❞ في 18 حارة سعيد ، تكررت اللقاءات بيني وبين أم هاشم.. وحيدة دائمًا.
تلازمني فألازمها، كل يوم في العصاري وقبل الغروب، لا أعرف سببًا للتعاطف ولا لتلك الحالة من الوجد أو العشق أو قل الارتياح.
في البدء كانت رائحة الجسد الذي يشعرني بالأمان، بعد النظر لتلك العينين المتسعتين وبريقهما الأخاذ، جسدها الفارغ كشجرة سنديان، بلوطة سامقة ملء البصر والفؤاد والجوارح.
أقول في نفسي:
\"ماذا شدني في أم هاشم؟
أنا الصغير المهاجر من بلادي إلى هنا!\".
من #رواية
#شقي_وسعيد
للكاتب #حسين_عبدالرحيم
تجدوها في المكتبات التالية:
#مكتبة #ليلى
17ش جواد حسني –قصر النيل وسط البلد القاهرة
...
#مكتبة #سنابل
5 شارع صبري أبو علم – باب اللوق – وسط البلد القاهرة
...
#مكتبة #الكتب_خان
انتظروا المزيد من ..
#دار_بدائل
للنشر والتوزيع. ❝ ⏤حسين عبدالرحيم
❞ في 18 حارة سعيد ، تكررت اللقاءات بيني وبين أم هاشم. وحيدة دائمًا.
تلازمني فألازمها، كل يوم في العصاري وقبل الغروب، لا أعرف سببًا للتعاطف ولا لتلك الحالة من الوجد أو العشق أو قل الارتياح.
في البدء كانت رائحة الجسد الذي يشعرني بالأمان، بعد النظر لتلك العينين المتسعتين وبريقهما الأخاذ، جسدها الفارغ كشجرة سنديان، بلوطة سامقة ملء البصر والفؤاد والجوارح.
أقول في نفسي:
˝ماذا شدني في أم هاشم؟
أنا الصغير المهاجر من بلادي إلى هنا!˝.
من #رواية #شقي_وسعيد للكاتب #حسين_عبدالرحيم تجدوها في المكتبات التالية:
#مكتبة#ليلى 17ش جواد حسني –قصر النيل وسط البلد القاهرة
..
#مكتبة#سنابل 5 شارع صبري أبو علم – باب اللوق – وسط البلد القاهرة
..
#مكتبة#الكتب_خان انتظروا المزيد من .
#دار_بدائل للنشر والتوزيع. ❝
❞ الليل الطويل
كان قد ترك مسكنه في الكوربة وحيداً كعادته إلا أنه هذه المرة قصد سوق الأسماك بضاحية صلاح الدين. على آثار ضوء خافت كان يمشي ببطء. يتذكر آخر رحلاتهما سوياً. وكان الوقت ليلاً أيضاً. وجيه يس؟! لن ينساه. ولا تلك الجلسات الحميمية في كافيه»بالميرا». والتنزه في»الميريلاند» وتلك الحدائق المورقة المخيفة والتي كلما سارا سوياً فيها انقبض قلبه من دون سبب معلوم. يخشى هفهفات الجذوع الخفيفة التي تترنح بين أشجار السرو العالية والتي تتمايل مع الريح في العتمة، فيدق قلبه رغم بعده عن موقع تلك الأشجار. وكأن قتيلاً مجهولاً سيهوي فوق رأسه، وهذا القتيل قريب منه. يعرفه في شكل حميمي كأنه شقيقه الأكبر الذي بات يشفق عليه كثيراً في الأيام الأخيرة خصوصاً أن»بُرهان» أجريت له العملية الثانية في عينه اليسرى منذ يومين. يتذكر موت شقيقه التوأم، ظله في التل الكبير وقت قضاء خدمته العسكرية في فرقة الاستطلاع. أسفل أشجار السرو أيضاً وقت أن كان يحرس ليلاً قرب مخزن الذخيرة خلف أكوام الرمال الكثيفة والتي تركض فوقها الأرانب الجبلية البيضاء السمينة هاوية في الظلمة كالضليلة التي تساق إلى طريق تعلمه ولكنها لا تراه. تفر بخفة عكس الريح في لمح البصر. صارت عقدته تتعاظم كلما رأى تلك الأشجار. حتى وهو مع حبيبته ذات الأصول الإيطالية التي تقطن مصر الجديدة والتي هاتفته منذ ساعة ونصف على غير العادة وقالت له في عجالة:» نفسي نتمشى سوا في الليل. لوحدنا وفي شارع طويل مالوش نهاية يودينا لآخر الدنيا. بعيد عن هنا”.. ❝ ⏤حسين عبدالرحيم
