❞ الجزء الثالث والثلاثون
(عفتي والديوث)
نظر إلي المكتب فوجد سودي تجلس وبجوارها امجد وعلي الجانب الاخر ماذؤن
فلم يفهم الأمر في البدايه وكان الصمت سيد الموقف لكن بعد قليل من الوقت
امجد:متقولش انكم عاملين مفاجئه ليا
ضحك رسلان وقال اكيد طبعا مش هنجيب المأذون علشان يعلمك قريت الفاتحه
سيف:بس اسمع اعتبر أنها خطبيتك لحد ما نحدد الوقت المناسب
امجد:هو في حاجه انا مش عارفها
محمود:لا يا ابني كل الحكايه إننا عاوزين نطمن علي بنتنا مع راجل بجد علشان لو حصل حاجه
امجد:ايوه حاجه ايه يعني
خرج امجد من المكتب
امجد :شكلك مش عاوز نكتب الكتاب خلاص انا مستعد اكتبه انا ده حلم حياتي عادي سودي تبدل
لا لا انا اسف والنبي خلاص كان هذا رد امجد الذي قاله سريعا خوفا من أن يرجعون في كلامهم فعلا ولكن ظل داخله شي غامض من كلام امجد وقال بينه وبين نفسه مع الوقت اكيد هعرف في ايه المهم تكون مراتي
فدخلوا الي المكتب ليتمموا الإجراءات
~~~~~~~~~~~
كانت نرمين تجلس مع رونال عندما علا صوت هاتفها برقم غريب فردت وكانت الصدمه
نرمين:الو مين
سليم:انا بابا
نرمين:جبت رقمي من فين
سليم:عيب تقولي لبابا كده
نرمين:وانت بتقول بابا دي كتير ليه
سليم:اه مش دي الحقيقه مش انتي اتاكدتي بنفسك
نرمين:اه بس ليسه معرفش عنك حاجه
سليم:اهم حاجه عرفتها بعد كده كل حاجه سهله
نرمين:خلاص ان شاء الله
سليم:ان شاء الله ايه هتجي تقعدي في فيلتك
نرمين:ما احنا قولنا بلاش كلمه فيلتك دي انا ماعنديش حاجه
سليم:يا حبيبتي انا بعد ما اموت كل حاجه هتبقا باسمك
نرمين:بعد الشر عليك بس حتي لو حصلت بعد عمر طويل لازم كل حاجه تتقسم بشرع الله
فرح سليم جدا أنها ابتدءت تخاف عليه فرد
سليم: حبيبتي انا مليش حد في الدنيا غيرك يعني فعلا كل حاجه هتبقا باسمك
نرمين:طيب خلاص مش وقته الكلام ده
سليم:ماشي انا هعدي عليكي بكره الصبح علشنا اخدك ماتجيبش معاكي اي حاجه الا اوراقك الشخصيه
نرمين:لا بكره خالتي جايه من السفر
سليم:خالتك مين مامتك ماكنش عندها اخوات
نرمين:خالتي فتحيه مامت صاحبتي اللي انا قاعده عندهم
سليم :طيب خلاص اقعدي معاها بكره واجيلك بعده
نرمين:لا انا هبقا اتصل بيك
سليم:ما اني اشك بس هسيبك علي راحتك ما تتاخريش عليا يا بنتي
نرمين: حاضر سلام عليكم
سليم:وعليكم السلام
أقفلت نرمين الهاتف ووجدت رونال تنظر لها بدهشه
نرمين:ايه مالك
رونال:فيلا ايه اللي بيكلم عنها
نرمين:هو بيقول أنه كاتب فيلا باسمي وانا مش مصدقه وخايفه منه الصراحه
رونال:حبيبتي انتي الدنيا جت عليكي كتير وظلمتك اكتر من اي حد وربنا بعتلك فرصه تعيشي عيشي حياتك وعوضي كل اللي فاتك في ظلم وقهر واتبسطي علي قد ما تقدري بس ابقي حوشلي شوي هواء نظيف بقا وضحكت
نرمين:الله يخربيت فصلانك ده انا كنت هعيط تخليني اضحك كده
رونال:ما انا عارفه علشان كده قولت اضحكك يا هبله
نرمين احتضانتها وقالت ربنا يخليكي ليا يا رب بس هو انتي فاكره اني هسيبك انتي وخالتي لا طبعا
رونال:حبيبتي احنا مستحيل نقبل بكده
نرمين:يبقا كده مش معتبرني اختك
رونال:ابدا والله بس انتي عارفه ماما انتي ابقي تعالي زورينا بس اوعي تنسينا مع الناس الأغنياء اللي هتبقي معاهم
نرمين:انتي تعرفي عني كده
رونال:ابدا بس الفلوس بتغير يا بت
ضحكوا سويا ودخلوا يناموا حتي يستطيعون الترحيب بفتحيه بحفوه
~~~~~~~~~~
كانت مريم نائمه علي كتف ترزان والذي كان في قمه فرحته
ولم ينم خوفا عليها من اي شي فعندما صحوت وجدته ينظر في عيونها بحب واضح
مريم:مالك بيبصلي كده ليه
ترزان:اصلي بحبك عندك مانع يا ساحره قلبي
مريم ابتسمت خجلا وردت بس بقا بكسف يا مصطفي
ترزان:الله تصدقي اسمي طالع منك حلو اووووي
مريم:طيب اسكت وقولي ما نمتش ليه
ترزان:طيب اسكت ازاي واقولك ازاي وضحك
مريم:يارب عليك انت كنت مخبي اللمضه دي فين
ترزان:كنت مخبيها لحد ما احبك يا بت انتي
مريم:طيب بجد قولي ما نمتش ليه
ترزان:ليه انتي عاوزه يحصلك حاجه ولا ايه
مريم:يعني انت ما نمتش علشان تحميني
ترزان:انتي شايفه ايه
مريم احتضنته وكانت هذه المره الثالثه له واحس أنه ليسه موجود في هذا العالم وشدد عليها الحضن ولكن ابتعدت سريعا
ترزان:مالك يا حبيبتي
مريم:انت ناسي أنهم هنا مش عارفين حاجه ومفكرين اني بحب أشهب
ترزان:نسيت الصراحه اصل حضنك حلو اوووي
مريم اخفضت راسها خجلا وردت اعمل فيك ايه مش كفايه بتحبني وانت متعرفش قصتي
ترزان:انا عرفت اللي يكفيني وبس
مريم:يا سلام
ترزان:اه البنت اللي تقدر تحمي نفسها في وسط الكلاب
وكمان تضحك علي الكل وتفضل ذي ما هي تبقا بميه راجل
مريم:هيجي يوم وتقولي انتي كنتي
وضع يديه علي فمها ورد يا بت انتي مش بتفهمي
مريم اخذت يديه ووضعت يديها عليها وقالت :بفهم بس برضو نظره الناس هتخليك تندم
ترزان:يابنتي افهمي انت ما حدش لمسك هيقولوا ايه
مريم:ربنا يخليك ليا يارب وتفضل واثقه فيا كده علطول
ترزان رفع يديها وقبلها وقال راعي انك مش حلالي واي فعلا هعمله هيعاقب عليه القانون ضحكوا سويا
ترزان :بقولك ايه صح تحبي تأكلي ايه
مريم:اي حاجه طالما انت اللي جايبها
ترزان:يالهوووي عليكي يخربيت الحب علي سنينه
مريم:مالك بس
ترزان:اصلك واقعه فيا واقعه
ضحكت وقالت:ماشي يا سيدي يلا شوف هتاكلنا ايه
ترزان:يعني اجيب علي ذؤقي افرضي ما عاجبكيش
مريم:ما انت اهو عاجبني ذؤقك ازاي ما يعجبنيش
ترزان:طيب اسكتي انا ماسك نفسي بالعافيه عنك
ضحكت وهو ذهب ولكن كان ذاهب لكي يعمل تليفون مهم
~~~~~~~~~~
في صباح اليوم التالي كانت رونال تتحضر حتي تذهب لعملها وتستاذن وترجع حتي تحضر اكل لوالدتها وتستطيع أن تقعد معاها فهي مشتاقه جدااااا لقعدتها الحلوه
فتحضرت وصلت فرضها ونزلت سريعا
وعندما دخلت الشركه تفاجئت بما رأته من اول خطوه في الشركه ورد جميله بالوان مختلفه تخطف الانظار
وجميع الموظفين يقفون ينظرون إليها وخرج من نصفهم سيف وهي لا تفهم ماذا يحدث
سيف خطأ تجاهها خطوات ثابته تاخذ العقل من جمالها وعندما اقترب منها كانت ستتكلم ولكن أشار إليها بالصمت
وركع علي ركبتيه وأخرج علبه قطيفه فيها خاتم وبيه فص ياقوت احمر جميل جدا
سيف:رونال انا من اول نظره شوفتك فيها وحبيتك من اول ابتسامه ليكي عشقتك وانا دلوقتي بطلب ايدك لتاني مره قدام الشركه كلها علشان يكونوا شاهدين علي حبي
انا سيف السيوفي بتمنا انك تقبلي تتجوزيني وتكوني ام عيالي
رونال كانت واقفه مصدومه ولا تعرف ماذا تقول في كل هذا وبعد فتره من الصمت
سيف:ايه يا حبيبتي هتسبني قاعد كده كتير رجلي وجعتني وضحك
وكان الكل يقول يلا اقبلي اقبلي
فمدت رونال يديها فالبسها الخاتم وصفقوا الجميع
وكان من بينهم من يدعوا لهم بتمام الزواج وكان هناك أيضا الحاسد والحاقد
وذا القلب المفطور ممدوح ولكن بين عدم الاهتمام
سيف أخذ رونال الي مكتبه وعندما دخلوا جلسوا وقالت رونال سريعا دون مقدمات
رونال:انت عملت كده ليه
سيف:بحبك وعاوز الكل يعرف
رونال:انت مصدق كلامك ده
سيف:انا عن نفسي اه واقترب منها وقبلها في خدها فجأه
فشهقت ورجعت للخلف وكاد تقع بالكرسي ولكن يد سيف كانت اسرع والتقتها وشدها عليه فارتمت بين أحضانه فحولت الابتعاد ولكن قبضه سيف كانت اقوي من جميع محاولاتها المستميته
سيف:انتي مفكرك نفسك هتعرف تخرجي من حضني الا بأذني
رونال:ابعد يا سيف عيب كده
سيف:لا مش هبعد وافتكري انك كل ما تشككي في حبي هعمل كده
رونال:لا لا خلاص بس سابني
سيف:لا مش هسيبك
وفي هذه اللحظه دخل ممدوح فابتعدت رونال بسرعه
وكانت نظراته كلها حسره وغضب في نفس الوقت
سيف:ايه يا استاذ ممدوح مش في باب تخبط عليه
ممدوح:حضرتك انا خبطت كتير اووي وكنت فاكر حضرتك فيك حاجه وخصوصا أن رونال مش بره
انسه رونال مش رونال كان هذا رد سيف الحاسم
ممدوح:حاضر يا استاذ سيف
سيف:خير كنت عاوز ايه
ممدوح:انا كنت جاي ابارك لحضرتك ولرو تراجع وصحح انسه رونال
سيف:سبق وباركت في حاجه تاني
