❞ غزوة الطائف ..
في شوال سنة ثمان قال ابن سعد قالوا : ولما أراد رسول الله ﷺ المسير إلى الطائف ، بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكَفَّيْنِ : صنم عمرو بن حُمَمَة الدوسي ، يَهدِمه وأمره أن يستمد قومه ، ويُوافيه بالطائف ، فخرج سريعاً إلى قومه ، فهدم ذا الكَفَّيْنِ ، وانحدر معه من قومه أربعمئة سراعاً ، فوافوا النبي ﷺ بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام ، وقدم بِدَبَّابة ومنجنيق ، قال ابن سعد : ولما خرج رسول الله ﷺ مِن حُنين يُريد الطائف ، قَدِمَ خالد بن الوليد على مقدمته ، وكانت ثقيف قد رَمُّموا حِصنهم ، وأدخلوا فيه ما يصلح لهم لسنة ، فلما انهزموا من أوطاس ، دخلوا حصنهم وأغلقوه عليهم وتهيؤوا للقتال ، وسار رسول الله ﷺ ، فنزل قريباً من حصن الطائف وعسكر هناك ، فرموا المسلمين بالنبل رمياً شديداً ، كأنه رِجْلُ جَرَادٍ حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة ، وقُتِلَ منهم اثنا عشر رجلاً ، فارتفع رسول الله ﷺ إلى موضع مسجد الطائف اليوم ، وكان معه من نسائه أم سلمة وزينب ، فضرب لهما قبتين ، وكان يُصلي بين القبتين مدة حصار الطائف ، فحاصرهم ثمانية عشر يوماً ، وقال ابن إسحاق : بضعاً وعشرين ليلة ، ونصب عليهم المنجنيق ، وهو أول ما رمي به في الإسلام ، حتى إذا كان يوم الشَّدْخَةِ عند يوم جدار الطائف ، دخل نفر من أصحاب رسول الله ﷺ تحت دبابةٍ ثم دخلوا بها إلى جدار الطائف ليحرقوه ، فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار ، فخرجوا من تحتها ، فرمتهم ثقيف بالنبل ، فقتلوا منهم رجالاً ، فأمر رسول الله ﷺ بقطع أعناب ثقيف ، فوقع الناس فيها يقطعون ، قال ابن سعد : فسألوه أن يدعها لله وللرحم ، فقال رسول الله ﷺ ( فإني أدَعُهَا لِلَّهِ وَلِلرَّحِمِ ) فَنَادَى منادي رسول الله : أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر ، فخرج منهم بضعة عشر رجلاً ، منهم أبو بكرة ، فأعتقهم رسول الله ﷺ ودفع كُلَّ رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ، فشق ذلك على أهل الطائف مشقة شديدة ، ولم يُؤذن لرسول الله ﷺ في فتح الطائف ، واستشار رسول الله ﷺ نوفل بن معاوية الديلي ، فقال ( ما ترى؟ ) فقال : ثَعْلَب في جُحْرٍ ، إن أقمتَ عليه أخذته ، وإن تركته لم يضرك ، فأمر رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب ، فأذن في الناس بالرحيل ، فضج الناسُ من ذلك وقالوا نرحل ولم يُفتح علينا الطائف ؟ فقال رسول الله ﷺ ( فاغدُوا على القتال ) فَغَدَوْا فأصابت المسلمین جراحات ، فقال رسول الله ﷺ ( إِنَّا قَافِلُونَ غداً إن شاء الله ) ، فسُرُّوا بذلك وأذعنوا وجعلوا يرحلون ، ورسول الله ﷺ يضحك ، فلما ارتحلوا واستقلوا ، قال ﷺ ( قولوا : آيبون ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ) ، وقيل: يا رسول الله ! ادعُ الله على ثقيف ، فقال ﷺ ( اللَّهُمَّ اهْدِ ثقيفاً وائتِ بِهِمْ ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ غزوة الطائف .
