❞ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)
قوله تعالى : وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين
قوله تعالى : وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء أي ومثل هذا الإنعام الذي أنعمنا عليه في تقريبه إلى قلب الملك ، وإنجائه من السجن مكنا له في الأرض ; أي أقدرناه على ما يريد . وقال إلكيا الطبري قوله تعالى : وكذلك مكنا ليوسف في الأرض دليل على إجازة الحيلة في التوصل إلى المباح ، وما فيه الغبطة والصلاح ، واستخراج الحقوق ، ومثله قوله تعالى : وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث وحديث أبي سعيد الخدري في عامل خيبر ، والذي أداه من التمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما قاله . قلت : وهذا مردود على ما يأتي . يقال : مكناه ومكنا له ، قال الله تعالى : مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم . قال الطبري : استخلف الملك الأكبر الوليد بن الريان يوسف على عمل إطفير وعزله ; قال مجاهد : وأسلم على يديه . قال ابن عباس : ملكه بعد سنة ونصف . وروى مقاتل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لو أن يوسف قال إني حفيظ عليم إن شاء الله لملك في وقته . ثم مات إطفير فزوجه الوليد بزوجة إطفير راعيل ، فدخل بها يوسف فوجدها عذراء ، وولدت له ولدين : إفراثيم ومنشا ، ابني يوسف ، ومن زعم أنها زليخاء قال : لم يتزوجها يوسف ، وأنها لما رأته في موكبه بكت ، ثم قالت : الحمد لله الذي جعل الملوك عبيدا بالمعصية ، والحمد لله الذي جعل العبيد بالطاعة ملوكا ، فضمها إليه ، فكانت من عياله حتى ماتت عنده ، ولم يتزوجها ; ذكره الماوردي ; وهو خلاف ما تقدم عن وهب ، وذكره الثعلبي ; فالله أعلم . ولما فوض الملك أمر مصر إلى يوسف تلطف بالناس ، وجعل يدعوهم إلى الإسلام حتى آمنوا به ، وأقام فيهم العدل ، فأحبه الرجال والنساء ، قال وهب والسدي وابن عباس وغيرهم : ثم دخلت السنون المخصبة ، فأمر يوسف بإصلاح المزارع ، وأمرهم أن يتوسعوا في الزراعة ، فلما أدركت الغلة أمر بها فجمعت ، ثم بنى لها الأهراء ، فجمعت فيها في تلك السنة غلة ضاقت عنها المخازن لكثرتها ، ثم جمع عليه غلة كل سنة كذلك ، حتى إذا انقضت السبع المخصبة وجاءت السنون المجدبة نزل جبريل وقال : يا أهل مصر جوعوا ; فإن الله سلط عليكم الجوع سبع سنين . وقال بعض أهل الحكمة : للجوع والقحط علامتان : إحداهما : أن النفس تحب الطعام أكثر من العادة ، ويسرع إليها الجوع خلاف ما كانت عليه قبل ذلك ، وتأخذ من الطعام فوق الكفاية . والثانية : أن يفقد الطعام فلا يوجد رأسا ويعز إلى الغاية ، فاجتمعت هاتان العلامتان في عهد يوسف ، فانتبه الرجال والنساء والصبيان ينادون الجوع الجوع !! ويأكلون ولا يشبعون ، وانتبه الملك ، ينادي الجوع الجوع !! قال : فدعا له يوسف فأبرأه الله من ذلك ، ثم أصبح فنادى يوسف في أرض مصر كلها ; معاشر الناس ! لا يزرع أحد زرعا فيضيع البذر ولا يطلع شيء . وجاءت تلك السنون بهول عظيم لا يوصف ; قال ابن عباس : لما كان ابتداء القحط بينا الملك في جوف الليل أصابه الجوع في نصف الليل ، فهتف الملك يا يوسف ! الجوع الجوع !! فقال يوسف : هذا أوان القحط ; فلما دخلت أول سنة من سني القحط هلك فيها كل شيء أعدوه في السنين المخصبة ، فجعل أهل مصر يبتاعون الطعام من يوسف ; فباعهم أول سنة بالنقود ، حتى لم يبق بمصر دينار ولا درهم إلا قبضه ; وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر ، حتى لم يبق في أيدي الناس منها شيء ; وباعهم في السنة الثالثة بالمواشي والدواب ، حتى احتوى عليها أجمع ، وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء ، حتى احتوى على الكل ; وباعهم في السنة الخامسة بالعقار والضياع ، حتى ملكها كلها ; وباعهم في السنة السادسة بأولادهم ونسائهم فاسترقهم جميعا وباعهم في السنة السابعة برقابهم ، حتى لم يبق في السنة السابعة بمصر حر ولا عبد إلا صار عبدا له ; فقال الناس : والله ما رأينا ملكا أجل ولا أعظم من هذا ; فقال يوسف لملك مصر : كيف رأيت صنع ربي فيما خولني ! والآن كل هذا لك ، فما ترى فيه ؟ فقال : فوضت إليك الأمر فافعل ما شئت ، وإنما نحن لك تبع ; وما أنا بالذي يستنكف عن عبادتك وطاعتك ، ولا أنا إلا من بعض مماليكك ، وخول من خولك ; فقال يوسف - عليه السلام - : إني لم أعتقهم من الجوع لأستعبدهم ، ولم أجرهم من البلاء لأكون عليهم بلاء ; وإني أشهد الله وأشهدك أني أعتقت أهل مصر عن آخرهم ، ورددت عليهم أموالهم وأملاكهم ، ورددت عليك ملكك بشرط أن تستن بسنتي . ويروى أن يوسف - عليه السلام - كان لا يشبع من طعام في تلك السنين ، فقيل له : أتجوع وبيدك خزائن الأرض ؟ فقال : إني أخاف إن شبعت أن أنسى الجائع ; وأمر يوسف طباخ الملك أن يجعل غذاءه نصف النهار ، حتى يذوق الملك طعم الجوع . فلا ينسى الجائعين ; فمن ثم جعل الملوك غذاءهم نصف النهار .
قوله تعالى : نصيب برحمتنا من نشاء أي بإحساننا ; والرحمة النعمة والإحسان .
ولا نضيع أجر المحسنين أي ثوابهم . وقال ابن عباس ووهب : يعني الصابرين ; لصبره في الجب ، وفي الرق ، وفي السجن ، وصبره عن محارم الله عما دعته إليه المرأة . وقال الماوردي : واختلف فيما أوتيه يوسف من هذه الحال على قولين : أحدهما : أنه ثواب من الله تعالى على ما ابتلاه . الثاني : أنه أنعم الله عليه بذلك تفضلا منه عليه ، وثوابه باق على حاله في الآخرة .. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)
قوله تعالى : وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين
قوله تعالى : وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء أي ومثل هذا الإنعام الذي أنعمنا عليه في تقريبه إلى قلب الملك ، وإنجائه من السجن مكنا له في الأرض ; أي أقدرناه على ما يريد . وقال إلكيا الطبري قوله تعالى : وكذلك مكنا ليوسف في الأرض دليل على إجازة الحيلة في التوصل إلى المباح ، وما فيه الغبطة والصلاح ، واستخراج الحقوق ، ومثله قوله تعالى : وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث وحديث أبي سعيد الخدري في عامل خيبر ، والذي أداه من التمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما قاله . قلت : وهذا مردود على ما يأتي . يقال : مكناه ومكنا له ، قال الله تعالى : مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم . قال الطبري : استخلف الملك الأكبر الوليد بن الريان يوسف على عمل إطفير وعزله ; قال مجاهد : وأسلم على يديه . قال ابن عباس : ملكه بعد سنة ونصف . وروى مقاتل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لو أن يوسف قال إني حفيظ عليم إن شاء الله لملك في وقته . ثم مات إطفير فزوجه الوليد بزوجة إطفير راعيل ، فدخل بها يوسف فوجدها عذراء ، وولدت له ولدين : إفراثيم ومنشا ، ابني يوسف ، ومن زعم أنها زليخاء قال : لم يتزوجها يوسف ، وأنها لما رأته في موكبه بكت ، ثم قالت : الحمد لله الذي جعل الملوك عبيدا بالمعصية ، والحمد لله الذي جعل العبيد بالطاعة ملوكا ، فضمها إليه ، فكانت من عياله حتى ماتت عنده ، ولم يتزوجها ; ذكره الماوردي ; وهو خلاف ما تقدم عن وهب ، وذكره الثعلبي ; فالله أعلم . ولما فوض الملك أمر مصر إلى يوسف تلطف بالناس ، وجعل يدعوهم إلى الإسلام حتى آمنوا به ، وأقام فيهم العدل ، فأحبه الرجال والنساء ، قال وهب والسدي وابن عباس وغيرهم : ثم دخلت السنون المخصبة ، فأمر يوسف بإصلاح المزارع ، وأمرهم أن يتوسعوا في الزراعة ، فلما أدركت الغلة أمر بها فجمعت ، ثم بنى لها الأهراء ، فجمعت فيها في تلك السنة غلة ضاقت عنها المخازن لكثرتها ، ثم جمع عليه غلة كل سنة كذلك ، حتى إذا انقضت السبع المخصبة وجاءت السنون المجدبة نزل جبريل وقال : يا أهل مصر جوعوا ; فإن الله سلط عليكم الجوع سبع سنين . وقال بعض أهل الحكمة : للجوع والقحط علامتان : إحداهما : أن النفس تحب الطعام أكثر من العادة ، ويسرع إليها الجوع خلاف ما كانت عليه قبل ذلك ، وتأخذ من الطعام فوق الكفاية . والثانية : أن يفقد الطعام فلا يوجد رأسا ويعز إلى الغاية ، فاجتمعت هاتان العلامتان في عهد يوسف ، فانتبه الرجال والنساء والصبيان ينادون الجوع الجوع !! ويأكلون ولا يشبعون ، وانتبه الملك ، ينادي الجوع الجوع !! قال : فدعا له يوسف فأبرأه الله من ذلك ، ثم أصبح فنادى يوسف في أرض مصر كلها ; معاشر الناس ! لا يزرع أحد زرعا فيضيع البذر ولا يطلع شيء . وجاءت تلك السنون بهول عظيم لا يوصف ; قال ابن عباس : لما كان ابتداء القحط بينا الملك في جوف الليل أصابه الجوع في نصف الليل ، فهتف الملك يا يوسف ! الجوع الجوع !! فقال يوسف : هذا أوان القحط ; فلما دخلت أول سنة من سني القحط هلك فيها كل شيء أعدوه في السنين المخصبة ، فجعل أهل مصر يبتاعون الطعام من يوسف ; فباعهم أول سنة بالنقود ، حتى لم يبق بمصر دينار ولا درهم إلا قبضه ; وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر ، حتى لم يبق في أيدي الناس منها شيء ; وباعهم في السنة الثالثة بالمواشي والدواب ، حتى احتوى عليها أجمع ، وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء ، حتى احتوى على الكل ; وباعهم في السنة الخامسة بالعقار والضياع ، حتى ملكها كلها ; وباعهم في السنة السادسة بأولادهم ونسائهم فاسترقهم جميعا وباعهم في السنة السابعة برقابهم ، حتى لم يبق في السنة السابعة بمصر حر ولا عبد إلا صار عبدا له ; فقال الناس : والله ما رأينا ملكا أجل ولا أعظم من هذا ; فقال يوسف لملك مصر : كيف رأيت صنع ربي فيما خولني ! والآن كل هذا لك ، فما ترى فيه ؟ فقال : فوضت إليك الأمر فافعل ما شئت ، وإنما نحن لك تبع ; وما أنا بالذي يستنكف عن عبادتك وطاعتك ، ولا أنا إلا من بعض مماليكك ، وخول من خولك ; فقال يوسف - عليه السلام - : إني لم أعتقهم من الجوع لأستعبدهم ، ولم أجرهم من البلاء لأكون عليهم بلاء ; وإني أشهد الله وأشهدك أني أعتقت أهل مصر عن آخرهم ، ورددت عليهم أموالهم وأملاكهم ، ورددت عليك ملكك بشرط أن تستن بسنتي . ويروى أن يوسف - عليه السلام - كان لا يشبع من طعام في تلك السنين ، فقيل له : أتجوع وبيدك خزائن الأرض ؟ فقال : إني أخاف إن شبعت أن أنسى الجائع ; وأمر يوسف طباخ الملك أن يجعل غذاءه نصف النهار ، حتى يذوق الملك طعم الجوع . فلا ينسى الجائعين ; فمن ثم جعل الملوك غذاءهم نصف النهار .
قوله تعالى : نصيب برحمتنا من نشاء أي بإحساننا ; والرحمة النعمة والإحسان .
ولا نضيع أجر المحسنين أي ثوابهم . وقال ابن عباس ووهب : يعني الصابرين ; لصبره في الجب ، وفي الرق ، وفي السجن ، وصبره عن محارم الله عما دعته إليه المرأة . وقال الماوردي : واختلف فيما أوتيه يوسف من هذه الحال على قولين : أحدهما : أنه ثواب من الله تعالى على ما ابتلاه . الثاني : أنه أنعم الله عليه بذلك تفضلا منه عليه ، وثوابه باق على حاله في الآخرة. ❝
❞ جذء من مقدمة كتاب
هيمنة الاصابع الخفية من نيويورك الامريكية
بقلم د محمدعمر
فقد كشفت لنا الاحداث أن جميع الدول تحركها أصابع خفية هي المتحكمة في اقتصاديات هذه الدول فهي تمتلك مصانع السلاح ومصانع الوقود ومصانع الأدوية والأقمار الصناعية والشبكات العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي و مخازن القمح
كما تمتلك رؤوس الأموال في البنوك العالمية وصندوق النقد الذي يستعبدون به الدول في شتي بقاع الأرض من خلال القروض.
كما تهيمن علي البورصات العالمية للذهب والعملات العالمية والمعادن النفيسة والثقيلة والنادرة التي تقوم عليها الصناعات الإلكترونية
كذلك تمتلك المنصات الإعلامية والسينيما العالمية والمنصات الإخبارية التي برمجت بها عقول الادميين
فليس للناس أن تفكر وأن تعتقد وأن تتصرف إلي وفق المنظومة العالمية للنظام العالمي الجديد الذي يتم تجهيزه لحكم القوة الخفية
فلا عجب أن تجد دولة مثل أمريكا وقد أوهمونا بالديمقراطية التي يغيرون بها الحكام وفق ديمقراطيتهم الساذجة التي يضحكون بها علي بلادنا العربية فهم يغيرون الرؤساء في أمريكا وأوربا وفق مصلحة الحكومة الخفية ويقنعون الناس أن الصناديق هي صانعة القرار وأن السفهاء والنبلاء متساوين في العملية الديمقراطية
يقنعوننا أن رجلا مثل بيل جيتس من أغنياء العالم والذي يمتلك ميكروسوفت العالمية يذهب إلي صندوق الانتخابات مثله مثل الرعاع والغوغاء لينتخب ترامب أو أوباما ممن صنعتهم الديمقراطية الغربية فمن يصدق بهذا إلا مجاذيب العرب أصحاب العقول الغبية
فإن كان بيل جيتس وأمثاله يستطيعون شراء ولايات بأكملها من الولايات الأمريكية بل يستطيع شراء دول بأكملها من دولنا الإفريقية بل يستطيع تعطيل المنظومة الإلكترونية بأكملها في لحظة واحدة في كافة أرجاء الأرض
فهل مثله من أصحاب الثراء الفاحش في أوربا وأمريكا والصين وروسيا يؤمنون بالديمقراطية ؟
وهل عائلات روتشلد وروكفيلير يؤمنون بالديمقراطية ويذهبون للإدلال بأصواتهم لصالح بيدن أو ترامب أو أوباما وغيرهم أم أن هؤلاء هم من يقررون حياة الرؤساء والدول وفق سطوتهم المالية ؟
فهؤلاء يمكنهم إشعال الحروب وإخمادها ويمكنهم إحراق دول بأكملها وفق سطوتهم المالية فبالضغط علي ذر واحد يمكنهم إغلاق مضخات الوقود ووقف مصانع الأدوية وفتح ترسانات السلاح وتجويع الدول والشعوب وبالضغط علي ذر واحد يمكنهم إشعال الثورات واحراق الدول والشعوب ليس بالحرب ولكن بسطوة إعلامهم الموجه الذي يخترق كل بيت من بيوتنا العربية
فأين عقولنا يا سادة هل تعفنت أم ماذا جري لنا ونحن ما زلنا نأمل في رؤساء هذه الدول الشرقية والغربية فإن العالم الآن لا تحكمه دول بعينها إنما تحكمه الحكومة الخفية التي اتخذت من نيويورك مقرا تدير منه العالم ليس بنفسها ولكن من خلال المنظمات العالمية التي تنتشر فروعها في شتي أقطاب الأرض لا يأتمرون إلا بأمر من يمولهم من أصحاب رؤوس الأموال الحقيقيين في الحكومة الخفية
فما الجمعية العامة للأمم المتحدة إلا مجلس الشعب العالمي الذي يرأسه أحد أعضاء الحكومة الخفية
وما المحكمة الدولية إلا محكمة لمحاكمة من يعترض علي قرارات الحكومة الخفية
وما مجلس الأمن إلا مجلس عسكري لإعلان الحرب علي كل من يعارض الحكومة الخفية
وما الصحة العالمية إلا هيئة تجسسية لتفيذ مخططات الحكومة الخفية فأولي اهتماماتهم هي منع التناسل وتعقيم نساء العرب وحدهم دون النساء الغربية
وما اليونسكوالا منظمة لاحياء الشرك وبعث الخرافات ولكنهم يقولون عنها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة فاين العلوم والثقافه وكل هدفها هو احياء تراث العرب وحدهم وتعليق العقول بالمومياوات و بالمجسمات الحجرية
وما منظمات حقوق المرأة والإنسان والطفل إلا للقضاء علي منظومة القيم وهدم الأسر وتشويه الفطر السوية
وما هليود إلا إعلام الحكومة الخفية لنشر الرزيلة والدعوة إلي انحطاط البشرية فهي محطة نشر الموبقات يسكنه أبالسة الإعلام الذين يقودون إعلام البشرية
وما الفيفا إلا لصرف الشباب عن العلم والعمل والاجتهاد وتعليقهم بالكرة والنوادي العالمية وإلا فالأصل أن الكرة لعب ليس أكثر والتنافس لابد ان يكون في العلم والعمل وكل ما يخدم مصالح البشرية
انتهي...... ❝ ⏤Dr Mohammed omar Abdelaziz
❞ جذء من مقدمة كتاب
هيمنة الاصابع الخفية من نيويورك الامريكية
بقلم د محمدعمر
فقد كشفت لنا الاحداث أن جميع الدول تحركها أصابع خفية هي المتحكمة في اقتصاديات هذه الدول فهي تمتلك مصانع السلاح ومصانع الوقود ومصانع الأدوية والأقمار الصناعية والشبكات العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي و مخازن القمح
كما تمتلك رؤوس الأموال في البنوك العالمية وصندوق النقد الذي يستعبدون به الدول في شتي بقاع الأرض من خلال القروض.