ممدوح:لا وانا اسف لو قاطعت عليكم
سيف بنبره غضب قاطعت ايه يا ممدوح
ممدوح:لا مفيش عن اذن حضرتك خرج سريعا وهو ينظر لرونال
رونال:عجبك كده
ضحك سيف عاليا وقال انتي اللي جبتيه لنفسك
رونال:الله يخربيت كده انت هتجنيني
سيف:ياخواتي عليكي كده بقيت تعرفي تتكلمي قدامي اهو الله يرحم حضرتك ويا استاذ
ضحكت رونال وقالت :طيب خد التقيله بقا انا همشي دلوقتي علشان
علشان حماتي جايه انهارده كان هذا رد سيف سريعا
رونال:اه ممكن
سيف:انتي ما تقولش ممكن انتي تامري وبعدين انا كده كده علمتلك المفاجئه دي وليسه في مفاجئه تانيه
رونال:مفاجئه ايه
سيف:ما تبقاش مفاجئه
رونال:طيب خلاص ممكن امشي
سيف:بشرط
رونال:ايه
سيف:تعالي معايا وانا اقولك
رونال:فين
سيف:امشي وانتي ساكته
رونال لوت فمها كالاطفال وقالت حاضر
سيف:احبك اكتر لما تسمعي كلامي
ونزلوا سويا وسط أنظار الجميع
~~~~~~~~~
كان ترزان يتكلم مع محمود ويحكي له كل ما حدث
ومحمود أكد عليه عدم ترك مريم وحدها
ترزان :أنا مش هسيب مليكه قلبي ثانيه
محمود :ماشي يا سيدي الله يسهلك بس انت متاكد من احساسك
ترزان:اه اووي بس بتسال ليه
محمود:مفيش هي بصراحه بنت حلال وتستاهلك
ترزان:ربنا يخليك ليا يا احلي اب وعم وصاحب شغل في الدنيا
محمود:ويسعدك يا رب انت وهي والفرح عليا بس تخلص من المصيبه دي الاول
ترزان:ان شاء الله ما تخافش انا مضبط كل حاجه
محمود:تمام خدوا بالكم من نفسكم يلا سلام
ترزان:إن شاء الله سلام
اقفل ترزان الهاتف ووجد أمامه مدحت
مدحت:ايه مالك في حاجه
ترزان :اه في وابتدءا يحكي له ما حدث
مدحت:تمام خليها علي كده وليك عليا انا اللي ازفه للسجن
ترزان :ياريت والله انا ما اترددش لحظه اني احكيلك علشان كده
فلاش باك
بعد ما عاين مدحت العربيه وعرف ترزان وأبوه
ترزان:انا عاوز اقولك علي حاجه بس اوعديني تسمعني بحس الراجل العادي مش الشرطي
مدحت:اوعدك شكل الموضوع كبير
ترزان حكا له كل ما حدث وان مريم هي من ضربت أشهب وهو من كسر السياره
مدحت:انا لو هحسبها ذي ما انت قولت لو حسبتها من وجهه نظر راجل عادي فده دفاع عن النفس
أما لو حسبتها من وجهه نظر الضابط يبقا هخدك انت وهي معايا
ترزان:والله انا علشان حسيت انك انسان بمعني الكلمه ومستحيل الولد اللي لما كان حد بيجي عليا وانا صغير يروح يضربه وما يقبلش بالظلم يكون اتغير
مدحت:كلتني انت كده وضحك
فضحك ترزان وقال قولي بقا اعمل ايه
مدحت :اولا ما تقولش لمريم اني عرفت حاجه
ثانيا عاوزين نمشي بالقانون علشنا هي تخلص منه وما يبقاش عليها حاجه وهو اللي يتسجن
ترزان:تمام تسلم يا حضره الضابط
مدحت:ماشي يا صاحبي
عوده
مدحت :كده تقولها تخليها تمثل عليه لحد ما نشوف هو بيخطط لايه ونشوف مين اللي بيساعده من جوه المستشفي
ترزان :تمام وانت معايا في اي حاجه هقولك
مدحت:تمام
ذهب مدحت وترزان عاد الي مريم بعد أن جلب لها سندوتشات شاورما والذي عرف بالصدفه أنها تحبها مثله
اول ما رأته مريم واقفت وهي تبكي وارتمت بين أحضانه
قلق ترزان وقال مالك في ايه
مريم:هقولك بس تعال نبعد شوي احسن حد يسمعنا فخرجوا بره المستشفي
~~~~~~~~~~
جاءت شاهيناز الي محمود واول ما رآها ذهل من بجاحتها
محمود:انتي اللي جابك هنا
شاهيناز:انا اسفه يا عمي انا ما اعرفش انا فكرت في كده ازاي الحقد كان مالي عيني ومش عارفه انا بعمل ايه
محمود:علي اساس كده هسامحك
شاهيناز:اجلدني موتني بس ما تزعلش مني
محمود:وانت عرفتي انك غلطانه لوحدك
شاهيناز:معلش يا عمي ربنا هديني دلوقتي وهعمل كل اللي انت عاوزه
محمود:وايه المطلوب منى
شاهيناز:تسامحني
محمود:وبعد ما اسامحك
شاهيناز:مفيش اللي ربنا عاوزه هيكون
محمود: وربنا عاوزك تكوني سبب أن ابني ممكن يموت واسامحك ولا ربنا عاوزه انك تكوني عايشه مع عشيقك وعاوزه ابني يكون .......
ولا ولا ولا
شاهيناز وقد تملك الغضب منها ولكن إذا أظهرته أفسدت خطتها كامله فتملكت نفسها
شاهيناز:يا عمي المسامح كريم وبعدين انا عاوزه اقولك علي حاجه مهمه
يتبع. ❝ ⏤داليا ماجد خاطر (ملكه زماني)
❞ الجزء الثالث والثلاثون
(عفتي والديوث)
نظر إلي المكتب فوجد سودي تجلس وبجوارها امجد وعلي الجانب الاخر ماذؤن
فلم يفهم الأمر في البدايه وكان الصمت سيد الموقف لكن بعد قليل من الوقت
امجد:متقولش انكم عاملين مفاجئه ليا
ضحك رسلان وقال اكيد طبعا مش هنجيب المأذون علشان يعلمك قريت الفاتحه
سيف:بس اسمع اعتبر أنها خطبيتك لحد ما نحدد الوقت المناسب
امجد:هو في حاجه انا مش عارفها
محمود:لا يا ابني كل الحكايه إننا عاوزين نطمن علي بنتنا مع راجل بجد علشان لو حصل حاجه
امجد:ايوه حاجه ايه يعني
خرج امجد من المكتب
امجد :شكلك مش عاوز نكتب الكتاب خلاص انا مستعد اكتبه انا ده حلم حياتي عادي سودي تبدل
لا لا انا اسف والنبي خلاص كان هذا رد امجد الذي قاله سريعا خوفا من أن يرجعون في كلامهم فعلا ولكن ظل داخله شي غامض من كلام امجد وقال بينه وبين نفسه مع الوقت اكيد هعرف في ايه المهم تكون مراتي
فدخلوا الي المكتب ليتمموا الإجراءات
~~~~~~~~~~~
كانت نرمين تجلس مع رونال عندما علا صوت هاتفها برقم غريب فردت وكانت الصدمه
نرمين:الو مين
سليم:انا بابا
نرمين:جبت رقمي من فين
سليم:عيب تقولي لبابا كده
نرمين:وانت بتقول بابا دي كتير ليه
سليم:اه مش دي الحقيقه مش انتي اتاكدتي بنفسك
نرمين:اه بس ليسه معرفش عنك حاجه
سليم:اهم حاجه عرفتها بعد كده كل حاجه سهله
نرمين:خلاص ان شاء الله
سليم:ان شاء الله ايه هتجي تقعدي في فيلتك
نرمين:ما احنا قولنا بلاش كلمه فيلتك دي انا ماعنديش حاجه
سليم:يا حبيبتي انا بعد ما اموت كل حاجه هتبقا باسمك
نرمين:بعد الشر عليك بس حتي لو حصلت بعد عمر طويل لازم كل حاجه تتقسم بشرع الله
فرح سليم جدا أنها ابتدءت تخاف عليه فرد
سليم: حبيبتي انا مليش حد في الدنيا غيرك يعني فعلا كل حاجه هتبقا باسمك
نرمين:طيب خلاص مش وقته الكلام ده
سليم:ماشي انا هعدي عليكي بكره الصبح علشنا اخدك ماتجيبش معاكي اي حاجه الا اوراقك الشخصيه
نرمين:لا بكره خالتي جايه من السفر
سليم:خالتك مين مامتك ماكنش عندها اخوات
نرمين:خالتي فتحيه مامت صاحبتي اللي انا قاعده عندهم
سليم :طيب خلاص اقعدي معاها بكره واجيلك بعده
نرمين:لا انا هبقا اتصل بيك
سليم:ما اني اشك بس هسيبك علي راحتك ما تتاخريش عليا يا بنتي
نرمين: حاضر سلام عليكم
سليم:وعليكم السلام
أقفلت نرمين الهاتف ووجدت رونال تنظر لها بدهشه
نرمين:ايه مالك
رونال:فيلا ايه اللي بيكلم عنها
نرمين:هو بيقول أنه كاتب فيلا باسمي وانا مش مصدقه وخايفه منه الصراحه
رونال:حبيبتي انتي الدنيا جت عليكي كتير وظلمتك اكتر من اي حد وربنا بعتلك فرصه تعيشي عيشي حياتك وعوضي كل اللي فاتك في ظلم وقهر واتبسطي علي قد ما تقدري بس ابقي حوشلي شوي هواء نظيف بقا وضحكت
نرمين:الله يخربيت فصلانك ده انا كنت هعيط تخليني اضحك كده
رونال:ما انا عارفه علشان كده قولت اضحكك يا هبله
نرمين احتضانتها وقالت ربنا يخليكي ليا يا رب بس هو انتي فاكره اني هسيبك انتي وخالتي لا طبعا
رونال:حبيبتي احنا مستحيل نقبل بكده
نرمين:يبقا كده مش معتبرني اختك
رونال:ابدا والله بس انتي عارفه ماما انتي ابقي تعالي زورينا بس اوعي تنسينا مع الناس الأغنياء اللي هتبقي معاهم
نرمين:انتي تعرفي عني كده
رونال:ابدا بس الفلوس بتغير يا بت
ضحكوا سويا ودخلوا يناموا حتي يستطيعون الترحيب بفتحيه بحفوه
~~~~~~~~~~ كانت مريم نائمه علي كتف ترزان والذي كان في قمه فرحته
ولم ينم خوفا عليها من اي شي فعندما صحوت وجدته ينظر في عيونها بحب واضح
مريم:مالك بيبصلي كده ليه
ترزان:اصلي بحبك عندك مانع يا ساحره قلبي
مريم ابتسمت خجلا وردت بس بقا بكسف يا مصطفي
ترزان:الله تصدقي اسمي طالع منك حلو اووووي
مريم:طيب اسكت وقولي ما نمتش ليه
ترزان:طيب اسكت ازاي واقولك ازاي وضحك
مريم:يارب عليك انت كنت مخبي اللمضه دي فين
