دورانه حول الأرض والشمس بالحتميات الفلكية.
وينسى أن الإنسان يعيش في مستويين.
مستوى الزمن الخارجي الموضوعي المادي .. زمن الساعة .. وفي هذا الزمن يرتبط بالمواعيد والضرورات الإجتماعية ويعيش في أَسر القوانين والحتميات .
ومستوى زمنه الخاص الداخلي .. زمن الشعور وزمن الحلم .. وفي هذا المستوى يعيش حياة حرة بالفعل .. فيفكر ويحلم ويبتكر ويخترع و يقف من كل المجتمع و التاريخ موقف الثورة .. بل يستطيع أن ينقل هذه الثورة الداخلية إلى فعل خارجي فيقلب المجتمع و يغير التاريخ من أساسه كما حدث في كل الثورات التقدمية .
هذه الثنائية هي صفة ينفرد بها الإنسان .
وهذه الحياة الداخلية الحرة يختص بها الإنسان دون الجماد
وهذه النفس التي يملكها تتصف بصفات مختلفة مغايرة لصفت الجماد .. فهنا نحن أمام وحدة لا امتداد لها في المكان ..
هي الـ (( أنا )) تتصف بالحضور والديمومة والشخوص والكينونة والمثول الدائم في الوعي .. ثم هي تفرض نفسها على الواقع الخارجي وتغيره .. وتفرض نفسها على الجسد وتحكمه وتقوده وتعلو على ضروراته .. فتفرض عليه الصوم والحرمان إختياراً .
بل قد تقوده إلى الموت فداء وتضحية ..
مثل هذه النفس لا يمكن أن تكون مجرد ناتج ثانوي من نواتج الجسد وذيلًا تابعًا له ومادة تطورت منه .. مثل هذه النظريات المادية لا تفسر لنا شيئًا .. وإنما لابد لنا أن نسلم أن هذه النفس عالية على الجسد متعالية عليه وأنها من جوهر مفارق لجوهر الجسد وحاكم عليه .. فهي في واقع الأمر تستخدم الجسد كأداة لأغراضها ومطية لأهدافها كما يستخدم العقل المخ مجرد توصيلة أو سنترال .
ولا بد أن يتداعى إلى ذهننا الإحتمال البديهي من أن هذه النفس لا يمكن أن يجري عليها ما يجري على الجسد من موت وتآكل وتعفن بحكم جوهرها الذي تشعر به متصفًا بالحضور والديمومة والشخوص في الوعي طوال الوقت .. فلا تتآكل كما يتآكل الجسد ولا هي تقع كما يقع الشعر ولا هي تبلى كما تبلى الأسنان .
وإنه لأمر بديهي تمامًا أن نتصور بقاءها بعد الموت .
فإذا نحن تأملنا ما يصاحب أفعالنا من تردد قبل اختيار القرار ثم شعور بالمسئولية في أثناء العمل ثم ندم أو راحة بعد تمامه .. فنحن نستنتج أننا أمام حالة مراقبة فطرية وفكرة ملحة بالحساب وبأن هناك خطأ وصوابًا . وإننا نعلم بداهةً وبالفطرة التي ولدنا بها أن العدل والنظام هو ناموس الوجود .. وأن المسئولية هي القاعدة .
ويفترض لنا هذا الشعور الفطري القهري أن الظالم الذي أفلت من عقاب الأرض .. والقاتل الذي أفلت من محاسبة القانون البري الأرضي .. لابد أن يعاقَب ويحاسَب .. لأن العالم الذي نعيش فيه يفصح عن النظام والإنضباط من أصغر ذرة إلى أكبر فلك .. والعبث غير موجود إلا في عقولنا وأحكامنا المنحرفة .
وفكرة العدل والنظام وضرورة العدل عالم آخر يتم فيه العدل والنظام والمحاسبة .
كل هذا علم نولد به .. وحقيقة تقول بها الفطرة والبداهة .
ولا غرابة في أن يعترف مفكر غربي ألماني وهو (( عمانويل كانت )) بهذه الحقيقة في كتابة (( نقد العقل العلمي )) .
ولا غرابة في أن يصل إلى هذه النتيجة السليمة دون أن يقرأ قرآنًا .
إنها الفطرة والبداهة التي تقوم عليها جميع العلوم .
ولا حاجة لأن يقرأ العقل السليم الكتاب المقدس ليكتشف أن له روحًا و أن له حياة بعد الموت و أن هناك حساباًَ .. فالفطرة السليمة تضيء لصاحبها الطريق إلى هذه الحقائق .
وهذا العلم الذي نولد به .. وهذه البداهة التي نولد بها .. تقوم شاهدة على جميع العلوم المكتسبة وملزمة لها .. فجميع العلوم المكتسبة يجوز فيها الخطأ والصواب .. أما العلم الذي نولد به فهو جزء من نظام الكون المحكم .. وهو الحقيقة الأولى التي نعمل على ضوئها نرى جميع الحقائق الفرعية .. وهي المعيار والمقياس .. وإذا فسد المعيار فسد كل شيء وأصبح كل شيء عبثًا في عبث وهو أمر غير صحيح .
وإذا اتهمنا بالبداهة فإن جميع العلوم والمعارف سوف ينسحب عليها الإتهام وسوف تنهدم لأنها تقوم أصلاً على البداهات .
فنحن هنا أمام أصل من أصول المعرفة ومرجع لا يجوز الشك فيه ( لأن هذا المرجع شأنه شأن الحياة ذاتها ) نحن أمام متن هو لحم المعرفة ودمها . وكما نأتي إلى الحياة مزودين بعضلات لنتحرك بها وندافع عن أنفسنا كذلك نولد مزودين بالبداهات الأولى لنحتكم إليها في إدراك الحق من الباطل والصواب من الخطأ .
وأعلى درجات المعرفة هي ما يأتيك من داخلك , فأنت تستطيع أن تدرك وضعك ( هل أنت واقف أو جالس أو راقد ) دون أن تنظر إلى نفسك .. يأتيك هذا الإدراك وأنت مغمض العينين .. يأتيك من داخلك .. وتقوم هذه المعرفة حجة على أية مشاهدة .
وحينما تقول .. أنا سعيد .. أنا شقيّ .. أنا أتألم .. فكلامك يقوم حجة بالغة ولا يجوز تكذيبه بحجة منطقية .. بل إن تناول هذا الأمر بالمنطق هو تنطع ولجاجة لا معنى لها .. فلا أحد أعرف بحال نفسك من نفسك ذاتها .
وبالمثل شهادة الفطرة وحكم البداهة هي حجة على أعلى مستوى .. وحينما تقول الفطرة والبداهة مؤيدة بالعلم والفكر والتأمل حينما تقول بوجود الروح والنفس .. وبالحرية وبالمسئولية والمحاسبة , وحينما توحي بالتصرف على أساس أن في الكون نظامًا .. فنحن هنا أمام حجة على أعلى مستوى من اليقين .
وهو يقين مثل يقين العيَان أو أكثر .. فالفطرة عضو مثل العين نولد به .
وهو يقين أعلى من يقين العلم .. لأن الصدق العلمي هو صدق إحصائي والنظريات العلمية تُستنتَج من متوسطات الأرقام .. أما حكم البداهة فله صفة القطع والإطلاق
2 × 2 = 4 هي حقيقة مطلقة صادقة صدقًا مطلقًا , لا يجوز عليها ما يجوز من نسخ وتطور وتغير في نظريات العلم لأنها مقبولة بديهية .
1 + 1 = 2 مسألة لا تقبل الشك لأنها حقيقة ألقتها إلينا الفطرة من داخلنا وأوحت بها البداهة .
وهي معرفة أولى جاءت إلينا مع شهادة الميلاد .
لو أدرك الإنسان هذا لأراح واستراح .. ولوفّر على نفسه كثيراً من الجدل والشقشقة والسفسطة والمكابرة في مسألة الروح والجسد .. والعقل والمخ .. والحرية والجبر .. والمسئولية والحساب .. ولاكتفى بالإصغاء إلى ما تهمس به فطرته وما يُفتي به قلبه وما تشير به بصيرته .
