❞ وكان ﷺ يُشاوِر أصحابه في أمر الجهاد ، وأمر العدو ، وتخير المنازل ، وفي المستدرك عن أبي هريرة ما رأيت أحداً أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله ﷺ ، وكان يتخلَّفُ في ساقتِهم في المسير ، فيُزجي الضعيف ، ويُردِفُ المنقطع ، وكان ﷺ أرفق النَّاسِ بهم في المسير ، وكان ﷺ إذا أراد غزوة ورّى بغيرها ، فيقول مثلاً إذا أراد غزوة حنين : كيف طريق نجد ومياهها ومن بها من العدو ونحو ذلك . وكان يقولُ ( الحَرْبُ خَدْعَةٌ ) ، وكان ﷺ يبعث العيون يأتونه بخبر عدوه ، ويُطلعُ الطلائع ، ويُبيت الحرس ، وكان إذا لقي عدوه ، وقف ودعا ، واستنصر الله ، وأكثر هو وأصحابه من ذكر الله ، وخفضوا أصواتهم ، وكان ﷺ يرتب الجيش والمقاتلة ، ويجعل في كل جنبةٍ كُفْتاً لَها ، وكان يُبارَزُ بين يديه بأمرِهِ ، وكان ﷺ يَلْبَسُ للحرب عُدَّتَه ، ورُبَّما ظاهر بين دِرْعَيْنِ ، وكان له الألوية والرايات ، وكان إذا ظهر على قوم ، أقام بِعَرْصَتِهِمْ ثَلاثاً ، ثم قفل ، وكان إذا أراد أن يُغير ، انتظر ، فإن سمع في الحي مؤذناً ، لم يُغر وإلا أغار ، وكان ربما بَيَّت عدوه، وربما فاجأهم نهاراً ، وكان ﷺ يحب الخروج يوم الخميس بكرة النهار ، وكان العسكر إذا نزل انضم بعضه إلى بعض حتى لو بسط عليهم كساء لعمهم ، وكان ﷺ يرتب الصفوف ويُعَبثهم عند القتال بيده ، ويقول : تقدم يا فلان ، تأخر يا فلان ، وكان يستحب للرجُل منهم أن يُقاتل تحت راية قومه ، وكان ﷺ إذا لَقِيَ العدو ، قال ( اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَاب ، ومُجْرِيَ السَّحَاب ، وهَازِمَ الْأَحْزَابِ اهْزِمُهُمْ ، وانصُرْنَا عَلَيْهِم ) وربما قال ( سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَل السَّاعَةُ مَوْعِدُهُم والسَّاعَةُ أَدْهَى وأمَّر ) ، وكان ﷺ يقُولُ ( اللَّهُمَّ أَنْزِلُ نَصرَكَ ) وكان يقولُ ( اللهمَّ أَنْتَ عَضُدِي وأَنتَ نَصِيري ، وَبِكَ أُقَاتِلُ ) ، وكان إذا اشتد له بأس ، وَحَمِيَ الحرب ، وقصده العدو ، يُعلِمُ بنفسه ويقولُ ﷺ ( أنا النبي لا كذب .. أنا إبن عبد المطلب ) ، وكانَ الناسُ إذا اشتدَّ الحَرْبُ اتَّقَوا به ﷺ ، وكان أقربهم إلى العدو ، وكان يجعل لأصحابه شِعَاراً في الحرب يُعْرَفُونَ به إذا تكلموا ، وكَانَ شِعَارُهُمْ مَرَّة ( أُمِتْ أُمِتُ ) ، ومرةً ( يَا مَنْصُورُ ) ، ومرة ( حم لا يُنْصَرُونَ ). ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وكان ﷺ يُشاوِر أصحابه في أمر الجهاد ، وأمر العدو ، وتخير المنازل ، وفي المستدرك عن أبي هريرة ما رأيت أحداً أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله ﷺ ، وكان يتخلَّفُ في ساقتِهم في المسير ، فيُزجي الضعيف ، ويُردِفُ المنقطع ، وكان ﷺ أرفق النَّاسِ بهم في المسير ، وكان ﷺ إذا أراد غزوة ورّى بغيرها ، فيقول مثلاً إذا أراد غزوة حنين : كيف طريق نجد ومياهها ومن بها من العدو ونحو ذلك . وكان يقولُ ( الحَرْبُ خَدْعَةٌ ) ، وكان ﷺ يبعث العيون يأتونه بخبر عدوه ، ويُطلعُ الطلائع ، ويُبيت الحرس ، وكان إذا لقي عدوه ، وقف ودعا ، واستنصر الله ، وأكثر هو وأصحابه من ذكر الله ، وخفضوا أصواتهم ، وكان ﷺ يرتب الجيش والمقاتلة ، ويجعل في كل جنبةٍ كُفْتاً لَها ، وكان يُبارَزُ بين يديه بأمرِهِ ، وكان ﷺ يَلْبَسُ للحرب عُدَّتَه ، ورُبَّما ظاهر بين دِرْعَيْنِ ، وكان له الألوية والرايات ، وكان إذا ظهر على قوم ، أقام بِعَرْصَتِهِمْ ثَلاثاً ، ثم قفل ، وكان إذا أراد أن يُغير ، انتظر ، فإن سمع في الحي مؤذناً ، لم يُغر وإلا أغار ، وكان ربما بَيَّت عدوه، وربما فاجأهم نهاراً ، وكان ﷺ يحب الخروج يوم الخميس بكرة النهار ، وكان العسكر إذا نزل انضم بعضه إلى بعض حتى لو بسط عليهم كساء لعمهم ، وكان ﷺ يرتب الصفوف ويُعَبثهم عند القتال بيده ، ويقول : تقدم يا فلان ، تأخر يا فلان ، وكان يستحب للرجُل منهم أن يُقاتل تحت راية قومه ، وكان ﷺ إذا لَقِيَ العدو ، قال ( اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَاب ، ومُجْرِيَ السَّحَاب ، وهَازِمَ الْأَحْزَابِ اهْزِمُهُمْ ، وانصُرْنَا عَلَيْهِم ) وربما قال ( سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَل السَّاعَةُ مَوْعِدُهُم والسَّاعَةُ أَدْهَى وأمَّر ) ، وكان ﷺ يقُولُ ( اللَّهُمَّ أَنْزِلُ نَصرَكَ ) وكان يقولُ ( اللهمَّ أَنْتَ عَضُدِي وأَنتَ نَصِيري ، وَبِكَ أُقَاتِلُ ) ، وكان إذا اشتد له بأس ، وَحَمِيَ الحرب ، وقصده العدو ، يُعلِمُ بنفسه ويقولُ ﷺ ( أنا النبي لا كذب . أنا إبن عبد المطلب ) ، وكانَ الناسُ إذا اشتدَّ الحَرْبُ اتَّقَوا به ﷺ ، وكان أقربهم إلى العدو ، وكان يجعل لأصحابه شِعَاراً في الحرب يُعْرَفُونَ به إذا تكلموا ، وكَانَ شِعَارُهُمْ مَرَّة ( أُمِتْ أُمِتُ ) ، ومرةً ( يَا مَنْصُورُ ) ، ومرة ( حم لا يُنْصَرُونَ ). ❝
❞ قصة يرويها أنس ابن مالك رضي الله عنه ،
يقول :كنت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ،
خارجا من جبال مكة إذ أقبل شيخ متكئا، علي عكازة فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
مشية جني ونغمته ، قال أجل .