ترزان:كنت مخبيها لحد ما احبك يا بت انتي
مريم:طيب بجد قولي ما نمتش ليه
ترزان:ليه انتي عاوزه يحصلك حاجه ولا ايه
مريم:يعني انت ما نمتش علشان تحميني
ترزان:انتي شايفه ايه
مريم احتضنته وكانت هذه المره الثالثه له واحس أنه ليسه موجود في هذا العالم وشدد عليها الحضن ولكن ابتعدت سريعا
ترزان:مالك يا حبيبتي
مريم:انت ناسي أنهم هنا مش عارفين حاجه ومفكرين اني بحب أشهب
ترزان:نسيت الصراحه اصل حضنك حلو اوووي
مريم اخفضت راسها خجلا وردت اعمل فيك ايه مش كفايه بتحبني وانت متعرفش قصتي
ترزان:انا عرفت اللي يكفيني وبس
مريم:يا سلام
ترزان:اه البنت اللي تقدر تحمي نفسها في وسط الكلاب
وكمان تضحك علي الكل وتفضل ذي ما هي تبقا بميه راجل
مريم:هيجي يوم وتقولي انتي كنتي
وضع يديه علي فمها ورد يا بت انتي مش بتفهمي
مريم اخذت يديه ووضعت يديها عليها وقالت :بفهم بس برضو نظره الناس هتخليك تندم
ترزان:يابنتي افهمي انت ما حدش لمسك هيقولوا ايه
مريم:ربنا يخليك ليا يارب وتفضل واثقه فيا كده علطول
ترزان رفع يديها وقبلها وقال راعي انك مش حلالي واي فعلا هعمله هيعاقب عليه القانون ضحكوا سويا
ترزان :بقولك ايه صح تحبي تأكلي ايه
مريم:اي حاجه طالما انت اللي جايبها
ترزان:يالهوووي عليكي يخربيت الحب علي سنينه
مريم:مالك بس
ترزان:اصلك واقعه فيا واقعه
ضحكت وقالت:ماشي يا سيدي يلا شوف هتاكلنا ايه
ترزان:يعني اجيب علي ذؤقي افرضي ما عاجبكيش
مريم:ما انت اهو عاجبني ذؤقك ازاي ما يعجبنيش
ترزان:طيب اسكتي انا ماسك نفسي بالعافيه عنك
ضحكت وهو ذهب ولكن كان ذاهب لكي يعمل تليفون مهم
~~~~~~~~~~ في صباح اليوم التالي كانت رونال تتحضر حتي تذهب لعملها وتستاذن وترجع حتي تحضر اكل لوالدتها وتستطيع أن تقعد معاها فهي مشتاقه جدااااا لقعدتها الحلوه
فتحضرت وصلت فرضها ونزلت سريعا
وعندما دخلت الشركه تفاجئت بما رأته من اول خطوه في الشركه ورد جميله بالوان مختلفه تخطف الانظار
وجميع الموظفين يقفون ينظرون إليها وخرج من نصفهم سيف وهي لا تفهم ماذا يحدث
سيف خطأ تجاهها خطوات ثابته تاخذ العقل من جمالها وعندما اقترب منها كانت ستتكلم ولكن أشار إليها بالصمت
وركع علي ركبتيه وأخرج علبه قطيفه فيها خاتم وبيه فص ياقوت احمر جميل جدا
سيف:رونال انا من اول نظره شوفتك فيها وحبيتك من اول ابتسامه ليكي عشقتك وانا دلوقتي بطلب ايدك لتاني مره قدام الشركه كلها علشان يكونوا شاهدين علي حبي
انا سيف السيوفي بتمنا انك تقبلي تتجوزيني وتكوني ام عيالي
رونال كانت واقفه مصدومه ولا تعرف ماذا تقول في كل هذا وبعد فتره من الصمت
سيف:ايه يا حبيبتي هتسبني قاعد كده كتير رجلي وجعتني وضحك
وكان الكل يقول يلا اقبلي اقبلي
فمدت رونال يديها فالبسها الخاتم وصفقوا الجميع
وكان من بينهم من يدعوا لهم بتمام الزواج وكان هناك أيضا الحاسد والحاقد
وذا القلب المفطور ممدوح ولكن بين عدم الاهتمام
سيف أخذ رونال الي مكتبه وعندما دخلوا جلسوا وقالت رونال سريعا دون مقدمات
رونال:انت عملت كده ليه
سيف:بحبك وعاوز الكل يعرف
رونال:انت مصدق كلامك ده
سيف:انا عن نفسي اه واقترب منها وقبلها في خدها فجأه
فشهقت ورجعت للخلف وكاد تقع بالكرسي ولكن يد سيف كانت اسرع والتقتها وشدها عليه فارتمت بين أحضانه فحولت الابتعاد ولكن قبضه سيف كانت اقوي من جميع محاولاتها المستميته
سيف:انتي مفكرك نفسك هتعرف تخرجي من حضني الا بأذني
رونال:ابعد يا سيف عيب كده
سيف:لا مش هبعد وافتكري انك كل ما تشككي في حبي هعمل كده
رونال:لا لا خلاص بس سابني
سيف:لا مش هسيبك
وفي هذه اللحظه دخل ممدوح فابتعدت رونال بسرعه
وكانت نظراته كلها حسره وغضب في نفس الوقت
سيف:ايه يا استاذ ممدوح مش في باب تخبط عليه
ممدوح:حضرتك انا خبطت كتير اووي وكنت فاكر حضرتك فيك حاجه وخصوصا أن رونال مش بره
انسه رونال مش رونال كان هذا رد سيف الحاسم
ممدوح:حاضر يا استاذ سيف
سيف:خير كنت عاوز ايه
ممدوح:انا كنت جاي ابارك لحضرتك ولرو تراجع وصحح انسه رونال
سيف:سبق وباركت في حاجه تاني
ممدوح:لا وانا اسف لو قاطعت عليكم
سيف بنبره غضب قاطعت ايه يا ممدوح
ممدوح:لا مفيش عن اذن حضرتك خرج سريعا وهو ينظر لرونال
رونال:عجبك كده
ضحك سيف عاليا وقال انتي اللي جبتيه لنفسك
رونال:الله يخربيت كده انت هتجنيني
سيف:ياخواتي عليكي كده بقيت تعرفي تتكلمي قدامي اهو الله يرحم حضرتك ويا استاذ
ضحكت رونال وقالت :طيب خد التقيله بقا انا همشي دلوقتي علشان
علشان حماتي جايه انهارده كان هذا رد سيف سريعا
رونال:اه ممكن
سيف:انتي ما تقولش ممكن انتي تامري وبعدين انا كده كده علمتلك المفاجئه دي وليسه في مفاجئه تانيه
رونال:مفاجئه ايه
سيف:ما تبقاش مفاجئه
رونال:طيب خلاص ممكن امشي
سيف:بشرط
رونال:ايه
سيف:تعالي معايا وانا اقولك
رونال:فين
سيف:امشي وانتي ساكته
رونال لوت فمها كالاطفال وقالت حاضر
سيف:احبك اكتر لما تسمعي كلامي
ونزلوا سويا وسط أنظار الجميع
~~~~~~~~~
كان ترزان يتكلم مع محمود ويحكي له كل ما حدث
ومحمود أكد عليه عدم ترك مريم وحدها
ترزان :أنا مش هسيب مليكه قلبي ثانيه
محمود :ماشي يا سيدي الله يسهلك بس انت متاكد من احساسك
ترزان:اه اووي بس بتسال ليه
محمود:مفيش هي بصراحه بنت حلال وتستاهلك
ترزان:ربنا يخليك ليا يا احلي اب وعم وصاحب شغل في الدنيا
محمود:ويسعدك يا رب انت وهي والفرح عليا بس تخلص من المصيبه دي الاول
ترزان:ان شاء الله ما تخافش انا مضبط كل حاجه
محمود:تمام خدوا بالكم من نفسكم يلا سلام
ترزان:إن شاء الله سلام
اقفل ترزان الهاتف ووجد أمامه مدحت
مدحت:ايه مالك في حاجه
ترزان :اه في وابتدءا يحكي له ما حدث
مدحت:تمام خليها علي كده وليك عليا انا اللي ازفه للسجن
ترزان :ياريت والله انا ما اترددش لحظه اني احكيلك علشان كده
فلاش باك
بعد ما عاين مدحت العربيه وعرف ترزان وأبوه
ترزان:انا عاوز اقولك علي حاجه بس اوعديني تسمعني بحس الراجل العادي مش الشرطي
مدحت:اوعدك شكل الموضوع كبير
ترزان حكا له كل ما حدث وان مريم هي من ضربت أشهب وهو من كسر السياره
مدحت:انا لو هحسبها ذي ما انت قولت لو حسبتها من وجهه نظر راجل عادي فده دفاع عن النفس
أما لو حسبتها من وجهه نظر الضابط يبقا هخدك انت وهي معايا
ترزان:والله انا علشان حسيت انك انسان بمعني الكلمه ومستحيل الولد اللي لما كان حد بيجي عليا وانا صغير يروح يضربه وما يقبلش بالظلم يكون اتغير
مدحت:كلتني انت كده وضحك
فضحك ترزان وقال قولي بقا اعمل ايه
مدحت :اولا ما تقولش لمريم اني عرفت حاجه
ثانيا عاوزين نمشي بالقانون علشنا هي تخلص منه وما يبقاش عليها حاجه وهو اللي يتسجن
ترزان:تمام تسلم يا حضره الضابط
مدحت:ماشي يا صاحبي
عوده
مدحت :كده تقولها تخليها تمثل عليه لحد ما نشوف هو بيخطط لايه ونشوف مين اللي بيساعده من جوه المستشفي
ترزان :تمام وانت معايا في اي حاجه هقولك
مدحت:تمام
ذهب مدحت وترزان عاد الي مريم بعد أن جلب لها سندوتشات شاورما والذي عرف بالصدفه أنها تحبها مثله
اول ما رأته مريم واقفت وهي تبكي وارتمت بين أحضانه
قلق ترزان وقال مالك في ايه
مريم:هقولك بس تعال نبعد شوي احسن حد يسمعنا فخرجوا بره المستشفي
~~~~~~~~~~ جاءت شاهيناز الي محمود واول ما رآها ذهل من بجاحتها
محمود:انتي اللي جابك هنا
شاهيناز:انا اسفه يا عمي انا ما اعرفش انا فكرت في كده ازاي الحقد كان مالي عيني ومش عارفه انا بعمل ايه
محمود:علي اساس كده هسامحك
شاهيناز:اجلدني موتني بس ما تزعلش مني
محمود:وانت عرفتي انك غلطانه لوحدك
شاهيناز:معلش يا عمي ربنا هديني دلوقتي وهعمل كل اللي انت عاوزه
محمود:وايه المطلوب منى
شاهيناز:تسامحني
محمود:وبعد ما اسامحك
شاهيناز:مفيش اللي ربنا عاوزه هيكون
محمود: وربنا عاوزك تكوني سبب أن ابني ممكن يموت واسامحك ولا ربنا عاوزه انك تكوني عايشه مع عشيقك وعاوزه ابني يكون ....