كما تهيمن علي البورصات العالمية للذهب والعملات العالمية والمعادن النفيسة والثقيلة والنادرة التي تقوم عليها الصناعات الإلكترونية
كذلك تمتلك المنصات الإعلامية والسينيما العالمية والمنصات الإخبارية التي برمجت بها عقول الادميين
فليس للناس أن تفكر وأن تعتقد وأن تتصرف إلي وفق المنظومة العالمية للنظام العالمي الجديد الذي يتم تجهيزه لحكم القوة الخفية
فلا عجب أن تجد دولة مثل أمريكا وقد أوهمونا بالديمقراطية التي يغيرون بها الحكام وفق ديمقراطيتهم الساذجة التي يضحكون بها علي بلادنا العربية فهم يغيرون الرؤساء في أمريكا وأوربا وفق مصلحة الحكومة الخفية ويقنعون الناس أن الصناديق هي صانعة القرار وأن السفهاء والنبلاء متساوين في العملية الديمقراطية
يقنعوننا أن رجلا مثل بيل جيتس من أغنياء العالم والذي يمتلك ميكروسوفت العالمية يذهب إلي صندوق الانتخابات مثله مثل الرعاع والغوغاء لينتخب ترامب أو أوباما ممن صنعتهم الديمقراطية الغربية فمن يصدق بهذا إلا مجاذيب العرب أصحاب العقول الغبية
فإن كان بيل جيتس وأمثاله يستطيعون شراء ولايات بأكملها من الولايات الأمريكية بل يستطيع شراء دول بأكملها من دولنا الإفريقية بل يستطيع تعطيل المنظومة الإلكترونية بأكملها في لحظة واحدة في كافة أرجاء الأرض
فهل مثله من أصحاب الثراء الفاحش في أوربا وأمريكا والصين وروسيا يؤمنون بالديمقراطية ؟
وهل عائلات روتشلد وروكفيلير يؤمنون بالديمقراطية ويذهبون للإدلال بأصواتهم لصالح بيدن أو ترامب أو أوباما وغيرهم أم أن هؤلاء هم من يقررون حياة الرؤساء والدول وفق سطوتهم المالية ؟
فهؤلاء يمكنهم إشعال الحروب وإخمادها ويمكنهم إحراق دول بأكملها وفق سطوتهم المالية فبالضغط علي ذر واحد يمكنهم إغلاق مضخات الوقود ووقف مصانع الأدوية وفتح ترسانات السلاح وتجويع الدول والشعوب وبالضغط علي ذر واحد يمكنهم إشعال الثورات واحراق الدول والشعوب ليس بالحرب ولكن بسطوة إعلامهم الموجه الذي يخترق كل بيت من بيوتنا العربية
فأين عقولنا يا سادة هل تعفنت أم ماذا جري لنا ونحن ما زلنا نأمل في رؤساء هذه الدول الشرقية والغربية فإن العالم الآن لا تحكمه دول بعينها إنما تحكمه الحكومة الخفية التي اتخذت من نيويورك مقرا تدير منه العالم ليس بنفسها ولكن من خلال المنظمات العالمية التي تنتشر فروعها في شتي أقطاب الأرض لا يأتمرون إلا بأمر من يمولهم من أصحاب رؤوس الأموال الحقيقيين في الحكومة الخفية
فما الجمعية العامة للأمم المتحدة إلا مجلس الشعب العالمي الذي يرأسه أحد أعضاء الحكومة الخفية
وما المحكمة الدولية إلا محكمة لمحاكمة من يعترض علي قرارات الحكومة الخفية
وما مجلس الأمن إلا مجلس عسكري لإعلان الحرب علي كل من يعارض الحكومة الخفية
وما الصحة العالمية إلا هيئة تجسسية لتفيذ مخططات الحكومة الخفية فأولي اهتماماتهم هي منع التناسل وتعقيم نساء العرب وحدهم دون النساء الغربية
وما اليونسكوالا منظمة لاحياء الشرك وبعث الخرافات ولكنهم يقولون عنها منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة فاين العلوم والثقافه وكل هدفها هو احياء تراث العرب وحدهم وتعليق العقول بالمومياوات و بالمجسمات الحجرية
وما منظمات حقوق المرأة والإنسان والطفل إلا للقضاء علي منظومة القيم وهدم الأسر وتشويه الفطر السوية
وما هليود إلا إعلام الحكومة الخفية لنشر الرزيلة والدعوة إلي انحطاط البشرية فهي محطة نشر الموبقات يسكنه أبالسة الإعلام الذين يقودون إعلام البشرية
وما الفيفا إلا لصرف الشباب عن العلم والعمل والاجتهاد وتعليقهم بالكرة والنوادي العالمية وإلا فالأصل أن الكرة لعب ليس أكثر والتنافس لابد ان يكون في العلم والعمل وكل ما يخدم مصالح البشرية
انتهي. ❝
❞ الجزء الثالث عشر
(عفتي والديوث )
توقفت مريم عن السرد للحظه نزلت فيها دموعها واكملت
نزلت من عندهم وانا كنت بحسب أن الدنيا هتضحكلي بعد ما خصمتني
بس ربنا ما أراد ليا كمال الفرحه واول ما دخلت الفيلا لقيت والدي معاه واحد قاعد في الهول ودي مش اول مره الاقي حد معاه بس الغريب المره دي ان الشخص ده فضل باصص عليا بطريقه شهوانيه واول ما جيت اطلع اوضتي بابا نادي عليا
مجدي:مريم تعالي سلمي
مريم:بابا انت عارف اني ما بسلمش علي حد
وصعدت درجتين من الدرج ولكن اوقفني صوت رجولي وكان أشهب
أشهب:طيب يا انسه مريم عبرنا ده انا حتي في بيتكم
مريم ولم تلتفت بالنظر إليه
مريم:حضرتك ضيف بابا وبابا قاعد معاك وانا مليش صله بيك والقرآن حرم علينا إننا نسلم الا علي ناس معينه تحب اقولهم ولا انت عارفهم وانت مش واحد منهم يبقا انا ربنا مش هيحسبني علشان مجرد سلام مش هيزيد منك حته ولا ينقص مني حته لو ما سلمتش
وتركتهم وصعدت سريعا قبل أن يغضب عليها والدها
كان أشهب في هذا الوقت سرح في جمالها وخلقها المميز فهو أشهب الصالحي الذي ترتمي تحت قدمه آلاف الفتايات طالبن نظره واحده منه
يأخذ صفعه كلامها كأنها نزلت علي وجهه اسكتته
فاق من شرورده علي كلام مجدي أشهب انت معايا
أشهب:اه
مجدي:كنا بقول ايه
أشهب وهو ما زال معلق نظره الي السلم أن بنتك حلوه اووي
مجدي:ايه
انتبه أشهب لكلامه ولف رأسه وقال :أن ورق الصفقه دي لازم استلمها في معادها علشنا الشرط الجزائي مايمشيش عليكم
مجدي:طيب يا أشهب بيه انا عاوز مهله كمان شهر علشنا اقدر اوفي باقي الطلبيات
أشهب:ماشي بس اكتر من شهر هتعرف شغلك انا ما عنديش يااما ارحمني
مجدي :حاضر حاضر
~~~~~~~~~~
في الوقت الحالي كانت رونال تحضر لوالدتها شنطه سفرها وهي تدمع
فتحيه:يا حبيبتي لولي اني رايحه ازور الحبيب كنت قاعدت دي اول مره اسيبك لوحدك فتره
رونال مسحت دموعها وقالت:ربنا ما يحرمني منك يا ست الكل روحي انتي وانا هكون كويسه بس علشنا انتي قولتي اول مره تسبني صعبان عليا بس
فتحيه:بس اوعديني تاخدي علاجك في معاده وتبقي تروحي شغلك
رونال:حاضر يا حبيبتي ما تقلقيش عليا
فتحيه:ربنا ما يحرمني منك يا بنت قلبي
رونال :ولا يحرمني منك يا روح الروح
طرقت الباب في هذه اللحظه نرمين
فسمحوا لها بالدخول
دخلت بابتسامها المعهوده
وقالت: حد هنا عاوز مساعده وما قليش
رونال:انتي ليسه فاكره كنتي فين
نرمين والدموع تجمعت في عيونها
وقالت:كنت بستلم ورقه طلاقي من المأذون
فتحيه:معلش يا بنتي قضا اخف من قضا
نرمين:انا مش زعلانه عليه انا زعلانه علي نفسي اني اتحسبت عليا جوازه وكانت مجرد مجزره ومصلحه
رونال في محاوله منها أن تخفف عن زميله عمرها
رونال:شوفي البت ياختي احمدي ربنا في ناس مش لاقيه عريس عدل لحد دلوقتي
نرمين:ده انتي الف مين يتمناكي
رونال: حبيبتي تسلملي طيب تعالي بقا يختي وابقي احكيلي من اول ما سبنا الجامعه عملتي ايه
فجلست نرمين تحكي عن مأساتها من يوم تخرجها
فلاش باك
كانت خارجه من الجامعه والدنيا لا تحملها من سعادتها فاخيرا تقدر تشتغل وتعوض خالتها التي كانت بمثابه الام بالنسبه لها بعد موت والديها وتقدر تكمل باقي جهازها والتي كانت تجهزها علي قد مقدارها من الجمعيات التي تعملها باللي تقدر عليه
فجرت وجرت إلي أن وصلت للبيت ولكن صدمتها أن هناك ناس كتير أمام باب البيت
فكانت تسألهم في ايه وهي خائفه من المجهول
رددت واحده منهم وقالت البقاء لله
نرمين:في مين ولم تنتظر الرد ودخلت تجري علي شقه خالتها
وكانت صدمتها الأكبر عندما وجدت صديقه خالتها والتي معاها مفتاح الشقه تبكي بحرقه
تحكي وتقول :انا دخلت عليها الصبح ذي كل يوم ومعايا الفطار ولقيتها ساجده علي الارض فقولتها طيب خلصي عقبال ما احضر الفطار واعمل كوبيتن الشاي بلبن
فلاقتها ماقامتش فقلقت بس روحت علي المطبخ وعلي غير عادتها ماجاش تناكف فيا فخلصت وجريت اشوفها
لقيتها ليسه ساجده بهزها في كتفها لاقيتها اترميت علي الارض ومكنتش عارفه اعمل ايه غير اني قعدت اصوت وانادي باسمها لحد ما انتم جاتوا
كانت صدمتها الأكبر هي موتها
ظلت تبكي وتبكي حتي سقطت مغشي عليها
ولم تفيق الا بعدها بثلاث ايام من أثر المخدر الذي كان يعطي لها الدكتور في المستشفي التي نقلها لها
كانت تفيق تصرخ باسم خالتها ويعطوها الحقنه وتنام
خرجت بعد اسبوع من المستشفي بعد ان اطمنوا عليها
ذهبت سريعا الي البيت وظلت تملس علي الجهه التي كانت تنام عليه خالتها وتبكي بحرقه فراق والم
الم فراق خالتها والم أنها أصبحت الآن يتيمه حقا
ظلت علي هذا الحال فتره طويله حتي أنها دخلت في حاله اكتئاب شديده
ولكن بعدها وجدت احمد يتصل بها يقول لها
احمد:ايه يا بنتي مش خلاص كفايه حزن
نرمين:حزن ده انا لو حزنت العمر كله مش هقدر اوفي حقها عليا
احمد:طيب انا جايبلك خبر حلو
نرمين :مبقاش في حاجه تفرحيني خالص
احمد:حتي لو شغل
نرمين:شغل ايه
احمد:هتشتغلي امينه مخازن
نرمين:ازاي ده انت مش عارف ان ده بعيد عن دراستي
احمد:معلش ماهو لحد ما تلاقي حاجه تناسبك ولا هتعيشي تشحتي اللقمه
نرمين ذي مايكون الكلام كان تايه عنها وفكرت أن كلامه صحيح
