❞ \"مشهد من رواية أسيرة عشقه \"
تجلس في الفيلا امام اللاب توب الخاص بها ومع انشغالها الا انها شعرت به يقف خلفه لتسأله بسخريه
_ ها هتفضل واقف زي الصنم كده كتير
_ لسانك ده عايز يتقص وانا هقصهولك قريب ..
ملك دون ان تلتفت له ˝ نجوم السما اقربلك ˝
_ انا مش فاهم ايه مشكلتك معايا ولا هي عقده من الرجاله ككل
قد ذكرها بكرهها لصنف الرجال وحقدها عليهم لتجيله بقهر دفين وصوت يشوبه الالم ˝ وبدام عارف بتسال ليه ؟ ˝
_ قلتلك قبل كده مش كل الناس زي بعضها
_ وانا كالعاده هقولك نفس الرد ، كلكوا واحد
_ صوابعك مش زي بعضها
بس انت مش صابع من صوابعي
سليم وقد اراد ان يستفزها فهو اصبح يحفظها عن ظهر قلب ، يعلم ما الذي يضايقها وما الذي يسعدها ، يعلم كيف يستفزها وكيف يجعلها تستشيط غضباً ..
_ اوووف انتي تفكيرك عقيم بجد ، يعني مع ذكائك ده كله وفهمك للدنيا ، انتي في الموضوع ده بالذات غبيه ..
اما هي ما ان سمعت هذه الكلمه حتي تركت اللاب توب والتفتت إليه وهي تحدث نفسها ˝ عذراً ماذا قال ، هل أساء اليَّ ، عندما تفوه بهذه الكلمه كان يقصدني بها ، هل فكر بها جيدا قبل ان يقولها ، هو لا يهزي ابداً ، هو يعلم جيداً ماذا يقول ، يفكر بالكلمه ألف مره قبل أن ينطقها ، حسناً وأنا لا أترك حقي وهو يعلم ذلك ، فليتحمل ماسيحدث له ˝
قامت ملك ووقفت أمامه مباشره بكل كبرياء وثقه ˝ قلت ايه سمعني ˝
سليم وقد أصاب مرماه فقد نجح في استفزازها ˝ اللي سمعتيه ˝
_ سمعهولي تاني ، ايه خايف تقوله !؟
_ انا مبخافش وأنتي عارفه
_ خلاص قول قولت ايه ولا أنت مش قد كلامك
كان سجيبها ولكنه رأي شخصاً ما يتنصت عليهم ويختبأ خلف الباب ليحدث نفسه ˝ فاكر لما تحوم حواليها أنها هتبصلك ولا هتفكر فيك ، ده أنت بتحلم ˝ ..
بحركه فجائيه امسكها سليم من خصرها وجذبها اليه قائلا ˝ ها قولتيلي بقي عايزه تعرفي كنت بقول ايه ˝
ملك وهي تحاول ابعاده عنها ˝ ابعد عني ياسليم ˝
_ ليه مش انتي عايزه تعرفي أنا قلت ايه اصبري بقي هقولك بس بطريقتي الخاصه ˝ ..
_ سليم انت اتجننت
_مش انتي اللي عايزه تعرفي يازوجتي العزيزه
كانت تحاول ابعاده عنها ولكن هي الاخري رأت من تراقبهم بعينٍ حاقده فضحكت باستهزاء ونصر فها هي الآن علي مشارف الأنتصار في هذه الحرب ومن الجوله الاولي ..
لتحدث نفسها بسخريه ˝ هه خليكي كده راقبينا لحد مافي يوم هتجيلك جلطه ولا سكته قلبيه من الغيره ˝
اقتربت هي منه هذه المره بجرأتها التي يعشقها وهذا ما جعله يجذبها اليه أكثر حتي الصقها به وأصبح يستنشق عبير أنفاسها ..
اللعنه هي تفقدني عقلي بقربها هذا ..
أما هي فشعرت بانفاسه تحرقها .. تباً له فقربه مني يضعفني ..
كاد أن يقبلها وهنا ابتعدا الشخصان المتلصصان فلم يحتمل أحداً منهم أن يري من يحبه مع شخص آخر غيره ..
كان كلما اقترب منها يشعل نيرانها بتلذذ أما هي ما أن تقترب منه حتي تحرقه باستمتاع ..