ولا ولا ولا
شاهيناز وقد تملك الغضب منها ولكن إذا أظهرته أفسدت خطتها كامله فتملكت نفسها
شاهيناز:يا عمي المسامح كريم وبعدين انا عاوزه اقولك علي حاجه مهمه
يتبع. ❝
❞ عِصيان
ظروف الوقت تثنيني
وتحملني على العصيان
وتكسرُ قلبي المُنقادُ في قلبٍ
بدآ للوهلة الأولىْ.. لي ربان
بدآ للروح مني الروح
ففاجأني
وباغتني
وألقىٰ من تعاويذه
وأقحمني بقهر النفس
وأهداني عظيم الهجر والحرمان
وأغرقني ببحر الهم
ببحر الشوق
ببحرٍ يشتهي الخذلان
قديماً كان يُخبرني.. ماذا أكون.. وكيف حين أحببته.. تبدل حزنه فرحاً
وصار راقصاً طرباً
وبات الحرف يغزوه ليكتب عن جميل الحب
عن العشق الذي أحييت في صدره
عن النبض الذي في قلبه بركان
ويُخبرني.. بأن الدنيا من دونك.. بلا معنى.. بلا هدفٍ.. بلا أحلام..وليس فيها أيُ بهاء.. ولا فرحاً.. ولا عِطراً ولا ألوان
وكان سراب
وكان ضباب
وكان خريفنا بادٍ
حديثٌ كان منها لي.. بلا أثرٍ.. تملىٰ منها بالأحزان
أصابت قلبي في مقتل
وأنفاسي بحشرجةٍ
وروحي مني قد خرجت
توارىٰ الحب والفرحُ والرقصات
توارىٰ اللحنُ والشعرُ بلا كلمات
فلا أدري أحيٌ أم أنا ميتاً..؟
أبي عقلاً وإدراكاً..؟
أبي مَسَاً..؟
وهل حقاً أنا أهذي بلا وعيٍ.. بلا عنوان؟
سأصحو اليوم من نومي
سأغسلُ كل أوراقي
سأكتبُ عن معاناتي
وعن وجعي
وكم سيفاً
وكم سهماً بقلبي كان
وكم رمحاً لخاصرتي.. وفي صدري.. من الأوهام
ظروف الوقت تثنيني
وتحملني على العصيان
#خالد_الخطيب. ❝ ⏤خالد الخطيب
❞ عِصيان
ظروف الوقت تثنيني
وتحملني على العصيان
وتكسرُ قلبي المُنقادُ في قلبٍ
بدآ للوهلة الأولىْ. لي ربان
بدآ للروح مني الروح
ففاجأني
وباغتني
وألقىٰ من تعاويذه
وأقحمني بقهر النفس
وأهداني عظيم الهجر والحرمان
وأغرقني ببحر الهم
ببحر الشوق
ببحرٍ يشتهي الخذلان
قديماً كان يُخبرني. ماذا أكون. وكيف حين أحببته. تبدل حزنه فرحاً
وصار راقصاً طرباً
وبات الحرف يغزوه ليكتب عن جميل الحب
عن العشق الذي أحييت في صدره
عن النبض الذي في قلبه بركان
ويُخبرني. بأن الدنيا من دونك. بلا معنى. بلا هدفٍ. بلا أحلام.وليس فيها أيُ بهاء. ولا فرحاً. ولا عِطراً ولا ألوان
وكان سراب
وكان ضباب
وكان خريفنا بادٍ
حديثٌ كان منها لي. بلا أثرٍ. تملىٰ منها بالأحزان
أصابت قلبي في مقتل
وأنفاسي بحشرجةٍ
وروحي مني قد خرجت
توارىٰ الحب والفرحُ والرقصات
توارىٰ اللحنُ والشعرُ بلا كلمات
فلا أدري أحيٌ أم أنا ميتاً.؟
أبي عقلاً وإدراكاً.؟
أبي مَسَاً.؟
وهل حقاً أنا أهذي بلا وعيٍ. بلا عنوان؟
سأصحو اليوم من نومي
سأغسلُ كل أوراقي
سأكتبُ عن معاناتي
وعن وجعي
وكم سيفاً
وكم سهماً بقلبي كان
وكم رمحاً لخاصرتي. وفي صدري. من الأوهام
ظروف الوقت تثنيني
وتحملني على العصيان
❞ دماء عاشقان
أحببتكَ حتى أصبحتَ ظلًا بلا هيئة، عشقتك حتى انفجرت ذاتي شظايا في فضائك، أذبتكَ بين أضلعي، فابتلعتكَ روحي قطعة بعد أخرى، اختلطت دماؤك بنبضي حتى تلاشت الحدود، واحتفل الكون بدمائنا، رايات خافتة على نوافذ الظلام، لكن العشق غدر أعمى، لوَّن الألسنة نارًا التهمتنا بلا هوادة، صرنا رمادًا متناثرًا، شظايا ذاكرة معلقة على أسوار الليل، وانبثقت رائحة غريبة تسللت منها السؤال: من أنت؟ وكيف أصبحت أنت؟ اندمجنا، انصهرنا، حتى ظننت أننا كيان لا يفنى، لكن الأفق ارتجفت فجأة، كأن السماء تمزقت بين يدي عاصفة، وجاء الانهيار، سيفان غريبا الملامح التقيا في عتمة السماء، فتشقق الضوء، وتفجرت شرايين الأرض دمًا، سالت أنهار من العتمة التي ابتلعت كل شيء، صرخات ارتفعت كأنها أغانٍ جنائزية لماضٍ مجهول، وتحولت الأرض إلى ساحة للحرب، رؤوس تدحرجت، أطياف هامت بلا اتجاه، ظلال هَوت بلا رحمة، قمري توارى خلف دخان الموت، وغصن حياتي انكسر، كوردة في قبضة خريف، روحي ذبلت، قلبي ارتعش ثم توقف، وسكن الديجور الكون، كوحش التهم البقية الباقية من نبضي، كيف بلغنا هذا الحد؟ وكيف صار العشق مقصلة؟ كل شيء صار لغزًا نخرني، كجرح نزفَ حتى تجلط الدم، كياني أسقطَ شلالات من دماء، طوَّقَني عالم لم أعد أعرفه، رائحة الحريق التصقت في ثنايا جسدي، وكأنها أخبرتني أن النهاية كانت كذبة، وأنكَ كنت سرابًا انطبع على جدران روحي، هل كنت أنت؟ أم كنت أنا؟ أم كنا معًا لعنة أبدية تجددت في كل زمان؟
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ دماء عاشقان
أحببتكَ حتى أصبحتَ ظلًا بلا هيئة، عشقتك حتى انفجرت ذاتي شظايا في فضائك، أذبتكَ بين أضلعي، فابتلعتكَ روحي قطعة بعد أخرى، اختلطت دماؤك بنبضي حتى تلاشت الحدود، واحتفل الكون بدمائنا، رايات خافتة على نوافذ الظلام، لكن العشق غدر أعمى، لوَّن الألسنة نارًا التهمتنا بلا هوادة، صرنا رمادًا متناثرًا، شظايا ذاكرة معلقة على أسوار الليل، وانبثقت رائحة غريبة تسللت منها السؤال: من أنت؟ وكيف أصبحت أنت؟ اندمجنا، انصهرنا، حتى ظننت أننا كيان لا يفنى، لكن الأفق ارتجفت فجأة، كأن السماء تمزقت بين يدي عاصفة، وجاء الانهيار، سيفان غريبا الملامح التقيا في عتمة السماء، فتشقق الضوء، وتفجرت شرايين الأرض دمًا، سالت أنهار من العتمة التي ابتلعت كل شيء، صرخات ارتفعت كأنها أغانٍ جنائزية لماضٍ مجهول، وتحولت الأرض إلى ساحة للحرب، رؤوس تدحرجت، أطياف هامت بلا اتجاه، ظلال هَوت بلا رحمة، قمري توارى خلف دخان الموت، وغصن حياتي انكسر، كوردة في قبضة خريف، روحي ذبلت، قلبي ارتعش ثم توقف، وسكن الديجور الكون، كوحش التهم البقية الباقية من نبضي، كيف بلغنا هذا الحد؟ وكيف صار العشق مقصلة؟ كل شيء صار لغزًا نخرني، كجرح نزفَ حتى تجلط الدم، كياني أسقطَ شلالات من دماء، طوَّقَني عالم لم أعد أعرفه، رائحة الحريق التصقت في ثنايا جسدي، وكأنها أخبرتني أن النهاية كانت كذبة، وأنكَ كنت سرابًا انطبع على جدران روحي، هل كنت أنت؟ أم كنت أنا؟ أم كنا معًا لعنة أبدية تجددت في كل زمان؟
❞ حوار مع صديقي الملحد
هل الدين افيون ..؟
قال لي صاحبي الدكتور وهو يغمز بعينيه :
وما رايك في الذين يقولون ان الدين افيون ...!!
وانه يخدر الفقراء والمظلومين ليناموا على ظلمهم وفقرهم ويحلموا بالجنة والحور العين ..
في حين يثبت الاغنياء على غناهم باعتبار انه حق ..
وان الله خلق الناس درجات ...؟.
وما رايك في الذين يقولون ان الدين لم ينزل من عند الله ..
وانما هو طلع من الارض من الظروف والدواعي الاجتماعية ليكون سلاحاً لطبقة على طبقة ..؟
وهو يشير بذلك الى الماديين وافكارهم ..
قلت :
ليس ابعد من الخطأ القائل بان الدين افيون .. فالدين في حقيقته اعباء وتكاليف وتبعات ..
وليس تخفيفاً وتحللاً .. وبالتالي ليس مهرباً من المسئوليات وليس افيوناً ..
وديننا عمل وليس كسل ..
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم )
ونحن نقول بالتوكل وليس التواكل ..
والتوكل يقتضي عندنا العزم واستفراغ الوسع ..
وبذل غاية الطاقة والحيلة .
ثم التسليم بعد ذلك لقضاء الله وحكمه .
( فاذا عزمت فتوكل على الله )
العزم اولاً ..
والنبي يقول لمن اراد ان يترك ناقته سائبة توكلاً على حفظ الله ( اعقلها وتوكل )
أي ابذل وسعك اولا فثبتها في عقالها ثم توكل ..
والدين صحو وانتباه ويقظة . ومحاسبة للنفس ومراقبة للضمير ..
في كل فعل وفي كل كلمة وكل خاطر . وليس هذا حال اكل الافيون .
انما اكل الافيون الحقيقي هو المادي الذي ينكر الدين هرباً من تبعاته ومسئولياته .
ويتصور ان لحظته ملكه . وانه لاحسيب ولا رقيب ولا بعث بعد الموت ..
فيفعل ما يخطر على باله . وأين هذا الرجل من المتدين المسلم الذي يعتبر نفسه مسئولاً عن سابع جار ..
واذا جاع فرد في امته او ضربت دابة عاتب نفسه بانه لم يقم بواجب الدين في عنقه ..
وليس صحيحاً ان ديننا خرج من الارض .. من الظروف والدواعي الاجتماعية ..
ليكون سلاحاً لطبقة على طبقة وتثبيتاً لغنى الاغنياء وفقر الفقراء ..
والعكس هو الصحيح ...
فالاسلام جاء ثورة على الاغنياء والكانزين المال والمستغلين الظالمين ..
فامر صراحة بالا يكون المال دولة بين الاغنياء يحتكرونه ويتداولونه بينهم ..
وانما يكون حقاً للكل ..
( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم )
والانفاق يبدا من زكاة اجبارية ( 2،5 ) في المائة ..
ثم يتصاعد اختيارياً الى كل ما في الجيب وكل ما في اليد .
فلا تبقي لنفسك الا خبزك .. كفافك ..
( يسألونك ماذا ينفقون قل العفو )
والعفو هو كل ما زاد على الكفاف والحاجة ..
وبهذا جمع الاسلام بين التكليف الجبري القانوني والتكليف الاختياري القائم على الضمير ..
وهذا اكرم للانسان من نزع املاكه بالقهر والمصادرة ..
ووصل إلى الانفاق إلى ما فوق التسعين في المائة بدون ارهاق ..
ولم يأت الاسلام ليثبت ظلم الظالمين . بل جاء ثورة صريحة على كل الظالمين .
وجاء سيفاً وحربا على رقاب الطواغين والمستبدين ..
اما التهمة التي يسوقها الماديون بأن الدين رجعي وطبقي بدليل الايات ..
( والله فضل بعضكم على بعض في الرزق )
( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات )
فنحن نرد بان هذه الايات تنطبق على لندن وباريس وبرلين وموسكو ..
بمثل ما تنطبق على القاهرة ودمشق وجدة ..
واذا مشينا في شوارع موسكو فسوف نجد من يسير على رجليه ..
ومن يركب بسكليت . ومن يركب عربة موسكوفتش ..
ومن يركب عربة زيم فاخرة ..
وماذا يكون هذا الا التفاضل في الرزق بعينه والدرجات والرتب الاقتصادية ..
والتفاوت بين الناس حقيقة جوهرية ..
ولم تستطع الشيوعية ان تلغي التفاوت ..
ولم يقل حتى غلاة المادية والفوضوية بالمساواة ..
والمساواة غير ممكنة فكيف نساوي بين غير متساويين ..
الناس يولدون من لحظة الميلاد غير متساوين في الذكاء والقوة والجمال والمواهب ..
يولدون درجات في كل شيء ..
واقصى ما طمعت فيه المذاهب الاقتصادية هي المساواة في الفرص وليس المساواة بين الناس ..
ان يلقى كل واحد نفس الفرصة في التعليم والعلاج والحد الادنى للمعيشة ..
وهو نفس ما تحض عليه الاديان ..
اما الغاء الدرجات والغاء التفاوت فهو الظلم بعينه والامر الذي ينافي الطبيعة ..
والطبيعة تقوم كلها على اساس التفاضل والتفاوت والتنوع في ثمار الارض وفي البهائم وفي الناس ..
في القطن نجد طويل التيلة . وقصير التيلة ..
وفي الحيوان والانسان نجد الرتب والدرجات والتفاوت اكثر ..
هذا هو قانون الوجود كله .. التفاضل ..
وحكمة هذا القانون واضحة . فلو كان جميع الناس يولدون بخلقة واحدة وقالب واحد ونسخة واحدة ..
لما كان هناك داع لميلادهم اصلا .
وكان يكفي ان نأتي بنسخة واحدة فتغني عن الكل ..
وكذلك الحال في كل شيء ..
ولانتهي الامر إلى فقر الطبيعة وافلاسها ..
وانما غنى الطبيعة وخصبها لايظهر الا بالتنوع في ثمارها وغلاتها والتفاوت في الوانها واصنافها ..
ومع ذلك فالدين لم يسكت على هذا التفاوت بين الاغنياء والفقراء ..
بل امر بتصحيح الاوضاع وجعل للفقير نصيباً من مال الغني .
وقال ان هذا التفاوت فتنة وامتحان ..
( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة اتصبرون )
سوف نرى ماذا يفعل القوي بقوته .
هل ينجد بها الضعفاء او يضرب ويقتل ويكون جباراً في الارض ...؟
وسوف نرى ماذا يفعل الغني بغناه ..
هل يسرف ويطغى ..؟ او يعطف ويحسن ..؟
وسوف نرى ماذا يفعل الفقير بفقره ..