احمد:ايه روحت فين
نرمين:انا موافقه
احمد :بجد طيب اكتبي العنوان لازم بكره بدري تكوني هناك واملا عليها العنوان وقفل معاها
ظلت تفكر في حالها إلي أن غلبها النوم واستيقظت تاني يوم وجرت حتي تلحق الموعد وقبلت بالوظيفة وظلت ترتقي في عملها لتنفنها في العمل وظلت الايام تمشي علي وتيره واحده إلي أن في يوم جاء إليها احمد
احمد:ايه بقا مش هنجوز
نرمين:ان شاء الله بس كمان كام شهر اجهز نفسي
احمد:يا ستي كفايه اللي عندك هو انتي شايفه اني ليا أهل يعيبوا عليكي ده انا وانتي بس
نرمين: خلاص ماشي بس اديني وقت برضو
احمد:لا وقت ولا غيره كتب الكتاب يوم الخميس الجاي والدخله الخميس اللي بعده
نرمين :يا احمد
احمد:مفيش يا احمد
نرمين :خلاص امري لله
وتم الزفاف
عوده
وطبعا انتم سمعتوا الباقي في الشارع
فتحيه:ربنا يعرض عليكي يا بنتي
وقبل أن تجيب وجدوا من يطرق
يتبع. ❝ ⏤داليا ماجد خاطر (ملكه زماني)
❞ الجزء الثالث عشر
(عفتي والديوث )
توقفت مريم عن السرد للحظه نزلت فيها دموعها واكملت
نزلت من عندهم وانا كنت بحسب أن الدنيا هتضحكلي بعد ما خصمتني
بس ربنا ما أراد ليا كمال الفرحه واول ما دخلت الفيلا لقيت والدي معاه واحد قاعد في الهول ودي مش اول مره الاقي حد معاه بس الغريب المره دي ان الشخص ده فضل باصص عليا بطريقه شهوانيه واول ما جيت اطلع اوضتي بابا نادي عليا
مجدي:مريم تعالي سلمي
مريم:بابا انت عارف اني ما بسلمش علي حد
وصعدت درجتين من الدرج ولكن اوقفني صوت رجولي وكان أشهب
أشهب:طيب يا انسه مريم عبرنا ده انا حتي في بيتكم
مريم ولم تلتفت بالنظر إليه
مريم:حضرتك ضيف بابا وبابا قاعد معاك وانا مليش صله بيك والقرآن حرم علينا إننا نسلم الا علي ناس معينه تحب اقولهم ولا انت عارفهم وانت مش واحد منهم يبقا انا ربنا مش هيحسبني علشان مجرد سلام مش هيزيد منك حته ولا ينقص مني حته لو ما سلمتش
وتركتهم وصعدت سريعا قبل أن يغضب عليها والدها
كان أشهب في هذا الوقت سرح في جمالها وخلقها المميز فهو أشهب الصالحي الذي ترتمي تحت قدمه آلاف الفتايات طالبن نظره واحده منه
يأخذ صفعه كلامها كأنها نزلت علي وجهه اسكتته
فاق من شرورده علي كلام مجدي أشهب انت معايا
أشهب:اه
مجدي:كنا بقول ايه
أشهب وهو ما زال معلق نظره الي السلم أن بنتك حلوه اووي
مجدي:ايه
انتبه أشهب لكلامه ولف رأسه وقال :أن ورق الصفقه دي لازم استلمها في معادها علشنا الشرط الجزائي مايمشيش عليكم
مجدي:طيب يا أشهب بيه انا عاوز مهله كمان شهر علشنا اقدر اوفي باقي الطلبيات
أشهب:ماشي بس اكتر من شهر هتعرف شغلك انا ما عنديش يااما ارحمني
مجدي :حاضر حاضر
~~~~~~~~~~ في الوقت الحالي كانت رونال تحضر لوالدتها شنطه سفرها وهي تدمع
فتحيه:يا حبيبتي لولي اني رايحه ازور الحبيب كنت قاعدت دي اول مره اسيبك لوحدك فتره
رونال مسحت دموعها وقالت:ربنا ما يحرمني منك يا ست الكل روحي انتي وانا هكون كويسه بس علشنا انتي قولتي اول مره تسبني صعبان عليا بس
فتحيه:بس اوعديني تاخدي علاجك في معاده وتبقي تروحي شغلك
رونال:حاضر يا حبيبتي ما تقلقيش عليا
فتحيه:ربنا ما يحرمني منك يا بنت قلبي
رونال :ولا يحرمني منك يا روح الروح
طرقت الباب في هذه اللحظه نرمين
فسمحوا لها بالدخول
دخلت بابتسامها المعهوده
وقالت: حد هنا عاوز مساعده وما قليش
رونال:انتي ليسه فاكره كنتي فين
نرمين والدموع تجمعت في عيونها
وقالت:كنت بستلم ورقه طلاقي من المأذون
فتحيه:معلش يا بنتي قضا اخف من قضا
نرمين:انا مش زعلانه عليه انا زعلانه علي نفسي اني اتحسبت عليا جوازه وكانت مجرد مجزره ومصلحه
رونال في محاوله منها أن تخفف عن زميله عمرها
رونال:شوفي البت ياختي احمدي ربنا في ناس مش لاقيه عريس عدل لحد دلوقتي
نرمين:ده انتي الف مين يتمناكي
رونال: حبيبتي تسلملي طيب تعالي بقا يختي وابقي احكيلي من اول ما سبنا الجامعه عملتي ايه
فجلست نرمين تحكي عن مأساتها من يوم تخرجها
فلاش باك
كانت خارجه من الجامعه والدنيا لا تحملها من سعادتها فاخيرا تقدر تشتغل وتعوض خالتها التي كانت بمثابه الام بالنسبه لها بعد موت والديها وتقدر تكمل باقي جهازها والتي كانت تجهزها علي قد مقدارها من الجمعيات التي تعملها باللي تقدر عليه
فجرت وجرت إلي أن وصلت للبيت ولكن صدمتها أن هناك ناس كتير أمام باب البيت
فكانت تسألهم في ايه وهي خائفه من المجهول
رددت واحده منهم وقالت البقاء لله
نرمين:في مين ولم تنتظر الرد ودخلت تجري علي شقه خالتها
وكانت صدمتها الأكبر عندما وجدت صديقه خالتها والتي معاها مفتاح الشقه تبكي بحرقه
تحكي وتقول :انا دخلت عليها الصبح ذي كل يوم ومعايا الفطار ولقيتها ساجده علي الارض فقولتها طيب خلصي عقبال ما احضر الفطار واعمل كوبيتن الشاي بلبن
فلاقتها ماقامتش فقلقت بس روحت علي المطبخ وعلي غير عادتها ماجاش تناكف فيا فخلصت وجريت اشوفها
لقيتها ليسه ساجده بهزها في كتفها لاقيتها اترميت علي الارض ومكنتش عارفه اعمل ايه غير اني قعدت اصوت وانادي باسمها لحد ما انتم جاتوا
كانت صدمتها الأكبر هي موتها
ظلت تبكي وتبكي حتي سقطت مغشي عليها
ولم تفيق الا بعدها بثلاث ايام من أثر المخدر الذي كان يعطي لها الدكتور في المستشفي التي نقلها لها
كانت تفيق تصرخ باسم خالتها ويعطوها الحقنه وتنام
خرجت بعد اسبوع من المستشفي بعد ان اطمنوا عليها
ذهبت سريعا الي البيت وظلت تملس علي الجهه التي كانت تنام عليه خالتها وتبكي بحرقه فراق والم
الم فراق خالتها والم أنها أصبحت الآن يتيمه حقا
ظلت علي هذا الحال فتره طويله حتي أنها دخلت في حاله اكتئاب شديده
ولكن بعدها وجدت احمد يتصل بها يقول لها
احمد:ايه يا بنتي مش خلاص كفايه حزن
نرمين:حزن ده انا لو حزنت العمر كله مش هقدر اوفي حقها عليا
احمد:طيب انا جايبلك خبر حلو
نرمين :مبقاش في حاجه تفرحيني خالص
احمد:حتي لو شغل
نرمين:شغل ايه
احمد:هتشتغلي امينه مخازن
نرمين:ازاي ده انت مش عارف ان ده بعيد عن دراستي
احمد:معلش ماهو لحد ما تلاقي حاجه تناسبك ولا هتعيشي تشحتي اللقمه
نرمين ذي مايكون الكلام كان تايه عنها وفكرت أن كلامه صحيح
احمد:ايه روحت فين
نرمين:انا موافقه
احمد :بجد طيب اكتبي العنوان لازم بكره بدري تكوني هناك واملا عليها العنوان وقفل معاها
ظلت تفكر في حالها إلي أن غلبها النوم واستيقظت تاني يوم وجرت حتي تلحق الموعد وقبلت بالوظيفة وظلت ترتقي في عملها لتنفنها في العمل وظلت الايام تمشي علي وتيره واحده إلي أن في يوم جاء إليها احمد
احمد:ايه بقا مش هنجوز
نرمين:ان شاء الله بس كمان كام شهر اجهز نفسي
احمد:يا ستي كفايه اللي عندك هو انتي شايفه اني ليا أهل يعيبوا عليكي ده انا وانتي بس
نرمين: خلاص ماشي بس اديني وقت برضو
احمد:لا وقت ولا غيره كتب الكتاب يوم الخميس الجاي والدخله الخميس اللي بعده
نرمين :يا احمد
احمد:مفيش يا احمد
نرمين :خلاص امري لله
وتم الزفاف
عوده
وطبعا انتم سمعتوا الباقي في الشارع
فتحيه:ربنا يعرض عليكي يا بنتي
وقبل أن تجيب وجدوا من يطرق
❞ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)
قوله تعالى : وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين قوله تعالى : وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي لما ثبت للملك براءته مما نسب إليه ; وتحقق في القصة أمانته ، وفهم أيضا صبره وجلده عظمت منزلته عنده ، وتيقن حسن خلاله قال : ائتوني به أستخلصه لنفسي فانظر إلى قول الملك أولا - حين تحقق علمه - ائتوني به فقط ، فلما فعل يوسف ما فعل ثانيا قال : ائتوني به أستخلصه لنفسي وروي عن وهب بن منبه قال : لما دعي يوسف وقف بالباب فقال : حسبي ربي من خلقه ، عز جاره وجل ثناؤه ولا إله غيره . ثم دخل فلما نظر إليه الملك نزل عن سريره فخر له ساجدا ; ثم أقعده الملك معه على سريره فقال . إنك اليوم لدينا مكين أمين قال له يوسف اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ للخزائن عليم بوجوه تصرفاتها . وقيل : حافظ للحساب ، عليم بالألسن . وفي الخبر : يرحم الله أخي يوسف لو لم يقل اجعلني على خزائن الأرض لاستعمله من ساعته ولكن أخر ذلك سنة . وقيل : إنما تأخر تمليكه إلى سنة لأنه لم يقل إن شاء الله . وقد قيل في هذه القصة : إن يوسف - عليه السلام - لما دخل على الملك قال : اللهم إني أسألك بخيرك من خيره ، وأعوذ بك من شره وشر غيره ; ثم سلم على الملك بالعربية فقال : ما هذا اللسان ؟ قال : هذا لسان عمي إسماعيل ، ثم دعا له بالعبرانية فقال : ما هذا اللسان ؟ قال : لسان آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ; وكان الملك يتكلم بسبعين لسانا ، فكلما تكلم الملك بلسان أجابه يوسف بذلك اللسان ، فأعجب الملك أمره ، وكان يوسف إذ ذاك ابن ثلاثين سنة ; ثم أجلسه على سريره وقال : أحب أن أسمع منك رؤياي ، قال يوسف نعم أيها الملك ! رأيت سبع بقرات سمان شهبا غرا حسانا ، كشف لك عنهن النيل فطلعن عليك من شاطئه تشخب أخلافها لبنا ; فبينا أنت تنظر إليهن وتتعجب من حسنهن إذ نضب النيل فغار ماؤه ، وبدا أسه ، فخرج من حمئه ووحله سبع بقرات عجاف شعث غبر مقلصات البطون ، ليس لهن ضروع ولا أخلاف ، لهن أنياب وأضراس ، وأكف كأكف الكلاب وخراطيم كخراطيم السباع ، فاختلطن بالسمان فافترسنهن افتراس السباع ، فأكلن لحومهن ، ومزقن جلودهن ، وحطمن عظامهن ، ومشمشن مخهن ; فبينا أنت تنظر وتتعجب كيف غلبنهن وهن مهازيل ! ثم لم يظهر منهن سمن ولا زيادة بعد أكلهن ! إذا بسبع سنابل خضر طريات ناعمات ممتلئات حبا وماء ، وإلى جانبهن سبع يابسات ليس فيهن ماء ولا خضرة في منبت واحد ، عروقهن في الثرى والماء ، فبينا أنت تقول في نفسك : أي شيء هذا ؟ ! هؤلاء خضر مثمرات ، وهؤلاء سود يابسات ، والمنبت واحد ، وأصولهن في الماء ، إذ هبت ريح فذرت الأوراق من اليابسات السود على الخضر المثمرات ، فأشعلت فيهن النار فأحرقتهن ; فصرن سودا مغبرات ; فانتبهت مذعورا أيها الملك ; فقال الملك : والله ما شأن هذه الرؤيا وإن كان عجبا بأعجب مما سمعت منك ! فما ترى في رؤياي أيها الصديق ؟ فقال يوسف : أرى أن تجمع الطعام ، وتزرع زرعا كثيرا في هذه السنين المخصبة ; فإنك لو زرعت على حجر أو مدر لنبت ، وأظهر الله فيه النماء والبركة ، ثم ترفع الزرع في قصبه وسنبله تبني له المخازن العظام ; فيكون القصب والسنبل علفا للدواب ، وحبه للناس ، وتأمر الناس فيرفعون من طعامهم إلى أهرائك الخمس ; فيكفيك من الطعام الذي جمعته لأهل مصر ومن حولها ، ويأتيك الخلق من النواحي يمتارون منك ، ويجتمع عندك من الكنوز ما لم يجتمع لأحد قبلك ; فقال الملك : ومن لي بتدبير هذه الأمور ؟ ولو جمعت أهل مصر جميعا ما أطاقوا ، ولم يكونوا فيه أمناء ; فقال يوسف - عليه السلام - عند ذلك : اجعلني على خزائن الأرض أي على خزائن أرضك ; وهي جمع خزانة ; ودخلت الألف واللام عوضا من الإضافة ، كقول النابغة :
لهم شيمة لم يعطها الله غيرهم من الجود والأحلام غير كواذب
قوله تعالى : أستخلصه لنفسي جزم لأنه جواب الأمر ; وهذا يدل على أن قوله : ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب جرى في السجن . ويحتمل أنه جرى عند الملك ثم قال في مجلس آخر : ائتوني به تأكيدا أستخلصه لنفسي أي أجعله خالصا لنفسي ، أفوض إليه أمر مملكتي ; فذهبوا فجاءوا به ; ودل على هذا قوله : " فلما كلمه " أي كلم الملك يوسف ، وسأله عن الرؤيا فأجاب يوسف ; ف " قال " الملك : إنك اليوم لدينا مكين أمين أي متمكن نافذ القول ، أمين لا تخاف غدرا .. ❝ ⏤محمد رشيد رضا
❞ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي ۖ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)
قوله تعالى : وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين قوله تعالى : وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي لما ثبت للملك براءته مما نسب إليه ; وتحقق في القصة أمانته ، وفهم أيضا صبره وجلده عظمت منزلته عنده ، وتيقن حسن خلاله قال : ائتوني به أستخلصه لنفسي فانظر إلى قول الملك أولا - حين تحقق علمه - ائتوني به فقط ، فلما فعل يوسف ما فعل ثانيا قال : ائتوني به أستخلصه لنفسي وروي عن وهب بن منبه قال : لما دعي يوسف وقف بالباب فقال : حسبي ربي من خلقه ، عز جاره وجل ثناؤه ولا إله غيره . ثم دخل فلما نظر إليه الملك نزل عن سريره فخر له ساجدا ; ثم أقعده الملك معه على سريره فقال . إنك اليوم لدينا مكين أمين قال له يوسف اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ للخزائن عليم بوجوه تصرفاتها . وقيل : حافظ للحساب ، عليم بالألسن . وفي الخبر : يرحم الله أخي يوسف لو لم يقل اجعلني على خزائن الأرض لاستعمله من ساعته ولكن أخر ذلك سنة . وقيل : إنما تأخر تمليكه إلى سنة لأنه لم يقل إن شاء الله . وقد قيل في هذه القصة : إن يوسف - عليه السلام - لما دخل على الملك قال : اللهم إني أسألك بخيرك من خيره ، وأعوذ بك من شره وشر غيره ; ثم سلم على الملك بالعربية فقال : ما هذا اللسان ؟ قال : هذا لسان عمي إسماعيل ، ثم دعا له بالعبرانية فقال : ما هذا اللسان ؟ قال : لسان آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ; وكان الملك يتكلم بسبعين لسانا ، فكلما تكلم الملك بلسان أجابه يوسف بذلك اللسان ، فأعجب الملك أمره ، وكان يوسف إذ ذاك ابن ثلاثين سنة ; ثم أجلسه على سريره وقال : أحب أن أسمع منك رؤياي ، قال يوسف نعم أيها الملك ! رأيت سبع بقرات سمان شهبا غرا حسانا ، كشف لك عنهن النيل فطلعن عليك من شاطئه تشخب أخلافها لبنا ; فبينا أنت تنظر إليهن وتتعجب من حسنهن إذ نضب النيل فغار ماؤه ، وبدا أسه ، فخرج من حمئه ووحله سبع بقرات عجاف شعث غبر مقلصات البطون ، ليس لهن ضروع ولا أخلاف ، لهن أنياب وأضراس ، وأكف كأكف الكلاب وخراطيم كخراطيم السباع ، فاختلطن بالسمان فافترسنهن افتراس السباع ، فأكلن لحومهن ، ومزقن جلودهن ، وحطمن عظامهن ، ومشمشن مخهن ; فبينا أنت تنظر وتتعجب كيف غلبنهن وهن مهازيل ! ثم لم يظهر منهن سمن ولا زيادة بعد أكلهن ! إذا بسبع سنابل خضر طريات ناعمات ممتلئات حبا وماء ، وإلى جانبهن سبع يابسات ليس فيهن ماء ولا خضرة في منبت واحد ، عروقهن في الثرى والماء ، فبينا أنت تقول في نفسك : أي شيء هذا ؟ ! هؤلاء خضر مثمرات ، وهؤلاء سود يابسات ، والمنبت واحد ، وأصولهن في الماء ، إذ هبت ريح فذرت الأوراق من اليابسات السود على الخضر المثمرات ، فأشعلت فيهن النار فأحرقتهن ; فصرن سودا مغبرات ; فانتبهت مذعورا أيها الملك ; فقال الملك : والله ما شأن هذه الرؤيا وإن كان عجبا بأعجب مما سمعت منك ! فما ترى في رؤياي أيها الصديق ؟ فقال يوسف : أرى أن تجمع الطعام ، وتزرع زرعا كثيرا في هذه السنين المخصبة ; فإنك لو زرعت على حجر أو مدر لنبت ، وأظهر الله فيه النماء والبركة ، ثم ترفع الزرع في قصبه وسنبله تبني له المخازن العظام ; فيكون القصب والسنبل علفا للدواب ، وحبه للناس ، وتأمر الناس فيرفعون من طعامهم إلى أهرائك الخمس ; فيكفيك من الطعام الذي جمعته لأهل مصر ومن حولها ، ويأتيك الخلق من النواحي يمتارون منك ، ويجتمع عندك من الكنوز ما لم يجتمع لأحد قبلك ; فقال الملك : ومن لي بتدبير هذه الأمور ؟ ولو جمعت أهل مصر جميعا ما أطاقوا ، ولم يكونوا فيه أمناء ; فقال يوسف - عليه السلام - عند ذلك : اجعلني على خزائن الأرض أي على خزائن أرضك ; وهي جمع خزانة ; ودخلت الألف واللام عوضا من الإضافة ، كقول النابغة :
لهم شيمة لم يعطها الله غيرهم من الجود والأحلام غير كواذب
قوله تعالى : أستخلصه لنفسي جزم لأنه جواب الأمر ; وهذا يدل على أن قوله : ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب جرى في السجن . ويحتمل أنه جرى عند الملك ثم قال في مجلس آخر : ائتوني به تأكيدا أستخلصه لنفسي أي أجعله خالصا لنفسي ، أفوض إليه أمر مملكتي ; فذهبوا فجاءوا به ; ودل على هذا قوله : ˝ فلما كلمه ˝ أي كلم الملك يوسف ، وسأله عن الرؤيا فأجاب يوسف ; ف ˝ قال ˝ الملك : إنك اليوم لدينا مكين أمين أي متمكن نافذ القول ، أمين لا تخاف غدرا. ❝
❞ حوار مع صديقي الملحد
الروح ؟
قال صديقي الدكتور وهو يعلم هذه المرة أن الإشكال سيكون
عسيرا.
_ما دليلك على أن الإنسان له روح وأنه يبعث بعد موت وأنه ليس
مجرد الجسد الذي ينتهي إلى تراب .. وماذا يقول دينكم في
تحضير الأرواح ؟
قلت بعد برهة تفكير:
-لاشك أن السؤال اليوم صعب والكلام عن الروح ضرب في تيه
والحقائق الموجودة قليلة ولكنها مع ذلك في صفنا نحن وليست
في صفكم.
ومضيت برهة أغرقت فيها في التفكير ثم قلت مردفا:
-فكر معي قليلا .. إن أول المؤشرات التي تساعدنا على التدليل
على وجود الروح..
أن الإنسان ذو طبيعة مزدوجة.
الإنسان له طبيعتان:
طبيعة خارجية ظاهرة مشهودة هي جسده تتصف بكل صفات
المادة ، فهي قابلة للوزن والقياس متحيزة في المكان متزمنة
بالزمان دائمة التغير والحركة والصيرورة من حال إلى حال ومن
لحظة إلى لحظة فالجسد تتداول عليه الأحوال من صحة إلى
مرض إلى سمنة إلى هزال إلى تورد إلى شحوب إلى نشاط إلى
كسل إلى نوم إلى يقظة إلى جوع إلى شبع ، وملحق بهذه
الطبيعة الجسدية شريط من الانفعالات والعواطف والغرائز
والمخاوف لا يكف لحظة عن الجريان في الدماغ.
ولأن هذه الطبيعة والانفعالات الملحقة بها تتصف بخواص المادة
نقول إن جسد الإنسان ونفسه الحيوانية هما من المادة.
ولكن هناك طبيعة أخرى مخالفة تماما للأولى ومغايرة لها في
داخل الإنسان.
طبيعة من نوع آخر تتصف بالسكون واللازمان واللامكان والديمومة
.. هي العقل بمعاييره الثابتة وأقيسته ومقولاته .. والضمير
بأحكامه ، والحس الجمالي ، وال أنا التي تحمل كل تلك الصفات "
من عقل وضمير وحس جمالي وحس أخلاقي."
وال أنا غير الجسد تماما وغير النفس الحيوانية التي تلتهب بالجوع
والشبق.