ولكن نيرانهم هذه أحرقت المتلصصين حتي أصبحوا رماداً ..
رأيكم يهمني ♥️
_____________________. ❝ ⏤يارا زين
❞ مشهد من رواية أسيرة عشقه ˝
تجلس في الفيلا امام اللاب توب الخاص بها ومع انشغالها الا انها شعرت به يقف خلفه لتسأله بسخريه
_ ها هتفضل واقف زي الصنم كده كتير
_ لسانك ده عايز يتقص وانا هقصهولك قريب .
ملك دون ان تلتفت له ˝ نجوم السما اقربلك ˝
_ انا مش فاهم ايه مشكلتك معايا ولا هي عقده من الرجاله ككل
قد ذكرها بكرهها لصنف الرجال وحقدها عليهم لتجيله بقهر دفين وصوت يشوبه الالم ˝ وبدام عارف بتسال ليه ؟ ˝
_ قلتلك قبل كده مش كل الناس زي بعضها
_ وانا كالعاده هقولك نفس الرد ، كلكوا واحد
_ صوابعك مش زي بعضها
بس انت مش صابع من صوابعي
سليم وقد اراد ان يستفزها فهو اصبح يحفظها عن ظهر قلب ، يعلم ما الذي يضايقها وما الذي يسعدها ، يعلم كيف يستفزها وكيف يجعلها تستشيط غضباً .
_ اوووف انتي تفكيرك عقيم بجد ، يعني مع ذكائك ده كله وفهمك للدنيا ، انتي في الموضوع ده بالذات غبيه .
اما هي ما ان سمعت هذه الكلمه حتي تركت اللاب توب والتفتت إليه وهي تحدث نفسها ˝ عذراً ماذا قال ، هل أساء اليَّ ، عندما تفوه بهذه الكلمه كان يقصدني بها ، هل فكر بها جيدا قبل ان يقولها ، هو لا يهزي ابداً ، هو يعلم جيداً ماذا يقول ، يفكر بالكلمه ألف مره قبل أن ينطقها ، حسناً وأنا لا أترك حقي وهو يعلم ذلك ، فليتحمل ماسيحدث له ˝
قامت ملك ووقفت أمامه مباشره بكل كبرياء وثقه ˝ قلت ايه سمعني ˝
سليم وقد أصاب مرماه فقد نجح في استفزازها ˝ اللي سمعتيه ˝
_ سمعهولي تاني ، ايه خايف تقوله !؟
_ انا مبخافش وأنتي عارفه
_ خلاص قول قولت ايه ولا أنت مش قد كلامك
كان سجيبها ولكنه رأي شخصاً ما يتنصت عليهم ويختبأ خلف الباب ليحدث نفسه ˝ فاكر لما تحوم حواليها أنها هتبصلك ولا هتفكر فيك ، ده أنت بتحلم ˝ .
بحركه فجائيه امسكها سليم من خصرها وجذبها اليه قائلا ˝ ها قولتيلي بقي عايزه تعرفي كنت بقول ايه ˝
ملك وهي تحاول ابعاده عنها ˝ ابعد عني ياسليم ˝
_ ليه مش انتي عايزه تعرفي أنا قلت ايه اصبري بقي هقولك بس بطريقتي الخاصه ˝ .
_ سليم انت اتجننت
_مش انتي اللي عايزه تعرفي يازوجتي العزيزه
كانت تحاول ابعاده عنها ولكن هي الاخري رأت من تراقبهم بعينٍ حاقده فضحكت باستهزاء ونصر فها هي الآن علي مشارف الأنتصار في هذه الحرب ومن الجوله الاولي .
لتحدث نفسها بسخريه ˝ هه خليكي كده راقبينا لحد مافي يوم هتجيلك جلطه ولا سكته قلبيه من الغيره ˝
اقتربت هي منه هذه المره بجرأتها التي يعشقها وهذا ما جعله يجذبها اليه أكثر حتي الصقها به وأصبح يستنشق عبير أنفاسها .
اللعنه هي تفقدني عقلي بقربها هذا .
أما هي فشعرت بانفاسه تحرقها . تباً له فقربه مني يضعفني .
كاد أن يقبلها وهنا ابتعدا الشخصان المتلصصان فلم يحتمل أحداً منهم أن يري من يحبه مع شخص آخر غيره .
