❞ إن نبى الإسلام لما قال للسائل عن البر: ` استفت قلبك ` ٬
لم يقدم هذا الجواب هدية لمجرم يستبيح الدماء ويغتال الحقوق. وما أكثر الذين تتسع ضمائرهم للكبائر.!!
إنه ساق هذا الجواب النبيل لرجل يتحرج من الإلمام بصغيرة ٬ رجل سليم الفطرة شفاف الجوهر عاشق للخير ٬ أراد النبى الكريم أن يريحه من عناء التساؤل والاستفتاء ٬ فرده إلى فؤاده يستلهمه الرشد كلما تشابهت أمامه الأمور ٬ ويستريح إلى إجابته وإن أكثر عليه
المفتون
هذا الرجل وأمثاله من أصحاب القلوب الكبيرة هم موازين العالم ٬ ومناراته الهادية. ❝ ⏤محمد الغزالى السقا
❞ إن نبى الإسلام لما قال للسائل عن البر: ` استفت قلبك ` ٬
لم يقدم هذا الجواب هدية لمجرم يستبيح الدماء ويغتال الحقوق. وما أكثر الذين تتسع ضمائرهم للكبائر.!!
إنه ساق هذا الجواب النبيل لرجل يتحرج من الإلمام بصغيرة ٬ رجل سليم الفطرة شفاف الجوهر عاشق للخير ٬ أراد النبى الكريم أن يريحه من عناء التساؤل والاستفتاء ٬ فرده إلى فؤاده يستلهمه الرشد كلما تشابهت أمامه الأمور ٬ ويستريح إلى إجابته وإن أكثر عليه
المفتون
هذا الرجل وأمثاله من أصحاب القلوب الكبيرة هم موازين العالم ٬ ومناراته الهادية. ❝
❞ ● books-library.com :
❞ اذا تأملت اخي الحبيب في أحداث هذا الزمن الغريب الذي نعيش فيه لرأيت بعين بصيرتك ، أن هذا الزمان زمان غربة كما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم .. فالغريب دائما متخبط مشوش خائف ليس له قاعدة ثابته يرتكز عليها ... تائه في تيهات الايام والسنين يدور كالرحايا بين اوراق الأعوام حتى صارت الايام مملة كئيبة... سريعة بلا سرعة .. حزينة بلا دمعة .. وحيدة بلا فقدان .. وهذا مخطط له منذ سنوات .. مايحصل اليوم في منصات التواصل الاجتماعي من شتات للعقول وتشكيك في العلوم والقامات وتحقير أهل العلم وتعظيم أهل التفاهة .. فيأتي على أمور تتعلق بصحة المرء ويخاطب المهتمين بها بطريقة تشوشهم وتتركهم للاختيار والترجيح بعد أن زرع في قلبه الشتات فيقول له : الشاي مضر ، الشاي مفيد .. الجري مفيد ، الجري سيء للمفاصل .. المشروبات الغازية ضارة، المشروبات الغازية جيدة
ويخاطب المهتمين بالاستثمار ويقول له : الأسهم أفضل من العقار .. بل العقار أفضل .
ويخاطب الطلبة ويقول الشهادات أهم من المهارات، بل المهارات أهم .