وذرة من الإخلاص أفضل من قناطير من الكتب .
لنصغي إلى صوت نفوسنا وهمس بصائرنا في إخلاص شديد دون محاولة تشويه ذلك الصوت البكر بحبائل المنطق وشراك الحجج .
وعلى من يشك في كلامي .. وعلى هواة الجدل والنقاش والمقارعة المنطقية أن يعودوا فيقرأوا مقالي من أوله .
..
مقال / الروح
من كتاب : رحلتي من الشك إلى الإيمان
للدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ خطر لي ذات مساء أن أقوم ببحث في سراديب ذاكرتي . فأرصد في ورقة كل ما أحفظه من أرقام .
رقم الباسبور ورقم العربة ورقم الشقة ورقم البطاقة العائلية وتليفونات من أعرف من الأصدقاء والزملاء . وتليفونات المصالح والجرائد . وأرقام جدول الضرب التي أحفظها غيباً وعمليات الجمع والطرح والقسمة الأولية التي أعرفها بالبداهة . وتواريخ ميلادي وميلاد أولادي . وثوابت الرياضة والطبيعة مثل النسبة التقريبية وسرعة الضوء وسرعة الصوت ومجموع زوايا المثلث ودرجة غليان الماء . وما تعلمته في كلية الطب عن نسبة سكر الدم وعدد الكريات الحمراء وعدد الكريات البيضاء وحجم الدم وسرعة النبض وسرعة التنفس وجرعات العقاقير .
وفي لحظات تجمعت تحت يدي عدة صفحات من مئات الأرقام . تداعت في ذهني ولمعت كالبرق وكأني حاسب إلكتروني . وكان المشهد مذهلاً .
كيف أحفظ هذا الكم الهائل من الأعداد . كل عدد يبلغ طوله ستة أو سبعة أرقام ؟
وأين تختفي هذه الأرقام في تلافيف المخ ؟
وكيف يتم استدعاؤها فتلمع في الوعي كالبرق الخاطف ؟
وبأي أسلوب تصطف هذه الأرقام في أعداد متمايزة . كل عدد له مذكرة تفسيرية ملحقة به تشرح دلالته ومعناه ؟
وكيف تتراكم المئات والمئات من هذه الأرقام في ذاكرتنا ولا تختلط ولايطمس بعضها بعضاً؟
وغير الأرقام . هناك الأسماء والإصطلاحات والكلمات . والأشكال والوجوه . تزدحم بها رأسنا . وهناك معالم الطبيعة التي طُفنا بها والأماكن التي زرناها . وهناك الروائح . ومع كل رائحة صورة لامرأة عرفناها أو مشهد نذكره ولواعج وأشواق وقصص وسيناريو من آلاف اللقطات . وهناك الطعوم . والنكهات . يأتي الطعم في الفم فيسيل اللعاب شوقاً أو يتحرك الغثيان إشمئزازاً . ومع كل طعم . يجري شريط يحكي عن وليمة دسمة ذات يوم أو جرعة دواء مريرة ومرض طويل ممض وأوجاع أليمة . حتى لمسة النسيم الحريرية ورائحة أصداف الشاطئ تحفظها لنا الذاكرة فتهب علينا لفحات الهواء الرطيب مع ذكراها وكأننا نعيشها من جديد .
حتى الأصوات والهمسات والوشوشات والصخَب والصراخ والضجيج والعويل والنشيج .
وفاصل من موسيقى .
ومقطع من أغنية .
ولطمة على وجه .
وقرقعة عصاً على الظهر .
وحشرجة ألم .
كل هذا تحفظه الذاكرة وتسجله في دقة شديدة وأمانة . ومعه بطاقة بالتاريخ والمناسبة وأسماء الأشخاص وظروف الواقعة ومحضر بالأقوال . معجزة . إسمها الذاكرة .
إن معنا رقيباً حقيقياً يكتب بالورقة والقلم كل دبة نمل في قلوبنا ؟
وما نتخيل أحياناً أننا نسيناه نكتشف أننا لم ننسه وأنه موجود يظهر لنا فجأة في لحظة استرخاء أو حلم أو بعد كأس أو في عيادة طبيب نفسي . وأحياناً يظهر في زلة لسان أو خطأ إملائي .
لا شيء يُنسَى أبداً . ولا شيء يضيع . والماضي مكتوب بالفعل لحظة بلحظة ودقة قلب بدقة قلب .
والسؤال الكبير بل اللغز المحير هو . أين توجد هذه الصور . أين هذا الأرشيف السري ؟
وهو سؤال حاول أن يجيب عليه أكثر من عالِم وأكثر من فيلسوف .
الفلاسفة الماديون قالوا إن الذاكرة في المخ . وإنها ليست أكثر من تغيرات كيميائية كهربائية تحدث لمادة المخ نتيجة الفعل العصبي للحوادث تماماً كما يحدث لشريط ريكوردر عند التسجيل . وإن هذه اللفائف المسجلة تُحفَظ بالمخ وإنها تدور تلقائياً لحظة محاولة التذكر فتعيد ما كان . في أمانة ودِقة .
الذاكرة مجرد نقش وحفر على مادة الخلايا .
ومصيرها أن تَبلَى وتتآكل كما تبلى النقوش وتتآكل وينتهي شأنها حينما ينتهي الإنسان بالموت وتتآكل خلاياه .
رأي مريح وسهل ولكنه أوقع أصحابه في مطلب لم يستطيعوا الخروج منه .
فإذا كانت الذاكرة هي مجرد طارئ مادي يطرأ على مادة الخلايا فينبغي أن تتلف الذاكرة لأي تلف مادي مناظر في الخلايا المخية . وينبغي أن يكون هناك توازٍ بين الحادثين . كل نقص في ذاكرة معينة لا بد أن يقابله تلف في الخلايا المختصة المقابلة . وهو أمر لا يشاهَد في إصابات المخ وأمراضه . بل ما يشاهد هو العكس .
يصاب مركز الكلمات فلا تصاب ذاكرة الكلمات بأي تلف , وإنما الذي يحدث هو عاهة في النطق . في الأداء الحركي للعضلات التي تنطق الكلمات . إن الموتور هو الذي يتلف بتلف الخلايا . أما الذاكرة . أما صورة الكلمات في الذهن فتظل سليمة .
♦♦ وهذا دليل على أن وظيفة المخ ليست الذاكرة ولا التذكر .
وإنما المخ هو مجرد سنترال يعطي التوصيلة .
هو مجرد أداة تُعَبّر به الكلمة عن نفسها في وسط مادي فتصبح صوتًا مسموعًا . كما يفعل الراديو حينما يحوّل الموجة اللاسلكية إلى نبض كهربائي مسموع . فإذا أصيب الراديو بعطل فلا يكون معنى هذا العطل أن تتعطل موجة الأثير . وإنما فقط يحدث شلل في جهاز النطق في الراديو . أما الموجة فتظل سليمة على حالها يمكن أن يلتقطها راديو آخر سليم .
وهذا حال الذاكرة . فهي صور وأفكار ورُؤى مستقلة مسكنها ومستقرها الروح وليس المخ ولا الجسد بحال . وما المخ إلا وسيلة لنقل هذه الصور لتصبح كلمات منطوقة مسموعة في عالم ماديّ .
فإذا أصيب المخ بتلف . يصاب النطق بالتلف ولا تصاب الذاكرة لأن الذاكرة حكمها حكم الروح ولا يجري عليها ما يجري على الجسد .
التوازي مفقود بين الإثنين مما يدل على أننا أمام مستويين (جسد . وروح ) لا مستوى واحد إسمه المادة .
وفي حوادث النسيان المرحلي . الذي تنسى فيه مرحلة زمنية بعينها ( وهو الموضوع المحبب عند مؤلفي السينما المصريين ) . ينسى المصاب فترة زمنية بعينها فتُمحى تمامًا من وعيه وتكشط من ذاكرته .
وكان يتحتم تبعًا للنظرية المادية أن نعثر على تلف مخي جزئي مقابل ومناظر للفترة المنسية .