قال من أي الجن أنت قال : أنا هامة ،
ابن أهيم ابن لاقيص ابن ابليس
قال : لا أري بينك وبينه إلي أبوين؟
قال : أجل . قال : كم أتي عليك؟
قال أكلت عمر الدنيا إلا أقلها ، لبثت ليالي ،
قبل قابيل وهابيل ، غلاما ابن أعوام ،
أمشي بين لآكام ؛ وأصطاد الهام
وآمر بفساد الطعام ؛ وأورش بين
الناس وأغري بينهم . فقال رسول الله
صلي الله عليه وسلم: بئس عمل الشيخ المتوسم ؛ والفتي المتلوم فقال :
دعني من اللوم والعذل ، فقد جرت توبتي علي يد نوح ؛ فكنت معه فيمن آمن معه من المسلمين ؛ فعاتبته في دعائه علي قومه ؛فبكي وأبكاني ؛فقال; لاجرم أني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين؛ ولقيت هودا فعاتبته في دعائه؛
علي قومه؛ فبكي وأبكاني ؛ فقال لاجرم أني
من النادمين ؛ وأعوذ بالله أن أكون من
الجاهلين ؛ ولقيت صالحا فعاتبته في
دعئه علي قومه ؛ فبكي وأبكاني ؛ وقال :
إني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون
من الجاهلين ؛ ولقيت شعيبا فعاتبته
في دعائه علي قومه ؛ فبكي وأبكاني؛
وقال إني من النادمين وأعوذ بالله
أن أكون من الجاهلين ؛ وكنت مع إبراهيم
خليل الرحمن إذ ألقي في النار ؛ فكنت
بينه وبين المنجنيق حتي أخرجه الله
عزوجل منها وجعلها عليه بردا؛ وسلاما ،
وكنت مع يوسف الصديق في الجب
فسبقته علي وعره ؛ وكنت معه في محبسه
حتي أخرجه الله منه ؛ ولقيت موسي في
المكان الأثير ؛ وكنت مع عيسي ابن مريم
فقال لي عيسي : إن لقيت محمدا فأقرئه
مني السلام ؛ يارسول الله قد بلغتك السلام
وقد آمنت بك . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي عيسي السلام وعليك
يا هامة حاجتك قال إن موسي علمني
التورية فعلمني القرآن ؛ فعلمه رسول الله
صلي الله عليه وسلم ولم ينعه إليه وما
أراه إلا حيا
_______________ انتهت القصة ____. ❝ ⏤عبد المعز المختار
❞ قصة يرويها أنس ابن مالك رضي الله عنه ،
يقول :كنت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ،
خارجا من جبال مكة إذ أقبل شيخ متكئا، علي عكازة فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
مشية جني ونغمته ، قال أجل .
قال من أي الجن أنت قال : أنا هامة ،
ابن أهيم ابن لاقيص ابن ابليس
قال : لا أري بينك وبينه إلي أبوين؟
قال : أجل . قال : كم أتي عليك؟
قال أكلت عمر الدنيا إلا أقلها ، لبثت ليالي ،
قبل قابيل وهابيل ، غلاما ابن أعوام ،
أمشي بين لآكام ؛ وأصطاد الهام
وآمر بفساد الطعام ؛ وأورش بين
الناس وأغري بينهم . فقال رسول الله
صلي الله عليه وسلم: بئس عمل الشيخ المتوسم ؛ والفتي المتلوم فقال :
دعني من اللوم والعذل ، فقد جرت توبتي علي يد نوح ؛ فكنت معه فيمن آمن معه من المسلمين ؛ فعاتبته في دعائه علي قومه ؛فبكي وأبكاني ؛فقال; لاجرم أني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين؛ ولقيت هودا فعاتبته في دعائه؛
علي قومه؛ فبكي وأبكاني ؛ فقال لاجرم أني
من النادمين ؛ وأعوذ بالله أن أكون من
الجاهلين ؛ ولقيت صالحا فعاتبته في
دعئه علي قومه ؛ فبكي وأبكاني ؛ وقال :
إني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون
من الجاهلين ؛ ولقيت شعيبا فعاتبته
في دعائه علي قومه ؛ فبكي وأبكاني؛
وقال إني من النادمين وأعوذ بالله
أن أكون من الجاهلين ؛ وكنت مع إبراهيم
خليل الرحمن إذ ألقي في النار ؛ فكنت
بينه وبين المنجنيق حتي أخرجه الله
عزوجل منها وجعلها عليه بردا؛ وسلاما ،
وكنت مع يوسف الصديق في الجب
فسبقته علي وعره ؛ وكنت معه في محبسه
حتي أخرجه الله منه ؛ ولقيت موسي في
المكان الأثير ؛ وكنت مع عيسي ابن مريم