لذلك حذر النبي من هذا الزمن .. ووضع لنا قواعد نحتكم إليها عند ظهور مثل هذه المسائل
فتارة يقول للسائل الحائر بين اراء الناس .. استفت قلبك ولو افتوك .. ويقول للآخر ماضاع من استشار .. وكان يتخير الامناء من أصحابه ويستشيرهم ويسترشد بهم مع استغناءه عنهم ... ويغضب عندما يرى بعض من أصحابه يقرأ في صحف من توراة موسى ويقول لهم اتتهوكون بها .. فوالله لقد جئتكم بها بيضاء نقية .. فلو أن موسى بن عمران معكم .. ماوسعه إلا أن يتبعني .. يضع لهم طريق واحد هو طريق الفطرة .. يحدد لهم مسار واحد لا يحيدون عنه ... وعندما فقه الغرب ديننا .. تعمدوا أن يزرعوا في عقولنا وقلوبنا التشويش والشتات من خلال ترويج المتضاربات .. وسخروا من يقوم بتنفيذ مناهجهم منا نحن .. فعمدوا إلى استخراج متضاربات العلم ويضربون بعضها ببعض فيهدم لك مرجعيتك .. فتصير لقمة سائغة لهم .. يتلاعبون بنا كما يشاؤون .. فتهتز ثقتنا بمنهجنا الاسلامي .. فيبني جيلا هشا ويبسط أرضا جرداء .. لازرع فيها ولا ماء. ❝ ⏤دكتور عمرو محمد السيد عبد الرحمن. ❝ ⏤دكتور عمرو محمد السيد عبد الرحمن
❞ ● books-library.com :
❞ اذا تأملت اخي الحبيب في أحداث هذا الزمن الغريب الذي نعيش فيه لرأيت بعين بصيرتك ، أن هذا الزمان زمان غربة كما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم . فالغريب دائما متخبط مشوش خائف ليس له قاعدة ثابته يرتكز عليها .. تائه في تيهات الايام والسنين يدور كالرحايا بين اوراق الأعوام حتى صارت الايام مملة كئيبة.. سريعة بلا سرعة . حزينة بلا دمعة . وحيدة بلا فقدان . وهذا مخطط له منذ سنوات . مايحصل اليوم في منصات التواصل الاجتماعي من شتات للعقول وتشكيك في العلوم والقامات وتحقير أهل العلم وتعظيم أهل التفاهة . فيأتي على أمور تتعلق بصحة المرء ويخاطب المهتمين بها بطريقة تشوشهم وتتركهم للاختيار والترجيح بعد أن زرع في قلبه الشتات فيقول له : الشاي مضر ، الشاي مفيد . الجري مفيد ، الجري سيء للمفاصل . المشروبات الغازية ضارة، المشروبات الغازية جيدة
ويخاطب المهتمين بالاستثمار ويقول له : الأسهم أفضل من العقار . بل العقار أفضل .
ويخاطب الطلبة ويقول الشهادات أهم من المهارات، بل المهارات أهم .
لذلك حذر النبي من هذا الزمن . ووضع لنا قواعد نحتكم إليها عند ظهور مثل هذه المسائل
فتارة يقول للسائل الحائر بين اراء الناس . استفت قلبك ولو افتوك . ويقول للآخر ماضاع من استشار . وكان يتخير الامناء من أصحابه ويستشيرهم ويسترشد بهم مع استغناءه عنهم .. ويغضب عندما يرى بعض من أصحابه يقرأ في صحف من توراة موسى ويقول لهم اتتهوكون بها . فوالله لقد جئتكم بها بيضاء نقية . فلو أن موسى بن عمران معكم . ماوسعه إلا أن يتبعني . يضع لهم طريق واحد هو طريق الفطرة . يحدد لهم مسار واحد لا يحيدون عنه .. وعندما فقه الغرب ديننا . تعمدوا أن يزرعوا في عقولنا وقلوبنا التشويش والشتات من خلال ترويج المتضاربات . وسخروا من يقوم بتنفيذ مناهجهم منا نحن . فعمدوا إلى استخراج متضاربات العلم ويضربون بعضها ببعض فيهدم لك مرجعيتك . فتصير لقمة سائغة لهم . يتلاعبون بنا كما يشاؤون . فتهتز ثقتنا بمنهجنا الاسلامي . فيبني جيلا هشا ويبسط أرضا جرداء . لازرع فيها ولا ماء. ❝ ⏤دكتور عمرو محمد السيد عبد الرحمن. ❝
❞ حوار مع صديقي الملحد
صديقي رجل يحب الجدل ويهوى الكلام.. وهو يعتقد أننا – نحن المؤمنين السذج – نقتات بالأوهام ونضحك على أنفسنا بالجنة والحور العين وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها .. وصديقي بهذه المناسبة تخرج في فرنسا وحصل على دكتوراه .. وعاش مع الهيبز وأصبح ينكر كل شيء.
قال لي ساخراً: أنتم تقولون : إن الله موجود .. وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعاً.. ولكل خلق خالقاً .. ولكل وجود موجدا .. النسيج يدل على النسّاج .. والرسم يدل على الرسّام .. والنقش يدل على النقّاش .. والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه ..
