❞ إذا ماتت حمامة بتشرق شمس حمام كتير للحياة الحياة تسير رغما عنا فهي لا تقف لفراق أي شخص ودائما كن على يقين أن الأيام القاسية لا تدوم ولابد لنور الفجر أن يتبع ظلام الليل .فتفاءل وامضي نحو النور واترك ما يزعج خاطرك على رب البرية وحدث نفسك وقل إني عبد الله ولن يضيعني. ❝ ⏤نور السيد
❞ إذا ماتت حمامة بتشرق شمس حمام كتير للحياة الحياة تسير رغما عنا فهي لا تقف لفراق أي شخص ودائما كن على يقين أن الأيام القاسية لا تدوم ولابد لنور الفجر أن يتبع ظلام الليل .فتفاءل وامضي نحو النور واترك ما يزعج خاطرك على رب البرية وحدث نفسك وقل إني عبد الله ولن يضيعني . ❝
❞ في قلبك قفل ، وعلى القفل متراس ومزلاج
وعليه أيضاً بيت عنكبوت ، وعش حمامة ،
لم يقترب من القفل أحد
مد يدك نحو القفل وإفتحه ، أفتح لــ رمضان قلبك. ❝ ⏤احمد خيرى العمرى
❞ في قلبك قفل ، وعلى القفل متراس ومزلاج وعليه أيضاً بيت عنكبوت ، وعش حمامة ، لم يقترب من القفل أحد مد يدك نحو القفل وإفتحه ، أفتح لــ رمضان قلبك . ❝
❞ الجنة السومرية منذ ان زالت المشاعة الابتدائية , وفقد الفرد سلطته على وسائل انتاجه لصالح الاخرين, تحول العمل من متعه وتحقيق للذات, الى عبودية واغتراب, ومن طقس جماعي مرض, الى وحده قاسية بلا هدف او غاية الا لقمة عيش يومية تدفع للاستمرار يوماً اخر. ومع نضوج المجتمعات الابوية التسلطية وأحكام حلقاتها على الافراد, صار الانسان الى حالة احباط دائمة هي شرطه الاساسي في حياة تبدو بلا معنى ولا تسعى الى غاية, سوى موت يضع حداً لفصل مؤلم. ولكن المجتمع التسلطي استطاع ان يحرم الفرد من كل شيء إلا رغبة في التغيير بادية أو كامنة و..حلم. تجلت رغبة التغيير في ثورات البشر عبر التاريخ في سبيل حياة أفضل وحرية أكثر. وتجلى الحلم, بديلاً عن الفعل, في أدبيات البشر التي تصف عالماً قادماً, هو حرية كاملة ومساواة مطلقة وراحة من لعنة العمل المفروض على الانسان. عالم لا مرض فيه ولا عناء ولا شيخوخة ولا موت. فكانت أساطير الجنة لدى الشعوب, تعبيراً سلبياً عن رغبة في التغيير لم تخرج الى حيز الفعل, او فعل تم احباطه فصار حلماً ينتظر. أسطورة العصر الذهبي : عبر السومريون عن ذلك الحلم في نص جميل يصف العصر الذهبي للأنسان قبل هبوطه الى دنيا العبودية والعمل المغترب, حيث كان سيداً لنفسه وسيد الطبيعة: في تلك الأيام, لم يكن هناك حية ولا عقرب ولا ضبع لم يكن هناك أسد ولا كلب شرس ولا ذئب لم يكن هناك خوف ولا رعب لم يكن للأنسان من منافس في تلك الايام كانت (شوبور) أرض المشرق, أرض الوفرة وشرائع العدل وسومر أرض الجنوب, ذات اللسان الواحد, أرض الشرائع الملكية و(أورى) أرض الشمال, الأرض التي يجد فيها كل حاجته و(مارتو) أرض الغرب, أرض الدعة والأمن وكان العالم أجمع يعيش في أنسجام تام وبلسان واحد يسبح الكل بحمد انليل. أسطورة دلمون : أما الجنة, بمفهومها الذي تجلى, فيما بعد, في التوراة, فتحدثنا عنها أسطورة أخرى هي أسطورة دلمون : أرض دلمون مكان طاهر, أرض دلمون مكان نظيف أرض دلمون مكان نظيف, أرض دلمون مكان مضيء في أرض دلمون لا تنعق الغربان ولا تصرخ الشوحة صراخها المعروف حيث الاسد لا يفترس أحداً ولا الذب ينقض على الحمل ولا الكلب المتوحش على الجدي ولا الخنزير البري يلتهم الزرع ولا الطير في الاعالي لا[..] صغارها والحمامة لا [..] رأسها حيث لا أحد يعرف رمد العين ولا احد يعرف آلام الرأس حيث لا يشتكي الرجل من الشيخوخة ولا تشتكي المرأة من العجز حيث لا وجود لمنشد ينوح ولا لجوال يعول في هذا الفردوس, كان يعيش أنكي آله الماء العظيم, وزجته ننخرساج الارض - الأم, كما عاش في الفردوس التوراتي آدم وحواء. وقد أخرج انكي ماءه وسقى تربة زوجته الأرض, فحول دلمون الى جنة الهية خضراء. ومن اتحاد الماء(انكي) بالتربة (ننخرساج) يمتلئ الفردوس بالحقول والاشجار والثمار, كما تظهر مجموعة من الهات النبات يقوم انكي بأغوائهن تاركاً زوجته. ثم ان ننخرساج تقوم بخلق ثمانية أنواع من النباتات العجيبة. وقبل ان تفرح بعملها, يرسل انكي رسوله ايسمند الذي يقطف له تلك النباتات فيأكلها جميعاً. وما ان تعلم الخالقة بذلك , حتى تغضب غضباً شديداً, وترسل على انكي لعنة مقيمة: (الى ان يوافيك الموت , لن انظر اليك بعين الحياة). إلا ان الآلهة الاخرون يجزعون لهذا الامر , ذلك ان اللعنة على انكي تعني شح المياه وغوصها الى باطن الارض تدريجياً. ويحار مجمع الالهة في كيفية معالجة الامر خصوصاً وأن ننخرساج قد غابت عن الانظار حتى لا تغير رأيها او تخضع لضغط أحد. أما انكي فتشتد عليه الامراض وتهاجمه ثمانية علل بعدد النباتات التي اكلها واخذ ينهار تدريجياً. وأخيراً ينقذ الثعلب الموقف عندما يتطوع للبحث عن ننخرساج ويجدها في النهاية. وتخضع ننخرساج لمشيئة الالهة وتقوم بشفاء انكي عن طريق خلق ثمانية آلهة . كل اله يختص بشفاء احد اعضاء انكي العليلة. - ننخرساج : ما الذي يوجعك يا أخي - انكي : ان فكي هو الذي يوجعني - ننخرساج : لقد اوجدت لك الاله ننتول - ننخرساج : ما الذي يوجعك يا اخي - انكي : ان ضرسي هو الذ يوجعني - ننخرساج : لقد اوجدت من اجلك الاله ننسوتو وهكذا يتابع تعداد أوجاعه وتتابع ننخرساج خلق الهةالشفاء من أجله. الى ان يصل الى ضلعه : - ننخرساج : ما الذي يوجعك يا اخي - انكي : ان ضلعي هو الذي يؤلمني - ننخرساج :لقد أوجدت من اجلك الآلهة ننتي هذا ويناقش بعض علماء السومريات في ان كلمة (تي) في السومرية تعني ضلع, ولكنها تعني ايضاً (أحيا) أو (جعله يحيا) أما كلمة (نن) فتعني سيدة, كما رأينا سابقاً من تحليل اسم ننخرساج التي تعني سيدة الجبل. وعلى هذا يكون اسم الالهة (ننتي) يعني سيدة الضلع أو السيدة التي تحيي . وهذه السيدة شبيهة بحواء التوراة التي أخذت من ضلع آدم فهي سيدة الضلع وهي حواء بعمنى التي تحيي. ❝ ⏤فراس السواح
