█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وأقول : إن تعاليم الرسالات السماوية ليست عقيدة فقط ؛ بل سُبل وغايات أيضاً ، ولكن البعض لا يعرف ما هو الفرق بين كل من العقيدة والسبيل والغاية .
فالعبادات أو الشعائر الدينية ليست غاية للإنسان على الأرض ، ولكنها من بين سُبل الله للإنسان لوصوله لمرتبه التقوى ، مصداقاً لقوله تعالى : ˝ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ˝ (البقرة 21 ) . ❝
❞ قد يعتقد البعض ممن لا يدركون الحقائق في هذا الكون أن الأكثرية المعتقدة بمبدأ معين علي حق وأن الأقلية على باطل. ولكن إذا تأملت آيات القرآن الكريم ستجد أنه لم يرد لفظ ˝ أكثر ˝ في القرآن إلا وكانت الأكثرية على باطل. والمدركون للحقائق في هذا الكون لا يغيرون عقائدهم من أجل أكثرية زائفة تؤمن بالباطل. فكم من مدرك للحقائق ظل مضطهدا من أجل حقيقة في هذا الكون !! ولم يؤمن به إلا القليل، وفي نهاية الأمر تبين الحق من الباطل . ❝
❞ لقد نفي الله عن نفسه صفة النسيان وذلك في قوله تعالى : ˝ ... وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ˝ ( مريم 64 ) ، وكذلك في قوله تعالى : ˝ .. لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ˝ ( طه 52 ) . والإنسان دائماً ما يتعرض للنسيان ، فيقول المثل ˝جل من لا يسهو˝ . ومصدر النسيان في القرآن واضح ، وهو عمل الشيطان وذلك في الآيات التالية :
• ˝ وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ˝ ( يوسف 42 ) .
• ˝ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ˝ ( الكهف 63 ) . ❝
❞ وهنا يجب أن نوضح أن لفظ عباد يشمل الموحد بالله و المشرك بالله ، فالموحد هو عبد لله ، و المشرك هو عبد لله . ويتضح ذلك أكثر في قوله تعالى ˝ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي ˝ فلو أن الإيمان بالله شرطاً من شروط العبودية لله ، لما طلب الله من عباده المشركين أن يؤمنوا به بعد أن استجاب لدعائهم . ❝
❞ لذا فقد فرض القتال في القرآن دفاعاً عن حرية العقيدة وعن الأوطان في قوله تعالى ˝ لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ˝ (الممتحنة 8)
كما فرض القتال دفاعاً عن النفس وعن المال وعن الأعراض، في قوله -صلى الله عليه وسلم- ˝ مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهو شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهو شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دينِه فهوَ شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دونَ دَمِه فهوَ شهيدٌ. ˝
كما فرض القتال دفاعاً عن المستضعفين من الرجال والنساء في الأرض في قوله تعالى: ˝ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ˝ (النساء 75) . ❝