ال أنا هي الذات العميقة المطلقة وعن طريق هذه الذات
والكينونة والشخوص والمثول في العالم .. وبأنه هنا وبأنه كان
دائما هنا .. وهو شعور ثابت ممتد لا يطرأ عليه التغير لا يسمن ولا
يهزل ولا يمرض لولا يتصف بالزمان .. وليس فيه ماض وحاضر
ومستقبل .. إنما هو " كن " مستمر لا ينصرم كما ينصرم الماضي ..
وإنما يتمثل في شعور بالدوام .. بالديمومة.
هنا نوع آخر من الوجود لا يتصف بصفات المادة فلا هو يطرأ عليه
التغير ولا هو يتحيز في المكان أو يتزمن بالزمان ولا هو يقبل الوزن
والقياس .. بالعكس نجد أن هذا الوجود هو الثابت الذي نقيس به
المتغيرات والمطلق الذي نعرف به كل ما هو نسبي في عالم
المادة.
وأصدق ما نصف به هذا الوجود أنه روحي وأن طبيعته روحية.
ولنا أن نسأل بعد ذلك.
أي الطبيعتين هي الإنسان حقا.
هل الإنسان بالحقيقة هو جسده أو روحه.
ولنعرف الجواب علينا أن نبحث أي الطبيعتين هي الحاكمة على
الأخرى.
يقول لنا الماديون أن الإنسان هو جسده ، وأن الجسد هو الحاكم
وأن كل ما ذكرت من عقل ومنطق وحس جمالي وحس أخلاقي
وضمير وهذه " التخريفة " التي اسمها الذات أو ال أنا كل هذه
ملحق بالجسد ثانوي عليه تابع له يأتمر بأمره ويقوم على خدمته
ويتولى إشباع شهواته وأهوائه.
هذا كلام إخواننا الماديين وهو خطأ ، فالحقيقة أن الجسد تابع
وليس متبوعا مأمور وليس آمرا ألا يجوع الجسد فنرفض إمداده
بالطعام لأننا قررنا أن نصوم هذا اليوم لله .. ألا يتحرك بشهوة
فنزجره ؟!
ألا نصحوا في الصباح فيبدأ الجسد تلقائيا في تنفيذ خطة عمل
وضعها العقل وصنف بنودها بندا بندا .. من ساعة إلى ساعة من
التابع هنا ومن المتبوع ؟
ولحظة التضحية بالنفس حينما يضع الفدائي حزام الديناميت حول
جسده ويتقدم ليحطم الدبابة ومن فيها .. أين جسده هنا .. أين
المصلحة المادية التي يحققها بموته .. ومن الذي يأمر الآخر .. إن
الروح تقرر إعدام الجسد في لحظة مثالية تماما لا يمكن أن
يفسرها مذهب مادي بأي مكسب مادي والجسد لا يستطيع أن
يقاوم هذا الأمر .. ولا يملك أي قوة لمواجهته ، لا يملك إلا أن
يتلاشى تماما .. وهنا يظهر أي الوجودين هو الأعلى .. وأي
الطبيعتين هي الإنسان حقا.
وعندنا اليوم أكثر من دليل على أن الجسد هو الوجود الثانوي .. ما
يجري الآن من حوادث البتر والاستبدال وزرع الأعضاء .. وما نقرأه
عن القلب الإلكتروني والكلية الصناعية وبنك الدم وبنك العيون
ومخازن الإكسسوار البشري حيث يجري تركيب السيقان والأذرع
والقلوب.
ولن تكون نكتة أن يدخل العريس على عروسه سنة 2000
فيجدها تخلع طقم الأسنان والباروكة والنهود الكاوتشوك والعين
الصناعية والساق الخشبية فلا يتبقى منها إلا هيكل مثل شاسيه
السيارة بعد نزع الجلد والكراسي والأبواب.
إلى هذه الدرجة يجري فك الجسم وتركيبه واستبداله دون أن
يحدث شيء للشخصية لأن هذه الذراع أو تلك الساق أو ذلك
الشعر أو العين أو النهد كل هذه الأشياء ليست هي الإنسان ..
فها هي تنقل وتستبدل وتوضع مكانها بطاريات ومسامير وقطع
من الألومنيوم دون أن يحدث شيء .. فالإنسان ليس هذه الأعضاء
وإنما هو الروح الجالسة على عجلة القيادة لتدير هذه الماكينة
التي اسمها الجسد .
إنها الإدارة التي يمثلها مجلس إدارة من خلايا المخ .. ولكنها
ليست المخ.
فالمخ مثله مثل خلايا الجسد يصدع بالأوامر التي تصدر إليه ويعبر
عنها ولكنه في النهاية ليس أكثر من قفاز لها .. قفاز تلبسه هذه
اليد الخفية التي اسمها الروح وتتصرف به في العالم المادي.
نفهم من هذه الشواهد كلها أن الإنسان له طبيعتان:
طبيعة جوهرية حاكمة هي روحه.
وطبيعة ثانوية زائلة هي جسده.
وما يحدث بالموت أن الطبيعة الزائلة تلتحق بالزوال والطبيعة
الخالدة تلتحق بالخلود فيلتحق الجسد بالتراب وتلتحق الروح
بعالمها الباقي.
ولعشاق الفلسفة نقدم دليلا آخر على وجود الروح من الخاصية
التي تتميز بها الحركة.
فالحركة لا يمكن رصدها إلا من خارجها.
لا يمكن أن تدرك الحركة وأن تتحرك معها في نفس الفلك وإنما لا
بد من عتبة خارجية تقف تقف عليها لترصدها .. ولهذا تأتي عليك
لحظة وأنت في أسانسير متحرك لا تستطيع أن تعرف هل هو
واقف أم متحرك لأنك أصبحت قطعة واحدة معه في حركته .. لا
تستطيع ادراك هذه الحركة إلا إذا نظرت من باب الأسانسير إلى
الرصيف الثابت في الخارج.
ونفس الحالة في قطار يسير بنعومة على القضبان .. لا تدرك
حركة مثل هذا القطار وأنت فيه إلا لحظة شروعه في الوقوف أو
لحظة إطلالك من النافذة على الرصيف الثابت في الخارج.
وبالمثل لا يمكنك رصد الشمس وأنت فوقها ولكن يمكنك رصدها
من القمر أو الأرض .. كما لا يمكنك رصد الأرض وأنت تسكن عليها
وإنما تستطيع رصدها من القمر.
لا تستطيع أن تحيط بحالة إلا إذا خرجت خارجها.
ولهذا ما كنا نستطيع إدراك مرور الزمن لولا أن الجزء المدرك فينا
يقف على عتبة منفصلة وخارجة عن هذا المرور الزمني المستمر
" أي على عتبة خلود " .ولو كان إدراكنا يقفز مع عقرب الثواني كل
لحظة لما استطعنا أن ندرك هذه الثواني أبدا ، ولا نصرم إدراكنا
كما تنصرم الثواني بدون أن يلاحظ شيئا.
وهي نتيجة مذهلة تعني أن هناك جزءا من وجودنا خارجا عن
إطار المرور الزمني " أي خالد " هو الذي يلاحظ الزمن من عتبة
سكون ويدركه دون أن يتورط فيه ولهذا لا يكبر ولا يشيخ ولا يهرم
ولا ينصرم .. ويوم يسقط الجسد ترابا سوف يظل هذا الجزء على
حاله حيا حياته الخاصة غير الزمنية هذا الجز هو الروح.
وكل منا يستطيع أن يحس بداخله هذا الوجود الروحي على صورة
حضور وديمومة وشخوص وكينونة مغايرة تماما للوجود المادي
المتغير المتقلب النابض مع الزمن خارجه.
هذه الحالة الداخلية التي ندركها في لحظات الصحو الباطني
والتي أسميتها حالة حضور .. هي المفتاح الذي يقودنا إلى
الوجود الروحي بداخلنا ويضع يدنا على هذا اللغز الذي اسمه
الروح...
ودليل آخر على طبيعتنا الروحية هو شعورنا الفطري بالحرية ، ولو
كنا أجساما مادية ضمن إطار حياة مادية تكمنا القوانين المادية
الحتمية لما كان هناك معنى لهذا الشعور الفطري بالحرية.
لنا الروح إذا تعلو على الزمن وتتخطى الموت وتتخطى الحتميات
المادية.
ماذا عن البعث إذا.
لم يعد أحد بعد الموت ليخبرنا ماذا جرى له.
ولم يأت يوم البعث لنقدم دليلا ملموسا أو شاهد عيان.
وكل ما يمكن قوله في موضوع البعث أنه حقيقة دينية يرجحها
العقل والعلم.
لماذا يرجحها العقل والعلم ؟
لأن شواهد الوجود وظواهره تشير جميعها إلى أن هناك عودا
على بدء ودورة لكل شيء .. بعد النهار يأتي الليل ثم يعود من
جديد فيأتي النهار ، والشمس تشرق ثم تغرب ثم تعود فتشرق.
الصيف والخريف والشتاء والربيع ثم تعود فتتكرر الدورة من جديد
فيأتي الصيف ثم الخريف ثم الشتاء الخ..بعد اليقظة ونوم الليل
نعود فنستيقظ من جديد .. وهذا يرجح أنه بعد رقود الموت هناك
صحوة بعث .. لأن هناك عودا لكل شيء .. والله يسمي نفسه في
القرآن المبدئ المعيد.
( كما بدأكم تعودون ).
(يبدأ الخلق ثم يعيده ).
ألا يدور كل شيء في فلك من الذرة إلى المجرة ، حتى الحضارات
لها دورات والتاريخ له دورات.
الدليل الآخر على البعث هو النظام المحكم الذي ليس فيه بادرة
خلل واحدة من أكبر المجرات حتى أصغر الذرات حتى الإلكترون
الذي لا يرى نجد النظام والقانون يهيمن على كل شيء .. حتى
الإلكترون المتناهي في الصغر لا يستطيع أن ينتقل من فلك إلى
فلك في الذرة إلا إذا أعطى أو أخذ مقدارا من الطاقة يساوي
حركته .. وكأنه راكب قطار لا يستطيع ،،،،، أي مكان بدون تذكرة ..
فكيف نتصور في هذا النظام ،،،،، يهرب قاتل أو يفر ظالم من
الجزاء لمجرد أنه ضلل ،،،،، إن العقل يتصور أنه لابد سيلقى جزاءه
حتما ، وإن هناك لابد عالما آخر يسوى فيه الحساب .. هكذا يقول
العدل.
ونحن مفطورون على تحري العدل وعلى حب العدل والبحث عن
العدل ومحاولة تحقيق العدل.
ومع ذلك فالعدل في الدنيا غير موجود.
وكما يقول أهل الفكر إذا كان الظمأ إلى الماء يدل على وجود الماء
.. فلا بد أن الظمأ إلى العدل يدل على وجود العدل .. فإن لم يكن
موجودا في دنيانا فلا بد أن له يوما وساعة تنصب فيها موازينه.
كل هذه مؤشرات تشير وترجح أن هناك بعثا وحسابا وعالما آخر.