لكن من الملاحَظ أن أغلب تلك الحالات هي حالات صدمة نفسية عامة وليست تلفًا جزئيًا محددًا .
مرة أخرى نجد أن التوازي مفقود بين حجم الحادث وبين حجم التلف المادي .
وفي حالات التلف المادي الشديد للمخ نتيجة الكسور أو الإلتهابات أو النمو السرطاني , حينما يبدأ النسيان الكامل يلاحظ دائمًا أن هذا النسيان يتخذ نظامًا خاصًا فتُنسَى في البداية أسماء الأعلام وآخر ما يُنسَى هي الكلمات الدالة على الأفعال .
وهذا التسلسل المنتظم في النسيان في مقابل إصابة غير منتظمة . وفي مقابل تلف مشوش أصاب المخ كيفما اتفق , هو مرة أخرى عدم توازٍ له معنى . فهنا إصابة في الذاكرة لا علاقة لها من حيث المدى والكم والنظام بالإصابة المادية للمخ .
وهكذا تتحطم النظرية المادية للذاكرة على حائط مسدود .
ونجد أنفسنا أمام ظاهرة متعالية على الجسد وعلى خلايا المخ .
وسوف تموت وتتعفن الخلايا المخية وتظل الذاكرة شاخصة حية بتفصيلاتها ودقائقها تذكرنا في حياتنا الروحية الثانية بكل ما فعلناه .
ولم يكن الجسد إلا جهازاً تنفيذيّاً للفعل وللإفصاح عن النوايا في عالم الدنيا المادي . كان مجرد أداة للروح ومطية لها .
لم يكن المخ إلا سنترالًا . وكابلات توصيل .
وكل دوره هو أن يعطي التوصيلة من عالم الروح إلى عالم المادة أو كما يقول برجسون DONNER LA COMMUNICATION .... يعطي الخط .
كابلات الأعصاب تنقل مكنون الروح وتحوله إلى نبض إلكتروني لتنطق به عضلات اللسان على الطرف الآخر . كما يفعل الراديو بالموجة اللاسلكية .
وهكذا نتبادل الكلام كأجساد في عالم مادي . فإذا ماتت أجسادنا عدنا أرواحًا . لنتذاكر ما فعلناه في دنيانا لحظة بلحظة حيث كل حرف وكل فعل مسجل .
بل إن هناك نظريات علمية تمضي لأكثر من هذا فترى أن التحصيل هو في ذاته عملية تذكر لعلم قديم مكنوز ومسطور في الروح . وليس تعلماً من السبورة . فنحن لا نكتشف أن 2 × 2 = 4 من عدم , وإنما نولد بها . وكل ما نفعله أننا نتذكرها . وكذلك بداهات الرياضة والهندسة والمنطق . كلها بداهات نولد بها مكنوزة فينا . وكل ما يحدث أننا نتذكرها . تُذكِرنا بها الخبرة الدنيوية كل لحظة .
وبالمثل شخصيتنا . نولد بها مسطورة في روحنا . وكل ما يحدث أن الواقع الدنيوي يقدم المناسبات والملابسات والقالب المادي لتفصح هذه الشخصية عن خيرها وشرها . فيسجل عليها فعلها .
والتسجيل هو الأمر الجديد الذي يتم في الدنيا .
الإنتقال من حالة النية إلى حالة التلبس .
وهذا ما تُعبِّر عنه الأديان بأن يحق القول على المذنب بعد الإبتلاء والإختبار في الدنيا . فتحق عليه الضلالة وتلزمه رتبته .
وهو أمر قد سبق إليه علم الله . علم الحصر لا علم الإلزام . فالله لا يلزم أحداً بخطيئة ولا يقهره على شر . وإنما كل واحد يتصرف على وفاق طبيعته الداخلية . فعله هو ذاته . وليس في ذلك أي معنى من معاني الجبر . لأن هذه الطبيعة الداخلية هي التي نسميها أحيانًا الضمير وأحيانًا السريرة وأحيانًا الفؤاد . ويسميها الله (( السر )) .
(( يعلم السر وأخفَى )) .
ونقول عنها في تعبيراتنا الشعبية عن الموت (( طلع السر الإلهي )) أي صعدت الروح إلى بارئها .
هذا السر المطلسم هو ابتداء حر ومبادرة أعتقها الله من كل القيود ليكون فعلها هو ذاتها وليكون هواها دالاً عليها .
ومِن هنا لا يصح القول بالحتميات في المجال الإنساني أمثال حتمية الصراع الطبقي والجبرية التاريخية . لأن الإنسان مجال حر وليس مسمارًا أو ترسًا في ماكينة .
وكما لا يمكن التنبؤ بما يأتي به الغد في حياة فرد فإنه يستحيل القول بالحتم أو الجبر في مجال المجتمعات والتاريخ . وكل ما يمكن القول به هو الترجيح والإحتمال بناء على مقدمات إحصائية . وهو ترجيح يخطئ ويصيب ويحدث فيه تفاوت في طرفيه . فمعدل عمر الإنسان في إنجلترا مثلاً هو ستون سنة . وهذا المعدل معدل إحصائي مأخوذ من متوسطات أرقام . وهو غير ملزم بالنسبة للفرد , فقد يعيش فرد مثل برناردشو في إنجلترا أكثر من تسعين سنة ويتجاوز المعدل . وقد يموت في سن العشرين في حادثة . وقد يموت وهو طفل بمرضٍ معدٍ .
ثم إن المعدل ذاته قابل للتذبذب من طرفيه صعودًا وهبوطًا من سنة لأخرى .
فلا يصح القول بالحتمية والجَبر في هذا الموضوع . ولا يجوز إخضاع المجال الإنساني سواء كان فرداً أو مجتمعاً أو تاريخاً لقالب نظري أو معادلة أو حسبة إحصائية أو فرض فلسفي .
إنما تأتي فكرة الحتمية الخاطئة من التصور الخاطئ للإنسان على أنه جسد بلا نفس وبلا روح وبلا عقل .واعتبار النفس والعقل مجرد مجموعة الوظائف العليا للجهاز العصبي.
ومن الواقع المشاهد من خضوع الجسم للقوانين الفسيولوجية يستنتج المفكر المادي أن الإنسان والإنسانية بأسرها مغلولة في القوانين المادية.
وهكذا يجعل من الإنسان كتلة مادية أشبه بكتلة القمر محكومة في دورانه حول الأرض والشمس بالحتميات الفلكية.
وينسى أن الإنسان يعيش في مستويين.
مستوى الزمن الخارجي الموضوعي المادي . زمن الساعة . وفي هذا الزمن يرتبط بالمواعيد والضرورات الإجتماعية ويعيش في أَسر القوانين والحتميات .
ومستوى زمنه الخاص الداخلي . زمن الشعور وزمن الحلم . وفي هذا المستوى يعيش حياة حرة بالفعل . فيفكر ويحلم ويبتكر ويخترع و يقف من كل المجتمع و التاريخ موقف الثورة . بل يستطيع أن ينقل هذه الثورة الداخلية إلى فعل خارجي فيقلب المجتمع و يغير التاريخ من أساسه كما حدث في كل الثورات التقدمية .
هذه الثنائية هي صفة ينفرد بها الإنسان .
وهذه الحياة الداخلية الحرة يختص بها الإنسان دون الجماد
وهذه النفس التي يملكها تتصف بصفات مختلفة مغايرة لصفت الجماد . فهنا نحن أمام وحدة لا امتداد لها في المكان .
هي الـ (( أنا )) تتصف بالحضور والديمومة والشخوص والكينونة والمثول الدائم في الوعي . ثم هي تفرض نفسها على الواقع الخارجي وتغيره . وتفرض نفسها على الجسد وتحكمه وتقوده وتعلو على ضروراته . فتفرض عليه الصوم والحرمان إختياراً .
بل قد تقوده إلى الموت فداء وتضحية .