هل يحسد ويحقد ويسرق ويختلس ..
او يعمل ويكد ويجتهد ليرفع مستوى معيشته بالشرع والعدل ..
وقد امر الدين بالعدل وتصحيح الاوضاع بالمساواة بين الفرص ..
وهدد بعذاب الاخرة وقال ان الاخرة ستكون ايضاً درجات اكثر تفاوتاً لتصحيح ما لم يجر تصحيحه في الارض .
(( وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا ))
وللذين يتهمون الإسلام بالرجعية السياسية نقول إن الإسلام أتى بأكثر الشرائع تقدمية في نظم الحكم .
احترام الفرد في الإسلام بلغ الذروة .. وسبق ميثاق حقوق الإنسان وتفوق عليه .. فماذا يساوي الفرد الواحد في الإسلام إنه يساوي الإنسانية كلها .
( من قتل نفا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) .
لا تغني المنجزات ولا الإصلاحات المادية ولا التعمير ولا السدود ولا المصانع .. إذا قتل الحاكم فردا واحدا ظلما في سبيل هذا الإصلاح ، فإنه يكون قد قتل الناس جميعا.
ذروة في احترام الفرد لم يصل إليها مذهب سياسي قديم أو جديد .. فالفرد في الإسلام له قيمة مطلقة بينما في كل المذاهب السياسية له قيمة نسبية .. والفرد في الإسلام آمن في بيته .. وفي أسراره " لا تجسس ولا غيبة " آمن في ماله ورزقه وملكيته وحريته .
كل شيء حتى التحية حتى إفساح المجلس حتى الكلمة الطيبة لها مكان في القرآن .
وقد نهى القرآن عن التجبر والطغيان والإنفراد بالحكم .
وقال الله للنبي " وهو من هو في كماله وصلاحيته " .
( وما أنت عليهم بجبار ) .
( فذكر إنما أنت مذكر .. لست عليهم بمسيطر ) .
( إنما المؤمنون إخوة ) .
ونهى عن عبادة الحاكم وتأليه العظيم :
( لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) .
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) .
ونهى عن الغوغائية وتملق الدهماء والسوقة والجري وراء الأغلبية المضللة وقال أن :
( بل أكثر الناس لا يعلمون ) .
( بل أكثرهم لا يعقلون ) .
( أكثر الناس لا يؤمنون ) .
( إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ) . " يكذبون "
( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل ) .
ونهى عن العنصرية والعرقية :
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .
( هو الذي خلقكم من نفس واحدة ) .
وبالمعنى العلمي كان الإسلام تركيبا جدليا جامعا بين مادية اليهودية وروحانية المسيحية ، بين العدل الصارم الجاف الذي يقول : السن بالسن والعين بالعين . وبين المحبة والتسامح المتطرف الذي يقول : من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر .
وجاء القرآن وسطا بين التوراة التي حرفت حتى أصبحت كتابا ماديا ليس فيه حرف واحد عن الآخرة ، وبين الإنجيل الذي مال إلى رهبانية تامة ، ونادى القرآن بناموس الرحمة الجامع بين العدل والمحبة فقال بشرعية الدفاع عن النفس ولكنه فضل العفو والصفح والمغفرة .
( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) .
وإذا كانت الرأسمالية أطلقت للفرد حرية الكسب إلى درجة استغلال الآخرين .. وإذا كانت الشيوعية سحقت هذه الحرية تماما .. فإن الإسلام قدم الحل الوسط .
( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) .
الفرد حر في الكسب ولكن ليس له أن يأخذ ثمرة أرباحه كلها .. وإنما له فيها نصيب .. وللفقير نصيب يؤخذ زكاة وإنفاقا من 2.5 في المائة إلى 90% جبرا واختيارا .. وهذا النصيب ليس تصدقا وتفضلا وإنما هو حق الله في الربح .. وبهذه المعادلة الجميلة حفظ الإسلام للفرد حريته وللفقير حقه .
ولهذا أصاب القرآن كل الصواب حينما خاطب أمة الإسلام قائلا :
( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) .
فقد اختار الإسلام الوسط العدل في كل شيء .
وهو ليس الوسط الحسابي وإنما الوسط الجدلي أو التركيب الذي يجمع النقيضين " اليمين واليسار " ويتجاوزهما ويزيد عليهما .. ولذلك ليس في الإسلام يمين ويسار وإنما فيه " صراط " الاعتدال الوسط الذي نسميه الصراط المستقيم من خارج عنه باليمين أو اليسار فقد انحرف .
ولم يقيدنا القرآن بدستور سياسي محدد أو منهج مفصل للحكم لعلم الله بأن الظروف تتغير بما يقتضي الاجتهاد في وضع دساتير متغيرة في الأزمنة المتغيرة ، وحتى يكون الباب مفتوحا أمام المسلمين للأخذ والعطاء من المعارف المتاحة في كل عصر دون انغلاق على دستور بعينه .
ولهذا اكتفى القرآن بهذه التوصيات السياسية العامة السالفة كخصائص للحكم الأمثل .. ولم يكبلنا بنظرية وهذا سر من أسرار إعجازه وتفوقه وليس فقرا ولا نقصا فيه .
وتلك لمسة أخرى من تقديمة القرآن التي سبقت كل التقديمات .
ونرد على القائلين بأن الدين جمود وتحجر .. بأن الإسلام لم يكن أبدا دين تجمد وتحجر وإنما كان دائما وأبدا دين نظر وفكر وتطوير وتغيير بدليل آياته الصريحة .
( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) .
( فلينظر الإنسان مم خلق .. خلق من ماء دافق .. يخرج من بين الصلب والترائب )
( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى
لأرض كيف سطحت ) .
أوامر صريحة بالنظر في خلق الإنسان وفي خلق الحيوان وفي خلق الجبال وفي طبقات الأرض وفي السماء وأفلاكها .. والتشريح والفسيولوجيا والبيولوجيا وعلم الأجنة .
أوامر صريحة بالسير في الأرض وجمع الشواهد واستنباط الأحكام والقوانين ومعرفة كيف بدأ الخلق .. وهو ما نعرفه الآن بعلوم التطور .
ولا خوف من الخطأ .
فالإسلام يكافئ الذي يجتهد ويخطئ بأجر والذي يجتهد ويصيب بأجرين .
وليس صحيحا ما يقال من أننا تخلفنا بالدين وتقدم الغرب بالإلحاد .. والحق أننا تخلفنا حينما هجرنا أوامر ديننا .
وحينما كان المسلمون يأتمرون بهذه الآيات حقا كان هناك تقدم وكانت هناك دولة من المحيط إلى الخليج وعلماء مثل ابن سينا في الطب وابن رشد في الفلسفة وابن الهيثم في الرياضيات وابن النفيس في التشريح وجابر بن حيان في الكيمياء .
وكانت الدنيا تأخذ عنا علومنا .. وما زالت مجمعات النجوم وأبراجها تحتفظ إلى الآن بأسمائها العربية في المعاجم الأوروبية .. وما زالوا يسمون جهاز التقطير بالفرنسية imbique ومنه الفعل من كلمة أمبيق العربية . imbiquer ولم يتقدم الغرب بالإلحاد بل بالعلم .
وإنما وقع الخلط مما حدث في العصور الوسطى من طغيان الكنيسة ومحاكم التفتيش وحجرها على العلم والعلماء وما حدث من سجن غاليليو وحرق جيوردانو برونو .
حينما حكمت الكنيسة وانحرف بها البابوات عن أهدافها النبيلة فكانت عنصر تأخر .. فتصور النقاد السطحيون أن هذا ينسحب أيضا على الإسلام وهو خطأ .. فالإسلام ليس بابوية ولا كهنوت ..
الله لم يقم بينه وبين المسلمين أوصياء ولا وسطاء .
وحينما حكم الإسلام بالفعل كان عنصر تقدم كما شرحنا وكما يقول التاريخ مكذبا هذه المزاعم السطحية .
وآيات القرآن الصريحة تحض على العلم وتأمر بالعلم ولا تقيم بين العلم والدين أي تناقض :
( وقل رب زدني علما ) .
( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) .
( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم ) .
جعل الله الملائكة وأولي العلم في الآية مقترنين بشرف اسمه ونسبته .
وأول آية في القران وأول كلمة كانت " اقرأ " والعلماء في القرآن موعودون بأرفع الدرجات :
( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) .
وتتكرر كلمة العلم ومشتقاته في القرآن نحوا من ثمانمائة وخمسين مرة .
فكيف يتكلم بعد هذا متكلم عن تناقض بين الدين والعلم أو حجر من الدين على العلم .
والنظر في الدين وتطوير فهمه مطلوب ، وتاريخ الإسلام كله حركات إحياء وتطوير .. والقرآن بريء من تهمة التحجير على الناس وكل شيء في ديننا يقبل التطوير .. ما عدا جوهر العقيدة وصلب الشريعة .. لأن الله واحد ولن يتطور إلى اثنين أو ثلاثة .. هذا أمر مطلق .. وكذلك الشر شر والخير خير .. لن يصبح القتل فضيلة ولا السرقة حسنة ولا الكذب حلية يتحلى بها الصالحون .
وفيما عدا ذلك فالدين مفتوح للفكر والاجتهاد والإضافة والتطوير .
وجوهر الإسلام عقلاني منطقي يقبل الجدل والحوار ويحض على استخدام العقل والمنطق .
وفي أكثر من مكان وفي أكثر من صفحة في القرآن نعثر على التساؤل .. " أفلا يعقلون " .. " أفلا يفقهون " .
وأهل الدين عندنا هم " أولو الألباب " .
( شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ) .
( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها ) .
احترام العقل في لب وصميم الديانة .
والإيجابية عصبها والثورة روحها .
لم يكن الإسلام أبدا خانعا ولا سلبيا .
( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ) .
( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) .
والجهاد بالنفس والمال والأولاد .. والقتال والثبات وعدم النكوص على الأعقاب ، ومواجهة اليأس والمصابة والمرابطة في صلب ديننا .
فكيف يمكن لدين بهذه المرونة والعقلانية والعلمية والإيجابية والثورة أن يتهم بالتحجر والجمود إلا من صديق عزيز مثل الدكتور القادم من فرنسا لا يعرف من أوليات دينه شيئا ولم يقرأ في قرآنه حرفا .
من كتاب : حوار مع صديقي الملحد
للدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حوار مع صديقي الملحد
هل الدين افيون .؟
قال لي صاحبي الدكتور وهو يغمز بعينيه :
وما رايك في الذين يقولون ان الدين افيون ..!!
وانه يخدر الفقراء والمظلومين ليناموا على ظلمهم وفقرهم ويحلموا بالجنة والحور العين .
في حين يثبت الاغنياء على غناهم باعتبار انه حق .
وان الله خلق الناس درجات ..؟.
وما رايك في الذين يقولون ان الدين لم ينزل من عند الله .
وانما هو طلع من الارض من الظروف والدواعي الاجتماعية ليكون سلاحاً لطبقة على طبقة .؟
وهو يشير بذلك الى الماديين وافكارهم .
قلت :
ليس ابعد من الخطأ القائل بان الدين افيون . فالدين في حقيقته اعباء وتكاليف وتبعات .
وليس تخفيفاً وتحللاً . وبالتالي ليس مهرباً من المسئوليات وليس افيوناً .
وديننا عمل وليس كسل .
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم )
ونحن نقول بالتوكل وليس التواكل .
والتوكل يقتضي عندنا العزم واستفراغ الوسع .
وبذل غاية الطاقة والحيلة .
ثم التسليم بعد ذلك لقضاء الله وحكمه .
( فاذا عزمت فتوكل على الله )
العزم اولاً .
والنبي يقول لمن اراد ان يترك ناقته سائبة توكلاً على حفظ الله ( اعقلها وتوكل )
أي ابذل وسعك اولا فثبتها في عقالها ثم توكل .
والدين صحو وانتباه ويقظة . ومحاسبة للنفس ومراقبة للضمير .
في كل فعل وفي كل كلمة وكل خاطر . وليس هذا حال اكل الافيون .
انما اكل الافيون الحقيقي هو المادي الذي ينكر الدين هرباً من تبعاته ومسئولياته .
