❞ يتبع لقصة الحديبية ..
وفَزِعَتْ قريش لنزوله عليهم ، فأحب رسول الله ﷺ أن يبعَثَ إليهم رجلاً من أصحابه ، فدعا عمر بن الخطاب ليبعثه إليهم ، فقال : يا رسول الله ! ليس لي بمكة أحد من بني كعب يغضَبُ لي إن أوذيتُ ، فَأَرْسِلْ عُثْمَانَ عفان ، فإن عشيرته بها ، وإنه مبلغ ما أردت ، فدعا رسولُ اللهِ ﷺ عثمان بن عفان ، فأرسله إلى قريش ، وقال ﷺ أخبرهم أنا لم نأت لقتال ، وإنما جئنا عُمَّاراً ، وادعُهُم إلى الإسلام ) ، وأمره أن يأتي بن رجالاً بمكة مؤمنين ، ونساءً مؤمنات فيدخُل عليهم ، ويبشِّرَهم بالفتح ، ويخبرهم أن الله عزّ وجلَّ مظهر دينه بمكة ، حتى لا يُسْتَخْفى فيها بالإيمان ، فانطلق عثمان ، فمرَّ على قريش ببلدح ، فقالوا : أين تريد ؟ فقال : بعثني رسول الله ﷺ أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام ، وأخبركُم أنا لم نأت لقتال ، وإنما جئنا عُماراً ، فقالوا : قد سمعنا ما تقول ، فانفذ لحاجتك ، وقام إليه أبان بن سعيد بن العاص ، فرحب به ، وأسرج فرسه ، فحمل عُثمانَ على الفرس ، وأجاره ، وأردفه أبان حتى جاء مكة ، وقال المسلمون قبل أن يَرْجِعَ عثمانُ : خَلَص عثمان قبلنا إلى البيت وطاف به ، فقال رسول الله ﷺ ( ما أظنُّه طاف بالبَيْتِ ونَحْنُ محْصُورُونَ ) ، فقالُوا : وما يمنعه يا رسول الله وقد خَلَصَ ؟ قال ( ذَاكَ ظَنِّي به ، ألَّا يَطوف بالكَعْبَةِ حَتَّى نَطُوفَ مَعَهُ ) ، واختلط المسلمون بالمشركين في أمر الصلح فرمی رجلٌ من أحد الفريقين رجلاً من الفريق الآخر ، وكانت معركة وتراموا بالنبل والحجارة ، وصاح الفريقان كلاهما ، وارتهن كُلُّ واحدٍ مِن الفريقين بمن فيهم ، وبلغ رسُول الله ﷺ أن عثمان قد قُتِلَ ، فدعا إلى البيعة ، فثار المسلمون إلى رسول الله ﷺ وهو تحت الشجرة، فبايعوه على أَلَّا يَفِرُّوا ، فأخذ رسول الله ﷺ بيد نفسه ، وقال ( هَذِهِ عَنْ عُثْمَان ) ، ولما تَمْتِ البيعة ، رجع عُثمان ، فقال له المسلمون اشتفيت يا أبا عبد الله من الطواف بالبيت ، فقال : بئس ما ظننتُم بي ، والذي نفسي بيده ، لو مكثتُ بها سنةً ، ورسولُ الله ﷺ مقيم بالحُدَيْبِيَةِ ، ما طُفْتُ بها حتى يَطُوف بها رَسُولُ الله ، ولقد دعتني قريش إلى الطوافِ بالبيت ، فأبيتُ ، فقال المسلمون : رسول الله ﷺ كان أعلمنا باللَّهِ ، وأحسننا ظناً ، وكان عمر آخذاً بيدِ رسول الله ﷺ للبيعة تحت الشجرة ، فبايعه المسلمون كُلُّهم إلا الجد بْنَ قَيْس ، وكان مَعْقِلُ بن يسار آخذاً بِغُصنها يرفعه عن رسول الله ﷺ ، وكان أول من بايعه أبو سنان الأَسَدِي ، وبايعه سلمة بن الأكوع ثلاث مرات ، في أول الناس ، وأوسطهم ، وآخرهم. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ يتبع لقصة الحديبية .