مثل هذه النفس لا يمكن أن تكون مجرد ناتج ثانوي من نواتج الجسد وذيلًا تابعًا له ومادة تطورت منه . مثل هذه النظريات المادية لا تفسر لنا شيئًا . وإنما لابد لنا أن نسلم أن هذه النفس عالية على الجسد متعالية عليه وأنها من جوهر مفارق لجوهر الجسد وحاكم عليه . فهي في واقع الأمر تستخدم الجسد كأداة لأغراضها ومطية لأهدافها كما يستخدم العقل المخ مجرد توصيلة أو سنترال .
ولا بد أن يتداعى إلى ذهننا الإحتمال البديهي من أن هذه النفس لا يمكن أن يجري عليها ما يجري على الجسد من موت وتآكل وتعفن بحكم جوهرها الذي تشعر به متصفًا بالحضور والديمومة والشخوص في الوعي طوال الوقت . فلا تتآكل كما يتآكل الجسد ولا هي تقع كما يقع الشعر ولا هي تبلى كما تبلى الأسنان .
وإنه لأمر بديهي تمامًا أن نتصور بقاءها بعد الموت .
فإذا نحن تأملنا ما يصاحب أفعالنا من تردد قبل اختيار القرار ثم شعور بالمسئولية في أثناء العمل ثم ندم أو راحة بعد تمامه . فنحن نستنتج أننا أمام حالة مراقبة فطرية وفكرة ملحة بالحساب وبأن هناك خطأ وصوابًا . وإننا نعلم بداهةً وبالفطرة التي ولدنا بها أن العدل والنظام هو ناموس الوجود . وأن المسئولية هي القاعدة .
ويفترض لنا هذا الشعور الفطري القهري أن الظالم الذي أفلت من عقاب الأرض . والقاتل الذي أفلت من محاسبة القانون البري الأرضي . لابد أن يعاقَب ويحاسَب . لأن العالم الذي نعيش فيه يفصح عن النظام والإنضباط من أصغر ذرة إلى أكبر فلك . والعبث غير موجود إلا في عقولنا وأحكامنا المنحرفة .
وفكرة العدل والنظام وضرورة العدل عالم آخر يتم فيه العدل والنظام والمحاسبة .
كل هذا علم نولد به . وحقيقة تقول بها الفطرة والبداهة .
ولا غرابة في أن يعترف مفكر غربي ألماني وهو (( عمانويل كانت )) بهذه الحقيقة في كتابة (( نقد العقل العلمي )) .
ولا غرابة في أن يصل إلى هذه النتيجة السليمة دون أن يقرأ قرآنًا .
إنها الفطرة والبداهة التي تقوم عليها جميع العلوم .
ولا حاجة لأن يقرأ العقل السليم الكتاب المقدس ليكتشف أن له روحًا و أن له حياة بعد الموت و أن هناك حساباًَ . فالفطرة السليمة تضيء لصاحبها الطريق إلى هذه الحقائق .
وهذا العلم الذي نولد به . وهذه البداهة التي نولد بها . تقوم شاهدة على جميع العلوم المكتسبة وملزمة لها . فجميع العلوم المكتسبة يجوز فيها الخطأ والصواب . أما العلم الذي نولد به فهو جزء من نظام الكون المحكم . وهو الحقيقة الأولى التي نعمل على ضوئها نرى جميع الحقائق الفرعية . وهي المعيار والمقياس . وإذا فسد المعيار فسد كل شيء وأصبح كل شيء عبثًا في عبث وهو أمر غير صحيح .
وإذا اتهمنا بالبداهة فإن جميع العلوم والمعارف سوف ينسحب عليها الإتهام وسوف تنهدم لأنها تقوم أصلاً على البداهات .
فنحن هنا أمام أصل من أصول المعرفة ومرجع لا يجوز الشك فيه ( لأن هذا المرجع شأنه شأن الحياة ذاتها ) نحن أمام متن هو لحم المعرفة ودمها . وكما نأتي إلى الحياة مزودين بعضلات لنتحرك بها وندافع عن أنفسنا كذلك نولد مزودين بالبداهات الأولى لنحتكم إليها في إدراك الحق من الباطل والصواب من الخطأ .
وأعلى درجات المعرفة هي ما يأتيك من داخلك , فأنت تستطيع أن تدرك وضعك ( هل أنت واقف أو جالس أو راقد ) دون أن تنظر إلى نفسك . يأتيك هذا الإدراك وأنت مغمض العينين . يأتيك من داخلك . وتقوم هذه المعرفة حجة على أية مشاهدة .
وحينما تقول . أنا سعيد . أنا شقيّ . أنا أتألم . فكلامك يقوم حجة بالغة ولا يجوز تكذيبه بحجة منطقية . بل إن تناول هذا الأمر بالمنطق هو تنطع ولجاجة لا معنى لها . فلا أحد أعرف بحال نفسك من نفسك ذاتها .
وبالمثل شهادة الفطرة وحكم البداهة هي حجة على أعلى مستوى . وحينما تقول الفطرة والبداهة مؤيدة بالعلم والفكر والتأمل حينما تقول بوجود الروح والنفس . وبالحرية وبالمسئولية والمحاسبة , وحينما توحي بالتصرف على أساس أن في الكون نظامًا . فنحن هنا أمام حجة على أعلى مستوى من اليقين .
وهو يقين مثل يقين العيَان أو أكثر . فالفطرة عضو مثل العين نولد به .
وهو يقين أعلى من يقين العلم . لأن الصدق العلمي هو صدق إحصائي والنظريات العلمية تُستنتَج من متوسطات الأرقام . أما حكم البداهة فله صفة القطع والإطلاق
2 × 2 = 4 هي حقيقة مطلقة صادقة صدقًا مطلقًا , لا يجوز عليها ما يجوز من نسخ وتطور وتغير في نظريات العلم لأنها مقبولة بديهية .
1 + 1 = 2 مسألة لا تقبل الشك لأنها حقيقة ألقتها إلينا الفطرة من داخلنا وأوحت بها البداهة .
وهي معرفة أولى جاءت إلينا مع شهادة الميلاد .
لو أدرك الإنسان هذا لأراح واستراح . ولوفّر على نفسه كثيراً من الجدل والشقشقة والسفسطة والمكابرة في مسألة الروح والجسد . والعقل والمخ . والحرية والجبر . والمسئولية والحساب . ولاكتفى بالإصغاء إلى ما تهمس به فطرته وما يُفتي به قلبه وما تشير به بصيرته .
وذرة من الإخلاص أفضل من قناطير من الكتب .
لنصغي إلى صوت نفوسنا وهمس بصائرنا في إخلاص شديد دون محاولة تشويه ذلك الصوت البكر بحبائل المنطق وشراك الحجج .
وعلى من يشك في كلامي . وعلى هواة الجدل والنقاش والمقارعة المنطقية أن يعودوا فيقرأوا مقالي من أوله .
.
مقال / الروح
من كتاب : رحلتي من الشك إلى الإيمان
للدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝
❞ الحياة مسرحية كبيرة لا قيمة لها.. والمهرجون رحالة لا أرض لهم ولا وطن. فما المانع من عدة تنازلات بسيطة كي يستمر الأشقياء في دائرة الحياة القاسية؟! ما المانع من بعض التمثيل؟! ولما يُجرم علينا العمل والتسلية مع من لا نراهم ولن يروننا سوىٰ عدة أيام في العمر كله.
هذا هو منطق زوج الأم الذي ترفضه الفتاة الحالمة المتشبثة بطيف أمل زائف في حياة أفضل لا ينبئ عنها واقعها المرير.
وما بين قسوة الماضي، بشاعة الحاضر، وغدر المستقبل تنقلب حياة (أم كلثوم) رأسًا علىٰ عقب.. ❝ ⏤عمرو العادلي
❞ الحياة مسرحية كبيرة لا قيمة لها. والمهرجون رحالة لا أرض لهم ولا وطن. فما المانع من عدة تنازلات بسيطة كي يستمر الأشقياء في دائرة الحياة القاسية؟! ما المانع من بعض التمثيل؟! ولما يُجرم علينا العمل والتسلية مع من لا نراهم ولن يروننا سوىٰ عدة أيام في العمر كله.