صدّقنا وآمنّا بهذا الخالق .. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل .. ومن خلق الخالق .. من خلق الله الذي تحدثوننا عنه .. ألا تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا .. وتبعاً لنفس قانون السببية .. ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم ؟
ونحن نقول له : سؤالك فاسد .. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلّم بأن الله خالق ثم تقول مَن خلقه ؟! فتجعل منه خالقاً ومخلوقا ًفي نفس الجملة وهذا تناقض..
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان .
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان .. ولا بقوانين الزمان والمكان .
والله هو الذي خلق قانون السببية .. فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه .
وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس التي تتحرك بزمبلك .. وتتصور أن الإنسان الذي صنعها لا بد هو الآخر يتحرك بزمبلك .. فإذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه .. قالت : مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه .. إني أرى في عالمي كل شيء يتحرك بزمبلك .
وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد .. لمجرد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجد .
وأنت كمن يظن أن الله محتاج إلى براشوت لينزل على البشر ومحتاج إلى أتوبيس سريع ليصل إلى أنبيائه.. سبحانه وتعالى عن هذه الأوصاف علوّاً كبيراً ..
"وعمانويل كانت" الفيلسوف الألماني في كتابه "نقد العقل الخالص" أدرك أن العقل لا يستطيع أن يحيط بكنه الأشياء وأنه مُهيّأ بطبيعته لإدراك الجزئيات والظواهر فقط .. في حين أنه عاجز عن إدراك الماهيات المجردة مثل الوجود الإلهي .. وإنما عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل .. شوقنا إلى العدل كان دليلنا على وجود العادل .. كما أن ظمأنا إلى الماء هو دليلنا على وجود الماء ..
أما أرسطو فقد استطرد في تسلسل الأسباب قائلاً : إن الكرسي من الخشب والخشب من الشجرة .. والشجرة من البذرة .. والبذرة من الزارع .. واضطر إلى القول بأن هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللانهائي لابد أن ينتهي بنا في البدء الأول إلى سبب في غير حاجة إلى سبب .. سبب أول أو محرك أول في غير حاجة إلى من يحركه .. خالق في غير حاجة إلى خالق .. وهو نفس ما نقوله عن الله .
أما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال "سؤال مَنْ خلق الخالق".. بأنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد.. فالله هو الذي يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهاناً على الله.. تماماً كما نقول إن النور يبرهن على النهار .. ونعكس الآية لو قلنا إن النهار يبرهن على النور ..
يقول الله في حديث قدسي: ( أنا يُستدل بي .. أنا لا يُستدل عليّ ) ..
فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل .. لأنه الله الحق الواضح بذاته .. وهو الحجة على كل شيء .. الله ظاهر في النظام والدقة والجمال والإحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشة الطاووس .. في جناح الفراش .. في عطر الورد .. في صدح البلبل .. في ترابط النجوم والكواكب.. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون ..
لو قلنا إن كل هذا جاء مصادفة .. لكنا كمن يتصور أن إلقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تجمعها تلقائياً على شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.
والقرآن يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة وبليغة فيقول بوضوح قاطع ودون تفلسف:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد} سورة الإخلاص:1
ويسألنا صاحبنا ساخراً : ولماذا تقولون إن الله واحد ..؟ لماذا لا يكون الآلهة متعددين ..؟ يتوزعون بينهم الاختصاصات ؟
وسوف نرد عليه بالمنطق الذي يعترف به .. بالعلم وليس بالقرآن ..
سوف نقول له إن الخالق واحد ، لأن الكون كله مبني من خامة واحدة وبخطة واحدة .. فمن الأيدروجين تألفت العناصر الاثنان والتسعون التي في جدول "مندليف" بنفس الطريقة .. "بالادماج" وإطلاق الطاقة الذرية التي تتأجج بها النجوم وتشتعل الشموس في فضاء الكون .
