❞ وكان له ﷺ سهم من الغنيمة يُدْعَى الصَّفي ، إن شاء عبداً ، وإن شاء أمةً ، وإن شاءَ فرساً ، يختاره قبل الخمس ، قالت عائشة : و كَانَتْ صَفِيَّةُ مِنَ الصَّفِيِّ ، ولهذا جَاءَ في كتابه ﷺ إلى بني زهير بن أَقَيْش ( إِنَّكُمْ إِنْ شَهِدْتُم أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مَحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ ، وأحيتُمُ الخُمُسَ مِنَ المَغْنَمِ ، وَسَهُم النَّبِيِّ ﷺ وَسَهْمَ الصَّفِيِّ أَنتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ وَرَسُولِهِ ) ، وكان سيفهُ ذُو الفَقَارِ مِن الصَّفِيِّ ، وكان ﷺ يُسهِم لمن غاب عن الوقعة لمصلحة المسلمين ، كما أسهم لعثمان سهمه مِن بدر ، ولم يحضرها لمكان تمريضه لامرأتِهِ رُقيَّةَ ابنة رسول الله ﷺ فقال ( إِنَّ عُثْمَانَ انْطَلَقَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وحاجة رَسُولِهِ فَضَرَبَ لَهُ سَهْمَهُ وَأَجْرَهُ ) ، وكانوا يشترون معه في الغزو ويبيعون ، وهو يراهم ولا ينهاهم ، وأخبره رجل أَنَّهُ رَبع ربحاً لم يَرْبحُ أَحَدٌ مثله ، فقال : فما هو ؟ قال : ما زلتُ أبيعُ وأبتاع حتى رَبحْتُ ثلاثمئة أوقية ، فقالَ ﷺ ( أَنَا أُنَبِّئُكَ بِخَيْرِ رَجُل رَبِّحَ ) قَالَ: مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ ( رَكْعَتَيْنِ بَعْد
الصَّلاة ) ، وكانوا يستأجرون الأجراء للغزو على نوعين أحدهما : أن يخرج الرجلُ ، ويستأجِرَ مَنْ يَخدِمه في سفره ، والثاني: أن يستأجر من ماله من يخرج في الجهاد ويسمون ذلك الجعائل ، وفيها قال النبي ﷺ ( للغازي أجره ، وللجاعِل أَجْرُهُ وَأَجْرُ الغَازِي ) ، وكانوا يتشاركون في الغنيمة على نوعين أيضاً ، أحدهما : شركة الأبدان ، والثاني : أن يدفع الرَّجلُ بعيره إلى الرجل أو فرسه يغزو عليه على النصف مما يغنم حتى ربما اقتسما السَّهم ، فأصابَ أحدُهُما قِدْحَهُ ، والآخر نصله وريشه ، وقال ابن مسعود اشتركتُ أَنَا وَعَمَّارٌ وسَعْدٌ فيما نُصِيبُ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَجَاءَ سَعْدٌ بِأَسِيْرَيْنِ ، وَلَمْ أَجِي أَنَا وَعَمَّارُ بِشَيْءٍ ، وكان يبعث بالسرية فرساناً تارةً ، ورِجَالاً أُخرى ، وكان لا يُسْهِم لمن قَدِمَ مِن المَدَدِ بعد الفتح ، وكان يُعطي سهم ذي القربى في بني هاشم وبني المطلب دون إخوتهم من بني عبد شمس وبني نوفل وقال ﷺ ( إِنَّمَا بَنُو المُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ وَاحِدٌه وَشَبِّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، وَقَالَ: إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونَا فِي جَاهِلية ولا إسلام ) ، وكان المسلمون يُصيبون معه في مغازيهم العَسَلَ والعِنَبَ والطَّعَامَ فيأكلونه ، ولا يرفعونه في المغانم ، قال ابنُ عمر : إِنَّ جَيْشَاً غَنِمُوا فِي زَمَانِ رَسُولِ الله ﷺ طَعَامَاً وَعَسَلاً ، ولم يُؤْخَذْ مِنْهُمْ الخمس ، وانفرد عبد الله بن المغفل يَوْمَ خَيْبَرَ بِجِرَابِ شَحْم ، وقال : لا أُعْطِي اليوم أحداً مِنْ هذا شيئاً ، فسمعه رسول الله ﷺ ، فتبسم ولم يَقُل له شيئاً ، وقيل لابن أبي أوفى : كُنتُم تُخمسُونَ الطعام في عهد رسول الله ؟ فقال: أصبنا طعاماً يوم خيبر ، وكان الرجل يجيء ، فيأخذُ منه مِقدار ما يكفيه ، ثم ينصرف. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وكان له ﷺ سهم من الغنيمة يُدْعَى الصَّفي ، إن شاء عبداً ، وإن شاء أمةً ، وإن شاءَ فرساً ، يختاره قبل الخمس ، قالت عائشة : و كَانَتْ صَفِيَّةُ مِنَ الصَّفِيِّ ، ولهذا جَاءَ في كتابه ﷺ إلى بني زهير بن أَقَيْش ( إِنَّكُمْ إِنْ شَهِدْتُم أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مَحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ ، وأحيتُمُ الخُمُسَ مِنَ المَغْنَمِ ، وَسَهُم النَّبِيِّ ﷺ وَسَهْمَ الصَّفِيِّ أَنتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللهِ وَرَسُولِهِ ) ، وكان سيفهُ ذُو الفَقَارِ مِن الصَّفِيِّ ، وكان ﷺ يُسهِم لمن غاب عن الوقعة لمصلحة المسلمين ، كما أسهم لعثمان سهمه مِن بدر ، ولم يحضرها لمكان تمريضه لامرأتِهِ رُقيَّةَ ابنة رسول الله ﷺ فقال ( إِنَّ عُثْمَانَ انْطَلَقَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وحاجة رَسُولِهِ فَضَرَبَ لَهُ سَهْمَهُ وَأَجْرَهُ ) ، وكانوا يشترون معه في الغزو ويبيعون ، وهو يراهم ولا ينهاهم ، وأخبره رجل أَنَّهُ رَبع ربحاً لم يَرْبحُ أَحَدٌ مثله ، فقال : فما هو ؟ قال : ما زلتُ أبيعُ وأبتاع حتى رَبحْتُ ثلاثمئة أوقية ، فقالَ ﷺ ( أَنَا أُنَبِّئُكَ بِخَيْرِ رَجُل رَبِّحَ ) قَالَ: مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ ( رَكْعَتَيْنِ بَعْد
الصَّلاة ) ، وكانوا يستأجرون الأجراء للغزو على نوعين أحدهما : أن يخرج الرجلُ ، ويستأجِرَ مَنْ يَخدِمه في سفره ، والثاني: أن يستأجر من ماله من يخرج في الجهاد ويسمون ذلك الجعائل ، وفيها قال النبي ﷺ ( للغازي أجره ، وللجاعِل أَجْرُهُ وَأَجْرُ الغَازِي ) ، وكانوا يتشاركون في الغنيمة على نوعين أيضاً ، أحدهما : شركة الأبدان ، والثاني : أن يدفع الرَّجلُ بعيره إلى الرجل أو فرسه يغزو عليه على النصف مما يغنم حتى ربما اقتسما السَّهم ، فأصابَ أحدُهُما قِدْحَهُ ، والآخر نصله وريشه ، وقال ابن مسعود اشتركتُ أَنَا وَعَمَّارٌ وسَعْدٌ فيما نُصِيبُ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَجَاءَ سَعْدٌ بِأَسِيْرَيْنِ ، وَلَمْ أَجِي أَنَا وَعَمَّارُ بِشَيْءٍ ، وكان يبعث بالسرية فرساناً تارةً ، ورِجَالاً أُخرى ، وكان لا يُسْهِم لمن قَدِمَ مِن المَدَدِ بعد الفتح ، وكان يُعطي سهم ذي القربى في بني هاشم وبني المطلب دون إخوتهم من بني عبد شمس وبني نوفل وقال ﷺ ( إِنَّمَا بَنُو المُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَيْءٌ وَاحِدٌه وَشَبِّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، وَقَالَ: إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونَا فِي جَاهِلية ولا إسلام ) ، وكان المسلمون يُصيبون معه في مغازيهم العَسَلَ والعِنَبَ والطَّعَامَ فيأكلونه ، ولا يرفعونه في المغانم ، قال ابنُ عمر : إِنَّ جَيْشَاً غَنِمُوا فِي زَمَانِ رَسُولِ الله ﷺ طَعَامَاً وَعَسَلاً ، ولم يُؤْخَذْ مِنْهُمْ الخمس ، وانفرد عبد الله بن المغفل يَوْمَ خَيْبَرَ بِجِرَابِ شَحْم ، وقال : لا أُعْطِي اليوم أحداً مِنْ هذا شيئاً ، فسمعه رسول الله ﷺ ، فتبسم ولم يَقُل له شيئاً ، وقيل لابن أبي أوفى : كُنتُم تُخمسُونَ الطعام في عهد رسول الله ؟ فقال: أصبنا طعاماً يوم خيبر ، وكان الرجل يجيء ، فيأخذُ منه مِقدار ما يكفيه ، ثم ينصرف . ❝
❞ الذِكر عند الأذان وبعده .