هذا هو منطق زوج الأم الذي ترفضه الفتاة الحالمة المتشبثة بطيف أمل زائف في حياة أفضل لا ينبئ عنها واقعها المرير.
وما بين قسوة الماضي، بشاعة الحاضر، وغدر المستقبل تنقلب حياة (أم كلثوم) رأسًا علىٰ عقب. ❝
❞ مختلفة وليس ذنبي
سارة بنت صغيره عمرا 10 سنين عندها متلازمه دون اصحابها في الحضانة ديما بيتريقوا علي ها النهارده اول يوم ليها في المدرسة
سارة : صباح الخير ياماما انا جهزة عشان اروح المدرسة
الام : يالله بينا ياسارة
سارة : كنت هنسي اروح لبابا يشوف شكلي وانا بالمريلة
الام : بسرعه ياسارة
سارة : حاضر ياماما
ساره وهي بتجري علي الاب بابا بابا استنه شوف شكلي وانا رايحه اول يوم للمدرسة
الاب : ياقلب بابا انتي جميلة دايما انتي اميرتي الوحيدة ودايما زي القمر
سارة بكل حب انا بحبك اوووي يا بابا وجريت راحت لي امها ومشيت
وهما ماشين سارة بكل برائه هو انا ياماما زميلي في المدرسة برضو هيتريقوا عليا ويخافو مني ومش هيلعبو معايا
الام : وهي بتحاول تخبي حزنها علي بنتها اكيد يا حببتي هيلعبوا معاكي ومحدش هيخاف منك انتي بنت جميلة وقلبك ابيض
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلت سارة للمدرسة ومشيت مامتها وبدات اليوم الدراسي بدخولها للفصل حاولت تتعرف علي اصحاب بس للاسف كلهم بعدو عنها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اثناء الفسحة
سارة راحت تتكلم معه بنت تتعرف عليها
ازيك: انا سارة انتي اسمك ايه
حنين وبكل تكبر: انتي مالك
سارة بحزن: انا كنت حبة اتعرف عليكي ونكون اصحاب
حنين : انا اصحبك انتي لا طبعا روحي شوفي نفسك انا اخاف امشي معاكي الناس تتريق عليا
سارة :والدموع ماليه عنيها انتي لية بتقولي كده انا مش وحشه علي فكرة ومش بخوف حد
حنين :انا قلتلك انا مش عايزه نبقا اصحاب وابعدي كده من وشي شكلك يخوف
سارة : بعد ما حنين وقعتها في الارض والكل بيضحك عليها وهي عماله تعيط
فجاه يدخل ولد زميلهم يقوم ساره ويبص بكل عصبيه لحنين وياخد سارة ويمشي
ازيك أنا اسمي فارس و انتي
سارة : ازيك أنا اسمي سارة
فارس : ممكن متزعليش نفسك وانا حابب أنا وانتي نكون اصحاب
سارة : لا أنا مش زعلانه بس كنت حبه اكون أصحاب في المدرسه بس الظاهر ان كلهم بيخافو مني ومحدش هيحبني
فارس :
متزعليش ولو مفيش حد حابب يكون معاكي انا هكون معاكي طول الوقت
سارة :شكرا يا فارس بس مش حبه اديقك
فارس : اكيد مش هدايق احنا اصحاب
سارة : بضحكه بسيط اكيد يافارس يالله عشان نطلع الفصل عشان الفسحه خلصت
فارس: يالله
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الفصل يدخل مدرس العربي ويبص لسارة بكل اشمئزاز وسارة تدايق من نظرة ليها بس حاولت تتجاهل المدرس بعد ما حلصت اخر صحه في اليوم الدراسي المدرس يقول لسارة
المدرس: انتي ازاي دخلوكي هنا انتي المفروض في مدارس لناس اللي زيك مش تبقي مع الاطفال كده وزيك زيهم
سارة : بكل وجع انا مفيش حاجه نقصة انا شاطرة وكويسة
المدرس بكل تريقة: انتي يابنتي الناس لو شفتك تخاف منك وتخاف تخلي عيلها تتكلم معاكي
سارة : فقدت السيطرة علي دموعها وجريت تعيط وهي مروحه
فارس يا سارة استني انتي لازم متخليش كلام اي حد منهم ياثر عليكي
سارة : يعني انت يافارس مش شايف كلهم بيتريقوا عليا ازاي
فارس : كلهم مش فهمين قد ايه انتي مختلفه بروحك وطيبة قلبك مش شرط تكوني شبهم انتي باختلافك احسن منهم
سارة : يعني انت مش شايف اني وحشه او ممكن تخاف مني ؟
فارس: اكيد ياسارة مستحيل اني اعمل كده
سارة طيب انا لازم اروح عشان بابا وماما مايقلقوش عليا
فارس : سلام ياسوسو اشوفك بكره
سارة استنه ايه سوسو دي
فارس :دلعك بعد كده
سارة :ماشي يا فارس
سارة يالله بقا سلام
فارس : سلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سارة وهي بتجري علي حضن امها :وحشتيني اووووي ياماما
الام : وانتي كمان ياقلب ماما وحشتيني احكيلي بقا يومك كان ازاي النهارده بس استني الاول روحي غيري هدومك عشان تتغدي وبعد الغداء نتكلم حته يكون بابا جيه وكلنا نتكلم
سارة : حاضر يا ماما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الغداء الاب : احكي بقا يا سارة يا حببتي يومك النهارده في المدرسة كان ازاي
سارة : حاضر يا بابا
حكت سارة كل حاجة حصلت لي ابوها وامها اتعصب ابوها من كلام حنين والمدرسة لكن سارة قالتله يا بابا انا لو ركزت في كلامهم هيزيدو اكتر ويديقوني لكن فارس دافع عني وساعدني وانا وهو بقينا اصحاب اطمن الاب علي سارة لمه شفها شوجاعة ومش خايفة من حاجة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمر شهور في الدراسة وسارة وفارس بقيوا اصحاب جدا كان في مره ساره وفارس رجعين من الدرس فجاه أصحاب فارس قبلوه وفضلو يتريقوا علي سارة
كان فارس مش بيحب حد يدايق ساره أو يقولها حاجه تزعلها فضل يزعق مع أصحابه عشان اللي عملوه معاها
سارة : أنا مش عارفه ليه كلهم بيعملوا معايا كده انا مش وحشه يا فارس
فارس : أنا عارفه ومش مهم كلمهم أنا معاكي ومتزعليش نفسك من حاجه
وتمر سنين الدراسة وفارس مع سارة لكن ابو فارس شافو مع سارة في مرة وهما رجعين من الدرس الكمياء في سنه أولي ثانوي
ابو فارس : مين البنت دي يافارس وتعرفها منين
فارس : دي سارة زملتي يا بابا انا وهي زمايل من ابتدائي
ابو فارس: يعني انت تعرف البنت دي كل السنين دي وانا معرفش ما هو الغلط مش عليك الغلط علي الست امك اللي مش عارفه انت مصاحب مين وبتكلم مين
فارس : سارة بنت كويسة يا بابا ولو هي مش كويسة مكنتش هبقا زميلها
ابوفارس بكل احتقار : انت مش شايف شكلها عامل ازاي
فارس: بعد اذنك يا بابا ياريت متغلطش في سارة
ابو فارس وكمان بتعلي صوتك عليا عشانها انت ولد مش محترم
وفجاة ابو فارس يضرب فارس بالقلم وسط صدمه سارة من كلامه
ابو فارس قاله : انا كنت غلطان لمه كنت هسيبك تعيش هنا مع امك واساف اشتغل عشانكم لكن دلوقت هاخدك تسافر معايا وتكمل درستك برة
فارس : ارجو متعملش كده وتبعدني عن سارة انا مقدرش اسيبها
ابو فارس :حبتها كلمه كمان وحسابك هيكون كبير
سارة :وسط دموع بلاش ياعمو تعمل كده