كما أن الحياة كلها بنيت من مركبات الكربون "جميع صنوف الحياة تتفحم بالاحتراق" وعلى مقتضى خطة تشريحية واحدة .. تشريح الضفدعة ، والأرنب ، والحمامة ، والتمساح ، والزرافة ، والحوت ، يكشف عن خطة تشريحية واحدة ، نفس الشرايين والأوردة وغرفات القلب ، ونفس العظام ، كل عظمة لها نظيرتها .. الجناح في الحمامة هو الذراع في الضفدعة .. نفس العظام مع تحور طفيف ..والعنق في الزرافة على طوله نجد فيه نفس الفقرات السبع التي تجدها في عنق القنفذ .. والجهاز العصبي هو هو في الجميع ، يتألف من مخ وحبل شوكي وأعصاب حس وأعصاب حركة .. والجهاز الهضمي من معدة واثني عشر ، وأمعاء دقيقة وأمعاء غليظة والجهاز التناسلي نفس المبيض والرحم والخصية وقنواتها .. والجهاز البولي الكلية والحالب ، وحويصلة البول .. ثم الوحدة التشريحية في الجميع هي الخلية .. وهي في النبات كما في الحيوان كما في الإنسان، بنفس المواصفات، تتنفس وتتكاثر وتموت وتولد بنفس الطريقة ..
فأية غرابة بعد هذا أن نقول إن الخالق واحد ؟ .. ألا تدل على ذلك وحدة الأساليب .ولماذا يتعدد الكامل ..؟ وهل به نقص ليحتاج إلى من يكمله ؟ .. إنما يتعدد الناقصون .ولو تعدد الآلهة لاختلفوا ، ولذهب كل إله بما خلق ، ولفسدت السماوات والأرض , والله له الكبرياء والجبروت وهذه صفات لا تحتمل الشركة ..
ويسخر صاحبنا من معنى الربوبية كما نفهمه .. ويقول أليس عجيباً ذلك الرب الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، فيأخذ بناصية الدابة ، ويوحي إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، وما تخرج من ثمرات من أكمامها إلاّ أحصاها عدداً ، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه .. وإذا عثرت قدم في حفرة فهو الذي أعثرها.. وإذا سقطت ذبابة في طعام فهو الذي أسقطها .. وإذا تعطلت الحرارة في تليفون فهو الذي عطلها .. وإذا امتنع المطر فهو الذي منعه ، وإذا هطل فهو الذي أهطله .. ألا تشغلون إلهكم بالكثير التافه من الأمور بهذا الفهم ..
ولا أفهم أيكون الرب في نظر السائل أجدر بالربوبية لو أنه أعفى نفسه من هذه المسؤوليات وأخذ إجازة وأدار ظهره للكون الذي خلقه وتركه يأكل بعضه بعضاً !هل الرب الجدير في نظره هو رب عاطل مغمى عليه لا يسمع ولا يرى ولا يستجيب ولا يعتني بمخلوقاته ؟ .. ثم من أين للسائل بالعلم بأن موضوعاً ما تافه لا يستحق تدخل الإله، وموضوعاً آخر مهماً وخطير الشأن ؟
إن الذبابة التي تبدو تافهة في نظر السائل لا يهم في نظره أن تسقط في الطعام أو لا تسقط، هذه الذبابة يمكن أن تغيّر التاريخ بسقوطها التافه ذلك .. فإنها يمكن أن تنقل الكوليرا إلى جيش وتكسب معركة لطرف آخر، تتغير بعدها موازين التاريخ كله.
ألم تقتل الإسكندر الأكبر بعوضة ؟
إن أتفه المقدمات ممكن أن تؤدي إلى أخطر النتائج .. وأخطر المقدمات ممكن أن تنتهي إلى لا شيء .. وعالم الغيب وحده هو الذي يعلم قيمة كل شيء .
وهل تصور السائل نفسه وصيّاً على الله يحدد له اختصاصاته .. تقدّس وتنزّه ربنا عن هذا التصور الساذج .
إنما الإله الجدير بالألوهية هنا هو الإله الذي أحاط بكل شيء علماً .. لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . الإله السميع المجيب ، المعتني بمخلوقاته.
