❞ كان بطل الفيلم يمسك بشاب أجنبي ويوشك على
ضربه لأنه عاكس حبيبته، لولا أن قال له الشاب بالإنجليزية:
- آي آم جاي..! يعني (أنا شاذ)
هنا ارتفع في ظلام السينما صوت ابنتي البريء يقول:
- بابا.. ما معنى آي أم جاي؟
ساد الصمت السينما كلها وحبس كل الناس أنفاسهم
انتظاراً لما سأقول. طبعاً فعلت الشيء الوحيد الممكن
-لم أسمع ما قال.
عاد صوتها الرقيق يسأل بصوت عال:
- قال له آي آم جاي فتركه.. ما هو السبب؟
قلت في حكمة:
- لا أعرف.. ربما لو سمعت لفهمت.
من جديد عادت أحداث الفيلم تتكرر وعادت أنفاسي تدخل وتخرج
في صدري، إلى أن تكرر على الشاشة نفس الموقف
حرفيا.. ومن جديد دوى صوت صديقة ابنتي:
- عمو.. ما معنى آي آم جاي؟
-هه؟
- لقد قالوها ثانية..
فكرت لربع ثانية، ثم قلت على الفور:
- معناها أنه مصاب بصداع.. نعم.. البطل لم يضربه لأنه مصاب بصداع.
هنا قال واحد جالس خلفي في السينما بلهجة معلم الأجيال
الذي لا يطيق أن يسمع أحدا يهذي بما لا يعلم:
- لا مؤاخذة يا أستاذ.. جاي ليس معناها أنه مصاب بصداع.. بل معناها..
استدرت له موشكا على لكم فمه، وقلت بغلظة:
-بل هي كذلك. ولتعن بشئونك الخاصة من فضلك.
هنا قالت ابنتي بصوتها الرفيع العالي:
- ما معناها إذن؟ هذا الرجل الجالس خلفنا يقول أنها لا تعني الصداع.
- سوف أشرح لك فيما بعد.. تابعي الفيلم.. تابعن الفيلم يا بنات وإلا
هشمت رءوسكن.. لن تتأثر حبكة الفيلم أو يفسد لو عرفتن معنى كل كلمة.
- ولكن..
- ش ش ش ش!.. لو سمعت كلمة أخرى لغادرت السينما..
هكذا ظللن يشاهدن الفيلم في تعاسة شاعرات أن الكلمة التي لم يفهمنها
هي ذروة الفيلم وحلاوته وأجمل ما قيل فيه. أما أنا فتمنيت لو أحضرت الأخ كاتب السيناريو
من عنقه لأسدد له بعض اللكمات.. ألم تقل يا أخ إن الفيلم كوميدي ومناسب
للأطفال؟.. إذن لماذا تحشر فيه هذه الألفاظ؟ سوف أحطم رأسه حتى لو قال لي آي آم جاي ألف مرة..
انتهي الفيلم فخرجنا.. كان رأسي ينبض كالطبل وأصاب ضوء الشارع شبكيتي
بشلل تام، تحسست رأسي وقلت لابنتي:
- صداع عنيف فعلا.
هنا رأيتها تفكر قليلا.. تستعمل الضمائر كما تعلمتها في المدرسة
وتحاول تكوين جملة جديدة. ثم صاحت في مرح بصوت سمعه كل الخارجين من السينما:
- بابا.. أنت عندك صداع.. إذن.. يو آر جاي!. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ كان بطل الفيلم يمسك بشاب أجنبي ويوشك على
ضربه لأنه عاكس حبيبته، لولا أن قال له الشاب بالإنجليزية:
- آي آم جاي.! يعني (أنا شاذ)
هنا ارتفع في ظلام السينما صوت ابنتي البريء يقول:
- بابا. ما معنى آي أم جاي؟
ساد الصمت السينما كلها وحبس كل الناس أنفاسهم
انتظاراً لما سأقول. طبعاً فعلت الشيء الوحيد الممكن
- لم أسمع ما قال.
عاد صوتها الرقيق يسأل بصوت عال:
- قال له آي آم جاي فتركه. ما هو السبب؟
قلت في حكمة:
- لا أعرف. ربما لو سمعت لفهمت.
من جديد عادت أحداث الفيلم تتكرر وعادت أنفاسي تدخل وتخرج
في صدري، إلى أن تكرر على الشاشة نفس الموقف
حرفيا. ومن جديد دوى صوت صديقة ابنتي:
- عمو. ما معنى آي آم جاي؟
- هه؟
- لقد قالوها ثانية.
فكرت لربع ثانية، ثم قلت على الفور:
- معناها أنه مصاب بصداع. نعم. البطل لم يضربه لأنه مصاب بصداع.
هنا قال واحد جالس خلفي في السينما بلهجة معلم الأجيال
الذي لا يطيق أن يسمع أحدا يهذي بما لا يعلم:
- لا مؤاخذة يا أستاذ. جاي ليس معناها أنه مصاب بصداع. بل معناها.
استدرت له موشكا على لكم فمه، وقلت بغلظة:
- بل هي كذلك. ولتعن بشئونك الخاصة من فضلك.
هنا قالت ابنتي بصوتها الرفيع العالي:
- ما معناها إذن؟ هذا الرجل الجالس خلفنا يقول أنها لا تعني الصداع.
- سوف أشرح لك فيما بعد. تابعي الفيلم. تابعن الفيلم يا بنات وإلا
هشمت رءوسكن. لن تتأثر حبكة الفيلم أو يفسد لو عرفتن معنى كل كلمة.
- ولكن.
- ش ش ش ش!. لو سمعت كلمة أخرى لغادرت السينما.
هكذا ظللن يشاهدن الفيلم في تعاسة شاعرات أن الكلمة التي لم يفهمنها
هي ذروة الفيلم وحلاوته وأجمل ما قيل فيه. أما أنا فتمنيت لو أحضرت الأخ كاتب السيناريو
من عنقه لأسدد له بعض اللكمات. ألم تقل يا أخ إن الفيلم كوميدي ومناسب
للأطفال؟. إذن لماذا تحشر فيه هذه الألفاظ؟ سوف أحطم رأسه حتى لو قال لي آي آم جاي ألف مرة.
انتهي الفيلم فخرجنا. كان رأسي ينبض كالطبل وأصاب ضوء الشارع شبكيتي
بشلل تام، تحسست رأسي وقلت لابنتي:
- صداع عنيف فعلا.
هنا رأيتها تفكر قليلا. تستعمل الضمائر كما تعلمتها في المدرسة
وتحاول تكوين جملة جديدة. ثم صاحت في مرح بصوت سمعه كل الخارجين من السينما: