❞ ويبدو أن هذا هو الذي يحدث للروح.. فهي تعيش في سجن اسمه الجسم. وكل خلية حية في هذا السجن عبارة عن قيد، وعن سلسلة.. إنها ملايين السلاسل.. فإذا تم الإفراج عن الروح بالموت، فسيبقى أثر هذه السلاسل، هذه القيود، وستبقى الروح متأثرة بهذه القيود، بهذه الحياة التي قطعتها فوق سفينة قلقة.. سفينة بها عشرات الغرائز التي تشبه قطاع الطرق واللصوص.. يبدو لي هذا... وإن كنت لا أعرف التفسير العلمي الدقيق لما رأيت.. ❝ ⏤فهد عامر الاحمدى
❞ ويبدو أن هذا هو الذي يحدث للروح. فهي تعيش في سجن اسمه الجسم. وكل خلية حية في هذا السجن عبارة عن قيد، وعن سلسلة. إنها ملايين السلاسل. فإذا تم الإفراج عن الروح بالموت، فسيبقى أثر هذه السلاسل، هذه القيود، وستبقى الروح متأثرة بهذه القيود، بهذه الحياة التي قطعتها فوق سفينة قلقة. سفينة بها عشرات الغرائز التي تشبه قطاع الطرق واللصوص. يبدو لي هذا.. وإن كنت لا أعرف التفسير العلمي الدقيق لما رأيت. ❝
❞ لقد كبرت! كيف؟ أشعر بأني تائه لا أعلم من أنا؟ وكيف وصلت لهذا العُمر؟ أشعر بِأني مازلت طفلًا قد تم سجني بِداخلي ولا أعلم طريق الخروج.. ❝ ⏤الكاتبه/ إيمان وجيه (Angle )🤎
❞ لقد كبرت! كيف؟ أشعر بأني تائه لا أعلم من أنا؟ وكيف وصلت لهذا العُمر؟ أشعر بِأني مازلت طفلًا قد تم سجني بِداخلي ولا أعلم طريق الخروج. ❝
❞ سألت نفسي عن أسعد لحظة عشتها .. ؟؟
ومـر بخاطري شريط طويل من المَشاهِد ..
لحظة رأيت أول قصة تُنشر لي، ولحظة تخرجت من كلية الطب، ولحظة حصلت على جائزة الدولة في الأدب ..
ونشوة الحــب الأول و السفـر الأول والخروج إلى العالَم الكبير متجوِلًا بين ربوع غابات إفريقيا العذراء، وطائراً إلى ألمانيا وإيطاليا والنمسا وسويسرا وإنجلترا وفرنسا وأمريكا ..
ولحظت قبضت أول ألف جنيه .. ولحظة وضعت أول لبنة في المركز الإسلامي بالدقي ..
إستعرضت كل هذه المَشاهد وقلت في سِري .. لا .. ليست هذه ..
بل هي لحظة أخرى ذات مساء من عشرين عامًا إختلط فيها الفرح بالدمع بالشكر بالبهجة بالحبور حينما سجَدتُ لله فشعرت أن كل شيء في بدني يسجد ..
عظامي تسجد .. أحشائي تسجد .. عقلي يسجد .. ضميري يسجد .. روحي تسجد ..
حينما سَكَت داخلي القلق، وكَفَّ الإحتجاج، ورأيت الحكمة في العذاب فارتضيته، ورأيت كل فعل الله خير، وكل تصريفه عدل، وكل قضائه رحمة، وكل بلائه حب ..
لحظتها أحسست وأنا أسجد أني أعود إلى وطني الحقيقي الذي جئت منه وأدركت هويّتي وانتسابي وعرفت مَن أنا .. وأنه لا أنا .. بل هو .. ولا غيره ..
إنتهى الكِبر وتبخر العِناد وسَكَن التمرد وانجابت غشاوات الظلمة وكأنما كنت أختنق تحت الماء ثم أخرجت رأسي فجأة من اللُجّة لأرى النور وأشاهد الدنيا وآخذ شهيقًا عميقًا وأتنفس بحرية وانطلاق .. وأي حرية .. وأي انطلاق ..
يا إلهي .. لكأنما كنت مبعَدًا منفيّاً .. مطرودًا أو سجينًا مكبلًا معتقلًا في الأصفاد ثم فُكَ سجني .. وكأنما كنت أدور كالدابة على عينيها .. حجاب ثم رُفِع الحجاب .
نعم .. لحظتها فقط تحررت .