وأما هديه ﷺ في الذِكر عند الآذان وبعده ، فَشَرَّع لامته منه خمسة أنواع 🔸️أحدهما : أن يقول السامع كما يقول المؤذن ، إلا في حي على الصلاة حي على الفلاح ، فإنه صح عنه ﷺ إبدالهما بـ ( لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) ، ولم يجيء عنه الجمع بينها وبين حي على الصلاة حي على الفلاح ولا الاقتصار على الحيعلة ، وهديه ﷺ الذي صح عنه إبدالهما بالحوقلة ، وهذا مقتضى الحكمة المطابقة لحال المؤذن والسامع ، فإن كلمات الأذان ذِكْرٌ ، فَسَنَّ للسامع أن يقولها ، وكلمة الحيعلة دعاء إلى الصلاة لمن سمعه ، فَسَنَّ للسامع أن يَسْتَعِينَ على هذه الدعوة بكلمة الإعانة وهِيَ لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بالله العلي العظيم ، 🔸️الثاني : أن يقول ( وأَنَا أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ رَضِيتُ باللهِ رَبِّاً ، وبالإسلام دِيناً ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً ، وأَخْبَرَ أَنَّ مَنْ قَالَ ذلِكَ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ ) ، 🔸️ الثالث : أن يُصلِّيَ على النبي ﷺ بعد فراغه من إجابة المؤذن ، وأَكْمَلُ ما يُصلى عليه به ويصل إليه ، هي الصلاة الإبراهيمية كما علم أمته أن يُصلُّوا عليه ، فلا صلاة عليه أكمل منها وإن تحذلق المتحذلقون ، 🔸️الرابع : أن يقولُ بعد صلاته عليه ( اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ ، والصَّلاةِ القَائِمَةِ ، آتِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ ، وابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً الذي وَعَدْتَهُ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ المِيعَادَ ) ، هكذا جاء بهذا اللفظ مقاماً محموداً بلا ألف ولا لام ، وهكذا صح عنه ﷺ ، 🔸️ الخامس : أن يدعو لنفسه بعد ذلك ، ويسأل الله من فضله ، فإنه يُسْتَجَاب له ، كما في السنن عنه ﷺ ( قُلْ كَمَا يَقُولُونَ يَعْنِي المُؤذنين ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَة ) ، وفي السنن عنه ﷺ الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بينَ الْأَذَانِ والإقامة ، قالوا : فما نقول يا رسول الله؟ قال : ( سَلُوا الله العَافِيةَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) ، وفيها عنه ﷺ ( سَاعَتَانِ يَفْتَحُ اللَّهُ فِيهِمَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ ، وقلَّمَا تُرَدُّ عَلَى دَاعٍ دَعْوتُه : عِنْدَ حُضُورِ النّدَاءِ ، والصَّفٌ في سَبيلِ اللَّهِ ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ الذِكر عند الأذان وبعده .
وأما هديه ﷺ في الذِكر عند الآذان وبعده ، فَشَرَّع لامته منه خمسة أنواع 🔸️أحدهما : أن يقول السامع كما يقول المؤذن ، إلا في حي على الصلاة حي على الفلاح ، فإنه صح عنه ﷺ إبدالهما بـ ( لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) ، ولم يجيء عنه الجمع بينها وبين حي على الصلاة حي على الفلاح ولا الاقتصار على الحيعلة ، وهديه ﷺ الذي صح عنه إبدالهما بالحوقلة ، وهذا مقتضى الحكمة المطابقة لحال المؤذن والسامع ، فإن كلمات الأذان ذِكْرٌ ، فَسَنَّ للسامع أن يقولها ، وكلمة الحيعلة دعاء إلى الصلاة لمن سمعه ، فَسَنَّ للسامع أن يَسْتَعِينَ على هذه الدعوة بكلمة الإعانة وهِيَ لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بالله العلي العظيم ، 🔸️الثاني : أن يقول ( وأَنَا أَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ رَضِيتُ باللهِ رَبِّاً ، وبالإسلام دِيناً ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً ، وأَخْبَرَ أَنَّ مَنْ قَالَ ذلِكَ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ ) ، 🔸️ الثالث : أن يُصلِّيَ على النبي ﷺ بعد فراغه من إجابة المؤذن ، وأَكْمَلُ ما يُصلى عليه به ويصل إليه ، هي الصلاة الإبراهيمية كما علم أمته أن يُصلُّوا عليه ، فلا صلاة عليه أكمل منها وإن تحذلق المتحذلقون ، 🔸️الرابع : أن يقولُ بعد صلاته عليه ( اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ ، والصَّلاةِ القَائِمَةِ ، آتِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ ، وابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً الذي وَعَدْتَهُ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ المِيعَادَ ) ، هكذا جاء بهذا اللفظ مقاماً محموداً بلا ألف ولا لام ، وهكذا صح عنه ﷺ ، 🔸️ الخامس : أن يدعو لنفسه بعد ذلك ، ويسأل الله من فضله ، فإنه يُسْتَجَاب له ، كما في السنن عنه ﷺ ( قُلْ كَمَا يَقُولُونَ يَعْنِي المُؤذنين ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَة ) ، وفي السنن عنه ﷺ الدُّعَاءُ لَا يُرَدُّ بينَ الْأَذَانِ والإقامة ، قالوا : فما نقول يا رسول الله؟ قال : ( سَلُوا الله العَافِيةَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) ، وفيها عنه ﷺ ( سَاعَتَانِ يَفْتَحُ اللَّهُ فِيهِمَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ ، وقلَّمَا تُرَدُّ عَلَى دَاعٍ دَعْوتُه : عِنْدَ حُضُورِ النّدَاءِ ، والصَّفٌ في سَبيلِ اللَّهِ ) . ❝