ابو فارس: انا وابني احرار ملكيش دعوه انتي ومشي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجعت سارة وحكت كل حاجه حصلت لي ابوها وامها نفسيتها اتاثر بعد سفر فارس تمر السنين وسارة تجيب مجموع كلية طب حبت تتخصص في مجال علاج الامراض الاورام السرطانية كانت من اكفاء الدكاترة علي مستوي العالم بعد فتره رجع فارس وابوه بعد ما اكتشفو انه عنده سرطان في الرئة مقدرش يستحمل علاجة بره مصر وطلب من فارس انهم يرجعو ويموت في بلده رجع وبعد فتره راح المستشفي وعرضو عليه الدكتورة سارة المنصوري احسن استشاري موجوده في مصر فارس اول ما سمع اسمها فرح وعرفها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فارس : لو سمحت مكتب دكتور سارة فين
الممرضة : اخر الممر يمين يا فندم
فارس : شكرا
الممرضة : العفو يا فندم
فارس وقلبه بيدق بسرعة : خبط علي الاباب
سارة :اتفضل
فارس :صباح الخير يادكتور
سارة : صباح النور اتفضل حضرتك استريح اقدر اساعد حضرتك ازاي
فارس : معقول مش عارفاني يا صارو
سارة بكل فرحة قامت وحضنته
سارة :انا اسفة يا فارس بس مكنتش مصدقة من الفرحة وانت كنت وحشني
فارس : عادي ياسارة ولايهمك انتي كمان وحشتيني اتبسط جدا لمه عرفت كل اللي انتي وصلتي لية
سارة : كان لازم اثبت لنفسي قبل الكل اني هبقا نجحه ونجاحي ده هيكون كبير والعالم كله يتكلم عنه اانا سافرت كتير وعملت عمليات كتير لناس كان مفيش امل في شفاء الحاله بتاعتهم لكن الحمدالله ربنا كان بيكرمني دايما رغم ان كنت بقابل مناس كتير بتتنمر عليا لكن كنت بحارب واكمل لاني كنت واثقة اني هنجح وابقا انسانه الكل يتكلم عن نجاها اه اتاثرت كتير بغيابك عني وتعبت جامد بس كنت بفتكر دايما كل كلمه بتقولها اني لازم اكون شجاعه وقوية واتغللب علي كل الظروف الصعبه اللي ممكن تقابلني وانت بقا عملت ايه
فارسس : انا ياستي تعبت جامد لحد ما اتكيف مع البلد اللي كنت فيها نجحت واتفوقت وبقيت من اكبر دكاتره النساء والولاده كنت بحاول اكون حريص علي كل طفل بيجي الدنيا اني اعمل العممليا بحرص ودقة عشان ما اعرضدش حياته وحياته امه للخطر وكل ما كنت بقابل طفل عند نفس حالتك كنت بحبه جدا لانه كان بيفكرني بيكي وقد ايه انتي وحشاني بس رجعنا لان اكشفنا ان والدي جالو سرطان في الرئة وكان مصمم انه يرجع مصر يتعالج فيها ناس كتير رشحو اننا نيجي ليكي واهو انا جيت وعايزاك تشوفي التحاليل دي
سارة : بص هو نسبة شفائه قليلة جدا بس انا هحاول علي قد مقدر اني اعالج الحالة بتاعته
فارس: انا مش عارف اشكرك ازاي بجد ياسوسو
سارة :عيب عليك يا فروس مفيش بنا الكلام ده روح هات والدك عشان نبدا العلاج
فارس : بجد علي طول كده
سارة :امال انا ههزر معاك روح يالله
فارس : طيب قبل ما اروح انا عايز اعتزرلك علي كل كلمه والدي قلها اخر مره
سارة :انا نسيت كل حاجه روح هاتة يالله
فارس :خمس دقايق وراجع
بعد خمس دقايق باب المكتب بتاع سارة يخبط
سارة : اتفضل
ابو فارس اول ما دخل : هو انتي تاني انتيي عايزه من ابني ايه لو انتي اخر واحد هتعلجيني مستحيل اخليكي تعلجيني
فارس : ارجوك يا بابا اللي انت بتقوله ده ما ينفعش سارة اول ما عرفت حاله حضرتك وفقت انها تساعدك رغم اللي انت قلتهولها اخر مره
ابو فارس : يعني انت كنت عارف انها هي الدكتور ومع ذلك جبتني عشان تشمت في مرض ابوك
فارس : اكيد لا يا بابا
سارة وبعد صمت طويل وسماعها لكل كلمه : حضرتك انا زمان نسيت اهانتك لية ولمه فارس طلب مني المساعده دلوقت انا نسيت كل حاجه وحبيت اساعدك لو حضرتك عندك شك اني اقدر اساعدك دي شي يرجع لحضرتك
ابو فارس : انا اكيد مش هستنه المساعده من واحد زيك
فارس :حقك عليا يا سارة بجد انا مش عارف بابا ليه بيتكلم كده
ابو فارس : مشي وفضل يزعق مع فارس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد فتره المرض شد عليه جدا استسلم للامر الواقع وتقبل ان ساره هي اللي تعلجه وبالفعل راح المستشفي لسارة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سارة: النهارده اول جلسة لحضرتك مع تقبلك ليه واني اساعدك بجانب العلاج هتقدر تتحسن لمه تعتبرني مجرد دكتورة بتعالج حضرتك ليس اكتر ولا اقل لان نفسية حضرتك تهم جدا عشان تخف في اسرع وقت
ابو فارس : هحاول اني اتقبل انك انتي اللي بتعلجيني عشان اخف في اقرب وقت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور خمس شهور من العلاج والجدال بين سارة وابو فارس عشان يتقبل انها هي اللي بتعالجة البنت اللي كان بيتريق عليها وشيفها انها ازاي تكون صاحبة ابنه ومحتقرها خف والورم بفضل ربنا وبفضل قوه سارة انها تعالجة وتتحده كل ظنونه خف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سارة : دلوقت اقول لحضرتك حمدالله علي سلامتك حضرتك مكنتش متقبل اني زميلة ابنك بس انا دلوقت بقيت اكبر استشارية في علاج الامراض السرطانية والحمدالله نجحت في علاج حضرتك حتي لو كانت حالتك ميؤس من علاجها.
ابو فارس : انا عارف اني اسلوبي كان مش كويس معاكي ومكنتش بامن بالاشخاص اللي زيك بس انتي اثبتيلي واثبتي لكل شخص تنمر عليكي انك تقدري تعملي كل شي كل شخص قالك انه مستحيل يتعمل وصدقيني بجد انا خلال فتره علاجي معاكي دي تاكدت اني غلط في كلامي معاكي وكل حاجه قولتهالك سمحيني يابنتي انا متاسف علي كل اللي قولتهلوك
سارة : حضرتك ما تتاسفش علي حاجه انت زي والدي وانا مسمحاك
فارس : بصي بقا انا خلال فتره سفري دي بصراحه اكتشفت اني بحبك ومتعلق بيكي ف حابب اكمل معاكي حياتي ياسارة وانت بجد اللي قلبي اختارها وحابب يكمل معاها بقيت حياتي كلها انا بحبك يا صارو وانا افتخر اني حبيتك وحبيت وجودك في حياتي كلها .
سارة :انا كمان بحبك وكان نفسي اكمل حياتي معاك موافقة اعيش معاك العمر كله يا فروس .
\"كونك مختلف ذلك شئ لا يعيبك بل ذلك شي يميزك عن الاخرين اليوم سوف يحطمك الجميع ويحاول ان يجعلك تستسلم ولا تسير في طريق التقدم والنجاح مهما كانو قريبين منك سوا كانوا عائلتك أصدقائك لا تهتم ف الانسان الناجح يحاول الجميع تحطيمة وزرع الياس بداخلة اختلافك عن الجميع يمكن و بالتاكيد سوف يكون هو سر نجاحك في يوم من الايام \".