والمؤمن الذي يصدق القرآن في غير حاجة إلى هذه الاستدلالات
لأنه آمن بقلبه وأراح نفسه من الجدل.
يبقى بعد ذلك أن نسأل وما الروح:
( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم
إلا قليلا)
هي لغز ولا أحد يعلم عنها شيئا.
والعجيب أنه كلما جاء ذكر الروح في القرآن ذكرت معها كلمة من
أمر ربي.
( يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده ).
( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ).
( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ).
( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا )
دائما كلمة " من أمرنا " .. " من أمره " .. " من أمر ربي " .. كلما
ذكرت الروح .
أيكون أمر الله روحا ؟
وكلمة الله روحا ؟
ألم يقل الله عن المسيح عليه السلام أنه:
( كلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم ).
وأنه:
(كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ).
الكلمة .. الأمر .. الروح .. هل هي ألفاظ مترادفة لمعنى واحد.
هي مجرد إشارات.
ولا أحد يعلم الحقيقة إلا العليم.
يبقى بعد ذلك سؤالك عن تحضير الأرواح.
وتحضير الأرواح عندنا أمر مشكوك فيه.
مشكوك فيه أنه ظواهر الغرفة المظلمة سببها حضور روح فلان أو
علان.
ومفكر كبير مثل هنري سودر يقول: إن تلك الظواهر مصدرها
العقل الباطن للوسيط والقوى الروحية للوسيط ذاته.. ولاشيء
يحضر بالمرة.
ويقول المفكرون الهنود : إن الذي يتلبس الوسيط أثناء التحضير
هي أرواح سفلية تعرف بعض الأشياء عن الموتى وتستخدمها
في السخرية بعقول الموجودين والضحك عليهم.
ويقول الصوفية المسلمون إن الذي يحضر في تلك الجلسات ليس
الروح ولكن القرين ، وهو الجن الذي كان يصاحب الميت أثناء حياته
..وهو بحكم هذه الصحبة يعرف أسراره .. ولأن الجن معمر فإنه
يبقى حيا بعد موت صاحبه .. وهو الذي يحضر الجلسات ويفشي
أسرار صاحبه ويقلد صوته وعاداته ليسخر من الموجودين على
عادة الجن في عدائهم للإنسان.
وهم يقولون : إننا إذا دققنا جرس المكتب فإن الذي يحضر هو
الخادم .. أما السادة فإنهم لا يتركون عالمهم ويحضرون بهذه
السذاجة وبالمثل في عالم الأرواح .. فالذي يحضر في الجلسات
ويهرج على الموجودين هي الأرواح السفلية والجن ومن في
مستواهم .
أما الأرواح البشرية فهي في عالم آخر هو عالم البرزخ ولا يمكن
استحضارها .. ولكنها قد تتصل بمن تحب في الحلم أو في اليقظة
إذا توفرت الظروف الملائمة.
ومن الجلسات الكثيرة التي حضرناها ومما جمعنا من خبرة خاصة
في هذا الموضوع نقول :أنه لا يوجد دليل واحد على أن ظواهر
الغرفة المظلمة سببها حضور الروح المطلوبة.
وربما كان رأي الصوفية المسلمين أكثر الآراء تفسيرا لما يحدث.
والمسألة ما زالت قيد البحث.
وللأسف الشعوذات في هذا الموضوع أكثر من الحقائق .. والكلمة
الأخيرة لم تقل بعد.
لا شك أنك سوف تضحك على كلمات مثل الجن والأرواح السفلية
.. والقرين.
ولك عذرك .. فإذا آنت لا تؤمن بروحك أنت فكيف يتوقع منك أن
تؤمن بجني..
وإذا آنت لا تؤمن بالله فكيف ينتظر منك أن تؤمن بشياطينه.
ومع ذلك لو كنت ولدت منذ مئة سنة وجاءك رجل يحدثك عن
أشعة غير منظورة تخرق الحديد ، وصور تنتقل في الهواء عبر
المحيطات في أقل من ثانية ، ورائد فضاء يمشي على تراب القمر
.. ألم تكن تضحك وتقهقه وتستلقي على قفاك أضعاف ما تضحك
الآن .. وتقول لنفسك .. هذا رجل هارب من مستشفى المجانين
ومع ذلك فيا لها من حقائق ملء السمع والبصر الآن.
من كتــاب حوار مع صديقي الملحد
للدكتور مصطفى محمود رحمه الله... ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حوار مع صديقي الملحد
الروح ؟
قال صديقي الدكتور وهو يعلم هذه المرة أن الإشكال سيكون
عسيرا.
_ما دليلك على أن الإنسان له روح وأنه يبعث بعد موت وأنه ليس
مجرد الجسد الذي ينتهي إلى تراب . وماذا يقول دينكم في
تحضير الأرواح ؟
قلت بعد برهة تفكير:
- لاشك أن السؤال اليوم صعب والكلام عن الروح ضرب في تيه
والحقائق الموجودة قليلة ولكنها مع ذلك في صفنا نحن وليست
في صفكم.
ومضيت برهة أغرقت فيها في التفكير ثم قلت مردفا:
- فكر معي قليلا . إن أول المؤشرات التي تساعدنا على التدليل
على وجود الروح.
أن الإنسان ذو طبيعة مزدوجة.
الإنسان له طبيعتان:
طبيعة خارجية ظاهرة مشهودة هي جسده تتصف بكل صفات
المادة ، فهي قابلة للوزن والقياس متحيزة في المكان متزمنة
بالزمان دائمة التغير والحركة والصيرورة من حال إلى حال ومن
لحظة إلى لحظة فالجسد تتداول عليه الأحوال من صحة إلى
مرض إلى سمنة إلى هزال إلى تورد إلى شحوب إلى نشاط إلى
كسل إلى نوم إلى يقظة إلى جوع إلى شبع ، وملحق بهذه
الطبيعة الجسدية شريط من الانفعالات والعواطف والغرائز
والمخاوف لا يكف لحظة عن الجريان في الدماغ.
ولأن هذه الطبيعة والانفعالات الملحقة بها تتصف بخواص المادة
نقول إن جسد الإنسان ونفسه الحيوانية هما من المادة.
ولكن هناك طبيعة أخرى مخالفة تماما للأولى ومغايرة لها في
داخل الإنسان.
طبيعة من نوع آخر تتصف بالسكون واللازمان واللامكان والديمومة
. هي العقل بمعاييره الثابتة وأقيسته ومقولاته . والضمير
بأحكامه ، والحس الجمالي ، وال أنا التي تحمل كل تلك الصفات "
من عقل وضمير وحس جمالي وحس أخلاقي."
وال أنا غير الجسد تماما وغير النفس الحيوانية التي تلتهب بالجوع
والشبق.
ال أنا هي الذات العميقة المطلقة وعن طريق هذه الذات
والكينونة والشخوص والمثول في العالم . وبأنه هنا وبأنه كان
دائما هنا . وهو شعور ثابت ممتد لا يطرأ عليه التغير لا يسمن ولا
يهزل ولا يمرض لولا يتصف بالزمان . وليس فيه ماض وحاضر
ومستقبل . إنما هو " كن " مستمر لا ينصرم كما ينصرم الماضي .
وإنما يتمثل في شعور بالدوام . بالديمومة.
هنا نوع آخر من الوجود لا يتصف بصفات المادة فلا هو يطرأ عليه
التغير ولا هو يتحيز في المكان أو يتزمن بالزمان ولا هو يقبل الوزن
والقياس . بالعكس نجد أن هذا الوجود هو الثابت الذي نقيس به
المتغيرات والمطلق الذي نعرف به كل ما هو نسبي في عالم
المادة.
وأصدق ما نصف به هذا الوجود أنه روحي وأن طبيعته روحية.
ولنا أن نسأل بعد ذلك.
أي الطبيعتين هي الإنسان حقا.
هل الإنسان بالحقيقة هو جسده أو روحه.
ولنعرف الجواب علينا أن نبحث أي الطبيعتين هي الحاكمة على
الأخرى.
يقول لنا الماديون أن الإنسان هو جسده ، وأن الجسد هو الحاكم
وأن كل ما ذكرت من عقل ومنطق وحس جمالي وحس أخلاقي
وضمير وهذه " التخريفة " التي اسمها الذات أو ال أنا كل هذه
ملحق بالجسد ثانوي عليه تابع له يأتمر بأمره ويقوم على خدمته
ويتولى إشباع شهواته وأهوائه.
هذا كلام إخواننا الماديين وهو خطأ ، فالحقيقة أن الجسد تابع
وليس متبوعا مأمور وليس آمرا ألا يجوع الجسد فنرفض إمداده
بالطعام لأننا قررنا أن نصوم هذا اليوم لله . ألا يتحرك بشهوة
فنزجره ؟!
ألا نصحوا في الصباح فيبدأ الجسد تلقائيا في تنفيذ خطة عمل
وضعها العقل وصنف بنودها بندا بندا . من ساعة إلى ساعة من
التابع هنا ومن المتبوع ؟
ولحظة التضحية بالنفس حينما يضع الفدائي حزام الديناميت حول
جسده ويتقدم ليحطم الدبابة ومن فيها . أين جسده هنا . أين
المصلحة المادية التي يحققها بموته . ومن الذي يأمر الآخر . إن
الروح تقرر إعدام الجسد في لحظة مثالية تماما لا يمكن أن
يفسرها مذهب مادي بأي مكسب مادي والجسد لا يستطيع أن
يقاوم هذا الأمر . ولا يملك أي قوة لمواجهته ، لا يملك إلا أن
يتلاشى تماما . وهنا يظهر أي الوجودين هو الأعلى . وأي
الطبيعتين هي الإنسان حقا.
وعندنا اليوم أكثر من دليل على أن الجسد هو الوجود الثانوي . ما
يجري الآن من حوادث البتر والاستبدال وزرع الأعضاء . وما نقرأه
عن القلب الإلكتروني والكلية الصناعية وبنك الدم وبنك العيون
ومخازن الإكسسوار البشري حيث يجري تركيب السيقان والأذرع
والقلوب.
ولن تكون نكتة أن يدخل العريس على عروسه سنة 2000
فيجدها تخلع طقم الأسنان والباروكة والنهود الكاوتشوك والعين
الصناعية والساق الخشبية فلا يتبقى منها إلا هيكل مثل شاسيه
السيارة بعد نزع الجلد والكراسي والأبواب.
إلى هذه الدرجة يجري فك الجسم وتركيبه واستبداله دون أن
يحدث شيء للشخصية لأن هذه الذراع أو تلك الساق أو ذلك
الشعر أو العين أو النهد كل هذه الأشياء ليست هي الإنسان .
فها هي تنقل وتستبدل وتوضع مكانها بطاريات ومسامير وقطع
من الألومنيوم دون أن يحدث شيء . فالإنسان ليس هذه الأعضاء
وإنما هو الروح الجالسة على عجلة القيادة لتدير هذه الماكينة
التي اسمها الجسد .
