█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ خَمصت بطني من الجوع، وكادت تهطلُ مني الدموع، فأخذتُ مالي ولبستُ شالي وارتديتُ نعالي، وقصدت العم راضي، فقلتُ لهُ بلهفة وفي بطني من الجوع رجفة، أعطني ربعَ كَيْلٍ من الكَبِد إن كان عندك قد وجِد، فلم يحرك ساكنًا!
ونادىٰ ابنهُ الصغير، وقال براحة ضمير، ولم يأبه بما في البطن من صرير، أحضر لهُ طلبه واقضي لهُ أربه...
عدتُ للدار ولهاناً أطير، ودفعتهُ للجدة لتباشرَ التحضير...
بعد انتهائي من الأكل، حلَّ في بطني ما حل، فصرت أصرخُ من الألم، وتمنيت لو كنتُ في حُلم،
فتذكرت أنها كَبدٌ رخيصة أدخلتها في بطنٍ خميصة، وبعد تفكيرٍ وعِتاب أدركت أنها كَبِدُ كلاب!
فقلت:
ذهبتُ لراضي خاوٍ وفاضي .. لأملأ ما كان في البطنِ فاضي
فجئتُ بكبدٍ رخيصٍ بفلسٍ .. وعدتُ لأقضيَ مــا كنتُ قـاضِ
أكلتُ بلهفٍ لجوعٍ ببطني .. وإنّي بفعليَ هــــــــــــذا لراضِ
فأُوْجِعَ بطنيَ وَجْعًا شديدًا .. كأنَّ ببطنيَ وجْـــــــعُ الحياضِ
فأدركتُ أكليَ كبــــدًا لكلبٍ .. وأنَّ ببطني كـــــلاب الأراضي
من مواقف :
﴿ الفصيح ابن الضاد ﴾ . ❝