الكاتبة آية محمد محسن عبد المنعم. ❝ ⏤Aya Mohamed
❞ مختلفة وليس ذنبي
سارة بنت صغيره عمرا 10 سنين عندها متلازمه دون اصحابها في الحضانة ديما بيتريقوا علي ها النهارده اول يوم ليها في المدرسة
سارة : صباح الخير ياماما انا جهزة عشان اروح المدرسة
الام : يالله بينا ياسارة
سارة : كنت هنسي اروح لبابا يشوف شكلي وانا بالمريلة
الام : بسرعه ياسارة
سارة : حاضر ياماما
ساره وهي بتجري علي الاب بابا بابا استنه شوف شكلي وانا رايحه اول يوم للمدرسة
الاب : ياقلب بابا انتي جميلة دايما انتي اميرتي الوحيدة ودايما زي القمر
سارة بكل حب انا بحبك اوووي يا بابا وجريت راحت لي امها ومشيت
وهما ماشين سارة بكل برائه هو انا ياماما زميلي في المدرسة برضو هيتريقوا عليا ويخافو مني ومش هيلعبو معايا
الام : وهي بتحاول تخبي حزنها علي بنتها اكيد يا حببتي هيلعبوا معاكي ومحدش هيخاف منك انتي بنت جميلة وقلبك ابيض
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصلت سارة للمدرسة ومشيت مامتها وبدات اليوم الدراسي بدخولها للفصل حاولت تتعرف علي اصحاب بس للاسف كلهم بعدو عنها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اثناء الفسحة
سارة راحت تتكلم معه بنت تتعرف عليها
ازيك: انا سارة انتي اسمك ايه
حنين وبكل تكبر: انتي مالك
سارة بحزن: انا كنت حبة اتعرف عليكي ونكون اصحاب
حنين : انا اصحبك انتي لا طبعا روحي شوفي نفسك انا اخاف امشي معاكي الناس تتريق عليا
سارة :والدموع ماليه عنيها انتي لية بتقولي كده انا مش وحشه علي فكرة ومش بخوف حد
حنين :انا قلتلك انا مش عايزه نبقا اصحاب وابعدي كده من وشي شكلك يخوف
سارة : بعد ما حنين وقعتها في الارض والكل بيضحك عليها وهي عماله تعيط
فجاه يدخل ولد زميلهم يقوم ساره ويبص بكل عصبيه لحنين وياخد سارة ويمشي
ازيك أنا اسمي فارس و انتي
سارة : ازيك أنا اسمي سارة
فارس : ممكن متزعليش نفسك وانا حابب أنا وانتي نكون اصحاب
سارة : لا أنا مش زعلانه بس كنت حبه اكون أصحاب في المدرسه بس الظاهر ان كلهم بيخافو مني ومحدش هيحبني
فارس :
متزعليش ولو مفيش حد حابب يكون معاكي انا هكون معاكي طول الوقت
سارة :شكرا يا فارس بس مش حبه اديقك
فارس : اكيد مش هدايق احنا اصحاب
سارة : بضحكه بسيط اكيد يافارس يالله عشان نطلع الفصل عشان الفسحه خلصت
فارس: يالله
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الفصل يدخل مدرس العربي ويبص لسارة بكل اشمئزاز وسارة تدايق من نظرة ليها بس حاولت تتجاهل المدرس بعد ما حلصت اخر صحه في اليوم الدراسي المدرس يقول لسارة
المدرس: انتي ازاي دخلوكي هنا انتي المفروض في مدارس لناس اللي زيك مش تبقي مع الاطفال كده وزيك زيهم
سارة : بكل وجع انا مفيش حاجه نقصة انا شاطرة وكويسة
المدرس بكل تريقة: انتي يابنتي الناس لو شفتك تخاف منك وتخاف تخلي عيلها تتكلم معاكي
سارة : فقدت السيطرة علي دموعها وجريت تعيط وهي مروحه
فارس يا سارة استني انتي لازم متخليش كلام اي حد منهم ياثر عليكي
سارة : يعني انت يافارس مش شايف كلهم بيتريقوا عليا ازاي
فارس : كلهم مش فهمين قد ايه انتي مختلفه بروحك وطيبة قلبك مش شرط تكوني شبهم انتي باختلافك احسن منهم
سارة : يعني انت مش شايف اني وحشه او ممكن تخاف مني ؟
فارس: اكيد ياسارة مستحيل اني اعمل كده
سارة طيب انا لازم اروح عشان بابا وماما مايقلقوش عليا
فارس : سلام ياسوسو اشوفك بكره
سارة استنه ايه سوسو دي
فارس :دلعك بعد كده
سارة :ماشي يا فارس
سارة يالله بقا سلام
فارس : سلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سارة وهي بتجري علي حضن امها :وحشتيني اووووي ياماما
الام : وانتي كمان ياقلب ماما وحشتيني احكيلي بقا يومك كان ازاي النهارده بس استني الاول روحي غيري هدومك عشان تتغدي وبعد الغداء نتكلم حته يكون بابا جيه وكلنا نتكلم
سارة : حاضر يا ماما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الغداء الاب : احكي بقا يا سارة يا حببتي يومك النهارده في المدرسة كان ازاي
سارة : حاضر يا بابا
حكت سارة كل حاجة حصلت لي ابوها وامها اتعصب ابوها من كلام حنين والمدرسة لكن سارة قالتله يا بابا انا لو ركزت في كلامهم هيزيدو اكتر ويديقوني لكن فارس دافع عني وساعدني وانا وهو بقينا اصحاب اطمن الاب علي سارة لمه شفها شوجاعة ومش خايفة من حاجة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يمر شهور في الدراسة وسارة وفارس بقيوا اصحاب جدا كان في مره ساره وفارس رجعين من الدرس فجاه أصحاب فارس قبلوه وفضلو يتريقوا علي سارة
كان فارس مش بيحب حد يدايق ساره أو يقولها حاجه تزعلها فضل يزعق مع أصحابه عشان اللي عملوه معاها
سارة : أنا مش عارفه ليه كلهم بيعملوا معايا كده انا مش وحشه يا فارس
فارس : أنا عارفه ومش مهم كلمهم أنا معاكي ومتزعليش نفسك من حاجه
وتمر سنين الدراسة وفارس مع سارة لكن ابو فارس شافو مع سارة في مرة وهما رجعين من الدرس الكمياء في سنه أولي ثانوي
ابو فارس : مين البنت دي يافارس وتعرفها منين
فارس : دي سارة زملتي يا بابا انا وهي زمايل من ابتدائي
ابو فارس: يعني انت تعرف البنت دي كل السنين دي وانا معرفش ما هو الغلط مش عليك الغلط علي الست امك اللي مش عارفه انت مصاحب مين وبتكلم مين
فارس : سارة بنت كويسة يا بابا ولو هي مش كويسة مكنتش هبقا زميلها
ابوفارس بكل احتقار : انت مش شايف شكلها عامل ازاي
فارس: بعد اذنك يا بابا ياريت متغلطش في سارة
ابو فارس وكمان بتعلي صوتك عليا عشانها انت ولد مش محترم
وفجاة ابو فارس يضرب فارس بالقلم وسط صدمه سارة من كلامه
ابو فارس قاله : انا كنت غلطان لمه كنت هسيبك تعيش هنا مع امك واساف اشتغل عشانكم لكن دلوقت هاخدك تسافر معايا وتكمل درستك برة
فارس : ارجو متعملش كده وتبعدني عن سارة انا مقدرش اسيبها
ابو فارس :حبتها كلمه كمان وحسابك هيكون كبير
سارة :وسط دموع بلاش ياعمو تعمل كده
ابو فارس: انا وابني احرار ملكيش دعوه انتي ومشي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجعت سارة وحكت كل حاجه حصلت لي ابوها وامها نفسيتها اتاثر بعد سفر فارس تمر السنين وسارة تجيب مجموع كلية طب حبت تتخصص في مجال علاج الامراض الاورام السرطانية كانت من اكفاء الدكاترة علي مستوي العالم بعد فتره رجع فارس وابوه بعد ما اكتشفو انه عنده سرطان في الرئة مقدرش يستحمل علاجة بره مصر وطلب من فارس انهم يرجعو ويموت في بلده رجع وبعد فتره راح المستشفي وعرضو عليه الدكتورة سارة المنصوري احسن استشاري موجوده في مصر فارس اول ما سمع اسمها فرح وعرفها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فارس : لو سمحت مكتب دكتور سارة فين