كان كلما اقترب منها يشعل نيرانها بتلذذ أما هي ما أن تقترب منه حتي تحرقه باستمتاع .
ولكن نيرانهم هذه أحرقت المتلصصين حتي أصبحوا رماداً .
❞ كيف تكسب ألف جنيه فورا
اطمئن..
لن أقول لك اقطع الكوبون في أسفل الصفحة و أرسله مع اسمك و عنوانك مع الأجوبة على الاستفتاء كذا.. و لن أحول الموضوع إلى مسابقة تنفق عليها(( سيجنال)) أو إعلان توزع جوائزه (( رابسو)).
إنما الموضوع جد.
و سوف أفكر معك بجد. و لنبدأ من أمثلة بسيطة.
و في مثل هذا البرد الشديد لا بد أنك فكرت كيف تتدفأ.
و كذلك فكر الإنسان البدائي عندما داهمته أول موجة برد.. و أعمل ذهنه.. و ظل يخبط جبهته بيده و يخبط حجرا بحجر و هو شارد.. و اندلعت أول شرارة مصادفة من صك الحجر بالحجر.. و حملق الإنسان المذهول في هذه الظاهرة العجيبة.
و لا شك أنه قد اتخذها بعد ذلك لعبة.. حتى أمسكت الشرارة ذات مساء بعود قش جاف و أضرمته نارا.
و تعلم الإنسان منذ ذلك اليوم كيف يحتطب و يجمع الأخشاب، و يشعل النار و يرقص حولها، و يطهو طعامه و يتدفأ.
ثم اكتشف الفحم.
ثم اكتشف البترول.
ثم اكتشف الغاز الطبيعي القابل للاشتعال.
ثم اكتشف الكهرباء.
ثم اكتشف جهاز التكييف.
و كانت أول ثروة طبيعية للإنسان هي يديه و حيلته.
و عن طريق يديه صنع الأدوات.
و بهذه الأدوات قطع الأشجار و حفر الأرض لاستخراج الفحم.
و كان هناك رجل أكثر ذكاء اكتفى بالجلوس بعيدا لا يعمل يديه في شيء و إنما يأخذ مما جمعه العامل ليبيعه.
ثم ظهر أناس أكثر ذكاء لا يعملون أي شيء سوى أن يقوموا بالوساطة بين الأيدي التي تأخذ و تعطي، و يقبضون في مقابل هذه العملية سمسرة تفوق ما يربحه العامل و البائع.
ثم تعقدت أدوات الإنتاج لتتحول إلى مصانع.
و أصبح المصنع هو قلعة الحاوي التي يوضع تحتها التراب فيخرج منها حديدا و أسياخا و صفائح صلب و سيارات و أجهزة تكييف.. مع ربح هائل يدخل معظمه في جيب صاحب المصنع.
ثم ظهرت مؤسسات بهلوانية اسمها الشركات وظيفتها الإعلان و التسويق و الترويج و البيع و التجارة في تلك المنتجات.. تقوم بالوساطة بين المصنع و بين المشتري و تكسب من الإثنين أكثر مما يكسبه الصانع و صاحب المصنع.
و لأن المال السائل في قدرته أن يشتري المصنع و يؤسس الشركة فقد أصبح رأس المال بذاته قادرا على التوالد و التكاثر بدون أن يعمل صاحبه في شيء.. فقط ما عليه إلا أن يودعه في بنك فيلد له نسبة مئوية كل سنة.. فإذا أقام به مصنعا أو أسس به شركة فسوف يحصل على نسبة أكبر من الربح.. و إذا وقف يقامر به في البورصة على اضطراب الأسعار نزولا و صعودا مع اختلاف إلى العرض و الطلب و مع أزمات السياسة و حمى الفقر و الغنى التي تتداول الناس و الشعوب فسوف يكسب أكثرمن الكل لأنه سوف يتاجر في الفلوس ذاتها، و سوف يتاجر في التجارة و في سعر الذهب و الورق الذي لا يستقر على حال.