❞ الليل الطويل
كان قد ترك مسكنه في الكوربة وحيداً كعادته إلا أنه هذه المرة قصد سوق الأسماك بضاحية صلاح الدين. على آثار ضوء خافت كان يمشي ببطء. يتذكر آخر رحلاتهما سوياً. وكان الوقت ليلاً أيضاً. وجيه يس؟! لن ينساه. ولا تلك الجلسات الحميمية في كافيه»بالميرا». والتنزه في»الميريلاند» وتلك الحدائق المورقة المخيفة والتي كلما سارا سوياً فيها انقبض قلبه من دون سبب معلوم. يخشى هفهفات الجذوع الخفيفة التي تترنح بين أشجار السرو العالية والتي تتمايل مع الريح في العتمة، فيدق قلبه رغم بعده عن موقع تلك الأشجار. وكأن قتيلاً مجهولاً سيهوي فوق رأسه، وهذا القتيل قريب منه. يعرفه في شكل حميمي كأنه شقيقه الأكبر الذي بات يشفق عليه كثيراً في الأيام الأخيرة خصوصاً أن»بُرهان» أجريت له العملية الثانية في عينه اليسرى منذ يومين. يتذكر موت شقيقه التوأم، ظله في التل الكبير وقت قضاء خدمته العسكرية في فرقة الاستطلاع. أسفل أشجار السرو أيضاً وقت أن كان يحرس ليلاً قرب مخزن الذخيرة خلف أكوام الرمال الكثيفة والتي تركض فوقها الأرانب الجبلية البيضاء السمينة هاوية في الظلمة كالضليلة التي تساق إلى طريق تعلمه ولكنها لا تراه. تفر بخفة عكس الريح في لمح البصر. صارت عقدته تتعاظم كلما رأى تلك الأشجار. حتى وهو مع حبيبته ذات الأصول الإيطالية التي تقطن مصر الجديدة والتي هاتفته منذ ساعة ونصف على غير العادة وقالت له في عجالة:» نفسي نتمشى سوا في الليل. لوحدنا وفي شارع طويل مالوش نهاية يودينا لآخر الدنيا. بعيد عن هنا”. ❝
❞ قالت لي أمي: جدك عبد الرحيم الكبير هو الذي كان يعمل سائق لنش» الرياح». كان هذا اسمه، كما أكدت والدتي. ما يهمني في الأمر، هو تأثير هذا الحلم في وعيي وذاكرتي. عدتُ لأنام متعمداً، لعل اشتباك وعيي المتضخم بما يحدث، ينير لي دروب رحلة عائلة الأب وعلاقتها بالبحر. حتى جاءت ليلة الأمس. وقفتُ على شاطئ متوسطي أعرفه ولمحت اللنش يقترب من ميناء أقف في مقدمته مطلاً علي فنار قديم رأيته من قبل. وكالعادة زعق اللنش وبدأ حجمه يتضخم، ولاحت في خلفية رفاسه سفينةٌ، وبان قبطان يلوح لي بإصبعيه، الوسطي والسبابة.. ❝ ⏤حسين عبدالرحيم