❞ الجنة السومرية منذ ان زالت المشاعة الابتدائية , وفقد الفرد سلطته على وسائل انتاجه لصالح الاخرين, تحول العمل من متعه وتحقيق للذات, الى عبودية واغتراب, ومن طقس جماعي مرض, الى وحده قاسية بلا هدف او غاية الا لقمة عيش يومية تدفع للاستمرار يوماً اخر. ومع نضوج المجتمعات الابوية التسلطية وأحكام حلقاتها على الافراد, صار الانسان الى حالة احباط دائمة هي شرطه الاساسي في حياة تبدو بلا معنى ولا تسعى الى غاية, سوى موت يضع حداً لفصل مؤلم. ولكن المجتمع التسلطي استطاع ان يحرم الفرد من كل شيء إلا رغبة في التغيير بادية أو كامنة و..حلم. تجلت رغبة التغيير في ثورات البشر عبر التاريخ في سبيل حياة أفضل وحرية أكثر. وتجلى الحلم, بديلاً عن الفعل, في أدبيات البشر التي تصف عالماً قادماً, هو حرية كاملة ومساواة مطلقة وراحة من لعنة العمل المفروض على الانسان. عالم لا مرض فيه ولا عناء ولا شيخوخة ولا موت. فكانت أساطير الجنة لدى الشعوب, تعبيراً سلبياً عن رغبة في التغيير لم تخرج الى حيز الفعل, او فعل تم احباطه فصار حلماً ينتظر. أسطورة العصر الذهبي : عبر السومريون عن ذلك الحلم في نص جميل يصف العصر الذهبي للأنسان قبل هبوطه الى دنيا العبودية والعمل المغترب, حيث كان سيداً لنفسه وسيد الطبيعة: في تلك الأيام, لم يكن هناك حية ولا عقرب ولا ضبع لم يكن هناك أسد ولا كلب شرس ولا ذئب لم يكن هناك خوف ولا رعب لم يكن للأنسان من منافس في تلك الايام كانت (شوبور) أرض المشرق, أرض الوفرة وشرائع العدل وسومر أرض الجنوب, ذات اللسان الواحد, أرض الشرائع الملكية و(أورى) أرض الشمال, الأرض التي يجد فيها كل حاجته و(مارتو) أرض الغرب, أرض الدعة والأمن وكان العالم أجمع يعيش في أنسجام تام وبلسان واحد يسبح الكل بحمد انليل. أسطورة دلمون : أما الجنة, بمفهومها الذي تجلى, فيما بعد, في التوراة, فتحدثنا عنها أسطورة أخرى هي أسطورة دلمون : أرض دلمون مكان طاهر, أرض دلمون مكان نظيف أرض دلمون مكان نظيف, أرض دلمون مكان مضيء في أرض دلمون لا تنعق الغربان ولا تصرخ الشوحة صراخها المعروف حيث الاسد لا يفترس أحداً ولا الذب ينقض على الحمل ولا الكلب المتوحش على الجدي ولا الخنزير البري يلتهم الزرع ولا الطير في الاعالي لا[..] صغارها والحمامة لا [..] رأسها حيث لا أحد يعرف رمد العين ولا احد يعرف آلام الرأس حيث لا يشتكي الرجل من الشيخوخة ولا تشتكي المرأة من العجز حيث لا وجود لمنشد ينوح ولا لجوال يعول في هذا الفردوس, كان يعيش أنكي آله الماء العظيم, وزجته ننخرساج الارض - الأم, كما عاش في الفردوس التوراتي آدم وحواء. وقد أخرج انكي ماءه وسقى تربة زوجته الأرض, فحول دلمون الى جنة الهية خضراء. ومن اتحاد الماء(انكي) بالتربة (ننخرساج) يمتلئ الفردوس بالحقول والاشجار والثمار, كما تظهر مجموعة من الهات النبات يقوم انكي بأغوائهن تاركاً زوجته. ثم ان ننخرساج تقوم بخلق ثمانية أنواع من النباتات العجيبة. وقبل ان تفرح بعملها, يرسل انكي رسوله ايسمند الذي يقطف له تلك النباتات فيأكلها جميعاً. وما ان تعلم الخالقة بذلك , حتى تغضب غضباً شديداً, وترسل على انكي لعنة مقيمة: (الى ان يوافيك الموت , لن انظر اليك بعين الحياة). إلا ان الآلهة الاخرون يجزعون لهذا الامر , ذلك ان اللعنة على انكي تعني شح المياه وغوصها الى باطن الارض تدريجياً. ويحار مجمع الالهة في كيفية معالجة الامر خصوصاً وأن ننخرساج قد غابت عن الانظار حتى لا تغير رأيها او تخضع لضغط أحد. أما انكي فتشتد عليه الامراض