و الأغنياء و الأذكياء الجدد الذين اشتروا بأموالهم كل شيء مما كانوا يحلمون به من أرض و دور و قصور و متاع لم يقفوا عند حد، لأن ثرواتهم لم تكن تقف عند حد، فبدأوا يشترون الذمم ثم يشترون الأحزاب و الحكومات ثم يحركون السلطة لصالحهم فيدفعونها إلى تجييش الجيوش و غزو البلاد المتخلفة و استعمارها لتكون أسواقا جديدة، و مصادر جديدة للثروة و القوة.
و آخر صورة محزنة من هذا الذكاء البشري هو ما نراه الآن، فالأقوياء الأغنياء لم يعودوا يفكرون حتى في أن يحاربوا.. و إنما اكتفت الدول الكبرى بأن تصنع السلاح ثم تبيعه للأمم الفقيرة الصغيرة لتقتل به بعضها بعضا.. و تطوع الأذكياء بإشعال الفتن في هذه الدول الصغيرة البائسة. كلما نامت الخلافات أوقدوا نارها.. بين الهندوس و المسلمين في الهند، و بين المسلمين و المسيحيين في نيجيريا، و بين الكاثوليك و البروتستانت في ايرلندا، لتظل الحرب مشتعلة تأكل السلاح و تبقي على الصغار صغارا و تجعل الكبار أكبر و الأغنياء أغنى.
و برغم دعاوي الاشتراكية ظل القانون القديم سائدا.. إن من عنده يربح فيزداد.. و من ليس عنده يخسر أكثر فأكثر.. الكبير يزداد كبرا و الصغير يزداد صغرا.
و العلم بتطوره السريع يهدد المتخلفين الذين يزدادون تخلفا في معاركهم مع الكبار.. يهددهم بأن يتحولوا إلى قرود، بالنسبة إلى الأدوات العلمية التي تتطور في أيدي الكبار فتحولهم إلى عمالقة و أنصاف أرباب.
و الدول الكبرى لم تعد تتصرف بحكم المبادئ و الأيديولوجيات.. و إنما أصبحت تتصرف بحكم كونها كبرى و يجب أن تظل كبرى و تصير أكبر في مواجهة دول أخرى(( كبرى)) تحاول أن تكون أكبر و في حلبة الصراع بين الكبار.. تدوس الأقدام الصغار.. و تدوس مصالحهم، و تدوس حياتهم.
هل فهمت شيئا من هذه القصة.
لقد فهمت شيئا من السياسة.
و فهمت أن الإنسان كان يكسب دائما باستخدام يديه و عقله و حيلته. و أن هناك طريقتين للكسب، أن تكسب بالحيلة الشريفة عن طريق عمل يديك و عمل عقلك، و أن تكسب بالحيلة الخبيثة عن طريق أيدي الآخرين و عقولهم، و أن في الإمكان أن تكسب ألف جنيه بشرف.. و ذلك بأن تقدم عملا أو كشفا أو اختراعا أو إمتاعا أو نفعا للناس يساوي تلك القيمة.. و لا عذر لك.. و لا يصح لك أن تتعلل بأن حظك من العلم قليل. فقد بدأ أديسون المخترع العظيم حياته صبيا يبيع الجرائد، ثم اخترع لنا المصباح الكهربائي و الجراموفون.. كما بدأ عالم الكهرباء العظيم مايكل فاراداي حياته صبيا يعمل في محل تجليد كتب، ثم اكتشف قوانين الكهرباء التي اخترعت على أساسها جميع أجهزة اللاسلكي فيما بعد.
و اللاعب البرايزيلي بيليه جمع ثروة هائلة من مجرد إتقان الجري.. و أي اجتهاد في أي شيء و لو كان اجتهادا في اللعب.. لابد أن يؤتي ثمرته.
اعمل بجد في أي شيء.
و إذا لعبت فالعب بجد.
و ابدأ فورا من الآن.
لا تبرر كسلك بأن العلم في المدارس و الجامعات و أنت محروم من المدارس و الجامعات.. فالعلم في الكتب و المكتبات.. و هو متاح على الأرصفة أرخص من علب السجائر.
و هو في دور الكتب مجانا.
و القدرة على الابتكار موهبة أودعها الله في كل عقل.. كل ما عليك أن تبدأ.
غادر مقعدك المألوف على المقهى فورا.. و اكدح بذهنك و يديك في شيء.. و لا تظن أن (( الألف جنيه)) قد وقعت على رأس أي واحد بمجرد التمني و بدون أن يجتهد في كسبها.