وفَزِعَتْ قريش لنزوله عليهم ، فأحب رسول الله ﷺ أن يبعَثَ إليهم رجلاً من أصحابه ، فدعا عمر بن الخطاب ليبعثه إليهم ، فقال : يا رسول الله ! ليس لي بمكة أحد من بني كعب يغضَبُ لي إن أوذيتُ ، فَأَرْسِلْ عُثْمَانَ عفان ، فإن عشيرته بها ، وإنه مبلغ ما أردت ، فدعا رسولُ اللهِ ﷺ عثمان بن عفان ، فأرسله إلى قريش ، وقال ﷺ أخبرهم أنا لم نأت لقتال ، وإنما جئنا عُمَّاراً ، وادعُهُم إلى الإسلام ) ، وأمره أن يأتي بن رجالاً بمكة مؤمنين ، ونساءً مؤمنات فيدخُل عليهم ، ويبشِّرَهم بالفتح ، ويخبرهم أن الله عزّ وجلَّ مظهر دينه بمكة ، حتى لا يُسْتَخْفى فيها بالإيمان ، فانطلق عثمان ، فمرَّ على قريش ببلدح ، فقالوا : أين تريد ؟ فقال : بعثني رسول الله ﷺ أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام ، وأخبركُم أنا لم نأت لقتال ، وإنما جئنا عُماراً ، فقالوا : قد سمعنا ما تقول ، فانفذ لحاجتك ، وقام إليه أبان بن سعيد بن العاص ، فرحب به ، وأسرج فرسه ، فحمل عُثمانَ على الفرس ، وأجاره ، وأردفه أبان حتى جاء مكة ، وقال المسلمون قبل أن يَرْجِعَ عثمانُ : خَلَص عثمان قبلنا إلى البيت وطاف به ، فقال رسول الله ﷺ ( ما أظنُّه طاف بالبَيْتِ ونَحْنُ محْصُورُونَ ) ، فقالُوا : وما يمنعه يا رسول الله وقد خَلَصَ ؟ قال ( ذَاكَ ظَنِّي به ، ألَّا يَطوف بالكَعْبَةِ حَتَّى نَطُوفَ مَعَهُ ) ، واختلط المسلمون بالمشركين في أمر الصلح فرمی رجلٌ من أحد الفريقين رجلاً من الفريق الآخر ، وكانت معركة وتراموا بالنبل والحجارة ، وصاح الفريقان كلاهما ، وارتهن كُلُّ واحدٍ مِن الفريقين بمن فيهم ، وبلغ رسُول الله ﷺ أن عثمان قد قُتِلَ ، فدعا إلى البيعة ، فثار المسلمون إلى رسول الله ﷺ وهو تحت الشجرة، فبايعوه على أَلَّا يَفِرُّوا ، فأخذ رسول الله ﷺ بيد نفسه ، وقال ( هَذِهِ عَنْ عُثْمَان ) ، ولما تَمْتِ البيعة ، رجع عُثمان ، فقال له المسلمون اشتفيت يا أبا عبد الله من الطواف بالبيت ، فقال : بئس ما ظننتُم بي ، والذي نفسي بيده ، لو مكثتُ بها سنةً ، ورسولُ الله ﷺ مقيم بالحُدَيْبِيَةِ ، ما طُفْتُ بها حتى يَطُوف بها رَسُولُ الله ، ولقد دعتني قريش إلى الطوافِ بالبيت ، فأبيتُ ، فقال المسلمون : رسول الله ﷺ كان أعلمنا باللَّهِ ، وأحسننا ظناً ، وكان عمر آخذاً بيدِ رسول الله ﷺ للبيعة تحت الشجرة ، فبايعه المسلمون كُلُّهم إلا الجد بْنَ قَيْس ، وكان مَعْقِلُ بن يسار آخذاً بِغُصنها يرفعه عن رسول الله ﷺ ، وكان أول من بايعه أبو سنان الأَسَدِي ، وبايعه سلمة بن الأكوع ثلاث مرات ، في أول الناس ، وأوسطهم ، وآخرهم. ❝