من كتــاب/ حوار مع صديقي الملحد
للدكتور/ مصطفى محمود رحمه الله. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حوار مع صديقي الملحد
صديقي رجل يحب الجدل ويهوى الكلام. وهو يعتقد أننا – نحن المؤمنين السذج – نقتات بالأوهام ونضحك على أنفسنا بالجنة والحور العين وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها . وصديقي بهذه المناسبة تخرج في فرنسا وحصل على دكتوراه . وعاش مع الهيبز وأصبح ينكر كل شيء.
قال لي ساخراً: أنتم تقولون : إن الله موجود . وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعاً. ولكل خلق خالقاً . ولكل وجود موجدا . النسيج يدل على النسّاج . والرسم يدل على الرسّام . والنقش يدل على النقّاش . والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه .
صدّقنا وآمنّا بهذا الخالق . ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل . ومن خلق الخالق . من خلق الله الذي تحدثوننا عنه . ألا تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا . وتبعاً لنفس قانون السببية . ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم ؟
ونحن نقول له : سؤالك فاسد . ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلّم بأن الله خالق ثم تقول مَن خلقه ؟! فتجعل منه خالقاً ومخلوقا ًفي نفس الجملة وهذا تناقض.
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته . فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان .
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان . ولا بقوانين الزمان والمكان .
والله هو الذي خلق قانون السببية . فلا يجوز أن نتصوره خاضعاً لقانون السببية الذي خلقه .
وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس التي تتحرك بزمبلك . وتتصور أن الإنسان الذي صنعها لا بد هو الآخر يتحرك بزمبلك . فإذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه . قالت : مستحيل أن يتحرك شيء من تلقاء نفسه . إني أرى في عالمي كل شيء يتحرك بزمبلك .
وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد . لمجرد أنك ترى كل شيء حولك في حاجة إلى موجد .
وأنت كمن يظن أن الله محتاج إلى براشوت لينزل على البشر ومحتاج إلى أتوبيس سريع ليصل إلى أنبيائه. سبحانه وتعالى عن هذه الأوصاف علوّاً كبيراً .
"وعمانويل كانت" الفيلسوف الألماني في كتابه "نقد العقل الخالص" أدرك أن العقل لا يستطيع أن يحيط بكنه الأشياء وأنه مُهيّأ بطبيعته لإدراك الجزئيات والظواهر فقط . في حين أنه عاجز عن إدراك الماهيات المجردة مثل الوجود الإلهي . وإنما عرفنا الله بالضمير وليس بالعقل . شوقنا إلى العدل كان دليلنا على وجود العادل . كما أن ظمأنا إلى الماء هو دليلنا على وجود الماء .
أما أرسطو فقد استطرد في تسلسل الأسباب قائلاً : إن الكرسي من الخشب والخشب من الشجرة . والشجرة من البذرة . والبذرة من الزارع . واضطر إلى القول بأن هذا الاستطراد المتسلسل في الزمن اللانهائي لابد أن ينتهي بنا في البدء الأول إلى سبب في غير حاجة إلى سبب . سبب أول أو محرك أول في غير حاجة إلى من يحركه . خالق في غير حاجة إلى خالق . وهو نفس ما نقوله عن الله .
أما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال "سؤال مَنْ خلق الخالق". بأنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد. فالله هو الذي يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهاناً على الله. تماماً كما نقول إن النور يبرهن على النهار . ونعكس الآية لو قلنا إن النهار يبرهن على النور .
يقول الله في حديث قدسي: ( أنا يُستدل بي . أنا لا يُستدل عليّ ) .
فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل . لأنه الله الحق الواضح بذاته . وهو الحجة على كل شيء . الله ظاهر في النظام والدقة والجمال والإحكام . في ورقة الشجر . في ريشة الطاووس . في جناح الفراش . في عطر الورد . في صدح البلبل . في ترابط النجوم والكواكب. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون .
لو قلنا إن كل هذا جاء مصادفة . لكنا كمن يتصور أن إلقاء حروف مطبعة في الهواء يمكن أن يؤدي إلى تجمعها تلقائياً على شكل قصيدة شعر لشكسبير بدون شاعر وبدون مؤلف.