الممرضة : اخر الممر يمين يا فندم
فارس : شكرا
الممرضة : العفو يا فندم
فارس وقلبه بيدق بسرعة : خبط علي الاباب
سارة :اتفضل
فارس :صباح الخير يادكتور
سارة : صباح النور اتفضل حضرتك استريح اقدر اساعد حضرتك ازاي
فارس : معقول مش عارفاني يا صارو
سارة بكل فرحة قامت وحضنته
سارة :انا اسفة يا فارس بس مكنتش مصدقة من الفرحة وانت كنت وحشني
فارس : عادي ياسارة ولايهمك انتي كمان وحشتيني اتبسط جدا لمه عرفت كل اللي انتي وصلتي لية
سارة : كان لازم اثبت لنفسي قبل الكل اني هبقا نجحه ونجاحي ده هيكون كبير والعالم كله يتكلم عنه اانا سافرت كتير وعملت عمليات كتير لناس كان مفيش امل في شفاء الحاله بتاعتهم لكن الحمدالله ربنا كان بيكرمني دايما رغم ان كنت بقابل مناس كتير بتتنمر عليا لكن كنت بحارب واكمل لاني كنت واثقة اني هنجح وابقا انسانه الكل يتكلم عن نجاها اه اتاثرت كتير بغيابك عني وتعبت جامد بس كنت بفتكر دايما كل كلمه بتقولها اني لازم اكون شجاعه وقوية واتغللب علي كل الظروف الصعبه اللي ممكن تقابلني وانت بقا عملت ايه
فارسس : انا ياستي تعبت جامد لحد ما اتكيف مع البلد اللي كنت فيها نجحت واتفوقت وبقيت من اكبر دكاتره النساء والولاده كنت بحاول اكون حريص علي كل طفل بيجي الدنيا اني اعمل العممليا بحرص ودقة عشان ما اعرضدش حياته وحياته امه للخطر وكل ما كنت بقابل طفل عند نفس حالتك كنت بحبه جدا لانه كان بيفكرني بيكي وقد ايه انتي وحشاني بس رجعنا لان اكشفنا ان والدي جالو سرطان في الرئة وكان مصمم انه يرجع مصر يتعالج فيها ناس كتير رشحو اننا نيجي ليكي واهو انا جيت وعايزاك تشوفي التحاليل دي
سارة : بص هو نسبة شفائه قليلة جدا بس انا هحاول علي قد مقدر اني اعالج الحالة بتاعته
فارس: انا مش عارف اشكرك ازاي بجد ياسوسو
سارة :عيب عليك يا فروس مفيش بنا الكلام ده روح هات والدك عشان نبدا العلاج
فارس : بجد علي طول كده
سارة :امال انا ههزر معاك روح يالله
فارس : طيب قبل ما اروح انا عايز اعتزرلك علي كل كلمه والدي قلها اخر مره
سارة :انا نسيت كل حاجه روح هاتة يالله
فارس :خمس دقايق وراجع
بعد خمس دقايق باب المكتب بتاع سارة يخبط
سارة : اتفضل
ابو فارس اول ما دخل : هو انتي تاني انتيي عايزه من ابني ايه لو انتي اخر واحد هتعلجيني مستحيل اخليكي تعلجيني
فارس : ارجوك يا بابا اللي انت بتقوله ده ما ينفعش سارة اول ما عرفت حاله حضرتك وفقت انها تساعدك رغم اللي انت قلتهولها اخر مره
ابو فارس : يعني انت كنت عارف انها هي الدكتور ومع ذلك جبتني عشان تشمت في مرض ابوك
فارس : اكيد لا يا بابا
سارة وبعد صمت طويل وسماعها لكل كلمه : حضرتك انا زمان نسيت اهانتك لية ولمه فارس طلب مني المساعده دلوقت انا نسيت كل حاجه وحبيت اساعدك لو حضرتك عندك شك اني اقدر اساعدك دي شي يرجع لحضرتك
ابو فارس : انا اكيد مش هستنه المساعده من واحد زيك
فارس :حقك عليا يا سارة بجد انا مش عارف بابا ليه بيتكلم كده
ابو فارس : مشي وفضل يزعق مع فارس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد فتره المرض شد عليه جدا استسلم للامر الواقع وتقبل ان ساره هي اللي تعلجه وبالفعل راح المستشفي لسارة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سارة: النهارده اول جلسة لحضرتك مع تقبلك ليه واني اساعدك بجانب العلاج هتقدر تتحسن لمه تعتبرني مجرد دكتورة بتعالج حضرتك ليس اكتر ولا اقل لان نفسية حضرتك تهم جدا عشان تخف في اسرع وقت
ابو فارس : هحاول اني اتقبل انك انتي اللي بتعلجيني عشان اخف في اقرب وقت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور خمس شهور من العلاج والجدال بين سارة وابو فارس عشان يتقبل انها هي اللي بتعالجة البنت اللي كان بيتريق عليها وشيفها انها ازاي تكون صاحبة ابنه ومحتقرها خف والورم بفضل ربنا وبفضل قوه سارة انها تعالجة وتتحده كل ظنونه خف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سارة : دلوقت اقول لحضرتك حمدالله علي سلامتك حضرتك مكنتش متقبل اني زميلة ابنك بس انا دلوقت بقيت اكبر استشارية في علاج الامراض السرطانية والحمدالله نجحت في علاج حضرتك حتي لو كانت حالتك ميؤس من علاجها.
ابو فارس : انا عارف اني اسلوبي كان مش كويس معاكي ومكنتش بامن بالاشخاص اللي زيك بس انتي اثبتيلي واثبتي لكل شخص تنمر عليكي انك تقدري تعملي كل شي كل شخص قالك انه مستحيل يتعمل وصدقيني بجد انا خلال فتره علاجي معاكي دي تاكدت اني غلط في كلامي معاكي وكل حاجه قولتهالك سمحيني يابنتي انا متاسف علي كل اللي قولتهلوك
سارة : حضرتك ما تتاسفش علي حاجه انت زي والدي وانا مسمحاك
فارس : بصي بقا انا خلال فتره سفري دي بصراحه اكتشفت اني بحبك ومتعلق بيكي ف حابب اكمل معاكي حياتي ياسارة وانت بجد اللي قلبي اختارها وحابب يكمل معاها بقيت حياتي كلها انا بحبك يا صارو وانا افتخر اني حبيتك وحبيت وجودك في حياتي كلها .
سارة :انا كمان بحبك وكان نفسي اكمل حياتي معاك موافقة اعيش معاك العمر كله يا فروس .
˝كونك مختلف ذلك شئ لا يعيبك بل ذلك شي يميزك عن الاخرين اليوم سوف يحطمك الجميع ويحاول ان يجعلك تستسلم ولا تسير في طريق التقدم والنجاح مهما كانو قريبين منك سوا كانوا عائلتك أصدقائك لا تهتم ف الانسان الناجح يحاول الجميع تحطيمة وزرع الياس بداخلة اختلافك عن الجميع يمكن و بالتاكيد سوف يكون هو سر نجاحك في يوم من الايام ˝.
الكاتبة آية محمد محسن عبد المنعم. ❝
❞ عن ذلك الذي يجوب بيته وهو يردد أيات من القرٱن الكريم ويسرد مما يشاء وقت ما يشاء.. كيف وصلت إلى تلك الحالة من التفاهم مع قلبك.. كيف أقنعته أن يشغل نفسه بذلك.. والله هنيئًا للسانك بما حازه ولقلبك بما إمتلأ وعَشِقَ.
_ٱمنة محمد ابوالخير. ❝ ⏤Amna Mohammad
❞ عن ذلك الذي يجوب بيته وهو يردد أيات من القرٱن الكريم ويسرد مما يشاء وقت ما يشاء. كيف وصلت إلى تلك الحالة من التفاهم مع قلبك. كيف أقنعته أن يشغل نفسه بذلك. والله هنيئًا للسانك بما حازه ولقلبك بما إمتلأ وعَشِقَ.
_ٱمنة محمد ابوالخير. ❝