نعم .. تلك كانت الحرية الحقّة .. حينما بلغت غاية العبودية لله .. وفككت عن يديَّ القيود التي تقيدني بالدنيا وآلهتها المزَيفة .. المال والمجد والشهرة والجاه والسلطة واللذة و الغَلَبة والقوة ..
وشعرت أني لم أعد محتاجًا لأحد ولا لشيء لأني أصبحت في كنَف مَلِك الملوك الذي يملك كل شيء .
كنت كفَرخْ الطَير الذي عاد إلى حضن أمه ..
كانت لحظة ولكن بطول الأبَد .. تأبدت في الشعور وفي الوجدان وألقَت بظلِها على ما بقيَ من عمر ولكنها لم تتكرر ..
فما أكثر ما سجدت بعد ذلك دون أن أبلغ هذا التَجَرُد والخُلوص .. وما أكثر ما حاولت دون جدوى .. فما تأتي تلك اللحظات بجهد العبد .. بل بفضل الرب ..
وإنما هو الذي يتقرب إلينا وهو الذي يتحبب إلينا .. وما نتعرف عليه إلا به .. وما نعبده لحظة تمام العِبادة إلا بمعونته .. وما ندخل عليه إلا بإذنه .. فهو العزيز المنيع الجناب الذي لا يُدخَل إليه بالدعاوَى و الأقاويل .
ولقد عرفت آنذاك أن تلك هي السعادة الحقّة .. وتلك هي جنة الأرض .. التي لا يساويها أي كسب مادي أو معنوي .
يقول الله لنبيه عليه الصلاة والسلام .. { واسجد واقترب } العَلَق – 19 .
صدق الله العظيم ..
وما كل ساجدٍ بمقترِب إلا إذا خلع النعلين .. فألقى بالدنيا وراءه ثم ألقى بنفسه خلفها .. ودخل مسَلِّم القلب .. عريان المشاعر .. خاشع الفؤاد .. ساجد الأعضاء ..
حينئذٍ يكون القرب .. وتكون السجدة .
ولَكَم أتمنى أن اعاوِد تلك السجدة ... أو تعاودني تلك السجدة ..
ويتفضَل عليَّ الله بالقرب، ويأذن لي بالعبادة حق العبادة .. وأقول في نفسي أحيانًا .. لعلّي لم أعد أخلَع النعلين كما يجب وكما يليق بجلال المقام الأسمَى ..
ولعل الدنيا عادت فأخذتني في دوامتها، وعاد الحجاب فانسدَل على العينين، وعادت البشرية فناءت بثقلها وكثافتها على النفس الكليلة ..
ولكني لا أكُف عن الأمل .. وأسأل الله أن يشفع الأمل بالعمل .. سبحانه وَسِعَتْ رحمته كل شيء .
**************
من كتاب / السؤال الحائر
للدكتور / مصطفى محمود ( رحمه الله ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ سألت نفسي عن أسعد لحظة عشتها . ؟؟
ومـر بخاطري شريط طويل من المَشاهِد .
لحظة رأيت أول قصة تُنشر لي، ولحظة تخرجت من كلية الطب، ولحظة حصلت على جائزة الدولة في الأدب .
ونشوة الحــب الأول و السفـر الأول والخروج إلى العالَم الكبير متجوِلًا بين ربوع غابات إفريقيا العذراء، وطائراً إلى ألمانيا وإيطاليا والنمسا وسويسرا وإنجلترا وفرنسا وأمريكا .
ولحظت قبضت أول ألف جنيه . ولحظة وضعت أول لبنة في المركز الإسلامي بالدقي .
إستعرضت كل هذه المَشاهد وقلت في سِري . لا . ليست هذه .
بل هي لحظة أخرى ذات مساء من عشرين عامًا إختلط فيها الفرح بالدمع بالشكر بالبهجة بالحبور حينما سجَدتُ لله فشعرت أن كل شيء في بدني يسجد .
عظامي تسجد . أحشائي تسجد . عقلي يسجد . ضميري يسجد . روحي تسجد .
حينما سَكَت داخلي القلق، وكَفَّ الإحتجاج، ورأيت الحكمة في العذاب فارتضيته، ورأيت كل فعل الله خير، وكل تصريفه عدل، وكل قضائه رحمة، وكل بلائه حب .
لحظتها أحسست وأنا أسجد أني أعود إلى وطني الحقيقي الذي جئت منه وأدركت هويّتي وانتسابي وعرفت مَن أنا . وأنه لا أنا . بل هو . ولا غيره .
