█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ * قوله تعالى: {وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ}، يتعارض مع قوله تعالى {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}.
والجواب: كل من عند الله تقديرًا، وما أصابك من سيئة فمن نفسك اكتسابًا، يقول الطاهر ابن عاشور: «ولما أمر الله رسوله أن يجيبهم قال: {قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ}؛ مشاكلة لقولهم، وإعرابًا عن التقدير الأزلي عند الله، وأما قوله:{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ}فلم يؤت فيه بكلمة: «عند»،إيماء إلى أن ابتداء مجيء الحسنة من الله، ومجيء السيئة من نفس المخاطب ابتداء المتسبب لسبب الفعل، وليس ابتداء المؤثر في الأثر . ❝
❞ الإلحاد هو مطلق الميل، ولذا يُـقال لمن ترك دينه ليعتنق آخر قد ألحدتَ! ، ويقال لمن أخطأ: ألحدت عن الصواب أي مِلتَ.
وقد أطلق حديثًا على من يُنكرون الخالق ويقولون بقدم العالم، وأنه موجود بنفسه من غير حاجة لموجد له.
وقد كان هذا النوع قديمًا يسمى أهله بــ"الدهريين" نسبة إلى الدهر والدنيا المحسوسة، لرفضهم الإيمان والتصديق بكل ما غاب عن حدود الحواس ودائرة المادة، وهذا النوع هو مطلوب بحثنا . ❝
❞ الله عز وجل جعل العقل طريق الارتقاء في مدارج العلا والتقوى، وبغير التعقل لم ينل الإنسان منزلته التي كرمه الله من أجلها، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم هذه المنزلة؛ كما روى الحاكم في "المستدرك"، من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله كريم يحب الكرم، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها" ؛ أي: دنيئها وخسيسها(7). فمعالي الأخلاق وحسن الأعمال والأفعال لا يأتي إلا بالعقل الراشد . ❝