ويتصور ان لحظته ملكه . وانه لاحسيب ولا رقيب ولا بعث بعد الموت .
فيفعل ما يخطر على باله . وأين هذا الرجل من المتدين المسلم الذي يعتبر نفسه مسئولاً عن سابع جار .
واذا جاع فرد في امته او ضربت دابة عاتب نفسه بانه لم يقم بواجب الدين في عنقه .
وليس صحيحاً ان ديننا خرج من الارض . من الظروف والدواعي الاجتماعية .
ليكون سلاحاً لطبقة على طبقة وتثبيتاً لغنى الاغنياء وفقر الفقراء .
والعكس هو الصحيح ..
فالاسلام جاء ثورة على الاغنياء والكانزين المال والمستغلين الظالمين .
فامر صراحة بالا يكون المال دولة بين الاغنياء يحتكرونه ويتداولونه بينهم .
وانما يكون حقاً للكل .
( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم )
والانفاق يبدا من زكاة اجبارية ( 2،5 ) في المائة .
ثم يتصاعد اختيارياً الى كل ما في الجيب وكل ما في اليد .
فلا تبقي لنفسك الا خبزك . كفافك .
( يسألونك ماذا ينفقون قل العفو )
والعفو هو كل ما زاد على الكفاف والحاجة .
وبهذا جمع الاسلام بين التكليف الجبري القانوني والتكليف الاختياري القائم على الضمير .
وهذا اكرم للانسان من نزع املاكه بالقهر والمصادرة .
ووصل إلى الانفاق إلى ما فوق التسعين في المائة بدون ارهاق .
ولم يأت الاسلام ليثبت ظلم الظالمين . بل جاء ثورة صريحة على كل الظالمين .
وجاء سيفاً وحربا على رقاب الطواغين والمستبدين .
اما التهمة التي يسوقها الماديون بأن الدين رجعي وطبقي بدليل الايات .
( والله فضل بعضكم على بعض في الرزق )
( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات )
فنحن نرد بان هذه الايات تنطبق على لندن وباريس وبرلين وموسكو .
بمثل ما تنطبق على القاهرة ودمشق وجدة .
واذا مشينا في شوارع موسكو فسوف نجد من يسير على رجليه .
ومن يركب بسكليت . ومن يركب عربة موسكوفتش .
ومن يركب عربة زيم فاخرة .
وماذا يكون هذا الا التفاضل في الرزق بعينه والدرجات والرتب الاقتصادية .
والتفاوت بين الناس حقيقة جوهرية .
ولم تستطع الشيوعية ان تلغي التفاوت .
ولم يقل حتى غلاة المادية والفوضوية بالمساواة .
والمساواة غير ممكنة فكيف نساوي بين غير متساويين .
الناس يولدون من لحظة الميلاد غير متساوين في الذكاء والقوة والجمال والمواهب .
يولدون درجات في كل شيء .
واقصى ما طمعت فيه المذاهب الاقتصادية هي المساواة في الفرص وليس المساواة بين الناس .
ان يلقى كل واحد نفس الفرصة في التعليم والعلاج والحد الادنى للمعيشة .
وهو نفس ما تحض عليه الاديان .
اما الغاء الدرجات والغاء التفاوت فهو الظلم بعينه والامر الذي ينافي الطبيعة .
والطبيعة تقوم كلها على اساس التفاضل والتفاوت والتنوع في ثمار الارض وفي البهائم وفي الناس .
في القطن نجد طويل التيلة . وقصير التيلة .
وفي الحيوان والانسان نجد الرتب والدرجات والتفاوت اكثر .
هذا هو قانون الوجود كله . التفاضل .
وحكمة هذا القانون واضحة . فلو كان جميع الناس يولدون بخلقة واحدة وقالب واحد ونسخة واحدة .
لما كان هناك داع لميلادهم اصلا .
وكان يكفي ان نأتي بنسخة واحدة فتغني عن الكل .
وكذلك الحال في كل شيء .
ولانتهي الامر إلى فقر الطبيعة وافلاسها .
وانما غنى الطبيعة وخصبها لايظهر الا بالتنوع في ثمارها وغلاتها والتفاوت في الوانها واصنافها .
ومع ذلك فالدين لم يسكت على هذا التفاوت بين الاغنياء والفقراء .
بل امر بتصحيح الاوضاع وجعل للفقير نصيباً من مال الغني .
وقال ان هذا التفاوت فتنة وامتحان .
( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة اتصبرون )
سوف نرى ماذا يفعل القوي بقوته .
هل ينجد بها الضعفاء او يضرب ويقتل ويكون جباراً في الارض ..؟
وسوف نرى ماذا يفعل الغني بغناه .
هل يسرف ويطغى .؟ او يعطف ويحسن .؟
وسوف نرى ماذا يفعل الفقير بفقره .
هل يحسد ويحقد ويسرق ويختلس .
او يعمل ويكد ويجتهد ليرفع مستوى معيشته بالشرع والعدل .
وقد امر الدين بالعدل وتصحيح الاوضاع بالمساواة بين الفرص .
وهدد بعذاب الاخرة وقال ان الاخرة ستكون ايضاً درجات اكثر تفاوتاً لتصحيح ما لم يجر تصحيحه في الارض .
(( وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا ))
وللذين يتهمون الإسلام بالرجعية السياسية نقول إن الإسلام أتى بأكثر الشرائع تقدمية في نظم الحكم .
احترام الفرد في الإسلام بلغ الذروة . وسبق ميثاق حقوق الإنسان وتفوق عليه . فماذا يساوي الفرد الواحد في الإسلام إنه يساوي الإنسانية كلها .
( من قتل نفا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) .
لا تغني المنجزات ولا الإصلاحات المادية ولا التعمير ولا السدود ولا المصانع . إذا قتل الحاكم فردا واحدا ظلما في سبيل هذا الإصلاح ، فإنه يكون قد قتل الناس جميعا.
ذروة في احترام الفرد لم يصل إليها مذهب سياسي قديم أو جديد . فالفرد في الإسلام له قيمة مطلقة بينما في كل المذاهب السياسية له قيمة نسبية . والفرد في الإسلام آمن في بيته . وفي أسراره " لا تجسس ولا غيبة " آمن في ماله ورزقه وملكيته وحريته .
كل شيء حتى التحية حتى إفساح المجلس حتى الكلمة الطيبة لها مكان في القرآن .
وقد نهى القرآن عن التجبر والطغيان والإنفراد بالحكم .
وقال الله للنبي " وهو من هو في كماله وصلاحيته " .
( وما أنت عليهم بجبار ) .
( فذكر إنما أنت مذكر . لست عليهم بمسيطر ) .
( إنما المؤمنون إخوة ) .
ونهى عن عبادة الحاكم وتأليه العظيم :
( لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ) .
( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) .
ونهى عن الغوغائية وتملق الدهماء والسوقة والجري وراء الأغلبية المضللة وقال أن :
( بل أكثر الناس لا يعلمون ) .
( بل أكثرهم لا يعقلون ) .
( أكثر الناس لا يؤمنون ) .
( إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ) . " يكذبون "
( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل ) .
ونهى عن العنصرية والعرقية :
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .
( هو الذي خلقكم من نفس واحدة ) .
وبالمعنى العلمي كان الإسلام تركيبا جدليا جامعا بين مادية اليهودية وروحانية المسيحية ، بين العدل الصارم الجاف الذي يقول : السن بالسن والعين بالعين . وبين المحبة والتسامح المتطرف الذي يقول : من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر .
وجاء القرآن وسطا بين التوراة التي حرفت حتى أصبحت كتابا ماديا ليس فيه حرف واحد عن الآخرة ، وبين الإنجيل الذي مال إلى رهبانية تامة ، ونادى القرآن بناموس الرحمة الجامع بين العدل والمحبة فقال بشرعية الدفاع عن النفس ولكنه فضل العفو والصفح والمغفرة .
( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) .
وإذا كانت الرأسمالية أطلقت للفرد حرية الكسب إلى درجة استغلال الآخرين . وإذا كانت الشيوعية سحقت هذه الحرية تماما . فإن الإسلام قدم الحل الوسط .
( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) .
الفرد حر في الكسب ولكن ليس له أن يأخذ ثمرة أرباحه كلها . وإنما له فيها نصيب . وللفقير نصيب يؤخذ زكاة وإنفاقا من 2.5 في المائة إلى 90% جبرا واختيارا . وهذا النصيب ليس تصدقا وتفضلا وإنما هو حق الله في الربح . وبهذه المعادلة الجميلة حفظ الإسلام للفرد حريته وللفقير حقه .
ولهذا أصاب القرآن كل الصواب حينما خاطب أمة الإسلام قائلا :
( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) .
فقد اختار الإسلام الوسط العدل في كل شيء .
وهو ليس الوسط الحسابي وإنما الوسط الجدلي أو التركيب الذي يجمع النقيضين " اليمين واليسار " ويتجاوزهما ويزيد عليهما . ولذلك ليس في الإسلام يمين ويسار وإنما فيه " صراط " الاعتدال الوسط الذي نسميه الصراط المستقيم من خارج عنه باليمين أو اليسار فقد انحرف .
ولم يقيدنا القرآن بدستور سياسي محدد أو منهج مفصل للحكم لعلم الله بأن الظروف تتغير بما يقتضي الاجتهاد في وضع دساتير متغيرة في الأزمنة المتغيرة ، وحتى يكون الباب مفتوحا أمام المسلمين للأخذ والعطاء من المعارف المتاحة في كل عصر دون انغلاق على دستور بعينه .
ولهذا اكتفى القرآن بهذه التوصيات السياسية العامة السالفة كخصائص للحكم الأمثل . ولم يكبلنا بنظرية وهذا سر من أسرار إعجازه وتفوقه وليس فقرا ولا نقصا فيه .
وتلك لمسة أخرى من تقديمة القرآن التي سبقت كل التقديمات .
ونرد على القائلين بأن الدين جمود وتحجر . بأن الإسلام لم يكن أبدا دين تجمد وتحجر وإنما كان دائما وأبدا دين نظر وفكر وتطوير وتغيير بدليل آياته الصريحة .
( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) .
( فلينظر الإنسان مم خلق . خلق من ماء دافق . يخرج من بين الصلب والترائب )
( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى
لأرض كيف سطحت ) .
أوامر صريحة بالنظر في خلق الإنسان وفي خلق الحيوان وفي خلق الجبال وفي طبقات الأرض وفي السماء وأفلاكها . والتشريح والفسيولوجيا والبيولوجيا وعلم الأجنة .
أوامر صريحة بالسير في الأرض وجمع الشواهد واستنباط الأحكام والقوانين ومعرفة كيف بدأ الخلق . وهو ما نعرفه الآن بعلوم التطور .
ولا خوف من الخطأ .
فالإسلام يكافئ الذي يجتهد ويخطئ بأجر والذي يجتهد ويصيب بأجرين .
وليس صحيحا ما يقال من أننا تخلفنا بالدين وتقدم الغرب بالإلحاد . والحق أننا تخلفنا حينما هجرنا أوامر ديننا .
وحينما كان المسلمون يأتمرون بهذه الآيات حقا كان هناك تقدم وكانت هناك دولة من المحيط إلى الخليج وعلماء مثل ابن سينا في الطب وابن رشد في الفلسفة وابن الهيثم في الرياضيات وابن النفيس في التشريح وجابر بن حيان في الكيمياء .
وكانت الدنيا تأخذ عنا علومنا . وما زالت مجمعات النجوم وأبراجها تحتفظ إلى الآن بأسمائها العربية في المعاجم الأوروبية . وما زالوا يسمون جهاز التقطير بالفرنسية imbique ومنه الفعل من كلمة أمبيق العربية . imbiquer ولم يتقدم الغرب بالإلحاد بل بالعلم .
وإنما وقع الخلط مما حدث في العصور الوسطى من طغيان الكنيسة ومحاكم التفتيش وحجرها على العلم والعلماء وما حدث من سجن غاليليو وحرق جيوردانو برونو .
حينما حكمت الكنيسة وانحرف بها البابوات عن أهدافها النبيلة فكانت عنصر تأخر . فتصور النقاد السطحيون أن هذا ينسحب أيضا على الإسلام وهو خطأ . فالإسلام ليس بابوية ولا كهنوت .