فقال لي عيسي : إن لقيت محمدا فأقرئه
مني السلام ؛ يارسول الله قد بلغتك السلام
وقد آمنت بك . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي عيسي السلام وعليك
يا هامة حاجتك قال إن موسي علمني
التورية فعلمني القرآن ؛ فعلمه رسول الله
صلي الله عليه وسلم ولم ينعه إليه وما
أراه إلا حيا
______________ انتهت القصة ___. ❝
❞ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)
قوله تعالى : وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى هو حبيب بن مري وكان نجارا . وقيل : إسكافا . وقيل : قصارا . وقال ابن عباس ومجاهد ومقاتل : هو حبيب بن إسرائيل النجار وكان ينحت الأصنام ، وهو ممن آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وبينهما ستمائة سنة ، كما آمن به تبع الأكبر وورقة بن نوفل وغيرهما . ولم يؤمن بنبي أحد إلا بعد ظهوره . قال وهب : وكان حبيب مجذوما ، ومنزله عند أقصى باب من أبواب المدينة ، وكان يعكف على عبادة الأصنام سبعين سنة يدعوهم ، لعلهم يرحمونه ويكشفون ضره فما استجابوا له ، فلما أبصر الرسل دعوه إلى عبادة الله ، فقال : هل من آية ؟ قالوا : نعم ، ندعو ربنا القادر فيفرج عنك ما بك . فقال : إن هذا لعجب! أدعو هذه الآلهة سبعين سنة تفرج عني فلم تستطع ، فكيف يفرجه ربكم في غداة واحدة ؟ قالوا : نعم ، ربنا على ما يشاء قدير ، وهذه لا تنفع شيئا ولا تضر . فآمن ودعوا ربهم فكشف الله ما به ، كأن لم يكن به بأس ، فحينئذ أقبل على التكسب ، فإذا أمسى تصدق بكسبه ، فأطعم عياله نصفا وتصدق بنصف ، فلما هم قومه بقتل الرسل جاءهم . ف " قال يا قوم اتبعوا المرسلين " الآية . وقال قتادة : كان يعبد الله في غار ، فلما سمع بخبر المرسلين جاء يسعى ، فقال للمرسلين : أتطلبون على ما جئتم به أجرا ؟ قالوا : لا ، ما أجرنا إلا على الله . قال أبو العالية : فاعتقد صدقهم وآمن بهم وأقبل على قومه ف قال ياقوم اتبعوا المرسلين .. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)
قوله تعالى : وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى هو حبيب بن مري وكان نجارا . وقيل : إسكافا . وقيل : قصارا . وقال ابن عباس ومجاهد ومقاتل : هو حبيب بن إسرائيل النجار وكان ينحت الأصنام ، وهو ممن آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وبينهما ستمائة سنة ، كما آمن به تبع الأكبر وورقة بن نوفل وغيرهما . ولم يؤمن بنبي أحد إلا بعد ظهوره . قال وهب : وكان حبيب مجذوما ، ومنزله عند أقصى باب من أبواب المدينة ، وكان يعكف على عبادة الأصنام سبعين سنة يدعوهم ، لعلهم يرحمونه ويكشفون ضره فما استجابوا له ، فلما أبصر الرسل دعوه إلى عبادة الله ، فقال : هل من آية ؟ قالوا : نعم ، ندعو ربنا القادر فيفرج عنك ما بك . فقال : إن هذا لعجب! أدعو هذه الآلهة سبعين سنة تفرج عني فلم تستطع ، فكيف يفرجه ربكم في غداة واحدة ؟ قالوا : نعم ، ربنا على ما يشاء قدير ، وهذه لا تنفع شيئا ولا تضر . فآمن ودعوا ربهم فكشف الله ما به ، كأن لم يكن به بأس ، فحينئذ أقبل على التكسب ، فإذا أمسى تصدق بكسبه ، فأطعم عياله نصفا وتصدق بنصف ، فلما هم قومه بقتل الرسل جاءهم . ف " قال يا قوم اتبعوا المرسلين " الآية . وقال قتادة : كان يعبد الله في غار ، فلما سمع بخبر المرسلين جاء يسعى ، فقال للمرسلين : أتطلبون على ما جئتم به أجرا ؟ قالوا : لا ، ما أجرنا إلا على الله . قال أبو العالية : فاعتقد صدقهم وآمن بهم وأقبل على قومه ف قال ياقوم اتبعوا المرسلين. ❝
❞ قدوم وفد بني حنيفة إلى رسول الله ﷺ ...