إنها الإدارة التي يمثلها مجلس إدارة من خلايا المخ . ولكنها
ليست المخ.
فالمخ مثله مثل خلايا الجسد يصدع بالأوامر التي تصدر إليه ويعبر
عنها ولكنه في النهاية ليس أكثر من قفاز لها . قفاز تلبسه هذه
اليد الخفية التي اسمها الروح وتتصرف به في العالم المادي.
نفهم من هذه الشواهد كلها أن الإنسان له طبيعتان:
طبيعة جوهرية حاكمة هي روحه.
وطبيعة ثانوية زائلة هي جسده.
وما يحدث بالموت أن الطبيعة الزائلة تلتحق بالزوال والطبيعة
الخالدة تلتحق بالخلود فيلتحق الجسد بالتراب وتلتحق الروح
بعالمها الباقي.
ولعشاق الفلسفة نقدم دليلا آخر على وجود الروح من الخاصية
التي تتميز بها الحركة.
فالحركة لا يمكن رصدها إلا من خارجها.
لا يمكن أن تدرك الحركة وأن تتحرك معها في نفس الفلك وإنما لا
بد من عتبة خارجية تقف تقف عليها لترصدها . ولهذا تأتي عليك
لحظة وأنت في أسانسير متحرك لا تستطيع أن تعرف هل هو
واقف أم متحرك لأنك أصبحت قطعة واحدة معه في حركته . لا
تستطيع ادراك هذه الحركة إلا إذا نظرت من باب الأسانسير إلى
الرصيف الثابت في الخارج.
ونفس الحالة في قطار يسير بنعومة على القضبان . لا تدرك
حركة مثل هذا القطار وأنت فيه إلا لحظة شروعه في الوقوف أو
لحظة إطلالك من النافذة على الرصيف الثابت في الخارج.
وبالمثل لا يمكنك رصد الشمس وأنت فوقها ولكن يمكنك رصدها
من القمر أو الأرض . كما لا يمكنك رصد الأرض وأنت تسكن عليها
وإنما تستطيع رصدها من القمر.
لا تستطيع أن تحيط بحالة إلا إذا خرجت خارجها.
ولهذا ما كنا نستطيع إدراك مرور الزمن لولا أن الجزء المدرك فينا
يقف على عتبة منفصلة وخارجة عن هذا المرور الزمني المستمر
" أي على عتبة خلود " .ولو كان إدراكنا يقفز مع عقرب الثواني كل
لحظة لما استطعنا أن ندرك هذه الثواني أبدا ، ولا نصرم إدراكنا
كما تنصرم الثواني بدون أن يلاحظ شيئا.
وهي نتيجة مذهلة تعني أن هناك جزءا من وجودنا خارجا عن
إطار المرور الزمني " أي خالد " هو الذي يلاحظ الزمن من عتبة
سكون ويدركه دون أن يتورط فيه ولهذا لا يكبر ولا يشيخ ولا يهرم
ولا ينصرم . ويوم يسقط الجسد ترابا سوف يظل هذا الجزء على
حاله حيا حياته الخاصة غير الزمنية هذا الجز هو الروح.
وكل منا يستطيع أن يحس بداخله هذا الوجود الروحي على صورة
حضور وديمومة وشخوص وكينونة مغايرة تماما للوجود المادي
المتغير المتقلب النابض مع الزمن خارجه.
هذه الحالة الداخلية التي ندركها في لحظات الصحو الباطني
والتي أسميتها حالة حضور . هي المفتاح الذي يقودنا إلى
الوجود الروحي بداخلنا ويضع يدنا على هذا اللغز الذي اسمه
الروح..
ودليل آخر على طبيعتنا الروحية هو شعورنا الفطري بالحرية ، ولو
كنا أجساما مادية ضمن إطار حياة مادية تكمنا القوانين المادية
الحتمية لما كان هناك معنى لهذا الشعور الفطري بالحرية.
لنا الروح إذا تعلو على الزمن وتتخطى الموت وتتخطى الحتميات
المادية.
ماذا عن البعث إذا.
لم يعد أحد بعد الموت ليخبرنا ماذا جرى له.
ولم يأت يوم البعث لنقدم دليلا ملموسا أو شاهد عيان.
وكل ما يمكن قوله في موضوع البعث أنه حقيقة دينية يرجحها
العقل والعلم.
لماذا يرجحها العقل والعلم ؟
لأن شواهد الوجود وظواهره تشير جميعها إلى أن هناك عودا
على بدء ودورة لكل شيء . بعد النهار يأتي الليل ثم يعود من
جديد فيأتي النهار ، والشمس تشرق ثم تغرب ثم تعود فتشرق.
الصيف والخريف والشتاء والربيع ثم تعود فتتكرر الدورة من جديد
فيأتي الصيف ثم الخريف ثم الشتاء الخ.بعد اليقظة ونوم الليل
نعود فنستيقظ من جديد . وهذا يرجح أنه بعد رقود الموت هناك
صحوة بعث . لأن هناك عودا لكل شيء . والله يسمي نفسه في
القرآن المبدئ المعيد.
( كما بدأكم تعودون ).
(يبدأ الخلق ثم يعيده ).
ألا يدور كل شيء في فلك من الذرة إلى المجرة ، حتى الحضارات
لها دورات والتاريخ له دورات.
الدليل الآخر على البعث هو النظام المحكم الذي ليس فيه بادرة
خلل واحدة من أكبر المجرات حتى أصغر الذرات حتى الإلكترون
الذي لا يرى نجد النظام والقانون يهيمن على كل شيء . حتى
الإلكترون المتناهي في الصغر لا يستطيع أن ينتقل من فلك إلى
فلك في الذرة إلا إذا أعطى أو أخذ مقدارا من الطاقة يساوي
حركته . وكأنه راكب قطار لا يستطيع ،،،،، أي مكان بدون تذكرة .
فكيف نتصور في هذا النظام ،،،،، يهرب قاتل أو يفر ظالم من
الجزاء لمجرد أنه ضلل ،،،،، إن العقل يتصور أنه لابد سيلقى جزاءه
حتما ، وإن هناك لابد عالما آخر يسوى فيه الحساب . هكذا يقول
العدل.
ونحن مفطورون على تحري العدل وعلى حب العدل والبحث عن
العدل ومحاولة تحقيق العدل.
ومع ذلك فالعدل في الدنيا غير موجود.
وكما يقول أهل الفكر إذا كان الظمأ إلى الماء يدل على وجود الماء
. فلا بد أن الظمأ إلى العدل يدل على وجود العدل . فإن لم يكن
موجودا في دنيانا فلا بد أن له يوما وساعة تنصب فيها موازينه.
كل هذه مؤشرات تشير وترجح أن هناك بعثا وحسابا وعالما آخر.
والمؤمن الذي يصدق القرآن في غير حاجة إلى هذه الاستدلالات
لأنه آمن بقلبه وأراح نفسه من الجدل.
يبقى بعد ذلك أن نسأل وما الروح:
( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم
إلا قليلا)
هي لغز ولا أحد يعلم عنها شيئا.
والعجيب أنه كلما جاء ذكر الروح في القرآن ذكرت معها كلمة من
أمر ربي.
( يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده ).
( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ).
( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ).
( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا )
دائما كلمة " من أمرنا " . " من أمره " . " من أمر ربي " . كلما
ذكرت الروح .
أيكون أمر الله روحا ؟
وكلمة الله روحا ؟
ألم يقل الله عن المسيح عليه السلام أنه:
( كلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم ).
وأنه:
(كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ).
الكلمة . الأمر . الروح . هل هي ألفاظ مترادفة لمعنى واحد.
هي مجرد إشارات.
ولا أحد يعلم الحقيقة إلا العليم.
يبقى بعد ذلك سؤالك عن تحضير الأرواح.
وتحضير الأرواح عندنا أمر مشكوك فيه.
مشكوك فيه أنه ظواهر الغرفة المظلمة سببها حضور روح فلان أو
علان.
ومفكر كبير مثل هنري سودر يقول: إن تلك الظواهر مصدرها
العقل الباطن للوسيط والقوى الروحية للوسيط ذاته. ولاشيء
يحضر بالمرة.
ويقول المفكرون الهنود : إن الذي يتلبس الوسيط أثناء التحضير
هي أرواح سفلية تعرف بعض الأشياء عن الموتى وتستخدمها
في السخرية بعقول الموجودين والضحك عليهم.
ويقول الصوفية المسلمون إن الذي يحضر في تلك الجلسات ليس
الروح ولكن القرين ، وهو الجن الذي كان يصاحب الميت أثناء حياته
.وهو بحكم هذه الصحبة يعرف أسراره . ولأن الجن معمر فإنه
يبقى حيا بعد موت صاحبه . وهو الذي يحضر الجلسات ويفشي
أسرار صاحبه ويقلد صوته وعاداته ليسخر من الموجودين على
عادة الجن في عدائهم للإنسان.
وهم يقولون : إننا إذا دققنا جرس المكتب فإن الذي يحضر هو
الخادم . أما السادة فإنهم لا يتركون عالمهم ويحضرون بهذه
السذاجة وبالمثل في عالم الأرواح . فالذي يحضر في الجلسات
ويهرج على الموجودين هي الأرواح السفلية والجن ومن في
مستواهم .
أما الأرواح البشرية فهي في عالم آخر هو عالم البرزخ ولا يمكن
استحضارها . ولكنها قد تتصل بمن تحب في الحلم أو في اليقظة
إذا توفرت الظروف الملائمة.
ومن الجلسات الكثيرة التي حضرناها ومما جمعنا من خبرة خاصة
في هذا الموضوع نقول :أنه لا يوجد دليل واحد على أن ظواهر
الغرفة المظلمة سببها حضور الروح المطلوبة.
وربما كان رأي الصوفية المسلمين أكثر الآراء تفسيرا لما يحدث.
والمسألة ما زالت قيد البحث.
وللأسف الشعوذات في هذا الموضوع أكثر من الحقائق . والكلمة
الأخيرة لم تقل بعد.
لا شك أنك سوف تضحك على كلمات مثل الجن والأرواح السفلية
. والقرين.
ولك عذرك . فإذا آنت لا تؤمن بروحك أنت فكيف يتوقع منك أن
تؤمن بجني.
وإذا آنت لا تؤمن بالله فكيف ينتظر منك أن تؤمن بشياطينه.
ومع ذلك لو كنت ولدت منذ مئة سنة وجاءك رجل يحدثك عن
أشعة غير منظورة تخرق الحديد ، وصور تنتقل في الهواء عبر
المحيطات في أقل من ثانية ، ورائد فضاء يمشي على تراب القمر
. ألم تكن تضحك وتقهقه وتستلقي على قفاك أضعاف ما تضحك
الآن . وتقول لنفسك . هذا رجل هارب من مستشفى المجانين
ومع ذلك فيا لها من حقائق ملء السمع والبصر الآن.
من كتــاب حوار مع صديقي الملحد
للدكتور مصطفى محمود رحمه الله. ❝