و تأكد أن تسخيرك لذكائك أسهل من تسخيرك للجن.
و ثق بأن مفعول ذكائك أقوى من مفعول السحر.
و إذا شككت في كلامي فاقرأ المقال من جديد لتعلم كيف قامت دول كبرى.. و كيف صنع المصنع ما لا تصنعه قبعة الحاوي.. و كيف صعد الإنسان للقمر دون بساط سليمان.. و كيف أنك مهدد بأن تتحول إلى قرد إذا ظللت جالسا في جلستك اليومية على المقهى لا تجهد ذهنك في شيء.. و العالم من حولك في سباق علمي رهيب يفض أسرار الذرة، و يسخر القوى النووية في صناعة الأعاجيب.. فيزداد الأقوياء قوة، و يزداد الضعفاء ضعفا.. إلى أن يصبح المتخلفون في مكانة القرود أو أقل من القرود.
هل تشعر بأني خدعتك.
بل لو كنت قلت غير هذا لكنت خدعتك.
صدقني..
من كتاب الشيطان يحكم
( كتب الدكتور مصطفى محمود هذا المقال عام 1986 حيث كان الألف جنيه مبلغ ضخم ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ كيف تكسب ألف جنيه فورا
اطمئن.
لن أقول لك اقطع الكوبون في أسفل الصفحة و أرسله مع اسمك و عنوانك مع الأجوبة على الاستفتاء كذا. و لن أحول الموضوع إلى مسابقة تنفق عليها(( سيجنال)) أو إعلان توزع جوائزه (( رابسو)).
إنما الموضوع جد.
و سوف أفكر معك بجد. و لنبدأ من أمثلة بسيطة.
و في مثل هذا البرد الشديد لا بد أنك فكرت كيف تتدفأ.
و كذلك فكر الإنسان البدائي عندما داهمته أول موجة برد. و أعمل ذهنه. و ظل يخبط جبهته بيده و يخبط حجرا بحجر و هو شارد. و اندلعت أول شرارة مصادفة من صك الحجر بالحجر. و حملق الإنسان المذهول في هذه الظاهرة العجيبة.
و لا شك أنه قد اتخذها بعد ذلك لعبة. حتى أمسكت الشرارة ذات مساء بعود قش جاف و أضرمته نارا.
و تعلم الإنسان منذ ذلك اليوم كيف يحتطب و يجمع الأخشاب، و يشعل النار و يرقص حولها، و يطهو طعامه و يتدفأ.
ثم اكتشف الفحم.
ثم اكتشف البترول.
ثم اكتشف الغاز الطبيعي القابل للاشتعال.
ثم اكتشف الكهرباء.
ثم اكتشف جهاز التكييف.
و كانت أول ثروة طبيعية للإنسان هي يديه و حيلته.
و عن طريق يديه صنع الأدوات.
و بهذه الأدوات قطع الأشجار و حفر الأرض لاستخراج الفحم.
و كان هناك رجل أكثر ذكاء اكتفى بالجلوس بعيدا لا يعمل يديه في شيء و إنما يأخذ مما جمعه العامل ليبيعه.
ثم ظهر أناس أكثر ذكاء لا يعملون أي شيء سوى أن يقوموا بالوساطة بين الأيدي التي تأخذ و تعطي، و يقبضون في مقابل هذه العملية سمسرة تفوق ما يربحه العامل و البائع.
ثم تعقدت أدوات الإنتاج لتتحول إلى مصانع.
و أصبح المصنع هو قلعة الحاوي التي يوضع تحتها التراب فيخرج منها حديدا و أسياخا و صفائح صلب و سيارات و أجهزة تكييف. مع ربح هائل يدخل معظمه في جيب صاحب المصنع.
ثم ظهرت مؤسسات بهلوانية اسمها الشركات وظيفتها الإعلان و التسويق و الترويج و البيع و التجارة في تلك المنتجات. تقوم بالوساطة بين المصنع و بين المشتري و تكسب من الإثنين أكثر مما يكسبه الصانع و صاحب المصنع.