وتهاجمه ثمانية علل بعدد النباتات التي اكلها واخذ ينهار تدريجياً. وأخيراً ينقذ الثعلب الموقف عندما يتطوع للبحث عن ننخرساج ويجدها في النهاية. وتخضع ننخرساج لمشيئة الالهة وتقوم بشفاء انكي عن طريق خلق ثمانية آلهة . كل اله يختص بشفاء احد اعضاء انكي العليلة. - ننخرساج : ما الذي يوجعك يا أخي - انكي : ان فكي هو الذي يوجعني - ننخرساج : لقد اوجدت لك الاله ننتول - ننخرساج : ما الذي يوجعك يا اخي - انكي : ان ضرسي هو الذ يوجعني - ننخرساج : لقد اوجدت من اجلك الاله ننسوتو وهكذا يتابع تعداد أوجاعه وتتابع ننخرساج خلق الهةالشفاء من أجله. الى ان يصل الى ضلعه : - ننخرساج : ما الذي يوجعك يا اخي - انكي : ان ضلعي هو الذي يؤلمني - ننخرساج :لقد أوجدت من اجلك الآلهة ننتي هذا ويناقش بعض علماء السومريات في ان كلمة (تي) في السومرية تعني ضلع, ولكنها تعني ايضاً (أحيا) أو (جعله يحيا) أما كلمة (نن) فتعني سيدة, كما رأينا سابقاً من تحليل اسم ننخرساج التي تعني سيدة الجبل. وعلى هذا يكون اسم الالهة (ننتي) يعني سيدة الضلع أو السيدة التي تحيي . وهذه السيدة شبيهة بحواء التوراة التي أخذت من ضلع آدم فهي سيدة الضلع وهي حواء بعمنى التي تحيي . ❝
❞ عندما يرغي جُفنيه لمجرد بُرهة لا يرى إلا وجهها الباسم ، ضحكتها العذبة كالغدير ، صوتها البيانو ، مشيتها الحمامة ، قلبها الحاني ، يرى الطريق الذي رسمه و إياها ذات مساء و هما في قمم جبال الغرام ، ذلك الطريق الذي بدأ يتبدّد و يأخذ شكل التلاشي. ❝ ⏤الصادق عبد الشافع زايد
❞ عندما يرغي جُفنيه لمجرد بُرهة لا يرى إلا وجهها الباسم ، ضحكتها العذبة كالغدير ، صوتها البيانو ، مشيتها الحمامة ، قلبها الحاني ، يرى الطريق الذي رسمه و إياها ذات مساء و هما في قمم جبال الغرام ، ذلك الطريق الذي بدأ يتبدّد و يأخذ شكل التلاشي . ❝
❞ حوار مع صديقي الملحد
صديقي رجل يحب الجدل ويهوى الكلام.. وهو يعتقد أننا – نحن المؤمنين السذج – نقتات بالأوهام ونضحك على أنفسنا بالجنة والحور العين وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها .. وصديقي بهذه المناسبة تخرج في فرنسا وحصل على دكتوراه .. وعاش مع الهيبز وأصبح ينكر كل شيء.
قال لي ساخراً: أنتم تقولون : إن الله موجود .. وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعاً.. ولكل خلق خالقاً .. ولكل وجود موجدا .. النسيج يدل على النسّاج .. والرسم يدل على الرسّام .. والنقش يدل على النقّاش .. والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه ..
صدّقنا وآمنّا بهذا الخالق .. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل .. ومن خلق الخالق .. من خلق الله الذي تحدثوننا عنه .. ألا تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا .. وتبعاً لنفس قانون السببية .. ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم ؟
ونحن نقول له : سؤالك فاسد .. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلّم بأن الله خالق ثم تقول مَن خلقه ؟! فتجعل منه خالقاً ومخلوقا ًفي نفس الجملة وهذا تناقض..
