❞ ولما انقضت الحرب في بدر ، أقبلَ رسولُ الله ﷺ حَتَّى وَقَفَ عَلَى القَتْلَى فقال ( بِئْسَ عَشيرة النبي كُنتُمْ لِنَبِيكُم ، كَذَّبْتُمُونِي ، وصَدَّقَني النَّاسُ ، وخذَلْتَموني ، ونَصَرني النَّاسُ ، وأَخْرَجْتُموني ، وأواني النَّاسُ ) ، ثم أمر بهم ، فسُحِبوا إلى قَليبٍ مِن قُلب بدر ، فطرِحوا فيه ، ثم وقف عليهم ﷺ فقال ( يا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، ويا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَة ، ويا فلانُ ، ويا فُلانُ ، هَل وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُم حَقَّاً ، فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقَّاً ، فقال عُمَرُ بنُ الخطاب : يا رَسُولَ اللَّهِ ! ما تُخَاطِبُ مِنْ أقوام قَدْ جَيْفُوا؟ فقالَ ﷺ ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ الجَوابَ ) ، ثم أقام رسول الله ﷺ بِالعَرْصَةِ ثَلاثاً ، وَكَانَ إِذا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِعَرْصَتِهِم ثلاثاً ، ثم ارتحل مؤيداً منصوراً ، قرير العين بنصر الله له ، ومعه الأسارى والمغانم ، فلما كان بالصفراء ، قسم الغنائم ، وضرب عُنُقَ النَّضْرِ بن الحارث بن كلدة، ثُمَّ لما نَزَلَ بِعِرْقِ الظَّبْيَةِ ، ضرب عُنُق عُقبَةَ بن أبي معيط ، ودخل النبي ﷺ المدينة مؤيداً مظفراً منصوراً قد خافه كُل عدو له المدينة وحولها ، فأسلم بشر كثير من أهل المدينة ، وحينئذ دخل عبد الله بن أبيِّ المُنافق وأصحابه في الإسلام ظاهراً ، وجملة من حضر بدراً من المسلمين ثلاثمئة وبضعة عشر رجلا ، من المهاجرين ستة وثمانون ، ومن الأوس أحدٌ وستون ، ومن الخزرج مئة وسبعون ، وإنما قل عدد الأوس عن الخزرج ، وإن كانوا أشدَّ منهم ، وأقوى شوكة ، وأصبر عند اللقاء ، لأن منازلهم كانت في عوالي المدينة ، وجاء النفير بغتةً ، وقال النَّبِيُّ ﷺ وقتها ( لا يَتْبَعُنَا إِلَّا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِراً ) ، فاستأذنه رِجالٌ ظُهورهم في عُلو المدينة أن يستأني بهم حتى يذهبوا إلى ظهورهم ، فأبى ﷺ ، ولم يَكُن عَزْمُهُم عَلَى اللّقَاءِ ، ولا أعدُّوا لَهُ عُدته ، ولا تأهبوا له أهبته ، ولكن جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد . واستشهد من المسلمين يومئذ أربعة عشر رجلاً من المهاجرين ، وستة من الخزرج ، واثنان من الأوس ، وفرغ رسول الله ﷺ من شأن بدر والأسارى في شوال. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ ولما انقضت الحرب في بدر ، أقبلَ رسولُ الله ﷺ حَتَّى وَقَفَ عَلَى القَتْلَى فقال ( بِئْسَ عَشيرة النبي كُنتُمْ لِنَبِيكُم ، كَذَّبْتُمُونِي ، وصَدَّقَني النَّاسُ ، وخذَلْتَموني ، ونَصَرني النَّاسُ ، وأَخْرَجْتُموني ، وأواني النَّاسُ ) ، ثم أمر بهم ، فسُحِبوا إلى قَليبٍ مِن قُلب بدر ، فطرِحوا فيه ، ثم وقف عليهم ﷺ فقال ( يا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ، ويا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَة ، ويا فلانُ ، ويا فُلانُ ، هَل وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُم حَقَّاً ، فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقَّاً ، فقال عُمَرُ بنُ الخطاب : يا رَسُولَ اللَّهِ ! ما تُخَاطِبُ مِنْ أقوام قَدْ جَيْفُوا؟ فقالَ ﷺ ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ الجَوابَ ) ، ثم أقام رسول الله ﷺ بِالعَرْصَةِ ثَلاثاً ، وَكَانَ إِذا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِعَرْصَتِهِم ثلاثاً ، ثم ارتحل مؤيداً منصوراً ، قرير العين بنصر الله له ، ومعه الأسارى والمغانم ، فلما كان بالصفراء ، قسم الغنائم ، وضرب عُنُقَ النَّضْرِ بن الحارث بن كلدة، ثُمَّ لما نَزَلَ بِعِرْقِ الظَّبْيَةِ ، ضرب عُنُق عُقبَةَ بن أبي معيط ، ودخل النبي ﷺ المدينة مؤيداً مظفراً منصوراً قد خافه كُل عدو له المدينة وحولها ، فأسلم بشر كثير من أهل المدينة ، وحينئذ دخل عبد الله بن أبيِّ المُنافق وأصحابه في الإسلام ظاهراً ، وجملة من حضر بدراً من المسلمين ثلاثمئة وبضعة عشر رجلا ، من المهاجرين ستة وثمانون ، ومن الأوس أحدٌ وستون ، ومن الخزرج مئة وسبعون ، وإنما قل عدد الأوس عن الخزرج ، وإن كانوا أشدَّ منهم ، وأقوى شوكة ، وأصبر عند اللقاء ، لأن منازلهم كانت في عوالي المدينة ، وجاء النفير بغتةً ، وقال النَّبِيُّ ﷺ وقتها ( لا يَتْبَعُنَا إِلَّا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِراً ) ، فاستأذنه رِجالٌ ظُهورهم في عُلو المدينة أن يستأني بهم حتى يذهبوا إلى ظهورهم ، فأبى ﷺ ، ولم يَكُن عَزْمُهُم عَلَى اللّقَاءِ ، ولا أعدُّوا لَهُ عُدته ، ولا تأهبوا له أهبته ، ولكن جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد . واستشهد من المسلمين يومئذ أربعة عشر رجلاً من المهاجرين ، وستة من الخزرج ، واثنان من الأوس ، وفرغ رسول الله ﷺ من شأن بدر والأسارى في شوال. ❝