والقرآن يغنينا عن هذه المجادلات بكلمات قليلة وبليغة فيقول بوضوح قاطع ودون تفلسف:﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد﴾ سورة الإخلاص:1
ويسألنا صاحبنا ساخراً : ولماذا تقولون إن الله واحد .؟ لماذا لا يكون الآلهة متعددين .؟ يتوزعون بينهم الاختصاصات ؟
وسوف نرد عليه بالمنطق الذي يعترف به . بالعلم وليس بالقرآن .
سوف نقول له إن الخالق واحد ، لأن الكون كله مبني من خامة واحدة وبخطة واحدة . فمن الأيدروجين تألفت العناصر الاثنان والتسعون التي في جدول "مندليف" بنفس الطريقة . "بالادماج" وإطلاق الطاقة الذرية التي تتأجج بها النجوم وتشتعل الشموس في فضاء الكون .
كما أن الحياة كلها بنيت من مركبات الكربون "جميع صنوف الحياة تتفحم بالاحتراق" وعلى مقتضى خطة تشريحية واحدة . تشريح الضفدعة ، والأرنب ، والحمامة ، والتمساح ، والزرافة ، والحوت ، يكشف عن خطة تشريحية واحدة ، نفس الشرايين والأوردة وغرفات القلب ، ونفس العظام ، كل عظمة لها نظيرتها . الجناح في الحمامة هو الذراع في الضفدعة . نفس العظام مع تحور طفيف .والعنق في الزرافة على طوله نجد فيه نفس الفقرات السبع التي تجدها في عنق القنفذ . والجهاز العصبي هو هو في الجميع ، يتألف من مخ وحبل شوكي وأعصاب حس وأعصاب حركة . والجهاز الهضمي من معدة واثني عشر ، وأمعاء دقيقة وأمعاء غليظة والجهاز التناسلي نفس المبيض والرحم والخصية وقنواتها . والجهاز البولي الكلية والحالب ، وحويصلة البول . ثم الوحدة التشريحية في الجميع هي الخلية . وهي في النبات كما في الحيوان كما في الإنسان، بنفس المواصفات، تتنفس وتتكاثر وتموت وتولد بنفس الطريقة .
فأية غرابة بعد هذا أن نقول إن الخالق واحد ؟ . ألا تدل على ذلك وحدة الأساليب .ولماذا يتعدد الكامل .؟ وهل به نقص ليحتاج إلى من يكمله ؟ . إنما يتعدد الناقصون .ولو تعدد الآلهة لاختلفوا ، ولذهب كل إله بما خلق ، ولفسدت السماوات والأرض , والله له الكبرياء والجبروت وهذه صفات لا تحتمل الشركة .
ويسخر صاحبنا من معنى الربوبية كما نفهمه . ويقول أليس عجيباً ذلك الرب الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، فيأخذ بناصية الدابة ، ويوحي إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، وما تخرج من ثمرات من أكمامها إلاّ أحصاها عدداً ، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه . وإذا عثرت قدم في حفرة فهو الذي أعثرها. وإذا سقطت ذبابة في طعام فهو الذي أسقطها . وإذا تعطلت الحرارة في تليفون فهو الذي عطلها . وإذا امتنع المطر فهو الذي منعه ، وإذا هطل فهو الذي أهطله . ألا تشغلون إلهكم بالكثير التافه من الأمور بهذا الفهم .
ولا أفهم أيكون الرب في نظر السائل أجدر بالربوبية لو أنه أعفى نفسه من هذه المسؤوليات وأخذ إجازة وأدار ظهره للكون الذي خلقه وتركه يأكل بعضه بعضاً !هل الرب الجدير في نظره هو رب عاطل مغمى عليه لا يسمع ولا يرى ولا يستجيب ولا يعتني بمخلوقاته ؟ . ثم من أين للسائل بالعلم بأن موضوعاً ما تافه لا يستحق تدخل الإله، وموضوعاً آخر مهماً وخطير الشأن ؟
إن الذبابة التي تبدو تافهة في نظر السائل لا يهم في نظره أن تسقط في الطعام أو لا تسقط، هذه الذبابة يمكن أن تغيّر التاريخ بسقوطها التافه ذلك . فإنها يمكن أن تنقل الكوليرا إلى جيش وتكسب معركة لطرف آخر، تتغير بعدها موازين التاريخ كله.