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان .
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان .. ولا بقوانين الزمان والمكان .
والله هو الذي خلق قانون السببية .. فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه .
وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس التي تتحرك بزمبلك .. وتتصور أن الإنسان الذي صنعها لا بد هو الآخر يتحرك بزمبلك .. فإذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه .. قالت : مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه .. إني أرى في عالمي كل شيء يتحرك بزمبلك .
وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد .. لمجرد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجد .
وأنت كمن يظن أن الله محتاج إلى براشوت لينزل على البشر ومحتاج إلى أتوبيس سريع ليصل إلى أنبيائه.. سبحانه وتعالى عن هذه الأوصاف علوّاً كبيراً ..
"وعمانويل كانت" الفيلسوف الألماني في كتابه "نقد العقل الخالص" أدرك أن العقل لا يستطيع أن يحيط بكنه الأشياء وأنه مُهيّأ بطبيعته لإدراك الجزئيات والظواهر فقط .. في حين أنه عاجز عن إدراك الماهيات المجردة مثل الوجود الإلهي .. وإنما عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل .. شوقنا إلى العدل كان دليلنا على وجود العادل .. كما أن ظمأنا إلى الماء هو دليلنا على وجود الماء ..
أما أرسطو فقد استطرد في تسلسل الأسباب قائلاً : إن الكرسي من الخشب والخشب من الشجرة .. والشجرة من البذرة .. والبذرة من الزارع .. واضطر إلى القول بأن هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللانهائي لابد أن ينتهي بنا في البدء الأول إلى سبب في غير حاجة إلى سبب .. سبب أول أو محرك أول في غير حاجة إلى من يحركه .. خالق في غير حاجة إلى خالق .. وهو نفس ما نقوله عن الله .
أما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال "سؤال مَنْ خلق الخالق".. بأنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد.. فالله هو الذي يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهاناً على الله.. تماماً كما نقول إن النور يبرهن على النهار .. ونعكس الآية لو قلنا إن النهار يبرهن على النور ..
يقول الله في حديث قدسي: ( أنا يُستدل بي .. أنا لا يُستدل عليّ ) ..
فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل .. لأنه الله الحق الواضح بذاته .. وهو الحجة على كل شيء .. الله ظاهر في النظام والدقة والجمال والإحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشة الطاووس .. في جناح الفراش .. في عطر الورد .. في صدح البلبل .. في ترابط النجوم والكواكب.. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون ..
لو قلنا إن كل هذا جاء مصادفة .. لكنا كمن يتصور أن إلقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تجمعها تلقائياً على شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.
والقرآن يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة وبليغة فيقول بوضوح قاطع ودون تفلسف:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد} سورة الإخلاص:1
ويسألنا صاحبنا ساخراً : ولماذا تقولون إن الله واحد ..؟ لماذا لا يكون الآلهة متعددين ..؟ يتوزعون بينهم الاختصاصات ؟
وسوف نرد عليه بالمنطق الذي يعترف به .. بالعلم وليس بالقرآن ..
سوف نقول له إن الخالق واحد ، لأن الكون كله مبني من خامة واحدة وبخطة واحدة .. فمن الأيدروجين تألفت العناصر الاثنان والتسعون التي في جدول "مندليف" بنفس الطريقة .. "بالادماج" وإطلاق الطاقة الذرية التي تتأجج بها النجوم وتشتعل الشموس في فضاء الكون .
كما أن الحياة كلها بنيت من مركبات الكربون "جميع صنوف الحياة تتفحم بالاحتراق" وعلى مقتضى خطة تشريحية واحدة .. تشريح الضفدعة ، والأرنب ، والحمامة ، والتمساح ، والزرافة ، والحوت ، يكشف عن خطة تشريحية واحدة ، نفس الشرايين والأوردة وغرفات القلب ، ونفس العظام ، كل عظمة لها نظيرتها .. الجناح في الحمامة هو الذراع في الضفدعة .. نفس العظام مع تحور طفيف ..والعنق في الزرافة على طوله نجد فيه نفس الفقرات السبع التي تجدها في عنق القنفذ .. والجهاز العصبي هو هو في الجميع ، يتألف من مخ وحبل شوكي وأعصاب حس وأعصاب حركة .. والجهاز الهضمي من معدة واثني عشر ، وأمعاء دقيقة وأمعاء غليظة والجهاز التناسلي نفس المبيض والرحم والخصية وقنواتها .. والجهاز البولي الكلية والحالب ، وحويصلة البول .. ثم الوحدة التشريحية في الجميع هي الخلية .. وهي في النبات كما في الحيوان كما في الإنسان، بنفس المواصفات، تتنفس وتتكاثر وتموت وتولد بنفس الطريقة ..