قال ابن إسحاق : قَدِمَ على رسول الله ﷺ وفد بني حنيفة ، فيهم مسيلمة الكذاب ، وكان منزلهم في دار امرأة من الأنصار من بني النجار ، فأتوا بمسيلمة إلى رسول الله يُسْتَرُ بالثياب ، ورسول الله ﷺ جالس مع أصحابه ، في يده عَسِيبٌ من سَعَفِ النخل ، فلما انتهى إلى رسول الله ﷺ وهم يسترونه بالثياب ، كلمه وسأله ، فقال له رسول الله ﷺ ( لَوْ سألتني هذا العَسِيبَ الَّذِي في يدي مَا أَعْطَيْتُك ) ، قلت : وفي الصحيحين من حديث نافع بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قَدِمَ مسيلمة الكذاب على عهد رسولِ اللهِ ﷺ المدينة ، فجعل يقول : إن جعل لي محمد الأمر من بعده ، تبعته ، وقَدِمَها في بشر كثير من قومه ، فأقبل النبي ﷺ ومعه ثابت بن قيس بن شماس ، وفي يد النبي ﷺ قطعة جريد حتى وقف على مسيلمة في أصحابه ، فقال ﷺ ( إن سَأَلْتَني هَذِهِ القِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا ، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللهِ فِيكَ ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّك الله ، وإني أراك الَّذِي أُرِيتُ فيه ما أريتُ ، وهذا ثابت بن قيس يُجيبك عني ) ، ثم انصرف ، قال ابن عباس : فسألتُ عن قول النبي ( وإني أراك الَّذِي أُرِيتُ فيه ما أريتُ ) فأخبرني أبو هريرة أن النبي ﷺ قال ( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ في يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ ، فَأَهَمَّني شأنهما ، فأُوحِيَ إليَّ في المَنامِ أَن أَنْفُخهُما فَنَفَخْتُهُما فَطَارًا ، فَأَوَّلْتُهُما كَذَّابَيْنَ يَخْرُجَانِ مِنْ بَعْدِي ، فَهَذَانِ هُما ، أَحَدُهُمَا العَنسِي صَاحِبُ صَنْعَاءَ ، والآخَرُ مُسَيْلِمةُ الكَذَّابُ صَاحِبُ اليَمَامَةِ ، وهذا أصح من حديث ابن إسحاق المتقدم. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ قدوم وفد بني حنيفة إلى رسول الله ﷺ ..