إنتهى الكِبر وتبخر العِناد وسَكَن التمرد وانجابت غشاوات الظلمة وكأنما كنت أختنق تحت الماء ثم أخرجت رأسي فجأة من اللُجّة لأرى النور وأشاهد الدنيا وآخذ شهيقًا عميقًا وأتنفس بحرية وانطلاق . وأي حرية . وأي انطلاق .
يا إلهي . لكأنما كنت مبعَدًا منفيّاً . مطرودًا أو سجينًا مكبلًا معتقلًا في الأصفاد ثم فُكَ سجني . وكأنما كنت أدور كالدابة على عينيها . حجاب ثم رُفِع الحجاب .
نعم . لحظتها فقط تحررت .
نعم . تلك كانت الحرية الحقّة . حينما بلغت غاية العبودية لله . وفككت عن يديَّ القيود التي تقيدني بالدنيا وآلهتها المزَيفة . المال والمجد والشهرة والجاه والسلطة واللذة و الغَلَبة والقوة .
وشعرت أني لم أعد محتاجًا لأحد ولا لشيء لأني أصبحت في كنَف مَلِك الملوك الذي يملك كل شيء .
كنت كفَرخْ الطَير الذي عاد إلى حضن أمه .
كانت لحظة ولكن بطول الأبَد . تأبدت في الشعور وفي الوجدان وألقَت بظلِها على ما بقيَ من عمر ولكنها لم تتكرر .
فما أكثر ما سجدت بعد ذلك دون أن أبلغ هذا التَجَرُد والخُلوص . وما أكثر ما حاولت دون جدوى . فما تأتي تلك اللحظات بجهد العبد . بل بفضل الرب .
وإنما هو الذي يتقرب إلينا وهو الذي يتحبب إلينا . وما نتعرف عليه إلا به . وما نعبده لحظة تمام العِبادة إلا بمعونته . وما ندخل عليه إلا بإذنه . فهو العزيز المنيع الجناب الذي لا يُدخَل إليه بالدعاوَى و الأقاويل .
ولقد عرفت آنذاك أن تلك هي السعادة الحقّة . وتلك هي جنة الأرض . التي لا يساويها أي كسب مادي أو معنوي .
يقول الله لنبيه عليه الصلاة والسلام . ﴿ واسجد واقترب ﴾ العَلَق – 19 .
صدق الله العظيم .
وما كل ساجدٍ بمقترِب إلا إذا خلع النعلين . فألقى بالدنيا وراءه ثم ألقى بنفسه خلفها . ودخل مسَلِّم القلب . عريان المشاعر . خاشع الفؤاد . ساجد الأعضاء .
حينئذٍ يكون القرب . وتكون السجدة .
ولَكَم أتمنى أن اعاوِد تلك السجدة .. أو تعاودني تلك السجدة .
ويتفضَل عليَّ الله بالقرب، ويأذن لي بالعبادة حق العبادة . وأقول في نفسي أحيانًا . لعلّي لم أعد أخلَع النعلين كما يجب وكما يليق بجلال المقام الأسمَى .
ولعل الدنيا عادت فأخذتني في دوامتها، وعاد الحجاب فانسدَل على العينين، وعادت البشرية فناءت بثقلها وكثافتها على النفس الكليلة .
ولكني لا أكُف عن الأمل . وأسأل الله أن يشفع الأمل بالعمل . سبحانه وَسِعَتْ رحمته كل شيء .
**************
من كتاب / السؤال الحائر
للدكتور / مصطفى محمود ( رحمه الله ). ❝
❞ فلقد أخذني الحزن أسيرة
حتى تظل السعادة دربي،
قيدني الحزن بخوفي الذي يرهقني، أردت الخروج والخوف تمسك بي كما ولو كان حليفي مرت الأيام عليا في سجني وحيدة بين المشاعر المخيفة أستظل تحت جناح الأمل حتى تأتي السعادة تحرر قلبي من البؤس حتي تبرز البسمة على وجهي الذي تجعد من حزني والامي.
ڪ/بسمه سعيد فتاة الوادي. ❝ ⏤بسمه سعيد رحيم فتاة الوادي
❞ فلقد أخذني الحزن أسيرة
حتى تظل السعادة دربي،
قيدني الحزن بخوفي الذي يرهقني، أردت الخروج والخوف تمسك بي كما ولو كان حليفي مرت الأيام عليا في سجني وحيدة بين المشاعر المخيفة أستظل تحت جناح الأمل حتى تأتي السعادة تحرر قلبي من البؤس حتي تبرز البسمة على وجهي الذي تجعد من حزني والامي.