ألم تقتل الإسكندر الأكبر بعوضة ؟
إن أتفه المقدمات ممكن أن تؤدي إلى أخطر النتائج . وأخطر المقدمات ممكن أن تنتهي إلى لا شيء . وعالم الغيب وحده هو الذي يعلم قيمة كل شيء .
وهل تصور السائل نفسه وصيّاً على الله يحدد له اختصاصاته . تقدّس وتنزّه ربنا عن هذا التصور الساذج .
إنما الإله الجدير بالألوهية هنا هو الإله الذي أحاط بكل شيء علماً . لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . الإله السميع المجيب ، المعتني بمخلوقاته.
من كتــاب/ حوار مع صديقي الملحد
للدكتور/ مصطفى محمود رحمه الله. ❝
❞ ← الزكاة : تعريفها , حكمها , شروطها , وقتها , مصارفها , وعقوبة مانعها .
الزكاة لغة هي : البركة والطهارة والنماء والصلاح. وسميت الزكاة لأنها تزيد في المال الذي أخرجت منه, وتقيه الآفات, كما قال ابن تيمية: نفس المتصدق تزكو, وماله يزكو, يَطْهُر ويزيد في المعنى.
والزكاة شرعا هي : حصة مقدرة من المال فرضها الله عز وجل للمستحقين الذين سماهم في كتابه الكريم, أو هي مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة, ويطلق لفظ الزكاة على نفس الحصة المخرجة من المال المزكى. والزكاة الشرعية قد تسمى في لغة القرآن والسنة صدقة كما قال تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم) (التوبة 103) وفي الحديث الصحيح قال صلى اللّه عليه وسلم لمعاذ حين أرسله إلى اليمن: (أعْلِمْهُم أن اللّه افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم.) أخرجه الجماعة.
حكم الزكاة : هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة, وعمود من أعمدة الدين التي لا يقوم إلا بها, يُقاتَلُ مانعها, ويكفر جاحدها, فرضت في العام الثاني من الهجرة, ولقد وردت في كتاب الله عز وجل في مواطن مختلفة منها قوله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين) (البقرة 43) وقوله تعالى: (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) (المعارج 24/25).. ❝ ⏤لا حول ولا قوة الا بالله
❞ ← الزكاة : تعريفها , حكمها , شروطها , وقتها , مصارفها , وعقوبة مانعها .
الزكاة لغة هي˝ : البركة والطهارة والنماء والصلاح˝.˝ وسميت الزكاة لأنها تزيد في المال الذي أخرجت منه˝, ˝ وتقيه الآفات˝, ˝ كما قال ابن تيمية˝:˝ نفس المتصدق تزكو˝, ˝ وماله يزكو˝, ˝ يَطْهُر ويزيد في المعنى˝.˝
والزكاة شرعا هي˝˝ : حصة مقدرة من المال فرضها الله عز وجل للمستحقين الذين سماهم في كتابه الكريم˝, ˝ أو هي مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة˝, ˝ ويطلق لفظ الزكاة على نفس الحصة المخرجة من المال المزكى˝.˝ والزكاة الشرعية قد تسمى في لغة القرآن والسنة صدقة كما قال تعالى˝:˝ ˝(˝خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم˝)˝ ˝(˝التوبة ˝103˝˝)˝ وفي الحديث الصحيح قال صلى اللّه عليه وسلم لمعاذ حين أرسله إلى اليمن˝:˝ ˝(˝أعْلِمْهُم أن اللّه افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم˝.˝˝)˝ أخرجه الجماعة˝.˝
حكم الزكاة˝ : هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة˝,˝ وعمود من أعمدة الدين التي لا يقوم إلا بها˝, ˝ يُقاتَلُ مانعها˝, ˝ ويكفر جاحدها˝, ˝ فرضت في العام الثاني من الهجرة˝, ˝ ولقد وردت في كتاب الله عز وجل في مواطن مختلفة منها قوله تعالى˝:˝ ˝(˝وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين˝)˝ ˝(˝البقرة ˝43)˝ وقوله تعالى˝:˝ ˝(˝والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم˝)˝ ˝˝(˝المعارج ˝24˝˝˝/˝˝25). ❝