و لأن المال السائل في قدرته أن يشتري المصنع و يؤسس الشركة فقد أصبح رأس المال بذاته قادرا على التوالد و التكاثر بدون أن يعمل صاحبه في شيء. فقط ما عليه إلا أن يودعه في بنك فيلد له نسبة مئوية كل سنة. فإذا أقام به مصنعا أو أسس به شركة فسوف يحصل على نسبة أكبر من الربح. و إذا وقف يقامر به في البورصة على اضطراب الأسعار نزولا و صعودا مع اختلاف إلى العرض و الطلب و مع أزمات السياسة و حمى الفقر و الغنى التي تتداول الناس و الشعوب فسوف يكسب أكثرمن الكل لأنه سوف يتاجر في الفلوس ذاتها، و سوف يتاجر في التجارة و في سعر الذهب و الورق الذي لا يستقر على حال.
و الأغنياء و الأذكياء الجدد الذين اشتروا بأموالهم كل شيء مما كانوا يحلمون به من أرض و دور و قصور و متاع لم يقفوا عند حد، لأن ثرواتهم لم تكن تقف عند حد، فبدأوا يشترون الذمم ثم يشترون الأحزاب و الحكومات ثم يحركون السلطة لصالحهم فيدفعونها إلى تجييش الجيوش و غزو البلاد المتخلفة و استعمارها لتكون أسواقا جديدة، و مصادر جديدة للثروة و القوة.
و آخر صورة محزنة من هذا الذكاء البشري هو ما نراه الآن، فالأقوياء الأغنياء لم يعودوا يفكرون حتى في أن يحاربوا. و إنما اكتفت الدول الكبرى بأن تصنع السلاح ثم تبيعه للأمم الفقيرة الصغيرة لتقتل به بعضها بعضا. و تطوع الأذكياء بإشعال الفتن في هذه الدول الصغيرة البائسة. كلما نامت الخلافات أوقدوا نارها. بين الهندوس و المسلمين في الهند، و بين المسلمين و المسيحيين في نيجيريا، و بين الكاثوليك و البروتستانت في ايرلندا، لتظل الحرب مشتعلة تأكل السلاح و تبقي على الصغار صغارا و تجعل الكبار أكبر و الأغنياء أغنى.
و برغم دعاوي الاشتراكية ظل القانون القديم سائدا. إن من عنده يربح فيزداد. و من ليس عنده يخسر أكثر فأكثر. الكبير يزداد كبرا و الصغير يزداد صغرا.
و العلم بتطوره السريع يهدد المتخلفين الذين يزدادون تخلفا في معاركهم مع الكبار. يهددهم بأن يتحولوا إلى قرود، بالنسبة إلى الأدوات العلمية التي تتطور في أيدي الكبار فتحولهم إلى عمالقة و أنصاف أرباب.
و الدول الكبرى لم تعد تتصرف بحكم المبادئ و الأيديولوجيات. و إنما أصبحت تتصرف بحكم كونها كبرى و يجب أن تظل كبرى و تصير أكبر في مواجهة دول أخرى(( كبرى)) تحاول أن تكون أكبر و في حلبة الصراع بين الكبار. تدوس الأقدام الصغار. و تدوس مصالحهم، و تدوس حياتهم.
هل فهمت شيئا من هذه القصة.
لقد فهمت شيئا من السياسة.
و فهمت أن الإنسان كان يكسب دائما باستخدام يديه و عقله و حيلته. و أن هناك طريقتين للكسب، أن تكسب بالحيلة الشريفة عن طريق عمل يديك و عمل عقلك، و أن تكسب بالحيلة الخبيثة عن طريق أيدي الآخرين و عقولهم، و أن في الإمكان أن تكسب ألف جنيه بشرف. و ذلك بأن تقدم عملا أو كشفا أو اختراعا أو إمتاعا أو نفعا للناس يساوي تلك القيمة. و لا عذر لك. و لا يصح لك أن تتعلل بأن حظك من العلم قليل. فقد بدأ أديسون المخترع العظيم حياته صبيا يبيع الجرائد، ثم اخترع لنا المصباح الكهربائي و الجراموفون. كما بدأ عالم الكهرباء العظيم مايكل فاراداي حياته صبيا يعمل في محل تجليد كتب، ثم اكتشف قوانين الكهرباء التي اخترعت على أساسها جميع أجهزة اللاسلكي فيما بعد.
و اللاعب البرايزيلي بيليه جمع ثروة هائلة من مجرد إتقان الجري. و أي اجتهاد في أي شيء و لو كان اجتهادا في اللعب. لابد أن يؤتي ثمرته.
اعمل بجد في أي شيء.
و إذا لعبت فالعب بجد.
و ابدأ فورا من الآن.
لا تبرر كسلك بأن العلم في المدارس و الجامعات و أنت محروم من المدارس و الجامعات. فالعلم في الكتب و المكتبات. و هو متاح على الأرصفة أرخص من علب السجائر.
و هو في دور الكتب مجانا.
و القدرة على الابتكار موهبة أودعها الله في كل عقل. كل ما عليك أن تبدأ.
غادر مقعدك المألوف على المقهى فورا. و اكدح بذهنك و يديك في شيء. و لا تظن أن (( الألف جنيه)) قد وقعت على رأس أي واحد بمجرد التمني و بدون أن يجتهد في كسبها.
و تأكد أن تسخيرك لذكائك أسهل من تسخيرك للجن.
و ثق بأن مفعول ذكائك أقوى من مفعول السحر.
و إذا شككت في كلامي فاقرأ المقال من جديد لتعلم كيف قامت دول كبرى. و كيف صنع المصنع ما لا تصنعه قبعة الحاوي. و كيف صعد الإنسان للقمر دون بساط سليمان. و كيف أنك مهدد بأن تتحول إلى قرد إذا ظللت جالسا في جلستك اليومية على المقهى لا تجهد ذهنك في شيء. و العالم من حولك في سباق علمي رهيب يفض أسرار الذرة، و يسخر القوى النووية في صناعة الأعاجيب. فيزداد الأقوياء قوة، و يزداد الضعفاء ضعفا. إلى أن يصبح المتخلفون في مكانة القرود أو أقل من القرود.
هل تشعر بأني خدعتك.
بل لو كنت قلت غير هذا لكنت خدعتك.
صدقني.
من كتاب الشيطان يحكم
( كتب الدكتور مصطفى محمود هذا المقال عام 1986 حيث كان الألف جنيه مبلغ ضخم ). ❝
❞ قال رالف الدو اميرسون(اذا استطاع الشخص انا يكتب كتابا احسن مما كتب او ان يعظ بطريقه افضل او حتي ان يصنع مصيده للفئران احسن من الذي عند جاره، وبعد ذلك يبني بيته ف البراري النائيه ، سيتوافد اليه الناس لتلقي المعرفه )
المعرفه هي قوه ، وبمقدار المعرفه التي لديك ستكون مبدعاً وستكون لديك فرصاً اكبر لتصبح سعيداً وناجحاً… فبالمعرفه ترتفع درجه ذكائكويتفتح ذهنك لآفاق ومجالات جديده.. ❝ ⏤إبراهيم الفقي
❞ قال رالف الدو اميرسون(اذا استطاع الشخص انا يكتب كتابا احسن مما كتب او ان يعظ بطريقه افضل او حتي ان يصنع مصيده للفئران احسن من الذي عند جاره، وبعد ذلك يبني بيته ف البراري النائيه ، سيتوافد اليه الناس لتلقي المعرفه )
المعرفه هي قوه ، وبمقدار المعرفه التي لديك ستكون مبدعاً وستكون لديك فرصاً اكبر لتصبح سعيداً وناجحاً… فبالمعرفه ترتفع درجه ذكائكويتفتح ذهنك لآفاق ومجالات جديده. ❝
❞ الحياة مواقف، ومواقفك في الحياة سوف تؤثر على مستقبلك أكثر من موهبتك أو شكلك أو ذكائك، مواقفك ستشكل مصيرك أكثر من خططك أو أصدقائك أو أعدائك، هي أهم من جيناتك، لها تأثير على كل ما تقوم به وهي تصنع الظروف التي ستعيش فيها.. ❝ ⏤بيلي ريجس
❞ الحياة مواقف، ومواقفك في الحياة سوف تؤثر على مستقبلك أكثر من موهبتك أو شكلك أو ذكائك، مواقفك ستشكل مصيرك أكثر من خططك أو أصدقائك أو أعدائك، هي أهم من جيناتك، لها تأثير على كل ما تقوم به وهي تصنع الظروف التي ستعيش فيها. ❝