الله لم يقم بينه وبين المسلمين أوصياء ولا وسطاء .
وحينما حكم الإسلام بالفعل كان عنصر تقدم كما شرحنا وكما يقول التاريخ مكذبا هذه المزاعم السطحية .
وآيات القرآن الصريحة تحض على العلم وتأمر بالعلم ولا تقيم بين العلم والدين أي تناقض :
( وقل رب زدني علما ) .
( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) .
( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم ) .
جعل الله الملائكة وأولي العلم في الآية مقترنين بشرف اسمه ونسبته .
وأول آية في القران وأول كلمة كانت " اقرأ " والعلماء في القرآن موعودون بأرفع الدرجات :
( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) .
وتتكرر كلمة العلم ومشتقاته في القرآن نحوا من ثمانمائة وخمسين مرة .
فكيف يتكلم بعد هذا متكلم عن تناقض بين الدين والعلم أو حجر من الدين على العلم .
والنظر في الدين وتطوير فهمه مطلوب ، وتاريخ الإسلام كله حركات إحياء وتطوير . والقرآن بريء من تهمة التحجير على الناس وكل شيء في ديننا يقبل التطوير . ما عدا جوهر العقيدة وصلب الشريعة . لأن الله واحد ولن يتطور إلى اثنين أو ثلاثة . هذا أمر مطلق . وكذلك الشر شر والخير خير . لن يصبح القتل فضيلة ولا السرقة حسنة ولا الكذب حلية يتحلى بها الصالحون .
وفيما عدا ذلك فالدين مفتوح للفكر والاجتهاد والإضافة والتطوير .
وجوهر الإسلام عقلاني منطقي يقبل الجدل والحوار ويحض على استخدام العقل والمنطق .
وفي أكثر من مكان وفي أكثر من صفحة في القرآن نعثر على التساؤل . " أفلا يعقلون " . " أفلا يفقهون " .
وأهل الدين عندنا هم " أولو الألباب " .
( شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ) .
( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها ) .
احترام العقل في لب وصميم الديانة .
والإيجابية عصبها والثورة روحها .
لم يكن الإسلام أبدا خانعا ولا سلبيا .
( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ) .
( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) .
والجهاد بالنفس والمال والأولاد . والقتال والثبات وعدم النكوص على الأعقاب ، ومواجهة اليأس والمصابة والمرابطة في صلب ديننا .
فكيف يمكن لدين بهذه المرونة والعقلانية والعلمية والإيجابية والثورة أن يتهم بالتحجر والجمود إلا من صديق عزيز مثل الدكتور القادم من فرنسا لا يعرف من أوليات دينه شيئا ولم يقرأ في قرآنه حرفا .
من كتاب : حوار مع صديقي الملحد
للدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ الجزء الثامن عشر
(عفتي والديوث)
ذهبوا وراء امجد الي مكتبه ففي طريقهم صادفوا ممرضه تعمل مع امجد في فريقه ولكن هو لايريدها وذلك واضح عليه في كلامه معها
الممرضه :دكتور امجد ازاي حضرتك
امجد:الحمد لله عن اذنك
الممرضه:استنا عاوزه حضرتك في حاجه
امجد:اتفضلي
الممرضه ارتبكت وقالت اصلي يعني في حد سألني علي الاستاذه وأشارت علي سودي
امجد:سالك انت ليه هو مش في استقبال ولو حتي كده هيسال علي المريض ولا اللي معاه قالها في حزم
الممرضه:اصلهم قلولي اللي كانت ماشيه مع دكتور امجد دي مين
امجد وقد بلغ زورت غضبه ومين دول بقا اللي سالوكي ويسالوكي انتي ليه
الممرضه:أحست بغضبه فردت مش عارفه عن اذنك يا دكتور
امجد نفخ في غضب ودخل الي مكتبه
جلس وراء المكتب وبدء في كتابه العلاج واخبرهم بمواعيده وكل ما تلتقي عيونه بعيون سودي لا يعرف ما به يسرح في بحور عينها ولا يعرف لماذا يحس بهذا الإحساس وخصوصا أنه ظن انها مخطوبه لسيف اخو صديقه فاخذ يكتب ويسرح إلي أن انتها من كتاباته واخد رسلان الروشته وسلم عليه وغادر
وظل يتصل علي والده والذي كان تليفونه مغلق طول الوقت فاتصل علي أحدي رجاله ليعرف اين هو
~~~~~~~~~~~
عن مريم التي أخذت تحكي وهي لا تعرف لماذا تكلمت مع هذا بالأساس
رونال كانت ماشيه في الشارع لتذهب الي الصيدليه لتاتي ببرشام للصداع فنرمين ليست علي ما يرام
وكانت لا تزل تتحدث مع مريم
وها هي وجدت امراه تقول للصيدلي انا عاوزه منوم بس سريع لو سمحت
فالفكره أنرت في عقلها وقالت لمريم
رونال:مريم بقولك ايه انا عندي فكره ممكن تجيبي منوم سريع ولو عمل معاكي اي حاجه او نفذ اللي في دماغه تقدر تحمي نفسك بيه وتأني يوم ابتداء أشهب فعلا في تنفيذ قراره وطبعا تحت الضغط والتهديد لمريم بالتخلص من اختها وامها
وهي نفذت كلام اختها وظلت هكذا فتره كبيره إلي أن جاءت الي محمود
وانتهت من قصتها والدموع تنهمر علي وجنتيها الورديتين
ومع اخر كلمه وقبل أن يقول محمود اي شي وجد ترزان (أطلق عليه هذا الاسم نظرا لضخمه جسده وأنه يستطيع أن يفعل اي شي في وقت قصير )يطرق الباب فسمح له بالدخول
ترزان:يا محمود بيه رسلان بيه اتصل بحضرتك وتليفونك مقفول
محمود:مقفول دور محمود علي هاتفه فوجده فصل شحن وهو لم ينتبه لشحنه مع أحداث مريم المثيره والمحزنه
محمود:طيب انا هتصل بيه هو قالك عاوزيني في حاجه
ترزان:ايوه يا محمود بيه هو قالي أن سيف بيه في المستشفي
محمود:مستشفي ليه وايه اللي حصل
ترزان:قلي أخذ رصاصه في رجله
محمود:طيب يلا بسرعه حضر العربيه ونص الرجاله
ترزان:نص ليه حضرتك احنا جاهزين كلنا
محمود:بنبره حزم ومين اللي هيقعد يحرس مريم وقام ليغير ملابسه
ترزان :مريم مين حضرتك
محمود وهو يدلف الي الحمام انتبه أنه قال اسمها الحقيقي فرد ميمي انا بقول ميمي
مريم:يا محمود بيه انا هامشي
محمود وهو بالداخل انا قولت كلمه ومش هقول تاني
مريم:بس أشهب
محمود:ملكيش دعوه باشهب ده كبيره فلوس
مريم سكتت ولكن عقلها كان يدور هل ما سمعته صحيح وانه عنده ابن اسمه سيف وهذا ما تعمل معه رونال أم أنه تشابه اسماء فقط ورونال تعمل مع غيره ولكن لا تستطيع سؤاله الان فافقت من شروردها علي صوت محمود وهو يواجه كلامه لترزان
محمود:ترزان انت هتقعد هنا مع ميمي واي حاجه تطلبها تعتبر أمر
ترزان :وهو في قمه استغرابه حاضر يا محمود بيه طالباتك أوامر
محمود وجه كلامه لمريم التي تجلس بصمت
محمود:ما تفكرش انك تمشي من هنا الا لما اجي حتي لو بعد سنه فاهمه
مريم هزت راسها بالموافقه وغادر محمود سريعا وذهب الي المستشفي
وترزان نزل الي أصدقائه لمتابعه الحمايه والحراسة
~~~~~~~~~~~
عن سيف في المستشفي كانت تبحث رونال علي حجرته فوجدت رسلان يجلس علي أحدي كراسي المستشفي ومعه سودي
جرت سريعا عليه وسألته
رونال:هو سيف بيه عامل ايه
رسلان:الحمد لله بقا كويس دلوقتي
رونال:طيب ممكن اشوفه
رسلان:هو انتقل لاوضه عاديه بس ليسه ما سمحوا بالزيارة
رونال:طيب والعمل هيسمحوا امتي
رسلان:هما قالوا ساعه وهي قربت تخلص
سودي:ماتقلقيش هنخش نطمن عليه مع بعض
نظرت لها رونال ولا تعرف ماذا تقول ومن هذه ولماذا واضحه علي ملامحها القلق الشديد وأثر البكاء قاطع رسلان شرودها وقال
رسلان:دي سودي اختي
رونال :اهلا وسهلا بحضرتك
سودي:لا مفيش حضرتك ده احنا في سن بعض ويلا بقا علشنا ندخل نطمن علي سيف
فدخلوا الي الغرفه في نفس الوقت الذي جاء فيه محمود يسأل عن رقم الاوضه
عندما دخلوا اول من وقع عنه عليه هو رونال التي تدخل في خجل شديد
سودي جرت تجاهه تبكي وتحتضنه
سيف:ما تخافيش يا حبيبتي انا بخير
سودي:انا السبب انا السبب
سيف:لا يا حبيبتي مش انتي السبب
رسلان:يا بنتي بطلي عياط المفروض تقويه مش تعملي كده
سودي:مش قادره والله اللحظه اللي وقع فيها قدامي ماكنش همي نفسي قده هو
سيف:الحمد لله اللي جت علي قد كده
رونال:الحمد لله حمد لله على سلامتك يا سيف بيه
سيف:الله يسلمك معلش بقا الفتره الجايه هيكون الشغل علي دماغك وانتي قدها وقدود
ورسلان هيجي من وقت للتاني
رونال:ولا يهمك يا فندم المهم تقوم بالف سلامه
وفي هذه اللحظه دخل محمود وكانت رونال تعطيه ظهرها
محمود:سيف انت كويس ايه اللي حصل
سيف:ما تخافش يا بابا انا كويس
محمود ولا يزال علي وقفته عن الباب
محمود:طيب ايه اللي حصل
سيف:هحكيلك بعدين
محمود:لا دلوقتي عاوز اعرف
سيف:مش وقته يا بابا في حاجات كتير هتعرفها بعدين اختفاءك اليومين دول حصل فيها حاجات كتير
رونال أحست أنه لا يستطيع التحدث أمامها
رونال:طيب انا اطمنت عليك استاذن انا بقا
فانتبه محمود للصوت وعندما لفت وجهها أنصدم محمود لرؤيتها
محمود وقال بنبره حاده انتي ازاي جيتي هنا
رونال أحست بخوف غير طبيعي وردت هو حضرتك بتكلمني
سيف:هو في حاجه يا بابا انت تعرف رونال
محمود انتبه علي الاسم فتذكر كلام مريم عن اختها التوام واسمها فغير الموضوع
محمود:لا انا ما كنتش بكلمها انا بكلم سودي
سيف:اه انا صحيح نسيت اعرفك انسه رونال سكريارتي
محمود:اهلا وسهلا
رونال:اهلا بحضرتك انا هستاذن انا بقا سلام عليكم وغادرت دون كلمه ولكن كانت تنظر الي محمود بخوف
محمود اتفضل بقا قولي ايه اللي حصل
سرد سيف كل ما حدث لوالده وتوقف عن كلامه علي رسلان فرد رسلان وسرد ما حدث
فلاش باك
رسلان كان يوصل فتحيه الي المطار وكان معاها بالداخل يخلص لها الاوراق وعندما انتها من كل شي عاد الي فتحيه يتحدث معها وفجاء سمعوا صوت انفجار بالخارج
فخرج رسلان سريعا فوجد سيارته وعدد من السيارات تحترق