فأية غرابة بعد هذا أن نقول إن الخالق واحد ؟ .. ألا تدل على ذلك وحدة الأساليب .ولماذا يتعدد الكامل ..؟ وهل به نقص ليحتاج إلى من يكمله ؟ .. إنما يتعدد الناقصون .ولو تعدد الآلهة لاختلفوا ، ولذهب كل إله بما خلق ، ولفسدت السماوات والأرض , والله له الكبرياء والجبروت وهذه صفات لا تحتمل الشركة ..
ويسخر صاحبنا من معنى الربوبية كما نفهمه .. ويقول أليس عجيباً ذلك الرب الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، فيأخذ بناصية الدابة ، ويوحي إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، وما تخرج من ثمرات من أكمامها إلاّ أحصاها عدداً ، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه .. وإذا عثرت قدم في حفرة فهو الذي أعثرها.. وإذا سقطت ذبابة في طعام فهو الذي أسقطها .. وإذا تعطلت الحرارة في تليفون فهو الذي عطلها .. وإذا امتنع المطر فهو الذي منعه ، وإذا هطل فهو الذي أهطله .. ألا تشغلون إلهكم بالكثير التافه من الأمور بهذا الفهم ..
ولا أفهم أيكون الرب في نظر السائل أجدر بالربوبية لو أنه أعفى نفسه من هذه المسؤوليات وأخذ إجازة وأدار ظهره للكون الذي خلقه وتركه يأكل بعضه بعضاً !هل الرب الجدير في نظره هو رب عاطل مغمى عليه لا يسمع ولا يرى ولا يستجيب ولا يعتني بمخلوقاته ؟ .. ثم من أين للسائل بالعلم بأن موضوعاً ما تافه لا يستحق تدخل الإله، وموضوعاً آخر مهماً وخطير الشأن ؟
إن الذبابة التي تبدو تافهة في نظر السائل لا يهم في نظره أن تسقط في الطعام أو لا تسقط، هذه الذبابة يمكن أن تغيّر التاريخ بسقوطها التافه ذلك .. فإنها يمكن أن تنقل الكوليرا إلى جيش وتكسب معركة لطرف آخر، تتغير بعدها موازين التاريخ كله.
ألم تقتل الإسكندر الأكبر بعوضة ؟
إن أتفه المقدمات ممكن أن تؤدي إلى أخطر النتائج .. وأخطر المقدمات ممكن أن تنتهي إلى لا شيء .. وعالم الغيب وحده هو الذي يعلم قيمة كل شيء .
وهل تصور السائل نفسه وصيّاً على الله يحدد له اختصاصاته .. تقدّس وتنزّه ربنا عن هذا التصور الساذج .
إنما الإله الجدير بالألوهية هنا هو الإله الذي أحاط بكل شيء علماً .. لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . الإله السميع المجيب ، المعتني بمخلوقاته.
من كتــاب/ حوار مع صديقي الملحد
للدكتور/ مصطفى محمود رحمه الله. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حوار مع صديقي الملحد صديقي رجل يحب الجدل ويهوى الكلام.. وهو يعتقد أننا – نحن المؤمنين السذج – نقتات بالأوهام ونضحك على أنفسنا بالجنة والحور العين وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها .. وصديقي بهذه المناسبة تخرج في فرنسا وحصل على دكتوراه .. وعاش مع الهيبز وأصبح ينكر كل شيء.
قال لي ساخراً: أنتم تقولون : إن الله موجود .. وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعاً.. ولكل خلق خالقاً .. ولكل وجود موجدا .. النسيج يدل على النسّاج .. والرسم يدل على الرسّام .. والنقش يدل على النقّاش .. والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه ..
صدّقنا وآمنّا بهذا الخالق .. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل .. ومن خلق الخالق .. من خلق الله الذي تحدثوننا عنه .. ألا تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا .. وتبعاً لنفس قانون السببية .. ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم ؟ ونحن نقول له : سؤالك فاسد .. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلّم بأن الله خالق ثم تقول مَن خلقه ؟! فتجعل منه خالقاً ومخلوقا ًفي نفس الجملة وهذا تناقض.. والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان . والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان .. ولا بقوانين الزمان والمكان . والله هو الذي خلق قانون السببية .. فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه . وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس التي تتحرك بزمبلك .. وتتصور أن الإنسان الذي صنعها لا بد هو الآخر يتحرك بزمبلك .. فإذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه .. قالت : مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه .. إني أرى في عالمي كل شيء يتحرك بزمبلك . وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد .. لمجرد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجد . وأنت كمن يظن أن الله محتاج إلى براشوت لينزل على البشر ومحتاج إلى أتوبيس سريع ليصل إلى أنبيائه.. سبحانه وتعالى عن هذه الأوصاف علوّاً كبيراً ..
"وعمانويل كانت" الفيلسوف الألماني في كتابه "نقد العقل الخالص" أدرك أن العقل لا يستطيع أن يحيط بكنه الأشياء وأنه مُهيّأ بطبيعته لإدراك الجزئيات والظواهر فقط .. في حين أنه عاجز عن إدراك الماهيات المجردة مثل الوجود الإلهي .. وإنما عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل .. شوقنا إلى العدل كان دليلنا على وجود العادل .. كما أن ظمأنا إلى الماء هو دليلنا على وجود الماء ..
أما أرسطو فقد استطرد في تسلسل الأسباب قائلاً : إن الكرسي من الخشب والخشب من الشجرة .. والشجرة من البذرة .. والبذرة من الزارع .. واضطر إلى القول بأن هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللانهائي لابد أن ينتهي بنا في البدء الأول إلى سبب في غير حاجة إلى سبب .. سبب أول أو محرك أول في غير حاجة إلى من يحركه .. خالق في غير حاجة إلى خالق .. وهو نفس ما نقوله عن الله .
أما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال "سؤال مَنْ خلق الخالق".. بأنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد.. فالله هو الذي يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهاناً على الله.. تماماً كما نقول إن النور يبرهن على النهار .. ونعكس الآية لو قلنا إن النهار يبرهن على النور ..
يقول الله في حديث قدسي: ( أنا يُستدل بي .. أنا لا يُستدل عليّ ) ..
فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل .. لأنه الله الحق الواضح بذاته .. وهو الحجة على كل شيء .. الله ظاهر في النظام والدقة والجمال والإحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشة الطاووس .. في جناح الفراش .. في عطر الورد .. في صدح البلبل .. في ترابط النجوم والكواكب.. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون ..