❞ قالت لي أمي: جدك عبد الرحيم الكبير هو الذي كان يعمل سائق لنش» الرياح». كان هذا اسمه، كما أكدت والدتي. ما يهمني في الأمر، هو تأثير هذا الحلم في وعيي وذاكرتي. عدتُ لأنام متعمداً، لعل اشتباك وعيي المتضخم بما يحدث، ينير لي دروب رحلة عائلة الأب وعلاقتها بالبحر. حتى جاءت ليلة الأمس. وقفتُ على شاطئ متوسطي أعرفه ولمحت اللنش يقترب من ميناء أقف في مقدمته مطلاً علي فنار قديم رأيته من قبل. وكالعادة زعق اللنش وبدأ حجمه يتضخم، ولاحت في خلفية رفاسه سفينةٌ، وبان قبطان يلوح لي بإصبعيه، الوسطي والسبابة. ❝
❞ عندما توقف القطار في سيدي جابر، شعرتُ بغربة ما. غربة لم تحدث لي من قبل في مدينة العالم. غربة تسكنك لأول وهلة فتندهش وأنت الهارب من عاصمة الغبار والبلادة إلى هوى سكندريتي التي ترحب بكل الغرباء\". ❝ ⏤حسين عبدالرحيم
❞ عندما توقف القطار في سيدي جابر، شعرتُ بغربة ما. غربة لم تحدث لي من قبل في مدينة العالم. غربة تسكنك لأول وهلة فتندهش وأنت الهارب من عاصمة الغبار والبلادة إلى هوى سكندريتي التي ترحب بكل الغرباء˝. ❝
❞ رواية لا تضع سورا بين الوهم والحقيقة رغم أنها رواية للمكان بامتياز. السارد يصف لك ما رآه وهو رضيع وتقتنع، وهو أكبر وتقتنع، ووصفه للناس مذهل، وهو يعود في الزمن دائما بلا انقطاع وبلا تقديم، كأنه يغيظك ويقول لك لن أصنع لك سلما متعدد الدرجات. سأرفعك إلي السطح وألقي بك في أي طابق حتي البدروم المظلم، المهم أني سأحافظ على توازنك بمتعة الرؤية في الصعود والهبوط. الشخوص عراة مهما ارتدو من أزياء. هل هي ازياء حقا أم ثياب الفقراء لتراهم؟ والعالم قاتل بالصمت مهما ارتفع فيه الضجيج، والموت أو الجنون هما الاقرب إلي الله. هو لايترك شيئا إلا ويخطفه بكلمات سريعة الإيقاع جدا وليس بوصف متروي. الحقيقة أن حسين عبد الرحيم عمل في السينما مساعد للإخراج والتقي كثيرا بنجوم سينما مجانين مثل يوسف شاهين وعمل معه وحبه للسينما كبير يعكس… لا. لا يعكس. بل يمسك به وهو يسرد. وحين تأخذه الشخصيات أطفالا ونساء ورجالا ومجرمين إلي عالمهم وحياتهم فهو بينهم.\". ❝ ⏤حسين عبدالرحيم
❞ رواية لا تضع سورا بين الوهم والحقيقة رغم أنها رواية للمكان بامتياز. السارد يصف لك ما رآه وهو رضيع وتقتنع، وهو أكبر وتقتنع، ووصفه للناس مذهل، وهو يعود في الزمن دائما بلا انقطاع وبلا تقديم، كأنه يغيظك ويقول لك لن أصنع لك سلما متعدد الدرجات. سأرفعك إلي السطح وألقي بك في أي طابق حتي البدروم المظلم، المهم أني سأحافظ على توازنك بمتعة الرؤية في الصعود والهبوط. الشخوص عراة مهما ارتدو من أزياء. هل هي ازياء حقا أم ثياب الفقراء لتراهم؟ والعالم قاتل بالصمت مهما ارتفع فيه الضجيج، والموت أو الجنون هما الاقرب إلي الله. هو لايترك شيئا إلا ويخطفه بكلمات سريعة الإيقاع جدا وليس بوصف متروي. الحقيقة أن حسين عبد الرحيم عمل في السينما مساعد للإخراج والتقي كثيرا بنجوم سينما مجانين مثل يوسف شاهين وعمل معه وحبه للسينما كبير يعكس… لا. لا يعكس. بل يمسك به وهو يسرد. وحين تأخذه الشخصيات أطفالا ونساء ورجالا ومجرمين إلي عالمهم وحياتهم فهو بينهم.˝. ❝