فلم يكن يعلم ما حدث فسال أحدي العساكر فلم يجيبه
وكان هناك شخص بالخارج هو من دبر لهذا لكي يستطيع الانتقام منهم ويستطيع أن يخطف سودي بعد ما يتصل بها واكيد سوف تتحدث الي سيف وتخبره ويأتي سريعا ويكون البيت خالي لينفذ ما بباله
وذهب سريعا ليكمل باقي خطته
ولم ينتبه لرسلان والذي نجاه ربه من غدر هؤلاء
رسلان تحدث الي أحدي الضباط
ليقول له
رسلان:هو ايه اللي حصل بالضبط
الضابط:كان فيه قنبله والحمد لله مفيش خسائر في الأرواح
رسلان:الحمد لله
الضابط:هو حضرتك تعرف حد من أصحاب العربيات دي
رسلان:ايوه انا صاحب العربيه دي وأشار إلي سيارته
الضابط:تمام حضرتك هنعمل محضر علشنا لو في تأمين
رسلان:طيب تمام متشكر لحضرتك
الضابط:عفوا
ذهب رسلان الي أحدي المقاعد وقبل أن ينهي المحضر كلم سيف وحدث ما حدث
عوده
محمود:كل ده وانا ما اعرفش
رسلان:حضرتك كان تليفونك مقفول
محمود:معلش كان فاصل شحن
سيف:احنا قلقنا عليك اووي يا والدي بس المهم انك بخير
محمود :طيب انا هكلم عمك ممدوح يتابع كل حاجه ويعرفنا مين وراء العيال دي
سودي :خلاص يا بابا اللي حصل حصل
محمود ذهب تجاهها وأخذها في أحضانه
وقال :حبيبتي انتي لو كان حصلك حاجه كنت هموت انتي النسمه اللي بتخليني اعيش
وفي هذه اللحظه دخل
يتبع. ❝ ⏤داليا ماجد خاطر (ملكه زماني)
❞ الجزء الثامن عشر
(عفتي والديوث)
ذهبوا وراء امجد الي مكتبه ففي طريقهم صادفوا ممرضه تعمل مع امجد في فريقه ولكن هو لايريدها وذلك واضح عليه في كلامه معها
الممرضه :دكتور امجد ازاي حضرتك
امجد:الحمد لله عن اذنك
الممرضه:استنا عاوزه حضرتك في حاجه
امجد:اتفضلي
الممرضه ارتبكت وقالت اصلي يعني في حد سألني علي الاستاذه وأشارت علي سودي
امجد:سالك انت ليه هو مش في استقبال ولو حتي كده هيسال علي المريض ولا اللي معاه قالها في حزم
الممرضه:اصلهم قلولي اللي كانت ماشيه مع دكتور امجد دي مين
امجد وقد بلغ زورت غضبه ومين دول بقا اللي سالوكي ويسالوكي انتي ليه
الممرضه:أحست بغضبه فردت مش عارفه عن اذنك يا دكتور
امجد نفخ في غضب ودخل الي مكتبه
جلس وراء المكتب وبدء في كتابه العلاج واخبرهم بمواعيده وكل ما تلتقي عيونه بعيون سودي لا يعرف ما به يسرح في بحور عينها ولا يعرف لماذا يحس بهذا الإحساس وخصوصا أنه ظن انها مخطوبه لسيف اخو صديقه فاخذ يكتب ويسرح إلي أن انتها من كتاباته واخد رسلان الروشته وسلم عليه وغادر
وظل يتصل علي والده والذي كان تليفونه مغلق طول الوقت فاتصل علي أحدي رجاله ليعرف اين هو
~~~~~~~~~~~
عن مريم التي أخذت تحكي وهي لا تعرف لماذا تكلمت مع هذا بالأساس
رونال كانت ماشيه في الشارع لتذهب الي الصيدليه لتاتي ببرشام للصداع فنرمين ليست علي ما يرام
وكانت لا تزل تتحدث مع مريم
وها هي وجدت امراه تقول للصيدلي انا عاوزه منوم بس سريع لو سمحت
فالفكره أنرت في عقلها وقالت لمريم
رونال:مريم بقولك ايه انا عندي فكره ممكن تجيبي منوم سريع ولو عمل معاكي اي حاجه او نفذ اللي في دماغه تقدر تحمي نفسك بيه وتأني يوم ابتداء أشهب فعلا في تنفيذ قراره وطبعا تحت الضغط والتهديد لمريم بالتخلص من اختها وامها
وهي نفذت كلام اختها وظلت هكذا فتره كبيره إلي أن جاءت الي محمود
وانتهت من قصتها والدموع تنهمر علي وجنتيها الورديتين
ومع اخر كلمه وقبل أن يقول محمود اي شي وجد ترزان (أطلق عليه هذا الاسم نظرا لضخمه جسده وأنه يستطيع أن يفعل اي شي في وقت قصير )يطرق الباب فسمح له بالدخول
ترزان:يا محمود بيه رسلان بيه اتصل بحضرتك وتليفونك مقفول
محمود:مقفول دور محمود علي هاتفه فوجده فصل شحن وهو لم ينتبه لشحنه مع أحداث مريم المثيره والمحزنه
محمود:طيب انا هتصل بيه هو قالك عاوزيني في حاجه
ترزان:ايوه يا محمود بيه هو قالي أن سيف بيه في المستشفي
محمود:مستشفي ليه وايه اللي حصل
ترزان:قلي أخذ رصاصه في رجله
محمود:طيب يلا بسرعه حضر العربيه ونص الرجاله
ترزان:نص ليه حضرتك احنا جاهزين كلنا
محمود:بنبره حزم ومين اللي هيقعد يحرس مريم وقام ليغير ملابسه
ترزان :مريم مين حضرتك
محمود وهو يدلف الي الحمام انتبه أنه قال اسمها الحقيقي فرد ميمي انا بقول ميمي
مريم:يا محمود بيه انا هامشي
محمود وهو بالداخل انا قولت كلمه ومش هقول تاني
مريم:بس أشهب
محمود:ملكيش دعوه باشهب ده كبيره فلوس
مريم سكتت ولكن عقلها كان يدور هل ما سمعته صحيح وانه عنده ابن اسمه سيف وهذا ما تعمل معه رونال أم أنه تشابه اسماء فقط ورونال تعمل مع غيره ولكن لا تستطيع سؤاله الان فافقت من شروردها علي صوت محمود وهو يواجه كلامه لترزان
محمود:ترزان انت هتقعد هنا مع ميمي واي حاجه تطلبها تعتبر أمر
ترزان :وهو في قمه استغرابه حاضر يا محمود بيه طالباتك أوامر
محمود وجه كلامه لمريم التي تجلس بصمت
محمود:ما تفكرش انك تمشي من هنا الا لما اجي حتي لو بعد سنه فاهمه
مريم هزت راسها بالموافقه وغادر محمود سريعا وذهب الي المستشفي
وترزان نزل الي أصدقائه لمتابعه الحمايه والحراسة
~~~~~~~~~~~
عن سيف في المستشفي كانت تبحث رونال علي حجرته فوجدت رسلان يجلس علي أحدي كراسي المستشفي ومعه سودي
جرت سريعا عليه وسألته
رونال:هو سيف بيه عامل ايه
رسلان:الحمد لله بقا كويس دلوقتي
رونال:طيب ممكن اشوفه
رسلان:هو انتقل لاوضه عاديه بس ليسه ما سمحوا بالزيارة
رونال:طيب والعمل هيسمحوا امتي
رسلان:هما قالوا ساعه وهي قربت تخلص
سودي:ماتقلقيش هنخش نطمن عليه مع بعض
نظرت لها رونال ولا تعرف ماذا تقول ومن هذه ولماذا واضحه علي ملامحها القلق الشديد وأثر البكاء قاطع رسلان شرودها وقال
رسلان:دي سودي اختي
رونال :اهلا وسهلا بحضرتك
سودي:لا مفيش حضرتك ده احنا في سن بعض ويلا بقا علشنا ندخل نطمن علي سيف
فدخلوا الي الغرفه في نفس الوقت الذي جاء فيه محمود يسأل عن رقم الاوضه
عندما دخلوا اول من وقع عنه عليه هو رونال التي تدخل في خجل شديد
سودي جرت تجاهه تبكي وتحتضنه
سيف:ما تخافيش يا حبيبتي انا بخير
سودي:انا السبب انا السبب
سيف:لا يا حبيبتي مش انتي السبب
رسلان:يا بنتي بطلي عياط المفروض تقويه مش تعملي كده
سودي:مش قادره والله اللحظه اللي وقع فيها قدامي ماكنش همي نفسي قده هو
سيف:الحمد لله اللي جت علي قد كده
رونال:الحمد لله حمد لله على سلامتك يا سيف بيه
سيف:الله يسلمك معلش بقا الفتره الجايه هيكون الشغل علي دماغك وانتي قدها وقدود
ورسلان هيجي من وقت للتاني
رونال:ولا يهمك يا فندم المهم تقوم بالف سلامه
وفي هذه اللحظه دخل محمود وكانت رونال تعطيه ظهرها
محمود:سيف انت كويس ايه اللي حصل
سيف:ما تخافش يا بابا انا كويس
محمود ولا يزال علي وقفته عن الباب
محمود:طيب ايه اللي حصل
سيف:هحكيلك بعدين
محمود:لا دلوقتي عاوز اعرف
سيف:مش وقته يا بابا في حاجات كتير هتعرفها بعدين اختفاءك اليومين دول حصل فيها حاجات كتير
رونال أحست أنه لا يستطيع التحدث أمامها
رونال:طيب انا اطمنت عليك استاذن انا بقا
فانتبه محمود للصوت وعندما لفت وجهها أنصدم محمود لرؤيتها
محمود وقال بنبره حاده انتي ازاي جيتي هنا
رونال أحست بخوف غير طبيعي وردت هو حضرتك بتكلمني
سيف:هو في حاجه يا بابا انت تعرف رونال
محمود انتبه علي الاسم فتذكر كلام مريم عن اختها التوام واسمها فغير الموضوع
محمود:لا انا ما كنتش بكلمها انا بكلم سودي
سيف:اه انا صحيح نسيت اعرفك انسه رونال سكريارتي
محمود:اهلا وسهلا
رونال:اهلا بحضرتك انا هستاذن انا بقا سلام عليكم وغادرت دون كلمه ولكن كانت تنظر الي محمود بخوف
محمود اتفضل بقا قولي ايه اللي حصل
سرد سيف كل ما حدث لوالده وتوقف عن كلامه علي رسلان فرد رسلان وسرد ما حدث
فلاش باك
رسلان كان يوصل فتحيه الي المطار وكان معاها بالداخل يخلص لها الاوراق وعندما انتها من كل شي عاد الي فتحيه يتحدث معها وفجاء سمعوا صوت انفجار بالخارج
فخرج رسلان سريعا فوجد سيارته وعدد من السيارات تحترق
فلم يكن يعلم ما حدث فسال أحدي العساكر فلم يجيبه
وكان هناك شخص بالخارج هو من دبر لهذا لكي يستطيع الانتقام منهم ويستطيع أن يخطف سودي بعد ما يتصل بها واكيد سوف تتحدث الي سيف وتخبره ويأتي سريعا ويكون البيت خالي لينفذ ما بباله
وذهب سريعا ليكمل باقي خطته
ولم ينتبه لرسلان والذي نجاه ربه من غدر هؤلاء
رسلان تحدث الي أحدي الضباط
ليقول له
رسلان:هو ايه اللي حصل بالضبط
الضابط:كان فيه قنبله والحمد لله مفيش خسائر في الأرواح
رسلان:الحمد لله
الضابط:هو حضرتك تعرف حد من أصحاب العربيات دي
رسلان:ايوه انا صاحب العربيه دي وأشار إلي سيارته
الضابط:تمام حضرتك هنعمل محضر علشنا لو في تأمين
رسلان:طيب تمام متشكر لحضرتك
الضابط:عفوا
ذهب رسلان الي أحدي المقاعد وقبل أن ينهي المحضر كلم سيف وحدث ما حدث
عوده
محمود:كل ده وانا ما اعرفش
رسلان:حضرتك كان تليفونك مقفول
محمود:معلش كان فاصل شحن
سيف:احنا قلقنا عليك اووي يا والدي بس المهم انك بخير
محمود :طيب انا هكلم عمك ممدوح يتابع كل حاجه ويعرفنا مين وراء العيال دي
سودي :خلاص يا بابا اللي حصل حصل
محمود ذهب تجاهها وأخذها في أحضانه
وقال :حبيبتي انتي لو كان حصلك حاجه كنت هموت انتي النسمه اللي بتخليني اعيش
وفي هذه اللحظه دخل
يتبع. ❝