لو قلنا إن كل هذا جاء مصادفة .. لكنا كمن يتصور أن إلقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تجمعها تلقائياً على شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف. والقرآن يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة وبليغة فيقول بوضوح قاطع ودون تفلسف:﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد﴾ سورة الإخلاص:1
ويسألنا صاحبنا ساخراً : ولماذا تقولون إن الله واحد ..؟ لماذا لا يكون الآلهة متعددين ..؟ يتوزعون بينهم الاختصاصات ؟
وسوف نرد عليه بالمنطق الذي يعترف به .. بالعلم وليس بالقرآن .. سوف نقول له إن الخالق واحد ، لأن الكون كله مبني من خامة واحدة وبخطة واحدة .. فمن الأيدروجين تألفت العناصر الاثنان والتسعون التي في جدول "مندليف" بنفس الطريقة .. "بالادماج" وإطلاق الطاقة الذرية التي تتأجج بها النجوم وتشتعل الشموس في فضاء الكون . كما أن الحياة كلها بنيت من مركبات الكربون "جميع صنوف الحياة تتفحم بالاحتراق" وعلى مقتضى خطة تشريحية واحدة .. تشريح الضفدعة ، والأرنب ، والحمامة ، والتمساح ، والزرافة ، والحوت ، يكشف عن خطة تشريحية واحدة ، نفس الشرايين والأوردة وغرفات القلب ، ونفس العظام ، كل عظمة لها نظيرتها .. الجناح في الحمامة هو الذراع في الضفدعة .. نفس العظام مع تحور طفيف ..والعنق في الزرافة على طوله نجد فيه نفس الفقرات السبع التي تجدها في عنق القنفذ .. والجهاز العصبي هو هو في الجميع ، يتألف من مخ وحبل شوكي وأعصاب حس وأعصاب حركة .. والجهاز الهضمي من معدة واثني عشر ، وأمعاء دقيقة وأمعاء غليظة والجهاز التناسلي نفس المبيض والرحم والخصية وقنواتها .. والجهاز البولي الكلية والحالب ، وحويصلة البول .. ثم الوحدة التشريحية في الجميع هي الخلية .. وهي في النبات كما في الحيوان كما في الإنسان، بنفس المواصفات، تتنفس وتتكاثر وتموت وتولد بنفس الطريقة ..
فأية غرابة بعد هذا أن نقول إن الخالق واحد ؟ .. ألا تدل على ذلك وحدة الأساليب .ولماذا يتعدد الكامل ..؟ وهل به نقص ليحتاج إلى من يكمله ؟ .. إنما يتعدد الناقصون .ولو تعدد الآلهة لاختلفوا ، ولذهب كل إله بما خلق ، ولفسدت السماوات والأرض , والله له الكبرياء والجبروت وهذه صفات لا تحتمل الشركة .. ويسخر صاحبنا من معنى الربوبية كما نفهمه .. ويقول أليس عجيباً ذلك الرب الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، فيأخذ بناصية الدابة ، ويوحي إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، وما تخرج من ثمرات من أكمامها إلاّ أحصاها عدداً ، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه .. وإذا عثرت قدم في حفرة فهو الذي أعثرها.. وإذا سقطت ذبابة في طعام فهو الذي أسقطها .. وإذا تعطلت الحرارة في تليفون فهو الذي عطلها .. وإذا امتنع المطر فهو الذي منعه ، وإذا هطل فهو الذي أهطله .. ألا تشغلون إلهكم بالكثير التافه من الأمور بهذا الفهم .. ولا أفهم أيكون الرب في نظر السائل أجدر بالربوبية لو أنه أعفى نفسه من هذه المسؤوليات وأخذ إجازة وأدار ظهره للكون الذي خلقه وتركه يأكل بعضه بعضاً !هل الرب الجدير في نظره هو رب عاطل مغمى عليه لا يسمع ولا يرى ولا يستجيب ولا يعتني بمخلوقاته ؟ .. ثم من أين للسائل بالعلم بأن موضوعاً ما تافه لا يستحق تدخل الإله، وموضوعاً آخر مهماً وخطير الشأن ؟
إن الذبابة التي تبدو تافهة في نظر السائل لا يهم في نظره أن تسقط في الطعام أو لا تسقط، هذه الذبابة يمكن أن تغيّر التاريخ بسقوطها التافه ذلك .. فإنها يمكن أن تنقل الكوليرا إلى جيش وتكسب معركة لطرف آخر، تتغير بعدها موازين التاريخ كله. ألم تقتل الإسكندر الأكبر بعوضة ؟ إن أتفه المقدمات ممكن أن تؤدي إلى أخطر النتائج .. وأخطر المقدمات ممكن أن تنتهي إلى لا شيء .. وعالم الغيب وحده هو الذي يعلم قيمة كل شيء . وهل تصور السائل نفسه وصيّاً على الله يحدد له اختصاصاته .. تقدّس وتنزّه ربنا عن هذا التصور الساذج . إنما الإله الجدير بالألوهية هنا هو الإله الذي أحاط بكل شيء علماً .. لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . الإله السميع المجيب ، المعتني بمخلوقاته.
من كتــاب/ حوار مع صديقي الملحد للدكتور/ مصطفى محمود رحمه الله . ❝