في شوال سنة ثمان قال ابن سعد قالوا : ولما أراد رسول الله ﷺ المسير إلى الطائف ، بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكَفَّيْنِ : صنم عمرو بن حُمَمَة الدوسي ، يَهدِمه وأمره أن يستمد قومه ، ويُوافيه بالطائف ، فخرج سريعاً إلى قومه ، فهدم ذا الكَفَّيْنِ ، وانحدر معه من قومه أربعمئة سراعاً ، فوافوا النبي ﷺ بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام ، وقدم بِدَبَّابة ومنجنيق ، قال ابن سعد : ولما خرج رسول الله ﷺ مِن حُنين يُريد الطائف ، قَدِمَ خالد بن الوليد على مقدمته ، وكانت ثقيف قد رَمُّموا حِصنهم ، وأدخلوا فيه ما يصلح لهم لسنة ، فلما انهزموا من أوطاس ، دخلوا حصنهم وأغلقوه عليهم وتهيؤوا للقتال ، وسار رسول الله ﷺ ، فنزل قريباً من حصن الطائف وعسكر هناك ، فرموا المسلمين بالنبل رمياً شديداً ، كأنه رِجْلُ جَرَادٍ حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة ، وقُتِلَ منهم اثنا عشر رجلاً ، فارتفع رسول الله ﷺ إلى موضع مسجد الطائف اليوم ، وكان معه من نسائه أم سلمة وزينب ، فضرب لهما قبتين ، وكان يُصلي بين القبتين مدة حصار الطائف ، فحاصرهم ثمانية عشر يوماً ، وقال ابن إسحاق : بضعاً وعشرين ليلة ، ونصب عليهم المنجنيق ، وهو أول ما رمي به في الإسلام ، حتى إذا كان يوم الشَّدْخَةِ عند يوم جدار الطائف ، دخل نفر من أصحاب رسول الله ﷺ تحت دبابةٍ ثم دخلوا بها إلى جدار الطائف ليحرقوه ، فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار ، فخرجوا من تحتها ، فرمتهم ثقيف بالنبل ، فقتلوا منهم رجالاً ، فأمر رسول الله ﷺ بقطع أعناب ثقيف ، فوقع الناس فيها يقطعون ، قال ابن سعد : فسألوه أن يدعها لله وللرحم ، فقال رسول الله ﷺ ( فإني أدَعُهَا لِلَّهِ وَلِلرَّحِمِ ) فَنَادَى منادي رسول الله : أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر ، فخرج منهم بضعة عشر رجلاً ، منهم أبو بكرة ، فأعتقهم رسول الله ﷺ ودفع كُلَّ رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ، فشق ذلك على أهل الطائف مشقة شديدة ، ولم يُؤذن لرسول الله ﷺ في فتح الطائف ، واستشار رسول الله ﷺ نوفل بن معاوية الديلي ، فقال ( ما ترى؟ ) فقال : ثَعْلَب في جُحْرٍ ، إن أقمتَ عليه أخذته ، وإن تركته لم يضرك ، فأمر رسول الله ﷺ عمر بن الخطاب ، فأذن في الناس بالرحيل ، فضج الناسُ من ذلك وقالوا نرحل ولم يُفتح علينا الطائف ؟ فقال رسول الله ﷺ ( فاغدُوا على القتال ) فَغَدَوْا فأصابت المسلمین جراحات ، فقال رسول الله ﷺ ( إِنَّا قَافِلُونَ غداً إن شاء الله ) ، فسُرُّوا بذلك وأذعنوا وجعلوا يرحلون ، ورسول الله ﷺ يضحك ، فلما ارتحلوا واستقلوا ، قال ﷺ ( قولوا : آيبون ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ ) ، وقيل: يا رسول الله ! ادعُ الله على ثقيف ، فقال ﷺ ( اللَّهُمَّ اهْدِ ثقيفاً وائتِ بِهِمْ ). ❝