❞ لم أتردد لحظة عن الذهاب إليه، فهو من كان ملجأي وقت التعب، كان مُستراحي من العالم القاسي، كان الطبيب النفسي لي، مع أنها ليست مهنته، كان مَسْكن قلبي الحائر، هو من لمْلَمَ شتاتي، كان من أخرجني من اكتئابي، وكنتُ أتشارك معه تفاصيل حياتي الصغرى والكبرى، حتى أتفه الأشياء كنا نتشاركها معًا، كنا نتقاسم كل شيء معًا، حتى الآلام، كانت دموعنا مُتقَاسمة دائمًا، نصفها لعينيه، والنصف الآخر لعيني، كلما مرض، كنت دوائه، وكلما مرضت كان دوائي، لم أصدق للحظة أنها خدعة، نعم هي خدعة، فقط سيناريو من كتاباته كان يجربها معي، كان يجرب أَ هو بارعٌ في التمثيل؟ أم يحتاج لتحسين؛ لكنه كان شديد البراعة، حتى جعلني أصدق صداقته المصطنعة، صدقت قناع الوفاء الذي تمثله، وها أنا الآن حائرًا بعد نجاحه في مسرحيته على حساب دماري وهلاكي، كان هو القاتل وكنت قتيلته التي قتلها بكل دمٍ بارد، دون تفكير في لحظة من اللحظات التي قضيناها معًا، كان قاتلي بعد تجفيفي لجراحه، كنتُ حريته، وكان هو سجني، سجن مشاعري وصداقتي وحبي، أطمئنك بأن تعبك في مسرحيتك لن يضيع هكذا هدرًا، فقد جنيت منه شهرتك، وحصدت آلامي، وها أنا الآن لا أعلم من أي الأمراض أُعالج، أَ من الاكتئاب؟ أم الخوف من العالم؟ أم أقوم بإصلاح قلبي الذي دمرته وفتته، لم أعرف للنوم طعمًا بعد فقدانه، سوى بمهدئات قتلت روحي وافقدتني عقلي، يا من كنت أخشى عليك من نسمات الهواء، تركتني أُكوى بقدر ما خففت عنك آلامك.. ❝ ⏤هالةمحمود
❞ لم أتردد لحظة عن الذهاب إليه، فهو من كان ملجأي وقت التعب، كان مُستراحي من العالم القاسي، كان الطبيب النفسي لي، مع أنها ليست مهنته، كان مَسْكن قلبي الحائر، هو من لمْلَمَ شتاتي، كان من أخرجني من اكتئابي، وكنتُ أتشارك معه تفاصيل حياتي الصغرى والكبرى، حتى أتفه الأشياء كنا نتشاركها معًا، كنا نتقاسم كل شيء معًا، حتى الآلام، كانت دموعنا مُتقَاسمة دائمًا، نصفها لعينيه، والنصف الآخر لعيني، كلما مرض، كنت دوائه، وكلما مرضت كان دوائي، لم أصدق للحظة أنها خدعة، نعم هي خدعة، فقط سيناريو من كتاباته كان يجربها معي، كان يجرب أَ هو بارعٌ في التمثيل؟ أم يحتاج لتحسين؛ لكنه كان شديد البراعة، حتى جعلني أصدق صداقته المصطنعة، صدقت قناع الوفاء الذي تمثله، وها أنا الآن حائرًا بعد نجاحه في مسرحيته على حساب دماري وهلاكي، كان هو القاتل وكنت قتيلته التي قتلها بكل دمٍ بارد، دون تفكير في لحظة من اللحظات التي قضيناها معًا، كان قاتلي بعد تجفيفي لجراحه، كنتُ حريته، وكان هو سجني، سجن مشاعري وصداقتي وحبي، أطمئنك بأن تعبك في مسرحيتك لن يضيع هكذا هدرًا، فقد جنيت منه شهرتك، وحصدت آلامي، وها أنا الآن لا أعلم من أي الأمراض أُعالج، أَ من الاكتئاب؟ أم الخوف من العالم؟ أم أقوم بإصلاح قلبي الذي دمرته وفتته، لم أعرف للنوم طعمًا بعد فقدانه، سوى بمهدئات قتلت روحي وافقدتني عقلي، يا من كنت أخشى عليك من نسمات الهواء، تركتني أُكوى بقدر ما خففت عنك آلامك. ❝