قال ابن إسحاق : قَدِمَ على رسول الله ﷺ وفد بني حنيفة ، فيهم مسيلمة الكذاب ، وكان منزلهم في دار امرأة من الأنصار من بني النجار ، فأتوا بمسيلمة إلى رسول الله يُسْتَرُ بالثياب ، ورسول الله ﷺ جالس مع أصحابه ، في يده عَسِيبٌ من سَعَفِ النخل ، فلما انتهى إلى رسول الله ﷺ وهم يسترونه بالثياب ، كلمه وسأله ، فقال له رسول الله ﷺ ( لَوْ سألتني هذا العَسِيبَ الَّذِي في يدي مَا أَعْطَيْتُك ) ، قلت : وفي الصحيحين من حديث نافع بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قَدِمَ مسيلمة الكذاب على عهد رسولِ اللهِ ﷺ المدينة ، فجعل يقول : إن جعل لي محمد الأمر من بعده ، تبعته ، وقَدِمَها في بشر كثير من قومه ، فأقبل النبي ﷺ ومعه ثابت بن قيس بن شماس ، وفي يد النبي ﷺ قطعة جريد حتى وقف على مسيلمة في أصحابه ، فقال ﷺ ( إن سَأَلْتَني هَذِهِ القِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا ، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللهِ فِيكَ ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّك الله ، وإني أراك الَّذِي أُرِيتُ فيه ما أريتُ ، وهذا ثابت بن قيس يُجيبك عني ) ، ثم انصرف ، قال ابن عباس : فسألتُ عن قول النبي ( وإني أراك الَّذِي أُرِيتُ فيه ما أريتُ ) فأخبرني أبو هريرة أن النبي ﷺ قال ( بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ في يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ ، فَأَهَمَّني شأنهما ، فأُوحِيَ إليَّ في المَنامِ أَن أَنْفُخهُما فَنَفَخْتُهُما فَطَارًا ، فَأَوَّلْتُهُما كَذَّابَيْنَ يَخْرُجَانِ مِنْ بَعْدِي ، فَهَذَانِ هُما ، أَحَدُهُمَا العَنسِي صَاحِبُ صَنْعَاءَ ، والآخَرُ مُسَيْلِمةُ الكَذَّابُ صَاحِبُ اليَمَامَةِ ، وهذا أصح من حديث ابن إسحاق المتقدم. ❝
❞ والقلب في بيت القلب يعتصر كأنما تقبضه يد الموت ويموت. يحدقون فيك ولا يرف لهم جفن. يلقون بك في قبو وحدك لا تقدر حتى على البكاء، وعندما تقدر تذرف الدمع الغزير، ليس لأن البدن يوجع، ولكنك تبكي على تلك المزق الآدمية التي تعرف أنها أنت، تبكي على حالك وعلى هجر حبيب في الزرقاء العالية تركك وحدك تصطلي بنار لم يعد الله بها قومه الصالحين. وحدك في سجنك المظلم تحاصرك الوحشة ولا ضوء سوى ذؤابة شمعة ذابلة يرتعش معها على الجدار طيف المحقق الذي يلازمك وإن غاب، خيال يعظم خطه الصاعد مائلاً على الجدار، يحدد ظل وطواط هائل ينشر سواده الملتصق بحجر الجدار. وحدك في سجنك لا يشاركك فيها سوى جرذان لأنها حياة تذكرك بالحياة، وبعد شهور ينقلونك إلى حيث يتبدد شيء من وحشة روحك. يصير لك رفاق يسكنون معك في قبو أيامك ولياليك. تأتلف القلوب المحزونة، طاقة ضوء في عتمة الجدار. ❝ ⏤رضوى عاشور
❞ والقلب في بيت القلب يعتصر كأنما تقبضه يد الموت ويموت. يحدقون فيك ولا يرف لهم جفن. يلقون بك في قبو وحدك لا تقدر حتى على البكاء، وعندما تقدر تذرف الدمع الغزير، ليس لأن البدن يوجع، ولكنك تبكي على تلك المزق الآدمية التي تعرف أنها أنت، تبكي على حالك وعلى هجر حبيب في الزرقاء العالية تركك وحدك تصطلي بنار لم يعد الله بها قومه الصالحين. وحدك في سجنك المظلم تحاصرك الوحشة ولا ضوء سوى ذؤابة شمعة ذابلة يرتعش معها على الجدار طيف المحقق الذي يلازمك وإن غاب، خيال يعظم خطه الصاعد مائلاً على الجدار، يحدد ظل وطواط هائل ينشر سواده الملتصق بحجر الجدار. وحدك في سجنك لا يشاركك فيها سوى جرذان لأنها حياة تذكرك بالحياة، وبعد شهور ينقلونك إلى حيث يتبدد شيء من وحشة روحك. يصير لك رفاق يسكنون معك في قبو أيامك ولياليك. تأتلف القلوب المحزونة، طاقة ضوء في عتمة الجدار. ❝